القيامة او ما اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يقال في في شيء من ذلك كيف لا يقال في شيء من ذلك كيف بل يقال امنا وصدقنا واقررنا نقرأ ما ذكره في هذا نعم واما الموازين فهي جمع ميزان والميزان هو ما يوزن به الاعمال وهو غير العدل. كما دل على ذلك الكتاب والسنة مثل قول الله فمن ثقلت موازينه وقوله ومن خفت موازينه وقوله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ان انه قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. وقال صلى الله عليه وسلم عن ساقي عبدالله بن مسعود لهما في الميزان اثقل من احد. وفي الترمذي وغيره من حديث البطاقة وصححه الترمذي والحاكم وغيرهما في الرجل الذي يؤتى به فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر. فيوضع في كفة ويؤتى له ببطاقة ويؤتى له ببطاقة فيها شهادة ان لا اله الا الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم راشد تلك السجلات وثقلت البطاقة. وهذا وامثاله مما يبين ان الاعمال توزن موازين تبين بها رجحان الحسنات على السيئات وبالعكس فهو ما به تبين العدل. والمقصود بالوزن العدل كموازن الدنيا. واما كيفية تلك الموازين فهو بمنزلة كيفية سائر ما اخبرنا به من الغيب. وقد حرف بعض نزلت الميزان عما دلت عليه النصوص. فجعلوا اقامة الميزان كناية فجعلوا اقامة الميزان كناية عن اقامة العدل الموازين جمع ميزان وقد جاء الخبر عنها في كتاب الله عز وجل وفي سنة الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم المقصود بالميزان في خبر الله وخبر رسوله ميزان حقيقي له كفتان وليس المقصود اقامة العدل فقط بل هو ميزان حقيقي نؤمن به على نحو ما اخبر به الله عز وجل في كتابه وقد ذكر الله تعالى الموازين في مواضع منها قوله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة الموازين القسط يعني موازين العدل ثم ذكر وزنه حقيقة فقال ونضع الموازين القسطرة ليوم القيامة وان تك مثقال حبة من خردل والحبة توزن ولها ثقل وان ونضع الموازين القصر يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين وقد ذكر الله تعالى وزن الاعمال فقال فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وقال ومن خفت موازينه فامه هاوية وما ادراك ما هي نار حامية فجاء ذكر الموازين في القرآن في مواضع عديدة. وهي موازين حقيقية. اخبر الكتاب بانه يوزن بها العمل وجاء في السنة ذكر الموازين وخبر وجاء خبر وزن بعض الاعمال ففي الصحيحين من حديث ابي زرعة عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان هاتان الكلمتان ثقيلتان في الميزان في اجرهما والثواب عليهما فتثقلان الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم قد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء في السنن اثقل شيء في الميزان حسن الخلق اثقل شيء في الميزان حسن الخلق وحسن الخلق عمل فالادلة متظافرة على وزن الاعمال يوم القيامة. وانها توزن حقيقة وليس لاحد ان يقول كيف توزن فان ذلك امره الى الله جل وعلا كما تقدم لا يقال فيما اخبر به الله في كتابه عما يكون يوم هذا ما يتعلق بوزن الاعمال وقد جاء في الحديث والقرآن وزن العمال ايضا وزن العمال العاملين البشر وذلك فيما ذكره الله تعالى في كتابه عن الكافر فلا نقيم له يوم القيامة وزن فان هذه الاية دالة على انه لا يقام للكافر يوم القيامة ميزان اذ انه لا وزن له في ميزان رب العالمين قال الله تعالى اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه. فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا وذلك فيما اخبر به جل وعلا عن الاخسرين اعمالا. قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا؟ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون انهم يحسنون صنع اولئك. اي هؤلاء الذين كفروا بايات ربهم ولقائه. فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ليس لهم وزن عند رب العالمين ولهذا جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بالكافر الرجل العظيم يوم القيامة فلا يزن عند الله تعالى جناح بعوضة لا يزن عند الله عز وجل جناح بعوضة وهذا معنى قوله جل وعلا فلا نقيم له يوم القيامة وزن فلا يقيم لهم الله تعالى يوم القيامة وزنا لانه ليس لهم في ميزانه جل وعلا ما يكون مثقلا لموازينهم سبحانه وبحمده ففي صحيح الامام البخاري وكذلك في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة قال صلى الله عليه وسلم انه انه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة. قال صلى الله عليه وسلم اقرؤوا فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ويوزن المؤمن يوم القيامة كما جاء ذلك في حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ساقيه كما في السنن لهما في الميزان اثقل من احد الله اكبر لهما في الميزان اثقل من احد اعظم ثقلا من جبل احد. وهذا بعضه رضي الله تعالى عنه وهذا ثاني ما يوزن يوم القيامة يوزن العمل وقد تقدمت ادلته ويوزن العمال وقد تقدمت ادلته من القرآن ومن السنة وزن الكفار ووزن الابرار واهل الصلاح اما ثالث ما يوزن بالموازين يوم القيامة فتوزن دواوين الاعمال الصحف التي تقيد فيها اعمال الخلائق فانها توزن يوم القيامة دليل ذلك ما جاء في الترمذي من حديث عبدالله بن عامر رضي الله تعالى عنه في حديث البطاقة والتي جاء فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم انه ينادى يؤتى برجل يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا مد البصر اي على منتهى الافق البصري كل سجل مد البصر تسعة وتسعين سجل وهذه السجلات هي دواوين العمل التي قيد فيها ما يكون من اعمال الناس وكلها سوء. نسأل الله السلامة والعافية ينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر فيوضع في كفة في كفة السيئات وهذا يدل على انه ميزان حقيقي له كفتان كما تقدم ويؤتى له ببطاقة هذه البطاقة مقابل تلك السجلات فيها شهادة ان لا اله الا الله قال النبي صلى الله عليه وسلم فتوضع هذه البطاقة ازاء تلك السجلات التي كل سجل منها مد البصر فطاشت تلك السجلات وثقلت البطاقة وهذا دليل على وزن دواوين الاعمال هل هذا لكل عامل يحتمل والله اعلم ان كل عامل يوزن عمله وتوزن دواوين عمله ويوزن هو ويحتمل ان ذلك مختلف. فمنهم من يوزن العامل ومنهم من يوزن ديوانه واما وزن الاعمال فهذا لكل العاملين وهذا الوزن يترتب عليه معرفة حال الانسان ويترتب عليه احصاء عمله فانه يحاسب على ضوء ما يكون من عمله ثم في موقف القيامة تنشر الدواوين تنشر اي تفرق وتوزع على الخلق تتطاير الدواوين وكل يأخذ كتابه اما بيمينه او بشماله كما قال الله جل وعلا وكل انسان الزمناه طائره في عنقه الزمناه اي الصقنا به والحقنا به سجل الحقنا به سجل عمله وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اي ما يحتاج الى عناء في كشفه وتفتيشه. الكتاب الان اقرأ الكتاب الكتاب هكذا مغلق. اذا اردت ان تعرف ما فيه نشرته لترى مضمونة يوم القيامة يأتيك كتابك منشور ما في عناء في البحث والمطالعة كتابك منشور يلقاه منشور اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. اللهم اعنا على ذلك اليوم جعلنا ممن يلقى كتابه بيمينه يا رب العالمين وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا والناس في هذا كما ذكرت على حالين فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا اللهم من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا واصلى سعيرا ويصنع سعيرا اي يعاقب بالنار فالناس ينقسمون في تلقي الكتاب على هذا النحو الى قسمين. من يأخذ كتابه بيمينه ومن يأخذ كتابه بشماله. دلالة الآية انه بعد الكتب واخذها يكون ايش تكون المحاسبة فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ولا الاخرى واما من اوتي كتابه بشماله فسوف يدعو السبورة والاية الاخرى واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يحاسب حسابا عسيرا فالحساب اما عسير واما يسير ولكن الدلالة الاية ان المحاسبة تكون بعد ايش بعد اخذ الكتب ولهذا اذا اخذ الناس كتبهم حوسبوا على اعمالهم. ويكون الكتاب معه يحاسب وهو اما ان يكون يسيرا واما ان يكون عسيرا كما سيأتي في ما ذكر المؤلف رحمه الله نعم ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة. واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته. فانه لا حسنات لهم ولكن تعد اعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها وبيان هذا ان الله سبحانه وتعالى يحاسب الخلق في ساعة واحدة لا يشغله حسابه هذا عن حساب هذا وادلة هذا كثيرة في الكتاب والسنة. وهذا الحساب يراد به الموازين زنتوا بين الحسنات والسيئات وهذا يتضمن المناقشة. ويراد به عرض الاعمال على العام اللي هو تعريفه بها. وقد تنازع اهل السنة في الكفار هل يحاسبون ام لا؟ وفصل الخطاب وباثبات الحساب بمعنى عد الاعمال واحصائها وعرضها عليهم لا بمعنى اثبات حسنات النافعة لهم في ثواب يوم القيامة تقابل سيئاتهم وفائدة حسابهم زيادة على ما تقدم بيان تفاوتهم في العقاب. فعقاب من كثرت هيئاته اعظم من عقاب من قلت سيئاته. ومن كان له حسنات خفف عنه العذاب. كما ان ابا طالب اخف عذابا من ابي لهب. وقال الله تعالى الذين كفروا صدوا عن سبيل اللي هيزيدناهم عذابا فوق العذاب. وقال الله ان من نسي زيادة في الكفر والنار دركات. فاذا كان بعض الكفار عذابه اشد عذابا من بعض لكثرة سيئاته قلة حسناته كان الحساب لبيان مراتب العذاب لا لاجل دخول الجنة اذا اعطي الناس كتبهم وتلقوها اما بايمانهم او شمائلهم حوسبوا على ذلك كما قال الله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا يدعو ثبورا قبح ما ناله من كتابه ويصلى سعيره ان يعاقب على اعماله وفي الاية الاخرى قال فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول ها هم اقرؤوا كتابي اني ظننت اني ملاق حسابي واما الاخر واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوتى كتابي ولم ادري ما حسابي يا ليتها كانت القاضية فيحاسب هذا وذاك فاثبت الله تعالى حسابا للفريقين حسابا لاهل الايمان وحسابا لغيرهم لكن ذلك جميعه بعد اخذ الكتب اما بالشمائل واما بالايمان واعلم ان الحساب سريع فالله سريع الحساب جل وعلا وقد اخبر الله تعالى عن الحساب بعد الوزن وبعد اخذ الكتب كما قال تعالى ونضع الموازين القصة ليوم القيامة فلا تظلم شيء النفس فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها ثم قال وكفى بنا حاسبين. فالحساب بعد اقامة الموازين ودلت الايات الاخر على ان الحساب بعد نشر الكتب واخذها فيجري الحساب بعد ذلك وهو في اسرع ما يكون كما قال جل في علاه ثم ردوا الى الله مولاهم الحق الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين جل في علاه سبحانه وبحمده فكفى به حاسبا يحسن اعمال كفى به حاسبا لا يفوته دقيق ولا جليل. كفى به حاسبا يعطي كل ذي حق حقه فلا يخاف الناس يوم القيامة ظلما ولا عظما كما قال جل وعلا لا ظلم اليوم وما ربك بظلام للعبيد ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون يقيم الله تعالى الحساب يحاسب الخلائق والخلائق هنا عام لكل الخلق الذين حشروا لا يستثنى من ذلك شيء فيحاسب الله تعالى الخلائق جميعا حتى ما كان منها من البهائم فان الله تعالى يحاسب البهائم جميعا حتى يقتص سبحانه وبحمده الشاة الجلحاء من الشاة القرناء. يعني للشاة التي لا ليس لها قرن من الشاة التي لها قرن فلا يفوته شيء من حقوق الخلائق ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لتؤدن الحقوق قبل يوم القيامة فان الله تعالى يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء فلا يبقى شيء من الخلق الا ويؤخذ له حقه ثم بعد ان يقتص الله تعالى ل هذه العجماوات يقول لها كوني ترابا فتكون ترابا. وهذا ما ذكره الله تعالى في امان الكفار كما قال تعالى يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا. يوم ينظر المرء ما قدمت فينقسم الناس بعد ذلك الى قسمين الكافر يقول ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا هذا اليوم يحاسب الله فيه الخلائق والحساب مبناه على العبد فيعد الله تعالى الحسنات والسيئات يحاسب الخلق في ساعة واحدة لا يشغله حساب عبد عن عبد وادلة هذا في الكتاب والسنة كثيرة معلوم ان المؤمن له حسنات وسيئات فتعد حسناته وتعد سيئاته الا ان حساب اهل الايمان واهل الاسلام يتضمن صورتين حساب عرظ وهذا هو صاحب الحساب اليسير. اسأل الله ان نكون منهم جميعا يا رب العالمين وهو الذي يؤتى كتابه بيمينه فيحاسب حسابا يسيرا كما قال تعالى واما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. واما الثاني فهو الذي ينال الحساب العسير وهو من يناقش الحساب. يناقش الحساب الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب اي اخذ وهذا اقسام المحاسبين على اعمالهم بعد الحسنات والسيئات بعد الحسنات والسيئات. اما الكافر فان الكافر لا يحاسب محاسبة وزن حسنات وسيئات لانه يقدم يوم القيامة ليس معه حسنة كما قال تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. ليس معه حسنة. كل ما يكون من حسناته يجزى به في الدنيا وذلك ليس معه شيء يجازى به يوم القيامة ويدخل به ميزانه بل خفت موازينه ليس له ما يثقل الموازين ولهذا الكفار يوم القيامة لا يحاسبون محاسبة وزن حسنات وسيئات لانهم قد استوفوا جميع حسناتهم في الدنيا لما كان من عطاء الله لهم وبما انعم الله تعالى عليهم به من الوان النعم لكن فيما يتعلق بعرض العمل؟ نعم يعرض عليهم تعرض عليهم اعمالهم يوم القيامة يرون ما كان من انعام الله تعالى عليهم وما كان من عطائه الذي لم يقابله بالشكر ما يكون من الحساب الثابت للكفار يوم القيامة انما هو حساب العرظ وهو الذي قال فيه تعالى واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لموت كتابية ولم ادري ما حسابي. فاثبت حسابا لكن هذا الحساب ليس وزنا للحسنات والسيئات انما هو عرض لما كان من اعمالهم. فيعرظها الله تعالى كما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ان الله يخلو بعبده الكافر فيقول له الم اربعك اجعل لك ربعا ومالا الم ازوجك؟ الم ارئسك؟ فيقول بلى يا رب فيقول اكنت تظن انك ملاقي فيقول لا اعوذ بالله يعني لا يعتقد بعثا ولا نشورا فيقول الله عز وجل له اليوم انساك كما نسيتني اليوم اتركك العذاب كما تركت الايمان بي ملاقاتي وهذا في حال الكافر هو الحساب الثابت في مثل قوله تعالى ولم ادري ما حسابي ويمكن ان يقال وانا ما ادري ما حسابية اي جزاء العمل الذي عمل به وليعلم ان الكفار ليسوا على درجة واحدة فيما يكون من كفرهم بل هم على درجات ومراتب ولذلك قال الله تعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب هم ليسوا على درجة واحدة بل هم مراتب فذكر لهؤلاء الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله. جمعوا الكفر وجمعوا الى الكفر الصد عن سبيل الله وهو صرف الناس عن الايمان بالله زدناهم عذابا فوق العذاب. وقال الله تعالى انما النسيئ ايش زيادة في الكفر يعني زيادة على كفرهم حرفوا وبدلوا الشرائع فكان ذلك زيادة في كفرهم والنار معلوم انها دركات ومنازل. يتبوأها اهلها على وفق ما يكون من اعمالهم. كما قال الله تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن تفاوت عذاب اهل الجحيم بما اخبر به من عذاب ابي طالب وانه في ضحظاح من نار الظحظاح هو النار التي تبلغ الى قدر الكعبين انه في ضحظاح من نار ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار فدلت هذه النصوص على تفاوت اهل النار في عذابهم وفق ما معهم من الكفر وسيء العمل والخلاصة ان الله يحاسب الخلائق يحاسب الانس والجن والبهائم حسابا سريعا عاما يخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه. كما وصف ذلك بالكتاب والسنة واما الكفار فانهم لا يحاسبون محاسبة وزن اعمال لانه لا اعمال لهم ولكن تعد اعمالهم فتحصى تعرض عليهم ويقررون بها ثم بعد ذلك يصيرون الى النار نعوذ بالله من الخذلان هذا ما يتعلق باحوال الناس يوم القيامة. اما البهائم فان فانه يقتص الله تعالى للبهائم بعضها من بعض ويقتص من كل ظالم لمن ويقتص من كل ظالم للمظلوم فلا ظلم اليوم بعد هذا ينقسم الناس الى قسمين فيذهب باهل النار الى النار نسأل الله السلامة ويمضي اهل الايمان من اهل الاسلام على نحو ما جاءت به الاخبار من المرور على من ورود الحوض والمرور على الصراط وما الى ذلك مما سيأتي بيانه واباحه. هذا كله بعد الحساب هذا كله بعد الحساب الذي توزن به الاعمال وتعرض على العاملين