بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ونؤمن بالكرام الكاتبين. فان الله قد جعلهم علينا حافظين. ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض ارواح العالمين وبعذاب القبر لمن كان له اهلا وسؤال منكر ونكير في قبره عن رب به ودينه ونبيه. على ما جاءت به الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن الصحابة رضوان الله عليهم. والقبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله ونؤمن بالكرام الكاتبين وان الله تعالى قد جعلهم علينا حافظين هذا المقطع من كلام المصنف رحمه الله يتصل باصل من اصول الايمان وهو الايمان بالملائكة والايمان بالملائكة اصل من اصول الايمان تقدم تقريره بما سبق دل عليه الكتاب والسنة واجمع عليه تلف الامة لا خلاف بين اهل الاسلام ب ان لله خلقا هم الملائكة خلقهم من نور وهم خلقهم الله تعالى على نحو مميز فهم لا يعصون الله تعالى ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ولهم صفات جاء بيانها في في الكتاب والسنة واعمال المصنف ذكر بعض اعمالهم قال ونؤمن اي ان اهل السنة والجماعة يقرون بالكرام الكاتبين اي بوجود الملائكة الكرام الكاتبين اي بوجود الملائكة الموصوفين بانهم كرام كاتبون قد ذكر الله تعالى هذا في كتابه في قوله تعالى ان عليكم لحافظين كراما كاتبين ووصفهم بهذين الوصفين لبيان منزلتهم وعملهم فقوله تعالى كراما هذا لبيان منزلتهم فهم كرام لانهم لان لهم عند الله تعالى منزلة ومكانة وشرفا ومقاما كبيرا وهم كاتبون لانهم يكتبون اعمال العباد وما يكون من احوالهم فهم كتبة يكتبون كل ما يصدر عن بني ادم من قول او فعل كما قال جل وعلا وان عليكم لحافظين يحفظون اعمالكم كراما كاتبين. وقال تعالى انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. وقال جل وعلا بلى ورسلنا لديهم يكتبون وقال جل في علاه ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد هذه الكتابة لا تستثني شيئا بل تشمل كل ما يكون من صغير او كبير كما قال تعالى وكل شيء فعلوه في الزبر اي في الكتاب وكل صغير وكبير مستطر اي مقيد مسجل هذا على القول بانه في كتب الملائكة قد قال الله تعالى بحال الناس اذا وضع الكتاب ووضع الكتاب فترى مجرمين مشفقين مما فيه يقولون يقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا وقوله رحمه الله فان الله قد جعلهم علينا حافظين هذا بيان لمهمتهم وهو آآ انهم يكتبون لحفظ اعمال العباد فكل اعمال بني ادم مرصدة مقيدة لا يفوت منها شيء كما قال تعالى ويرسل عليكم حفظة وكما قال جل في علاه ان كل نفس لما عليها حافظ وهؤلاء الملائكة الكاتبون متعددون كما دل عليه اللفظ فليسوا فليسوا ملكا واحدا بل قد قال الله تعالى له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله وقال تعالى ويرسل عليكم حفظة وقال بلى ورسلنا لديهم يكتبون فالكتابة ليست من ملك انما من مجموع ملائكة يتعاقبون في بني ادم كما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم قال رحمه الله ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض ارواح العالمين هذا اما يتصل ايضا بالايمان باليوم الاخر وهو ذكر لصنف من الملائكة وهم الموكلون بقبض الارواح فاهل السنة والجماعة يقرون بوجود ملك الموت وهو الملك الموكل بقبض ارواح الخلق وقد بين المصنف رحمه الله مهمته فقال بملك الموت الموكل بقبض ارواح العالمين هذا الصنف من الملائكة الكرام ذكرهم الله تعالى باعمالهم كما هو في الصنف السابق فانه ذكره ذكرهم جل وعلا باعمالهم. فنؤمن بان قبض ارواح العالمين اوكله الله تعالى لبعض ملائكته قال جل وعلا قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم وقد ذكر الله تعالى ملك الموت وانه وكل ببني ادم بقبض ارواحهم واستيفاءها وفي هذا هذه الاية تدل على ان قبض ارواح بني ادم يتولها ملك ملك واحد قل يتوفاكم ملك الموت وقد جاءت الادلة الاخرى على ان من يتوفون بني ادم ملائكة وليسوا ملكا واحدا قال تعالى الذي تتوفاهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم. وقال تعالى ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة. وقال جل وعلا حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا وهذا اوضح وهم لا يفرطون وقال تعالى والنازعات غرقا والناشطات نشطا وهذا حلق الجماعة من المفسرين هم الملائكة الذين ينزعون الارواح وينشطونها فذكر الله تعالى ان الذي يتوفى الانسان من الملائكة جمع وليس واحدا وهذا يمكن الجمع بينه وبين ما تقدم بان يقال ان قوله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت هذا مفرد مضاف فيفيد العموم يصدق على الواحد والاثنين والجمع فلا اشكال ويمكن ان يقال ان ملك الموت واحد وهذا هو الاقرب الى الصواب ان ملك الموت الذي يتولى نزع الارواح واحد عذاب دائم لا ينقطع وهو لاهل الكفر كما دل عليه قوله تعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب اذهب مؤقت منقطع وهذا لاهل السيئات والمعاصي وما ذكره الله تعالى من تعدد الملائكة الذين يتوفون هذا باعتبار الاعوان ومن يجعلهم الله تعالى مع ملك الموت لتوفي الارواح والا فالذي يقبض الارواح هو واحد يشهد لهذا حديث البراء بن عازب الطويل الذي فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في بيان احوال المحتضرين ان العبد المؤمن اذا كان انقطاع من الدنيا واقبال على الاخرة نزل اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه ثم ذكر ما يكون ثم قال بعد ذلك ثم يجيء ملك الموت هم غير الملائكة الذين ينزلون عند الاحتضار هو غير الملائكة الذين ينزلون عند الاحتضار حتى يجلس عند رأسه فيقول ايتها النفس المطمئنة اخرجي الى مغفرة من الله ورضوانه قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء يأخذها فان اخذها فاذا اخذها لم يدعوها. اذا تستلمها الملائكة بيده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن الذي نزلوا به من الجنة وهذا يدل على ان الذي يباشر نزع واحد وان الذي يعينه جمع من الملائكة ولم هذا الملك الذي ذكره المصنف رحمه الله الذي ذكر الايمان به لم يثبت في الكتاب ولا في السنة الصحيحة اسمه وما جاء من انه عزرائيل هذا من كتب بني اسرائيل وليس مما جاء في شيء من الكتاب او السنة وقوله رحمه الله الموكل بقبض ارواح العالمين ارواح جمع رح والمقصود بالروح ما يحصل به الحياة في الابدان فالابدان انما تحيا بالارواح فاذا انفصلت عنها ماتت اما موتة صغرى كالنوم واما موتة كبرى الوفاة فالانسان مكون من رح وجسد وهذا لا خلاف فيه بين الناس دل عليه الكتاب والسنة والقبض للارواح والروح امرها خفي لا وضوح له ولا بيان الا ما بينه الكتاب والسنة وذاك قليل قال الله تعالى ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي. وقد جاء الخبر بان الروح تصعد وتهبط تقبضه تبسط آآ تطير ويجري عليها ما يجري كما جاء في في كتاب الله تعالى وسنة رسوله المهم هي عين قائمة بذاتها تفارق البدن وتنعم وتعذب ويجري ما يجري عليها من احوال جاء ذكرها في الكتاب والسنة اما كيفية تعلق الروح بالبدن فهذا امر خفي والله تعالى قد قال ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي. من امر ربي اي من مأمور ربي اي من مقدوره من الشيء الذي قدره وهذا لا علم لاحد به الا من قبل الله عز وجل. فكل من طلب في معرفة الارواح طريقا غير الذي جاء في الكتاب والسنة فانه لا يصل الى شيء لان الله تعالى قد قال وما اوتيتم من العلم الا قليلا وقوله رحمه الله ارواح العالمين اي ارواح بني ادم هذا بالاتفاق فان ارواح بني ادم تقبضها الملائكة وعندنا امران الموت كتبه الله على كل نفس فليس نفس في الكون الا وهي ميتة كما قال تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وكما قال تعالى كل شيء هالك الا وجهه وكما قال تعالى كل نفس ذائقة الموت في غير ما اية الموت يجري على كل خلق الله عز وجل لكن هل كل خلق الله تقبض ارواحهم الملائكة ليس في ذلك نص بين ظاهر. جاء في حديث الصور ما يفهم منه ان الذي يتولى قبض ارواح الخلق ملك الموت لكن الحديث فيه ضعف وليس فيه واسناده فيه مقال بينه اهل العلم فليس في آآ النصوص الصريحة ما يبين من يقبض ارواح الجن من يقبض ارواح الملائكة من يقبض ارواح البهائم انما الذي فيه هو ان الذي يتولى قبض ارواح الناس بني ادم هم الملائكة وفي مثل هذا يجب الوقوف عند النصوص فاذا بينت النصوص الامر صرنا الى ما جاء به قول الله وقول رسوله والا فيقف الانسان عندما آآ بلغه وقد احسن من انتهى الى ما قد سمع قال رحمه الله ونؤمن بعذاب القبر لمن كان له اهلا هذه المسألة الثالثة وهي الايمان بعذاب القبر. طبعا اه ما تقدم يتصل باصل امام بالملائكة. هذا نقل الى الحديث عن الامام باليوم الاخر وقول ونؤمن اي اهل السنة والجماعة يقرون بعذاب القبر لمن كان له اهلا يمقرون بعذاب القبر ونعيمه لمن كان له اهلا فاهل القبور منعمون او معذبون وعلى هذا دلت الادلة من الكتاب والسنة واجمع عليه سلف الامة دل على عذاب القبر نصوص في القرآن منها قول الله تعالى فلا يسألون وكذلك استثنى جماعة من اهل العلم الشهداء الى ما جاء في مسند الامام احمد باسناد لا بأس به. من حديث قيس الجثامي ان النبي صلى الله عليه وسلم وحاق بال فرعون سوء العذاب ان يعرضون عليها غدوا وعشية ثم قال ويوم القيامة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. اذا العرض هذا قبل يوم القيامة عرض يختلف عما يكون يوم القيامة وهو ما يكون في الحياة البرزخية من العذاب وكذلك قال جل وعلا مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا اغرقوا فادخلوا ناره الله تعالى اخبر عن ادخالهم النار بعد الاغراق مما خطيئتهم اغرقوا فهل فهنا للترتيب القريب ادخلوا نارا وذاك ان الارواح ارواح الكافرين تصير الى سجيل. كما قال تعالى ان آآ النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. في الاية في اه سورة غافر وقد قال تعالى ايضا ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم قال وذوقوا عذاب الحرق. قال ابن عباس يقولون لهم ذلك بعد الموت ولاذيقنهم العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون. قال مجاهد وابو عبيدة هو عذاب القبر العذاب الادنى هو عذاب القبر اما ثبوته في السنة فالاحاديث في عذاب القبر مستفيضة بلغت حد التواتر منها ما في الصحيحين عن ابن عن ابن عباس رضي الله عنه في القبرين الذين مر عليهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال انهما ليعذبان وما يعذبان فيه كبيرا مع احدهما فكان يمشي بالنميمة واما الاخر فكان لا يستتر من البول وايضا في حديث زيد ابن ثابت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم مر باقبر ستة وخمسة حادت به دابته حتى كاد ان يسقط منها صلى الله عليه وسلم كادت تلقيه فسأل عن هذه القبور من يعرف اصحاب هذه الاقبر؟ فقال رجل انا يا رسول الله فقال فمتى مات هؤلاء قال ماتوا في الاشراك وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الامة تبتلى في قبورها فلولا ان لا تدافنوا لاسمعتكم من عذاب القبر الذي اسمع منه يعني لولا خشية الا يدفن الناس بعضهم بعضا من الصحابة رضي الله عنهم لهسأل الله ان يسمعهم شيئا من عذاب القبر الذي كان قد اطلعه الله عليه هذا على معنى ثم قال تعوذوا بالله من عذاب القبر تعوذوا بالله من عذاب النار تعوذوا بالله من الفتن وفي الاخير قال تعوذوا بالله من فتنة الدجال الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا فر احدكم من التشهد فليقل اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم فتنة الاحياء والممات ومن فتنة المسيح الدجال وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان اليهود يعذبون في قبورهم كما في الصحيحين من حديث ابي ايوب الانصاري في حديث عائشة في قصة اليهوديتين اللتين دخلتا عليها واخبرتاها بان الناس يعذبون في قبورهم فعرظت ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم صدقتا انهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم تقول عائشة فما رأيته بعد في صلاة الا يتعوذوا من عذاب القبر وحديث البراء بن عازب الطويل بقصة احوال المحتضرين بيان انهم يعذبون في قبورهم وينعمون ومما يدل على النعيم والعذاب في القبور ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسرعوا بالجنازة يعني عجلوا بها اعدادا وتهيئة اه تكفينا وصلاة ودفنا فان تكن خيرا فان تكن صالحة فان تك صالحة فخير تقدمونها اليه وان تكن سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم وقد جاء تفصيل العذاب والنعيم عذاب القبر ونعيم القبر جاء تفصيل عذاب القبر ونعيم القبر في حديث البراء بن عازب الشهير قال رحمه الله اه قوله رحمه الله بعذاب القبر ونعيمه عذاب القبر ونعيمه هذا من باب اضافة الشيء الى محله يعني العذاب الذي يكون في القبور والنعيم الذي يكون في القبور لكن هذا ليس قصرا يعني ليس العذاب والنعيم مقصور على من قبر فمن حرق بل اكلته السباع من غرق من سحق كل هؤلاء ينالهم نصيبهم من النعيم ومن العذاب لان الاصل في النعيم والعذاب على الارواح عذاب القبر ينقسم الى نوعين ويشهد له ما في الصحيحين من حديث ابن عباس في قصة من كان يمشي بالنميمة الذي لا يستتر من البول حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ جريدة رطبة فوضعها على القبر ثم لما سئل لما فعلت ذلك قال ان قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا فرج النبي صلى الله عليه وسلم لهما التخفيف ودل ذلك على ان بعده بان العذاب بعد لبسهما عائد والتخفيف آآ قد ينتهي الى الى ان يزول ويرتفع آآ العذاب عذاب القبر وما يجري من عذاب القبر يحط الله تعالى به السيئات عن اهل الايمان فهو من مكفرات الذنوب فما يجري من عذاب العذاب في قبور هو مما يحط الله تعالى به عن اهل الايمان خطاياهم حتى يردوا يوم القيامة وقد كفر عن خطاياهم كما يجري للانسان في الدنيا من البلاء والمصائب تكون مكفرات فكذلك عذاب البرزخ هو مما يخفف الله تعالى به من عذاب الاخرة لاهل المعصية الجور نسأل الله السلامة والعافية قوله رحمه الله وبسؤال منكر ونكير للميت اي نؤمن ونقر بسؤال منكر ونكير ومن اهل السنة والجماعة ويقرون بسؤال الملكين منكر ونكير ومنكر ونكير يسألان الاموات وهما ملكان وسيأتي موظوع السؤال في كلام المصنف رحمه الله وهذا السؤال هو فتنة القبر التي تعوذ منها النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ بك من فتنة القبر فتنة القبر هي سؤال الملكين وهي اول منازل الناس في قبورهم كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الاستعاذة بالله عز وجل من فتنة القبر وقد جاء الخبر عن الفتنة في حديث البراء بن عازب الطويل قال فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان وهذان الملكان يأتيانه بسؤاله وذكر النبي صلى الله عليه وسلم السؤال في حديث البراء وكذلك في حديث انس في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اهله حتى انه ليسمع قرع نعالهم اتاه ملكان فيقعدانه يقعدانه في قبره وهذا الاقعاد للارواح حتى لا يقول قائل حنا ما نشوف الميت يقوم ولا فيه مجال للاقعاد مساحة القبر واللحد لا تتسع للاقعاد الاقعاد للارواح لان الاحكام الجارية في الحياة البرزخية ليست البدن انما هي للروح الان لو ان احدا قال الروح لا لا تفارق البدن في المنام سكر الغرفة تذكيرا مطلقا حتى لا تخرج الروح من المكان التي يقبضها الله نقول الله يتوفى الانفس حين موتها فمهما كان الانسان في احكم مكان اغلاقا يصدق عليه قوله الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في من امها فيمسك التي قضى عليها الموتى ويرسل الاخرى فتتوفى الارواح في حال النوم و لا يمنع من ذلك ان يكون الانسان في مكان مغلق كذلك في القبور تعاد الارواح الى الابدان وتقعد الارواح ويجري عليها السؤال الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فيقول والسؤال بينه المصنف رحمه الله فيما يأتي قوله منكر ونكير هل هذان وصفان او اسمان من اهل العلم من يقول هذان وصفان للملكين وهو ليس اسمين ومنهم من قال بل هما اسمان للملكين ووهما يدلان على وصفهما الذي يظهر والله تعالى اعلم انهما اسمان فقد جاء في الترمذي وابن حبان باسناد لا بأس به ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قبر الميت او قال احدكم يعني اذا قبر احدكم اتاه ملكان اسودان ازرقان يقال لاحدهما المنكر والاخر النكير فهذا يدل على انهما اسمان وهذا امثل ما جاء وبه قال احمد رحمه الله والذين قالوا انه انهما ليس اسمين قالوا ان منكر ونكير اه قد يفهم منهما تنقص الملكين وهما ملكان كريمان وجاب ليس بصحيح هذا ليس بصحيح انه تنقص بل هذا توصيف فهما في الحقيقة منكر ونكير بالنسبة لمن اتيا اليه فكلا هذين يأتيان على حال وعلى وصف لا يعرفه الميت ويجهله وقد قال الله تعالى في وصف اه ابراهيم عليه السلام لاضيافه قال سلام قوم منكر ولم يكن في ذلك اهانة ولا تنقص لاظيافه ولما جاؤوا الى لوط قال لهم لوط انكم قوم منكرون اي غير معروفين التسمية بهذا الاسم ليس فيه تنقص بل هذا بيان لحالهما وانهما اتيا بامر منكر لا يدركه الانسان ولا يعرفه كما انهما لا يعرفان وقد اختلف العلماء رحمهم الله في فتنة القبر يعني سؤال منكر ونكير هل هو لكل الاموات ام انه يستثنى من ذلك احد قال الجماعة من اهل العلم ان الانبياء استثنون من ذلك فلا يسألون. لماذا؟ لان الانبياء هم المسئول عنهم قال في الشهيد يعطى الشهيد ست خصال. يعطى الشهيد ست خصال يعطى الشهيد ست خصال ثم قال منها ويؤمن من الفزع الاكبر ويؤمن من عذاب القبر وفي رواية اشار اليها شيخ الاسلام ابن تيمية ويوقع عذاب القبر ويوقع عذاب القبر اختلفوا ايضا في من لا عقل له من المجانين والصغار الذين لم يبلغ حد التكليف حد البلوغ؟ هل يمتحنون او لا على قولين لاهل العلم؟ انهم يمتحنون وهذا قول اكثر اهل السنة وقال جماعة من اهل العلم انهم لا يمتحنون والذي يظهر انهم امتحنون والله اعلم بما كانوا عاملين. وقوله رحمه الله في قبره بيان موضع ومحل هذه الفتنة انها في القبور وهذا بيان للغالب والا فان الفتنة تكون في القبور وتكون غير القبور لمن لم يقبر ممن تأكله السباع وممن آآ يغرق وممن يحرق كل هؤلاء يفتنون في اه يفتنوا بمجيء الملكين والملكان يسألانهما او الملكان يسألان الميت يسألان الاموات عن دينه عن ربه ودينه ونبيه. هذا بيان موظوع الفتنة وموظوع السؤال وانه دائر على هذه الامور الثلاثة فكل ميت يسأله من ربك ما دينك من نبيك وقد جاء ذلك في حديث انس وفي حديث البراء بن عازب قال المصنف على ما جاءت به الاخبار عن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ان كل ذلك جاءت به الاخبار فنقر به ذلك كله على النحو الذي جاءت به الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه ولا نقول وفي ذلك بتكييف فان الامور المغيبة لا يمكن ادراك حقائقها. قال الله تعالى ولا يعلم تأويله الا الله ولا يعلم تأويله الا الله فلا يعلم تأويل وحقيقة ما اخبرت به الرسل الا الله جل في علاه. قال رحمه الله القبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار. اسأل الله ان نكون من من اهل الجنة يا رب