ال عمران ايضا نعم وانما نوع الله عز وجل الادلة وكررها في هذا الامر تقوم الحجة على كل من علم بذلك كل من شاهده وابصره. فان ذلك نموذج لما يكون في الاخرة ان من خالف الامر او ارتكب النهي يكون من الموصوفين بهذه الصفات ان ذلك يدعوه الى فعل ما امر وترك ما نهي عنه. لان الخسار مبغوض عند كل احد. والظلم كذلك واوصاف امته واوصاف دينه. وتارة يقرر معنى هذا الكلام ان من الامور التي اخبرت بها الشرائع مما يتعلق باسمه صلى الله عليه وسلم وصفاته تبينت. فاسمه جاء ذكره في الشرائع السابقة وطابق الاسم الذي كان له صلى الله عليه وسلم. وكذلك كثير من الاوصاف التي جاء وصفه بها في الكتب السابقة وجدت فيه صلى الله عليه وسلم. ولذلك كان بعض اهل الكتاب اذا اراد ان يسلم القاعدة السابعة في طريقة القرآن في تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الاصل الكبير قرره الله في كتابه بالطرق المتنوعة التي يعرف بها كمال صدقه صلى الله عليه وسلم. فاخبر انه صدق المرسلين ودعا الى ما دعوا اليه وان جميع المحاسن التي في الانبياء هي في محمد صلى الله عليه وسلم وما نزهوا عنه من النواقص والعيوب فمحمد صلى الله عليه وسلم اولاهما حقهم بهذا التنزيه. وان هيمنة على جميع الشرائع وكتابه مهيمن على كل الكتب. فجميع محاسن الاديان والكتب قد جمع ها هذا الكتاب وهذا الدين وفاق عليها بمحاسن واوصاف لم توجد في غيره. وقرر نبوته بانه لا يكتب ولا يقرأ ولا جالس احدا من اهل العلم بالكتب السابقة بل لم يفجأ الناس حتى جاءهم بهذا الكتاب الذي لو اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثله ما اتوا ولا قدروا ولا هو في استطاعتهم ولو كان بعض وهم لبعض ظهيرا وانه محال مع هذا ان يكون من تلقاء نفسه او متقول او متوهم فيما جاء واعاد في القرآن وابدأ في هذا النوع وقرر ذلك بانه يخبر بقصص الانبياء السابقين مطولة على الوجه الواقع الذي لا يستريب فيه احد. ثم يخبر تعالى انه ليس له طريق ولا وصول الى هذا الا بما اتاه الله من الوحي كمثل قوله تعالى لما ذكر قصة موسى مطولة وما كنت بجانب الغربي قضينا الى موسى لا مر وقوله وما كنت بجانب الطور اذ نادينا ولكن رحمة من ربك. وكما في قوله وما كنت لديهم يذوقونا غلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون. ولما ذكر قصة يوسف اخوته مطولة قال وما كنت لديهم اذ يجمعوا امرهم وهم يمكرون. فهذه الامور والاخبارات المفصلة يفصلها تفصيلا لم يتمكن اهل الكتاب الذين في وقته ولا من بعدهم على تكذيبه فيها ولا معارضته من اكبر الادلة على انه رسول الله حقا. وتارة يقرر نبوته بكمال حكمة الله وتمام قدرته السابق واضح واضح يعني اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الاخبار التي جاءت مفصلة دون جالسة لاهل الكتاب وتلقي عنهم ودون التمكن من القراءة والكتابة لانه امي يدل على انه ايش؟ انه وحي يوحى انه انما تلقاه عن الوحي. ولذلك لما كانت هذه الاخبار مفصلة ودقيقة جاء بهذا التعبير وما كنت بجانب الطور وما كنت الجانب الغربي وما كنت لديه يعني انه لا يأتي بمثل هذا الخبر الدقيق المفصل الا من كان شاهدا حاضرا او من يخبر عمن شهد هو علم وهو الله جل وعلا هذه هي الطريق الاولى من طرق اثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. في كتاب الله عز وجل. وتارة هذا الطريق الثاني. نعم. وتارة نبوته بكمال حكمة الله وتمام قدرته. وان تأييده لرسوله ونصره على اعدائه وتمكينه في موافق غاية الموافقة لحكمة الله. وان من قدح في رسالته فقد قدح في حكمة الله وفي قدرته وكذلك نصره وتأييده الباهر على الامم الذين هم اقوى اهل الارض من ايات رسالته وادلة توحيده كما هو ظاهر للمتأملين. يعني ان هذا الامر لا يظهر لكل احد. انما يظهر بالتأمل. فكيف يجوز على الحكيم الرحيم الرؤوف بعباده. ان يأتي رجل يخبر بالاخبار ويدعي بانه رسول الله. ثم تتوالى عليه تتوالى عليه الانتصارات. والامدادات ويموت منتصرا وقد ظهرت دعوته كيف يكون هذا متفقا مع اتصاف الله عز وجل بالعلم والخبرة والحكمة والرحمة جل وعلا. وغير ذلك من الصفات هذا لا يتفق فدل ذلك لما تمكن وانتصر وظهر على خصومه واعدائه دل ذلك على صدق نبوته. وهذا الانتصار ليس انتصارا مؤقتا لان الدجال الذي يأتي بين يديه الساعة ينتصر انتصارات لكنها انتصارات مؤقتة ثم يظمحل يتبين امره ويكون اخر امره ان يذوب كما يذوب الملح كما في صحيح مسلم. فعاقبة امره اذا خسر. لكن انتصارات النبي الله عليه وسلم انتصارات ثابتة دائمة مستمرة الى قيام الساعة. فهذا مما يدل على صدقه وقد اشار الى هذا المعنى قول الله تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه اليتيم وهذا تهديدنا عظيم من رب العالمين في تقول قول فكيف برسالة تامة وشريعة كاملة؟ هذا من دلائل صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم لكن هذا لا يظهر لكل احد انما يظهر بالتأمل والنظر. نعم. الطريق الثالث وتارة يقرر نبوته ورسالته بما حازه من اوصاف الكمال وما هو عليه من الاخلاق الجميلة. وان كل خلق عال سام فلرسول الله صلى الله عليه وسلم اعلاه واكمله. فمن عظمت صفاته وفاقت نعوته جميع الخلق التي اعلاها الصدق. اليس هذا اكبر الادلة على انه رسول رب العالمين؟ والمصطفى المختار من الخلق اجمعين بلى والله كما قالت عائشة لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مخفيا شيئا من كتاب الله لاخفى ها وتخفي في في نفسك كما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه. وهذا دليل على كمال تبليغه انه بلغ صلى الله عليه وسلم حتى اعاتبه الله فيه. نعم وتارة يقرر بما هو موجود في كتب الاولين. وبشارات الانبياء والمرسلين. اما باسمه العلم او باوصافه يبحث عن هذه الصفات فاذا وجدها انقاد لمقتضاها من التصديق بنبوته صلى الله عليه وسلم. نعم وتارة يقرر رسالته بما اخبر به من الغيوب الماضية والغيوب المستقبلة التي وقعت في زمانه لا تزال تقع في كل وقت فلولا الوحي ما وصل اليه شيء من هذا في سخط عندكم. فلولا الوحي ما وصل شيء من هذا ولا له ولا لغيره طريق الى العلم به ولا له ولا لغيره طريق الى العلم به. لانه لا سبيل الى معرفة هذه الغيوب الا من ممن هي في يده وهو الله جل وعلا عالم الغيب والشهادة. وبهذا يكون قد تم الوجه ثم قال وتارة يقررها بحفظه هذا وجه جديد وتارة يقررها بحفظه اياه وعصمته له من الخلق. مع تكالب الاعداء وضغطهم عليه وجدهم في الايقاع بكل ما في وسعهم. والله يعصمه ويمنعه وينصره. وما ذاك الا لانه رسوله حقا وامينه على وتارة يقرر رسالته بذكر عظمة ما جاء به. وهو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. ويتحدى اعداءه ومن كفر به ان يأتوا بمثله. او بعشر سور من مثله او بسورة واحدة فعجزوا ونقصوا. وباءوا بالخيبة والفشل. وهذا القرآن اكبر ادلة واجلها واعمها. نعم. وهذا؟ وهذا وهذا القرآن اكبر وادلة رسالته واجلها واعمها لا ريب ان القرآن اعظم ايات الانبياء. القرآن اعظم ايات الانبياء وليس فقط اعظم ايات رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع الانبياء على ما اتوا به من ايات واختلافها وتنوعها اعظم اياتهم هذا الكتاب المبين. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي من الانبياء الا واوتي ما على مثله امن البشر. وكان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا. فدل ذلك على ان اعظم ايات الانبياء هي اية رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه رجا بهذه الاية ان يكون اكثرهم تابعا. وكثرة الاتباع انما ناشئة عن عظم الاية التي رأوها واتوا بها او واوتي اليهم بها. واية رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو اية مستمرة بخلاف سائر ايات الانبياء فانها اية مؤقتة واه في مكان محدد فهي محدودة في المكان والزمان. اما القرآن فهو اية على مر العصور وعلى على اختلاف الازمان وعلى اختلاف الاماكن ايضا. فهو اية عظيمة مستمرة باهرة ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم اكثر الانبياء تابعا ولكنها اية لمن تأمل فيها ونظر وتدبر ما تضمنه من الايات والبينات الواضحات على صدق ما جاء فيه وعلى صدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم. وتارة يقرر رسالته بما ظهر على يديه من المعجزات وما اجرى له من الخوارق والكرامات. الدال كل واحد بمفرده منها. فكيف اذا على انه رسول الله الصادق المصدوق الذي ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. المؤلف رحمه الله جعل المعجزات والخوارق والكرامات كلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والذي جرى عليه اهل العلم ان الكرامات تكون لاتباع الرسل وان المعجزات وهي الايات والبراهين الدالة على صدقهم تكون للانبياء. ويجمع الامرين ان انه خارق للعادة. فالجامع بين الاية اي المعجزة وبين الكرامة انها خارقة العادة لكن الفارق بينهما ان الاية تكون على يد نبي والكرامة تكون على يد تابع للنبي ثم انه في الغالب ان الاية اعظم تأثيرا واكبر اثرا من الكرامة وهذا فارق اخر بين الاية والكرامة. لكن المؤلف رحمه الله جعل المعجزات والكرامات كلها للنبي واعلم ان هذا الكلام لا اشكال فيه لان كل كرامة لتابع فهي اية للنبي. يعني ما يجريه الله عز وجل ما يجريه الله ما يجريه الله عز وجل من الكرامات لاتباع الرسل هي في الحقيقة ايات دالة على صدق من اتبعوهم على الرسل الذين امنوا بهم فهي عائدة الى تصديقهم بالرسل وهي دالة على صدق ما جاءوا به. نعم وتارة يقررها بعظيم شفقته على الخلق وحنوه الكامل على امته وانه بالمؤمنين رؤوف رحيم وانه لم يوجد ولن يوجد احد من الخلق اعظم شفقة وبرا واحسانا الى الخلق منه. واثار ذلك ظاهرة للناظرين لا اشكال من تأمل سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى صدق ذلك. فقد اوذي اشد وامتحن اشد الامتحان. وكان صلى الله عليه وسلم يقابل ذلك كله بالاحسان الى خصومه والشفقة عليهم والسعي في اخراجهم من الظلمات الى النور. نعم. فهذه الامور والطرق قد اكثر الله من ذكرها في وقررها بعبارات متنوعة ومعان مفصلة واساليب عجيبة. وامثلتها تفوق العد والاحصاء الله اعلم. اذا هذه القاعدة السابعة وهي قاعدة قرآنية في بيان طريقة القرآن في تقرير نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. القاعدة الثامنة طريقة القرآن في تقرير المعاد. وهذا الاصل الثالث من الاصول التي اتفقت عليها الرسل والشرائع كلها. التوحيد والرسالة وامر المعاد وحشر العباد. وهذا اكثر الله من ذكره في كتابه وقرره بطرق متنوعة منها اخباره وهو اصدق القائلين ومع الله من ذكره فقد اقسم عليه في ثلاثة مواضع من كتابه. قال فقد اقسم عليه النبي صلى الله عليه وسلم والا فالله جل وعلا اقسم على ما يكون في اليوم الاخر في اقسامات كثيرة لا حصر لها ولكن الكلام في اقسامات النبي صلى الله عليه وسلم. فان الله جل وعلا امر رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يقسم في ثلاث مواضع في ثلاثة مواضع من كتابه كلها اقسم فيها النبي صلى الله عليه وسلم على ان جل وعلا يعيد الخلق بعد موتهم وانه يحاسبهم سبحانه وتعالى. فكلام المؤلف هنا يحتاج الى توظيح نعم ومنها الاخبار بكمال قدرة الله تعالى ونفوذ مشيته وانه لا يعجزه شيء المواضع التي اقسم الله فيها امر الله عز وجل فيها رسوله بالاقسام معروفة؟ هذا الموضع الاول. قل بلى وربي لتبعثون. وهذا في سورة في سورة التغافل نعم وهذا الموضع الثاني في عدنا والا هو الموضع الاول في ترتيب القرآن. ويستنبئونك حق هو؟ قل اي وربي. انه لحق. وما بمعجزين هذا هو الموضع الاول الذي امر الله فيه نبيه بالاقسام. طيب الموضع الثالث نعم وهذا في سورة في سورة سبأ. قال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم. فهذا امر من الله عز وجل لرسوله بالاقسام على مجيء الساعة ووقوعها. نعم هذه هي المواضع الثلاث التي امر الله عز وجل رسوله فيها في سورة يونس وفي سورة سبأ وفي سورة التغابن نعم ومنها الاخبار بكمال قدرة الله تعالى ونفوذ مشيئته وانه لا يعجزه شيء. فاعادة العباد بعد موتهم فرد من افراد اثار قدرته ومنها تذكيره العبادة بالنشأة الاولى وان الذي اوجدهم ولم يكونوا شيئا مذكورا لابد ان يعيدهم كما بدأهم واعاد هذا المعنى في مواضع كثيرة باساليب متنوعة. ومنها الارض الهامدة الميتة بعد موتها. وان الذي احياها سيحيي الموتى. وقرر ذلك بقدرته على ما هو اكبر من ذلك وهو خلق السماوات والارض والمخلوقات العظيمة. فمتى اثبت المنكرون لذلك ولن يقدروا على انكاره فلاي شيء يستبعدون احياء الموتى. وقرر ذلك بسعة علمه وكمال حكمته وانه لا يليق به ولا يحسن ان يترك خلقه سدى المهملين. لا يؤمرون ولا ينهون ولا يثابون ولا يعاقبون وهذا طريق قرر به النبوة وامر المعاد. ومما قرر به البعث ومجازاة المحسنين باحسانهم المسيئين باساءتهم ما اخبر به من ايامه في الامم الماضية والقرون والقرون الغابرة. وكيف نجى واتباعهم واهلك المكذبين لهم المنكرين للبعض. ونوع عليهم العقوبات واحل بهم المثلات هذا جزاء معجل ونموذج من جزاء الاخرة اراه الله عباده ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي ام بينة؟ معنى المثلات؟ مثولات جمع مثلة. مثلة جمع مثلة بفتح الميم وتسكين الثاء فتح الله وهي الاية التي ينزلها الله عز وجل في من يشاء من عباده لتكون عبرة ونكالا ورادعا لغير من نزلت به نعم والمراد العقوبات الظاهرة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه نعم وبعضها قال ان اصلها مثلى. ولكن الاول اصوب نعم. ومن ذلك ما ارى الله عباده من احياءه الاموات في الدنيا كما ذكره الله عن صاحب البقرة والالوف من بني اسرائيل والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها. وقصة ابراهيم الخليل والطيور. واحياء عيسى بن مريم للاموات وغيرها مما اراه الله عباده في هذه الدار ليعلموا انه قوي ذو اقتدار وان العباد لا لابد ان وان العباد لابد ان يردوا دار القرار اما الجنة او النار. وهذه المعاني ابداها الله واعادها في محال كثيرة والله اعلم. نعم. وهذه النماذج المذكورة من احياء الله عز وجل للموتى في هذه الدنيا ذكر الله عز وجل اكثرها في سورة البقرة. فصاحب البقرة مذكور في اي سورة؟ في سورة البقرة والالوف من بني اسرائيل والذي مر على قرية قصة ابراهيم يحيى عيسى ابن مريم الاموات؟ اي نعم في المائدة وفي من اعادة الابدان اعادة الارواح الى الابدان بعد موتها. نعم. القاعدة التاسعة في طريقة القرآن في امر المؤمنين وخطابهم بالاحكام الشرعية. قد امر الله تعالى بالدعاء الى سبيله بالتي هي احسن اي باقرب طريق موصل للمقصود محصل للمطلوب. ولا شك احسن اه تعريف للتي هي احسن. وادعوا الى سبيل ربك بالتي ها بالحكمة والموعظة بالحكمة والموعظة. ها وجادلهم بالتي هي احسن التي هي احسن احسن ما يعرف به هذا او يوصف به هذا الطريق هو قوله باقرب طريق موصل الى المقصود محصل المطلوب نعم ولا شك ان الطرق التي سلكها الله في خطاب عباده المؤمنين بالاحكام الشرعية هي احسنها واقربها فاكثر ما يدعوهم الى الخير وينهاهم عن الشر بالوصف الذي من عليهم به وهو الايمان فيقول يا ايها الذين امنوا افعلوا كذا واتركوا كذا. لان في ذلك دعوة لهم من وجهين. احدهما. دعوة يعني الى اي شيء الدعوة الى فعل ما امروا به وترك ما نهوا عنه. يعني دعوة الى الامتثال. من وجهين انتبه لهذين الوجهين نعم. احدهما من جهة الحث على القيام بلاوازم الايمان وشروطه ومكملاته. لان المأمورات والمنهيات المصدرة بهذا الخطاب اما ان تكون من لوازم الايمان. واما ان تكون من شروطه. واما ان تكون مكملاته فلوازمه هي واجباته وشروطه هي الامور التي لا يوجد الايمان الا بوجودها. ومكملاته هي ما يوجد الايمان ولكنه يكون ناقصا بنقص هذه الصفات المأمور بايجادها او المطلوب التخلص منها. نعم. ايمانكم امتثال الاوامر واجتناب النواهي والتخلق بكل خلق حميد والتجنب لكل خلق رذيل. فان الايمان الحقيقي هكذا يقتضي ولهذا اجمع السلف ان الايمان يزيد وينقص وان جميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة من الايمان لوازمه كما دلت على هذا الاصل الادلة الكثيرة من الكتاب والسنة. وهذا احدها حيث يصدر الله امر بقوله يا ايها الذين امنوا او يعلقوا فعل ذلك على الايمان وانه لا يتم الايمان الا بذلك طيب نرجع الى الوجه الوجه الاول ملخصه الاغراء والحث. تصدير الخطاب في النداء بوصف الايمان انما هو لحث الموجه اليهم الخطاب الى فعل المأمور وترك المنهي عنه فاذا سمعت الله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا افعلوا كذا او لا تفعلوا كذا كان ذلك حاثا عليك اذا كنت ممن يحرص على الاتصاف بهذه الصفة. ومرغبا لك ومغريا لك ان تكون ممن اتصف بهذا الوصف. فهذا الوجه هو الوجه الاول وهو الاغراء والحث. ايضا يتضمن هذا وجها اخر يعني هذا الوجه اللي ذكره المؤلف يعود الى الاغراء اولا. ثانيا الى ان تصدير الخطاب بوصف الايمان دليل على ان مظمون الخطاب من شروط الايمان او من واجباته او يعني ان المذكور من لوازم الايمان. فاذا حرص الانسان على تكميل صفات الايمان فليأت بهذا الوصف. الوجه الثالث الذي يندرج في كلام المؤلف هو ان ترك هذه الصفات المأمور بها او فعل هذه الصفات المنهي عنه انهاء دليل على نقص ايمانه. وهذه الاوجه كثيرا ما كان يكررها شيخنا رحمه الله في تفسيره. عند كلامه عن الايات وهي كلها مندرجة في الوجه الاول اللي ذكره المؤلف رحمه الله ما فائدة تصدير الخطاب؟ بهذا الوصف. يا ايها الذين امنوا ثلاث فوائد. الفائدة الاولى الاغراء. والحث على فعل ما امروا به او ترك ما نهى عنه. الفائدة الثانية ان المذكور من امر او نهي من لوازم الايمان وواجباته الثالث ان مخالفة الامر الذي صدر بوصف الايمان او ارتكاب النهي الذي صدر بوصف الايمان يدل على اي شيء على نقص الايمان. هذه فوائد النداء هذه وفوائد توجيه الخطاب وتصديره وسط الايمان نعم والوجه الثاني اما قول المؤلف رحمه الله هذا احدها اي هذا احد الادلة الدالة على ان الاعمال مندرجة في مسمى الايمان وانه لا يصح الايمان ولا يكمل ولا يقر الا بالاعمال. وهذه مسألة مشهورة معروفة تواتر فيها النقل عن الصحابة رضي الله عنهم. وعن ائمة التابعين وعن جمهور السلف ان الايمان لابد فيه من قول وعمل ولذلك من اعلام السنة المشهورة في العقائد كلها ان قول وعمل مقصودة العقائد كلها يعني في عقائد اهل السنة كلها ان الايمان قول وعمل وان الاعمال مندرجة تحت مسمى الايمان فلا يمكن فصلها ولا يمكن اخراجها نعم. والوجه الثاني انه يدعوهم بقوله يا ايها الذين امنوا افعلوا كذا واتركوا كذا ويعلقوا ذلك بالايمان ان يدعوهم بمنته عليهم بهذه المنة التي هي اجل المنن. اياما من الله عليهم بالايمان قوموا بشكر هذه النعمة بفعل كذا وترك كذا هذا الوجه يعود الى المنة والاغراء. يعود الى المنة والاغراء. فكما بدأكم الله عز وجل بهذه المنة وان جعلكم كن من المؤمنين فاحرصوا على تكميل صفات اهله. بفعل ما امركم به وبترك ما نهاكم عنه نعم فالوجه الاول دعوة لهم ان يتمموا ايمانهم ويكملوه بالشرائع الظاهرة والباطنة. والوجه الثاني دعوة انهم الى شكر نعمة الايمان ببيان تفصيل هذا الشكر وهو الانقياد التام لامره ونهيه. وتارة يدعو المؤمن الى الخير وينهاهم عن الشر بذكر اثار الخير وعواقبه الحميدة العاجلة والاجلة. وبذكر اثار الشر وعواقبه الوخيمة في الدنيا والاخرة. وتارة يدعوهم الى ذلك بذكر نعمه المتنوعة. والائه الجزيلة ان النعم تقتضي منهم القيام بشكرها وشكرها هو القيام بحقوق الايمان وتارة يدعوهم الى ذلك بالترغيب والترهيب وبذكر ما اعد الله للمؤمنين الطائعين من الثواب وما لغيرهم من العقوبات. وتارة يدعوهم الى ذلك بذكر ما له من الاسماء الحسنى وما له من الحق العظيم على عباده. وان حقه عليهم ان يقوموا بعبوديتهم ظاهرا وباطنا ويتعبدونه ويدعوه باسمائه الحسنى وصفاته المقدسة. فالعبادات كلها وتكبير لله واجلال واكرام وتودد اليه وتقرب منه. وركن العبادة الاعظم المحبة تعظيم والمحبة انما يحب من كان متصفا بالصفات الحسنى بالصفات العليا ومتسمي بالاسماء الحسنى جل وعلا. فهو موصوف بالاسماء الحسنى والصفات العليا والافعال الجميلة ولذلك كانت عبادته لا تقوم الا بمحبتي ولا تقوم المحبة الا بتمام المعرفة باسمائه وصفاته وافعاله الجميلة سبحانه وتعالى. ولذلك يدعو الله عز وجل عباده المؤمنين بذكر اسمائه وصفاته فاذا تبين للعبد عظمة الرب. وما يتصف به من صفات الكمال كان ذلك حاملا له على عبادته وحسن طاعته جل وعلا واما اذا كان العبد غافلا عن الاسماء الحسنى وصفاته العليا له سبحانه وتعالى فانه يغفل عن عبادات كثيرة تصبح العبادات جافة لا اثر لها في قلبه ولا ثمرة لها في سلوكه وخلقه ولذلك من المهم من المهم لطالب العلم ان يعتلي باسماء الله عز وجل وصفاته واذا علمنا هذا فلا نستغرب ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة. وليس الاحصاء هو الاحصاء اللفظي بان يعدها الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن. هذا كل احد يحسنه. انما الاحصاء هو احصاء لفظها واحصاؤها في العمل بان يتعبد الله عز وجل بها نعم عبادة الرحمن تقوم على امرين محبة الله عز وجل غاية المحبة وغاية التعظيم. وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان هكذا قال ابن القيم رحمه الله في بيان العبادة في نونيته وعبادة الرحمن غاية حبه يعني منتهى حبه مع ذل عابده هما قضبان اي قطبان للعبادة لا تقوم العبادة الا بهما نعم وتارة يدعوهم الى ذلك لاجل ان يتخذوه وحده وليا وملجأ وملاذا ومعاذا اليه في الامور كلها وانابة اليه في كل حال. ويخبرهم ان هذا هو اصل سعادة العبد وصلاحه فلاحه وانه ان لم يدخل في ولاية الله وتوليه الخاص تولاه عدوه الذي يريد له الشر والشقاء ويغره حتى تفوته المنافع والمصالح ويوقعه في المهالك. وهذا كله مبسوط في القرآن بعبارات متنوعة وتارة يحثهم على ذلك ويحذرهم من التشبه باهل الغفلة والاعراض والاديان المبدلة بان لا يلحقهم من اللوم ما لحق اولئك الاقوام كقوله ولتكونن من الخاسرين. فتكونا من الظالمين ولا تكن من الغافلين. الم يأن للذين امنوا ان تخشى قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق. ولا يكونوا الذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. الى غير ذلك من الايات ولا شك ان المؤمن اذا سمع الامر والنهي وتعقيب ذلك بنهي الله عز وجل او تعقيب ذلك ببيان وكذلك الغفلة فهذا سبيل من السبل التي سلكها القرآن لتقرير الخطاب باحكام الله عز وجل وحمل الناس على فعلها. نعم. الذي ذكره المؤلف رحمه الله فيه كفاية. وان كان رحمه الله لا يحرص على ذكر الامثلة لانه لو اراد ذكر امثلة لطال المقام لكنه اكتفى باشارات يستطيع الانسان ان يهتدي اليها من خلال مطالعته وقراءته في كلام الله عز وجل. نعم القاعدة العاشرة