يجب عليه ان يعظم الله تعالى وان يحبه وان يخافه وان يرجوه. اعظم من محبة غيره. لكن قوله رحمه الله هو يظن انهم مسلم موحد. هل هذا على ان الشيخ رحمه الله يرى ان الانسان يكفر من حيث لا يشعر هذه مسألة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام المقرزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد ومعلوم قطع ان هذه التسوية لم تكن بينهم وبين الله في كونه ربهم وخالقهم فانهم كانوا كما اخبر الله عنهم مقرين بان الله تعالى وحده هو ربهم وخالقهم ان الارض ومن فيها له وحده وانه رب السماوات السبع ورب العرش العظيم وانه سبحانه هو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه. طيب بعد ان بين المؤلف رحمه الله في ما تقدم اصل شرك من اشرك بالله تعالى في الهيته وانه الشرك الواقع في المحبة حيث سووا مع والله غيره بين المؤلف رحمه الله في ماذا؟ كانت التسوية. في اي شيء كانت تسوية الكفار الله تعالى بغيره. فيقول ومعلوم قطعا ان هذه التسوية يعني التي وقعت من المشركين لم تكن بينهم وبين الله في كونه ربهم وخالقهم انما كانت في شيء اخر. كيف لم تكن في الربوبية وفي الخلق اي لم يسووا مع الله غيره في ربوبيته وفي خلقه. يقول فانهم كانوا كما اخبر الله تعالى عنهم مقرين بان الله تعالى وحده هو ربهم وخالقهم وان الارض ومن فيها له وحده كما قال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيكون لله قل افلا تذكرون وانه رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كما قال الله تعالى قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون وانه هو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه كما قال الله تعالى قل من بيده ملكوت كل شيء وهو ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل فانى تسحرون فكل هذا يبين انهم كانوا يقرون بهذا وانها الجميع لله تعالى خلقا وملكا وانه هو المدبر وانه هو الرازق جل اذا في اي شيء كانت تسويتهم؟ يقول رحمه الله وانما كانت هذه التسوية بينهم وبين الله نعم في المحبة كانت هذه التسوية بينهم وبينه تعالى في المحبة والعبادة. فمن احب غير الله تعالى اخافه ورجاه وذلله كما يحب الله ويخافه ويرجوه. فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله الله فكيف بمن كان غير الله اثر عنده منه واحب اليه واخوف عنده وهو في مرضاته اشد سعيا منه في مرضات الله. هذه التسوية التي كانت من المشركين. التي قالوا فيها تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين انهم سووا بالله تعالى غيره في المحبة كما قال ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله فمعلوم ومستقم في الاذهان انهم لم يسووا مع الله تعالى غيره في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله ولا قالوا ان ان الهتهم تخلق وترزق وتملك وتدبر وتحيي وتميت. انما قالوا انها تستحق من المحبة ما يستحقه الله. انها يستحق من العبادة والتعظيم ما يستحقه الله تعالى فوقعوا بذلك في الشرك والتسوية التي ذكرها الله تعالى عنهم في كتابه يقول رحمه الله وبين غيره في ذلك مشركا فما الظن بهذا عياذا بالله من ان ينسلخ القلب من التوحيد والاسلام كانسلاخ الحية من قشرها. وهو يظن ان انه مسلم موحد فهذا احد انواع الشرك. يقول رحمه الله فاذا كان المسوي بين الله تعالى وبين غيره في ذلك يعني في المحبة والخوف والعبادة والرجاء والذل وسائر الاعمال العبادية اذا كان المسوي بين الله وبين غيره في ذلك اي في هذه الاعمال العبادية مشركا فما الظن بهذا؟ المشار اليه من؟ الذي جعل غير الله اعلى من الله تعالى في المحبة. كما قال فكيف لمن كان غير الله اثر عنده واحب اليه واخوف عنده وهو في مرضاته اشد سعيا منه في مرظاة الله تعالى فهؤلاء احب الهتهم ومعبوداتهم اشد من محبة الله تعالى واعلى من محبة الله تعالى جعلوا الله تعالى دونهم في المحبة ودونهم في الخوف ودونهم في الرجاء فهؤلاء لا شك انهم اعظم ذنبا واكبر جرما اذا كان المسوي بينه وبين الله وبين غيره قد بلغ في الظلم كما قال الله تعالى فيه ان الشرك لظلم عظيم. والكافرون هم الظالمون. فكيف بمن جعل غير الله تعالى اعلى محبة واكبر خشية وخوفا رجاء لا شك ان انه اعظم شركا وكفرا والعياذ بالله. قال فالعياذ بالله من ان ينسلخ القلب من التوحيد لا كانسلاخ الحية من قشرها يعني انسلاخا سريعا لطيفا فان انسلاخ الحية من قشرها يوصف بهذا بانه سلاخ سريع وانه انسلاخ سهل لا يدرك وليس فيه عناء ومشقة فالحياة تنخلع من جلدها وقشرها اسرع ما يكون وايسر ما يكون. وهو يظن انه موحد انتبه. هذا الذي جعل غير الله في المحبة الخوف والرجاء والتعظيم اعلى من الله طمس الله بصيرته. فظن انه بهذا العمل او مع هذا العمل موحد لله تعالى لانه موحد لله جل وعلا وانه داخل في زمرة اهل لا اله الا الله وهذا لا شك انه من ابعد ما يكون لان من وقع في هذا فانه على خطر كبير اذا كان جاهلا لان الجهل بهذا الامر جهل بما هو معلوم من الدين بالظرورة وما يدركه كل احد ممن يطالع القرآن ويقرأه يعلم انه ذكرها بعض اهل العلم وهي هل يكفر الانسان وهو غافل عن الكفر؟ فتترتب عليه الاحكام وهو لا يعلم انه وقع في مكفر الجواب الاجماع منعقد على انه لا يدخل لا يخرج الانسان من الاسلام ويدخل في الكفر الا باختيار والاختيار يقتضي العلم ويقتضي اه الذكر ويقتضي عدم الاكراه. كما ان الانسان لا يدخل الاسلام الا باختيار فكذلك لا يخرج منه الا باختيار معلم. وما ذكره الله تعالى في قوله في رفع الصوت عند النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون هذه الاية لا يصلح الاستدلال بها على ان الانسان قد يدخل في الكفر وهو لا يشعر لان قوله تعالى ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون ليس فيه انه يكفر وهو لا يشعر لان هذه الاية كقوله على وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. هم يعرفون ان رفع الصوت عند النبي صلى الله عليه وسلم والجهر له بالقول من العمل الذي يأثم صاحبه لكنهم لم يدركوا ان ذلك قد يفضي بهم الى هبوط العمل وسقوط حكم الاسلام عنهم. فهذه الاية لا تدل على هذا المعنى لان الاجماع منعقد كما ذكرت الاجماع منعقد على انه لا يكفر الانسان وهو لا يعلم كما انه لا يكون الكافر مؤمنا الا باختياره وقد حكى هذا الاجماع القرطبي رحمه الله في تفسيره وذكره شيخ الاسلام رحمه الله ذكر هذا المعنى ولم ينص على الاجماع ذكر هذا المعنى وانه لا يكفر الانسان الا بالعلم في لمناقشته للبكري في الرد عليه. والدلائل هذا واظحة منها ما رواه الامام مسلم من حديث اسحاق بن لله اه من من طريق اسحاق بن عبد الله بن ابي طلحة عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فرح توبة الله تعالى بالعبد ثم قال في قصة قول الرجل صاحب الراحلة الذي وجدها اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح فهذا لم يؤاخذ بهذا القول فاستدل شيخ بهذا الحديث على انه لا يكفر الانسان الا وهو عالم. اما اذا كان الكفر صدر من الانسان بسبب الاندهاش او بسبب عدم العلم او بسبب اه مانع يمنع ترتب الكفر عليه كالاكراه مثلا فانه لا يؤاخذ بذلك. وما في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان الرجل يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب وفي رواية يهوي بها الى في جهنم وفي رواية عند الترمذي يهوي بها في النار سبعين خريفا فهذه كلها محمولة على انه يعلم التحريم لكنه لا يعلم ما به الحال اذا تكلم بهذه الكلمة. ومعلوم ان الجهل بالعقوبة لا يسقط ترتبها. الجهل بالعقوبة لا يسقط ترتبها وهذه من القواعد المعروفة في الاحكام الشرعية ان الجهل بما يترتب على الحكم بعد العلم به لا يسقطه فقوله رحمه الله وهو يظن انه موحد انه مسلم موحد لا يستفاد منه ما ذكرت من انه يكفر ولو كان لا يعلم فليس حجة للقول بعدم العذر بالجهل وهذي مسألة كبيرة ومهمة وخطيرة نحتاج الى التنبيه عليها والوقوف عندها مرارا وتكرارا. وقوله رحمه الله فعياذا بالله من ان ينسلخ القلب من التوحيد والاسلام كانسلاخ كالحية من قشرها اشارة الى مكانة عليه اهل العلم ومن سلك مسلك السلف من الخوف على النفس من ان ترتد على الاسلام بعد دخولها فيه. وهذا الامر جاءت الاشارة اليه في مواضع عديدة من كلام الله وكلام رسوله. قال الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمنوا مكر الله الا القوم الخاسرون وقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما في الصحيحين من حديث انس ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان وذكر من هذه الثلاث ان يكره ان يعود عودة الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار. وقد سار سلف الامة على هذا المعنى. يقول اه عبد الرحمن بن مهدي اما عندي سفيان الثوري ليلة فاطال البكاء فقلت او فقيل له الذنوب تخشى فرفع شيئا من الارض. قال ان ذنوبي اهون عندي من هذه ولكني اخشى ان اسلب فهذا الشعور او الوجل الذي كان عليه السلف ينبغي لطالب العلم ولاهل الاسلام ان يقوم في قلوبهم ليس عندنا ظمانة ليس عند واحد من ان ضمانة ان لا يرجع الى سيء الحال بعد حسنها. كيف وقد روى البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث الاعمش عن زيد بن وهب علي بن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الحديث المشهور المعروف يجمع ان خلق احدكم يجمع في بطن امه اربعين يوما نطفة الى اخر الحديث ثم قال فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمله النار. وفي رواية عند مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة الزمن الطويل ثم يختم له بعمل اهل النار وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار الزمن الطويل. ثم يختم له بعمل اهل الجنة مثل هذا يوجب الخوف اشار ابن القيم رحمه الله الى هذا في نونيته فقال والله ما خوفي الذنوب فانها لعلى سبيل العفو والغفران لكن ما اخشى انسلاخ القلب من تحكيم هذا الوحي والقرآن ورضا باراء الرجال وخرصها لكان ذاك بمنة الرحمن هذا هذا الذي كان عليه السلف وهذا الذي ينبغي لطالب العلم ان يحذر منه وان يتنبه له في نفسه وان ينبه الناس اليه. ليس عندنا ان تنقلب قلوبنا او ان نرجع الى عمل رديء بعد ان نوفق الى عمل صالح وهذا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يسأل الله جل وعلا فيقول اللهم مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك. المراد يا اخواني ان مثل الاشارات في كلام اهل العلم ينبغي الا تمر علينا مرورا سهلا لا نقف عندها ونتدبر ما وراءها من المعاني الكبار التي فيها تربية وفيها تهذيب وفيها تأكيد لمعاني نقرأها في كلام الله تعالى ونقرأها في سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فعياذا بالله ينسلخ القلب من التوحيد والاسلام كانسلاخ الحية من قشرها وهو يظن انه مسلم موحد فهذا احد انواع الشرك ثم قال رحمه الله تبطل هذا الشرك وتدحض حجج اهله وهي اكثر من ان يحيط بها الا الله تعالى. بل كلما خلقه الله تعالى فهو اية شاهدة بتوحيده. وكذلك كل ما امر به. فخلقه وامره وما فطر عليه عباده وركب فيهم من العقول. شاهد بانه الله الذي لا اله الا هو وان كل معبود سواه باطل وانه هو الله الحق المبين تقدس وتعالى فواعجبا كيف يعصى الاله؟ ام كيف يجحده الجاحد؟ ولله في كل تحريكة وتسكينة ان ابدا شاهدوا وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد سبحانه يقول المؤلف رحمه الله الا الدالة على انه تعالى يجب ان يكون وحده هو المألوه تبطل هذا الشرك. الان بعد ان ذكر المؤلف رحمه الله الشرك الواقع في الالهية وهو وصرف العبادة لغير الله تعالى. عبادة القلب وعبادة الجوارح وعبادة الاقوال. بين الان بطلان هذا النوع من الشرك. وانه لا يسوغ تسوية الله تعالى بغيره فالله جل وعلا الذي له الحمد كله والذي له الحق في ان يعبد وحده لا شريك له انما الله اله واحد فالله جل وعلا اله واحد لا يعبد معه غيره. يقول رحمه الله والادلة الدالة على انه تعالى يجب ان يكون وحده هو المألوه يعني تبطل هذا الشرك يعني الشرك في الالهية وتدحض حجج اهله واعظم حجة يستمسك بها هؤلاء ما هي؟ الشفاعة اعظم يستمسك بهؤلاء الشفاعة ولذلك تقدمت الاشارة الى هذا في اول كلامه رحمه الله وهي اكثر من ان يحيط بها الا الله تعالى لكنها الجمل الشبه كثيرة وتشكيك كثير لكنه يندرج تحت جمل يمكن ان تصنف الشبه التشكيكات ضمن هذه المجموعات فيسهل عند ذلك ابطالها ودحبها. قال رحمه الله بل كلما خلقه الله تعالى فهو اية شاهدة بتوحيده. اية تدل على انه واحد جل وعلا. والوحدانية هنا ليست في خلقه فحسب. بل هي في خلقه في الهيته وفي اسمائه وصفاته جل وعلا. وكذلك كل ما امر به. اذا الاستدلال على صدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. بل ما جاءت به الرسل من انه يعبد وحده لا شريك له. هو بالخلق الامر بالايات الكونية في الافاق وفي الانفس سنريهم اياتنا في في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق من الادلة على صدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم شرعه. الدال على كمال من تكلم به ومن امر به جل ولذلك لما طلب المشركون من الله تعالى من النبي صلى الله عليه وسلم ايات ماذا جاء الجواب من رب العالمين؟ اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم فجعل القرآن قاطعا لكل حجة وكافيا عن كل اية كيف كان القرآن اية؟ كان اية بما ضمنه من عظيم التشريع والاسرار والحكم البالغة التي تعجز عن الاحاطة بها عقول البشر ولو اجتمعن فكلام الله تعالى لا تنتهي عجائبه ولا تنقظي اسراره وهذا لا يتبين الا لمن ادام النظر في هذا الكلام العظيم وفي هذا الوحي المبين فبقدر ما مع الانسان من الاقبال على كلام الله جل وعلا وعلى سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بقدر ما يتبين له صدق ما دعت اليه الرسل من الادلة الشرعية نفسها. وهذا ما اشار اليه رحمه الله في قوله فهو اية شاهدة بتوحيد هذا في الايات الخلقية وكذلك فكل ما امر به فجميع ما امر به اية شاهدة على كمال هذه الشريعة. فخلقه وامره وما فطر عليه عباده وركب فيهم من العقول شاهد بانه الله الذي لا اله الا هو وان كل معبود سواه باطل وانه هو الله حق المبين الحق ضد الباطل والمبين يعني الذي استحقاقه والوهيته واضحة بينة لا غبش فيها لا تلتبس على اصحاب البصر ولا تلتمس الا على من طمست بصيرته اعمى الله تعالى قلبه. يقول وو عجبا كيف يعصى الاله؟ ام كيف يجحد الجاحد وهذا فعلا في غاية العجب ان يعصى الاله وان يجحده الجاحد ولله في كل تحريكة وتسكينة ابدا شاهدوا لكن من يشاهد هذه الايات الذين قال الله تعالى فيهم ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. هؤلاء هم الذين يشهدون ايات الله في كل تحريكه وفي كل فسكين. اما اولئك الذين يسيرون تشرق الشمس ويأتي الليل ويعقبه النهار وتتوالى عليهم انواع الدلائل المبصرة ولا يعتبرون ولا يذكرون الرب المسير لهذا الكون انهم لا ينتفعون من هذه الايات. كم من الناس يبصر الليل والنهار؟ كل بني ادم يبصرون الليل والنهار. لكن كم هم الذين يستفيدون من هذا عاقب الله جل وعلا ما جعل السنين وتعاقبها اية بل جعل ما هو اقرب من هذا وهو الليل والنهار. قال جل وعلا تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة. يخلف هذا هذا. الليل يخلف النهار والنهار يخلف الليل لمن؟ لمن اراد ان ترى واراد شكورا. فهذه الاية القريبة التي لا يمر عليها الا زمن يسير ويدركها الانسان من يقف عندها ويتأمل ايات الله تعالى ويعتبر في هذا التعاقب الدال على عظيم وعلو شأن المدبر له سبحانه ولله في كل تحريكة وتسكينة ابدا شاهدوا وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد. هذه الابيات قيل انها للشافعي رحمه الله الله وقيل انها لابي العتاهية وهي صالحة لهذا وذاك وما فيها من لفت الانظار الى الاعتبار بالايات والشواهد معنى عظيم جليل دلت عليه الادلة في الكتاب والسنة. قال رحمه الله والنوع الثاني من الشرك تعالى في الربوبية كشرك من جعل معه خالقا اخر كالمجوس وغيرهم الذين يقولون بان للعالم ربين احدهما خالق الخير ويقولون له بلسان الفارس يزدان والاخر خالق الشر. ويقولون له المجوس بلسانهم هرما. طيب يقول رحمه الله هو النوع الثاني من الشرك تقدم النوع الاول وهو الشرك في اي شيء؟ في الالهية وهو الشرك الشائع المنتشر في الناس ممن وقع في الشرك. النوع الثاني من الشرك هو الشرك في الربوبية وهذا الشرك قليل في بني ادم. يقول المؤلف رحمه الله الشرك به تعالى في الربوبية يعني في خلقه وفي رزقه وفي بتدبيره وفي ملكه جل وعلا. فمن اثبت خالقا غير الله فقد اشرك في الربوبية. من اثبت رازقا غير الله فقد وقع في الشرك. من اثبت مدبرا غير الله فقد وقع في الشرك. من اثبت مالكا غير الله تعالى فقد وقع في الشرك. يعني يمكن ان نقول تعريف الشرك في الربوبية هو اثبات فاعل مستقل وبهذا عرفه شيخ الاسلام رحمه الله في بعض كلامه ان الشرك في الربوبية هو اثبات فاعل مستقل غير الله تعالى وهذا تعريف جيد يشمل المعاني الاربعة كلها يشمل الخلق والرزق والملك والتدبير والشيخ رحمه الله سمح لمح في تعريفه الشرك الذي وقع في الربوبية فان الذين وقع عندهم الشرك في الربوبية حقيقة قولهم انهم اهل اثبتوا فاعلا مع الله تعالى مستقل عن فعل الله تعالى ليس تابعا له. ولذلك قال في تعريفه اثبات فاعل مستقل غير الله تعالى. يقول رحمه الله من جعل معه خالقا اخر كالمجوس. المؤلف رحمه الله ذكر اصنافا ممن وقعوا في شرك الربوبية. ونحن عرفنا ان الشرك في الربوبية هو ان مع الله خالق او يثبت معه رازق او مالك او مدبر. ننظر فيما في المثال الذي ذكر وهو اول الامثلة. وذكر اول امثلة المجوس لانهم اقدم الطوائف شركا في الربوبية. المؤلف سنلاحظ انه لم يذكر النمرود ولم يذكر فرعون مع انهم ممن في الربوبية فلم يحفظ في الدنيا كلها ان احدا قال انا ربكم الاعلى سوى من؟ فرعون كما ذكر الله تعالى عنه في قوله تعالى وقال انا ربكم الاعلى ومع ذلك لم يذكره المؤلف رحمه الله بالنص فيمن اشرك في الربوبية السبب؟ ان فرعون والنمرود شركهم هم في السنهم واما في قلوبهم فهم مقرون بان الله رب كل شيء. وانه خالق كل شيء. ولذلك فرعون ماذا قال؟ لما جد تجد وقعت عليه العقوبة وعاين قال ايش؟ امنت بالذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين. لم يكتفي فقط لحاله على بني اسرائيل بل اقر الاسلام. وقد ذكر الله تعالى تكذيبهم مع ايقانهم بصدق ما جاء به موسى فقال الله تعالى وجحدوا بها واستيقن انفسهم ظلما وعلوا فعدم ذكر المؤلف رحمه الله لفرعون والنمرود ومن شبههم ولم يحفظوا عن غيرهم ادعاء الربوبية انما ذلك لكون هؤلاء كذبوا بالسنهم وقلوبهم مقرة بان الله خالق كل شيء وانه رب العالمين. ذكر المجوس قال وغيرهم والمجوس طائفة ممن اشرك في الربوبية وجه شرك في الربوبية بينه المؤلف رحمه الله فقال الذين يقولون بان للعالم ربي يعني خالقين احدهما خالق الخير والاخر خالق الشر. الاول يسمونه اله النور والاخر يسمونه اله الظلمة لكن السؤال هل هؤلاء جعلوا هذين الالهين في منزلة واحدة؟ الجواب لا وهذا تقدم ذكره وانه لم يأتي احد فيما يتعلق بشرك الربوبية جعل مع الله ربا مماثلا له. بل كل من قد في الربوبية فيجعل من اثبت له فعلا مستقلا يجعله في منزلة دون منزلة الله تعالى. ولذلك هؤلاء الذين قالوا بان اله بان العالمي الهين اله نور واله ظلمة الى خير والى شر. يجعلون اله الشر تابعا لاله الخير يجعلون اله الشر تابعا لاله الخير ويحبون اله الخير ويكرهون اله الشر. اذا هذا المثال الاول اللي ذكره المؤلف رحمه الله وهو المجوس وهم ابرز من قال بان للعالم ربين لكنهم لم يقولوا بانهما رباني متكافئين بانهما ربان متكافئان متماثلان بل بينهما من الفروق ما ما هو معلوم في قولهم المثال الثاني الذي ذكره المؤلف رحمه الله لمن في الربوبية هم الفلاسفة. والفلاسفة هم من يتبع الحكمة فان كلمة فلسفة مأخوذة من الحكمة فقول ما الفلاسفة يعني الحكماء وهم في الحقيقة سفهاء وليسوا حكماء لكنهم سموا انفسهم بهذا الاسم والعبرة بالمعاني لا بالاسماء طيب نقرأ وكالفلاسفة ومن تبعهم الذين يقولون بانه لم يصدر عنه الا واحد بسيط ان مصدر المخلوقات كلها عن العقول والنفوس. وان مصدر هذا العالم عن العقل الفعال فهو رب كل ما تحته ومدبره. وهذا شر من شرك عباد الاصنام والمجوس والنصارى وهو اخبث شرك في العالم اذ يتضمن من التعطيل وجحد الهيته سبحانه وربوبيته واستناد الخلق الى غيره سبحانه ما لم يتضمنه شرك امة من الامم. تقدم في القراءة السابقة تعريف وشرك الربوبية. وذكرنا ان الشرك في الربوبية يدور على اثبات فاعل مستقل غير الله تعالى. وذكر المؤلف رحمه الله ولذلك صورة فقال كالمجوس وغيرهم الذين يقولون بان للعالم ربي خالق الخير وخالق الشر. وبينا شيئا مما يتعلق بهذا الاعتقاد وانهم لا يجعلونهما على درجة سواء بل عندهم ان اله الخير خير من اله الشر وان اله الشر منبثق او له نوع تبعية لاله الخير. ثم قال في ثاني سور الشرك في الربوبية قال وكالفلاسفة. والفلاسفة لفظ معرب او لفظ اجنبي عن العربية فهو لفظ يوناني ومعناه محبة الحكمة معنى كلمة الفلسفة محبة الحكمة كلمة في الاصل في لا صوفا في لا سوفة في لا محبة وسوف هي الحكمة فحيثما اشتق دارت هذه الكلمة واشتقاقا وتصريفا المراد بها ايش؟ محبة الحكمة كالفلاسفة ومن تبعهم هؤلاء قوم فلاسفة اليونان قوم كان عندهم نظر في الامور العقلية والاعتناء بالحكم وما الى ذلك لكن لم يكن لهم نور من النبوة. ولذلك كانوا يتخبطون في ما يقولون ويأتون بالغرائب. من جملة هذا ان منهم من اخترع الهة يعبدها دون الله يقول وقت الفلاسفة ومن تبعهم الذين يقولون بانه لم يصدر عنه الا واحد بسيط لم يصدر عنه يعني عن الاله عن الله الا واحد بسيط ومعنى قولهم واحد بسيط انه غير مركب من الجواهر المنفردة او الجواهر المفردة. هذا معنى قولهم بسيط انه لا يتركب من جواهر مفردة او منفردة والجواهر مفردة هم يقولون الاجسام تتكون من جواهر مفردة تتكون من امور هذه المكونات كلما قسمتها انقسمت الى ان تصل الى ما لا يقبل القسمة هكذا تصورهم في صفة المخلوقات وصفة الاشياء فيقولون ان انه لم يصدر عنه يعني الله الا واحد بسيط. ثم يقول وان مصدر المخلوقات كلها عن العقول والنفوس عندهم ما يصدر عن هذا الواحد البسيط عقول ونفوس. هذه العقول وهذه النفوس يسمونها الارباب الصغرى او الالهة الصغرى. والعقول عشرة والنفوس تسعة. العقول عشرة والنفوس عند الفلاسفة تسعة وان مصدر هذا العالم عن العقل الفعال وهو العقل الاول. وهو رب كل ما تحته سوى الله رب كل ما تحته سوى الله ثم يأتي العقل الثاني ويكون هذا العقل رب كل ما تحته سوى العقل الفعال وهلم جر الى ان يصلوا الى العقل العاشر وهو رب ما تحت القمر. رب ما تحت السماء الدنيا. هكذا زعموا وهكذا قالوا فهم جعلوا الهة متعددة واربابا متعددة دون الله تعالى. هذا قول الفلاسفة يعني لقائل يقول كيف حدوها بعشرة كيف توصلوا الى الظلال؟ التحديد هذا ليس تحته طائل لانه مبني على باطل انما الهكم اله واحد. قل هو الله احد فهؤلاء لما ظلوا اخترعوا فاخترعوا وجاؤوا بهذا الكلام الذي ليس له خطام ولا زمام ولا له برهان ولا دليل. يقول رحمه الله الله وهذا يقول وان مصدر هذا العالم عن العقل الفعال العقل الفعال هو العقل رقم كم؟ العقل الاول فهو رب كل ما تحته ومدبر يقول وهذا شر من شرك عباد الاصنام والمجوس والنصارى لانهم يقول في بيان وجه انهم شر من شرك عباد الاصنام والمجوس والنصارى يقول وهو اخبث شرك في العالم اذ يتضمن من التعطيل الهيته سبحانه وربوبيته واستناد الخلق الى غيره ما لم يتضمنه شرك امة من الامم. فهو اعظم انواع الشرك شركا حيث انه تعطيل لربوبية الله تعالى وجحد لالهيته حيث انهم قالوا انه لم يصدر عنه الا ايش؟ واحد بسيط ثم هذا واحد هو الذي كان عنه هذا الخلق وهذه هذه النفوس وهذه العقول وهذا الخلق الكثير اما هو فانه لم يخلق ذلك وليس الها له وحتى لو وصفوه انه رب لها او اله لها لا لا يصفون ذلك بالصفة التي تقتضيها هذه الكلمة من انه خالق كل شيء ومالكه ومدبره و الى وهذا من اخبث الظلال واعظم الشرك بالله تعالى. يقول رحمه الله بعد هذا الشرك النوع الثالث من انواع الشرك في الربوبية وشرك القدرية مختصر من هذا وباب يدخل منه اليه. ولهذا شبههم الصحابة رضي رضي الله عنهم بالمجوس كما ثبت عن ابن عمر وابن وابن عباس رضي الله عنهم وقد روى اهل سنن فيهم ذلك مرفوعا انهم مجوس هذه الامة. طيب شرك القدرية هذا هو ثالث الانواع او ثالث الامثلة التي ذكرها المؤلف رحمه الله في شرك الربوبية. يقول شرك القدرية للشرك الذي وقعت فيه القدري والقدرية فرقة منسوبة الى القدر فرقة منسوبة الى القدر وسبب نسبتها الى القدر انها ظلت فيما يتعلق باقدار الله تعالى فجعلت قدرة الله تعالى قاصرة ولم يؤمنوا بان الله على كل شيء قدير وانه فعال لما يريد. بل قالوا انه ليس على كل شيء قدير. فبخس القدرة حقها تمولة فاخرجوا عنها افعال الحيوان من الملائكة والانس والجن وسائر الحيوان فانها ليست خلقا لله تعالى فمع العاصين وطاعة الطائعين ليست خلقا لله تعالى. يقول المؤلف وشرك القدرية الذي وجهه انهم اثبتوا خالقا غير الله تعالى. فالعبد يخلق على نفسه. الحيوان يخلق فعل نفسه ليس خلقا لله. طاعتنا حضورنا لمجلس الذكر ليس من خلق الله انما هو من خلقنا وفعلنا. الذي لا تب الى الله تعالى. معصية العاصين كذلك ليست خلقا لله تعالى انما هي خلق لاربابها الذين فعلوها. هذا معنى رحمه الله وشرك القدرية وجهه انهم اخرجوا افعال العباد عن خلق الله تعالى فاثبتوا فاعلا مستقلا غير الله تعالى وشرك القدرية مختصر من هذا يعني مأخوذ من هذا ولماذا جعل شرك القدرية مختصرا من شرك الفلاسفة مع ان انه اشبه بشرك المجوس. ان المجوس قالوا ان للعالم الهين ربي خالق الخير وخالق الشر. واما فتعددت عندهم الالهة فهي عشرة العقول العشرة او التسعة او الانفس التسعة او النفوس التسعة وهؤلاء شبهوهم في التعدد فان كل كل مخلوق يخلق فعل نفسه. اذا الالهة والارباب الذين يخلقون كثر وليس ربا واحدا ولا عشرة ارباب كما تقول الفلاسفة وانما هم كثر. فكل مخلوق يخلق فعل نفسه وما يصدر عنه هو ربما يجري من اعماله هذا وجه نسبة المؤلف رحمه الله هذا الشرك الى شرك الفلاسفة قال وشرك القدرية مختصر من هذا ويمكن ان يقال ان شرك القدر مخلصا من هذا يعني من هذا من هذه الانواع المتقدمة فيشمل الشرك المجوس وشرك اه الشرك المجوس في اثبات خالقين خالق للخير وخالق للشر وشركه الفلاسفة في اثبات خالقين متعددين يقول رحم الله وباب يدخل منه اليه. ولهذا شبههم الصحابة رضي الله عنهم بالمجوس. الذين اثبتوا خالقين غير الله تعالى كما ثبت كعن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما فانه قد جاء عن ابن عمر وابن عباس وصفهم بانهم مجوس. وقد صح هذا عن ابن عباس رضي الله عنه وجاء في ذلك احاديث يقول المؤلف وقد روى اهل السنن فيهم ذلك مرفوعا انهم مجوس هذه الامة. اي ان القدرية هم مجوس سوء هذه الامة جاء في ذلك احاديث عديدة ذكرنا شيئا من كلام عليها فيما تقدم جاء ذلك من طريق ابن عمر ومن طريق حذيفة ومن طريق عبد الله بن عامر ومن طريق جابر ومن طريق جماعة من الصحابة رضي الله عنهم. امثل ما جاء هو ما رواه الترمذي من طريق حيوا بن شريح عن ابي صخر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون في هذه الامة خسف يكون في هذه الامة خسف مسخ او قذف يكون في هذه الامة خسف ومسخ او قذف في اهل القدر. وهذا يدل على ذمهم وانهم اهل بعقوبة الله تعالى واهل القدر هم الذين كذبوا فيه واو كذبوا به وولجوا فيه بالباطل فهذا ثالث صور الشرك في الربوية التي ذكرها المؤلف رحمه الله وذكرت لكم فيما تقدم ان المؤلف لم يذكر شرك من؟ فرعون الم يقل فرعون وانا وانا ربكم الاعلى؟ ولم يذكر شرك نمرود الذي قال انا احيي واميت وهذا منازعة لله تعالى في ربوبيته فلماذا لم يذكرهما اي نعم لان لان شرك هؤلاء كان كاللفظ شرك في اللسان وليس له حقيقة في قلوبهم واما هؤلاء فعندهم من الشرك اعتقاد ما هو بين واضح ولذلك ذكرهم على وجه النص ويمكن ان يقال ان المؤلف انما ذكر الجماعات والامم الطوائف ولم يذكر الافراد ولذلك لم يذكر فرعون والنمرود في جملة من مثل بهم في شرك الربوبية اه طيب الطوائف الثلاث كلها الجمع بينها ماذا؟ ها؟ شرك الربوبية من حيث حيث اثبات فاعل قلد غير الله تعالى. هذا الضابط اللي ذكرناه في اول الكلام على شرك الربوبية قلناه واثبات فاعل الشرك في الربوبية هو اثبات فاعل مستقل غير الله تعالى. نعم وكثيرا ما يجتمع الشركان في العبد وينفرد احدهما عن الاخر. هذه فائدة مهمة وهي تبين ان كل من وقع في نوع من الشرك فلا بد ان يقع في الشرك الاخر. لان تكميل الربوبية يفضي الى تكميلا للالهية وكمان الالوهية كمال توحيد الالوهية يستلزم ان يكون العبد مكملا في الربوبية. يقول وكثيرا ما يجتمع الشركان في العبد. وينفرد احدهما عن الاخر اي في الصورة الا في في الواقع انه لابد ان يكون هناك قصور في توحيد الالهية اذا كان هناك شرك في الربوبية او قصور وفي توحيد الربوبية اذا كان فيه قصور في توحيد الالهية اذا كان عنده شرك في الربوبية اذا مقتضى تلازم هذه هذان النوعان انه اذا حصل قصور في توحيد الالهية فذلك يدل على ان توحيد الربوبية غير كامل ولو انا مكملا لتوحيد الربوبية فانه يستلزم كمال توحيد الالهية فالذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم مشركون في اي نوع من انواع الشرك؟ في الالهية هل عندهم شرك في الربوبية؟ الجواب نعم عندهم شرك في الربوبية لكنه ليس في ظهوره ووظوحه وخطورته ووجلائه في الشرك في توحيد الالهية. ولذلك كان يحتج عليهم بما يقرون به في توحيد الربوبية لاثبات توحيد الالهية. كما جرى ذلك في ايات كثيرة وبينا هذا فيما تقدم من استدلال القرآن بتوحيد الربوبية لاثبات توحيد الالهي واضح لا يحتاج الى نعم الان المؤلف رحمه الله في المقطع القادم يبدأ بتفصيل في في انواع التوحيد يقول رحمه الله والقرآن الكريم بل الكتب المنزلة من عند الله تعالى كلها مصرحة بالرد على اهل هذا كقوله تعالى اياك نعبد فانه ينفي شرك المحبة والالهية. وقوله اياك نستعين فانه ينفي شرك الخلق والربوبية. فتضمنت هذه الاية تجريد التوحيد بالعالمين في العبادة وانه لا يجوز اشراك غيره معه لا في الافعال ولا في الالفاظ ولا في ايرادات يقول رحم الله والقرآن الكريم بل الكتب المنزلة من عند الله تعالى كلها مصرحة بالرد على اهل هذا الاشراك تراك في الربوبية والاشراك في الالهية. كقوله تعالى اياك نعبد فانه ينفي شرك المحبة والالهية. ينفي شرك المحبة والالهية لان الله جل وعلا ذكر في هذه الاية عبادته على وجه الحصر والقصر فقدم ما حقه التأخير وذلك في تقديم المعمول في قوله اياك فان حقه ان يتأخر نعبد اياك لكن لما قدم ما حقه التأخير افاد ذلك الحصر وانه لا يعبد غيره جل وعلا والعبادة تدور على معنى المحبة وسائر ما يكون من الاعمال العبادية هي منبثقة من المحبة ولذلك قال فان قوله اياك نعبد في شرك المحبة والالهية يعني الشرك في العبادة. بان يعبد غيره جل وعلا في قول او فعل او اعتقاد قال وقوله واياك نستعين ايضا هذا فيه فيه تقرير توحيد الربوبية فانه ينفي شرك الخلق والربوبية لانه لا يستعان الا بمن يملك الخلق بمن يملك الايجاد بمن يملك تحقيق ما يستعان فيه جل وعلا. فقوله تعالى واياك نستعين فانه ينفي شرك الخلق والربوبية وبهذا تكون هذه الاية على اختصارها قد جمعت هذين النوعين من انواع العبادة اياك نعبد واي من اياك نعبد واياك نستعين. وقد فصل في معنى هذه الاية وبين ذلك بيانا واضحا لابن القيم رحمه الله في كتاب مدارس السالكين فتكلم في اول الرسالة عن بيان ما تفيده هذه الاية من مقامات التوحيد لله تعالى بيانا جيدا مراجعته مفيدة وفيها خير كثير. يقول رحمه الله فتضمنت هذه الاية تجريد التوحيد. طيب المؤلف ذكر الان القرآن ولم يذكر غيره من لماذا؟ لان القرآن مهيمن عليها. لان القرآن مهيمن على كل كتاب. ففاتحة الكتاب التي فيها تقرير هذين النوعين من التوحيد في اثبات ان كل كتاب جاء مقررا هذا الامر وهو وجوب افراد الله تعالى بالعبادة ووجوب افراده سبحانه وتعالى بالربوبية والايات في هذا كثيرة لكن هذا منها اما الاحاديث فقد تقدم معنا ما رواه البخاري ومسلم من طرق عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الانبياء اخوة لعلات في بعض الاحاديث اولاد لعلات وفي بعض الروايات ابناء لعلات امهاتهم شتى اي ودينهم واحد والمقصود بدينهم هو ما فرض الله تعالى على العباد من عبادته وحده لا شريك له. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد