هذا يشمل اهل الكبائر ولا يخرجهم من ذلك والله تعالى قد قال في تصنيف الذين اصطفى من اهل الايمان قال جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد على آله وصحبه اجمعين. اما بعد فاللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى واهل الكبائر من امة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا لدون اذا ماتوا وهم موحدون وان لم يكونوا تائبين بعد ان لقوا الله عارفين مؤمنين هم في مشيئته وحكمه ان شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله كما ذكر عز وجل في كتابه ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وان شاء عذبهم في النار بعدله. ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من من اهل طاعته ثم يبعثهم الى جنته وذلك بان الله تعالى تولى اهل معرفته ولم يجعلهم في في الدارين كاهل نكرته الذين خابوا من هدايته ولم ينالوا من ولايته. اللهم يا ولي الاسلام واهله ثبت ثبتنا على الاسلام حتى نلقاك به. امين يا رب يا حي يا قيوم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله واهل الكبائر من امة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون هذه المسألة من مسائل الايمان وهي وهي متعلقة الاحكام اي احكام الاخرة فاهل الكبائر وقعوا في ذنوب عظيمة واثام كبيرة فبين حالهم رحمه الله بانهم في النار لا يخلدون وانا لهم ما نالهم من العقاب ان شاء الله ان يعاقبهم فهم لا يخلدون فالمنفي هو الخلود في النار وليس العقوبة بالنار بل العقوبة بالنار قد تكون لاهل الكبائر اذا استحقوا ذلك وقولوا رحمه الله اهل الكبائر اي اصحابها وهم اصحاب الذنوب الكبيرة العظيمة والذنوب تنقسم الى قسمين كبائر وصغائر كما دل على ذلك القرآن قال الله جل وعلا الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة وقال تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريمة وقال والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش واذا ما غضبوا هم يغفرون قد جاء في الصحيح من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فقال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور وهذا بين الكبائر بغض النظر عن كونها مكفرة او لا فادخل فيها الشرك لانه اكبر الكبائر فاكبر الكبائر واعظمها الاشراك بالله. لكن الكبائر منها ما دون ذلك من الذنوب التي لا يخرج بها اصحابها من الاسلام وقد اختلف العلماء رحمهم الله في عد الكبائر فمنهم من قال انها سبع ومنهم من قال انها سبعة عشر انها سبع عشرة كبيرة ومنهم من قال انها الى السبعين اقرب او الى السبع مئة اقرب وهذا طريق من عدها. اما طريق من ظبطها وهو من جعل لها حدا ضابطا فايضا تنوعت عباراتهم في ظبط الكبيرة ومن اقدم ما ورد في ذلك ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار او غضب او لعنة او عذاب هذا اقدم ما نقل في ضبط الكبائر الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار او غضب او لعنة او عذاب وقريب من هذا ما نقل عن الامام احمد رحمه الله انه قال في حد الكبيرة انها ما يوجب حدا في الدنيا ووعيدا في الاخرة هذا قريب من مما ذكر آآ ابن عباس رضي الله عنه كالوعيد بدخول النار مثلا واللعن وما اشبه ذلك واقرب ما يقال في حد كبيرة انها كل ذنب في فيه حد في الدنيا او وعيد في الاخرة كغضب الله ولعنته والوعيد بالنار وما اشبه ذلك فكل ما فيه حد في الدنيا اي فرض الله له عقوبة حدية في الدنيا او وعيد في الاخرة ولو لم يكن له عقوبة كترك الصلاة مثلا او او اضاعة الصلاة مثلا فانه يندرج في الكبائر فالزنا كبيرة والسرقة كبيرة والغيبة كبيرة والنميمة كبيرة والغش كبيرة والحقد كبيرة والحسد كبيرة والكبر كبيرة وهلم جر كبائر ظاهرة وباطنة وقوله رحمه الله اهل الكبائر اي اصحابها الذين لم يتوبوا منها اما من تاب والله كريم غفار تواب رحيم فمن تاب تاب الله عليه. فقول اصحاب الكبائر هم الذين لم يتوبوا منها سواء كان ذلك كبيرة واحدة او كبائر متعددة. كلهم داخلون في قوله واهل الكبائر لكن يخرج منها من تاب وقوله رحمه الله واهل الكبائر من امة محمد في النار لا يخلدون بياعا لعقد اهل السنة والجماعة من ان اصحاب الذنوب العظيمة اذا اذا لم يتوبوا منها فانهم يعاقبون بالنار وعقوبتهم في النار عقوبة غير مؤبدة ليست ابدية بل يخرجون من النار متى شاء فالله لا يخلد في النار احدا من اهل الايمان كما دلت على ذلك النصوص وجرى عليه سلف الامة وعقدهم فان نصوص فان نصوص الوعي تشمل الكبائر في قول الصحابة والائمة في قوله تعالى والذين امنوا وعملوا الصالحات نصوص الوعد تشمل اهل الكبائر كقوله تعالى والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار. فاهل الكبائر ما دام انهم مؤمنون وعندهم عمل صالح فهم مندرجون في هذا الوعد وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة ظالم لنفسه وظلم النفس هنا يشمل كل ما يكون من المعاصي دون الشرك والكفر لان الشرك والكفر يخرج عن الاصطفاء لكن كل ما كان دون الكفر من المعاصي فانه يدخل في جملة الاصطفاء لوجود التوحيد والاقرار بالرسالة وهذا شيء عظيم وكبير ينبغي الا يستهين به الانسان ولذلك آآ الكبيرة مهما عظمت ما دامت انها لا تخرج عن التوحيد فانها تتضائل امام التوحيد من شهد ان لا اله الا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة لكن هذا لا يعني التهوك والتورط في في المعاصي لا حاشا فاننا لا نجرأ الناس على معصية الله لكننا ايضا لا نؤيسهم من رحمة الله فالخلود المنفي في قول المصنف رحمه الله لا يخلدون اي لا يبقون فيها بقاء دائما والخلود قد يطلق على طول المكث ولو لم يكن اه دائما كقوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها فذكر الله تعالى الخلود في القتل وهو من كبائر الذنوب وعظائم الاثم لكنه ليس خلودا مؤبدا كما دلت عليه النصوص فان كل من قال لا اله الا الله مآله الى الجنة اما الخلود الذي لا خروج معه من النار فهو خلود اهل الكفر على الشرك فذاك خلود ابدي سرمدي كما قال الله تعالى ان الذين ظلموا ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا وكان ذلك على الله يسيرا فذكر الله تعالى التأبيد وهذا احد ثلاثة مواضع ذكر الله تعالى فيها التأبيد بالخلود وهي اية النساء ان الذين كفروا وظلموا ولم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهاديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا وكان ذلك على وهي سيرة. الموضع الثاني ما ذكره الله تعالى في سورة الاحزاب في قوله ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا. الموطن الثالث واهل النار النار ثم يقول الله تعالى اخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان فيخرجون منها اي من النار قد اسودوا اي بسبب ما نالهم من العقوبة الذي ذكر الله تعالى فيه التأبيد في الخلود سورة الجن في قوله تعالى ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا هذه مواضع ثلاثة ذكر الله تعالى فيها التأبيد آآ للخلود وما عدا ذلك فلم يذكر التأبيد قال رحمه الله ببيان اشتراط عدم الخلود في النار قال اذا ماتوا وهم موحدون اي ان شرط عدم خلود اهل الكبائر في النار ان يموتوا على التوحيد وادلة هذا الشرط كثيرة منها ما في الصحيحين من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار من قال لا اله الا الله جاء بالتوحيد وفي قلبه وزن شعيرة من خير ثم قال يخرج من النار من قال لا اله الا الله في قلبه وزن برة من خير ثم قال يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير وكذلك حديث الشفاعة ومنها ما رواه الشيخان من حديث انس ايضا وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ربي ائذن لي في من قال لا اله الا الله ائذن لي اي اشفع في من قال لا اله الا الله فيقول الله تعالى وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي. هذا قسم عظيم باربعة باربع صفات وعزتي وجلالي كبريائي وعظمتي لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله لا اله الا الله وهذا يبين عظيم فضل هذه الكلمة وانها كلمة عظيمة بها النجاة من كل سوء وشر في الدنيا والاخرة والله يقسم هذا القسم ليبين عظيم هذه الكلمة هو حقه جل في علاه الذي تفضل به على عباده ان من اقر بهذا الحق صادقا من قلبه اخرجه الله تعالى من النار قال رحمه الله وان لم يكونوا تائبين. اي ان اهل الكبائر لا يخلدون في النار اذا دخلوها وان لم يتوبوا بلغاية ما يكون ان ان يدخلهم الله تعالى النار فيمحصون فيها فيعاقبون على ذنوبهم ويطهرون من اثامهم ثم يخرجون منها كما سيأتي في كلام المصنف رحمه الله قال وان لم يكونوا تائبين بعد ان لقوا الله عارفين مؤمنين. هذا تأكيد لما تقدم من ان الذي انجاهم من تلك العقوبة ومن النار وجهنم هو التوحيد وفي قوله اذا ماتوا وهم موحدين والمعنى ان اهل الكبائر لا يخلدون في النار وان لم يتوبوا منها اي من الكبائر لاجل ما معهم من الايمان والعلم بالله عز وجل والمعرفة به ما فيكون ذلك مانعا من خلودهم وقوله رحمه الله بعد ذلك وهم في مشيئته وحكمه هذا بيان حال اهل الكبائر؟ هل لازمة لهم ام انها في المشيئة الله تعالى يقول في كتابه ان الله لا يغفر ان يشرك به فمنع المغفرة عن اهل الشرك والكفر ثم قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وهذا ما اشار اليه من ان اهل الكبائر مهما تنوعت كبائرهم وتعددت وعظمت وكثرت هم في مشيئة الله وحكمه ان شاء غفر لهم وعفا عنهم بفظله وان شاء عاقبهم كما قال تعالى في كتابه ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فالكبائر واهل التوحيد ان لم يتوبوا من ذنوبهم فامرهم الى الله ان شاء عقبهم واخذهم على ذنوبهم وان شاء غفر لهم فهم بين عدل الله وفضله فعبد الله يقتضي المؤاخذة كما قال تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها قال ومن يعمل سوءا يجزى به. هذا قانون العدل واما قانون الفضل فهو قوله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا فقوله رحمه الله في مشيئته وهم في مشيئته وحكمه هذا بيان حال اهل الكبائر من حيث دخولهم النار ابتداء فاذا دخلوها لا يخلدون هم يدخلونها اذا شاء الله ان يعاقبهم واما بعد دخولهم فهم لا يخلدون لذلك قال ثم يخرجهم منها برحمته يعني اذا ادخلهم اياها عقوبة على ما كان من سيئاتهم. فالله ينجي برحمته وفضله من دخل النار من اهل الكبائر من الموحدين باخراجهم منها كما دلت على ذلك النصوص فقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يخرج من النار من كان في قلبه ادنى ادنى ادنى ثلاث مرات مثقال ذرة من ايمان فلا يبقى في النار من كان في قلبه مثقال ذرة وزن ذرة من ايمان ووزن خردلة من ايمان ولذلك جاء في الصحيحين من حديث ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل اهل الجنة وكذلك في الصحيح من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه يأتي يخر ساجدا يوم القيامة فيقول الله تعالى يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع واشفع وسل تعطى واشفع تشفع فيقول يا ربي امتي امتي يشفع لامتي صلى الله عليه وسلم فيقول الله تعالى انطلق فاخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان. وفي رواية في رواية او الراوي شك فقال مثقال ذرة او خردلة من ايمان فانطلق فافعل ثم اعود فاحمده بتلك المحامد ثم اقر ساجدا فيقول يا محمد ارفع رأسك وقل واسمع وسل تعطى واشفع تشفع فاقول يا ربي امتي امتي فيقول اخرج من كان في قلبه ادنى ادنى ادنى. قال آآ حبة خردل منهما فاخرجوا من النار فانطلقوا فافعل زاد ابو سعيد قال ثم اعود الرابعة فاحمده بتلك المحامد فيقول الله تعالى بعد الابن فاقول يا ربي ائذن لي فيمن قال لا اله الا الله فيقول الحديث اللي ذكرناه قبل قليل وعزتي وجلالي وعظمتي وكبريائي اي لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله. هذا الحديث احفظوه. حديث ابي سعيد في الصحيحين. وهذا من اعظم احاديث اثبات الشفاعة وشموله لكل من قال لا اله الا الله نسأل الله ان يجعلنا من اهل لا اله الا الله القائمين بها العاملين بمقتضاها صلى الله وسلم عنه