ومبدأ كل صلاح كما جاء في الصحيحين من حديث النعمان ابن بشير رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله الاية قال المصنف رحمه الله في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في في النسب والنياحة على الميت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين رب العالمين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فنقرأ جملة من الاحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله في باب الايمان في باب من من الايمان بالله الصبر على اقدار الله فنسأل الله ان يبارك لنا ولكم في العلم النافع والعمل الصالح وان يرزقنا واياكم الاستقامة في السر والعلن وان يفرغ علينا صبرا فيوفقنا الى الصبر على طاعته والصبر عن معصيته والصبر على اقداره واقضيته سم للاخر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله وقول الله تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة هو الرجل يصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. وفي صحيح مسلم عن ابي ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان في الناس هما بهم الطعن في النسب والنياحة على الميت. وله ما عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. وعن انس رضي الله عنه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا واذا اراد الله بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به وما القياما؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط حسنه الترمذي اللهم افرغ علينا صبرا يا ذا الجلال والاكرام يقول المصنف رحمه الله باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله من الايمان بالله عز وجل والايمان به هو الاقرار المستلزم للاذعان والقبول هذا هو الايمان اقرار يستلزم الاذعان لله عز وجل في احكامه وشرائعه وما يأمر به وما ينهاه والقبول لما اخبر به جل في علاه من اخبار ولما شرعه من احكام. فالقبول تقابل به الاحكام والاخبار والاذعان يكون للاحكام فينقاد لها المسلم ويسلم لله عز وجل هذا هو الايمان الذي تعلو به المراتب وتسمو به المنازل ويدرك به الانسان سعادة الدنيا وفوز الاخرة. والايمان كما قال النبي الله عليه وسلم شعب وخصال اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان فالايمان خصال وشعب كما قال في الصحيحين من حديث ابي هريرة الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. في هذا الباب ذكر ان من الايمان بالله عز وجل الصبر على اقداره. الصبر على اقضيته سبحانه وبحمده فالصبر من الايمان ولذلك امر الله تعالى به اهل الاسلام وقد جاء ذكر الصبر في القرآن امرا وحثا وبيانا لفضيلته في اكثر من تسعين موضعا وهذا يدل على عظيم اهمية الصبر وكبير اثره في تحقيق العبودية لله عز وجل والصبر ايها الاخوة ينقسم الى ثلاثة اقسام. القسم الاول صبر على طاعة الله. وهي التي يحصل وهو الذي يحصل به فعل الواجبات من الصلاة والزكاة والصوم والحج وسائر الطاعات. فانها تحتاج الى صبر وتحتاج الى مجاهدة حتى يأتي بها الانسان والنوع الثاني من الصبر الصبر على الصبر عن معصية الله الصبر عن معصية الله ان يصبر الانسان عما نهاه الله تعالى عنه فانها لا تترك تلك المعاصي التي تشوق النفوس وتلتذ بها الا بالصبر فلا بد من صبر يعين الانسان على ترك المعاصي هذا ثاني انواع الصبر واما ثالث انواع الصبر فهو الصبر على اقدار الله المؤلمة اي ما يكرهه الانسان وما لا يلتئم مع طبعه من الاقضية التي يقضيها الله جل وعلا وهذه تحتاج الى صبر فكن في ما قدره الله تعالى لك على اكمل انقياد وصبر وابشر فعند ذلك ستنال الهداية التي وعدها الله تعالى الصابرين يهدي قلبه واظاف الهداية الى القلب لان القلب مفتاح الهداية فان فقد الاحبة ونزول المكروه والالم وما الى ذلك من المؤلمات من اقذية الله واقداره لا يمكن ان يجوزها الانسان الا بصبر يعينه الله عليه فيجوز ما يكون من اقضية الله واقداره المؤلمة. وهذا ثالث انواع الصبر وهو الذي تكلم عنه المؤلف رحمه الله في هذا الباب فان هذا الباب بحث فيه المؤلف الصبر على اقدار الله بحث فيه الصبر على اقدار الله وهو ثالث انواع الصبر واذا اردنا ان نعرف مراتب هذا الصبر من حيث منزلته فاعلى منازل الصبر الصبر على طاعة الله ثم الصبر عن معاصي الله ثم اخر مراتب الصبر الصبر على اقضية الله تعالى واقداره المؤلمة فاذا كان الصبر على اقضية الله واقداره المؤلمة من الايمان فالصبر على طاعته من باب اولى والصبر عن معصيته من باب اولى كل ذلك من خصال الايمان وشعبه التي يدرك بها الانسان فضلا عظيما واجرا كبيرا والصبر قد رتب الله تعالى عليه اجرا اخفاه. فقال سبحانه وبحمده انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب اي من غير عد ولا تقدير وهذا يدل على الوفرة والكثرة فان ما لا حساب فيه شيء كثير يفوق الخيال وذاك لان الصابرين متفاوتون في صبرهم فليسوا على درجة واحدة فيما ينالونه من الاجر على الصبر من الايمان بالله الصبر على اقدار الله كما ذكر المؤلف رحمه الله وساق في ذلك جملة من الادلة الدالة على ان الصبر على اقضية الله واقداره من الايمان به اول ذلك ما ذكره الله تعالى في قوله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. هذه الجملة جزء اية قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة ايش فباذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه بعد ان ذكر المصيبة وهي ما ينوب الانسان مما يكرهه ذكر ما الذي يعين الانسان على يا زما يكره من حوادث الزمان ما الذي يعين الانسان على تخطي العوافر التي تعثره في طريقه وليس من البشر الا ولا بد ان ينزل بهما يكره الدنيا جبلت على قذر وكدر كما قال الشاعر جبلت على كدر وانت تريدها صفوا من الاقذار والاقدار مكلف الايام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة ناري. وقبل ذلك يقول الله تعالى لقد خلقنا الانسان في كبد وقبله قال ونبلوكم بالشر والخير فتنة فلابد من بلاء بخير ولابد من بلاء بشر والشر وما يكرهه الانسان ولا يلتئم مع طبعه ففيما يحب الانسان يقابله بالشكر وفيما يكره الانسان يقابله بالصبر فقوله جل وعلا ما اصاب من مصيبة الا باذن الله اي بقدره وهذا يعطي المؤمن طمأنينة وانشراح اذا علمت ان هذا من الله انشرح صدرك فكل ما ينزل بك مما تكرهه اعظم ما يعينك على الصبر عليه ان توقن بانه قدره جل في علاه واذا ايقنت انه بقدره اطمأننت فان الله لا يقدم لعبده الا ما فيه الخير الا ما فيه الصلاح الا ما فيه نفعه ان امتثل امر ربه وهذا قيد لابد منه ان امتثل امر ربه اما اذا خالف امر الله عز وجل كان بلاء وكان سوءا له. اما اذا امتثل امر الله فيما قضاه وقدره فانه سيدرك خيرا سواء كان ذلك فيما يحب او كان ذلك فيما يكره على حد سواء في الصحيح من حديث صهيب رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له فهذان قدران قدر يحبه الانسان اذا قبله بالشكر كان خيرا له واذا قبله بغير ذلك كان شرا له وقدر فيما يكرهه الانسان ان اصابته ظراء وهو ما يظره في نفسه او اهله او ماله او بلده فصبر فكان خيرا وان فكان خيرا له وان لم يصبر فانه لا يكون خيرا له ولهذا املأ قلبك في كل ما يصيبك يقينا ان قدر الله عز وجل ماض فيك تكن في مقابلة اقضيته واقداره كما يحب جل في علاه فاصبر عند الضراء واشكر عند السراء تكن في خير ولا يكون ذلك الا للمؤمن نسأل الله ان نكون منهم. ما اصاب من مصيبة الا باذن الله اي بقضائه وقدره. ثم قال جل في علاه ومن يؤمن بالله يهد قلبه من يؤمن بالله يمنحه الهداية والايمان بالله هو ان توقن ان هذا بقدره وان هذا قضائه وان هذا اختياره لك وان الخير خفي فالخيرة خفية فكم في البلايا من منح وهبات ورحمات. وكم في العطايا من بلايا تخفى على الناس واذا فسدت فسد الجسد كله. فمن اهتدى قلبه صلح عمله ومن اهتدى قلبه طاب قوله. ومن اهتدى قلبه اشتغل بما يرضي ربه فمفتاح الهدايات الصبر على اقضية الله واقداره. ولهذا المؤلف رحمه الله ذكر في معنى الاية ما نقله عن علقمة في بيان اثر الهداية وما تنتجه من العواقب الحميدة والاثار الجميلة التي يدرك الانسان نفعها في الدنيا قبل الاخرة وهنا يتنبه المؤمن ان ثمرة صبره ليست فقط فيما يتعلق بجزاء الاخرة وثوابه. بل يكون في الدنيا قبل الاخرة فان الله يفتح للصابرين من الروح والريحان والطمأنينة سكون الجنان ما تنشرح به صدورهم ويزول عنهم كل ما يكرهون من اثار المصائب والملمات. لذلك يقول علقمة هو الرجل في تفسير الاية وما ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم انها من عند الله لقوله باذن الله فهي من عنده هو الذي قظاها هو الذي قدرها هو الذي شاءها هو الذي خلق واوجدها فيرضى اي بقدر الله بقدر الله تعالى ويسلم. وعند ذلك ينال هداية القلب. والهداية الموعودة في قوله تعالى يهدي قال به نوعان هدايتان الهداية الاولى هداية الارشاد والدلالة والبيان بان يتضح له الحق ويعرف مواقع الهدى ويدرك الخير من الشر هذا النوع من الهداية يسمى هداية الدلالة هداية البيان هداية الارشاد مثال ذلك يسألنا رجل اين الطريق الى المطاف فنقول الطريق الى المطاف من هذا السبيل الان نحن هديناه هداية دلالة هداية بيان لتوضيح الطريق الموصل الى غايته وهدفه لكن ثمة هداية اخرى هي اهم واعظم اثرا في صلاح الانسان وهي هداية التوفيق هداية الالهام هداية العمل وهي الاعانة على فعل الصالحات وهذا اللي داير كثير من الناس ما تحظر في ذهنه ولا يستوعبها او يستذكرها عند ذكر الهداية. نحن كلنا في صلواتنا اما ان نقول اهدنا الصراط المستقيم او او نؤمن على هذا الدعاء ماذا نسأل الله عندما نقول اهدنا الصراط المستقيم؟ نسأله امرين الامر الاول نسأله ان يبين لنا الحق والطريق الموصل اليه ويكشف لنا المشتبهات والملتبسات ونسأله ايظا شيء اخر وهو ان يعيننا على العمل بالحق بعد معرفته. ان يعيننا على على سلوك طريق الهداية بعد استبانته ووضوحه فكم من انسان يعرف الهدى لكن لا يعمل به هذا ليس مهتد هذا كانت الهداية الاولى حجة عليه والهداية الثانية التي هي هداية التوفيق والعمل والالهام لما تخلفت كانت سببا لهلاكه. فقوله جل وعلا يهدي قلبه يشمل نوعي الهداية اي يبين الله تعالى يبين الله تعالى له الحق ويدله عليه ايضا يعينه على سلوك الصراط على سلوك الصراط المستقيم وعلى المضي في طريق الصلاح وما قاله علقمة رحمه الله هو احد اقوال اهل العلم في تفسير الاية وقد قيل في معنى قوله تعالى يهد قلبه قال ابن عباس يهد قلبه لليقين في علم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه وهذا معنى عظيم عندما تعلم ان الله قدر عليك شيئا ونزلك بك الشيء فاعلم يقينا ان هذا الشيء الذي نزل بك لو فعلت ما فعلت فلا سبيل الى رده ما اصابك لم يكن ليخطئك يعني يتجاوزك ويتعداك بل لا بد ان ينزل بك وما اخطأك يعني ما تجاوزك الى غيرك لا يمكن ان يأتيك ان كل شيء خلقناه بقدر وهذا القدر محكم متقن لا يختل ولا ينخرم لا يتقدم ولا يتأخر ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. هذا صورة منصور هداية القلب فسره ابن عباس رضي الله تعالى عنه وقيل في معنى يهد قلبه انه يلطف به يصبر قلبه ويشرح صدره للازدياد من الخير والطاعة. وكل هذه المعاني يشملها ما تقدم من بيان الهداية في قوله تعالى يهدي قلبه تشمل كم نوع من الهداية؟ تشمل نوعان تشمل نوعين النوع الاول هداية البيان والدلالة والارشاد فيستبين لك الحق وينكشف لك المشتبه وتعرف الحق من الباطل والهدى من الضلال والثاني يعينك وييسر لك اليسر فتتقدم بعون الله الى فعل الطاعات والصالحات الحديث الثاني او الحديث الاول بعد ما مناسبة هذا الحديث للباب هو يتكلم عن الصبر على قضية الله. الصبر قال من الايمان الصبر على اقدار الله مناسبته ذكر النياحة على الميت لان النياحة على الميت النياحة على الميت خروج عن المطلوب من الصبر على اقضية الله واقداره. يا اخواني اجلسوا حتى اللي خلفكم يتابعون فقول النبي صلى الله عليه وسلم اثنتان في الناس هما بهم كفر اي خصلتان. في الناس اي في عموم بني ادم وفي اهل الاسلام لان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن هذه الامة وليس عموم الناس من غير الاسلام من غير اهل الاسلام لان غير الاسلام عندهم بلايا وطوام غير هذا. لكن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن خصلتين باقيتان عن خصلتين باقيتين في الامة وهما من امر الجاهلية كما جاء ذلك في حديث ابي مالك الاشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اربع من امر الجاهلية اربع في امة من امر الجاهلية لا يتركونهن. اربع خصال من خصال الجاهلية تبقى في الامة لا تتركها ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستقصاء بالنجوم والنياحة. وذكر في حديث ابي هريرة الذي نحن فيه خصلتين من هذه الخصال الاربعة اثنتان في الناس هما بهم كفر اي من خصال الكفر واعلم بارك الله فيك انه كما ان الايمان شعب وخصال فكذلك الكفر شعب وخصال ولكن ليس كل خصلة من خصال الكفر اذا قامت بالانسان كان كافرا لان من خصال الكفر ما يكون معصية لكن لا يصل بصاحبه الى الكفر فالكفر المخرج عن الملة لا يكون الا بما ينقض الاسلام ويقوض دعائمه ويزيل اركانه ويخلع به الانسان عهد الاسلام وربقته وهذا لا يكون الا في اعمال جاءت بها النص وليس في كل شيء مما فيه مخالفة لله ورسوله او من مما هو من اعمال الكفار. فقوله صلى الله عليه وسلم اثنتان في الناس وما بين كفر اي هما من خصال الكفر وهما من المعاصي الكبائر وليست من المكفرات فان فان من طعن في الانساب او ناحى على الموتى لم يكن بذلك كافرا بل كان بذلك عاصيا كان بذلك عاصيا فقوله صلى الله عليه وسلم هما بهم كفر يعني هذه الخصال من خصال من خصال الكفر. وقد قال بعض اهل العلم كل المعاصي من خصال الكفر لا يستثنى من ذلك شيء. لكن هذه الخصال على مراتب من حيث تأثيرها من حيث تأثيرها على الايمان. هل ينتقض بها الايمان او لا منها ما ينقض الايمان كسب الله ورسوله فان من سب الله او رسوله او عاب شيئا من دين الله او استهزأ بشيء من دين الله فانه بذلك كافر. قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم والاجماع منعقد على ان الكفر هنا هو خلع رفقة الاسلام الخروج عنه لكن في مثل هذا ليس ليس العمل كفرا بل هو ذنب عظيم يوشك ان ان يوقع الانسان في عواقب خطيرة ولذلك سماه النبي صلى الله عليه وسلم كفر. ما هما الخصلتان؟ الخصلة الاولى؟ الطعن في النسب الطعن يعني السب والقدح والذم والنسب هو اصل الانسان. والمقصود بالطعن بالنسب اي طعن انساب الناس وعيبها وذمها وتنقصها سواء كان ذلك على وجه المفاخرة وطلب العلو كان يقول نسبي اطيب من نسبك او كان ذلك على وجه التنقص ولو لم يقصد به العلو على الخلق فان الطعن في النسب مذموم في كل الاحوال سواء كان للمفاخرة والعلو على الخلق او كان ذلك بسبب النيل من الشخص ولو لم يكن طلبا للعلو والارتفاع عليه فالطعن في الانساب من كبائر الذنوب وهي من خصال الكفر التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم واخبر انها باقية في ثم اما الخصلة الثانية وهي الشاهد في الباء للباب والتي لها صلة بالحديث اه والتي لها صلة بالباب ومن اجلها ساق الحديث قوله صلى الله عليه وسلم والنياحة والنياحة هي البكاء على الميت المقترن بالجزع والتسخط لاقدار الله عز وجل. اما البكاء الذي لا يقترن بذلك فانه لا يدخل فيما جاء من ذم المياحة البكاء على الميت على ثلاثة انحاء منه ما هو مستحب يؤجر عليه الانسان ومنه وما هو مباح لا اثم فيه على الانسان ومنه ما هو محرم وهو النياحة التي يتحدث عنها الحديث وهو بكاء الضجر والجزع والتسخط من اقدار الله سواء كان برفع صوت او كان ضرب خدود او شق جيوب او كان من غير ذلك فالبكاء الذي سببه الجزع من قضاء الله وقدره هذا مذموم واما البكاء الذي يكون رحمة للميت ان انقطع اجله وانطوى عمله فهذا يؤجر عليه الانسان وهو مستحب وهذا نظير ما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم في بكائه على ابنه ابراهيم ان العين لتدمع والقلب ليحزن وانا على فراقك وانا على ولا نقول الا ما ولا نقول الا ما يرضي ربنا ولا وانا على فراق يا ابراهيم لمحزنون هذا البكاء مستحب يؤجر عليه الانسان لانه رحمة والراحمون يرحمهم الله. فمن بكى على الميت انه انقطع اجله ورهن بعمله كان ذلك او لما اصابه من من من عناء وتعب اجر على ذلك. جزاك الله خير اجر على ذلك النوع الثالث من البكاء المباح وهو ان يبكي الانسان لفوات حظه من الميت. يبكي لان ابوه مات وخلاص يعني ما له اب. ابنه ومات زوجته ماتت صاحبه مات يبكي لحظ نفسه الذي فات بموت صاحبه هذا مباح اذا لم يكن فيه جزع ولا تسخط لاقدار الله وله فسحة في الشريعة ان يبكي لا حرج في ذلك. اذا البكاء على الميت كم له من حال ثلاث احوال. الحالة الاولى مأجور عليه وهو ما كان رحمة للميت الثاني مباح وهو ما كان لفوات حظك من الميت ولم يكن في ذلك جزع ولا سخط ولا تسخط ولا ضجر. النوع الثالث من البكاء ها يا اخوان البكاء الذي يكون فيه جزع وتسخط على اقضية الله هذا من النياحة وهو من كبائر الذنوب الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى اله لم اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في في النسب والنياحة على الميت ان يحيى على الميت تتنافى مع الصبر وبه يعلم يا اخوان ان عدم الصبر على الله واقداره يجري على الانسان المؤاخذة والاثم يجري على الانسان الاثم لانه يعاقب بذلك فالنائحة اذا لم تتب اقيمت يوم القيامة عليها استربال من قطران ودرع من جرب هكذا قال عليها سربال من قطران ودرع من جرب هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان عقوبة نائحة وهو دال على ان النياحة من عظائم الاثم وكبائر الذنوب اما الحديث الذي يليه فهو حديث انس رضي الله فهو حديث انس حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. هذا الحديث في الصحيحين من حديث ابن مسعود قال صلى الله عليه وسلم ليس منا يعني من اهل الاسلام وهذا يدل على ان هذا من كبائر الذنوب. كل ذنب ذكر فيه براءة النبي من صاحبه فهو ايش فهو كبيرة من كبائر الذنوب كل ذنب تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من صاحبه فانه من كبائر الذنوب وعظائم الاثم. رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس سمنا من ضرب الخدود والظرب هنا المقصود به عند المصيبة ونزول ثالثا او البلاء وظرب الخدود شائع عند كثير من الناس عندما تنزل به مصيبة فالظرب هنا ظرب تسخر وظجر تقضية الله واقداره فلو ضرب غير الخد كان ضربه مثلا اليد او ضرب الصدر او ضرب الظهر او جرح الهامة او ضرب بشيء من يده على وجه التسخط لاقضية الله فهذا داخل في قوله ليس منا من ضرب الخدود فالظرب هنا ليس مقصورا على الخد بذاته انما على الفعل وذكر الخد لانه الغالب في الظرب واعلم بارك الله فيك ان ضرب الخدود للحوادث نوعان ظرب ظرب ظجر وجزع وهذا الذي تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من صاحبه والنوع الثاني ظرب دهاش وعجب فهذا ليس مما يدخل في قوله ليس منا من ضرب الخدود. ومثال ما جرى من امرأتي ابراهيم عليه السلام لما بشرت باسحاق قال الله تعالى ايش الاية الاية من اولها فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم صكت وجهها اي ظربت وجهها عجبا لما بشرت به من الولد وقد بلغت سنا متقدما وزوجها ايضا شيخ كبير فضربت خدها لاجل هذا. وايضا نظيره ما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم عندما طرق فاطمة وعلي رضي الله تعالى عنهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته وعلي الا تصليان؟ طرقهما ليلا. فقال الا تصليان يعني من الليل فقال علي رضي الله تعالى عنه للنبي صلى الله عليه وسلم انما انفسنا بيد الله فاذا شاء ان يبعثنا بعثنا انما انفسنا بيد الله يعني اذا نمنا فانفسنا بيد الله الله يتوفى الانفس حين موتها فاذا شاء بعثنا اي اعاننا على القيام بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال علي رضي الله تعالى عنه ذلك يقول علي ثم سمعته اي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو مدبر يضرب فخذه اللهم صلي على محمد يضرب فخذه ويقول صلى الله عليه وسلم وكان الانسان اكثر شيء جدلا لم يعجبه صلى الله عليه وسلم ما اجاب به علي. لان هذا معلوم. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يناقش في مسألة القضاء والقدر وان النوم قد يغلب الانسان انما حث فكان جواب علي رضي الله تعالى عنه محل تعجب للنبي صلى الله عليه وسلم ولذلك ظرب على فخذه صلى الله عليه وسلم وهو يقول وكان الانسان اكثر شيء جدلا. فالمقصود ان ضرب الخدود اذا كان على وجه الجزع والسخط والضجر فانه يؤاخذ به الانسان. اما اذا كان على وجه التعجب او نحو ذلك او الاندهاش فانه لا يدخل فيما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخدود. قال وشق الجيوب الجيب هو مدخل الرأس من الثوب هذا الجيب خلاف ما هو شائع في لساننا اليوم لان الجيب هو محل حفظ النقود او حفظ المتاع او ما اشبه ذلك في ثيابنا وسبب تسمية الجيوب هذي التي نحفظ فيها الاشياء جيبا لان السابق كانت جيوبهم في مدخل رأس الثوب في مدخل الرأس من الثوب. وشاهدنا هذا يمكن بعضكم شاهده في بعض كبار السن ان الجيب الذي يحفظ به المتاع يكون في مدخل الثوب هنا يكون اما هنا او هنا يكون مكان لحفظ المتاع يسمى جيبا. اما اصل الجيب فالجيب هو هذا. هذا الذي يدخل منه الرأس من الثوب ليس منا من شق الجيوب لان العادة الجارية من بعض الناس انه اذا نزلت به مصيبة شق جيبه انفعالا هذا ليس هذا من كبائر الذنوب لان هذا مظهر من مظاهر الجزع والتسخط لقضاء الله وقدره هذا من مظاهر الجزع والتسخط لاقضية الله واقداره. ولذلك تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعله. وقال ليس منا من شق الجيوب اي شق الجيب طيب لو شق غير الجيب؟ شق شيئا من ثوبه جزعا الحكم واحد انما ذكر الجيب بناء على الغالب لكن لو شق شيئا اخر بسم الله لو شق شيئا اخر غير ذلك فان الحكم ثابت لان الحكم يدور مع المعنى الذي من اجله ثبت الحكم وهو ان هذا الفعل فعله الانسان ان تسخطا وجزعا لما قضاه الله تعالى وقدره. ثم قال صلى الله عليه وسلم ودعا بدعوى الجاهلية دعا بدعوى الجاهلية اي دعا بكل ما يقال عند المصائب مما اعتاد الجاهليون ان يهتفوا به مما يظهر السخط والجزع من قضاء الله وقدره هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم دعا دعوة الجاهلية فكل صوت سواء كان صياح عالم او كان بكلمات يتسخط بها عند نزول المصائب وحلول البلايا والكوارث هو مما يدخل فيما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ودعا بدعوى الجاهلية اما الحديث الاخير الذي ذكره المؤلف رحمه الله فهو حديث انس رضي الله تعالى عنه وهو عظيم الشأن في بيان فضيلة الصبر على اقضية الله تعالى واقداره. يقول انس رضي الله تعالى عنه اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا واذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس الى قسمين فيما يجري عليهم من الله تعالى واقداره فمن الناس من تنزل به المصائب وتحل به الكوارث ويناله من البلاء ما يناله في نفسه وفي اهله وفي ولده وفي ماله وفي من يحب فصبره على هذا مما يحط الله تعالى به عنه الخطايا ويكفر عنه به السيئات وليس الامر كذلك فقط بل ويعلي به الدرجات فان المصائب اذا نزلت بالناس وصبروا عليها كان ذلك اجرا بلا شك لان الصبر لا يضيع اجر صاحبه قال الله عز وجل انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وقد اختلف العلماء رحمهم الله فيما يتعلق المصائب اذا نزلت بالانسان هل هي مكفرات فقط تكفر الذنوب؟ ام انها مكفرات ومثيبات؟ يعني يجري عليها ثواب لا شك ان الصبر مما يشترط لنيل التكفير عن من الذنوب ولنيل الاثابة اذا صبر على ما نزل بهم المصاب. فالصبر شرط لتحصيل التكفير على القول بان هذه مصائب التي تنزل بالناس تكفر الخطايا فقط واما على القول بانها تكفر وتثير فايضا يشترط لذلك الصبر. واعلم بارك الله فيك ان ما يصيب الانسان من المصائب من حيث الاثر المترتب عليها هل هي مكفرات فقط ام مكفرات ومثيبات؟ طبعا اذا صبر اذا صبر الانسان على المصيبة فلا يخلو من امرين. الامر الاول ان تكون المصيبة لا تسبب فيها للانسان. ليس ليست نتاج عمله ليست مترتبة على فعله انما هي شيء نزل به من غير فعل منه كأن يموت ولده كان يموت حبيبه كان يصاب في نفسه بمرض ليس بسبب منه لم يكن ذلك ناتجا عن فعله فهذا اكثر العلماء على ان من نزلت به مصيبة لم تكن من فعله فانه فانه فانه يكفر الله تعالى بها من خطاياه ويثيبه عليها اجرا. فيجمع له الامرين التكفير من الخطايا المحو والتجاوز عن الخطايا والثاني ايش؟ الاثابة والاجر على ما كان منه من صبر. ويدل لذلك ما في الصحيحين ما في صحيح الامام مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها شوكة فما فوقها يعني ما اعلى منها مما ينزل بالانسان من المصائب الا كتبت له به الا كتبت له بها درجة كتبت له بها اي بهذه المصيبة ولو كانت شوكة درجة وهذا اجر وحطت ومحيت عنه خطيئة واو حطت عنه خطيئة. وهذا تكفير و محو واعلم بارك الله تعالى فيك انه ما من مسلم يصيبه ما يكره الا حق الله بها من خطاياه وهذا محل اتفاق. ان المصائب اذا صبر عليها الانسان حط الله بها الخطايا كل مصيبة ولو كانت اقل ما يكون مما يؤلم الانسان يحط الله تعالى بها الخطايا هذا محل اتفاق لكن من اهل العلم من يرى ان انه في المصيبة لا يكسب الانسان اجرا على ما ينزل به من المصائب لانها ليست بفعله انما يكفر الله تعالى بها خطاياه والصواب ما عليه الجمهور مما دل عليه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها وغيره من ان كلا نازلة ومصيبة تنزل بالانسان اذا صبر عليها اثيب على ذلك اجرا وكفر الله تعالى بها من خطاياه. هذا النوع الاول من المصائب وهو ما لا تسبب للانسان فيه اما النوع الثاني من المصائب والمؤلمات ما كانت نتاج فعل الانسان. وفعل الانسان اما ان يكون طاعة واما ان يكون معصية ان كان معصية فانما ينتج عن تلك المعصية من المصائب اذا صبر عليها كفر الله بها من خطاياه فقط مثال ذلك رجل يقارف حدا من حدود الله فيعاقب به كان يسرق فتقطع يده. قطع اليد مصيبة بالتأكيد هذا كفارة له ولا يؤجر عليه لانه ناتج عن معصية فان لم يصبر جمع الله له سوءتين. العقوبة والوزر بعدم الصبر اما ان صبر فان الله يكفر عنه الخطايا. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان ذكر ما ذكر من مما عاهد عليه اصحابه فمن خالف في اذا في شيء من ذلك فعاقب به في الدنيا فهو كفارة له ان يكفر الله تعالى بها من خطاياه في الاثام. هذا فيما اذا كان الناتج عن معصية. اما اذا كان الناتج المؤلم عن طاعة كان يطيع الانسان الله عز وجل يمتثل امره ويترتب على ذلك مصيبة او الم او او اذى فانه يضاعف له الاجر. فينال اجر الطاعة وينال اجر الصبر عليها ويكفر الله تعالى بها من خطاياه. ولذلك قال جل في علاه في قوم اطاعوا الله عز وجل بالجهاد في سبيله وصبروا على ما يلقاهم قال ذلك بانهم لا يصيبهم نصب ذلك بانهم بانه لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ولا ينالون من عدو الا كتب لهم به عمل صالح يكتب الله به عمل صالح لان هذه المصائب ناتجة عن طاعة الله عز وجل فيؤجر عليها الانسان هذا فيما يتعلق بالمصائب الناتجة عن طاعة الله عز وجل. اذا ما كان من المصائب لا دخل للانسان في حصوله فانه يؤجر عليها ان صبر ويحط الله تعالى بها من خطاياه. اما ما كان ناتجا عن فعل الانسان فانه يعظم الاجر هو من العمل الصالح اذا كان ناتج عن طاعة واما اذا كان ناتج عن معصية فان الله يكفر به الخطايا قوله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا. العقوبة في الدنيا بما يجريه الله عز وجل من البلايا والنوازل والمصائب التي تصيبه واذا اراد بعبده الشر امسك عنه املاله وامسك عنه بذنبه فلم يؤاخذه في الدنيا حتى اي حتى يقبر اجر عمله يوم القيامة. ثم قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء يعني قدر الجزاء على ما ينزل من اقضية الله واقداره بقدر البلاء كمية وكيفية فكلما كان البلاء اعظم كان الثواب والجزاء اكبر واكثر واعظم ولذلك قال صلى الله عليه وسلم وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم اذا احب قوما ابتلاهم اي انزل بهم ما يكفر به من خطاياهم ولذلك جاء في صحيح الامام البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يصب منه يصب منه اي ينزل به من المصائب ما يكون كفارة له ورفعة في درجاته. وهذا يبين ان ليست دليلا على مع عدم محبة الله ولا دليلا على عدم رضا الله جل وعلا بل قد تكون دليلا اذا صبر عليه الانسان دليلا على اصطفاء الله عز وجل لعبده ورضاه عنه فينبغي ان نتنبه لهذا المعنى حتى لا تختلط الامور على الانسان. فالله تعالى قد ذكر في كتابه عن قوم ظنوا ان العطاء دليل المحبة وان المنع دليل بغض وعدم المكانة قال فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه ايش ها ربي اكرمني فاستدل بالعطاء على الاكرام واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ظيق عليه رزقه فيقول ربي اهان استدل بالمنع على الاهانة فماذا كان الجواب؟ كلا ليس الامر كذلك ليس العطاء دليل على الاكرام ولا المنع والتضييق دليل على الاهانة. بل الاكرام في ان يوفقك الله للطاعات والاهانة في ان يحرمك الله لذة العبودية والطاعة لذلك قال الله تعالى واله يسجد من في السماوات والارض والشجر والنجوم والله يسجد من في السماوات ومن في الارض وايش والشجر والجبال والدواب الانعام وكثير من الناس ثم يقول وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم. من يهن الله بايش؟ بعدم توفيقه للطاعة. فليس له من مكرم. نسأل الله ان يكرمنا وان يسلك بنا سبيلا وان يثبت اقدامنا على الهدى وان يزيدنا صبرا على طاعته وصبرا عن معصيته وصبرا على اقضيته واقدامه وان يفتح لنا ابواب الفضل والعطاء وان يفرغ علينا من احسانه وان يثبت اقدامنا وان يختم لنا بخير وان يعيننا على طاعته والصيام والقيام ايمانا واحتسابا