الى ان الاسلام وهو اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فسره بظهر شعائر الاسلام الظاهرة التي يتفق عليها او التي يشترك في فعلها بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين. قال الامام الطحاوي رحمه الله والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقادر خيره وشره وحلوه ومره من الله تعالى. قال الشارح تقدم ان هذه الخصال هي اصول الدين وبها جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور المتفق على صحته حين جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم على صورة رجل اعرابي وسأله عن الاسلام وقال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا واسأله عن الامام فقال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. واسأله عن الاحسان فقال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يقرأ في ركعتي الفجر تارة بسورتي الاخلاص قل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد وتارة باية الايمان والاسلام التي في سورة البقرة قولوا امنا بالله وما انزل الينا الاية والتي في ال عمران قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الاية وفسر صلى الله عليه وسلم الايمان في حديث وفد عبد القيس المتفق على صحته حيث قال لهم امركم بالايمان بالله وحده اتدرون ما الايمان بالله؟ شهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واقام الصلاة وايتاء الزكاة وان تؤدوا خمس ماء غنيتم ومعلوم انه لم يرد ان هذه الاعمال تكون ايمانا بالله بدون ايمان القلب. بما قد اخبر في غير موضع انه لابد من ايمان القلب. فعلم ان هذه بما ان هذه مع ايمان القلب هو الايمان وقد تقدم الكلام على هذا والكتاب والسنة مملوءان بما يدل على ان الرجل لا يثبت له حكم الايمان الا بالعمل مع التصديق وهذا اكثر من معنى الصلاة الصلاة والزكاة فان تلك انما فسرتها السنة والايمان بين معناه معناه الكتاب والسنة فمن الكتاب قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم الاية وقوله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا الاية وقوله تعالى بلاء ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. نفي الايمان هنا توجد هذه الغاية دل دل على ان هذه الغاية فرض على الناس ومن تركها كان من اهل الوعيد لم يكن قد اتى بالايمان الواجب الواجب الذي وعد اهله بدخول الجنة الجنة الى عذاب ولا يقال ان بين تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الايمان في حديث جبريل وتفسيره اياه في حديث القيس معارضة لانه فسر الايمان في حديث جبريل بعد تفسير الاسلام فكان المعنى انه الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر مع الاعمال مع الاعمال التي ذكرها في تفسير الاسلام كما ان كان متضمن للايمان الذي قدم تفسيره قبل ذكره بخلاف حديث وهدي القيس انه فسره ابتداء لم يتقدم قبل قبله تفسير الاسلام ولكن هذا الجواب لا يتأتى على ما ذكره الشيخ رحمه الله من تفسير الايمان فحديث وفد عبد القيس مشكل عليه ومما يسأل عنه انه اذا كان ما اوجبه الله من الاعمال الظاهرة اكثر من الخصال الخمس التي اجاب بها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المذكور فلما قال ان الاسلام هذه الخصال الخمس؟ وقد اجاب بعض الناس بان هذه اظهر شعائر الاسلام واعظمها. وبقيامه بها يتم يتم استسلامه وتركه لها يشعر بالانحلال قيد انقياده. والتحقيق ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدين الذي هو استسلام العبد لربه مطلقا. الذي يحب لله الذي يجب لله عبادة محضة على الاعيان. فيجب على كل من كان قادرا عليه ليعبد الله بها. مخلصا له الدين. وهذه هي الخمس. وما وذلك وانما يجب باسباب باسباب مصالحه. فلا يعم وجوبها جميع المسلمين بل اما ان يكون فرضا على الكفاية كالجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يتبع ذلك من امارة وحكم وفتية واقراء وتحديث وغير ذلك. واما ان يجبوا بسبب حق الادميين فيختص به من وجب له وعليه. وقد يسقط باسقاطه من قضاء الديون ورد الامانات والمنصور. والانصاف من المضال من الدماء والاموال والاعراض. وحقوق الزوجة والاولاد وصلة الارحام ونحو ذلك. فان من ذلك على زيد غير الواجب على عمرو. بخلاف صوم رمضان وحج البيت والصلوات الخمس والزكاة منا الزكاة وان كانت حقا ماليا. فانها واجبة لله والاصناف الثمانية ثمانية مصارفها. ولهذا وجبت فيها النية ولم يجزؤ ان يفعلها الغير عنه بلئيمه ولم ولم تطلب من الكفار حقوق العباد لا يشترط لها النية ولو اداها غيره عنه بغير اذنه. برئت ذمته ويطالب بها الكفار وما يجب حقا لله تعالى الكفارات هو بسبب من العبد وفيها معنى العقوبة ولهذا كان التكليف شرطا في الزكاة. فلا تجب على الصغير والمجنون عند ابي حنيفة واصحابه رحمهم الله تعالى على ما عرف في موضعه. وقوله والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله تعالى. تقدم قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل السلام وتؤمن وتؤمن بالقدر خيره وشره وقال تعالى قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا وقال تعالى وان تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله ان تصبهم سيئة يقول هذه من عندكم كل من عند الله. فما لهؤلاء القوم لا يكادون يقرؤون حديث ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك فقيل كيف الجمع بين قوله كل من عند الله وبين قوله فمن نفسك. قيل قوله كل من عند الله الخصب والجدب والنصر والهزيمة كلها من عند الله وقوله فمن نفسك اي ما اصابك من سيئة من الله فبذنب فبذنب نفسك عقوبة لك كما قال وما اصابكم من مصيبة فمما كسبت ايديكم يدل على ذلك ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ وما اصابك من سيئة فمن نفسك. وانا كتبتها عليك. والمراد بالحسنة هنا النعمة وبالسيئة البلية في اصح الاقوال وقد قيل الحسنة الطاعة والسيئة المعصية وقيل الحسنة ما اصابه يوم بدر والسيئة ما اصابه يوم احد. والقول الاول شامل لمعنى القوي الثالث والمعنى الثاني ليس مرادا وليس مرادا دون الاول قطعا ولكن لا منافاة بين بين ان تكون سيئة العمل وسيئة الجزاء من نفسه. مع ان الجميع مقدر فان المعصية الثانية قد تكون عقوبة الاولى فتكون من سيئات الجزاء مع انها من سيئات العمل والحسنة الثانية قد تكون من ثواب الاولى. كما دل على ذلك الكتاب والسنة وليس للقدرية ان يحتجوا بقوله تعالى فمن نفسك. فانهم يقولون ان فعل العبد حسنة ان كان اوصية فهو منه لا من الله. والقرآن قد فرق بينهما وهم لا يفرقون ولانه قال تعالى كل من عند الله فجعل الحسنات من عند الله فيما جعل السيئات من عند الله. وهم يقولون بذلك في الاعمال بل في الجزاء. وقوله بعد هذا ما اصابك من حسنة ومن سيئة مثل قوله وان تصبهم حسنة وان تصبهم سيئة. وفرق وتعالى بين الحسنات التي هي النعم وبين السيئات التي هي المصائب. وجعل هادي من الله وهادئ من نفس الانسان. لان الحسنة مضافة الى الله اذ هو احسن احسن من كل وجه فما من وجه من وجوهها الا هو يقتضي الاظافة اليه. واما السيئة فهو انما يخلقها لحكمة وهي باعتبار تلك الحكمة من احسانه فان الرب لا يفعل سيئة قط بل فعله كله حسن وخير. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الاستفتاح والخير كله بيديك والشر ليس اليك اي فانك لا تخلق شرا محضا بل كل ما تخلقه ففيه حكمة هو باعتبارها خير ولكن قد يكون فيه شر لبعض الناس فهذا شر جزئي اضافي فاما شر كل لي او شر مطلق فالرب سبحانه وتعالى منزه عنه. وهذا هو الشر الذي الذي ليس اليه. ولهذا لا يضاف الشر اليه مفردا قط. بل اما ان يدخل في عموم مخلوقاته كقوله تعالى الله خالق كل شيء كل من عند الله واما ان يضاف الى السبب كقوله من شر ما خلق واما ان يحذف فاعل له فاعله في قول الجن وان لا ندري اشر اريد بما في الارض ام اراد به ربه رشدا. وليس اذا خلط ما يتأذى به الحيوان لا فيه حكمة بل بل الله من الرحمة والحكمة ما لا يقدره ما لا يقدر قدره الا الله تعالى وليس في المخلوقات ما هو شر جزئي بالاضافة شرا كليا عاما بل الامور العامة الكلية لا تكون الا خيرا ومصلحة للعباد. كالمطر العام وكارسال رسول عام. وهذا مما يقتضي انه لا يجوز ان يؤيد كذابا عليه بمعجزاته التي ايد بها الصادقين وان هذا شر عام للناس يظلهم ويفسد عليهم دينهم ودنياهم واخراهم. وليس هذا كالملك الظالم والعدو وان الملك الظالم لابد ان يدفع الله بهما الشر اكثر من ظلمه. وقد قيل ستون سنة بامام ظالم خير من ليلة واحدة بلا امام. واذا قدر كثرة ظلمه فذاك خير في الدين كالمصائب. تكون كفارة لقلوبهم ويثابون على الصبر ويرجعون فيه الى الله ويستغفرونه ويتوبون وكذلك ما يسلط عليه من العدو. ولهذا قد قد يمكن الله كثيرا من الملوك الظالمين مدة. واما المتنبئون كذابون فلا يطيلوا بل لا بد ان يهلكهم لان فسادهم عام في الدين والدنيا والاخرة. قال تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا الوتين وفي قوله فمن نفسك من الفوائد ان العبد لا يطمئن لا يطمئن الى نفسه ولا يسكن اليها فان الشر كامن فيها لا يجيء الا منها ولا يشتغل بما الناس ولا ذمهم اذا اساؤوا اليه فان ذلك من السيئات التي اصابته وهي انما اصابته بذنوبه فيرجع الى الذنوب ويستعيذ بالله من شر نفسه وسيئات عمله اسأل الله ان يعينه على طاعته فبذلك يحصل له كل خير ويندفع عنه كل شر. ولهذا كان انفع الدعاء واعظمه واحكمه دعاء الفاتحة. اهدينا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فانهم اذا هداه هذا الصراط اعانوا على طاعته وترك معصيته فلم يصبه شر لا في الدنيا ولا في الاخرة لكن من الذنوب هي لوازم نفس الانسان وهو محتاج الى الهدى كل لحظة. وهو الى الهدى احوج منه الى الطعام والشراب. ليس كما يقوله بعض المفسرين انه قد هداه. فلماذا يسأل فان مراد التثبيت او او مزيد الهداية بل العبد محتاج الى ان يعلمه الله ما يفعله من تفاصيل احواله. والى ما يتركه من تفاصيل الامور في كل يوم يلهمه ان ان يعمل ذلك. وانه لا يكفي مجرد علمه ان لم يجعله مريدا للعمل بما يعلمه. والا كان العلم حجة عليه ولم يكن مهتدي والعبد محتاج الى ان يجعله الله قادر على العمل بتلك الارادة الصالحة. فان المجهول لنا من الحق اضعاف معلوم. وما لا نريد فعله تهاونا وكسلا ثم نريده او اكثر منه او دونه. وما لا نقدر عليه مما نريده كذلك وما نعرف جملته. ولا نهتدي لتفاصيله. فامر يفوته الحصر. ونحن سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر الى الهداية التامة فمن كملت له هذه الامور كان سؤاله سؤال تثبيت وهي وهي اخر الرتب. وبعد ذلك كله هداية اخرى وهي هداية الى طريق ان في الاخرة ولهذا كان الناس مأمورين بهذا الدعاء في كل صلاة لفرط حاجتهم اليه وليسوا الى شيء احوج منهم الى هذا الدعاء فيجب ان يعلم ان الله بفضل جعل هذا الدعاء من اعظم الاسباب المقتضية للخير. المانعة من الشر. وقد بين القرآن ان السيئات من النفس وان كانت بقدر الله وان الحسنات كلها من الله تعالى واذا كان الامر كذلك وجب ان يشكر سبحانه وان يستغفره العبد من ذنوبه والا يتوكل الا عليه وحده ولا يأتي بالحسنات الا هو فاوجب ذلك توحيده والتوكل عليه وحده والشكر له وحده والاستغفار من الذنوب. وهذه الامور وهذه الامور كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمعها في الصلاة كما ثبت عنه في الصحيح انه كان اذا رفع رأسه من الركوع يقول ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد فهذا حمد وهو شكر لله تعالى وبيان ان ان حمده احق ما قاله العبد ثم يقول بعد ذلك لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا انفعوا ذا الجد منك الجد وهذا تحقيق لوحدانيته لتوحيد الربوبية خلقا وقدرا وبداية وهداية هو المعطي المانع لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولتوحيد الالهية شرعا وامرا ونهيا وهو ان العبادة وان كانوا يعطون يعطون جدا جدا ملكا وعظمة وبختا ورياسة في الظاهر او في الباطن كاصحاب مكاشفات والتصرفات الخارقة ولا ينفع ذا الجد منك الجد اي لا ينجيه ولا يخلصه هذا قال لا ينفعه منك ولم يقل ولا ينفعه عندك. لانه لو قيل ذلك اوهم انه لا يتقرب به اليك لكن قد لا يضره يتضمن هذا الكلام وتحقيق التوحيد وتحقيق قوله واياك نعبد واياك نستعين وانه لو قدر ان شيئا من الاسباب يكون مستقلا بالمطلوب وانما يكون بما الله وتيسيره لكان الواجب الا يرجى الا الله. ولا يتوكل الا عليه ولا يسأل الا هو. ولا يستغاث الا به ولا يستعان الا هو فله الحمد واليه المشتكى وهو المستعان وبه المستغاث. ولا حول ولا قوة الا بالله. وكيف وليس شيء من الاسباب مستقلا بمطلوب. بل لابد من انضمام اسباب اخرى اليك. ولابد ايضا من صرف الموانع الموانع والمعارضات عنه. حتى يحصل المقصود. فكل سبب فله شريك وله ضد فانه لم يعاونه شريكه ولم ينصرف عنه ضده لم لم تحصل مشيئته. والمطر وحده لا لا ينبت لا ينبت النبات الا بما ينضم اليه من الهواء والتراب غير ذلك. ثم الزرع لا يتم لا يتم حتى تصرف حتى تصرف عنه الافات المفسدة له. والطعام والشراب لا لا يغذي الا بما جعل في البدن من الاعضاء البسيطة. ومجموع ذلك لا لا يفيد ان لم تصرف عنه المفسدات. والمخلوق الذي يعطيك او ينصرك فهو مع ان الله يجعل فيه الارادة والقوة والفعل الا يتم ما يفعله الا باسباب كثيرة خارجة عن قدرته تعاونه على مطلوبه ولو كان ملكا طعن ولابد ان يصرف عن الاسباب المتعاونة ما يعارضها ويمانعها ولا يتم المطلوب الا بوجود المقتضي وعدم المانع. وكل سبب معين انما هو جزء جزء من المقتضي. وليس في الوجود شيء واحد هو مقتضى تام. وان سمي مقتضيا وسمي سائر ما يعينه شروطا فهذا نزاع لفظي واما ان يكون في المخلوقات علة تامة تستلزم معلولها فهذا باطل. ومن عرف هذا حق المعرفة انفتح له باب الله وعلم انه لا يستحق ان يسأل غيره فضلا عني ان يعبد غيره ولا يتوكل على غيره ولا يرجى غيره. نعم اذا ونؤمن بذلك كله. قال الصحابي رحمه الله ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد قدم من رسله ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به. قال الشارح الاشارة بذلك الى ما تقدم مما يجب الايمان به تفصيلا. وقوله لا نفرق بين احد رسله الى اخر كلامه اي لا نفرق بينهم بان نؤمن ببعض ونكفر ببعض بل نؤمن بهم ونصدقهم كلهم فان من امن ببعض وكفر ببعض كافر قال تعالى ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا. اولئك هم الكافرون حقا. فان المعنى الذي لاجله امن بمن امن موجود في الذي لم يؤمن به وذلك الرسول الذي امن به قد جاء بتصديق بقية المرسلين. فاذا لم يؤمن ببعض المرسلين كان كافرا بمن في زعمه انه مؤمن به لان ذلك الرسول قد جاء بتصديق المرسلين كلهم فكان كافرا حقا وهو يظن انه مؤمن فكان من الاخسرين اعمالا الذين والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله تعالى. ذكر رحمه الله تعالى اصول الايمان واركانه. فهذه الافهات هذه الاصول الستة او الاركان الستة قد جاءت في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الامام فقال تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وجاء ايضا في اه صحيح البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه فسر الامام هذه الاصول لهذه الاصول وجايض الذكر الايمان بالقدر خيره وشره في احاديث كثيرة. وعلى هذا هذا التفسير للنبي صلى الله عليه وسلم انه فسر الايمان باصوله واركانه ومتعلقة باعتقاد القلب وقول القلب وعمل القلب. ايضا جاء عنه صلى الله عليه وسلم انه فسر الايمان بالاعمال الظاهرة وذلك ان كل مؤمن لابد ان يكون معه هذه الاصول الخمسة او هذه الاصول الستة ولا يسمى مؤمن الا بتحقيقها. كما انه لا يسمى مؤمن الا بتحقيق العمل. فاذا خلا قلبه من العمل وخلت جوارحه من العمل فلا تم مؤمنا عند اهل السنة فلا يسمى مؤمن ولا يسمى مؤمنا مع قدرته على العمل وتركه متعمدا ولكن اهل السنة متفقون على ان تارك جنسنا عمل او تارك العمل كله الذي هو من خصائص الاسلام انه لا يسمى مؤمن ولا مسلم. وقد مر بنا التلازم بين الايمان والاسلام وانهما يفترقان ويتفقان اذا افترقا اجتمعا واذا اتفق واذا واذا اجتمعا تفرقا ويكون لكل واحد منهم معنى هذا اللي ذكره الطحاوي اراد ان يبين اصول الايمان ان يبين اصول الايمان وقد شرح ابن عبد العز هذا المقطع فبين ان الايمان متعلق اعتقاد القلب ومتعلق ايضا بعمل القلب ومتعلق ايضا بقول اللسان ومتعلق ايضا بعمل الجوارح وذكر الادلة على وذلك من كتاب من كتاب الله ومن سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم. والنبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمر وابي هريرة الذي فسر فيه الاسلام والايمان والاحسان اراد ان رسالة نبي فهو كافر باجماع المسلمين لا خلا بينهم في ذلك. هذا ما يتعلق بهذا الفصل والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعملها جميع المسلمين يخرج من ذلك الزكاة فان الزكاة لا لا تجب ولا تلزم الا من كان ذا مال وعنده اسباب الزكاة ومن نصاب ومن آآ ملك تام فهذا له حكمه لكن الاكثر والاغلب ان الناس يحتاجون الزكاة يشترك فيه الذكر والانثى اما الصلاة فهي مكلفة على المسلمين كذلك الصيام مكلف على جميع المسلمين الذكر والانثى وانما والصغير والكبير لمن بلغ واستطاع ان يصوم فانه يلزم بالصيام وان عجز عن صيامه ببدنه صام بتكفير ذلك بالتكفير والاطعام عن ذلك اليوم الذي عجز عنه كان كبير سن او مرضه ومرظ مزمن لا يشفى منه فانه يكفر باطعامه عن كل يوم مسكين وكذلك ذكر الحج من استطاع اليه سبيلا انه ايضا من اعمال الاسلام الظاهرة. وعلى هذا نقول ان الاسلام والايمان متلازمان فيلزم المسلم ان يكون مع الايمان ويلزم المؤمن يكون معه اصل الاسلام. واما من كان مؤمنا مسلما او اه من كان مسلما فهو قد حقق ما يجب عليه وان قصر في بعض الامور فيبقى في دائرة الاسلام. واذا قال هنا العز والكتاب بما يدل على ان الرجل لا حكم الايمان الا بالعمل الا بالعمل مع التصديق. وهذا كما ذكرت محل اجماع بين اهل السنة اهل السنة مجمعون على ان العمل شرط على ان العمل شرط لصحة الايمان خلافا لما يقوله المرجئة انه شرط كمال لصحة شرط كمال الايمان وهؤلاء الفقهاء اما غلاة المرجئة فلا يرون العمل يدخل في مسمى الايمان لا يرون العمل يدخل في مسمى الايمان وهذا باطل وهي من البدع المنكرة الباطلة قال رحمه الله هذا اكمل معنى الصلاة والزكاة فان تلك ان فسرتها السنة والايمان بين معناه الكتاب في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم ففسر الايمان ولازم انه اذا ذكر الله وجلت قلوبه وجل القلوب ومن عمل القلوب من عمل القلوب لا من اقوالها فافاد ان من الايمان وجل القلب وهو عمله. ويدخل في ذلك الخشوع والخشية والانابة والتوبة. والذل والانكسار الله عز وجل. كل هذه من اعمال القلوب وهي من الايمان. كذلك منه قوله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. والريب هو من اعمال القلوب من اعمال القلوب فاذا وقع الريب في القلب فان لا يسمى مؤمن. وجاهدوا باموال وانفسهم فسمى الجهاد بالاموال والانفس ايضا من الايمان وبين النبي صلى الله عليه وسلم ان من الايمان صيام رمضان ومن الايمان ايضا قيام ليلة القدر ومن الايمان آآ اداء الزكاة ومن الايمان وحج بيت الله فهذه كلها من الايمان. وذكر ايضا قوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجد حرجا فيه ثم لا يجدوا لانفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ايضا من التحاكم الى شرع الله والى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم انه من الايمان وان من لم يرضى بحكم الله ورسوله فانه لا يسمى مؤمن ينزع منه اسم الايمان المطلق كذلك من لم بيتحاكم الى شرع الله والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الى شريعة الله عز وجل فانه ايضا لا يسمى بقوله فلا وربك لا يؤمنون فالذي لا كحاكم الى شريعة الله ويأبى ويمتنع عن الحكم بما انزل الله فهو غير مؤمن. من لم يرظى بحكم الله فهو كافر بالله عز وجل. ومن ترك حكم الله اعرظ عنه ولم يرى وابى واستكبر ان يتحاكم الى حكم الله فهو منتفي عنه الايمان من اصله. فهذه الادلة كلها تدل على ان اعمال داخلة في مسمى الايمان وقد مرت بنا هذه المسألة. ثم ثم ذكر اشكالا وهو وقال ومما يسأل اذا كان ما اوجبه الله بالعمل الظاهرة اكثر من الخصال الخمس. التي اجاب بها انه سلم فيها جبريل المذكور. فلما قال ان الاسلام هذه الخصال خمس الجواب على الاجابة على شو بقوله انه ذكر الاسلام بالخصال الخمس فقط لان هذا العمل مما يشترك فيه جميع الناس مما يشترك فيه جميع الناس فقال بعض الناس بان هذا اظهر شعائر الاسلام واعظمها وبقيامها يتم استسلامه وتركه لها يشعر لا لقيد انقياده. هذا اجابه بعض اهل العلم. وذكر هو ان التحقيق ذكر ذكر الدين الذي هو الذي هو استسلام العبد ربه مطلقا الذي يجب لله الذي يجب الذي يجب لله عبادة محضة على الاعيان فيجب على كل من كان قادرا عليه ليعبد الله به مخلصا له الدين هذه الخمس وما سوى ذاك فانما يجب باسباب مصالح. معنى كلامه ان هذه هذه الاختصار الخمس وهي الاشياء الشهادتين. هذه تلزم كل من اراد ان يدخل في الاسلام ومن لم ينطق بالشهادتين ولم يشهد بها فانه لا يسمى مسلم ولا يسمى مؤمن. كذلك الصلاة من لا يصلي وتركها كالصلاة كلية فانه كافر بالله عز وجل باجماع السلف باجماع السلف وانما الخلاف بين اهل العلم في من ترك الصلاة صلاة واحدة هل يكرر واما المتأخرون فاختلفوا مسألة هل يكفر اذا تركها تهاوى كسه لا يكفر؟ والذي عليه المحققون ان تارك الصلاة بالكلية انه كافر بالله عز عز وجل انه تارك انه عز وجل وهو الذي عليه اتفاق الصحابة رضي الله تعالى عنهم ودلت عليه النصوص الكثيرة من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم ان تارك الصلاة كافر من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم جاء ابن عبد الله في صحيح مسلم قال بين الرجل والشرك والكفر ترك الصلاة وفي حجابه وفي حديث ابن حديث بريدة ابن طيب في السنن وعند احمد العهد الذي بيننا وبينهم اصلا من تركها فقد كفر. وقول عمر لا حظ في الاسلام من ترك باصات عند مالك الموطى باسناد صحيح فهذه الاحاديث وهذه الاثار تدل على ان تارك الصلاة ليس بمسلم. اما الزكاة والصيام والحج فوقعت فيها خلاف هل يكفر تاركها؟ وكسه لا يكفر. اما تاركها جحودا فهذا محل اجماع بين اهل العلم وانما الخلاف اذا تركها تهاونا لا يكفر فذهب سعيد جبير رحمه الله تعالى واليه مال اسحاق الرهاوية وهي رواية عن احمد الى ان تارك احد المباني الخمسة وهي الشهادتين والصلاة والصيام والزكاة انه كافر وذهب الجمهور الى ان تارك الزكاة وتارك الصيام تهى وكسلا والحج كذلك انه لا يكفر ولكنه واقع في كبيرة من كبائر هذا هو القول الراجح والاقرب. بل قال اسحاق الرهاوية ان من لم يكفر بهذه المباني الخمسة فهو مرجع. قال اسحاق رهونة تعالى ان من لم بترك هذه هذه الاركان الخمسة فهو اي على نزعة من من آآ على على نزعة من من خصال المرجئة او على خصم خصال المرجية وهذا منه اجتهاد رحمه الله تعالى. فالصحيح انه خص الاسلام بهذه الخمس بامور. الامر الاول انها اكد امور الاسلام واعظمها واظهرها وايضا ان الخلاف في تكفير تاركها واقع بل هم مجمعتان على كفر تارك الصلاة واما بقية والشهادتين تاركها كان بالاجماع وانما الخلاف في بقية الاركان. اذا ترك تهاونا وكسلا فالصحابة مجمعون على تارك الصلاة كافر. والامة على تارك الشهادتين انه كافر واما الاركان واما بقية الاركان كالحج والصيام والزكاة فوقع فيها خلاف بين العلم هل يكفر او لا يكفر اذا ترك اثار كسلا. اما الجحود فهذا لا اشكال فيه ولا خلاف فيه بين المسلمين. فعلى هذا نقول انه ذكر هذه لهذه الامور. ايضا من الاسباب انها الامور متعلقة بكل مكلف متعلقة بكل مكلف بخلاف بقية شعائر الاسلام وبقية شرائع الاسلام فانها قد تكون متعلقة بسبب او قد تكون متعلقة بشخص دون شخص فالاربعة منكر ليس متعلق باي شخص وانما متعلق بمن عنده قدرة واستطاعة ولا يخاف على نفسه الفتنة وهكذا كذلك كذلك ما ما يسمي الزائدة كذلك اسقاط الديون وما يتعلق باسقاطه يتعلق بمن كان عنده دين لاحد وليس كل الناس عليهم ديون وليس كل الناس لهم دين كذلك كذا الامانات والمغصوب وما شابه ذلك وصلة الارحام ليس كل واحد له ارحام يصلها وليس لكل واحد اولاد يحسن اليهم فهذه من اعمال اسلام الاسلام وانشاء الاسلام لكنها ليست شاملة جميع المسلمين. واما الصلاة والزكاة والصيام والحج النطق بالشهادتين الاعتقاد الشهادتين كهذا يشترك فيه جميع المسلمين شف جميع المسلمين. فهذا ذكره هو الحق وهو الصحيح ثم ذكر ايضا ما يتعلق بالقدر وقوله والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله عز وجل وهذا محل اجماع بين اهل السنة ان القدر خيره وشره من الله وحلوه ومره ان القدر خيره وشره وحلوه ومره من الله تعالى. فكل شيء في هذا الكون هو من الله سبحانه وتعالى وهذا خلافا لما قالته القدرية فقالوا ان ان الله لم يخلق ان الله لم يخلق افعال العباد وان العبد هو الذي يخلق فعل نفسه ومع ذلك احتجوا ببعض والحجج من كتاب الله منها قوله تعالى فما وما صام السيف فمن نفسك؟ قالوا اضاف الله من السيئة الى نفس العبد اي انه هو الذي آآ خلقها وهو الذي اوجدها هو الذي اتى بها وهذا غير صحيح فربنا سبحانه وتعالى ذكر الحسنة من الله وذكر السيئة انها من العبد وهم في هذا لا يفرقون بل يرون ان جميع الخير والشر مما يفعله العبد هو من العبد نفسه وليس من الله عز وجل فيرون ان العبد هو الذي يخلق افعال نفسه ولا شك ان هذا من اعظم الظلم ومن اعظم آآ الافتراء على الله عز وجل حيث انهم فروا بزعمهم من ان يعذب الله عباده بما خلق هو فجعلوا مع الله خالقا اخر ولذلك سموا او سميت القدرية بمجوس هذه امة فالمجوس جعلوا للخلق خالقين خالقا للخير وخالقا للشر خالق الخير النور وخالق الشر الظلمة. كذلك القادرية جعلوا خلق خالقين جعلوا العبد يخلق افعال نفسه وما عدا افعال العباد يخلقها الله عز وجل وهذا ايضا نوع تعديد في الخالق وليس هناك الا خالق واحد هو ربنا سبحانه وتعالى وكل ما سوى الله فهو مخلوق لله عز وجل واما التفريق بين الحسنة الى الله عز وجل واضافة السيئة الى العبد فان فذلك من باب جهة الاسباب فالحسنات من الله ابتداء وفضلا ومنة وتكرما وجودا واحسانا سبحانه وتعالى. واما السيئات فلا يعتدلها الله عز وجل للعبد الا بسبب اما ان يكون العبد هو اللي تسبب بذلك الذنب او تسبب تلك السيئة التي وقعت عليه من المصائب والبلايا كما قال تعالى وما اصاب المصيبة ما كسبت ايديكم. فجميع المصائب التي تصيب العبد هي من قبل نفس العبد. فهو اللي تسبب في وجود تلك السيئة. والا ربنا لا يبدأ العبد بالسيئات والمصائب وان كان هناك مصائب وشرور كما يحصل لبعض المخلوقات كالبهائم والحيوانات والصغار وما شابه فهذا ليس شرا محضا ولذلك نقول افعال الله عز وجل ليس فيها شر افعال الله ليس فيها شر وانما الشر في مفعولاته في مفعولاته وخلقه وكذلك نقول ليس في خلق الله ما هو شر اصبحت لا خير فيه البتة بل جميع مخلوقات الله عز وجل وان كان فيها شراء فان في طياتها من الخير ما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى فاعظم المخلوقات شرا اذا كنت نقول هداية هداية هداية الالهام والتوفيق وهداية الطريق الى الجنة هي ثمرة لهداية التوفيق والدلالة هي الهداية هداية الدلالة والارشاد فمن هدى من هدي بالدولة والارشاد فان الله قد وفقه والهمه ان يهتدي وفسادا هو ابليس لعنه الله عز وجل. ومع ذلك نقول في وجوده وفي خلقه من الخير ما لا يعلمه الله جل. من ذلك ان يعرف الصادق من الكاذب من ذلك ان يعرف يعرف التائبين والمستغفرين ويعرف ايضا المنيبين الى الله عز وجل فان العبد اذا عصى الله عز وجل تاب الى الله الله وانا واستغفر ولولا وجود الذنوب والمعاصي لما حصلت هذه هذه المنح وهذه النعم وهي من ذلك تجديد العبد بربي سبحانه وتعالى وتعاهد قلبه بالتوبة والرجوع الى الله عز وجل فان التائب يجد من من الانكسار والذل واللذة ايضا في توبته ما لا يجد من هو مديم او مقيم على الطاعة دائما. في خلق ابليس مثلا يعرف حزب الله من حزب الشيطان. ويعرف الصادق ولا الكاذب. ويعرف اه وتتجلى في هذا في وجود هذا المخلوق شيء من اسماء الله كالتواب والرحيم والغفور والستار والستير وما شابه ذلك فوجود ابليس وان كان شرا فليس شرا فليس وجوده شرا محضا. ولذلك نقول ان الشر لا يضاف الى الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك ابتداء فليسوا في افعاله شرا سبحانه وتعالى ولا يضاف الشر الا على على وجه الادب مع الله سبحانه وتعالى من ذلك ان يدخل الشر في في خلق الله عز وجل في عموم خلق الله عز وجل الله خالق كل شيء فكل شيء يدخل فيه الخير والشر الحسنة والسيئة او يذكر الشر مضاف الى من شر ما خلق فاضاف الشر الى سابه وهو المخلوق الذي فيه شر كالحية والعقرب وشياطين الانس وشياطين الجن يضاف الشر او يضاف الشر مع حذف فاعله كما قال تعالى في على في حاكم قول الجن قال في قوله واننا ندري اشر اريد بمن في الارض ان اراد بهم ربهم رشدا فلما ذكر الرشد ذكر اضافه الى الله عز وجل ولما ذكر السوء قال ان وان لا يدري اشر اريد بمن في الارض. فذكر الشر ولم يضفه الى الله عز وجل. وذلك من ادب ابراهيم مع ربه عليه السلام عندما قال واذا مرضت فهو يشفين فنسب المرض الى نفسه ولم ولم يضفه الا الله عز وجل به خلاف الشفاء قال فهو يشفين فاضاف الشفاء الى الله عز وجل لانه لانه خير. اذا آآ ما ذكره هنا في ردي على القدرية القائلين بان العبد يخلق فعل نفسه من احسن الردود حيث فرق الله عز وجل بينما يضاف الى الله ابتداء وما لا يضاف اليه ابتداء وما لا يضاف اليه والتفريق بين الحسنة والسيئة واضافتها الى الله من جهة الحسنات واضافة السيئة الى العبد من جهة الساب هذا امر وهو واضح وبين ثم قال هنا رحمه الله تعالى بعد ان ذكر الفرق بين السيئات والحسنات وقال ولهذا لا يضاف الشر اليه مفردا قط كما ذكرنا وانما يدخل الشر في عموم خلق الله او ذكر او يضاف الى سببه او ان يحذف فاعله ان يحذف فاعل الشرع قال ايضا ولهذا كان انفع الدعاء واعظمه واحكمه دعاء الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم وذكر ان الهداية تنقسم الى اقسام هداية عامة وهداية خاصة هداية عامة تعم جميع المخلوقات الذي اعطى كل شيء خلقه خلقه ثم هدى فالله سبحانه وتعالى اعطى الخلق ما يصلحهم فهدى جميع مخلوقات الى ما فيه صلاحها وما فيه فلاحها ونجاحها سواء كانت بهائمة او وحوش او طيور فان الله اعطى كل شيء خلقه ثم هدى اعطاهم ما فيه اه فلاحهم ونجاتهم وصلاحهم من جهة معاشهم. وتسمى الهداية العامة. ثم هناك هداية خاصة جداية الدلالة والارشاد وهذي الهداية اعطاها الله عز وجل انبيائه ورسله واعطاها ايضا الدعاة والمصلحين يدعون الناس الى الخير فهم يدلون الناس ويهدونهم الى ما فيه نجاتهم الى ما فيه فلاحهم وفوزهم. ثم هداية ثالث وهداية التوفيق والالهام. وهذه خاصة بالله عز وجل لا يملكها احد غير الله سبحانه وتعالى قال وهي يدل على قوله تعالى انك لا تهدي من احببت الله نفى الهداية من محمد صلى الله عليه وسلم واثبتها له في اية ونفى عنه في اية ففي قوله تعالى وانك تهدي الى صراط مستقيم اي هداية الدلالة والارشاد. واما انك لا تهدم العباد فهذه هداية توفيق والالهام التي لا يملكها الا الله سبحانه وتعالى. الهداية الرابعة وهي التي يختم بها اهل يختم بها في عرصات القيامة. وهي الهداية الى الى الجدال وسوق اهل الجنة الى الجنة. فهذه ثمرات الهداية ولذلك العبد دائما يقول اهدنا الصراط المستقيم. والذي عليه جمهور اهل السنة ان قوله اهدنا الصراط المستقيم من جهة من جهة ثباتها. ومن جهة بحاجة العبد دائما وابدا الى ان يهدى في كل لحظاته. بل بعدد انفاسه واقواله وافعاله. الى ان يهدى في كل ذلك كله فيحتاج جاء في قوله ويحتاج الهداية في فعله ويحتاج الهداية في اعتقاده ويحتاج الهداية في كل ما يريد فعله خلافا لما يقوله اهل الرأي ان بيهدنا الصراط المستقيم اي ثبتنا وهي من باب التأكيد لا من باب الاستمارة بل نقول نطلبها دائما ونحن عند عند طلبنا اياها نعتقد لو اننا بحاجة اليها في كل في كل احوالنا التي نستقبلها من حياتنا فنسأل الله الهداية على ما مضى من ايمان بمعنى الثبات عليه ونسأل الله الهداية فيما فيه فيه ما نحن عليه في الحال من جهة الموفق في هذا الحال في الى كل ما يحب الله ويرضاه من الاقوال والافعال. كذلك ايضا نسأل الله الهداية في مستقبلنا ان يهدينا الى كل خير في اقوالنا وافعالنا فالعبد لا تنفك حاجته عن الهداية ابدا ولا يمكن ان يبقى دون ان دون ان يهدى دون ان يهدى. فاذا اخطأته بداية فان الشياطين تتلقفه وتسلك به صراط المغضوب عليهم والضالين. واما اذا هداه الله عز وجل فانه سيسلك به صراط الذين انعم الله عليهم. قال ذكر انواع الهداية. ثم قال بعد ذلك واذا كان امركاك وجب ان يشكر سبحانه وان يستغفر وان يستغفره العبد ولا يستوي العبد من كل ذنوبه ولا يتوكل الا عليه وهذا واضح وبين لان الامر كله بيد الله عز وجل. فاذا اعتقدت وامنت وعلمت ان الامر كله بيد الله عز وجل وان الخلق لا يملكون نفعا ولا ضرا وانما هم مجرد اسباب اذا اراد الله اعمالها اعملها واذا اراد الله ابطالها ابطلها فاذا علمت ذلك فان قلبك يمتلئ يقينا وتوكلا وايمانا بالله عز وجل فلا تعلق قلبك بغير الله سبحانه وتعالى ولا تميل الى غيره سبحانه وتعالى الا اذا ضعف الا اذا ضعف هذا اليقين. فمن التفت الى الاسباب من التفت الى الاسباب فهذا قدح في توكله وقدح في توحيده لان الاسباب لا تنجح ولا تنفع الا باذن الله عز وجل. وليس هناك سبب محض يعني يتعلق به قيام المسبب. وانما وجود الاسباب تحتاج الى اسباب اخرى حتى تنجح. فالمطر مثلا سبب المطر وسبب لاملات الشجر وانبات العشب وانبات الكلأ ومع ذلك وحده لا يمكن ان ينبت. فيحتاج الى طيب ارظ ويحتاج الى هواء ويحتاج الى اسباب اخرى حتى حتى ينبت او تنبت هذه الارض. اما السبب اذا امس المطر بنفسه فليس منبتا الا بوجود اسباب اخرى كذلك جميع الاسباب. ليس هناك كعلة تامة توجب معلولها ابدا. وانما لكل علة وان كان لها وان كانت في موجبة لغيرها لكن لابد ان يكون هناك معها من الاسباب التي يترتب عليها هذا الوجود وهذا الوجوب فاذا علمنا ذلك علمنا ان الامر كله بيد الله عز وجل وان العبد دائما يحقق قوله اياك نعبد واياك نستعين اي فيحقق عبودية الله عز وجل وبعد تحقيق عبوديته بان لا يعبد الا الله يطلب العون من الله عز واعظم الاستعانة ان تستعين الله على تحقيق عبوديته سبحانه وتعالى فان الاستعانة بالله عز وجل الناس على فريق على قسمين فمنهم من او على اقسام منهم من يستعين بالله على معصية وهذا من اشر خلق الله منهم من يستعيذ بالله وهذا عامة الناس على من فعل منافعه الدنيا الدنيوية وما يحتاج من الدنيا وهذا عامة الناس يستعين الله في تحصيل مال تحصيل يستعمل الله على تحصيل ولد يستعمل الا على تحصيل رزق على زوج او ما شابه ذلك. واما الكمل من اهل الايمان فهم الذين يستعينون بالله على على تحقيق عبوة الله ولذلك قال وسلم لمعاذ جبل يا معاذ اني احبك فلا تدع ان تقول في كل صلاة اللهم اعني على ذكرك فهو يستعين بالله على تحقيق عبودية الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر بعد ذلك آآ قوله ونحن مؤمنون بذلك كله اي بالايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره لا فرقوا بين احد من رسله وهذا من كمال الايمان بالرسل ان ان ان نصدق بجميع رسل الله عز وجل واما قول لا نفرق بين احد من رسله بمعنى انا لا نؤمن ببعضهم ونكد بعض. واما من جهة تفريق من جهة فظلهم. فاهل السنة ايضا يفاضلون بين الانبياء فيرون ان افظلهم محمد صلى الله عليه وسلم ثم دونه ابراهيم ثم وموسى ثم عيسى ثم نوح اولي العزم من الرسل. واما التفريق الذي ذاك قصده هنا الامام الطحاوي فهو قوله اي لا نكذب بعظا فكل من اخبره الله عز وجل برسالته امنا به والامام الرسل ايمان تفصيلي وايمان اجمالي اما الايمان الاجمالي فهو ان نؤمن بان الله ارسل تلى رسلا بخلقه يدعونه الى التوحيد ويحذرونهم وينهونهم عن الشرك. جاء من جاء ذكره في كتاب الله كابراهيم وموسى وعيسى ونوح وغيره من انبياء الله خمسة وعشرون نبيا جاءوا في كتاب الله عز وجل ورسولا جاءوا في كتاب الله عز وجل ومنهم من جاء في السنة وعددهم لا وعددهم كثير جاء في حديث ابي ذر ان عدد الرسل ثلاث مئة وخمسة وعشرون نبيا رسولا ومئة الف وخمسة وعشرون الف نبي رسول الله لكن نبيا ولكن اسانيدها اسانيد هذه الاخبار ضعيفة. لكن رسل رسل الله عز وجل كثير منهم من قص من قصه الله علينا ومنهم من لم يقصصه الله علينا فنؤمن بذلك كله. اما الايمان التفصيلي فهو ان نؤمن بكل رسول جاء ذكره في الكتاب والسنة ونؤمن بما جاء به من دعوة وما نزل معه من كتاب فموسى ارسل بني اسرائيل معه التوراة وعيسى ارسل بني اسرائيل معه الانجيل والى النصارى وابراهيم ارسل الكنعانين معه اجزأ معه صحفه عليه السلام. وكذلك غير الانبياء كنوح آآ هود وصالح بل لم يأتنا ذكر اسم كتابه امنا ان معه كتاب لكن نجهل اسمه واما الذي لم يأتي ذكرهم فنؤمن ان الله ارسل رسلا لجميع الامم وما من امة لا خلا فيها نذير وجاءها رسول من الله سبحانه وتعالى. فمن كذب بعض الرسل وهذا ببعضهم فهو كافر بالله عز وجل كافر باجماع المسلمين. واذا قال تعالى كذبت قوم نوح المرسلين. مع انهم كذبوا نوح فقط فمن كذب رسولا كان كمن كذب جميع جميع الرسل فمن كذب رسولا واحدا كان كمن كذب جميع الرسل ولذلك نقول ان اليهود كفار بتكريم محمد والنصارى كفار بتكذيب بتكذيبهم ايضا محمد ومن آل محمد وكذب موسى فهو كافر ومن امن بمحمد وكفر بعيسى فهو كافر. ومن امن بالانبياء وكفر بهود فهو كافر بالله عز وجل. فكل من كفر بنبيه او كذب