تركته وشركه فالله غني عنا وعن اعمالنا فاذا صرفت قصدك الى غير الله في صلاتك او في قيامك او في ركوعك او في سجودك او في صالح عملك فاعلم انك فان كل من اشغل الناس عن الصلاة قذف الله في قلبه من النار وفي بيته وفي قبره من النار ما يكون عقوبة له على صرف الناس وصدهم عن طاعة الله تعالى واقام الصلاة قال صلى الله عليه وسلم ملأ الله قبورهم وبيوتهم او اجوافهم شك الراوي نارا. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشركين الذين شغلوه بمقاتلتهم ومحاربتهم في الخندق عن صلاة العصر وهذا كان في اول الامر قبل ان تشرع صلاة الخوف فكان النبي صلى الله عليه وسلم شغل هو واصحابه عن صلاة العصر حتى غربت الشمس بسبب مدافعتهم ومشركين وصدهم عنان يجوز الخندق فيصلوا الى اهل الاسلام وينالوا منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملأ الله قبورهم وبيوتهم وفي رواية اجوافهم نارا والنار هنا المقصود بها ما يعاقبون به على اعتدائهم على اهل الاسلام ونيلهم منهم ودعاء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في هؤلاء مجاب ولكن لا يلزم ان يجاب في كل فرد من افرادهم فقد اسلم من اهل الخندق فئام كثيرة وقد اسلم من اهل الخندق فئام كثير من المشركين منهم ابو سفيان وغيره وردهم الله تعالى الى الجادة فدعاء النبي صلى الله عليه وسلم كان لاجل ما حصل من الاعتداء ولكن لا يلزم في دعائه صلى الله عليه وسلم ان يكون مجابا بل دعاؤه ارجى في الاجابة لكنه صلى الله عليه وسلم دعا في مواضع ولم يجب لحكمة ارادها الله عز وجل مع ان دعاء الانبياء من ارجى ما يكون من الادعية اجابة لكن دعا من الانبياء من دعا ولم يجب كما حصل من نوح عليه السلام حيث نادى ربه ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين. قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا اسألني ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين. فلم يجبه الله عز وجل الى ما دعا وكذلك ابراهيم عليه السلام قال واجلبني وبني ان نعبد الاصنام. فاذا كان المقصود ببنيه ذريته من بعده اذا كان المقصود ببنيه ذريته من بعده فان من ذريته قريش وكان فيهم من الشرك هو معلوم فلم يجبه في كل ابنائه وفي كل ذريته بل اجابه في بعضهم. ولله في ذلك حكمة. والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن نفسه انه سأل الله عز وجل ثلاثة امور فاعطاه اثنتين ومنعه الثالثة فدل ذلك على ان من من ادعية الانبياء ما لا يجيبه الله عز وجل لحكمة لكنه يأجرهم على ما يكون من دعائهم ويثيبهم اذا كان ذلك الدعاء ليس فيه اعتداء وهذا هو الاصل في ادعية الانبياء ولكن الاجابة ليست لازمة لكل دعوة من نبي فقوله صلى الله عليه وسلم ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا دعا عليهم لما فعلوه من اعتداء بمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من صلاة العصر وبما جرى من مقاتلتهم له صلى الله عليه وعلى اله وسلم وللمؤمنين معه هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائد هذا الحديث ان الشريعة في احكامها متدرجة فالصلاة في اول الامر لم يشرع فيها الا ان تؤدى كاملة على النحو الذي امر به المؤمن من استقبال القبلة وغيرها ثم جاء التخفيف بان شرع الله عز وجل للخائف ان يصلي حسب ما يطيق ويستطيع فما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من عدم صلاة العصر لاجل ان صلاة الخوف لم تكن قد شرعت وسيأتينا من صفة صلاة الخوف ما يتبين به المعنى. ان صلاة الخوف تلزم الانسان ان يصلي على اي حال وباي صفة يطيقها ويستطيعها والا يخرج الصلاة عن وقتها وفيه من الفوائد بيان المقصود بالصلاة الوسطى وانها صلاة العصر وفيه من الفوائد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة وغضبوا صلى الله عليه وسلم على من اشغله عنها فان هؤلاء لما اشغلوه عن الصلاة بمقاتلتهم له. صلى الله عليه وسلم دعا هذا الدعاء وقال ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا وفيه ان من من ان من اسباب ان من ان مما يقابل به الاعتداء الدعاء. فان هؤلاء اعتدوا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالدعاء سلاح المؤمن في كل ما يصيبه من اعتداء واذى. وهو من اقوى اسلحة اهل الايمان اهل الايمان اوثق بالدعاء من كل سلاح يكون في ايديهم. وهذا لا يعني ان يعطل ما يكون من اسباب القتال وما امر الله تعالى به من اخذ العدة لقتال الاعداء لكن هذا اشارة الى ان اوثق ما يعتمد عليه المؤمن هو عطاء الله عز وجل ونصره. وما اذ رميت ولكن الله رمى وفيه من الفوائد ان الدعاء ملئ البيوت والقبور نارا نصيب كل من اشغل عن الصلاة هذه بعض الفوائد في هذا الحديث ثم تتمة الاية عقد لها المؤلف رحمه الله بابا مستقلا فقال باب قول الله تعالى وقوموا لله قانتين اي مطيعين. قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن اسماعيل ابن ابي خالد عن الحارث ابن جبيل عن ابي عمرو الشيباني عن زيد ابن ارقم قال كنا نتكلم في الصلاة يكلم احدنا اخاه في حاجته. حتى نزلت هذه الآية حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى. وقوموا لله قانتين. فامرنا بالسكوت هذه تتمة الاية وهي قوله تعالى وقوموا لله قانتين بعد ان امر الله تعالى الاخوان اللي عنده سؤال يكتبه حتى نجيب عليه في نهاية المجلس ان شاء الله. اللي عنده سؤال يكتبه حتى نجيب عليه في المجلس يقول الله جل وعلا حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى. ثم يقول وقوموا لله قانتين امر الله تعالى المؤمنين بان يقوموا وان يقوموا على هذه الصفة التي ذكر في قوله تعالى قانتين وانتبه ان القيامة المأمورة به ان يكون خالصا لله فقال وقوموا لله وهذا يؤكد ظرورة العناية قسط والارادة والمطلوب بالعمل فان من الناس من يغفل عن الاخلاص في عمله واعلم ان لك من الاجر في كل عمل بقدر ما معك من الاخلاص فيه وهذي قاعدة لك من الاجر في العمل بقدر ما معك من الاخلاص به فكلما عظم اخلاصك عظم اجره وكلما قل اخلاصك قل اجرك حتى يذهب بالكلية اذا كان العمل مقصودا به غير الله عز وجل اذا كان العمل مقصودا به غير الله عز وجل فانه عند ذلك لا ينفع كما جاء في الصحيح من من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري قاصر لانك لا تدرك ثوابا ولا اجرا انما تتعب نفسك بلا فائدة. فقد قال الله عز وجل تركته وشركه احذر ان يتركك الله نعوذ بالله من الخذلان احذر ان يتركك الله فانه اذا تركك وعملك خسرت فاخلص العمل لله وتذكر في كل قيام تقومه لله عز وجل في صلاتك انك لله قائم وقوموا لله له وحده لا شريك له جل في علاه فان الاخلاص به يزيد العمل ويعظم اجره ويكثر نفعه ويسعد به الانسان ما يجده من لذة العبادة بقدر ما معه من اخلاص العمل انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. هذا في عمل متعدي لا يطلب الانسان من الناس نفعا وعائدا لا فعلا ولا قولا ولذلك يقال في الاية انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء اي مقابلة فعلية ولا شكورا ولا شكور حتى بالقول فان شكركم بالقول ويكون بالعمل. لكن حتى الشكر القولي غير مطلوب. ولا منتظر ولا مأمول بل المطلوب هو ما عند الله عز وجل وما عند الله خير وابقى ما عند الله اكمل واوفى ما عند الله اعظم مما تناله من الخلق فلذلك احرص احرص في كل اعمالك ونحن في زمن طاعة وعبادة ان يكون عملك لله. لا تنظر الى الخلق بالكلية لن ينفعوك ولن يضروك بل اذا نظرت اليهم ضروك لانه يحبط عملك فانظر الى الله في كل ما تقوم به من عمل قال الله تعالى بعد امره بهذه العبادة الجليلة حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ذكر بالمقصود والمطلوب في هذا القيام فقال جل وعلا وقوموا لله قانتين قوموا لله لا تقوموا لسواه لا ليمدحكم الناس ولا ليثنوا عليكم بل قوموا له لتنالوا الفضل منه. فانه من قام بين يديه جل في علاه نال من نفحات كرمه وهباته وعطاياه ما تنشرح به نفسه ويطيب به قلبه ويعظم به اجره ويسمو في الدنيا والاخرة فانه عطاء جزيل وبر عظيم فتعرضوا له بقيامكم بين يديه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث انس اذا قام احدكم في الصلاة فانما يناجي ربه يناجي الله يحادث الله عز وجل وهذا يستوجب ان يستحضر الانسان كمال الاخلاص لله اثناء محادثته في مناجاته سبحانه وبحمده وقوله تعالى قانتين فسرها البخاري رحمه الله بقوله مطيعين اي قوموا له مطيعين اي محققين الطاعة له والقنوط يا اخوان يطلق على الطاعة وهذا اجمع المعاني للقنوط اجمع المعاني للقنوت الطاعة. فقوله وقوموا لله قانتين. اي قوموا له مخلصين مطيعين وبهذا يتحقق لك امران الامر الاول صدق الاخلاص لله عز وجل بكونه قيام لله. بكونه قياما لله ويتحقق لك الامتثال بالطاعة فالطاعة هي امتثال للامر فتحق بذلك الاخلاص والعمل القصد والفعل الذي به يقصد جل في علاه وقوموا لله قانتين اي مطيعين والطاعة هنا المقصود بها الطاعة التي يحمد عليها الانسان فالطاعة نوعان طاعة تشمل كل من في السماوات والارض كما قال تعالى ان كل كما قال تعالى وكل له ما في السماوات وما في الارض وكل له ايش قانتون كل له كل من في السماوات والارض طائع لله عز وجل. هذه الطاعة الطاعة القدرية لا يحمد عليها اصحابها وهي نفوذ حكم الله القدري في الخلق فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن واما الطاعة التي يمدح بها اصحابها وهو التي وهي التي اثنى الله وهي التي امر الله تعالى بها في هذه الاية واثنى على اهلها هي طاعة الاختيار وهي ان تطيع الله في شرعه بما امرك به فعلا وفيما نهاك عنه تركا وهذا هو محل الحمد والثناء وهو المأمور به في قوله تعالى وقوموا لله قانتين قال الله تعالى افمن هو افمن هو قائم افمن هو افمن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه فالقانت هو الطائع لله عز وجل في احواله كلها في القيام والسجود وسائر الاحوال فقوله تعالى وقوموا لله قانتين اي مطيعين لامره ممتثلين لما طلبه منكم تاركين لما نهاه لما نهاكم عنه جل في علاه. ساق المصنف رحمه الله باسناده من حديث زيد ابن ارقم وزيد ابن ارقم من صغار الصحابة الانصار رضي الله تعالى عنهم فقد عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في الخندق ينفع فقد عرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد ولم يجزه صلى الله عليه وعلى اله وسلم من صغر سنه وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الاحاديث منها هذا الحديث يقول رضي الله تعالى عنه كنا نتكلم في الصلاة اي المفروظة والمتطوع بها في الصلاة عموما. الفرظ والنفل يكلم احدنا اخاه في حاجته يكلم احدنا اخاه في حاجته يعني اذا بدا له حاجة سواء كان المكلم والمكلم آآ مصليان سواء كانا مصليين او كانا غير مصليين او كان غير او كان احدهما غير مصلي. سواء كان مصليين او كان احدهما غير مصل فيكلم الرجل اخاه في الصلاة في حاجته كان يسأله مثلا اين كذا او اين فلان او هل اتى فلان او ما اشبه ذلك؟ هذا حالهم الاولى في الصلاة ثم بعد ذلك قال حتى نزلت هذه الاية. اي حتى انزل الله تعالى هذه الاية حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فامرنا بالسكوت فامرنا بالسكوت اي امرنا الله تعالى بالسكوت بهذه الاية ومن هنا فسر جماعة من اهل العلم القنوت في هذه الاية بالسكوت فقالوا المقصود بقول الله عز وجل فقوموا وقوموا لله قانتين اي قوموا له ساكتين غير متكلمين في صلاتكم. وهذا التفسير هو من معاني القنوت العام الذي ذكرت الذي ذكره الذي ذكره الامام البخاري رحمه الله عند ترجمة الباب حيث قال باب قول الله عز باب وقوموا لله قانتين مطيعين. فان السكوت في الصلاة من طاعة الله عز وجل ومن طاعة رسوله. لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الكلام في الصلاة. ففي الصحيح من حديث معاوية ابن الحكى في الصحيح من حديث معاوية ابن الحكم السلمي ان انه تكلم في الصلاة لما عطس في صلاته فقال الحمد لله لما عطس رجل في الصلاة فقال الحمد لله قال يرحمك الله فسكته الصحابة حتى قال وافق لا امياه ما ما لكم لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم قال له ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء ايش من كلام الناس. يعني لا يصح فيها حديث لا يصلح فيها كلام انما هو انما هو قراءة القرآن وذكر الله عز وجل انما ذكر الله عز وجل والتسبيح وقراءة القرآن. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس هذا ما انتهى اليه حال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ما انتهى اليه حال النبي صلى الله عليه وسلم وحال النبي صلى الله عليه وسلم وحال اصحابه رضي الله تعالى عنهم. قوله تعالى وقوموا لله قانتين اي صامتين ساكتين. والمقصود بالسكوت هنا ليس السكوت الذي لا يكون فيه كلام ذو الكلية بل هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس انما هو قراءة القرآن وذكر الله عز وجل دل ذلك على ان السكوت المأمور به في الصلاة هو السكوت عن حديث الناس وكلامهم. لا عن كل كلام بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث انس ان احدكم اذا قام الى الصلاة اذا قام احدكم الى الصلاة فانما يناجي ربه والمناجاة محادثة. وقد جاء في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ما يبين ذلك حيث قال الله عز وجل فيما نقله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الرب جل في علاه حمدني عبدي. واذا قال الرحمن الرحيم قال الله عز وجل اثنى عليه عبدي واذا قال مالك يوم الدين قال الله عز وجل ايش؟ مجدني عبدي فهذه المحادثة بين العبد وربه هي من الكلام لكنه كلام مأمور به لقول الله تعالى فاقرأوا ما تيسر من القرآن. فالمقصود بالسكوت هنا هو السكوت عن محادثة الناس فهذا معنى هذا المعنى من معاني القنوت في قوله تعالى وقوموا لله قانتين اي مطيعين له بالسكوت عن كلام الناس الذي نهيتم عنه حال الصلاة