الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد بهذا المجلس ان شاء الله تعالى من كل يوم باذن الله تعالى نقرأ شيئا من احاديث النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم مما يتعلق اجل العبادات واعظمها وارفعها قدرا وهو ما يتصل باحكام الصلاة نبين فيه ما يتعلق سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في هذه العبادة الجليلة ونتناول فيه كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي امر الله عز وجل في محكم كتابه المؤمنين بالصلاة في في ايات كثيرة. واثنى على المصلين المقيمين لها واثنى على المحافظين عليها والدائمين والمداومين لفعلها وجاء ذكر بعض اعمال الصلاة في كتاب الله عز وجل من الركوع والسجود والقنوت ونحو ذلك الا ان القرآن العظيم لم يبين صفة الصلاة على وجه التفصيل كسائر احكام الشريعة فان القرآن يأتي في احكام الشريعة بالاجمال ثم يأتي البيان والتفصيل في هدي سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه ففي قوله وفعله ما يبين ما امر الله تعالى به في كتابه وهذا يتبين به عظيم منزلة السنة وان السنة ليست شيئا لا حاجة لاهل الايمان به الا في معرفة احوال ووقائع بل في معرفة الاحكام والعبادات فان معرفة السنة ضرورة لاقامة شعائر الدين. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم الا واني اوتيت القرآن ومثله معه وهذا يعني ان السنة في الحجية كالقرآن في دلالتها على العقائد والاحكام كما انها تثبت من الاحكام ما يثبته القرآن فتأتي تفصيلا وبيانا وقد قال الله تعالى في محكم كتابه وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم فالذكر وهو القرآن انزله الله عز وجل وجعل بيانه لسيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. فكان في قوله وفعله ما هو بيان وايظاح كثير من الاجمال الذي جاء في القرآن فالصلاة على سبيل المثال امر الله تعالى بها في كتابه. وقد جاء بيانها بفعله وقوله صلوات الله وسلامه عليه جاء في صحيح الامام البخاري من حديث مالك بن الحويرث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلوا كما رأيتموني اصلي وهذا بيان ان الصلاة المأمورة بها والتي امر المؤمنون باقامتها والتي جاء الثناء عليها في قول الله وقول رسوله انما هي ما كان عليه حاله في صلاته صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا قال صلوا كما رأيتموني اصلي وقد حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على امتثال ذلك الامر ولم يقتصروا فقط على الائتساء والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في صفة صلاته في خاصة انفسهم بل اجتهدوا في تعليم الناس ونقل ذلك على وجه البيان والايضاح. لصفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فنقلوا حركاته وسكناته نقلوا قيامه وقعوده نقلوا موضع يديه في احواله كلها في القيام والركوع والسجود وبين السجدتين فنقلوا نقلا مفصلا دقيقا لصلاته صلى الله عليه وسلم حتى نقلوا اضطراب لحيته في صلاته صلى الله عليه وسلم واستدلوا بذلك على انه كان يقرأ في السرية صلى الله عليه وسلم بل الامر ابعد من ذلك كانوا يسألونه عن ما اشكل عليهم مما لم يتبين لهم. ففي الصحيح من حديث ابي هريرة انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سكوته ماذا يقول فيه؟ عن سكوته بعد تكبيرة الاحرام وقبل الفاتحة ماذا يقول فيه فهذه العناية البالغة والاحتفاء الجلي الظاهر بافعاله صلى الله عليه وسلم واحواله في الصلاة يتبين بها انهم رضي الله تعالى عنهم كانوا على غاية الحرص في الامتثال لما امر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله صلوا كما رأيتموني اصلي في حرصهم ايضا على نقل ذلك للامة من بعده من بعدهم فان رؤيته صلى الله عليه وسلم لا تتيسر لمن يأتي بعده لكننا نراه من خلال وصف اصحابه لصلاته. ومن خلال نقلهم لاقوالهم صلى الله عليه وسلم فصلاته موصوفة وصفا تفصيليا لا يغيب عنه دقيق ولا جليل من افعاله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد اعتنى العلماء بجمع ذلك اي جمع الاحاديث المتعلقة بصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فان ذلك يحقق ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله صلوا كما رأيتموني اصلي كما انه يحقق اقامة الصلاة التي امر الله تعالى بها في كتابه كما انه لا يتحقق للعبد تمام الاجر وكماله الا بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فان شرط قبول العمل ان يكون لله خالصا وان يكون على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم جاريا فمن خالف شيئا من ذلك نقص من اجره بقدر مخالفته ولهذا يا اخواني ينبغي لنا ونحن نكرر هذه العبادة صباح مساء في الفروض والنوافل ان نتعاهد صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. وان نحرص على قراءة احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في صفة في صلاته لان ذلك يعيننا على الائتساء به والاقتداء. ولا تظن ان هذا يحصل بقراءة مرة واحدة فمن الناس من يسمع هذا او يقرأ هذا الحديث مرة واحدة ثم يكتفي بها الانسان ينسى والعلم انما يثبت بالتكرار فراجع ذلك بين فترة واخرى حتى يثبت وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في ذهنك وتمارسه عملا فما فات او كسلت عنه ذكرك اياه ما ما تسمعه او تقرأه من صفة صلاته صلى الله عليه وعلى اله وسلم نقرأ الاحاديث الجامعة في صفة صلاته صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك نقرأ ما يسر الله تعالى من الاحاديث ونعلق بما يفتح الله عز وجل. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم واغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام الحافظ احمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى. في كتابه بلوغ المرض من ادلة الاحكام. قال رحمه الله تعالى باب صفة الصلاة. عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قمت الى الصلاة فاسبغ الوضوء ثم استقبل قبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن. ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما. ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا. ثم ارفع حتى جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا. ثم افعل ذلك في صلاتك كلها اخرجه السبعة واللفظ للبخاري ولابن ماجة باسناد مسلم حتى تطمئن قائما ومثله في حديث رفاعة عند احمد وابن حبان. وفي لفظ لاحمد فاقم صلبك حتى ترجع نظام وللنسائي وابي داود من حديث رفاعة بن رافع انها لن تتم صلاة احدكم حتى يسبغ الوضوء كما امره الله انها لن تتم صلاة احدكم حتى يسبغ الوضوء كما امره الله. ثم يكبر الله ويثني عليه. وفيها فان كان معك قرآن فاقرأ والا فاحمد الله وكبره وهلل ولابي داوود ثم اقرأ بام القرآن وبما شاء الله. ولابن حبان ثم بما شئت وعن ابي حميد الساعدي رضي الله تعالى عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم اذا برج على يديه حذو منكبيه. واذا ركع امكن يديه من ركبتيه. ثم حصر ظهره فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقال مكانه. فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما. واستقبل باطراف اصابع رجليه القبلة. واذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى. واذا جلس في الركعة الاخيرة قدم اليسرى ونصب الاخرى وقعد على مقعدة. اخرجه البخاري. هذان هذان الحديث ان او ثلاثة احاديث هي من اجمع الاحاديث في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانها وصفت الصلاة اجمالا اما الحديث الاول فهو حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وهو مشهور وصف او باسم حديث المسيء في صلاته حديث المسيء في صلاته وذلك ان هذا الحديث له قصة وهي ان رجلا دخل والنبي صلى الله عليه وسلم جالس مع اصحابه على نحو جلوسنا هذا فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فصلي فانك لم تصلي ثم امتثل الرجل فذهب فصلى على نحو صلاته الاولى وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فصلي فان انك لم تصلي ثم رجع الرجل وجاء مرة ثالثة فسلم وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فصلي فانك لم تصلي فقال والذي بعثك بالحق لا احسن غير هذه. ما عندي احسن من هذا. هذا الذي احسنه والذي بعثك بالحق لا احسنوا غير هذه. تعلمه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي تضمنه حديث ابي هريرة حيث قال اذا قمت الى الصلاة فاسبغ الوضوء واسباغ الوضوء هو تعميم الماء للاعضاء التي امر المؤمن بغسلها ان يعم الماء العضو الذي امر بغسله فاسبغ الوضوء. وهذا شرط من شروط الصلاة يا ايها الذين امنوا اذا قمتم من الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين قال ثم استقبل القبلة اي توجه الى القبلة اذا كان اذا كانت الكعبة بين يديه فيجب عليه استقبال عينها لا يكفي استقبال الجهة بل يجب استقبال عين الكعبة. واما اذا كان نائيا عن الكعبة فانه يستقبل جهتها كما قال الله تعالى فولي وجهك شطر المسجد الحرام. وكما قال فولوا فحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرة. فالاستقبال هو الى الجهة. لا الى عين الكعبة قال فكبر وهذه التكبيرة تسمى تكبيرة الاحرام وسميت بهذا لان الانسان يدخل في حرمة الصلاة ولهذا تسمى تكبيرة الاحرام قال ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن وسيأتي بيان ان الذي تيسر مما يجب قراءته هو سورة الفاتحة فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ثم قال له صلى الله عليه وسلم ثم اركع حتى تطمئن راكعا. اركع اي احني ظهرك راكعا حتى تطمئن راكعا وحد الركوع الواجب هو الانحناء بقدر وصول اليدين الى الركبتين هذا الحد مجزئ واما الحد الذي يتحقق به السنة فهو ان ينحني انحناء يمد فيه ظهره كما سيأتي في وصف صلاته صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم قال له ثم ارفع حتى تعتدل قائما. امره بالرفع وهذا في في الرفع من الركوع وهو الاعتدال بعد الركوع ولم يبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا ما يقوله في الركوع لان الوصف الان اجمالي وهو ايضا لما لاحظه النبي صلى الله عليه وسلم من النقص في صلاة الرجل ولذلك لم لم يأتي في الحديث ما الذي يقوله حال ركوعه قال ثم ارفع حتى تعتدل قائما اي حتى تنتصب قائما وذلك كما جاء في رواية ابن ماجة حتى تطمئن قائما. وفي رواية رفاعة قال فاقم صلبك حتى ترجع العظام اي ترجع العظام الى موظعها وبه يتبين ان القدر الادنى في الاعتدال بعد الركوع هو ان ينتصب قائما على حال يعود فيه كل عظم الى موضعه اما ما يفعله بعض الناس من انه اذا قارب الانتصاب بعد الرفع من الركوع هوى ساجدا فهذا مسيء في صلاته لم يأت بما امر الله ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم الاعتدال قائما قال ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا امره بالسجود والسجود هو وظع الجبهة على الارض لا يكون سجود بلا وضع الجبهة ولهذا اذا لم يتمكن الانسان من السجود على جبهته سقط السجود على بقية الاعضاء فالذي لا يستطيع ان يسجد على الارض بوظع جبهتها على الارض لا يجب عليه ان يظع يديه ولا قدميه ولا ركبتيه لان كل هذه الاعضاء تابعة للاصل فالاصل هو السجود بالجبهة بوضع الجبهة على الارض فقوله ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا اي ظع جبهتك على الارض ويتبع ذلك الاعظم السبعة التي امر النبي صلى الله عليه وسلم بالسجود وهي اليدان والركبتان واطراف القدمين. قال ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. اي افعل هذه الاعمال في صلاتك كلها. هذا الوصف جاء معالجة لخطأ هذا البيان النبوي جاء معالجة لخطأ خطأ من خطأ الصحابي الذي اخل في صلاته فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ما نقص في شأن صلاته ولهذا يعد هذا الحديث وصف علاجي لخطأ وليس وصفا ابتدائي لكيفية صلاته صلى الله عليه وسلم. لكنه بيان لما يجب مراعاته وان من اخل بهذه امور المذكورة في هذا الحديث فانه لم يصلي لقوله ارجع فصلي فانك لم تصلي يعني لم تصلي الصلاة التي امرت بها. فمن لم يعتدل قائما من لم يعتدل في سجوده. من لم يعتدل في من لم يطمئن في ركوعه وهلم جر في بقية ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم. اي اخلال بشيء مما ذكره النبي في هذا الحديث يعود على الصلاة بالابطال صلى الله عليه وسلم صلي فانك ارجع فصلي فانك لم تصلي ولا تعجب يا اخي ترى هناك من الناس من يخطئ في صلاته خطأ يعني قد يستمر عليه سنوات لجهله وعدم علمه فينبغي ان يبادر الى التعلم حتى يقيم الصلاة على الوجه المطلوب اما الحديث الاخر فهو حديث رفاعة رظي الله تعالى عنه رفاعة بن رافع وهو رواية لقصة هذا الرجل فيما يظهر قال انها لن تتم قال النبي صلى الله عليه وسلم انها لن تتم صلاة احدكم لن تتم اي التمام المطلوب الذي يحصل به براءة الذمة حتى يسبغ الوضوء كما امره الله. ثم يكبر ثم يكبر الله و ويحمده ويثني عليه وفيها اي في هذه الرواية قال فاذا كان فان كان معك قرآن فاقرأ هذا بيان ان الواجب هو القراءة ومعنى قوله فان كان معك قرآن يعني ان كنت تحفظ شيئا من القرآن فاقرأه. فان لم يكن معه قرآن قال والا فاحمد الله وكبره وهلله اي قل الحمد لله والله اكبر ولا اله الا الله وهذا هو الذي يجب لمن نسي الفاتحة او لم يحفظ الفاتحة وهذا يحصل حتى مع اصحاب المعرفة والعلم اذا بلغ بهم السن مبلغا قد يغيب عنه الفاتحة. قد لا يقوى على قراءتها منتظمة. فهنا اذا لم يكن معه شيء من القرآن يأتي التكبير والتحميد والتهليل قال ولابي داوود ثم اقرأ بام القرآن وبما شاء الله. وهذا بيان لمعنى قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن. اما الحديث الاخر حديث ابي حميد الساعدي فله مكانة ومنزلة حيث ان ابا حميد رضي الله تعالى عنه كان بين عشرة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال انا اعلمكم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ولما؟ يعني ما الذي يجعلك اعلمنا ولست باكثرنا صحبة ولا باكثرنا له ملازمة فقال مصرا على خبره بانه اعلم الصحابة اعلم الحاضرين بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا اعرض علينا صلاته. يعني ارنا كيف تصلي حتى نرى اتكون صلاتك كصلاته صلى الله عليه وسلم ام لا؟ وهذا من المنافسة وليس من طلب العلو على الخلق انما من المنافسة في الخير والبر قال رضي الله تعالى عنه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم اذا كبر جعل يديه حذو منكبيه حذو منكبيه اي رفع يديه ازاء منكبي والمنكب هو العظم وهو المفصل الذي يربط بين الكتف والعضد فرفع يديه حذو منكبيه على هذا النحو وفي وسيأتي بعض الروايات انه رفع يديه حذو اذنيه وذلك كله سائغ لان الامر متقارب. فاذا رفع يديه على هذا النحو يكون بعضها حذو منكبيه وبعضها حذو اذنيه. قال رضي الله تعالى عنه في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم واذا ركع امكن يديه من ركبتيه اذا ركع امكن اي مكن يديه من ركبتيه وهذا لا يكون الا لمن ركع ركوعا تاما ركع ركوعا تاما بخلاف الذي يركع ركوع لا يحني صلبه على وجه الكمال فانه لا يتحقق له هذا الذي ذكره رضي الله تعالى عنه من تمكين اليدين من الركبتين. قال ثم هصر ظهره. هصر ظهره اي مده ولم وسواه ولم يجعله منحنيا قال رضي الله تعالى عنه فاذا رفع رأسه يعني من الركوع استوى حتى يعود كل فقار مكانة استوى اي استتم قائما فالاستواء يكون بالتمام فمعنى قول استوى اي قام قياما تاما حتى يعود كل فقار مكانه اي كل عظم الى موضعه. قال فاذا سجد في وصية صلاته صلى الله عليه وسلم فاذا سجد وضع يديه اي على الارض غير مفترش ولا قابضهما يعني ليس مفترشا لهما بان يضعا آآ ساعده على على السجود ولا قابضهما اي الى جنبيه. لافتراش ولا قض بل كان صلى الله عليه وسلم بين ذلك كان يرفعهما ويجافي يديه عن جنبيه اي يبعدهما عن جنبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قال واستقبل باطراف اصابع رجليه القبلة وانتبه لماذا ذكر هذا؟ استقبل باطراف اصابع رجليه القبلة يعني حال سجوده والسبب في هذا انه دليل على انه سجد سجودا تمكن فيه من السجود السجود ممكن بعض السجود يعني يضع الانسان ادنى ما يكون يلامس فقط ملامسة يلامس جبهته الارض وبعض الناس اللي ضابطين مرازيهم ويخافون ينحاس تجد بعضهم لا يسجد على جبهته وانا رأيت هذا بنفسي يسجد على فمه ورأيته بنفسي يسجد على فمه لاجل ما ينحاس العقال ولا اذا كان يلبس عقال او لا تنحاس العمامة وهذا غلط غلط هذا تفريط كبير لانه لا سجود الا الا بوضع الجبهة على الارض والنبي صلى الله عليه وسلم كان يسجد سجودا ممكنا يعني يتمكن فيه من من موضع من الارض بوظع جبهته وسائر اعظائه. فانه لا يمكن ان يتحقق وجرب هذا في صلاتك لا يمكن ان يتحقق ما ذكره النبي صلى الله ما ذكره آآ ابو حميد في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من انه صلى الله عليه وسلم كان اذا سجد استقبل في اصابع رجليه القبلة لا يمكن ان يكون هذا الا لسجود الممكن. قال واذا جلس في الركعتين جلس على رجليه اليسرى ونصب اليمنى اي جلس على رجله اليسرى واليمنى منصوبة هذا ان تيسر واذا جلس في الركعة الاخيرة فيما اكفيه اكثر من تشهد قدم رجله اليسرى ونصب الاخرى وقعد على مقعدته هذا الوصف في مجمع من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكلهم سمع واقروه على هذا الوصف بلغ هذا الحديث مبلغا عاليا اذ انه في محضر عشرة من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كلهم سمع وشاهد كلهم سمع هذا الوصف واقر ابا حميد على ما ذكر من صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا يعد حديث ابي حميد الساعدي رضي الله تعالى عنه من اجمع الاحاديث في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الافعال دون الاقوال لانه لم يذكر في الاقوال شيئا انما ذكر كيف كان فعله صلى الله عليه وسلم. ومجموع الاحاديث يتبين بها كل ما يتصل بالصلاة من فعل او قول فيجدر بالمؤمن ان يعتني باقامة الصلاة على نحو ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا ظاهرا وباطنا الظاهر بموافقته في الحركات والسكنات والافعال والباطل بالاجتهاد في الخشوع كما كان يصلي صلى الله عليه وسلم في خشوع حتى يسمع لازيزه لصدره ازيز كازيز المرجل من البكاء كما في حديث المطرف بن عبد الله بن الشخير في وصف صلاته صلى الله عليه وعلى اله وسلم نستكمل ان شاء الله بقية الاحاديث في درس غدا ونسمع الى ما جاء من اه اسئلة