ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبده ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فان الله عز وجل بعث الرسول صلوات صلوات الله وسلامه عليه يدعو الناس الى عبادة الله وحده لا شريك له فجميع الرسل جاءوا بهذه الدعوة يقول الله تعالى وما ارسلنا من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدوه ومعنى لا اله الا انا اي لا يستحق العبادة سواه ولا تصلح الاله ولا يجوز ان يسوى فيها غيره. فالعبادة له وحده في السر والعلن بالقول والعمل في السراء والضراء في العسر واليسر فانه لا يستحق العبادة غيره جل في علاه وبقدر ما يحقق العبد من اخلاص العمل لله وتوحيده جل في علاه يفوز بعطاياه ويفوز برضاه وينال سعادة الدنيا وفوز الاخرة فان ذكر الله تطمئن به القلوب وذكر غيره وقصد غيره يشوش القلوب ويشتتها ولذلك كان اهل الايمان اسعد الناس كان اهل الايمان اسعد الناس بمحبة الرحمن. فحبهم لله بلغ الذروة والغاية لانهم اخلصوا له. قال الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا. يحبونهم كحب الله. عندهم ان يتعلقون به ويحبونه فوزعوا قلوبهم في المحبوبات والذين امنوا اشد حبا لله لماذا؟ لانهم له فلم يكن في قلوبهم تعلق بسواه ولم يكن في قلبه في قلوبهم انجذاب الى غيره سبحانه وبحمده ولذلك كانوا على هذا النحو الذي ذكر الله تعالى والذين امنوا اشد حبا لله اشد حبا لله ممن وزع قلبه في محبوبات كثيرات اشد حبا لله لانه اخلص لله وحده المحبة والعبادة فليس له قصد ولا غاية ولا طلب الا من الله واليه جل في علاه فهو به وعليه وهو له يحقق اياك نعبد واياك نستعين وبقدر تحقيق هذه الغاية يكون الفوز والاجر. العمل القليل اذا قارنه اخلاص كان كبيرا والعمل الكثير اذا خالطه شرك ولو كان الشرك قليلا اصبح هباء منثورا. لا نفع فيه ولا اجر نقرأ ما يسر الله تعالى من الايات والاحاديث في هذا الشأن ونعلق على ما يفتح الله عز وجل فهذا نقص في الاخلاص لانه الاكمل ان يسر بها واما اذا اظهرها لمصلحة فانه لا حرج عليه في ذلك اذا كان يحقق بذلك مصلحة كأن يحث الناس على التقدم الى البر او ان يكون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب ما جاء في الرياء. وقول الله تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك فيه معي تركته وشركه. رواه مسلم. وعن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا الا اخبركم بما هو اخاف عليكم عندي من المسيح الدجال. قلنا بلى يا رسول الله قال الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل. رواه احمد باب ما جاء في الرياء يعني من النصوص في القرآن والسنة والرياء ايها الاخوة هو من اعظم محبطات الاعمال ومفسداتها وهو مأخوذ من الرؤية وهو في الاصطلاح اي في المعنى الشرعي العمل لاجل كسب حمد الناس ومدحهم وثنائهم هذا هو الرياء ان يظهر الانسان العمل ليكسب بذلك حمد الناس ومدحهم وثنائهم وهذا يعرف به ان الرياء يقارن العمل اي انه يكون معه فتجد الرجل يعمل الصالح ويظهر هذا العمل ليراه الناس حتى يمدحوه او يثنوا عليه او يحمدوه او ان يدفع بذلك عن نفسه مذمة او من قصى او ان يجلب بذلك له مصلحة دنيوية مثال ذلك ان يصلي في المسجد لاجل ان ينال تزكية من امام المسجد لمصلحة من المصالح ولولا هذا ما صلى هذا رأى فهذا نوع من الرياء اذا الرياء هو اظهار العمل الصالح لاجل بس بمحمده او دفع مذمة او ادراك مصلحة كل هذه المقاصد مما يندرج في الرياء الذي جاءت النصوص في التحذير منه وفي بيان خطورته واظهار افساده للعمل وقد ذكر اذا عرفنا ما هو الرياء؟ الرياء هو اظهار العمل لاجل ايش؟ لاجل مصلحة اما حمد ناس جلب محمدة وثناء او دفع مذمة ومنقصة او جلب مصلحة. كل هذا من الرياء كل هذا من الرياء فكل عمل سواء كان عملا طبيعته الاظهار او عملا خفيا اظهره فانه اذا قصد بهذا العمل هذه الامور الثلاثة او واحدة من هذه الامور الثلاثة فقد وقع في الرياء وليعلم ان الرياء محرم بالاجماع وهو من الشرك الخفي الذي نهى الله تعالى عنه ورسوله وهو محبط للعمل تقول له عمل قارنه الرياء فانه حابط وسيأتي تفصيل تأثير الرياء على العمل في اثناء تعليقنا على النصوص التي ذكرها المؤلف رحمه الله ايها الاخوة الرياء يقارن العمل والعمل نوعان اما ان يكون العمل ظاهرا بطبيعته كحضور حلق العلم طبيعي انك تحظر ويراك الناس. لان حلق العلم في المساجد. حضور صلاة الجماعة الحج العمرة هذه اعمال ظاهرة بطبيعتها لا يمكن اخفاؤها فاذا فعلها الانسان فانها لابد ان تظهر لانه لا يمكن ان تقع الا ظاهرة لكن ان كان يقصد باظهارها ان يحمده الناس ويمدحوه فهذا رياء واذا زاد في اتقانها لاجل ان يمدحه الناس ويحمدوه فهذا رياء اما اذا ظهر العمل لانه لا بد ان يكون ظاهرا كان يصلي في المسجد او يحافظ على المتابعة بين الحج والعمرة او تقتضي او تقتضي الحاجة ان يعطي صدقة امام الناس فان هذا ليس من الرياء لان العمل طبيعته الاظهار. هذا فيما اذا كان العمل ظاهرا فان اظهاره طبيعي. اين يأتي الرياء؟ يأتي الرياء في قصد اما في الصورة ما ما لك فيها آآ ليس فيها تأثير ليس هناك تأثير الا اذا حسن العمل لكن فيما يتعلق بالقصد امره خفي وهو عند الله ولذلك سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذا بشرك السرائر شرك السرائر يعني الذي لا يظهر للناس فلا نعلم ماذا في قلوب الخلق فبيان القرآن في قوله وفعله صلوات الله وسلامه عليه. فمن رد فعله وقوله لا يحسن ان يعبد الله من قال لك في نكتفي بالقرآن؟ لا يمكن ان يحقق العبودية لله لكن الانسان يعلم ما في قلبه ويدرك ما يريد وما يقصد بالعمل اما العمل الخفي فهو الاصل ان يكون خفيا كصدقة السر وصلاة الليل وما اشبه ذلك من الاعمال التي ليس من طبيعتها الاظهار كصوم آآ النفل والتطوع هذه من الاعمال التي ليس من طبيعتها الاظهار اذا اظهرها الانسان لغير مصلحة كان ذلك نقصا في اخلاصه انتبه اذا اظهرها الانسان هذه الاعمال اللي طبيعتها الخفاء اذا اظهرها لغير مصلحة ولا حاجة في ذلك تشجيع ان يكون في ذلك تشجيع لغيره وحث له او ما الى ذلك من المصالح والمقاصد الشرعية. فاظهار العمل حينئذ ولو كان خفيا فيه مصلحة او احيانا يكون العمل تطييبا لخاطر شخص فتظهره لاجل ان تطيب خاطره وليس لان تكسب محمدة او مصلحة خاصة او تدفع مذمة ومن قصر فهذا لا بأس به ثم اذا دار الامر بين ان تظهر عملك الخفي او ان تستره فاحرص على ستره فان الستر احرى واقرب الى الاخلاص. وانا اقول يا اخواني نحن نخل بهذا كثيرا. تجد الواحد منا اذا عمل صالحا بمناسبة احيانا وبغير مناسبة يذكر ذلك للقريب والبعيد والذي يعرفه والذي لا يعرفه. وهذا لا نجزم بانه رياء او هذا ليس رياء الاخبار به ليس رياء. الاخبار بالعمل ليس رياء انما هو تسميع بمعنى انه الان اعتمرت وذهبت الى بلدك وقلت والله السنة هذي الحمد لله وفق الله لنا عمرة هذا تسميع الا ان يكون في مصلحة في الاخبار اما ان تذكر ذلك على غير وجه مصلحة ما استطعت ان تكتم عملك فهو اقرب الى الاخلاص واجدر بالقبول ذكر المؤلف رحمه الله فيما يتعلق بالرياء ثلاثة نصوص من القرآن ومن السنة اما القرآن فالاية الكريمة قوله جل وعلا قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد هذه الاية امر الله تعالى فيها رسوله صلى الله عليه وسلم بالبلاغ فقال له قل يعني يا محمد وهذا امر بالتبليغ وهو مأمور بتبليغ كل ما اوحي اليه صلى الله عليه وسلم. لكن في بعض الايات يأتي الامر بالتبليغ الخاص وهذا يدل على ان الامر الذي امر بتبليغه على وجه الخصوص للناس فيه حاجة ماسة يدل على ان الامر الذي امر بتبليغه على وجه الخصوص امر مهم فان الله لا يأمره بالبلاغ الخاص الا لما له خصوصية فحيثما سمعت قل فانتبه لها فان المأمور به شيء قاس له منزلة عند الله عز وجل ولذلك امر رسوله صلى الله عليه وسلم بان يبلغه على وجه الخصوص. يقول الله قل انما انا بشر انما انا بشر مثلكم. يا محمد قل للناس لانه مأمور بتبليغ بالتبليغ للناس كافة قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا انما انا بشر مثلكم يعني حقيقتي اني مشترك معكم في البشرية صلى الله عليه وسلم فهو من جنسنا يعتريه ما يعترينا ويجري له ما يجري لنا فهو بشر صلى الله عليه وسلم. كما قال الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم يعني من جنسكم عليه معاني التوبة لكن الذي ميز الله تعالى به محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم هو ما ذكره بعد ذلك يوحى اليه. فالذي ميز الله تعالى به محمدا صلى الله عليه وسلم عن سائر البشر انه يوحى اليه ويشاركه في ذلك المرسلون فانه قد اوحي اليهم كما قال الله تعالى واوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وعيسى وعيسى وايوب يونس وهارون وهارون وسليمان وهارون وداوود وسليمان وكلم الله موسى تكليما فالله عز وجل اوحى الى النبي صلى الله عليه وسلم واوحى الى المرسلين. لكن الذي ميز الله به رسوله صلى الله عليه وسلم هو ان ما اوحاه اليه اعظم مما اوحى الى غيره فخصه من الوحي بما لم يخص به احدا من المرسلين صلوات الله وسلامه عليه فاوحى اليه اكمل الرسالات واعلى الكتب واتم الشرائع اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وهذا ما جاء في شريعة من الشرائع السابقة هذا الوصف الالهي للوحي الذي اوحاه الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فالذي ميز الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم هو انه ممدود بالوحي من السماء صلى الله عليه وسلم ثم ذكر اشرف ما اوحي اليه وذكر اعظم ما اوحي اليه وهو قوله انما الهكم اله واحد اي ان معبودكم الذي يستحق العبادة والذي يجب ان تتوجهوا اليه معبود واحد لا يجوز تسميته بغيره ولا ان يكون له ند او شريك او نظير او مثيل فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قل هو الله احد لم يكن له كفوا احد هل تعلم له سمية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. كل هذه الايات وغيرها كثير تؤكد ان المعبود واحد جل في علاه قال الله تعالى انما الهكم اله واحد اي معبودكم الاله هو المعبود الذي تألهه القلوب محبة وتعظيما. واحد لا شريك له واحد في اسمائه واحد في صفاته واحد في افعاله واحد فيما يجب له. فلا يجوز ان يسوى به غيره الذين توجهون الى غير الله عز وجل بالدعاء او الذين يتوجهون بالدعاء الى غير الله مع الله فهم لم يعبدوا الها واحدا بل عبدوا الهة شتى والمشركون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم انما نقموا على النبي صلى الله عليه وسلم وعابوا عليه ان دعاهم الى ان يعبدوا الله وحده لا شريك له كما قال الله تعالى في سورة صاد اجعل الالهة الها واحدا ايش قالوا؟ ان هذا لشيء عجاب يعني يستغرب منه كيف يطلب منا محمد ان نترك هذه الالهة التي كانت تحيط بهذا البيت الذي طهره الله ومنها كان حول الكعبة ثلاث مئة صنم تعبد وتدعى من دون الله. طهرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اه يسقط الاصنام ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا فقطع عبادة غير الله لانه لا يستحق العبادة سواه. فلا يقصد غيره والشاهد في هذه الاية ان الرياء بالعمل هو نوع من صرف العبادة لغير الله والمطلوب هو ان لا تصرف العبادة الا لله. فمن صلى لاجل الناس لم يعبد الله وحده. بل اشرك معه من قصده من الناس والذي زكى لاجل ان يمدحه الناس كذلك وهذا من اعظم ما يبطل العمل ويحبطه ولذلك جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم ان اول من تسعر بهم النار هم المراؤون اول من تسعر بهم النار هم المراءون. فيؤتى المتصدق ويؤتى بتالي القرآن ومعلمه ويؤتى بالمجاهد هذي اعمال من خير الاعمال نفعها شريف عظيم للنفس وللمحيط اي نفعها قاصر ومتعدل فيؤتى بالمجاهد فيقول ماذا صنعت؟ يقول قاتلت فيك حتى قتلت فيقول الله له كذبت انما قاتلت ليقال جريء قصد من غير الله بعمله فيؤمر وقد قيل اي وقد قيل ما كنت ترجوه من الثناء من ثناء الناس فيؤمر به فيسحب الى النار نعوذ بالله من الخذلان ثم يؤتى بايتاء القرآن فيقول قرأت القرآن فيك وعلمته فيك. فيقول كذبت انما قرأت ليقال قارئ وتلوث يقال تالي وقد قيل فيؤمر به فيسحب في النار الى النار والثالث متصدق فيقول تصدقت لك او فيك. فيقول كذبت انما تصدقت ليقال كريم وقد قيل اي وقد ادركت ما تؤمل من ثناء الناس فيؤمر فيسحب الى النار هؤلاء لم يخلصوا العبادة لله. هؤلاء قصدوا غير الله فاحبط الله اعمالهم. وكان مآلهم خسارا تسعهم اول من تسعر بهم النار نعوذ بالله من الخذلان. نعوذ بالله من الخذلان. تعب في الدنيا وعقاب في الاخرة لم ينالوا خيرا وانما ينال الانسان تمام الخير بان يكون قصده في عمله الله لا ترجو سواه لا ترجو غير الله ما يأتيك خير الا من الله ولا يندفع عنك سوء الا من الله. كلنا بعد صلواتنا نقول اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد هذا الذي نقوله بالسنتها بالسنتنا لتوقن به قلوبنا اذا ايقنت به قلوبنا سعدنا ولم نلتفت الى سواه. لا لن تشجعنا على العمل مدح مادح ولن يقعدنا عنه قدح قادح لاننا نتعامل مع الله ومن كانت معاملته مع الله فهو رابح فان التجارة معه لن تبور ولكن من يحقق هذا؟ انما يحققه اصحاب الاخلاص اصحاب التوحيد الخالص الذين يوقنون بما ارسل به المرسلون انما الهكم اله واحد واحد مو بانك تقول والله الهنا الله ثم تتوجه الى غيره وتقصد سواه وتعبد غيره. هؤلاء الذين يهتفون باسماء الموتى او الاحياء يدعونهم في كشف الكربات ويقصدونهم في كشف الملمات وقضاء الحاجات هؤلاء لم يعبدوا الها واحدا لان العبادة هي الدعاء والقصد فاذا لم يخلص العمل لله ودعا غيره فانه لم يحقق العبودية. لو قال لا اله الا الله في اليوم مئة مرة وهو يدعو غير الله ويقصد غير الله بعمله ما حقق هذه الكلمة؟ انما تحقق كلمة لا اله الا الله بان لا يكون في قلبك الا قصده جل وعلا وارادة ما عنده والا تعبد سواه والا تجعل له ندا ولا شريكا ليس له نظير ولا شريك حتى يقصد بالعمل سبحانه حتى يقصد بالعمل سواه سبحانه وبحمده فمعنى قول النبي صلى الله عليه قول الله عز وجل فيما امر به ان ان يبلغه الامة قل انما اوحي اليه انما الهكم اله واحد معبود معبود الواحد فلا تتوجهوا الى غيره. وهذا خبر يقتضي الامر يعني لا تقصدوا سواه وبالتالي اذا كان الهنا اله واحد اذا كان الهنا الها واحدا فاننا لن نقصد غير الله بكل ما نأتي به من الاعمال وكيف تحقق الاخلاص كيف تحقق الاخلاص خذها قاعدة ذكرها الله في سورة الانسان في وصف الابرار انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا اذا كان في قلبك انك تعمل العمل تبتغي الله. ولا تنتظر من احد من الخلق كائن من كان ان ان يثني عليك او ان يشكرك او ان يكافئك فقد حققت الاخلاص هذا هو الاخلاص الاخلاص ان تعمل العمل تبتغي به وجه الله لا تبتغي سواه قال المصنف رحمه الله الامام محمد بن عبد الوهاب وعن ابي هريرة نقل عن ابي هريرة الحديث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى قال الله تعالى يعني الحديث قدسي ويسمى الهي وهو اصوغ في التسمية. الحديث الالهي هو الذي ينقله النبي صلى الله عليه وسلم عن الله. يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه. قال الله تعالى طبعا يختلف عن القرآن ان انه ليس معجزا في اللفظ وانه آآ لا يتعبد بقراءته فليس كل حرف فيه كالقرآن الف لا لا اقول الف لام ميم حرف بل الف حرف ولام حرف وميم حرف لا اقول الف وميم حرف وايضا ليس مندرجا في قوله انا نحن نزلنا الذكر وانا له ثمة فروقات بين الحديث الالهي وبين الحديث وبين القرآن الكريم. انما هو ما يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فيما ينقله عن ربه به جل وعلا قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك انا اغنى الشركاء عن الشرك فكل شركة يكون الله فيها حاضرا فانه غني عن المشاركة لانه الغني الحميد الذي لا يستوي معه شيء والذي لا يكافئه شيء والذي لا مثيل له فلا يمكن ان يشاركه شيء من الخلق مهما كان ذلك الخلق مكانة ومنزلة ولذلك يقول الله عز وجل انا اغنى الشركاء عن الشرك. ثم يأتي تفسير بيان لهذا فيقول من اشرك بمن عمل عملا اشرك فيه غيري من اشرك من عمل عملا اي من الاعمال التي امرت بها ومن الاعمال الصالحة التي يقصد بها اشرك معه اي مع الله في ذلك العمل غيره قصد ثلاء الناس مدحهم قصد دفع مذمة قصد جلب مصلحة قصد شيئا من هذه المقاصد التي يقصدها العاملون باعمالهم من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركة انظر انظر خطورة الامر ما قال تركت شركه قال تركته العامل وليس فقط العمل تركت العمل والعمل ومن تركه الله قاسية من تركه الله خاب من تركه الله هلاك ولهذا الرياء خطير لانه اذا تركك الله فمن فمن لك اذا تركك الله من من من يغيثك من يجيب دعوتك من يتولاك هلاك ترك الله عز وجل هو اقتراح وموبقة من الموبقات تحل بالانسان ومصيبة ليس لها جبر الا التوبة ومعاودة التوحيد والاخلاص لله عز وجل فهذا الوعيد الخطير الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين شؤم هذا الامر وسوء عاقبته. وان من تورط فيه فهو متروك وليس الترك له فقط وليس الترك له فقط بل له ولعمله وليعلم ايها الاخوة ان الشركة في العمل اشراك غير الله في العمل قصد غير الله في العمل له احوال اما ان يقصد بالعمل الله وحده لا شريك له وهذا اشرف مقاصد واعلى الاعمال فهذا في سبيل الله وله الاجر موفور وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله هذا اعلى المراتب ان يكون العمل لا قصد فيه للعامل سوى رضا ربه سوى امتثال امر الله عز وجل سوى التقرب اليه جل في علاه سوى السعي في مرضاته سبحانه وبحمده هذا هو الفائز وهذا اعلى المراتب النوع الثاني ان يقصد بالعمل غير الله تعالى اقصد بالعمل مقصدا من المقاصد اما مدح او ثناء او غير ذلك فهذا عمله حامد قال الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ماذا يجري؟ نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة ايش الا النار فهم يدركون ما يريدون في الدنيا لكن الاخرة يقدمون مفاليس ليس معهم شيء لانهم لم يخلصوا لله العمل هذا هو القسم الثاني من اقسام قصد القصد في العمل الثالث ان يقصد الله وغيرهم بالعمل فهذا ايضا متروك وهو الداخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. فهذا عمله اذا قصد الله وغيره مما لا يصح قصده فانه مردود عليه. وقد جاء رجل كما في السنن والمسند من حديث ابي امامة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ارأيت اي يعني اخبرني ارأيت الرجل يغزو يلتمس الاجر والذكر يعني يقاتل يريد شيئين الاجر والذكر الاجر من الله والذكر من الناس والثناء ما له؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له قال يا رسول الله الرجل يقاتل يلتمس الاجر والذكر ما له. قال لا شيء له. قال الرجل يقاتل والقتال اشق الاعمال ويريد الاجر من الله هو الذكر ما له والتكرار هنا كأن الرجل يعني يقول كيف ما له شيء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم في جواب السؤال للمرة الثالثة لا شيء له انما يتقبل الله من العمل ما كان خالصا وابتغي به وجهه هذا الذي يقبله الله عز وجل ما كان خالصا اي منقن من الشوائب سالم من الداخل والمقاصد لغير الله عز وجل ثم قال حتى يؤكد المعنى المعنى معنى الاخلاص قال وابتغي به وجهه ثم ذكر المصنف رحمه الله حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ هكذا يقول رسول الله الله عليه وسلم لاصحابه الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال المسيح الدجال هو اعظم فتنة تطرق البشرية ليس ثمة فتنة اعظم من فتنة الدجال. ولذلك ما من نبي الا حذر قومه المسيح الدجال وقد بين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم من البيان ما ليس في كل الشرائع والرسالات لانه سيخرج في هذه الامة وهو شر غائب ينتظر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فما من شر بين يدي الساعة اعظم ولا فتنة اعظم بين يدي الساعة من من فتنة الدجال نعوذ بالله منها ولذلك شرع الله للمؤمنين على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيانه وامره ان يستعيذوا بالله من فتنة الدجال في كل صلاة. فنحن في كل صلاة نقول اللهم انا نعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المسيح الدجال نستعيذ بالله عز وجل من هذه الشرور الاربع من فتنة المحيا والممات وفتنة ومن عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المسيح الدجال. وخص المسيح الدجال مع انه في فتنة المحيا لعظيم خطر هذه الفتنة وكبير شرها والمسيح الدجال الادلة في ثبوته متواترة ولذلك اولئك العابثون من الذين لا يقيمون لنصوص الشريعة وزنا ينكرون خروج المسيح الدجال ويقول مو صحيح ما جاء في القرآن واذا كبر احدهم حجته قال لم يذكر هذا الله عز وجل في القرآن ولو كان شيئا يجب اعتقاده لبينه الله في القرآن هؤلاء حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في المسند والسنن باسناد جيد حيث قال لالفين الرجل متكئا على اريكته هكذا يعني متكي في مجلس الامر من امري فيقول يعني يأتيه نص عني امرا او نهيا او خبرا فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ما فيه اثبتناه وما لم يأتي فيه رددناه هؤلاء هم الذين حذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم قال اوتيت القرآن ومثله معه يعني وقرينه والله تعالى يقول في محكم كتابه وانزلنا اليك الذكر ليش؟ لتبين للناس ما نزل اليهم الان الذي يقول بيننا وبينكم القرآن وما ليس في القرآن لا نقبله نقول كيف تصلي الظهر كم تصلي الظهر من ركعة كم تصلي المغرب والعشاء والفجر؟ كم تصلي من ركعة اذا قال اصلي اربع وثلاث وثنتين قلنا كيف؟ اعطنا هذا في القرآن اين في القرآن ان الفجر ركعتين اين في القرآن ان المغرب ثلاث وان الظهر اربعا والعصر اربعا والعشاء اربعا ما هو في القرآن؟ القرآن لم يذكر ذلك ولم يبينه لان القرآن جاء بالمجملات وبيانها في هدي سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه. فما ترك خيرا الا بين ولا شيئا الا وضحه حتى تركنا على محجة بيضاء. فمن رد سنته فقد رد القرآن لا يمكن لاحد ان يعمل بالقرآن وهو يعطل السنة. او يأتي ويقول هذه الكتب وهذه الاحاديث غير ليست بثابتة ولا محل ثقة. علماء منذ القرن الاول وهم يعملون على تحرير الاحاديث وتنقيتها وتصفيتها وتمييز الصحيح منها من ويمحصون الرجال ليبينوا لنا ما ثبت عن سيد الانام مما لم يثبت. ثم يأتي لاعب عابث ويرد الاحاديث ويقول صحيح البخاري ما هو بشيء وصحيح مسلم ليس بشيء ودواوين السنة ما هي موثوق فيها طيب كيف نعبد الله اذا ردت كل هذه النصوص التي عكف عليها علماء الاسلام وحرروها وبينوها كيف نعبد الله؟ كيف نصلي؟ اعطونا طريق نحقق العبودية لله. هؤلاء عابدين غرضهم هدم الشريعة لكن هدم الشريعة ياتي من طرق ووسائل وابواب من طرقها التشكيك في السنة. رد حديث النبي صلى الله عليه وسلم. الله عز وجل يقول جل الا وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. طيب اذا كان البيان غير موجود كيف نفهم القرآن ولهذا يا اخوان يجب على المؤمن ان يعرف ان السنة بيان للقرآن وانه لا يمكن ان يحقق احد الاسلام الا بالعمل بسنة سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه ومن ترك السنة لا دين له ليس له دين لانه لا يمكن ان يقوم الا بهوى يصلي اربع ليش؟ يصلي ثلاث ليش؟ لماذا يصلي هذه الصلوات؟ اذا كان اذا كان لا يعتمد السنة ولا ما نقل عنه. النبي صلى الله عليه وسلم يقول لاصحابه صلوا كما رأيتم اصلي نحن لم نرى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي. ولا يمكن ان نراه فقد مات وانقطع عمله صلى الله عليه وسلم. لكن نراه بنقل اصحابه الذين كيف صلى خذوا عني مناسككم. طيب نحن لم ندركه؟ كيف نحج نحج كما وصف لنا اصحابه النقلة الذين زكاهم الله عز وجل ومن بعدهم من طبقات الامة الذين اعتنوا بقوله صلى وسلم ونقلوا لنا ذلك اكمل النقل. والمقصود انه يجب على المؤمن ان يعود في فهم القرآن الى قول سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. فانه هو القرآن قالت عائشة لما سئلت عن النبي صلى الله عليه وسلم كيف خلقه؟ قال صلى الله قال آآ قالت رضي الله تعالى عنها كان خلقه القرآن فخلقه هو ترجمة ما كان عليه صلى الله عليه وسلم. آآ يقول النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بما هو اخفف عليكم عندي من المسيح دجال يعني اخافه عليكم اشد من المسيح الدجال اخاف عليكم منه اشد من خوفي عليكم من المسيح الدجال والمسيح الدجال شر غائب ينتظر. دل هذا على ان الامر المخوف شيء عظيم قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما حث لما نبههم بهذا التنبيه الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا بلى يا رسول الله اي اخبرنا؟ قال الشرك الخفي الشرك الخفي اخوف هو اخوف علينا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسيح الدجال وما هو الشرك الخفي؟ بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل هذا هو الشرك الخفي وقد جاء عن محمود بن لبيب في صحيح ابن خزيمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ايها الناس اتقوا شرك السرائر ان النبي صلى الله عليه وسلم حذر الامة من شرك فقال ايها الناس اياكم وشرك السرائر يعني احذروا شرك السرائر وما هو شرك السرائر؟ قال صلى الله عليه وسلم يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس اليه فذلك شرك السرائر. يعني الان هو لا يقوم لاجل الناس صلاته لله. لكن الذي حصل الرياء فيه هو التحسين زين الصلاة لاجل ان تقع في نظر الناس حسنة كاملة وافية في واجباتها واركانها وشروطها. وهذا مما حذره رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمى شرك السرائر وشرك والشرك الخفي اذا الشرك الخبي هو ان يحسن العنساء هو ان يحسن الانسان صورة العمل لاجل مدح الناس وثنائهم وهو الرياء نكمل ان شاء الله التعليق على موضوع الرياء درس يوم غد ونجيب على ما يسر الله من الاسئلة