النوع الثاني من الشفاعات الخاصة به صلى الله عليه وسلم يقول رحمه الله وامش واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة وهاتان شفاعتان خاصتان له. هذه ثاني الشفاعات التي ذكرها المؤلف. وهي شفاعته صلى الله عليه وسلم في استفتاح الجنة وقد ثبتت هذه الشفاعة بما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله الله عنه وفيه يجيء اهل الجنة ادم ومن بعده. كحديث الشفاعة الكبرى يطلبون منهم ان استفتحوا لهم ثم يأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له. ويدل له ايضا ما في صحيح مسلم من حديث انس وفيه قوله صلى الله عليه وسلم انا اول شفيع في الجنة اذا هذا النوع الثاني من انواع الشفاعة وهي شفاعته لاهل الجنة في دخولها. يشفع صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة في ان يدخلوها اذ ان اهل الجنة اذا خلصوا من النار الامم جميعا بما فيهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم حبسوا على قنطرة قبل دخوله الجنة حتى يخلص لبعضهم من بعض ما يكون من حقوق. ثم اذا ارادوا دخول الجنة يأتون الى ادم ثم على ثم الى نوح وهلم جر على نحو ما تقدم حتى يأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتقدم يطلب فتح باب الجنة وهذا ما تقدم قبل قليل في حديث انس اتي باب الجنة فاستفتح فيقول من فيقول خازن من؟ فاقول محمد فيقول بك امرت لا افتح لاحد لاحد قبلك فيفتح له فيدخل وتدخل امته ثم ثم يدخل الله تعالى بقية الامم بعد ذلك فكان النبي صلى الله عليه وسلم اول شفيع في الجنة كما جاء في حديث انس حيث قال انا اول شفيع في الجنة يعني في دخولها وهي شفاعته للخلق جميعا لجميع اهل الجنة ان يدخلوها باستفتاحه صلى الله عليه وسلم. وهذه شفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وهي عامة لاهل الايمان. الشفاعة الاولى الشفاعة العامة للناس جميعا هي الشفاعة التي تكون للخلق مسلمهم وكافرهم في ان يأتي الله لفصل القضاء. اما الشفاعة الثانية فهي خاصة باهل من النبيين والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين كل هؤلاء يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم في دخول الجنة في في ابتداء الدخول وهذا معنى قوله انا اول شفيع في ومعنى الحديث الاخر الذي فيه استفتاح باب الجنة هذه شفاعتان خاصتان بالنبي صلى الله عليه وسلم ثمة هناك هناك شفاعة ثالثة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وهي شفاعته في عمه ابي طالب بيانها في قول المؤلف رحمه الله. ومن الشفاعات الخاصة به صلى الله عليه وسلم. شفاعته في عمه ابي طالب بسبب نصرته ومعونته. فانه تنفعه شفاعته في تخفيف العذاب عنه لا في اسقاطه العذاب بالكلية. كما في صحيح مسلم عن العباس ابن عبد المطلب انه قال قلت يا رسول الله فهل نفعت ابا طالب بشيء فانه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال نعم هو في ضحضاح من نار ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار. لكن لما كان ابو طالب وغيره يحبونه صلى الله عليه عليه وسلم ولم يقروا بالتوحيد الذي جاء به. لم يمكن ان يخرجوا من النار بشفاعته ولا وبهذا يتبين ان للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث شفاعات خاصة به لا اشركه فيها احد من الشافعين. هذه هي الشفاعة الثالثة الخاصة بالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهي شفاعته الشرك فاهل السنة والجماعة اثبتوا ما اثبته الله في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونفوا ما نفاه الله في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالشفاعة التي اثبتوا في عمه ابي طالب ان يخفف الله تعالى عنه العذاب. هذه الشفاعة كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم وتخفيف عن ابي طالب ما كان من العذاب الذي يستحقه لعدم ايمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم. فابو طالب احب النبي صلى الله عليه وسلم وصدقه بقلبه لكنه لم لم يؤمن بلسانه ولم يقر للنبي صلى الله عليه وسلم بما دعاه اليه من توحيد الله عز وجل. ففيما جاء في صحيح الامام مسلم ان ابا طالب لما حضرته الوفاة جاءه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وعنده عبدالله بن ابي امية وابو جهل فقال يا عم قل كلمة احاج لك بها عند الله فدعاه الى ان يقول لا اله الا الله فتكلم ابو جهل وعبدالله ابن ابي امية فقال لابي طالب وهو في السياق يعني في حال الاعتذار اترغب عن ملة عبد المطلب فعدا النبي صلى الله عليه وسلم على عمه يا عم قل كلمة احاج لك بها عند الله فعاد عليه فاعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فكان اخر ما قال ابو طالب هو على ملة عبد المطلب نعوذ بالله من الخذلان. فلم يؤمن الا ان النبي صلى الله عليه وسلم وجد في نفسه الما شديدا ان فاته ايمان عمه فانزل الله تعالى عليه انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. وقال صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما الم انه عنك وهذا يدل على انه لا يملك الشفاعة ابتداء ولا يملك الشفاعة دون اذن الله عز وجل بل بامره واذنه لذلك قال لاستغفرن لك اي اطلب لك المغفرة الا ان ينهى عنك فجاء النهي في قوله تعالى ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لعمه ابي طالب لان الله نهاه اذ ان الله تعالى لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فقد منع الله المغفرة عن المشركين. ان الله لا يغفر ان يشرك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الا ان العباس سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله عمك ابو طالب كان يغضب لك ويحوطك ما نفعته يعني باي شيء نفعته ومقابل ما كان من حمايته ومناصرته لك مع كونه لم يؤمن بك. فقال صلى الله عليه وسلم ويعني ابا طالب في ضحظاح من نار الضحظاح هو الماء الذي يبلغ الكعبين الماء الذي يبلغ الكعبين. لكن هذا الظحظاح ليس من ماء انما هو من نار ولذلك قال هو في ضحظاح من يعني في نار تبلغ كعبين يغلي منهما دماغه ولولا انا يعني لولا ما اكرمني الله به من الشفاعة له في تخفيف العذاب لكان في الدرك الاسفل من النار الا ان هذا التخفيف لا يستفيد منه ابو طالب فيما يرى من نفسه لانه يرى انه اشد اهل النار لانه يرى انه اشد اهل النار عذابا وهو اهونهم واخفهم عذابا. واشد اهل النار يعني من هم فيها مخلدون واما اهل الايمان فمنهم من هو دون ذلك من العذاب لان المؤمنين الذين يدخلون النار على مراتب ودخولهم مؤقت بقدر ما يكون من تخليصهم من ذنوبهم وتطييبهم حتى يدخلوا الجنة. فالجنة دار الطيبين طبتم فادخلوها خالدين. نسأل الله ان يجعلنا واياكم من الطيبين هذه الثلاث شفاعات خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم شفاعته العامة للناس في فصل القضاء شفاعته لاهل الايمان في دخول الجنة واستفتاح بابها شفاعته في عمه ابي طالب بقية الشفاعات يشير اليها المؤلف رحمه الله وهي شفاعات مشتركة للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره يقول رحمه الله واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار. وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها هذه ثالث الشفاعات التي ذكرها المؤلف رحمه الله وهي مضمنة وهي مضمنة نوعية عين من الشفاعة شفاعته فيمن استحق النار الا يدخلها. وكذلك شفاعته في من دخلها ان يخرج فمنها واتاني الشفاعتان ثابتتان بالاجماع. فان اهل السنة والجماعة متفقون على ما اتفق عليه الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين. واستفاضت به السنن من انه صلى الله عليه وسلم يشفع لاهل الكبائر من امته لكن لا ينتفع بشفاعته الا اهل التوحيد. الا اهل التوحيد المؤمنون دون اهل اعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن احفظنا وبلادنا وولاتنا والمسلمين من كل سوء وشر. وصلى الله وسلم على نبينا محمد محمد وها هي التي جاءت بها الاحاديث. وهذه الاحاديث كثيرة مستفيضة متواترة عند اهل العلم بالحديث اما الخوارج والمعتزلة فانهم انكروا شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم في اهل الكبائر من من امته وهؤلاء مبتدعة ضلال مخالفون للسنة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه ولاجماع خير القرون فانهم قالوا من يدخل النار لا يخرج منها لا بشفاعة ولا بغيرها وزعموا ان الشفاعة انما هي للمؤمنين خاصة في رفع بعض الدرجات. وبعضهم ترى الشفاعة مطلقا وهذا مردود بما تواتر عنه من السنن في ذلك. وممن انكر الشفاعة ايضا مرجئة فقد حكي عنهم انهم وافقوهم اي الوعيدية على هذا الاصل. لكن هؤلاء قالوا اهل الكبائر يدخلون الجنة ولا يدخلون النار مقابلة لاولئك. فتلخص اذا عندنا الان الثالث من الشفاعات التي ذكرها المؤلف وهي للنبي صلى الله عليه وسلم وبقية من يأذن الله تعالى له في الشفاعة من من الملائكة والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين قال فيشفع فيمن استحق النار اي يطلب من الله عز وجل الصفح والتجاوز والعفو عمن استحق النار. وذلك ان الناس في الحساب توزن حسناتهم وسيئاتهم فمن رجحت حسناته على سيئاته نجا. اسأل الله لي ولكم النجاة. من رجحت حسناته على سيئاته فاز ولجاء ثم يبقى بعد ذلك صنفان من الناس. من تساوت حسناتهم وسيئاتهم والصنف الثاني من رجعت سيئاته على حسناته. هؤلاء يستحقون النار. يعني قام فيهم السبب الذي يوجب ان يدخل النار حتى يطهروا يشفع فيهم الشافعون وعلى رأسهم سيد النبيين والشافعين. النبي صلى الله عليه وسلم فيشفع الله من يشاء منهم في من جاء وهذه الشفاعة هي شفاعته في اهل الكبائر صلى الله عليه وسلم والشفاعة باهل الكبائر دل عليها الكتاب والسنة واجمع عليها سلف الامة وخالف في ذلك ثلاث طوائف. الخوارج والمعتزلة. هؤلاء ينفون هذا النوع من شفاعة ويقولون من دخل النار فلا يخرج منها فكذبوا النصوص التي فيها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعة الشافعين فيمن استحق النار او دخلها الثالث ممن ينكر الشفاعة هم غلاة المرجئة وهم الذين يقولون لا يضر مع الايمان معصية فهؤلاء يقولون لا حاجة للشفاعة لان المعاصي لا تضر اصحابها وهؤلاء ايضا خالفوا ما جاءت به الادلة من الكتاب والسنة وظلوا الطريق في نفي ما اثبتته الادلة من الشفاعة في من استحق النار الا يدخلها واما النوع الثاني من الشفاعة التي ذكرها المؤلف في هذا الصنف الثالث فهي شفاعة بقوم دخلوا النار دخلوا النار ان يخرجوا منها. عندنا الان من استحق النار قد قد يمن الله عليه بمنع الدخول بالشفاعة فيشفع له بفظل الله وكرمه فلا يدخل النار النوع الثاني من استحق النار ودخلها فهؤلاء ايضا على حالين منهم من يجازى بعمله ومنهم من يأذن الله في الشافعين ان يشفعوا له وهذه ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم بل هي عامة في كل من يشفع من اهل الايمان من من الملائكة والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين هؤلاء كلهم يشفعون في قوم دخلوا النار ان يخرجوا منها. دليل ذلك ما جاء ان اهل الايمان اذا اذن لهم في دخول الجنة قالوا لربهم اخواننا كانوا يصلون يصلون معنا ويصومون معنا لا نراهم فيقول الله عز وجل اذهبوا فاخرجوا من عرفتم من النار اذهبوا فاخرجوا من عرفتم من النار وهذه شفاعة من اهل الايمان لاخوانهم الذين استحقوا النار بسبب ما كان من الاعمال فهاتان فهاتان الشفاعتان تكمل انواع الشفاعات التي تقدمت يقول المؤلف رحمه الله فتلخص لنا مما تقدمت فتلخص لنا مما تقدم خمس شفاعات لرسول الله صلى الله عليه وسلم في اهل الايمان فيطلب منه الخلق الشفاعة في ان يقضي الله بينهم. وفي هذه الشفاعة الاولى الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة في فصل القضاء وفي ان يدخلوا الجنة. هذي الثانية وهي شفاعته لاهل الايمان ان يدخلوا الجنة وهي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ويشفع في اهل الكبائر من امته. وهذه شفاعة في اهل الكبائر وهي عامة له ولمن يأذن الله تعالى له بالشفاعة ويشفع في بعض من يستحق النار الا يدخلها. ويشفع في بعض من دخلها ان يخرج منها هذي اربع شفاعات اظافة الى شفاعته الخاصة في عمه ابي طالب فصارت خمس شفاعات قال والسادسة السادسة من انواع الشفاعات الثابتة بالادلة في الكتاب والسنة يقول وشفاعته والسادسة شفاعته؟ سادسة شفاعته لاهل الطاعة المستحقين للثواب في رفع درجاتهم. هذي الشفاعة في رفع الدرجات وهي ايضا للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره ممن يأذن الله تعالى له بالشفاعة كما قال الله تعالى في ذريات المؤمنين الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء فهذا نوع من الشفاعة التي تكون يوم القيامة لاهل الايمان نعم. وقد تقدم بيان ما يختص به وما يشرك فيه غيره. ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضله ورحمته. ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة. وبيان هذا انه لا يبقى في النار احد في قلبه مثقال ذرة من ايمان بل كلهم يخرجون من النار ويدخلون الجنة ويبقى قاف الجنة فضل فينشيء الله لها خلقا اخر يدخلهم الجنة. كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله الله عليه وسلم فيقول الله عز وجل شفعت الملائكة وشفعت النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق الا ارحم الراحمين. فيقبض قبضة من النار. فيخرج قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في افواه الجنة يقال له نهر الحياة. ولا في النار احد في قلبه مثقال ذرة من ايمان. بل كلهم يخرجون من النار ويدخلون الجنة ويبقى في الجنة فضل فينشئ الله لها خلقا اخر يدخلهم الجنة. كما ثبت في في حين من حديث ابي هريرة وانس رضي الله عنهما ان الجنة يبقى فيها فضل فينشيء الله لها اقوام من في الاخرة يقول رحمه الله ويخرج الله من النار اي فضله من غير شفاعة يخرج الله من النار اقواما بغير الشفاعة. يعني يخرجهم تفضلا منه ورحمة بل بفضله ورحمته بفضله اي باحسانه ورحمته التي وسعت كل شيء لكن هؤلاء هم اهل الايمان عندهم ادنى ما يكون من مثقال ذرة من ايمان يقول رحمه الله ويبقى في الجنة فاضل ان يبقى بعد دخول اهل الجنة ممن دخلها ابتداء دون عذاب. وممن دخلها بالشفاعة بعد ان يأذن الله تعالى بالشفاعة للشافعين يبقى في الجنة فظل اي ما كان واسع طيب ينشئ الله تعالى بفضله لها اقواما يخلقهم الله تعالى فيدخلهم الجنة برحمته وعظيم احسانه وفضله هذا بعد استقرار اهل الجنة في الجنة واستيفاء اهل الجنة لما اعده الله تعالى لهم من الفضل والعطاء وواسع البر سعد وقد جاء ذلك فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ان الله عز وجل يقول شفعت الملائكة وشفعت النبيون وشفع المؤمنون شفعوا في من اذن الله ان يشفعوا فيه. ولم يبق الا ارحم الراحمين. والله لا يشفع عند احد جل في علاه. فله الامر جل في علاه انما يقضي ما يشاء ولذلك قوله ولم يبقى الا ارحم الراحمين اي فيما يتفضل به على من يشاء من اهل النار ان يخرج منها دون جماعة الشافعين بل بفضله ورحمته فيقبض قبضة من النار وهو جل وعلا الحكيم الخبير العليم فيخرج اقواما لم يعملوا خيرا قط لكن معهم توحيد ليسوا من اهل الشرك والكفر معهم لا اله الا الله لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما اي من العذاب اسأل الله ان يعيذنا واياكم من عذاب جهنم. حمى من يعني كالفحم اسودوا من العذاب وسوء الحال في النار نعوذ بالله من الخذلان. فيلقيهم في نهر الحياة في نهر في افواه الجنة يقال له نار الحياة فينبتون كما ينبت النبات في حمير السيل ثم يدخلهم جل وعلا الجنة ولا يبقى في النار احد في قلبه مثقال ذرة من ايمان ادنى ما يكون من وزن الايمان في قلوب العباد يوجب خروجهم من النار بفظل الله عز وجل وعطائه. بل كلهم يخرجون من النار ويدخلون الجنة ويبقى في الجنة فضل سعى عما عن من دخلها من اهلها يأذن الله تعالى بخلق يدخلهم الجنة كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث ابي هريرة وانس وغيرهما هذا مجمل ما ذكره المؤلف رحمه الله مما يتعلق بالايمان باليوم الاخر فتضمن الايمان باليوم الاخر الايمان بالحياة البرزخية وما يكون في القبور من فتنة وعذاب ونعيم وتضمن الايمان بما يكون في البعث والنشور. وتضمن ما يكون من الحساب والدواوير وفصل القضاء وورود الحوض والمرور على الصراط والوقوف على القنطرة وتضمن الايمان بالشفاعات التي ثبتت للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره ممن يأذن الله تعالى له بالشفاعة وتضمن انتهاء الناس الى المستقر واما في الجنة واما في النار فريق في الجنة وفريق في السعير. يقول رحمه الله بعد ذكر جميع ما تقدم مما يتعلق بهذا الاصل. اصل الايمان اليوم الاخر يقول واصناف ما تظمنته الدار الاخرة واصناف ما تظمنته الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء. والاثار من العلم المأثور عن الانبياء وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده اي ان تفاصيل ما يتعلق بهذه الامور جاء بيانه وذكره في كتاب بالله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على نحو من البيان والتفصيل لم يأت بالرسالات قبل هذه الرسالة فان القرآن فيه ذكر المعادي واقامة الحجج عليه وتفصيله ووصف الجنة والنار ما لم يذكر مثله في التوراة مع كونه من اعظم ما انزل على المرسلين ولهذا يقرن سبحانه بين التوراة والقرآن كثيرا. بل ان في القرآن والاحاديث عنه صلى الله عليه وسلم من الاخبار بما سيكون في الدنيا. وفي الاخرة اضعاف اضعاف ما يوجد عن الانبياء قبل هذه الخاتمة التي ختم بها المؤلف رحمه الله هذا الاصل اصل الايمان باليوم الاخر قرر فيه ان ما جاء في القرآن والسنة. مما يتصل بالايمان باليوم الاخر جاءت به الكتب سابقة فجاء في التوراة والانجيل وسائر ما انزله الله تعالى على المرسلين من من الكتب والبيان فيقول رحمه الله واصناف ما تضمنته الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة فليس من العلم الذي خص الله تعالى بهذه الامة بل هو من العلم المشترك بين المرسلين وبين النبيين. ولذلك الايمان باليوم الاخر هو من الاصول التي عليها الرسالات كما قال الله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا. فلهم اجر عند ربهم ولا خوف عليهم ولا يحزنون فاثبت الله في في ثياب الاية للامم السابقة الايمان به والايمان باليوم الاخر والعمل الصالح. وهذه الاصول الثلاثة تواطأت عليها كلمات المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم. ما الذي تميزت به هذه الرسالة؟ فيما يتعلق باليوم في الاخر عن بقية الرسالات الذي تميزت به هذه الرسالة الخاتمة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم انها كانت اوسع بيانا انها كانت اوسع بيانا وايظاحا لما يكون في اليوم الاخر في الحياة البرزخية وفي البعث والنشور وفيما يلي ذلك من احوال يوم القيامة. ولذلك قال المؤلف رحمه الله بعد ان ذكر وجود ذكر اليوم الاخر في كتب الامم السابقة قال والاثار من العلم المأثور عن الانبياء. قال وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم سنته وما حفظ من اقواله من ذلك اينما يتعلق بالايمان باليوم الاخر ما يشكي ويكفي فمن ابتغاه وجده ومعنى هذا لا حاجة بهذه الامة الى ان تطالع كتب الامم السابقة لا في هذا الاصل ولا في غيره فقد جاء الله تعالى بهذا النور المبين، وهذا القرآن العظيم، وهذه السنة المطهرة التي بين الله تعالى بها للناس كل ما يحتاجونه مما يصلح به معاشهم ومما يصلح به معادهم فمن اقبل على الكتاب والسنة ولزم ما دلت عليه من الادلة نجا وسلم وابصر واهتدى وكان كما قال الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة اوى انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا صدق به وان يجعلنا من حزبه واوليائه وان يوفقنا الى العلم النافع والعمل الصالح وان يسلك بنا سبيل الهدى والرشاد وان يتبعنا سنة خير الانام وان يورثنا جنة عدن بفضله ومنه وكرمه. وان يجعلنا ممن يقدم عليه امنا اللهم اجعلنا ممن يأمن يوم الفزع الاكبر يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اجعلنا من الامنين واحشرنا في زمرة سيد المرسلين. واوردنا يا رب العالمين وارزقنا مرافقته في الجنة يا جليل يا عظيم واغفر لنا الخطأ والزلل برحمتك وفضلك يا رب العالمين