الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله في العقيدة الطحاوية ابو جعفر الطحاوي ولا نرى الخروج على ائمتنا وولاة امورنا وان جاروا تقدم تعليق على اه هذا المقطع ثم قال رحمه الله ولا ندعوا عليهم هذا في بيان ما يجب لولاة الامر وما عليه اهل السنة والجماعة في معاملاتهم وسيرهم مع من ولاهم الله تعالى امر المسلمين يقول وانا ادعو عليهم اي ان من طريق اهل السنة والجماعة كفوا السنتهم عن الدعاء على ولاة الامر واجمل هذا الدعاء عليهم اه خفاء واعلانا و اظهار الدعاء عليهم اشد بعدا عن طريق السلف لان ذلك يفضي الى مفاسد كثيرة يوقع في شرور كبيرة فطريق السلف على خلاف هذا المسار فهم يدعون لهم بالصلاح كما سيأتي في كلام المصنف رحمه الله حيث نص على ما ينبغي من الدعاء لهم الصلاح والخير بقوله رحمه الله وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة لكن قدم هذا لبيان ان ترك الدعاء عليهم هو من طريق السلف تأكيدا بيان حقهم ان الدعاء عليهم ليس من طريق السلف لا اظهارا ولا اخفاء و ما يستدل به بعض المستدلين من مما جاء في الصحيح من حديث عوف بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم يعني تدعون لهم ويدعونا لكم وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتدعوا وتلعنونهم ويلعنونكم هذا الحديث الذي رواه الامام مسلم رحمه الله في صحيحه لا يدل على مشروعية الدعاء عليهم لا اظهارا ولا اخفاء فان النبي صلى الله عليه وسلم بين العلامة التي يعرف بها خيار الولاة وشرار الولاة لكن هذا ليس تشريعا ل الدعاء عليهم او لعنهم فهو خبر عما يقع وعما سيكون ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر في احاديث كثيرة عن امور ستقع قدرا وليس في ذلك حجة على صحتها شرعا بل الحكم على الافعال ومعرفة منازلها من حيث تلو الحرمة انما يستفاد من النصوص لا مما يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عما يكون في المستقبل قال رحمه الله بعد ذلك ولا ننزع يدا من طاعتهم ايضا هذا من حقوق ولاة الامر اتمام ما عوقدوا وعهدوا عليه فاهل السنة والجماعة لا ينقضون بيعة ولاة الامر وما عاهدهم عليه بترك طاعتهم والخروج عن امرهم بل يرون الطاعة واجبة بغير المعصية كما سيأتي تقريره والله تعالى قد قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم واما الاحاديث التي فيها الامر بطاعة ولاة الامور فعديدة كثيرة منها ما في الصحيحين من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه انه قال بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة بالعسر واليسر بمنشطنا ومكرهنا واثرة علينا وان لا ننازع الامر اهله ومثلهما في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عليك السمع والطاعة ت عسرك ويسرك ويصلح ان تقول عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك واثرة عليك. وهذا معنى موافق لمعنى حديث عبادة وكذلك جاء في الصحيحين من حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال على المرء المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره الا ان يؤمر بمعصية فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة قال بعد ذلك ونرى طاعتهم في طاعة الله بعد ان بين انه لا تنزع يد من طاعتهم بل يوفى لهم ما عوقدوا عليه وعوهدوا عليه يجب طاعتهم فيما يكون من امرهم اذا كان امرا بطاعة الله تعالى فقال ولا نرى طاعته ونرى طاعتهم من طاعة الله تعالى فريضة وهذا فيما اذا امروا بطاعة الله تعالى فطاعة ولاة الامور واجبة وذلك ان الله تعالى امر بها وعليها بايع النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه كما جاء في حديث آآ في حديث عبادة تقدم في حديث ابي هريرة وحديث عبد الله بن عمر وفي حديث ابي هريرة في صحيح الامام مسلم انه قال صلى الله عليه وسلم من يطع الامير فقد اطاعني ومن يعصي الامير فقد عصاني وهذا متفق عليه بما اذا امروا بطاعة الله تعالى يجب طاعتهم طاعة لله وطاعة لما امروا به واما اذا امروا بمعصية وهذا القسم الثاني مما يأمرون به فهذا لا طاعة لاحد فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف كما جاء في الصحيحين من حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ولما جاء في حديث عبد الله ابن عمر في الصحيحين انه قال صلى الله عليه وسلم على المرء المسلم السمع والطاعة بما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة والقسم الثالث مما يأمرون به ما ليس آآ بطاعة لله في ذاته ولا هو معصية لطاعتهم في ما يصلح به معاش الناس ودنياهم مما يكون من التنظيمات والترتيبات الادارية التي لا معصية فيها فهذه طاعتهم فيها واجبة لانها مما يستقيم به الامر وتتحقق به الجماعة وتصلح به الامور قيد المصنف وجوب طاعة ولاة الامر ما لم يأمر بمعصية فانهم اذا امروا بمعصية فلا طاعة لهم كما تقدم وهذا بما اذا امروا بمعصية صريحة ظاهرة متفق عليها لا خلاف انهم لا يطاعون فاذا امر بشرب الخمر او بالزنا او امر بانتهاك حدود الله المجمع عليها الواضحة البينة فهذا لا يجب طاعتهم فيه اما اذا امروا بما فيه خلاف من مسائل الاجتهاد اذا امروا بما فيه خلاف من مسائل الاجتهاد التي يراها بعض اهل العلم معصية واخرون يرونها مباحة فهذه اذا رأى الانسان فيها ما رأه ولي الامر وجب عليه طاعته فيها لانها مما تنتظم به المصالح واما اذا كان اجتهاده على خلاف اجتهاد ولي الامر فان اقل ما يلزمه الا يظهر المخالفة ولا يجب عليه الالتزام ذلك في خاصة امره الا فيما اذا كان عدم الالتزام يفضي الى اختلال النظام العام او الى حصول الفساد فتجب طاعته حينئذ تحصيلا للمصلحة ويكون هذا قريبا مما ذكره الفقهاء رحمهم الله في مسائل الخصومات مع انه ذكر ملاعنتهم وبغضهم لكن هذا لا يحمل على اسقاط حقوقهم والخروج عما يجب لهم من الطاعة والوفاء بالعهد قال لا ما اقاموا فيكم الصلاة ثم قال واذا رأيتم في القضاء من ان حكم الحاكم يرفع الخلاف اذا كان حكم الحاكم يرفع الخلاف في نزاع خاص قضية مفردة فلا شك انه في حق العام يكون ذلك اكبرها اكد دفعا للفساد ومراعاة اجتماع الامة وصلاحها ثم قال رحمه الله وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة هذا بيان حق من حقوقهم على وجه الايجاب في قوله ما المتقدم ولا ندعو عليهم هذا بيان حق من حقوقهم في جهة الكف والتوقف اما هنا في جهة الايجاد وآآ الفعل قال رحمه الله وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة فمن طريق اهل السنة والجماعة الدعاء لولاة الامر بالصلاح في دينهم ودنياهم والمعافاة من الشر والفساد والظلم وعلى هذا جرى الائمة فقد نقل عن الفضيل بن عياض رحمه الله انه قال لو ان لي دعوة مستجابة ما سيرتها الا للامام فقيل له وكيف ذاك يا ابا علي قال متى سيرتها في نفسي لم تجاوزني ومتى سيرتها للامام فصلاح الامام صلاح العباد والبلاد فقبل ابن المبارك رحمه الله جبهة الفضيل بن عياض لما سمع منه ذلك الكلام وقال يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك فاستحسن ذلك منه وعجب له وفي كتاب السنة قال الامام احمد رحمه الله واني لادعو له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار في الليل والنهار والتأييد وارى ذلك وارى له ذلك واجبا علي و قد نقل المروظي عن الامام احمد لما ذكر عنده المتوكل وهو ممن رفع الله به الفتنة وازال به البلاء عن الامة. قال اني لادعو له بالصلاح والمعافاة وقال لان حدث به حدث لتنظرن ما يحل بالاسلام وقد نص على الدعاء للائمة والولاة جماعة من علماء السلف منهم ابو عثمان الصابوني في عقيدة السلف اصحاب الحديث ولا يخلو كتاب من كتب العقائد من ذكر هذا والاشارة اليه وهذا في الحقيقة هو من النصح لهم. فهو مندرج فيما جاء به الامام مسلم من حديث تميم ابن اوس الداري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم ثم قال المصنف رحمه الله بعد هذا ونتبع السنة والجماعة بعد ان بين حقوق ولاة الامر عادل لتقرير ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن بوجه الاجمال في مراعاة الائتلاف والاجتماع من تحقيق معنى الجماعة قال ونتبع السنة والجماعة اي ان اهل السنة والجماعة يقتفون ويلتزمون سبيل السنة والجماعة بالاعتقاد وفي القول وفي العمل وذلك بالتزام ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وما كان عليه اصحابه الكرام فالسنة هي الطريقة والمقصود طريق النبي صلى الله عليه وسلم وهديه وهذا سبيل اهل السنة فانهم لا يجاوزون قول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن من شؤونهم فهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم متبعون ولها معظمون وبها مستمسكون وعنها يصدرون واليها يتحاكمون لا يخرجون عنها في شيء من اقوالهم او في افعالهم او ظواهرهم او بواطنهم. فهي الحاكم على اقوالهم واعمالهم وباطنهم وفي كل شأنهم. ولذلك يعني اهل السنة اخص الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم لكونهم لا يصدرون الا عن قوله ولا يقدمون قول غيره على قوله صلى الله عليه وسلم وقوله والجماعة وصفوا بهذا لانهم اهل اجتماع فالجماعة مأخوذة من الاجتماع وضدها الفرقة والجماعة عالم واسم للمجتمعين الذين لم يفرقوا دينهم قوله نتبع الجماعة اي نستمسك الجماعة وهذا يشمل الاستمساك بالحق كثر اهله او قلوا ولزوم طريق وسبيل اهل الحق كما قال الله تعالى ومن يتبع غير سبيل المؤمنين يوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. وهناك معنى ثالث من المعاني التي تندرج تحت اتباع الجماعة وهو الاحتجاج بالاجماع وقبول الاجماع دليلا من الادلة التي تعتمد في اثبات الاحكام هذا معنى قوله رحمه الله ونتبع الجماعة اذا اتبع الجماعة اي نلزم الحق قل اهلها او كثروا ونلتزم طريق اهل الحق فلا نخرج عنه والثالث الاحتجاج بالاجماع والاستمساك به خلافا من لا يرون حجيته من اهل البدع وقوله ونتجنب الشذوذ والخلاف والفرقة اي ان طريق اهل السنة والجماعة يجانب من ولاتكم شيئا تكرهونه تكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة عمله ما يكون من جور ما يكون من ظلم ما يكون من تعطيل لمصالحه الخلق ما يكون من اعتداء هذه الامور الثلاثة وهي متلازمة الشذوذ والخلاف والفرقة فالشذوذ يفضي الى الخلاف والخلاف يفضي الى الفرقة الشذوذ هو الخروج عن الحق واهله في الاقوال والاعمال والعقائد والخلاف ومخالفة ما كان عليه سلف الامة وليس المقصود انه لا يكون بينهم اختلاف في مسائل العمل فهذا حاصل ولا سبيل الى الغاءه لكن الخلاف الذي يفضي الى شر وفساد او يخرج به الانسان عما كان عليه سلف الامة هو الذي يجتنب ويترك والفرقة هي مفارقة الجماعة والخروج عن عنها سواء كان ذلك بالانفراد عنها وعدم الرجوع اليها او كان ذلك بمخالفتها في القول والرأي وشق عصى الجماعة وقد جاء النهي في الكتاب والسنة عن الاختلاف والافتراق في ايات كثيرة منها قوله تعالى ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ومثله ايضا قوله تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء والنصوص في الالفة والاجتماع كثيرة ومنها امتنان الله تعالى على الامة بالاجتماع حيث قال كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم وكذلك القول واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانه والقاعدة ان ان كل من فرط في السنة فانه لا بد ان يخرج عن الجماعة بنوع من الخروج كثير او قليل كبير او صغير وقوله رحمه الله ونحب اهل العدل والامانة اين تعبد الله تعالى بمحبة اهل العدل واهل الامانة اما اهل العدل فهم المقسطون من الناس القائمون بالحق بانفسهم وفي اهليهم وفي ولاياتهم والعدل ضد الظلم والمراد به هنا اهل الاسلام اهل السنة والجماعة فنحب اهل العدل وهم اهل الاسلام اهل السنة والجماعة القائمون بالعدل المجانبون للظلم وقيل المراد باهل العدل هم من كان مقسطا عادلا من ولاة امور المسلمين والذي يظهر ان هذا القول قريب من القول الاول لانه مندرج ته فلا يعد قولا مستقلا وقيل اهل العدل هم من يقاتل اهل البغي فيكون قوله يحب اهل العدل يعني الذين يقاتلون اهل البغي والذي يظهر ان اقرب المعاني هو المعنى الاول ليشمل كل هذا فان اوسع المعاني يشمل الولاة العادي يشمل الولاة العادلين ويشمل اهل العدل الذين هم ظد اهل البغي قوله رحمه الله هو الامانة اي نحب اهل الامانة اصحاب الامانة والامانة ضد الخيانة وصفهم بالامانة بعد العدل لانها الباعث على اداء الحقوق فالذي يحمل على اداء الحقوق هو الامانة حقوق الله تعالى وحقوق الخلق. قال الله تعالى ان الله يأمركم ان ان تؤدوا الامانات الى اهلها وبهاتين الخصلتين يتحقق للانسان السلامة من موجبات الانحراف فان الله تعالى جعل صلاح بني ادم منوطا بالعدل واداء الحقوق قال تعالى ولا تغفر ما ليس لك بعلم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا وكذلك قول ان خير من استأجرت القوي الامين كذلك قوله تعالى ان عرض الامانة على السماوات والارض والجبال فبين ان يحملن واشفقت منها وحملنا الانسان انه كان ظلوما جهولة. قال رحمه الله ونبغض اهل الجور والخيانة هذا في مقابل ما تقدم من محبة اهل العدل والامانة يقوم في قلوب اهل السنة والجماعة التعبد لله تعالى بكراهية اصحاب الجور وهو الظلم واصحاب الخيانة وهي التفريط في الامانة واضاعتها والمراد باهل الجور والخيانة اي من الولاة ومن غيرهم وكل اهل الظلم ولاة كانوا او غير ولاة كل اهل الخيانة ولاة كانوا او غير ولاة يبغضون فتبين من هذا ان حقوق ولاة الامر من الطاعة وعدم المنازعة لا تستلزم محبته ان كانوا اهل ظلم وخيانة فالطاعة لجميع من ولاه الله تعالى امر المسلمين في المعروف واما ما يتعلق بالحب فهم كغيرهم يحب اهل الطاعة من ولاة من ولاة امر المسلمين ويبغض اهل الفسق والجور من ولاة المسلمين ويدل لذلك ما في الصحيح من حديث عوف بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم اي تدعون لهم ويدعون لكم وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم هذه علامة ثم قال بعض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم افلا ننابذهم بالسيف فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ما اقاموا فيكم الصلاة هذا يكره لكن هذا لا يسوغ نزع ان يدي من طاعة لمن يجب طاعته ممن عقد وبايع من ولاة الامر قوله رحمه الله ونقول الله اعلم بما اشتبه علينا علمه هذا بيان لطريق اهل السنة والجماعة بما خفي عليهم من المسائل فما لم يتبين لهم علمه يقفون عند ما قد بلغهم وقد احسن من انتهى الى ما قد سمع لا يتكلفون علم ما اشتبه عليهم علمه او خفي كما قال تعالى ولا تقفوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا بهذا يتبين ان الواجب على الانسان فيما خفي عليه الا يمضي الى ما لا يعلم هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى اليه وعنده من العلم والمعرفة بالله وبدينه. ما ليس عند احد من الخلق وقد رد النبي صلى الله عليه وسلم علم ما لم يتبين له الى عالمه الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذرار المشركين فقال الله اعلم بما كانوا عاملين فرد علم ما لم يعلمه الى الله جل وعلا. الله اعلم بما كانوا عاملين وكذلك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يردون علم ما لم يتبين لهم علمه الى الله جل وعلا كما جاء في مواقع عديدة وفي وقائع عديدة وحوادث كثيرة في السنة هذا سبيلهم وهذه طريقتهم وهي طريقة النجاة والسلامة بعد ذلك قال المصنف رحمه الله ونرى المسح على الخفين في السفر والحظر كما جاء في الاثر هذا بيان ما يعتقده اهل السنة والجماعة في هذه المسألة وهي من مسائل الفروع فيعتقد اهل السنة والجماعة مشروعية المسح على الخفين. في الوضوء كما جاءت به السنة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد اشار اليه القرآن في قوله تعالى فامسحوا برؤوسكم وارجلكم على قراءة الكسر والمسح على الخفين ليس من مسائل الاعتقاد انما هو من مسائل العمل ومن الفروع كما يصنفها المصنفون من اهل العلم وانما ذكر المؤلف هذه المسألة لان انكار المسح على الخفين اشتهر عن بعض الفرق منحرفة المبتدعة كالرافظة الاثنى عشرية فان سمة مذهبهم العملي المتعلقة بالطهارة في الصلاة انهم لا يرون المسح وهو خلاف ما عليه اهل السنة والجماعة وقد جاء المسح على الخفين في احاديث كثيرة بلغت حد التواتر وجاء بعضها عن امير المؤمنين عن ابن ابي طالب رضي الله عنه وقوله رحمه الله في السفر والحظر اي نرى مشروعية ذلك في السفر والحظر لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في ذلك كله متبعون للاثر كما جاء في الاثر والمراد بالاثر هنا معناه العام الذي يشمل الاحاديث النبوية فالاثر يطلقه العلماء ويريدون به كل ما نقل من الاخبار عن النبي وعن غيره. وهذا الاصطلاح العام ويطلق على ما نقل عن غير النبي صلى الله عليه وسلم وهذا اصطلاح خاص فالمقصود به هنا كما جاء في في الاثر اي ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث واستعمل الاثر بمفهومه العام ومنه ما اه صنفه رحمه الله في كتابه مشكل الاثار فالمقصود بالاثار آآ الاحاديث النبوية وما فيها من آآ ما يوهم التعارض والاختلاف بعد ذلك قال المصنف رحمه الله والحج والجهاد فرظان ماظيان مع اولي الامر من المسلمين. كم باقي من الوقت طيب قوله رحمه الله والحج والجهاد برظاني ماظيان مع اولي الامر من المسلمين هذا بيان لعقد اهل السنة والجماعة في الاجتماع على ولاة الامر في هذه العبادات التي لا تكون الا باجتماع يقتضي ترتيب وولاية فالحج ركن من اركان الاسلام جرى عمل الائمة على عمل الامة عبر العصور ان يولوا عليه من يرتب امر الناس ويقوم على شؤونهم من امراء الحجيج كذلك الجهاد لا يكون الا تحت راية يقاتل تحتها المقاتلون فلما كان الجهاد والحج على هذا النحو بين المصنف رحمه الله ترضاهما ثم بين صفته الفرضية فقوله فرظان هذا متفق عليه ماضيان هذا ايضا متفق عليه عند اهل السنة والجماعة خلافا لما عليه المبتدعة الذين يعطلون الجهاد ويعطلون الحج وبعضهم يعطل الجمع والجماعات حتى يخرج الامام المعصوم كما هو عند الرافضة الاثنى عشرية واشباههم فالمصنف رحمه الله رحمه الله يقول والحج والجهاد ماضيان فارضان ماضيان. اما فرضيتهما فما هي محل اتفاق لا خلاف في بين اهل الاسلام وقول ماضيان مع اولي الامر اي ان الحج والجهاد مستمران مع ولاة امور المسلمين كيف ما كانوا ابرارا كانوا او فجارا وذلك الى قيام الساعة خلافا للرافضة الذين لا يرون الجهاد الا مع الامام المعصوم و قوله رحمه الله طبعا المقصود الرافضة في قتالهم لاهل الكفر اما في قتال من اهل الاسلام فهم لا يرقبون في اهل السنة لان ولا ذمة والواقع شاهد على هذا وقوله رحمه الله برهم وفاجرهم اي ان اهل السنة والجماعة يجتمعون على اقامة الجهاد والحج الحج والجهاد مع ولاة الامر من كان منهم برا مستقيما على طاعة الله من اهل الاحسان او كان مائلا على الحق خارجة عن الصراط المستقيم بجور وظلم وعصيان وقوله رحمه الله يبطلهما شيء اي لا ينقضهما لا يمنع من اقامة الجهاد والحج مع الائمة وولاة امور المسلمين مانع ولا يفسد فرظهما شيء مما يتعلق بولاة امور المسلمين وما فيهم من نقص وقوله ولا ينقضهما اي لا يمنع اكمالهما بعد الشروع فيهما الابطال وبعد الفراغ والنقض هو بعد الشروع. فالنقض افساد ما ابرم وهدم وعمل فليس شيء يبطل الجهاد مع ولاة امور المسلمين وكذلك الحج. ولا ينقضهما وبهذا يكون قد انتهى ما ذكر المصنف رحمه الله مما يتعلق بحقوق ولاة الامر وما يجب لهم ما جرى عليه عقد اهل السنة والجماعة في طريق التعامل معهم. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد