الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد. احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه. واشهد ان لا اله الا الله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في هذا المجلس ان شاء الله تعالى نقرأ جملة من الايات والاحاديث في شأن طلب السقيا من الله جل وعلا وما كان عليه الناس من الاستسقاء بالنجوم. والله سبحانه وبحمده عالم الغيب والشهادة وهو على كل شيء قدير. فما من شيء الا والله جل وعلا عالم به محيط. وهو عليه جل في علاه قدير فلذلك لا تطلب الحاجات ولا تقضى المطلوبات ولا تبلغ المرغوب الا باللجأ اليه سبحانه وبحمده فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وكلما رسخ ايمان العبد في هذا المعنى وان الله على كل شيء قدير وانه سبحانه وبحمده ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وان الامر راجع اليه فهو الذي يقضيه وهو الذي يدبره فان ذلك يملأ قلب المؤمن افتقارا الى الله عز وجل. ولجاء اليه واعتصاما وقد قال سبحانه وبحمده يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد وكلما استشعر المؤمن فقره الى ربه وعظيم غناه جل في علاه عن خلقه زاد اقبالا عليه والحاحا في طلب حوائجه. فالله عز وجل امر عباده بان يتوجهوا اليه دون ما سواه. كما قال سبحانه وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. فكل الحوائج والمطالب وكل المسائل والمرغوبات انما تدرك من قبل رب الارض والسماوات سبحانه وبحمده. فهو الصمد الذي تقصده الخلائق كلها في ارضنا في ارض في ارض الله وسمائه. كل الخلق تقضى حوائجهم من قبله سبحانه وبحمده فاذا استشعر المؤمن هذا المعنى كان كما امر الله تعالى يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمت فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته. فاستكسوني اكسكم يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. فكلوا الحوائج المتعلقة بصلاح الابدان وصلاح الاديان وهداية القلوب. وكفاية الانسان. انما تقضى من قبل الله عز وجل. فاذا اقبل العبد على ربه وصدق في سؤاله وطلبه كان ذلك مبلغا له حاجته. فانه ما من احد توجهوا الى الله بطلب ولا يقصده بمسألة ولا ينزل به حاجة الا وعاد رابحا ناجحا ادرك مطلوبه عاجلا ام اجلا. فانه ما من احد يسأل الله عز وجل في غير اثم ولا قطيعة رحم الا ولابد ان يدرك شيئا من الخير. كما جاء ذلك فيما رواه اصحاب ابو السنن من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يدعو الله تعالى في بغير اثم ولا قطيعة رحم. الا اعطاه الله احدى ثلاث خصال. اما ان يعطيه ما سأل يعني يجيبه الى مسألة واما ان يدخرها له في الاخرة واما ان يصرف عنه من السوء يعني من الشر. وما يكرهه من من الاقدار والاقظية. واما ان يصرف عنه من السوء نظيرا او مثل ما سأل اي في منزلته ومرتبته قالوا اذا نكثر يا رسول الله يعني اذا كان الانسان على هذه الحال من انه لابد ان يدرك شيئا في سؤاله ربه وانه لن يعود الا بربح من دعاء الله عز وجل وسؤاله نكثر الدعاء والسؤال والطلب. قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الله اكثر. الله اكثر من مسائلكم. الله اكثر من مطالبكم. الله اعظم من ان يعجزه ما تسألون او يفقره جل في علاه ما تطلبون. فالامر كما جاء في الصحيح من حديث ابي ذر في تتمة الحديث السابق يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على صعيد واحد فسألني كل واحد مسألته فاعطيت كل واحد مسألته فان ذلك لا ينقص من ملكي شيئا سبحان من وسع ملكه الاملاك. فكل شيء اليه فقير وهو عن كل شيء غني. جل في علاه سبحانه وبحمده فلهذا ينبغي للمؤمن بان يملأ قلبه يقينا بان حوائجه انما تقضى من الله جل في علاه. وانه لا يبلغ ما يؤمل ولا يدرك شيئا من الخير الا باللجأ الى الله عز وجل بقدر ما معك من اللجأ الى الله عز والافتقار اليه تقضى حوائجك. فاذا انصرفت الى غيره كنت كمن قال الله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم وكانوا بعبادتهم كافرين. فالذين يدعون من دون الله ويطلبون في قضاء الحوائج وادراك المطلوبات. انما يطلب منهم عناء فهم لا يملكون حتى يعطوا. ولا يقدرون حتى يبلغوا السائلين مطالبهم فسل الملك القدير الذي هو الغني الكريم جل في علاه كل حوائجك واعلم انك لن تخيب في سؤال ربك. فانت ناجح في كل مسألة. مدرك كل مطلوب. سواء حقق الله لك ما تريد او عوضك عن ذلك بما يعوضك به من خير الدنيا والاخرة. فان الانسان قد يسأل ما سببا لهلاكه او سببا عثاره. فليس كل ما يسأله الناس يصلح لهم. ولكل ما يطلبونه تستقيم به احوالهم بل منها ما يكون سببا لهلاكهم. لذا جدير بالمؤمن ان يعي هذا الامر وان يعرف ان سؤاله الله عز وجل تقضى به الحاجات وانه لن يعود من سؤال الله الا بخير. جاء عن النبي صلى الله وسلم انه قال ان الله حي كريم يستحي ان يرفع العبد اليه يديه فيردهما صفرا هيبتين ان يردهما دون عطاء فما من احد يرفع يديه وسؤاله الى الله الا ويرجع بادراك اجر وثواب على دعائه هذا من جهة وانه لا بد ان يدرك شيئا من الخير بهذه المسألة اما اجابة تلك الدعوة واما ان يصرف الله عنه من الشر والسوء مثلما سأل. واما الثالثة في احتمالات ما يناله العبد دعائه لله عز وجل وسؤاله في غير اثم ولا قطيعة رحم ان يدخر له اجر هذه الدعوة اضافة لاجر الدعاء العام اجر انه لم يجبه لحكمة ورحمة في الاخرة. فنسأل الله من فضله ونسأله ان يفتح علينا من فتوحه وان يعيننا على طاعته وان يرزقنا صدق التوجه اليه. نقرأ ما يسر الله تعالى من احاديث نعم. بسم الله اما ان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب ما جاء في الاستسقاء بالانوار الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. عن ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر جاهلية لا يتركونهم. الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياح وقال النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة سربان من قدران ودرع من جرب. رواه مسلم. ولهما عن زيد ابن خالد رضي الله عنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديث على اثر سماء كانت من الليل. فلما انصرف اقبل على الناس. فقال تدرون ماذا قال ربكم؟ قال الله ورسوله اعلم. قال قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا. فذلك مؤمن بالكوكب ولهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما اعنا هو فيه قال بعضهم لقد صدق منه كذا وكذا فانزل الله هذه الاية فلا اقسم بمواقع النجوم الى قوله تكذبون. يقول المؤلف رحمه الله ما جاء في الاستسقاء بالانواع. اي بيان ما ورد من النصوص في الاستسقاء النجوم فالاستسقاء هو طلب المطر وقوله الاستسقاء بالنجوم اي طلب المطر بالنجوم. وله صورتان. طلب المطر بالنجوم له صورتان. الصورة الاولى ان تسأل الأنوار وهي النجوم التي يكون فيها المطر ان ينزل المطر وهذا شرك في الالهية فانه من سأل غير الله عز وجل فقد اشرك بالله عز وجل ووافق ما كان عليه المشركون من عبادة غير الله عز وجل. فالدعاء لا يكون الا لله. قال الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم فامر الله تعالى بدعائه وحده. وبين انه لا يدعى غيره. فقال جل وعلا وان المساجد لله الا تدعوا مع الله احدا. فلا يجوز لاحد ان يطلب شيئا مما لا يقدر عليه الا الله عز وجل من سواه بل لا يطلب الا منه جل في علاه. فالعرب في جاهليتهم كانوا اذا جاء وقت المطر ولم ينزل استسقوا بالانوار اي طلبوا منها انزال الامطار. وهذا من الشرك بالله عز وجل الصورة الاولى من الاستسقاء بالانوار وهو طلب المطر من النجوم. عندما يتأخر المطر او يحبس. الصورة الثانية من الاستسقاء بالنجوم ان ينسب المطر الى النجوم. وهذه هي التي جاءت الاحاديث في بيانها ان ينسب الى النجوم اذا نزل المطر نسب ذلك الخير وتلك الرحمة الى وسميت النجوم بالانوار لان النوء يطلق على النهوض والسقوط. يعتقد بعض الناس انها هي التي تجلب المطر وهذا اما اعتقاد انها توجد المطر دون ارادة الله وهو شرك في الربوبية او انها سبب لنزول المطر وهذا من اسباب الشرك ووسائله. فالصورة الثانية من الاستسقاء بالنجوم نسبة الامطار الى النجوم. اما ايجادا وخلقا وتكوينا واما تسببا فكلاهما مما جاءت النصوص بالنهي عنه. وقد ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الباب اية سورة الواقعة وهي قوله جل وعلا وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. وهو في سياق الايات التي ذكر ابن عباس سبب نزول فلا اقسم بواقع النجوم. وهذا دليل على ان مواقع النجوم من عظيم خلق الله عز وجل لان قوله فلا اقسم بمواقع النجوم اي اقسم بمواقع النجوم. والله عز وجل يقسم بما شاء من خلقه. ومن ذلك قسمه جل وعلا بمواقع النجوم اي منازلها التي اجلى الله تعالى فيها من اياته وبديع صنعه الدال على عظيم ربوبيته وعظيم قدرته ما يلفت الانظار فلا اقسم مواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم. والمقسم عليه هو قول انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون. تنزيل من رب العالمين افبهذا الحديث انتم مدهنون اي بهذه الرسالة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم انتم مدهنون ثم قال تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. اي شكر نعم الله تعالى عليكم تكذيبا. فعوضا عن ان تقابلوا النعم بالشكر. وان تضيفها الى الله وتعتقد انها منه وتشكره عليها يكون خلاف ذلك. ما الذي يكون؟ يكون اعتقاد ان هذه النعم من غير الله جل في علاه. ايجادا وخلقا وتكوينا. او تسببا فكلاهما من التكذيب بنعم الله عز وجل. فقوله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون تجعلون هنا بمعنى يصيرون وقوله جل وعلا رزقكم اي شكر نعمه جل في علاه وسمى الرزق شكرا لان الرزق نوعان. رزق يتعلق بالقلوب وهو الهداية. والصلاح والاستقامة وامتثال ما امر الله تعالى به وهذا اعظم اعظم ما يمن الله تعالى به على العباد من الارزاق والثاني من انواع الارزاق ما تقوم به الابدان في المأكل والمشرب والمسكن. وهذا يقوم به البدن. فالرزق ورزق القلوب وهو الهداية والنور معرفة الله وعبادته والقيام بحقه رزق الابدان بما يمن عليها من الطعام والشراب والكساء الذي به تصلح وكلاهما جاء الامر بان توجه العبد فيه الى الله بالسؤال والطلب كما في حديث ابي ذر رضي الله تعالى عنه يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار اي ليس له ما يستره من اللباس فاستكسوني ايطلبوا مني الكساء اكسكم يا عبادي كلكم ضال الا من هديته هذا رزق القلوب فاستهدوني اي اطلبوا الهداية مني. اهدكم ايعطيكم ما سألتم من الهداية. فقوله تعالى وتجعلون رزقكم فسرها عامة اهل العلم او اكثر اهل العلم من المفسرين بالشكر وتجعلون رزقكم انكم تكذبون اي تسيرون شكر الله على رزقه. التكذيب له جل وعلا. والتكذيب لرزقه اما الرزق الى الى غيره. فاذا انعم الله عليك نعمة انصرفت الى نسبتها الى فلان او فلان. من مما انزل الله تعالى الرزق اليك من طريقهم اما نسبة ايجاد وهذا كفر بالربوبية لانه الله رب كل شيء هو الخالق جل في علاه هو الرازق سبحانه وبحمده هو المالك جل في علاه هو المدبر فما يصلك من خير وما ينزل بك من امر انما هو من الله جل في علاه. فاذا اعتقدت ان هذا من غيره فقد اشركت به سبحانه وبحمده. اما النوع الثاني من انواع التكذيب بنعم الله فهو نسبتها الى الى غيره سبحانه وبحمده على وجه التسبب فاذا نسبت النعمة الى السبب مع غفلتك عن المسبب الرازق كان ذلك من الشرك به سبحانه وتعالى. ولهذا ينبغي الا تظاف النعم الا الى الله جل في في علاه ما بكم وما بكم من نعمة من من؟ فمن الله. كل النعم التي وصلت اليك وتتنعم بها مهما كان للخلق من اثر في وصولها اليه وحصولها لك فاعلم ان الذي يسرها ورزقك اياها وساقها اليك وسهل اسبابها الله جل في علاه. فلا تنسبها الى سواه. واذا نسبتها الى غيره على وجه التسبب احذر ان يغفل قلبك النظر اليه والشكر له هو المتفظل سبحانه وتعالى ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وهذا من معاني قوله تعالى وتجعلون رزقكم ان تكذب تجعلون شكر النعم انكم تضيفونها الى غيره. اما خلقا وايجادا واما واضافة وكلاهما كفر بالله عز وجل وعدم قيام وعدم قيام بما ينبغي ان يكون عليه العبد في نعم الله عز وجل الواصلة اليه. ثم ساق المؤلف رحمه الله حديث ابي ما لك الاشعري رضي الله تعالى عنه ان رسول صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية. لا يتركونهن. هكذا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عن امور غيبية. وهي ما سيبقى في الامة من خصال واعمال الجاهلية وقوله صلى الله عليه وسلم اربع اي اربع خصال اربع صفات تبقى في الامة والمقصود بالامة هنا امة الذين اجابوا سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. فشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. اربع في اي في امة الاسلام من امر الجاهلية يعني من شأنها وعملها والجاهلية مأخوذة من الجهل وهي تدور على معنيين اذا اطلقت الجاهلية تدور على معنيين اما عدم العلم فمن لا يعلم فهو جاهل والجاهل عدم علم بما يجب ان يعلمه الانسان في حق الله وفي شأنه سبحانه وبحمده الامر الثاني من معاني الجاهلية ترك العمل بالعلم ويعرف ويعلم الحق والهدى لكنه يعرض عنه ولا يقوم به. لكنه يعرض عنه ولا يقوم به. هذه جاهلية ايضا. ولو كان عارفا ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر لما عين رجلا بامه فقال يا ابن السوداء قال له النبي صلى الله عليه وسلم ان كمرون فيك جاهلية. الجاهلية هنا ليست عدم العلم. فهو يعلم ان هذا من الامور التي نهى الله تعالى عنها ورسوله من العلو على الخلق والاحتقار فبحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم هذا امر معلوم ومعروف لكن ابا ذر رظي الله تعالى عنه تخلف في عمله مقتظى العلم لم يعمل به في هذا الشأن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انك امرؤ فيك جاهلية ومنه قول الله عز وجل انما التوبة على الذين يعملون السوء ايش؟ بجهالة. ايش معنى بجهالة هنا؟ يعني لا يعلم انه حرام لا يعلم انه سوء. الجواب لا لو كان لا يعلم انه سوء وانه حرام ما اثم لان الشريعة مرتبة على العلم لكن لكن قوله تعالى هنا بجهالة اي بعدم علم عمل بالعلم. هو يعلم انه حرام وترك العمل به. يعلم انه خطأ واتاه فهنا كان جاهليا وكان جاهلا لا انه لا يعلم ولا يعرف لكنه لما لم يعمل بعلمه ولم يقم بمقتضى معرفته كان جاهليا. ولذلك نحن في كل ركعة من صلواتنا نقول اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم ثم نقول غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فنذكر صنفين نسأل الله السلامة من طريقهم. غير المغضوب عليهم وهم الذين علموا ولم يعملوا. علموا الحق والهدى ولم يعملوا به. ولا وهم الذين لم يعلموا الحق وعملوا من غير علم وكلاهما ينبغي ينبغي للمؤمن ان يطهر قلبه منه. فقول النبي صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امر الجاهلية يعني من شأن الجاهلية الجاهلية هي عدم العلم وايمن هي عدم العمل بالعلم. ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخصال الاربعة قال قبل ذكره لها قال لا يتركونهن اي ستبقى في الامة. فهي من الخصال التي تبقى في الامة فلا ترتفع عنها بالكلية. لا يعني ان تقوم هذه الصفات في كل فرد من افراد الامة لكن في مجموع الامة سيكون من يتصف بشيء من هذه الخصال الاربع. اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن استمعوا اليهن. قال صلى الله عليه وسلم الفخر بالاحساب. هذي اول الخصال. التي هي من خصال الجاهلية وستبقى في الامة الفخر بالاحساب. اي طلب العلو والشرف على الخلق والتعاظم والتعاظم عليهم بما كان عليه الاباء والاسلاف والاجداد من المنازل والمآثر والمكانة. هذه الخصا الاولى الفخر التعاظم الشرف والعلو على الخلق بما كان عليه اسلافك. من المآثر والمكاتب سواء كانت مآثر دينية او كانت مآثر دنيوية. فالفخر بالاحساب اي العلو على الخلق الى ما كان عليه اباؤك واجدادك ومن تفرعت منهم. الخصلة الثانية الطعن في والقارن بينهما لان هذا يلزم من هذا يترتب على هذا الطعن في الانساب غالبا يغترن بالفخر حساب فمن رأى لنفسه مكانة على الخلق فانه لا تطيب نفسه ولا يقر قراره حتى يتنقص غيره. حتى يتنقص غيره. لماذا؟ لانه يشعر ان الكمال لا يحصل له الا ان يسقط غيره ولذلك قال والطعن في الانساب. الطعن هو التنقص. وذم اصول الناس. و همز ما تفرعوا عنه من انساب ينتسبون اليها سواء كان ذلك لفظيا بان يعيبه لاصله ويعيبه لدنو في الناس او معنويا. بالطعن بالانساب احتقارا. وما اشبه ذلك مما يتصرفه بعض الناس ولو لم يتكلم به. ولو لم يتلفظ به. فهذا من امر الجاهلية. اذا ثاني الخصال التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم من خصال الجاهلية الطعن في الانساب. ان تتنقص الناس بالنظر الى اصولهم. ومما هو موجود الان في الناس الطعن في الجنسيات. فان قد تشبه ان تكون انسابا يجتمع عليها الناس فيتنقص هذا لانه من البلد الفلاني. او لانه من الجنسية الفلانية او لانه من الاصل الفلاني فهذا من امور الجاهلية التي اخبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن بقائها في الامة في قوله صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن اما ثالث الخصال التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم من خصال الجاهلية قال الاستسقاء بالنجوم وهذا الشاهد من ذكر الحديث في هذا الباب الاستسقاء بالنجوم اي طلب المطر من النجوم او نسبة المطر الى النجوم اذا نزل المطر فان نسبة المطر الى النجوم من امر الجاهلية. وهذا موضع الشاهد في الباب. فالعرب كانت عند سقوط النجوم من جهة المغرب وظهورها من جهة المشرق يرقبون المطر وينسبون المطر الى النجوم ايجادا او تسببا وكل ذلك من الشرك