لكن الذي يظهر ان السنة تتحقق بالاستعاذة في اول الصلاة ولو كرر ذلك فلا بأس لكن ليس من السنة. اما الحديث الذي يليه فهو حديث عائشة رضي الله تعالى عنها اعوذ بالله السميع العليم من من الشيطان الرجيم. من هنا بيانية بينت المستعاذة منه ما الذي تستعيذ منه؟ من الشيطان الرجيم. وذكره بالاسم والوصف. فاسمه الشيطان ومناسبة هذا الاسم للشيطان انه خارج عن الصراط المستقيم فالشيطان مأخوذ من الشيء اذا خرج عن الجادة و تنكب السبيل الموصل الى رضا الله عز وجل. فالشيطان سمي بهذا الاسم لاجل هذا العمل. وهو انه خارج عن الصراط المستقيم والرجيم هذا فعيل بمعنى مفعول اي المرجوم والمرجو من الله عز وجل بالحجج والبينات والمرجوم كيده تخييم سعيه وابطال مكره ولذلك ذكرت الرجيم في هذا المقام لانك تسأل الله ان يرجمه وان يعيذك من كيده وان يكف عنك شره وان يحميك من ضره. ثم ذكر ثلاثة اعمال من اعمال الشيطان. على وجه التخصيص هذا عادة عامة من الشيطان وكل ما يكون منه لكن ذكر ثلاثة امور على وجه الخصوص من همزه ونفخه ونفخه من همزة اي من مما يصيب به بعض الناس من الجنون الهمز هو الجنون ومن نفخه هو ما يلقيه في قلوب الناس من العلو والاستكبار الذي ينتفخون به ويغريهم الشيطان بالتعالي على الخلق. وكل من وقع في نفسه علو على الخلق فانه من جند الشيطان وقد حرم نفسه عبادة الرحمن لان العبودية يا اخوان بناؤها على الذل والخضوع والانكسار فمن قام في قلبه كبر وعلو عن الخلق كان هذا منافيا ليش للعبودية ولهذا جاء في الصحيح من حديث ابي من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انتبه استمع لهذا الحديث لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. مثقال ذرة يعني وزن ذرة ما هي الذرات اما صغار النمل واما الشيء الذي يتطاير في الهواء مما لا وزن له فاذا كان في قلبك هذا القدر من الكبر كان ذلك من موجبات تحريم الجنة نعوذ بالله من الفضل نعم. يعني لا يدخل الانسان الجنة وفي قلبه كبر لماذا؟ لان الجنة دار الطيبين دار الخاضعين الخاشعين ووجود الكبر في قلب الانسان ينافي العبودية. وانت في مقامك بين يدي الله عز وجل تستعيذ به جل في علاه من الشيطان ان يلقي في نفسك وقلبك شيئا من التعالي على الخلق. وهذا يأتي احيانا بسبب العبء بعض الناس اذا صلى وفعل عبادة دب اليه الشيطان وقال انت ما شاء الله صالح انت تقي انت عابد وينك ووين هالمساكين الضعفاء الذين لا عباد لهم وتنتفخ وتنتفش فترى نفسك عظيما يدب اليك من هذا المدخل فتحتقر غيرك. وترى لنفسك فظل ثم تمن بعبادتك على الله وترى ان طاعتك منا منك على ربك. وهنا يحبط عملك هنا لا تدرك خيرا ولا تنال فضلا بل يزول عنك ما تؤمل من الفضل فالكبر يمحق العمل والاعجاب بالنفس يحبط العمل ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء اثما ان يحقر اخاه مسلم كفى به اثما كفى بك اثما يعني حسبك من الاثم ان يقع في قلبك احتقار لغيرك والاحتقار له اسباب عديدة اما احتقار نسب او احتقار آآ آآ ما لو احتقار جاه ومنه احتقار معصية. ترى انت انك طائع وغيرك عاصي. فانت تستعيذ بالله عز وجل من نفخه. من ان من ان يلقي في قلبك شيئا من الكبر ونفثه نفثه هو ما يوسوس به من كلام. العلماء يفسرون النفث بالشعر القبيح ولكن الذي يظهر والله تعالى اعلم ان النفس هنا ليس الشعر القبيح هو كل ما يوسوس به الانسان هو كل ما يوسوس به الشيطان. الانسان مما يصرفه عما توجه اليه من عبادة الله عز وجل وبهذا يتبين ان العبد فقير الى الله عز وجل في ان يحظر قلبه بين يدي ربه انت فقير في احضار قلبك بين يدي ربك عند مناجاته فاسأله ان يحميك من الصوارف وان يدفع عنك ما يشغلك عن الحضور بين يديه بخضوع وذل وانكسار قيامك بين يدي ربك ومناجاتك له سبحانه وبحمده الاستعاذة كما ذكرت سنة مشروعة في قراءة القرآن عموما وفي الصلاة على وجه الخصوص وهي بين يدي القراءة في قول جماهير العلماء فلو لم يأتي بالاستعاذة ما ظره في قراءته اي تصح القراءة دون استعاذة لكن الاستعاذة مشروعة في الصلاة بين يدي القراءة كما قال تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. وجمهور العلماء على ان الاستعاذة ليست واجبة خلافا لمن ذهب الى وجوبها من التابعين والفقهاء فقد قال بذلك عطاء والثوري وقال به بعض الظاهرية وايضا من المسائل المتعلقة بالاستعاذة ان الاستعاذة تحصل بكل لفظ وردت به السنة من او ورد في القرآن من صيغ الاستعاذة فلو قال اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه تحقق المطلوب. لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقط تحقق المقصود فالاستعاذة هو طلب العود ويتحقق بكل صيغة من الصيغ المشروعة. هل يسن ان ان يكرر الاستعاذة كل قراءة في كل ركعة ام يكتفي بالاستعاذة في بداية القراءة للعلماء في ذلك قولان. القول الاول ان عادة تكون في كل ركعة عند كل قراءة لقول الله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم قال بعض اهل العلم انه يكفي في الاستعاذة ان تقال في اول الصلاة لان ما بين القراءة الاولى في الركعة الاولى وما بعده كله ذكر ودعاء فلا يحتاج الى ان يكرر الاستعاذة في بداية كل ركعة وهذا هو الاقرب الى الصواب ان الاستعاذة يكتفى بها في اول الصلاة وفي افتتاحها ولا يحتاج ان يكررها عند كل رجل قراءة في صلاته فلا يكررها في الركعة الثانية ولا في الثالثة لكن لو ان احدا استعاذ في الركعة الثانية والثالثة فلا بأس لا حرج في وهذا الحديث فيه بيان صفة قراءة وصلاة المصلي وهو من الاحاديث الواسعة التي وصفت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وقد اخرجه الامام مسلم في صحيحه واشار واشار الحافظ الى ان له علة وهذا متفق عليه بين غالب اهل الحديث ان الحديث فيه علة لكن الامام مسلم رحمه الله خرجه لكون الحبيب لا يخلو لفظ منه وخبر من مما تظمنه من شاهد يدل على صحته. فالحديث من رواية ابي الجوزاء اوس بن عبدالله عن عائشة وابو الجوزاء ليس له سماع من عائشة رضي الله تعالى عنها فهو منقطع وهذه العلة هذه هي العلة التي اشار اليها الحافظ في قوله وله علة. لكن الحديث ثابت من حيث مضمونه ومن حيث ما جاء فيه من وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم تقول عائشة رضي الله تعالى عنها في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة تكبير استمتعوا الصلاة ان يبتدئوها. فالاستفتاح هنا هو الابتداء. وقولها رضي الله تعالى عنها بالتكبير المقصود به تكبيرة الاحرام وهي مفتاح الصلاة. فالصلاة عبادة مفتتحة بالتكبير. وهو قوله الله اكبر في بدائل الصلاة هذا المراد به هذا هو المراد بقولها يستمتع الصلاة بالتكبير. وقولها رضي الله تعالى عنها يستفتح الصلاة اي كل صلاة ان اصليها فالالف واللام هنا للاستغراق فجنس الصلاة يستفتح بالتكبير سواء كانت صلاة مفروضة او كانت صلاة نافلة صلاة سواء كانت صلاة اه معهودة او صلاة لغير المعهود كصلاة اه كصلاة الكسور وصلاة الايات وصلاة الاستسقاء او صلاة فيها ركوع وسجود او لا ركوع فيها ولا سجود كصلاة الجنازة فالصلاة كلها كانت تفتتح بالتكبير ولهذا لا خلاف بين العلماء في ان افتتاح الصلاة بالتكبير ركن من اركان الصلاة وهذا الذي عليه عامة العلماء وذلك لا يتحقق في قول الجمهور الا بالتكبير بقول الله اكبر فلو جاء بصيغة الاخرى غير التكبير كأن يقول الله اعظم او الله اجل او ما اشبه ذلك فانه لم يأتي المطلوب في قول جمهور العلماء خلافا لما ذهب اليه الامام ابو حنيفة رحمه الله. والمقصود ان قولها رضي الله تعالى عنها يستفتح الصلاة بالتكبير ان يقول الله اكبر. في بذاءة صلاته صلى الله عليه وسلم والتكبير هو ذكر من الاذكار العظيمة في الصلاة. ولذلك تجده متكررا في كل تنقلات الصلاة في القيام وفي الركوع وفي السجود وفي الرفع من السجود كل ذلك دائر على هذه الكلمة لان المقصود بالصلاة تعظيم الله جل في علاه. والتكبير مما يعظم به الرب جل في علاه ويظهر به عظيم ما له من الحق سبحانه وبحمده والعبادة تدور على معنيين كل العبادات يا اخوان دائرة على معنيين. المعنى الاول محبة الله جل في علاه فلا تتم عبادة بلا محبة والمعنى الثاني التعظيم تعظيم الله جل في علاه فلا يتحقق للعبد عبودية الله الا بتمام تعظيمه. فكلما كمل العبد هذين الركنين المحبة والتعظيم حقق ما يؤمل من عبودية الله عز وجل فعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قضبان. هذان قطبان ركنان اساسيان في العبادة. واذا نظرت الى الاذكار والادعية وما هو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم من الاقوال والاعمال تجده دائر على تحقيق هذين المعنيين في كل الاقوال والعبادات والاذكار المشروعة ثم بعد التكبير قالت رضي الله تعالى عنها والقراءة بالحمد لله رب العالمين. اي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح القراءة التي امر الله تعالى بها في قوله فاقرأوا ما تيسر من القرآن والتي امر بها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن تفتتح هذه القراءة بقراءة الفاتحة ولذلك قال والقراءة قالت رضي الله تعالى عنها والقراءة ان يفتتحوا القراءة بالحمد لله رب العالمين اي بقراءة سورة الفاتحة فالحمد لله اسم من اسماء الفاتحة ولم تذكر رضي الله تعالى عنها استفتاحا ولا استعاذة ولا بسملة وهذا لا يعني ان هذه الاعمال الثلاثة او هذه الاقوال الثلاثة ليست مشروعة فان مشروعها بادلة اخرى ولتعلم بارك الله فيك انه ليس في احاديث صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم حديث جامع لكل ما يكون في الصلاة من الاقوال والاعمال ليس في احاديث صفة الصلاة المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم. حديث جامع اي يجمع كل ما يقال وكلما هل في الصلاة بل الاحاديث في ذلك تقتصر على ذكر بعض الاعمال ويكمل باقيها من بقية الوالد من احاديث صفة صلاته صلى الله عليه وعلى اله وسلم. عدم ذكر عائشة رضي الله تعالى عنها هنا للاستفتاء وعدم ذكرها للاستعاذة وعدم ذكرها للبسملة ليس ان ذلك لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم فقد بل قد ثبت ذلك عنه في ادلة اخرى وانما ارادت عائشة رضي الله تعالى عنها بيان جملة من المهمات المتعلقة بصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت البداعة وما تفتتح به الصلاة وذكرت القراءة لانه لا صلاة بلا قراءة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ثم جملة من الاعمال الاخرى فقولها رضي الله تعالى عنها والقراءة بالحمد لله رب العالمين اي كان يقرأ بالحمد لله رب العالمين وهذا من به العلماء على عدم وجوب الجهر البسملة وسيأتي ما هو اوضح في الاستدلال من هذا لان هذا الحديث لم تذكر فيه جهرا ولا غيره انما ذكرت ان القراءة كانت تبتدأ بالحمد لله رب العالمين فلا يشرع لاحد ان يتقدم بين يدي الفاتحة بقراءة سورة غير الفاتحة فلا يشرع ان اقرأ اية الكرسي او يقرأ مثلا الاخلاص او يقرأ غير ذلك من الايات بل المشروع البداءة في القراءة الحمد لله رب العالمين ثم قالت رضي الله تعالى عنها وكان اذا ركع اي اذا انحنى صلبه تعظيما لربه فالركوع انحناء الصلب تعظيما لله عز وجل وهو قائم كان اذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في ركوعه على نحو من الاعتدال كما جاء وصفه في حديث آآ في حديث سابق انه صلى الله عليه وسلم كان اذا ركع خسر ظهره اي مده فلم يكن مرتفعا ولا منخفضا. وبيان ذلك هنا في قول عائشة رضي الله تعالى عنها وكان اذا ركع اي في صلاته لم يشخص رأسه. هذا بيان لوصف الرأس اما الظهر قد تبين وصفه في قوله في الحديث السابق حصر ظهره الرأس كيف يكون؟ يقول لم يشخص رأسه يعني لم يرفعه لا يرفع رأسه في ركوعه هكذا وهو راكع ولا قالت ولم يصوبه يعني ولم يخفظه كالذي يصوب الشيء الى الارض فاذا لم ترفعه اذا اذا لم يرفعه ولم يصوبه كيف يكون؟ قالت ولكن بين ذلك. يعني بين الرفع وبين التصويب وهو الاعتدال فالاعتدال هو الذي بين الرفع وبين الخفض. فالراكع الذي في ركوعه يحني رأسه الى جهة الارظ خالفت سنة والرهكة الذي في ركوعه يشخص برأسه في رفعه خالف السنة والسنة في الركوع هو ان يستوي الرأس مع الظهر في امتداده وعصره على نحو يكون الرأس فيه بين الرفع وبين الخفض والتصويب وذلك بالاعتدال. وهذا من من سنن الركوع والمشروع في صفته لكن لو انه شخص رأسه ورفع او صوبه هذا لا يضر في ركوعه. بمعنى ان ركوعه صحيح لكنه خالف السنة بصفة الركوع. قالت رضي الله تعالى عنها وكان اذا رفع من الركوع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا على النبي اللهم صلي وسلم على رسول الله اذا ذكر صلوا عليه صلى الله عليه وسلم يفتح الله لكم بصلاتكم عليه اجرا عظيما. يكفي يا اخي ان الله يصلي عليك عشر مرات وصلاة الله عليك عشر مرات مضاعفة لما سألته لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الخير والبر والرحمة لان معنى اللهم صلي على محمد اي خيرا كثيرا هذا معنى قولك اللهم صلي على محمد اي سق اليه واعطي خيرا كثيرا. فاذا صليت عليه مرة وقد صلى الله عليك عشرا عشر مرات اي ساق لك خيرا كثيرا مضاعفا. ولذلك كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب لدفع وكشف الكروب وتحصيل المأمول. واضافة الى ذلك انها سبب للفوز والاجر العظيم منه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. اللهم صلي على محمد قال ولكن بين ذلك قال وكان اذا رفع من الركوع النبي صلى الله عليه وسلم اذا رفع من الركوع كان اذا رفع من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما. وهذا خطأ يقع فيه كثير من الناس انه في رفعه من الركوع لا يستقر حال قيامه بل مباشرة اذا بلغ قريب من الركوع هوى للسجود وهذا خروج عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال للمسيء في صلاته ثم ارفع حتى تعتدل قائما وفي الرواية الاخرى قال ثم ارفع حتى حتى تستوي قائما وفي وصف رفعه كان اذا رفع لا يسجد حتى يرجع كل فقار الى مكانه وهذا معنى يا هنا كان اذا رفع من الركوع لم يسجد اي لم يهوي الى السجود حتى يستوي قائما اي حتى يتم قيام هو انتصابه صلوات الله وسلامه عليه وذلك ان الرفع من الركوع مقصود لذاته وهو موضع لحمد الله والثنى عليه واجلاله وتقديسه وتحميده بما شرع من الاذكار فهي وقفة ذل وخضوع وتمهيد بالسجود الذي فيه الخضوع وكمال الذل لله عز وجل. قالت رضي الله تعالى عنها واذا رفع من السجود لم يسجد حتى يستوي جالسا لم يسجد حتى يستوي جالسا يعني انه اذا رفع من السجود السجدة الاولى لم يسجد ثانية السجدة الثانية التي تتم بها الركعة حتى يستوي جالسا. فدل ذلك على ان جلوسه بعد السجود مقصود لذاته وانه جلوس يكون فيه الانسان قد رجع كل عظم الى موقعه الى كل فقار الى موضعه فيطمئن جالسا كما جاء في حديث المسيء في صلاته. قال ثم اجلس حتى تستحقها تطمئن جالسا. فلا يسوق الانسان ان يهوي مباشرة عند رفعه من السجود كثير من الناس يظنون ان الرفع من الركوع والجلوس بين السجدتين غير مهم. ولذلك تجده مباشرة اذا بلغ حال القيام سجد بعد ركوعه وكذلك اذا قام جالسا بعد السجود مباشرة يرجع يهوي الى السجود. وهذا تضييع لما يجب من الطمأنينة في هذين الركنين. واعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل الجلوس بين السجدتين حتى ان من الصحابة من كان يتوهم انه نسي صلى الله عليه وسلم لطول جلوسه وهي جلسة ذل وخضوع بين يدي الرب جل في علاه يطرح العبد فيها بين يدي ربه حاجته ربي اغفر لي رب اغفر لي ربي اغفر لي وهذا التكرار ليس لملأ الوقت هو لاظهار الافتقار والالحاح على الله عز وجل في طلب المغفرة واذا تصورت جلوسك هذه الجلسة الخاضعة الذليلة بين يدي الله عز وجل عرفت عظم هذا المقام وهذا المجلس بين يديه سبحانه وبحمده فهو جلوس الفقير المنكسر المضطر الذي يطلب الله الهبات والعطايا ويطلب منه اجل ما يطلب مما تحصل به سعادة الدنيا وفوز الاخرة وهو محو الخطايا والسيئات. لان كل اشكال ينال الانسان في دنياه واخراه وبسبب معاصيه بسبب اما قصوره او تقصيره. ولذلك قصت هذه الجلسة بسؤال الله المغفرة رب اغفر لي ربي اغفر لي ربي اغفر لي. كما جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه في الذكر الذي يكون بين السجدتين فلا تظن ان هذا يعني ملئ للوقت او اشغال للسان بما لا حاجة فيه للانسان بل هذا فيه اظهار الفقر والظرورة الى الله وعلا ان يغفر ذنبك وان يعفو عن عن قصورك لان الانسان لا يخلو من هذين هذين السببين للفشل اما قصور واما تقصير قصور عجز واما التقصير فهو عدم القيام بحق الرب جل في علاه وكلاهما يستوجب من العبد ان يطلب من الله المغفرة ينبغي ان يستحضر عظم هذا المجلس. لذلك النبي كان يطيل هذا المجلس حتى ان بعض الصحابة يظن ان النبي قد نسي وبدأ في التشهد وكان صلى الله عليه وسلم قيامه وركوعه ورفعه من الركوع وسجوده وجلوسه بين السجدتين قريب من سواء قريب من سواء فما كان هناك تفاوت في طول الاركان. اذا اطال القيام اطال الركوع والسجود والرفع من الركوع والرفع من السجود. اذا كان قيامه قصيرا كذلك في رفعه من الركوع وكذلك في رفعه من السجود. فليعلم هذا الهدي النبوي واذا لزم العبد مثل هذه تعالوا يا اخواني فتح له من حضور قلبه في الصلاة وخشوعه ما لا يدركه بغفلته عن هذه الصفات النبوية التي كانت عليها حاله صلى الله عليه وسلم في صلاته قال قالت رضي الله تعالى عنها وكان آآ واذا رفع من السجود لم يسجد حتى يستوي جالسا الى المسجد السجدة الثانية حتى يتمكن في جلوسه بين السجدتين قال كان يقول في كل ركعتين التحية. كان يقول في كل ركعتين مما فيه ركوع اكثر من ركعتين يعني من الصلوات التي فيها اكثر من ركعتين كصلاة المغرب وصلاة العشاء ونحو ذلك والظهر والعصر من الصلوات المكتوبة وغير ذلك من الصلوات التي آآ يمتد فيها تمتد فيها الصلاة اكثر من ركعتين. يقول اه تقول رضي الله تعالى عنها وكان يقول في كل ركعتين التحية. التحية ما هي التحية هي قول التحيات لله والصلوات والطيبات. كلنا نقول هذا ما معنى التحيات لله كثير منا ما يفهم ما يدري وش معنى التحيات التحيات لله معناه البقاء لله الملك التام الكامل لله هذا معنى التحيات وقيل في معنى التحيات ان الله يستحق كل تحية يحيا بها الخلق على وجه الاكرام فالله احق بها وادراك يا اخواني معاني الاذكار في الصلوات هي من اسباب خشوع القلب. وهي من اسباب الحضور ويا من اسباب رفعة الدرجات وكثرة الاجور فان العبد اذا قال كلاما يفهمه كان تأثيره عليه اعظم من كلام لا يعقله فلذلك من المهم ان نقف عند معاني هذه الاذكار فمعنى قولها رضي الله تعالى عنها وكان يقول في كل ركعتين التحية اي التحيات لله والصلوات والطيبات الى اخر ما يقوله المسلم في تشهده. قال وكان قالت رضي الله تعالى عنها وكان يفرج يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى. هذه صفة جلوسه صلى الله عليه وسلم في كل صلاته. سواء كان ذلك في الجلوس بين السجدتين او كان ذلك في الجلوس للتشهد الاول. كان صلى الله عليه وسلم يفرش رجله اليسرى يفرشها اي يجلس عليها مفترشا بخلاف اليمنى كان ينصبها ومعنى ينصبها اي انه يجعل اصابعه الى جهة القبلة. وهذا لا يتحقق الا بنصبها وكونها منسوبة لا يجلس عليها انما تكون عن جانبه كان صلى الله عليه وسلم يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى وهذي صفة الجلوس في التشهد الاول وصفة الجلوس في ما بين السجدتين من جلسات وكان ينهى عن عقبة الشيطان. كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن عقبة الشيطان. يعني عن هذه الصفة في الصلاة وما هي عقبة الشيطان؟ للعلماء في ذلك عدة اقوال اصحها في بيان صفة عقبة الشيطان انه امسكت انه يفرش رجليه اي اي يباعد بين رجليه ويجعل مقعدته على الارض فيكون فتكون قدماه منصوبتين او مفرجتين على يمينه ويساره ومقعدته على الارض ويديه على الارض هذه عقبة الشيطان. تصورتموها؟ شيل هذا هذه الاقدام اذا ما عداها بعد الاقدام والصق مقعدته بالارض ووضع يديه على الارض هذه تكون عقبة الشيطان هذه عقبة الشيطان التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قولها عائشة رضي الله تعالى عنها وكان ينهى عن عقبة الشيطان. وقيل عقبة الشيطان ان ينصب قدميه ويجلس عليهما ان ينصب قدميه ويجلس عليهما وهذا في الحقيقة تفسير ليس بصحيح لان ذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح في صحيح الامام مسلم من حديث عبدالله بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم نصب قدميه وجلس عليهما بين السجدتين فهذه ليست العقبة التي نهى عنها لانه فعلها صلى الله عليه وسلم وانما عقبة الشيطان هي جلسة يكون فيها الانسان على هيئة من الكسل والانصراف وعدم الاجلال لله عز وجل لا تتناسب مع المصلي. نكمل بعد الاذان. تقول عائشة رضي الله عنها في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت وينهى ان يفترش الرجل ذراعيه في الصلاة افتراش السبع وينهى اي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى المصلين ان يفترش الرجل ذراعيه والناهيون للرجل والمرأة. وانما ذكر الرجل في الحديث لان الغالب في نصوص الشريعة توجيه الخطاب في هذا الرجال والذكور والرجال والنساء في ذلك سواء ان يفترش الرجل ذراعيه اي ان يبسط ذراعيه في سجوده كما يفترش السبع. لذلك قال افتراش السبع اي على نحو ما تفترش السباع ذراعها والسباع هي الحيوانات المفترسة التي آآ تفرس بنابها ومنها ومنها الكلاب فان الكلاب من جملة السباع في كلام العرب تطلق مطلق تدخل السباع في في مسمى تدخل الكلاب في مسمى السباع والنهي هنا لان ذلك من التشبه بالحيوان. ولهذا تجد ان الاحاديث جاءت بشأن المصلي بالنهي عن كل مشابهة للحيوان فنها النبي صلى الله عليه وسلم عن بروك كبروك البعير ونهى صلى الله عليه وسلم عن التفات كالتفات الثعلب ونهى صلى الله عليه وسلم عن افتراشه كافتراش السبع. ونهى عن اقعائه عن اقعاء كاقعاء الكلب. ونهى صلى الله عليه وسلم عنه نقر كنقر الغراب كل هذا فيه النهي عن التشبه بالحيوان لانها حال ناقصة والشريعة جاءت بالنهي يعني التشبه بكل من كانت حاله ناقصة سواء من انس او من غير الانس سواء كانوا من اهل الاسلام او من غير اهل الاسلام ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن موافقة الاعراق في تسمية صلاة العشاء صلاة العتمة فقال لا تغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم العشاء فانهم يسمونها العتمة. وهذا البيان ان الشريعة جاءت بالنهي فيما يتعلق بباب التشبه عن التشبه بكل ناقص لكل من كانت حاله ناقصة سواء كانت نقصه لضعف دينه او لكفره او لكونه من غير الادميين التشبه بالحيوان فان الشريعة تسمو بالانسان ان يتشبه بالناقص بي اعماله واحواله وفي عبادته ثم قالت عائشة رضي الله تعالى عنها في ختم هذا الحديث قالت وكان يختم الصلاة بالتسليم اي يخرج من الصلاة التسليم والمقصود بالتسليم هو ان يقول السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه وعن يساره التسليم هنا هو قول السلام عليكم في ختم الصلاة ولا عجب في ذلك فان الصلاة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم. والمشروع في التسليم ان يكون تسليمته ان يكون تسليمتين ان يكون التسليم في الصلاة تسليمتين كما سيأتي فيما ذكره ذكره الحافظ رحمه الله بالحجر من الاحاديث الدالة على عدد التسليم في الصلاة وبهذا يتبين ان عائشة رضي الله تعالى عنها ذكرت مهمات في هذا الحديث مما يتعلق بصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لكنها لم تستوعب صفة صلاته كما جرى في سائر الاحاديث الواردة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فانها لم تستوعب انما ذكرت بعض ما اهتم اوي بنقله ولا يعني هذا استيعابه لكل ما يتعلق بصفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم