كم نحن يعني يحصل منا في كثير من الاحيان قضاء حوائج لاخواننا اعانة في امر تذكر دائما في كل موقف تعين فيه غيرك ان تتوسل الى الله يا ربي كما اعنته اعني والمقصود من هذا كله ان يجعل الانسان بينه وبين ما يخشى من عذاب الله وقاية. فان قوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله اي تردون اليه والرد اليه ليس ردا لا معنى له بل هذا الرد يحظر فيه للانسان ما عمل ويجازى فيه على ما سلف من عمله. فلذلك امر بتقوى ذلك اليوم. لانه اليوم الذي ينقسم فيه الناس الى باب قول الله تعالى يمحق الله الربا. قال حدثنا بشر بن خالد قال اخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان سمعت ابا الضحى يحدث عن مسروقة. عن عائشة رضي الله عنها انها قالت لما انزلت الايات الاواخر من سورة البقرة. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاهن في فحرم التجارة في الخمر هذا الباب ذكر فيه المؤلف رحمه الله قول الله تعالى يمحق الله الربا وهذه الاية جاءت بعد بيان حكمه قال الله تعالى احل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف. ومن عاد فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون من الناس من لا تزجره العقوبات الاخروية ويسأل هل في عقوبة في الدنيا؟ العقوبة في الدنيا جاء الخبر عنها في قوله يمحق الله الربا سبحان الله العظيم كل من عصى الله لسبب لا يدرك ذلك السبب بل يدرك نقيضه فالذي يرابي يريد ماذا الزيادة ويعاقبه الله بنقيض قصده فيمحق الله الربا معناه يصيبه الله تعالى بالنقص في ماله فيعاقب بنقيض مقصوده. طبعا يقول قائل يا اخي ما هو صحيح هذا ما نشاهده. لما المرابون اكثر الناس مالا رصيده يرتفع. اذا اعطى الف على ان تردها له الف ومئتين ونظرت في حسابه ستجد ان الحساب الف ومئتين. اين يمحق الله الربا؟ المحق ليس في العدد المحق قد لا يكون في العدد بل قد يكون في اوجه كثيرة اخرى ليست في العدد من ذلك ان الله تعالى يسلب المال البركة فليس في مال المراب بركة فقوله جل وعلا يمحق الله الربا بيان عقوبة دنيوية وهي ايضا عقوبة اخروية. اما في الدنيا يمحق الله الربا بركته وان كان كثيرا. ولهذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وروي مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم. ان الربا وان كثر فعاقبته الى قل اي الى قلة ان الربا وان كثر فان عاقبته الى قل. وهذا معنى قوله تعالى يمحق الله الربا ويا اخواني ما للمرابي ذهاب بركته انه لا ينتفع منه ولا يدرك منه مصلحة ولذلك قد يحرمه الله تعالى الانتفاع بهذا المال ولو كثر فكثرة المال ليست دليلا على الغنى. فكم من انسان عنده من المال شيء كثير لكن لا ينتفع به. يتبدد منه ولا يدري كيف فذهب ماله ولا يستطيع ان يلتذ به حتى المنافع العائدة على الانسان من هذا المال قد يحرمها بما يصيبه الله تعالى من الافات القدرية التي تمنعه الانتفاع بالمال فلا يجد له لذة ولا نفعا. ومن ذلك ما ذكره الله تعالى عن بني اسرائيل فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم اي فبسبب ظلمهم حرم الله عليهم طيبات هذه الطيبات احلت لهم والتحريم هنا نوعان اما تحريم شرعي بان يجعل الله تعالى المباح حراما وهذا في شريعة اتنا لا سبيل اليه لان الشريعة تمت والاحكام استقرت فلا يمكن ان ينقلب الحلال حراما او الحرام حلالا انما التحريم الذي كان في الامم السابقة وهو باق ايضا في امتنا التحريم القدري التحريم القدري. كيف التحريم القدري؟ ان يصيبه الله تعالى بما يمنعه من الانتفاع من المال وهذا له نظائر كثيرة فتجد انسانا عنده من الاموال الطائلة وتقدم له موائد هائلة ولكن لا لا يقدر على ان يطعم منها شيئا لما فيه من الامراظ او لما فيه من الافات ولو اكل لكان اكله ضارا غير نافع وهنا تنبيه ان المال المحرم يعود على البدن بالتلف ويعود على القلب بالخراب يعود على البدن بالتلف فيصيبه بالافات ولا ينتفع به البدن ويعود على القلب وهذا اخطر بالخراب ولذلك قال يا ايها الذين امنوا كلوا من الطيبات ايش بعدها ها واعملوا صالحا فاكل الطيب يثمر العمل الصالح واكل الخبيث ينتج العمل السيء الرديء وهذه معاني تخفى على كثير من الناس ويظن انه اكل المال الحرام انتهى اكلته انتفعت وليس له عاقبة واستغفر الله واتوب اليه لا ثمة اثار في القلب واثار في البدن قد لا ترتفع وقد تعود على الانسان بما ذكر الله عز وجل يمحق الله الربا يذهب بركته وينقص نفعه ويزيل ما يرجوه الانسان منه فيعاقب بنقيض مقصوده وانظر الى المقابلة بين الربا والصدقات قال يمحق الله الربا ثم في المقابل قال ويربي الصدقات لان الصدقات نفع واحسان والربا ظلم وعدوان فالظلم والعدوان عاقبته المحق والاحسان والبذل عاقبته حميدة. يربي الصدقات اي يضاعفها. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ما نقص مال من صدقة ما نقص مال من صدقة وهذه المعاني تخفى على كثير من الناس ولذلك تجد كثيرا من الناس لا ينظرون الا الى الاعداد ولا يرقبون الا كم في الرصيد من حلال او حرام وهذا بالتأكيد من من غفلتهم وغياب هذه المعاني عنهم. فان القليل اذا طرح الله تعالى فيه البركة نفع. وكفى والكثير اذا محقت منه البركة ضر ولم ينفعه فقول الله جل وعلا في هذه الاية يمحق الله الربا هذه عقوبة في الدنيا بالنقصان بنقصان المال وذهابه وعدم الانتفاع به واما في الاخرة فقد قال ابن عباس يمحق الله الربا لا يقبل منه صدقة ولا حجة ولا جهادا ولا صلة فكل احسان من المال المحرم لا ينتفع به الانسان هذا معنى لا ينتفع منه في الاخرة لان الله طيب لا يقبل الا طيبا ولو لم يكن في الكسب الحرام الا انه يحجب عطاء الرحمن لكان ذلك كافيا في البعد عنه فان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيح من حديث ابي هريرة في خبر الرجل يطيل السفر ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب يا رب وانظر الى هذه الحال والصورة اشعث اغبر في سفر يمد يديه الى السماء يا رب يهتف بالله عز وجل كلها كلها موجبات الرحمة والعطاء كلها من اسباب الاجابة افتقار وذل وحال رديئة واضطرار وسفر ورفع يدين من موجبات الدعاء ويا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام يعني شبع من الحرام فانى يستجاب لذلك يبعد ان يستجيب الله لهذا ولو كانت هذه حاله فلو لم يكن في المال الحرام والكسب المحرم الا هذه السيئة وهذه العقوبة ان الله يمنع عطاءه ويحجب اجابة سؤاله لكانت كافية لاصحاب البصائر والعقول ان يكفوا عن المال الحرام. انتقد تكسب ريال حرام او مليار حرام لكنك تحجب عنك عطاء الرحمن فلا تدرك منه فضلا وتضطر اليه وتقول يا رب وتلح عليه في الدعاء في المنام تجد جوابا لانك حجبت هذا الباب بهذا الشبع من المحرمات مأكله حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرم ايش معنى خذ بالحرام؟ يعني شبع شبع في كل اموره من الحرام فانى يستجاب لذلك لهذا ينبغي للمؤمن ان يحرص على طيب المكسب ولو كان قليلا فان قليل فان القليل من المباح خير باظعاف في الدنيا وفي الاخرة من كثير المحرم ولهذا قرر النبي صلى الله عليه وسلم ظرورة تطيب المكسب ابين خطورة اكل المال الحرام ولو قل بعض الناس يقول يعني الحرام بس انك تاخذ شي كثير لكن لو اخذت شي قليل ما في مشكلة يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من اقتطع مال امرئ ما لم امرئ مسلم من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين صبر هو فيها فاجر يعني حلف ان هذا الشيء له قطع مال امرئ مسلم يمين تاجرة هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان اعوذ بالله قالوا يا رسول الله يسألون النبي صلى الله عليه وسلم فيقول يا رسول الله ولو كان عودا من اراك مسواك يعني ولو كان هذا في خلاف بينك وبين شخص في مسواك قلت والله هذا حقي هو موب لك وانت كاذب في يمينك قال ولو كان عودا من اراك كيف بهؤلاء الذين يقتطعون اراضي والعقارات والميراث والاموال الطائلة بايمان كاذبة. اذا كان عود الاراك سواك اذا حلف الانسان انه له وهو كاذب اخذه بغير حق ممن هو له لقي الله وهو عليه غضبان فكيف بالذي اخذ الاموال الطائلة؟ القليل والكثير في الحرام يجب على المؤمن ان يتوقه ان يحذر منه وان يتجنبه ما استطاع وان يكتفي بالحلال ففي الحلال القليل من البركة والخير والنفع ما يفوق الخيال لكن يحتاج المرء الى ان يصبر وان يعامل الله وان يراقبه والا يغره كثرة العرب فان الدنيا زائلة ومهما طابت وكثرت فهي اما عنك راحلة واما ان ترحل عنها اما ان يسلبك الله اياها واما ان ينزعك الله ينزعك ينزعك الله منها واما ان ينزعك منها بالموت فليس ثمة دواء ولا بقاء الا بصالح العمل نعم والمؤلف رحمه الله في هذا الباب ذكر حديث عائشة السابق وفيه ما تقدم من البيان والايضاح نعم باب قول الله تعالى فاذنوا بحرب من الله ورسوله. قال حدثني محمد بن قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبان عن منصور عن ابي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت لما انزلت الآيات من آخر سورة البقرة قرأهن النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وحرم التجارة في الخمر هذا الحديث كرره المؤلف رحمه الله ايضا في تفسير هذه الاية وهي قوله جل وعلا فاذنوا بحرب وهذا فيه عقوبة دنيوية واخروية لمن لم يلتزم ما امر الله تعالى به من اجتناب المكاسب المحرمة ومن ذلك الربا ربا القروظ وربا البيوع. يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ايتركوا ما بقي لكم من مال لا تستحقونه كسبتموه من طريق محرم في ذمم الناس. ذروا ما بقي من الربا. ثم يقول الله جل وعلا ان كنتم مؤمنين. فان الايمان هو الذي يحجب الانسان عن المكسب الحرام والاكل الحرام. ثم قال جل وعلا فان لم تفعلوا ان لم تفعلوا هذا الذي امركم به من ترك الربا وما بقي منه من المعاملات المحرمة فاذنوا بحرب من الله فاذنوا اي فاعلموا ان الله قد بدأكم بحرب فاذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون. فقوله جل وعلا فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله اي اعلموا ان الله عز وجل سيعاقبكم بحرب منه وحرب من رسوله صلوات الله وسلامه عليه ومن اتباعه صلى الله عليه وعلى اله وسلم على عدم على عدم التزامكم ما امركم الله تعالى به من ترك ما بقي من الربا وهذا من العقوبات التي يصيب الله تعالى بها اكلة الربا. ولهذا يا اخواني الاقتصاديات التي تعاني من تعثر في غالب احوالها اقتصاديات لم ترعى شرع الله عز وجل ولم تحفظ حدوده وكانت سببا لما اصابها من البلاء. ولهذا حرب الله عز وجل هو بما يسلطه جل وعلا من الافات والبلايا والنوازل والظوائق وما يعلم جلود ربك الا هو فله جل وعلا جنود السماوات والارض وما يعلم جنود ربك الا هو. وبالتالي ليحذر المؤمن ان يخالف امر الله فان ذلك موجب لهذه العقوبة. وهي حرب الله ورسوله واي احد يقوى على مقابلة الله عز وجل ومحاربته فان ذلك لا يكون الا من سفيء. لا لا يعلم قدر نفسه وقدر ربه. فالله عز وجل بيده الامر نواصي العباد كلهم في يديه جل في علاه فكيف تحارب من ناصيتك في يده وامرك اليه ولا مهرب لك منه جل في علاه. وبالتالي ليس لك الا ان تؤمن بما شرع وتسلم شرعه دون معارضة ولا محادة فان ذلك يؤذن بحرب من الله ورسوله نسأل الله السلامة والعافية. ثم ذكر المصنف رحمه الله في اخر ما ذكر من ايات الربا وجوب انظار المعسرين. لماذا؟ لان الربا ربا القرون سببه العسرة وعدم القدرة على بذل المال قال الله جل وعلا قال الله تعالى وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وان تصدقوا خير ان كنتم تعلمون. وقال لنا محمد بن يوسف عن سفيان عن منصور والاعمش. عن ابي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت لما انزلت الآيات من اخر سورة البقرة اقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأهن علينا ثم حرم التجارة في الخمر هذا الحديث فيه ما في هذا الباب فيه ما في الابواب السابقة من ذكر حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في تحريم التجارة في الخمر قال وان قال باب قول الله عز وجل وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون. بعد ان ذكر الله جل وعلا وجوب ترك الربا والحذر من اخذه وقال جل وعلا وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون بين الله جل وعلا حكم انظار المعسر والمعسر هو من عليه حق مالي لا يقوى على ايفائه هذا هو المعسر. هو من عليه حق مالي لا يقوى على الوفاء به يقول الله تعالى في شأنه وان كان اي وجد ذو عسرة اي صاحب عسر وعدم قدرة صاحب عسر وعدم قدرة على الوفاء بما التزمه من واجبات وحقوق فنظرة اي فانذار الى ميسرة اي الى ان يتيسر له ما استطيع به ان يفي ما عليه من حقوق وهذا الحكم واجب ثابت في حق كل معسر فان المعسر اذا كان لا يطيق الوفاء بما عليه من دين فان حقه ان ينظر وان يمهل وان لا يضيق عليه وان والا يشدد عليه في الوفاء. لانه لا يستطيع الوفاء وقد قال الله تعالى وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة هذا اقل الواجب واما الاحسان وان تصدقوا خير لكم اي ان تصدقتم عليه اسقاط ما تطلبونه وما لكم عليه من حقوق فهو خير لكم. خير لكم من حيث الاجر والمثوبة. وقد جاء في ذلك جملة من الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك ما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان تاجر يداين الناس فيمن سبق فاذا رأى معسرا قال لفتيانه تجاوزوا عنه اذا جاء الى معسر ولم يستطع الوفاة قال تجاوزوا عنه يعني اعفوا عنه. لعدم قدرته على الوفاء امتثل ما امر الله تعالى به في قوله. وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون فاذا جعل محسن لا يقوى على الوفاء قال تجاوزوا عنه فقال النبي صلى الله فقال تجاوزوا عنه لعل الله ان يتجاوز عنا. اي رجاء ان يتجاوز الله عنا قصور في حقه. وعدم وفائنا بما يجب له فتجاوز الله عنه تجاوز الله عنه جزاء لتجاوزه عن المعسرين وهذا يا اخواني الحديث يعطي دليلا لما ذكره العلماء فيما يتعلق بمعاملة العبد لله عز وجل حيث قال جمع من العلماء الله لك كما تكون للناس فان كنت بالناس رحيما كان الله بك رحيما وان كنت بهم وان كنت اليهم محسنا كان الله اليك محسنا وان كنت في حاجاتهم كان الله في حاجتك وان كنت في عونهم كان الله في عونك. وان سترتهم على اخطائهم كان الله ساكرا لك فالله لك كما تكون للناس وهذا دليل من الادلة فهذا رجل كان يقول لفتيانه من يعمل معه من خدمه او عبيده اذا جاؤوا يتقاضوا دينا من معسرين وجدوا معسرا قال تجاوزوا عنه ثم هذا التجاوز ليس غائبا عن طلب ما عند الله. تعال تجاوزوا عنه لعل الله ان يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه ولذلك انا اقول يا اخواني يا ربي كما قضيت حاجته اقضي حاجتي تذكر هذا المعنى وابشر فستجد الله عز وجل لك كما تحب واذا احسنت الى الخلق فسل الله الاحسان. فان الله يحسن اليك باحسانك الى الخلق. وهذا من الادلة والحديث في الصحيح يدل على عظيم الاجر المرتب على التجاوز عن المعسرين ولذلك كل من استحضر مثل هذه المعاني ادرك خيرا عظيما. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من انظر معسرا من انذر معسرا يعني امهله كما امر الله فنظرة الى ميسرة. او وضع عنه وهذا المرتبة الثانية التي قال وان تصدقوا خير لكم اظله الله في ظله وهذا الحديث في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي من حديث ابي اليسر رضي الله تعالى عنه من حديث ابي ياسر رضي الله تعالى عنه وهو دال على عظيم الفضل فان من اسباب نيل ظل الله عز وجل يوم القيامة مع السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله انظار المعسرين او الوظع عنهم انظار المعسرين اي امهالهم حتى يغتنوا او ايش الوظع عنهم وهذا المرتبة الاعلى التي ندب اليها جل وعلا في قوله وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون نعم اخر اية ذكرها الله عز وجل في ايات الربا هي قوله تعالى باب قول الله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله. قال حدثنا قبيصة ابن عقبة قال حدثنا سفيان عن عاصم عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم اية الربا اخر اية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم اية الربا اي اية قوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله فان هذه الاية هي خاتمة امر الله عز وجل اجتناب الربا وتركه وتوقيه يقول الله تعالى فيها واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله واتقوا اي اجعلوا بينكم وبين ما في هذا اليوم من الاهوال وقاية الامر بالتقوى هو ان تجعل بينك وبين الشيء الذي تتقيه وقاية. لما اقول لك اتق النار يعني اجعل بينك وبينها ما يقيك. اتقي المرض اجعل بينك وبينهما يقيك من اسباب الوقاية. اتقي كذا وكذا اجعل بينك وبينه وقاية. والتقوى التي امر الله تعالى فيها بكتابه في كتابه امر الله بتقواه وامر الله تعالى بتقوى اليوم الاخر وبتقوى او او بتوقي اليوم الاخر وبتوقي النار. فقال واتقوا النار التي اعدت للكافرين. وقال واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير كما قال ربنا جل في علاه. وانما يفترق الناس على حسب ما يكون من اعمالهم فليست فليس الافتراق في ذلك اليوم خط خبطة عشواء لا سبب له بل يفترق الناس حسب ما تقدم من عمل فان الناس يرهنون باعمالهم يوم القيامة كما قال تعالى كل نفس بما كسبت رهينة والله تعالى يقول وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك. كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. فقوله اتقوا يوما ترجعون فيه الى الله لانه اليوم الذي يجزى فيه الناس على الاعمال ولذلك قال ثم توفى كل نفس ما عملت وهم لا ما كسبت وهم لا يظلمون ثم توفى كل نفس ما كسبت اي من خير او شر وهم لا يظلمون لا في الخير ولا في الشر فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره هذا خاتمة ما ذكره الله عز وجل من الايات من هذا خاتمة ملكها الله عز وجل في ايات وهي وهي التذكير باليوم الاخر. وانه سيوفى على ما يكون من عمله. نسأل الله ان يرزقنا واياكم العلم النافع العمل الصالح صالح وان يجعل مآلنا ومنقلبنا الى خير وان يعيننا واياكم على الطاعة والاحسان وان يرزقنا طيب الحلال اللهم انا نسألك علم النافع ورزقا طيبا وعملا متقبلا. جنبنا الحرام في الاقوال والاعمال والاحوال. واحسن العاقبة لنا يا عزيز يا غفار وصلى الله وسلم على نبينا محمد نجيب على ما يسر الله من الاسئلة