بلا ريب ان علم الله تعالى وسع كل شيء وليس فقط السماوات والارض بل وسع كل شيء كما قال تعالى ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. فعلمه جل في علاه وهذا لكماله لكمال حياته وقيوميته ولهذا جاء بهذا الوصف بعد ذكر الحياء صفة الحي القيوم قال الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم النفي هنا الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فكنا قد قرأنا قول الله تعالى حافظوا على الصلاة والصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين والاية الكريمة امرت المؤمنين بالمحافظة على الصلوات اجمالا ثم خصت منها صلاة وهي الصلاة الوسطى والمحافظة عليها تكون تكميل شروطها واركانها وواجباتها ومستحباتها وادابها ومن ذلك ما ذكر الله تعالى من القيام في قوله تعالى وقوموا لله قانتين فان القيام في الصلاة من واجباتها فرائضها وهو ركن من اركانها فالله عز وجل قال في الاستعداد للصلاة قال يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وقال جل وعلا في وصفص الصلاة امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما. يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه وكذلك قال تعالى يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا. فالقيام ركن من اركان الصلاة لا تصح الصلاة الا به ما لم يكن ثمة ما يمنع الانسان من القيام ولذلك جاء في الصحيح من حديث عمران رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب فعلم ان القيام في الصلاة مطلوب اولا حال الاستطاعة فان عجز عنه الانسان تحول منه الى القعود فان عجز عنه تحول منه الى الاضطجاع هكذا دلت الادلة على وجوب القيام في الصلاة ولا خلاف بين العلماء بان القيام في الصلاة ركن من اركانها وفرض من فرائضها ولا يختل هذا الا لعذر اما مرض كما في حديث عمران ابن حصين رضي الله تعالى عنه صلي قائما فان لم تستطع فقائم فقاعدا او لما يجعل الانسان غير قادر من غير المرض كالخوف. ولهذا جاءت الاية التالية بعد الامر بالمحافظة على الصلاة والقيام فيها مبينة حال العذر في ترك القيام قال فان خفتم فرجالا او ركبانا اي فصلوا وانتم تمشون وانتم راكبون وهذا خروج عن وصف الذي امر الله تعالى به في قوله وقوموا لله قانتين وذلك للعذر وهو حال الخوف فان حال الخوف تستوجب حركة اضطرابا لا يتناسب مع ما امر الله عز وجل فاذن الله به محافظة على اداء الصلاة في وقتها وقد ذكر الامام البخاري رحمه الله في هذه الاية شيئا من البيان بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقرأ ما ذكر ثم نعلق عليه بما يفتح الله عز وجل الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى فان خفتم فرجالا او ركبانا فاذا امنتم فاذكروا الله اما علمكم ما لم تكونوا تعلمون. وقال ابن جبير كرسيه علمه يقال بسطة زيادة وفضلا. افرغ انزل ولا يؤوده لا يثقله. اعداني اثقلني الاعد والايد القوة. السنة النعاس لم يتسنه لم يتغير. فبهت ذهبت حجة خاوية لا انيس فيها عروشها ابنيتها السنة نعاس ننشزها اعصار ريح عاصف تهب من الارض الى السماء كعمود فيه نار. وقال ابن رضي الله عنهما صلدا ليس عليه شيء. وقال عكرمة وابل مطر شديد اطل الندى وهذا مثل عمل المؤمن. يتسنى يتغير قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثنا مالك عن نافع ان عبد الله بن عمر رضي الله عنه ما كان اذا سئل عن صلاة الخوف قال يتقدم الامام وطائفة من الناس فيصلي بهم الامام تعال وتكون طائفة منهم بينهم وبين العدو لم يصلوا. فاذا صلوا الذين معه ركعة استأخروا مكان الذين لم يصلوا ولا يسلمون ويتقدم الامام ويتقدم الذين لم يصلوا فيصلون معه ركعة. ثم ينصرف الامام وقد صلى ركعتين فيقوم كل واحد من الطائفتين فيصلون لانفسهم ركعة بعد ان ينصرف الامام يكون كل واحد من الطائفتين قد صلى ركعتين. فان كان خوف هو اشد من ذلك صلوا رجالا قياما على اقدامهم او ركبانا. مستقبل القبلة او غير مستقبليها. هذا الباب ذكر فيه المؤلف رحمه الله قول الله عز وجل فان خفتم فرجالا او ركبانا بعد ان ذكر الله عز وجل وجوب المحافظة على الصلاة والقيام فيها لله عز وجل. طاعة له سبحانه وبحمده ذكر سبحانه حال الخوف وما الذي يقتضيه من اثر على الصلاة. قال فان خفتم اي ان اصابكم خوف اما من عدو واما من طالب واما من سبع واما من شيء من المخوفات فان خفتم فرجالا اي فصلوا حال كونكم راجلين حال كونكم تمشون على ارجلكم الى اي جهة كانت جهتكم فاينما تولوا فثم وجه الله وذلك لعذر الخوف او ركبانا اي يصلوا وانتم على رواحلكم او على مراكبكم حال الخوف لان هذا الخوف قد تقتضي ان يصلي الانسان راكبا في حال فراره مما يخاف او في حال هربه مما مما يتوقع قال الله جل وعلا فاذا امنتم اي فاذا حصل الامن وهو ما يقابل الخوف المذكور في قوله فان خفته فاذا امنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون. فاذكروا الله اي فصلوا الصلاة التي هي لذكر الله عز وجل على النحو الذي علمكم في قوله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فيقيم المؤمن الصلاة حال الامن على هذا النحو من الطمأنينة والاعتدال والسكينة والوقار والقنوط بالصمت وعدم الحركة بالسكون فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون. اي مما تصلح به شؤونكم وتحققون به العبادة لله عز وجل فحقه ان يذكر جل في علاه على النحو الذي شرع فقوله جل وعلا فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون. اي صلوا على النحو الذي شرعت لكم. وبينه لكم رسولي الله عليه وعلى اله وسلم هذا معنى الاية فالاية دلت على سعة رحمة الله بعباده فيما اذا طرأ ما يوجب خوفهم وما ينبغي ان يكونوا عليه في حال الامن. ففي حال الخوف خفف الله تعالى عن اهل الايمان فقال فرجالا او ركبانا اي صلوا وانتم راجلون او وانتم راكبون على حسب على حسب ما تقتضيه حالكم ثم قال فاذا امنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون وفي الاية تنبيه الى ان المقصود من الصلاة ذكر الله جل وعلا ولهذا قال فاذكروا الله كناية عن الصلاة التي امروا فيها بالقيام قانتين لله عز وجل. ولا شك ان ذكر الله عز وجل اعظم ما في الصلاة من الفوائد والعوائد. يقول الله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ثم يقول جل وعلا بعد ان ذكر هذه الفائدة من فوائد الصلاة قال ولذكر الله اكبر. اي وما في الصلاة من ذكر الله. وتمجيده وتحميده وتقديسه اكبر من كل شيء واعظم من كل نفع فما فيها من ذكر الله هو المقصود. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن تكلم في الصلاة ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس. انما هي لقراءة القرآن وذكر وتسبيح والتسبيح وذكر الله عز وجل. فدل ذلك على ان الذكر اعظم ما في الصلاة. ولهذا يقول الله تعالى فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون. وقوله جل وعلا كما علمكم اي مثل ما علمكم فالعلم موجبه مقتضاه ان يشتغل الانسان بذكر الله عز وجل ولذلك كلما زاد الانسان علما بالله وبشرعه ازداد له ذكرا وعبادة وتعظيما وتمجيدا وتقديسا فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون فان العلم نعمة ومنحة من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين كما في الصحيحين من حديث معاوية ابن ابي سفيان رضي الله تعالى عنه والمقصود ان الله تعالى بين سعة رحمته في هذه الاية في حال الخوف وحال طرق العذر فالشريعة لا مشقة فيها ولا عناء بل قد قال الله تعالى ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وقال جل وعلا يريد الله بكم اليسر ولا ولا يريد بكم العسر. وقال سبحانه وتعالى ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه فالشريعة متقنة راعت احوال الناس على اختلاف تلك الاحوال وتنوعها فحال القوة والقدرة لها حكم يناسبها وحال العجز او العذر له حال تناسبه من الاحكام الشرعية. ما جعل الله عليكم في الدين من حرج بعد ذلك ذكر المؤلف رحمه الله جملة من التفسير لمعاني كلمات في سورة البقرة فقال رحمه الله وقال ابن جبير وهو سعيد ابن جبير احد اعلام التابعين رضي الله تعالى عنه ورحمه قال كرسيه علمه في تفسير قول الله عز وجل وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما على كرسيه هو علمه هكذا فسره سعيد بن الجبير وقد جاء نظيره عن عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه. وهذا التفسير هو احد الاقوال التي ذكرها العلماء في معنى الكرسي في قوله تعالى وسع كرسيه السماوات والارض انها علمه ولا شك احاط بالاشياء كلها فعلم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن كيف كان يكون لو كان فهذا من اوسع الصفات تعلقا فوسع علمه كل شيء سبحانه وبحمده ولهذا ذهب جماعة من اهل العلم الى ان تفسير الكرسي بالعلم ليس ليس راجحا ولا صوابا فقد نقل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه انه فسر الكرسي بانه موضع قدمي الرب جل في علاه وجاء نظيره عن ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه والاحاديث بذلك لا تخلو من مقال. اي فيها ضعف وهذا هو القول الثاني في تفسير الكرسي والقول الثالث في تفسير الكرسي انه العرش فمعنى قولي وسع كرسيه اي وسع عرشه السماوات والارض فهذه ثلاثة اقوال في معنى قوله وسع كرسيه السماوات والارض. القول الاول العرش والقول الثاني انه موضع قدمي الرب جل في علاه سبحانه وبحمده والثالث انه علمه وقال جماعة من اهل العلم الكرسي خلق من خلق الله عظيم لا يعرف قدره ولا حقيقته خلق من خلق الله عظيم لا يعرف قدره ولا حقيقته. انما بين الله تعالى شيئا من خبره فقال وسع كرسيه السماوات والارض ولا يعلم ما هو وعلى كل حال هذه اقوال اهل العلم وهي منتهى ما ذكروه في تفسير الكرسي. وفي كل الاحوال هو دال على عظمة الله عز وجل الذي اضيف اليه الكرسي لان الكرسي اضيف الى الله فاذا كان هذا شأن بعض خلقه فكيف بشأنه سبحانه وبحمده هذا هو المقصود من ذكر قوله تعالى وسع كرسيه السماوات والارض هو بيان عظيم قدر الرب جل في علاه وعظيم سعة ابو عظيم سعته سبحانه وبحمده فاذا كانت هذه سعة خلقه فكيف به وهو الواسع جل في علاه وسع كل شيء رحمة وعلما ثم قال يقال بسطة زيادة وفضل وهذه في بعض ايات سورة البقرة في قصة طالوت لما اخبرهم نبيهم ان الله سيؤتيه الملك قالوا انى يكون انا يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه. قال ان الله زاده بسطة فى العلم والجسم بسطة يعني زيادة وفظل قال افرغ انزل افرغ علينا صبرا اي انزل علينا صبرا وهذا في دعاء المؤمنين في قتال اعداء اعداء الله عز وجل. وفي قوله ولا يؤوده حفظهما. قال في معنى اي لا يثقله والايد القوة هذا التفسير لقوله تعالى ولا يؤده حفظهما في ختم سورة البقرة في ختم اية الكرسي. هذا التفسير لكلمة في خاتمة اية الكرسي اية الكرسي هي اعظم اية في كتاب الله. كما دل عليه حديث ابي رضي الله تعالى عنه حين سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له اي اية في كتاب الله اعظم؟ قال الله ورسوله اعلم فاعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السؤال فقال الله لا اله الا هو الحي القيوم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ليهنك ليهنك العلم ابا المنذر اي تهنأ اي تهنأ بما رزقك الله تعالى من العلم ويفرحك ويهنئك ما ادركته من المعارف والعلوم ليهنك اي ليجلب لك الهناء ما فتح الله تعالى عليك من العلم. فاقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان اعظم اية في كتاب الله هي اية الكرسي. واية الكرسي تبوأت هذه المنزلة وهي انها اعظم اية في كتاب الله لان هالاية التي اخلصت لبيان كمالات الرب جل وعلا وعظيم صفاته فقد ابتدأها الله تعالى بالخبر عن الهيته الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ثم ذكر جل وعلا من الخبر عنه ما يملأ القلوب تعظيما له ومحبة. فان من ادرك معاني هذه الاية امتلأ قلبه تعظيما لله واجلالا له سبحانه ومحبة له سبحانه وتعالى وفي ختم هذه السورة وفي ختم هذه الاية قال الله تعالى ولا يؤوده حفظهما اي لا يثقله حفظ السماء والارض فقوله حفظهما عائد الى السماء والارض. قال وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده اي لا يثقله ولا يكرثه ولا يتعبه ولا يغنيه حفظ السماوات والارض فحفظهما يسير على رب العالمين جل في علاه. هذا معنى قوله ولا يؤده حفظهما وبعد ان فرغ من ذكر الاخبار العظيمة الجليلة عن الله عز وجل قال وهو العلي العظيم الذي يجوز وصفه كل ما تدركه عقول بني ادم ولذلك هو علي سبحانه قدرا وهو علي ذاتا وهو علي قهرا جل في علاه فله العلو المطلق في الذات وفي القدر والمكانة وفي القوة والقهر علو الذات سبح اسم ربك الاعلى. اامنتم من في السماء علو القدر سبح اسم ربك الاعلى وما قدروا الله حق قدره ولله الاسماء الحسنى ولله المثل الاعلى كل ذلك يدل على عظيم قدره جل في علاه ورفيع مكانته اما علو القهر والقدرة فهو في قول الله تعالى وهو القاهر فوق عباده سبحانه وبحمده فادراك هذه الصفات والعلم بما تظمنته اية الكرسي من جليل الاخبار عن الحي القيام سبحانه وبحمده عن الحي القيوم سبحانه وبحمده تملأ القلب تعظيما للرب جل وعلا ومعرفة بعلو قدره سبحانه وبحمده ولذلك قال وهو العلي العظيم والعظيم لا يفسر بمعنى واحد بل هو من الاسماء الذي بل هو من الاسماء التي يفسرها مجموع ما اخبر الله به عن نفسه من الكمالات. انتبه لهذا المعنى من الاسماء من اسماء الله ما يبينها معنى من المعاني الكريم كثير العطايا والهبات العزيز الممتنع عن كل سوء او غلبة الرفيق الذي يرفق في الامر فلا يعاجل بالعقوبة فهذه اسماء لها معان محددة الرحمن الرحيم ذو الرحمة جل في علاه لكن من الاسماء ما لا يفسر بمعنى واحد بل هي مستفادة من مجموع ما اخبر الله تعالى به عن نفسه كالعظيم فالعظيم ذو العظمة والعظمة جاءت من اين؟ من جلاله وعظيم صفاته سبحانه وبحمده لا تستفاد من معنى واحد بل هي مستفادة من مجموع ما اخبر الله تعالى به عن نفسه من الاسماء والصفات ومثله ايضا الحميد والمجيد والقدوس هذه اسماء لا تفسر معنى واحد انما تستفاد من مجموع ما اخبر الله تعالى به عن نفسه في كتابه او اخبر عنه رسول صلى الله عليه وسلم في سنة من اسمائه وصفاته فهو العلي العظيم ذو العظمة سبحانه وبحمده بعد ذلك قال السنة النعاس وهذه ايضا في اية الكرسي في قوله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم فقول لا تأخذه سنة اي انه جل في علاه لا يتطرق اليه نعاس لعظيم قدره وجليل شأنه سبحانه وبحمده وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام ان يستحيل ويمتنع ان ينام لكماله جل في علاه فقوله سبحانه وبحمده لا تأخذه سنة ولا نوم اي لا تأخذه الغفلة السابقة للنوم ولا النوم اراد به الله جل وعلا بيان كمال حياته وقيوميته. فمن لا تأخذه سنة ولا نوم تكمل حياته. وتكمل السنة تفضي الى عدم القيام والغفلة عن الخلق والنوم ينافي كمال الحياة. فان النوم موت كما قال الله تعالى الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في من امها فيرسل الاخرى فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى فالنوم نوع من الموت فنفى الله تعالى عن نفسه ذلك لكمال حياته سبحانه وبحمده هو الحي القيوم. فقوله السنة النعاس. قال يتغير جاء بها على وجه التبع والا فليست هذه في اه نعم جاء بها على وجهه التبع لما ذكره الله تعالى في قصة صاحب الحمار الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال ان يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله مئة عام ثم بعثها قال كم لبث؟ قال لبثت يوما او بعظ يوم قال بل قال بل لبثت مئة عام فانظر الى طعامك ها وشرابك لم يتسنه اي لم يتغير وانظر الى حمارك وانظر الى حمارك ايش وانظر الى الحماية ونجعلك اية للناس ها وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له انه عدو انه فلما تبين له قال اعلم ان الله على كل شيء فالشاهد ان قوله يتسنى جاءت في سياق هذه الاية فمعنى التسني هنا التغير قال فبهت هذا في قصة ابراهيم للنمرود فبهت الذي كفر اي ذهبت حجته هذا معنى قوله فبهت حيث قال الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال فان الله يأتيه بالشمس من المشرق تأتي بها من المغرب فبهد الذي كفر اي انقطعت حجته. هذا معنى قوله فبهت اي ذهبت حجته. وقوله خاوية على عروشه سيأتي هذا في قصة في في اية سيسوقها المصنف لا من ايات سورة البقرة خاوية لا انيس فيها عروشها ابنيتها كما قال الله تعالى اينما تكونوا يدكم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة. فالبروج هي القصور وكذلك تسمى القصور والبيوت عروش قال ننشزها اي نخرجها والنشوز هو الخروج ومنه سميت المرأة الخارجة عن طاعة زوجها ناشزا وكذلك الرجل الذي قصر في حقوق امرأته وبخسها حقوقها يسمى ناشزا فالنشوز هو الخروج عن الحال والاعتدال عن الحالة المطلوبة والاعتدال ستطلق على كل خروج لكن فيما يتعلق بالمعاملات هو خروج عن حال الاعتدال والمطلوب