اسم قائل ذلك وانما المقصود بها تعريف المنكرين قدرة الله على احياءه خلقه بعد مماتهم واعادتهم بعد فنائهم وانه الذي بيده الحياة والموت من قريش ومن كان يكذب بذلك من سائر العرب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وتركها على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فقد ذكر الله عز وجل في محكم كتابه خبر ذلك الرجل الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها اي خلت وخربت قصورها فقال ان يحيي هذه الله بعد موتها وقد تقدم ان هذه الاية هي من جملة ايات ذكر الله تعالى فيها برهانا على قدرته جل في علاه على احياء الموتى احياء الموتى في الحياة الدنيا وذاك جاء في خمسة مواضع ذكرها الله عز وجل في سورة البقرة هذا احدها وكان هذا البرهان جوابا على سؤال لرجل مر بقرية فاستبعد ان يحيي الله تعالى هذه القرية ان يحيى الله تعالى هذه القرية بعد موتها فاماته الله مئة عام وظاهر السياق ان الذي قال ذلك لم يكن مؤمنا ايمانا جازما بالبعث بعد الموت. وانما استبعد ذلك فقال انى يحيي هذه الله بعد موتها؟ قد سألني في درس امس بعض الاخوة ان من المفسرين من ذكر ان الذي مر على قرية هو عزير وهو من انبياء بني اسرائيل وخيارهم وهذا قاله بعض اهل العلم فقد ذكره الطبري وابن كثير وغيرهما في التفسير في تعيين من ذلك الرجل الذي قال هذه المقالة وقيل انه الخضر وهذا قول اخر وقيل انه رجل غير هذين. وظاهر كلام الطبري رحمه الله ان من قال ذلك ليس بعزير ولا الخضر بل هو شاك او مكذب بالبعث بعد الموت فاقام الله تعالى الحجة عليه من نفسه بتلك الاية وذلك البرهان فاماته الله مئة عام ثم بعث قال ابو جعفر والاولى واولى الاقوال في ذلك بالصواب ان يقال ان الله تعالى ذكره عجب نبيه صلى الله عليه وسلم ممن قال اذا رأى قرية خاوية على عروشها ان يحيي هذه اللهو بعد موتها مع علمه انه ابتدأ خلقها من غير شيء فلم يقنعه فلم يقنعه علمه بقدرته على ابتدائها حتى قال ان يحيي هذه اللهو بعد موتها ولا بيان عندنا من الوجه الذي يصح من قبله البيان على اسم على اسم قائل ذلك. فظاهر كلامي رحمه الله انه غير مؤمن لانه قال ان هذا تعجب من ان يحيي الله تعالى هذه هذه القرية بعد موتها ولم يقنعه ان الله قادر على الاحياء ان الله تعالى ابتدع الخلق وابتداء الخلق اصعب واشد واعسر من اعادته فظاهر كلامي رحمه الله انه لم يكن مؤمنا ثم قال انه لم يثبت من وجه يعتمد عليه تعيين من الذي قال هذه الكلمة وهذا تعقيب على تسمية من سماه بعزير او الخضر او غير ذلك. نعم وجائز ان يكون ذلك عزيزا عزيرا وجائز ان يكون ذلك عزيرا وجائز ان يكون الذي هو الخضر ولا حاجة بنا الى معرفة اسمه اذ لم يكن المقصود بالاية تعريف الخلق وتثبيت الحجة بذلك على من كان بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهود بني اسرائيل باطلاعه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على ما يزيل شكهم في نبوته ويقطع عذرهم في رسالته اذ كانت هذه الانباء التي اوحاها الى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في كتابه من الانباء التي لم يكن اعلمها محمد صلى الله عليه وسلم وقومه نعم هذا هو الشاهد من من هذا النقل هو ان شيخ المفسرين الطبري رحمه الله اشار الى ان هذا القائل يغلب على ظنه ليس بمؤمن ثم بعد ان ذكر التعيين قال ولا يمنع ان يكون فلانا او فلانا ممن ذكر والشأن ليس في من هو انما في اثبات قدرة الله تعالى على الاعادة بعد الموت وهنا تنبيهي الى ان من الناس من يشتغل بتعيين من ابهم الله تعالى او ما ابهم الله تعالى في الكتاب فتجد مثلا من الناس من يتساءل ما هي الشجرة التي اكل منها ادم عليه السلام في الجنة حتى اخرج منها ويبدأ يذكر من انواع الاشجار ما يذكر ولو كان في نوع الشجرة نفع واثر لبينه الله عز وجل فلما سكت الله تعالى عنه دل ذلك على عدم مصلحة معرفته وان الخلق لا حاجة لهم بمعرفة عين الشجرة انما حاجتهم الى معرفة مجمل الخبر الذي حصل به ما حصل من بلاء بني ادم وهكذا كل المبهمات في كتاب الله عز وجل ينبغي الا يصرف المؤمن جهدا ووقتا في تعيين ما ابهم فانه لو كان في المبهم لو كان في بيان المبهم نفعا لبينه الله عز وجل لو كان في بيان المبهم نفع لبينه الله عز وجل. فينبغي ان يعتني المؤمن بهذا المعنى فلا يطلب المبهمات تفضل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام البخاري رحمه الله باب قول الله تعالى ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب. الى قوله لعلكم تتفكرون قال حدثنا ابراهيم قال اخبرنا هشام عن ابن جريج سمعت عبدالله بن ابي مليكة يحدث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال وسمعت اخاه ابا بكر بن ابي مليكة يحدث عن عبيد بن عمير قال قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيما ترون هذه الاية نزلت ايود احدكم ان تكون له جنة. قالوا الله اعلم فغضب عمر رضي الله عنه فقال قولوا نعلم او لا نعلم. فقال ابن عباس رضي الله عنه ما في نفسي منها شيء يا امير المؤمنين. قال عمر رضي الله عنه يا ابن اخي قل ولا تحقر قال ابن عباس رضي الله عنهما ضربت مثلا لعمل. قال عمر رضي الله عنه اي عمل؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما لعمل قال عمر رضي الله عنه لرجل غني يعمل بطاعته لله ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى اغرق اعماله هذه الاية ذكر فيها المؤلف رحمه الله سؤال عمر رضي الله تعالى عنه من حضره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية وما يفهمونه منها والاية استفهام تعجيبي وتنبيهي فقد تضمنت الاية مثلا ذكره الله تعالى لعباده مثل فيه حال من عمل صالحا واجتهد في الصالحات ثم افنى ذلك واضاعه بالابطال والاحباط وهذا احد الاقوال في تفسير الاية وهو الذي دل عليه ما فهمه ابن عباس واقره عمر رضي الله تعالى عنه. فقد ذكر المؤلف رحمه الله باسناده عن عبد الله ابن ابي مليكة يحدث عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما يقول قال عمر لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوما فيما ترون هذه الاية نزلت فيما ترون اي في اي شأن وفي اي امر نزلت هذه الاية وهي قوله تعالى ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل وعنب تجري من تحتها الانهار الى اخر الاية. فقال الصحابة رضي الله تعالى عنهم الله اعلم اجابوا عمر رضي الله تعالى عنه بهذا الجواب وهو رد العلم الى الله فقالوا الله اعلم فغضب عمر رضي الله تعالى عنه اي غضب من جوابهم. ثم بين الراوي سبب الغضب حيث قال لهم عمر قولوا نعلم او لا نعلم لم لم يرتضي جوابهم رظي الله تعالى عنه. وطلب منهم الفصل والحسم فان الجواب بالله اعلم يحتمل ان من قاله يعلم لكنه لا يريد البيان او انه لا يعلم. فقول القائل عندما يسأل عن شيء الله اعلم لا يلزم ان يكون جاهلا قد يكون عالما بالشيء لكن لا يريد بيانه او يريد ان يعرف الامر من جهة اخرى. فالجواب الله اعلم ليس جوابا في مثل هذا المقام الذي يطلب فيه البيان لانه سألهم عن شيء محدد وهو عن هذه الاية فيما نزلت اي في اي شأن نزلت هو لا يسأل عن سبب النزول انما يسأل عن موضوع الاية وما الذي نزلت من اجله فقالوا الله اعلم فقال رضي الله تعالى عنه قولوا نعلم او لا نعلم ثم قال فقال ابن عباس وكان من صغار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين يحضرون مجالس عمر ولا عجب فان ابن عباس رضي الله تعالى عنه من علماء الصحابة واكثرهم فقها وعلما رضي الله تعالى عنه. ولهذا تبوأ هذه المنزلة فكان يدخله عمر رضي الله تعالى عنه في مجلس كبار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والانصار لما كان معه من العلم وهذا مصداق قول الله عز وجل الحديث الذي رواه عمر ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع اخرين فممن رفعهم الله تعالى بهذا الكتاب عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه ترجمان القرآن حبر الامة. فكان حدث السن في سن ابناء الصحابة الكبار الذين كانوا يحضرون مجلس عمر رضي الله تعالى عنه وكان عمر يدخله هذه المجالس وقد استغربوا من هذا فقالوا انك تشهده مجالسنا وهو في سن فسألهم رظي الله تعالى عنه مسألة في كتاب الله عز وجل فلم يجيبوا وهو في عن وهو في بيان قول الله عز وجل اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا سألهم ما في هذه الاية من معنى فاجابوا على ظاهر الاية ان الله قال لرسوله اذا فتح لك ما فتح واقبل الناس عليك ايمانا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. ثم التفت الى عبد الله ابن عباس فقال له فقال له ما تقول فيها؟ يعني في هذه السورة فقال هذه سورة نعي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه اي اخبره الله بدنو اجله حيث امره والتسبيح والاستغفار بعد الفتح واقبال الناس وايمانهم به فقال ما علمت منها الا ما علمت اي ما فهمت منها الا الذي فهمت وانها نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فكان عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه على فقه تام وعلم راسخ في معاني كلام الله عز وجل ولذلك تبوأ هذه المنزلة من عمر رضي الله تعالى عنه وفي هذه القصة لما سأل الصحابة عن قوله تعالى ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل وعنب من نخيله واعناب تجري من تحتها الانهار ما فيما نزلت هذه الاية قال الصحابة رضي الله تعالى عنهم الله اعلم فقال عمر قولوا نعلم او لا نعلم ثم قال عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه يا امير المؤمنين في نفسي منها شيء اي عندي فيها شيء وقع في نفسي فيما يتعلق بمعناها شيء فقال له عمر رضي الله تعالى عنه يا ابن اخي قل وهذا تشجيع وتحفيز له ان يتكلم بما وقع في نفسه من معنى الاية. قال ولا تحقر نفسك. ليش قالوا لا تحقر نفسك؟ لانه كان من صغار الصحابة فشجعه وحفزه ان يقول ما عنده والا يمنعه صغر سنه عن ان يتكلم في بيان الاية فقال ولا تحقر نفسك. قال ابن عباس ضربت مثلا لعمل. ضربت مثلا لعمل. اي ان هذه الاية مثل ضربه الله تعالى للمؤمنين وهو مثل لعمل. قال عمر اي عمل وكانه يشجعه على مزيد بيان وايظاح قال لعمل ففتح عمر رضي الله تعالى عنه على ابن عباس بقية الجواب فقال لرجل غني عمل بطاعة الله عز وجل ثم بعث ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى اغرق عمله حتى اغرق عمله اي حتى اهلك عمله وافناه هكذا فسرها عمر رضي الله تعالى عنه تتميما لتفسير عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عن الجميع فهذه الاية وهي قوله تعالى ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب. ايحب احدكم وهذا سله نفسك حتى تتصور المثل ويظهر لك المعنى اتحب ان يكون لك جنة اي بستان فيها نخيل واعناب وذكر النخيل والاعناب لانها من اطيب الثمار فهي غذاء وهي فاكهة وهي قوت وهي تجارة فهي من انفع النباتات فذكرها لانها انفع ما يكون من انواع الاشجار واطيب ما يكون من الثمار. نفعا لابدان الناس وتجاراتهم. ايود احدكم ايحب احدكم ان ان يكون له بستان فيه نخيل واعذاب تجري من تحتها الانهار يعني لا عناء في سقيها. بل الماء يصل اليها دون كد ولا تعب له فيها من كل الثمرات يعني ما عدا ما تقدم يعني زيادة على النخيل على التمر والعنب ثمة ثمرات اخرى له فيها من كل الثمرات كل ما يحب ويشتهي من انواع الثمار واصابه الكبر اي بلغ من السن مبلغا متقدما وله ذرية ضعفاء اي وله ذرية صغار او كبار لكنهم لا يقوون على العمل اما لمرض او لغير ذلك من اسباب الضعف وله ذرية ضعفاء فاصابها اعصار. فيه نار. اصابها اعصار اي عاصفة. فالاعصار هي الشديدة التي تصعد من الارض الى السماء وهي اذا اصابت شيئا بمجردها اوشكت ان تهلكه. فكيف اذا كان اعصاء اذا كان الاعصار فيه نار لا شك ان الظرر الحاصل به اعظم واكبر. ولذلك قال تعالى فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت ولك ان تتخيل هذه الجنة التي وصف الله كمالا وبهاء ونفعا وجمالا يأتيها هذا العاصوف وهذا الاعصار وبلحظة تحترق وتذهب حال الرجل كبير وليس له معين ويعول صغارا وضعفاء ومثل هذا يبعد ان يكون عنده قدرة على اعادة هذه الجنة بالعمل والكد. لا سيما وان الارض احترقت ومعلوم ان الارض المحروقة لا تطيب وتنبت عن قريب الا بعد معالجة وطول زمن الله عز وجل يذكر هذه السورة ليبين لنا حال ذاك الذي ذكر عمر رضي الله تعالى عنه رجل غني عمل بماله صالحا ثم ارسل الله عليه الشيطان وقيد له شيطانا زين له السوء حتى اغرق عمله وقال بعض اهل العلم ان هذه الاية مثل لمن ينفق لغير الله عز وجل لمن ينفق يريد بذلك ثناء الناس ومدحهم وذلك ان الله تعالى ذكر في الايات قبلها حال المنفقين وامثالهم فذكر مثل مثلا لمن ينفق ويتبع النفقة بالمن والاذى وما يصير اليه حاله كما قال تعالى في ذلك يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رياء الناس يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم اي لا تحبطوها بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رياء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثله اي مثل هذا الذي يبطل عمله بالرياء ويبطل عمله بالمن كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل مطر فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا اي لا يعود لهم نفع ذلك العمل كل ما كسبوه من الصالح ذهب عليهم. لا يقدرون على شيء ما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ثم ضرب الله مثلا اخر للذين ينفقون اموالهم يبتغون ما عند الله. فقال ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله. اي طلبا لرضاه وسعيا في تحصيل الثواب من قبله كمثل جنة بربوة اصابها وابل فاتت اكلها ضعفين فلاخلاص هؤلاء حصلوا الاجر مضاعفا من الله عز وجل كما قال جل في علاه فاتت اكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل. والله بما تعملون بصير. ثم قال ايود احدكم هذا مثال لمن ينفق رياء الناس كيف يطابق المثال الواقع؟ هذا الذي ينفق امواله ورئى الناس؟ ماذا يجري من الثمرات في الدنيا والنتائج يجني المدح والثناء وفلان كريم وفلان متصدق وفلان محسن والمحسن الكبير وو من الاوصاف. لكنه في الاخرة اقدم لا شيء معه. كل هذا يفنى ويذهب. لانه قصد به غير الله فذهب انه اجره فكان عمله قد وفيه في الدنيا بما ناله من ثناء الناس. ولذلك جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اول من تسعر بهم النار ثلاثة رجل قاتل في سبيل الله حتى قتل ورجل انفق في سبيل الله ورجل حفظ القرآن هؤلاء اول من تسعر بهم النار من من الموحدين والسبب في هذا انها ان هؤلاء عملوا اعمالا ارادوا بها الناس ولم يريدوا بها الله عز وجل فاما الذي قاتل جاهد فقاتل ليقال جريء فيقال له الله عز فيقول الله عز وجل وقد قيل اي قيل في الدنيا انك جريء وذاك الذي انفق ليقال كريم او متصدق ويقول الله تعالى قد قيل يعني نلتمس تؤمل من ثناء الناس والثالث من قرأ القرآن ليقال قارئ فيقال له قد قيل اي قد قيل انك قارئ فنلت ما تؤمل في الدنيا. وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة ان الله عز وجل يقول انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه فهذه الاية بيان لحال كل من عمل عملا صالحا يبتغي بذلك وجه الناس لا وجه الله فانه لا يدرك شيئا الا كما يدركه هذا الذي ضرب الله مثله في القرآن ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب له فيها من كل تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات ثم حاله واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فالذي جرى فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت فلم يبق له من هذه الجنة شيء