التنبيه الى ان هذه المقولة ليست من قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بل هي معنى قولي وليست قوله وانما ورد عنه صلى الله عليه وسلم في المسند وغيره بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فقال المؤلف رحمه الله تعالى من اشتغل بالله عن نفسه كفاه الله مؤونة نفسه. ومن اشتغل بالله عن الناس كفاه الله مأونة الناس. ومن اشتغل بنفسه عن الله وكله الله الى نفسه. ومن اشتغل بالناس عن الله وكله الله اليهم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد يقول المصنف رحمه الله من اشتغلني بالله عن نفسه من اشتغل بالله اي مراد الله عز وجل ومحبوب لله عز وجل وما امر به جل في علاه امر ايجاب او استحباب عن نفسه يعني عن ملذاتها ومحبوباتها وحظوظها كفاه الله مؤنة نفسه اي كفاه الله تعالى ما يكون من حظوظ نفسه فبلغه الله تعالى من النعيم فوق ما يأمل وبلغه من العطاء والاحسان فوق ما يرجو وهذا يصدقه ما جاء في الترمذي من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه وقد جاء عن عمر وجابر ابن عبد الله وحذيفة وانس جماعة من الصحابة في احاديث عديدة معناه وان كانت اسانيدها ضعيفة لكن المعنى صحيح ومجموع هذه الاحاديث تدل على ان له اصلا قال صلى الله عليه وسلم من اشغله ذكري عن مسألتي اعطيته خير ما اعطي السائلين هذا اشغل اشتغل بالله عن نفسه اشتغل بذكره وتمجيده وحمده والثناء عليه عن ان يسأل الله عز وجل حاجته فكان ان كفاه الله مؤونة نفسه بان اعطاه خير ما يعطي السائلين فهذا دليل ما ذكره رحمه الله من ان العبد اذا اشتغل بالله بما يحب ويرضى وبما امر وبما يقرب اليه والهاه ذلك عن ما يحب واشغاله عن حظوظ نفسه ملذاتها كفاه الله معونة نفسه ومن اشتغل بالله عن الناس فقصد رضاه وطلب ما عنده وكان في كل ما يأتيه ويذره مستحضرا ما يحبه ويرضاه من العبد كفاه الله تعالى مؤونة الناس فذب عنه ووقاه وهذا يشهد لهما جاء في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فيما اوصت به معاوية من ارضى الله بسخط الناس رضي الله تعالى عنه وارضى عنه الناس. كفاه مؤونة الناس ومن اسخط الله برضى الناس سخط الله عليه واسخط عليه الناس قوله ومن اشتغل بالله عن الناس كفاه الله مونة الناس هذا معناه ان الله يكفيه ما يخافه ويحذره وذلك ان الله تعالى بيده الملك جل في علاه يكفي العبد كلما اهم ما اليس الله بكاف عبده وتأمل قوله عبده فبقدر تحقيق العبودية تنال من الكفاية فكلما علت قدم العبد في تحقيق العبودية لله نال من كفايته جل في علاه. وهذا معنى قوله رحمه الله ومن اشتغل بالله عن الناس كفاه الله مؤونة الناس. ثم قال ومن اشتغل بنفسه عن الله عكس بملذاتها وشهواتها ومحبوباتها وكله الله الى نفسه ومن وكل الله لنفسه وكاله الى خبال وخسارة وقلة حيلة وضعف بصيرة وعمرائي وسوء عمل واحاطت به سيئاته ومن اشتغل بالناس عن الله فكان همه رضاهم كان همه ان يرظيهم وان ينال ما عندهم من عطاء او هبة وكله الله اليهم ومن خلى الله بينه وبين الناس فقد وكله الى هوان وضعف. فالناس لا يملكون لك نفعا ولا ضرا. الناس مهما عظمت قدرتهم وقوتهم وجاههم وسلطانهم فهم مربوبون ضعفاء بيد الله مربوبون ضعفاء مقهورون لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضر فظلا عن ان يملكوا لغيرهم فما يأتيك من خير من قبل الناس انما هو تسخير الله وتوفيقه واعانته والا ليس من قبلهم شيء لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع لا يأتي بحسناته الا هو ولا يدفع السيئات الا هو. ولذلك السعادة هي ان تشتغل بالله عن نفسك وان تشتغل بالله عن الناس ومن حقق هذا نال من طمأنينة القلب وبهجته وسروره وانشراحه الحياة الطيبة ما لا يمكن ان يناله غيرهم وما هو مقدمة للحياة الطيبة التي في الاخرة فنسأل الله ان يبلغنا واياكم رضاه وان يجعل همنا نيل ما يحب ويرضى والاشتغال بما يقربنا اليه الله المستعان. نعم قال رحمه الله فائدة جليلة انما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله اما من تركها صادقا مخلصا من قلبه لله فانه لا يجد في تركها مشقة الا في اول وهلة ليمتحن اصادق هو في تركها ام كاذب فان صبر على تلك المشقة قليلا استحالت لذة قال ابن سيرين سمعت شريحا يحلف بالله ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده وقولهم من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه حق. والعوض انواع مختلفة واجل ما يعوض به بالله ومحبته وطمأنينة القلب به وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى هذه الفائدة في غاية الاهمية لامرين الامر الاول بيان ما يعين الانسان على تجاوز مشقة ترك المألوف والمحبوب للنفوس المحبوبات تركها شاق لكن انما يشق على من ترك المألوفات لغير الله ولهذا اذا اردت ان يهون عليك ما تلقاه من صعوبة فعل ما امرك الله تعالى به مما تخرج به عن مألوفك وعادتك فاخلص العمل لله بقدر الاخلاص تتذلل العقبات وتسهل الصعوبات ويدرك الانسان المطلوبات. ولهذا قال انما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله اما من تركها صادقا مخلصا من قلبه لله فانه لا يجد في تركها مشقة الا في اول وهلة يعني اول المبدأ وهذا موطنا للاختبار والامتحان لو كان ترك الملذات لا مشقة فيه بالكلية استوى فيه الناس لكن ثمة مشقة هذه المشقة التي تكون في اول ترك المحرم في اول ترك المبغوض لله عز وجل تنقلب لذة يعقبها مسرة وذلك الالم يحيله الله تعالى الى مدد و بهجة وسرور وهو ما اشار اليه ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا. ولذلك قال فانه لا يجد في تركها المخلص مشقة الا في اول وهلة ليمتحن يختبر الصادق هو في تركها ام كاذب؟ فان صبر على هذا الالم الذي في بدايات الترك فان صبر على تلك المشقة قليلا استحالت لذة اي تحولت الى لذة قال ابن سيرين سمعت شريحا يحلف بالله ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده. الله اكبر هذه كلمة عظيمة شريح يحلف بالله انه ما من عبد يترك شيئا خالصا لله لا يريد الا مرضاته فيجدوا وآآ لفقده الما هذا معنى قوله فوجد فقده اي تألم لفقده فانه لا يتألم لفقده يعينه الله ييسر الله تعالى له الخير يفتح له من ابواب العوظ ما ليس له على بال. ولهذا قال وقولهم من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه اي ما ينقل من من قول من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه حق اي كلام صحيح وهذه العبارة تحكى على انها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال وقولهم ولم يقل وقوله قوله صلى الله عليه وسلم انك لن تدع شيئا لله عز وجل الا ابدلك الله به ما هو خير لك منه معنى العبارة يعني فهذه العبارة من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه هي معنى قوله صلى الله عليه وسلم انك لن تدع شيئا لله عز وجل الا ابدلك الله به اي بهذا الترك ما هو خير لك منه وهذا معنى قول شريح ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده يقول وقولهم من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه حق اي صدق وصواب. ودلت عليه الادلة لكن نبه الى امر يغفل عنه كثير من الناس في حقيقة العوظ الموعود به في قوله من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه. ما هو العوظ؟ وفي ما جاء في الحديث في المسند انك لن تدع شيئا لله الا ابدلك الله الابدال حقيقة الابدال ما هو خير لك منه قال والعوظ انواع مختلفة فلا يلزم ان يكون العوظ من من من جنس ما تركت فقد يترك الانسان شيئا لله ولا يعوض شيئا من جنسه لكن يعوض بما هو خير وافضل ولذلك واجل ما يعوض اعظم ما يعوض به من ترك لله شيئا الانس بالله ومحبته فيلقي الله في قلب العبد من الانس به والمحبة له ما يفوق لذة المعصية وهذا ما اشار اليه قول الله عز وجل قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى له اي اطهر واطيب وانقى لهم من ان ينال لذة النظر الى ما حرم الله عليهم وهذا معنى ما اشار اليه في قوله ولا واجل ما يعوض به الانس بالله ومحبته وطمأنينة القلب به وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه وهذه معاني لا يدركها الا من عامل الله عز وجل وايقن بصدق وعده وانا نعيم القلب يفوق كل نعيم وان بهجة القلب وسروره لا يوازيها عطاء مهما عظم من عطاء وملذات البدن. فسرور القلوب وبهجتها وطمأنينة هذه يفوق ما يكون من ملذة البدن. ما لذة البدن تنتهي وتنقضي بانقظاء اللذة. اما سرور القلب فذاك يعود على القلب النور والخير والبهجة والسرور والانشراح وينعكس هذا على البدن بالقوة والنشاط والاقبال والبصيرة التي يميز بها بين الحق والباطل نعم اغنى الناس قال رحمه الله فصل اغبى الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل. الله اكبر اعوذ بالله انما الاعمال بالخواتيم نسأل الله يحسن لنا ولكم الخاتمة اغبى الناس اي اقلهم فطنة وبصيرة وعقل من ظل في اخر سفره اي من لم يسلك الصراط المستقيم الموصل الى الغاية والهدف وقد قارب المنزل اي قارب الرحيل النزول اما في جنة او في نار الله المستعان نعم قال العقول المؤيدة بالتوفيق ترى ان ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق الموافق للعقل والحكمة والعقول المضروبة بالخذلان ترى المعارضة بين العقل والنقل وبين الحكمة والشرع وقال اقرب الوسائل الى الله ملازمة السنة والوقوف معها في الظاهر والباطن. ودوام الافتقار الى الله وارادة وجهه وحده بالاقوال والافعال وما وصل احد الى الله الا من هذه الثلاثة. ومن قطع عنه احد الا بانقطاعه عنها او عن احدها وقال الاصول التي انبنى عليها سعادة العبد ثلاثة ولكل واحد منها ضد فمن فقد ذلك الاصل حصل على ضده. التوحيد وضده الشرك والسنة وضدها البدعة والطاعة وضدها المعصية ولهذه الثلاثة ضد واحد وهو خلو القلب من الرغبة في الله وفيما عنده ومن الرهبة منه ومما ده قوله رحمه الله العقول المؤيدة بالتوفيق ترى ان ما جاء به الرسول هو الحق الموافق للعقل والحكمة يفتح الله تعالى بصيرتها فترى الهدى والحق بفطرتها فتأتي الادلة من الكتاب والسنة فيزداد ابصارا وتقوى بصيرته وهذا نور على نور كما قال الله عز وجل. نور الفطرة ونور الوحي ولهذا يدرك الانسان بسلامة فطرته ما يستنير به عقله ويزداد قوة ولذلك العقل بمجرد بمجرده عن الوحي لا يمكن ان يصل الى الهداية يقول ابن القيم رحمه الله لا يستقل العاقل اي لا يكفي في الوصول الى الهداية للعقل لا يستقر العقل دون هداية بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا فلا يمكن ان يدرك الهداية بمجرد عقله بل لابد من نور الوحي. وهدايته لا يستقل العقل دون اه لا يستقل العقل دون هداية بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا كالطرف دون النور ليس بمدرك حتى يراه بكرة واصيلا العين الان في الظلام تبصر ولا ما تبصر عينك في الظلمة تبصر لو اغلق هذا النور نبصر شيئا لا نوصل شيئا الحين موجودة العين موجودة لكن لا يمكن ان تنتفع بالعين الا بوجود الضوء العقل فيما في في نسبته الى الوحي الوحي كالشمس للعقل اذا اشرقت اذا اشرق الوحي ابصر العقل. كذلك العين اذا جاء الضياء ابصرت والا فهي في ظلماء. وهذا معنى قوله رحمه الله لا يستقل العقل دون هداية بالوحي آآ تأصيلا ولا تفصيلا كالترفضون الظوء ليس بمدرك حتى يراه بكرة واصيلا نور النبوة مثل نور الشمس للعين البصيرة فهو تمثيل في غاية الوضوح والجلاء النسبة بين نور الوحي وبين نور ايش وبين نور العقل فبقدر ما يكون مع الانسان من نور الوحي يكون عنده من قوة العقل وبصيرته ونضجه ما يعرف به الحق ويميز به الهدى عن الضلال والحق عن غيره ثم قال رحمه الله في الثاني اقرب الوسائل الى الله ملازمة السنة والوقوف معها في الظهر والباطن ودوامه الافتقار الى الله وارادة وجهه وحده بالاقوال والافعال وما وصل احد الى الله الا من هذه الثلاثة ومن قطع عنه احد الا بانقطاعي عنها او عن احدها. هذه الاصول وش هي؟ ما هي الاصول؟ اقرب الوسائل يعني الاسباب الى ملازمة السنة اقرب الوسائل الى الله اقرب الوسائل الى الله يعني اقرب ما يوصلك اليه ويتحقق لك به طاعته ورضاه ثلاثة امور. اول شيء ملازمة السنة والوقوف معها ظاهر في الظاهر والباطن. يعني لا تتجاوزها بالباطن في قلبك سرك وخا فيه عملك وكذلك في الظاهر الثاني دوام الافتقار الى الله. وش معنى دوام الافتقار الى الله الالحاح عليه بطلب الهداية واظهار الفاقة اليه كما قال يا عبادي كلكم ظال الا من هديته فاستهدوني اهدكم الثالث ارادة وجهه وحده بالاقوال والافعال يعني الاخلاص له جل في علاه بالقول والفعل فالاخلاص له طريق الفتح والهداية والنجاة وادراك المأمولات. هذه ثلاثة امور ملازمة السنة دوام الافتقار الى الله تعالى الاخلاص له بارادة وجهه يصل بها العبد الى ما يأمل من طاعة ربه وتحقيق رضاه. نعم الاصول التي انبنى عليها سعادة العبد ثلاثة ولكل واحد منها ضد فمن فقد ذلك الاصل حصل على ضد التوحيد وضده الشرك والسنة ظدها البدعة والطاعة وظدها المعصية ولهذه الثلاثة ضد واحد يعني يجمعها جميعا وهو خلو القلب من الرغبة في الله وفيما عنده ومن الرهبة منه ومما عنده يعني خلو القلب من التقوى فمن خلا قلبه من التقوى اضاع هذه الاصول جميعا واذا كانت وصية الله تعالى لعباده التقوى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله لان بها هي تحقق التوحيد وبها تتحقق يتحقق اتباع السنة وبها يتحقق طاعة الله عز وجل. فاذا خلا القلب من التقوى وهي الرغبة في في الله وفيما عنده والرهبة منه ومما عنده عميت القلوب وهلكتنا اعوذ بالله من الخذلان نعم نقف على هذا