وهم بخالصة ذكرى الدار نقف على هذه التفصيلات ونجيب على ما يسر الله من الاسئلة يكون فيها الناس فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر انواع الاموال لاجل استيعاب ما تتعلق به النفوس منها سواء كانت نقودا او كانت متاعا مما يتعلق به الناس فهذا وذاك الحمد لله حمدا كثيرا طيبا وبارك فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد له الحمد كله اوله واخر ظاهره وباطنه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فكنا قد شرعنا في الحديث عن ارادة الانسان بعمله الدنيا وما جاء في ذلك من اية وحديث ونستكمل ذلك ان شاء الله تعالى في هذا المجلس اسأل الله ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يسدد القول والعمل وان يرزقنا الصواب في المقال والحال بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين امين يا رب انسان بعمله الدنيا. وقول الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة. ان رضي وان لم يعط سخط تعس وانتكس واذا شيك فلن تقش. طوبى لعبد بعنان فرسه في سبيل الله. اشعث رأسه مقبرة قدمه. ان كان في الحراسة كان في الحراسة وان كان في الساقة كان في الساقة. ان استأذن لم يؤذن انه وان شفع لم يشفع تكلمنا على قول الله جل وعلا من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار. وحبط ما صنعوا فيها باطل ما كانوا يعملون وهذا يكون في الكفار في حق من اراد بايمانه الدنيا كالمنافقين الذين يؤمنون لاجل عصمة دمائهم واموالهم ولاجل الانتفاع بالايمان في مصالح الدنيا واما من اراد بعمل معين شيئا من الدنيا فهذا بالتأكيد انه ينقص الاجر والثواب ويعرض الانسان للعقوبة والعذاب وقد ذكر المؤلف رحمه الله حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وهو متضمن خبرين او دعائين الخبر الاول عن الشقي والخبر الثاني عن السعيد اما الاول فهو الخبر عن من تعلق قلبه بالدنيا وانصرف عن الاخرة تعلقا تاما تاما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة قوله صلى الله عليه وسلم تعس يحتمل ان يكون دعاء فيكون قد دعا عليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالشقاء والهلاك والبوار فالتعاسة قرينة هذه الامور جميعا فقوله صلى الله عليه وسلم تعس اي شقي اما دعاء ويحتمل ان يكون خبرا فيقول اما دعاء واما خبرا اي ان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن شقاء من هذه الو وهو من تعلق قلبه بالدنيا تعلقا على هذا النحو الذي وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بان كان عبدا بالدرهم والدينار عبدا للخميصة والخميلة فقوله صلى الله عليه وسلم تعس هذا ضد سعد بمعنى شقي وقيل عثر وقيل اصابه الشر وقيل انكب على وجهه كل هذه المعاني قيلت في تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم تعس فهي اما خبر من النبي صلى الله عليه وسلم عن شقاء حال هذا العامل واما دعاء عليه بما ذكر صلى الله عليه وسلم من التعاسة وهي الشقاء البلاء والشر والمذكورات اربعة امور الدينار والدرهم وهذه هي العملات التي يتبادل بها الناس التجارات والاموال والخميسة والخميلة هذان نوعان من الثياب وهما من انفس الثياب فيما يتعلق بالملابس وفيما يتعلق بما يستعمل من الثياب التي يجلس عليها او يصدر بها الاماكن التي في تعلق القلب بها سواء في استحقاق الذم ولكن هذا لا ينافي ما فطر عليه الانسان من محبة المال فان الله عز وجل اخبر في محكم التنزيل عن الناس بانهم يحبون المال حبا جما. كما قال الله تعالى وتحبون المال حبا جما فمحبة المال مجبور عليها قلب الانسان لكن المحذور في ذلك هو ان يصل هذا الحب الى درجة التعلق فعليه والي ويعادي وبه يحب ويبغض وهو مقدم عنده على كل محبوب. هنا يقع الحرج وتقع المؤاخذة كما قال الله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها ومساكن ترضونها وتجارة تخشون الكساد ومساكن ترضونها ثمانية مذكورات احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله الله لا يهدي القوم الفاسقين فذكر الله عز وجل هذه المحبوبات التي تتعلق بها النفوس ولم يذم محبتها من حيث الاصل انما ذم ان تتعلق بها القلوب الى درجة ان تقدم على محبة علام الغيوب. سبحانه وبحمده. هنا يقع الحرج وهنا يقع الاشكال والمحبة للمال درجات من المحبة ما يستوعب القلب حتى يكون الانسان بصفة العبد لما يحب خدمة وتعلقا ورضا وغضبا ولذلك قال صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار واليوم تعس عبد الريال وعبد الدولار وعبده الجنيه وعبد الدرهم وسائر عملات الناس عملات الناس اليوم تقوم مقام الذهب والفرظة في التعلق فمن تعلق قلبه بالنقود والاموال تعلقا يجعله خادما لهذه الاموال مقدما لها على طاعة الرحمن فانه يكون بذلك شقي يكون بذلك شقي يكون بهذا العمل شقي في دنياه شقي في اخراه فانه لا يدرك سعادة ولا برا ولا فوزا ولا نجاة ولا نجاحا بهذا التعلق الذي يجعله عبدا خادما للاموال. فقوله صلى الله عليه وسلم عبد الدينار تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم. تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة كل هذا بيان لعظيم ما يدركه الانسان من الشقاء بتعلقه بهذه الاموال حتى يكون عبدا لها خادما لها لا تخدمه هذه الاموال بل هو يخدمها لا يهنأ بها بل هي شقاء عليه. ولذلك سمي عبدا واما الخميسة والخميلة فالخميسة والخميلة نوعان من المتاع منه ما يجلس عليه ومنه ما يلبس. اما الخميصة فهي ما يجلس عليه نوع من الكساء والثياب الفاخرة يجلس عليها. واما الخميلة فهي ما يرتدى من الثياب. قيل الخبيلة من ارخص الثياب وقيل بل هي ثياب نفيسة. فاذا قيل انها من ارخص الثياب دل ذلك على ان التعلق بكل المال ما كان منه شريفا وما كان منه وضيعا فانه مذموم. واما وجه تسمية المتعلق بهذه الاموال على هذا النحو الشديد عبدا لان القلب اذا ملئ حبا بشيء فانه سينصرف عن غيره فيوالي يعادي عليه ويحب ويبغض عليه وكما قال الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصفه ان اعطي رضي وان لم يعطى سخط بهذا يكون الانسان عبدا للمال لشدة تعلقه بها اي بهذه الاموال وانصرافه اليها عن غيره وانصرافه اليها عن غيرها وقيل ان وسط العبودية استحقه هذا لانه اعتقد ان هذه الاموال هي التي تجلب له النفع وهي التي تدفع عنه الضر فبقدر ما معه من قال يجلب المنافع وبقدر ما معه من المال تندفع عنه المضار. فتصبح هذه الاشياء هي مستعانه هي متعلقه لا يلتفت الى سواها بل قلبه معلق بها في جلب الخير ودفع الظر ولذلك سمي بهذا الاسم. قال صلى الله عليه وسلم في بيان شدة التعلق بهذه الاموال قال ان اعطي رضي وان لم يعطى سخط يعني هذه حاله لشدة التعلق رضاه وغضبه هو بقدر ما يحوز من هذه الاموال ويحصل. فان اعطي رضي ان لم يعطى سخط وبهذا يكون عبدا للمال لانه علق قلبه بها وجعل رضاه وغضبه ومحبته وبغضه وفق ما يكون في هذه وفق ما يصله من هذه الاموال ثم قال صلى الله عليه وسلم في تأكيد المعنى السابق تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش. هكذا قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم في بيان سوء حال هذا الرجل وانه بلغ من الحال ان ينتكس عن كل خير وينقلب عن كل بر ولا يدرك كل فضيلة بل لا يدبر حتى اهون ما يكون من المصالح. ولذلك قال واذا شئت فلا انتقش. يعني اذا اصابته شوكة فلا يتمكن من اخراج الشوكة وهذا لواحد من امرين اما لتعلق قلبه بالمال حتى يذهل عما يصيبه واما لكونه لما تعلق قلبه بالمال وكله الله الى نفسه والى ما تعلق به كما قال صلى الله عليه وسلم من تعلق شيئا وكل اليه ومن وكل الى نفسه او الى غير الله فقد وكل الى هوان حتى لا يحسن ان يخرج الشوكة اذا اصابته لا يخرج الشوكة لا يخرج الشوكة من قدمه اذا صابته ولذلك قال صلى الله عليه وسلم تعس وانتكس واذا شئت فلا انتقش اما خبر كما تقدم عن حاله واما دعاء عليه بان يبلغ به الحال هذا المآل وهو انه لا يستطيع ان يصل الى ادنى ما يكون من مصالح له حتى في اخراج الشوكة التي تصيبه. هذا هو القسم الاول وهو من علق قلبه بالدنيا علاقة تامة حتى صرفته عن الاخرة فهي منتهى رغبته ومنتهى امله. يقابله من كان قلبه معلقا بالله عز وجل وهو الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بطوبى او اخبر عنه بطوبا. فقوله صلى الله عليه وسلم طوبى لعبد اخذ بعنان فرسه هذا المقابل للاول وقوله صلى الله عليه وسلم طوبى طوبى اما ان يكون دعاء دعا له بطوبا وطوبى هي شجرة في الجنة هكذا قال بعض اهل العلم وصفتها احاديث متعددة تدل على عظيم هذه الشجرة وكبير النعيم المحصن بادراكها فالنبي صلى الله عليه وسلم يدعو له بهذه الشجرة والدعاء بهذه الشجرة التي في الجنة متضمن الدعاء له بالجنة. فهو دعاء له بالجنة لان الشجرة في الجنة. ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الشجرة يلزم منها ان يكون صاحبها من اهل الجنة نسأل الله ان نكون منها من اهلها اما المعنى الثاني لطوبى فهو اوسع دلالة. حيث قالوا طوبى مأخوذ من الطيب مصدر مأخوذ من الطيب وهو كل ما طاب به حال الانسان في الدنيا والاخرة وهذا يشمل نعيم الدنيا ونعيم الاخرة لا يقتصر على نعيم الاخرة فقط بالشجرة التي في الجنة بل يشمل كل نعيم تطيب به حال الانسان في الدنيا وفي الاخرة فمعنى قوله طوبى لعبد اي اما دعاء بان دعاء ويكون المعنى ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل سأل له الله ما تطيب به حاله في الدنيا وفي الاخرة وهذا من اوسع الدعاء واجمعه ولذلك كان اوسع دعاء بالخير هو قول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. لانك تسأل الله عز وجل كل ما تحسن به حالك في دنيا وكلما تحسن به حالك في الاخرة هذا معنى قوله قولك في الدعاء ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار يكون معنا طوبى على هذا التفسير ان النبي سأل الله لهذا الرجل كل ما تطيب به حاله في الدنيا والاخرة نظير ما سأله المؤمن في قوله ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وايهما اوسع مدلولا ان نفسر طوبى بالجنة او بكل ما تطيب به الحال في الدنيا والاخرة ايهما اوسع الاول المعنى الاول او الثاني المعنى الثاني اوسع ولذلك يفسر به قول النبي صلى الله عليه وسلم لانه اوسع دلالة واكثر خير واكثر فضل وخير ويحتمله قوله صلى الله عليه وسلم وقد وعد الله المؤمنين بالجزاء الجزيل والثواب العظيم على صالح العمل في الدنيا وفي الاخرة. يقول الله جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة هذا في الدنيا فلنحيينه حياة طيبة واما في الاخرة قال جل وعلا ولنجزينهم اجرا اهم باحسن ما كانوا يعملون. فجمع الله لهم الثوابين. حياة الطيبة في الدنيا وفي الاخرة والجزاء الحسن على صالح العمل في الدارين وفضل الله واسع. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف هذا الذي دعا له بطوبا او اخبر انه نال الطيب قال طوبى لعبد ولم يضف عبوديته لغير الله بخلاف الاول عبد الدرهم عبد الدينار عبد الخميصة عبد الخميلة اما هذا فهو عبد لله جل في علاه طوبى لعبد اخذ بعلال فرسه اي اخذ بفرسه في القتال والجهاد في سبيل الله يقول صلى الله عليه وسلم اخذ اخذ بعنان فرسه مغبر مغبر مغبرة قدماه اشعث رأسه مغبرة قدماه يعني قد بلغ به الجهد والتعب ان شعث رأسه وهو التفرق بما يصيبه من الغبار من الغبار ونحوه وطول العهد عن الماء مغبرة قدماه في سبيل الله عز وجل ثم لتمام اخلاصه ولكمال رغبتي فيما عند الله لا يبالي اينما يكون. يكون يكون يكون في المقدمة او يكون في المؤخرة. يكون قائدا او يكون مقودا ان كان في الحراسة كان في الحراسة اي ان كان النفع الذي يطلب منه في الحراسة فهو في الحراسة على اكمل ما يكون حالا وعملا. ولذلك جاء جواب شرط نظير الشرط ان كان في الحراسة كان في الحراسة. هذه الصيغة في الكلام العرب تدل على كمال قيامه بالشرع والعمل الذي وكل اليه. يعني ان كان في صلاة فهو في صلاة. ان كان في زكاة فهو في زكاة بمعنى انه قد كمل ما يكون من حقها هذا العمل الذي دخل فيه صلاة صوم زكاة حج حراسة غير ذلك فقوله صلى الله عليه وسلم ان كان في الحراسة كان في الحراسة اي كان على اكمل ما يكون قياما بالمهمة التي اطلع بها اخلاصا لله واتقانا للعمل وهذا يدل على انه قد جمع شرطي القبول. الشرط الاول ان يكون عمله لله خالصا. والشرط الثاني ان يكون على اكمل ما يكون صلاحا باتباع سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. واتقان بالموافقة لهديه صلى الله عليه وسلم وان كان في الساقة كان في الساقة الساقة هي مؤخرة الجيش ان كان في مؤخرة الجيش اقتضى الامر والمصلحة والمنفعة ان يكون في مؤخرا تأتي مؤخر الجيش فهو كذلك. وهذا يدل على تمام اخلاصه وسرعة رغبته وشدة حرصه على رضا ربه فقد باع نفسه لله على هذا النحو الذي ذكر صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشتان بين من هذه حاله يسعى في مرضاة الله يبذل نفسه في كل ما يقرب من الله وبين ذاك الذي اجهد نفسه في جمع المال وكنزه واحصائه وجمعه هذا وذاك متقابلان شتان بين هذا وذاك. بينهما من الفرق كما بين السماء والارض في فضل وفي رجحان. شتان بين من كان عمله لدنياه وبين من كان عمله لله حيث ما كان رضا الله تجده مسابقا حيثما كان ما يحبه الله تجده مقداما متقدما فهذا طوبى له وذاك الشقاء له والشقاء والطيب في الدنيا وفي الاخرة. نسأل الله ان يبلغنا فظله. والمقصود من هذا ايها الاخوة ان الانسان ينبغي له ان يبذل جهده المقصود من هذا الحديث ان يبذل جهد ان يبذل الانسان جهده في الاخلاص لله وان يبعد عن كل باعماله حظوظ النفس حظوظ النفس ايها الاخوة وهو نصيبها الذي تأمله وتسعى الى كسبه تفسد الاخلاص كثيرا اما بالغائه واما بانقاصه فلذلك احرص غاية الحرص على ان يكون عملك لله خالصا. وان تكون على ما يحب وان تبعد حظوظ النفس وهذا يحتاج الى دوام معالجة ودوام نظر وانك لا تريد الا ما يريد الله عز وجل فانت عبد لله تسعى في مرضاته وتبذل جهدك في نيل ما يحب ويرضى سبحانه وبحمده احرص على هذا فاذا حرصت وبذلت ستكون باذن الله من الفائزين ايها الاخوة هنا مسألة مهمة ما تأثير قصد الدنيا على العمل الصالح ما تأثير قصد الدنيا على العمل عندما تعمل عملا صالحا فلا يخلو الحال من عدة صور اذا عملت عملا صالحا فثمة احوال ينبغي ان تتنبه اليها حتى تعرف نصيبك من العمل ان يكون عملك للاخرة لا تبتغي سوى الاجر من الله لا تبتغي سوى الاجر من الله عز وجل وهذا له الفوز والسبق وهو الذي قال فيه الرب جل في علاه من كان يريد الحياة الدنيا وهو الذي قال الله عز وجل فيه من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه نسأل الله ان يكون ان منهم هذا حال من عمل يريد الاخرة يريد ما عند الله في عمله لا يقصد سواه ولا يبتغي الاجر من غيره سبحانه وبحمده هذا هو القسم الاول وهو ان يريد ما عند الله عز وجل عمله فهذا صاحبه فائز سابق اما النوع الثاني هو ان يريد بعمل الاخرة الدنيا اذا النوع الاول عمل المخلصين المخلصين والنوع الثاني وهو من يعمل عملا صالحا يريد به الدنيا يصلي يريد مصلحة يزكي يريد منفعة يحج يريد شيئا من امور الدنيا. هذا العمل وهو ان يعمل عملا صالحا يريد به الدنيا يذهب على صاحبه الاجر فمن كان مراده من من العمل الصالح ما يحصله من المكاسب الدنيوية فانه خاسر. مثال ذلك الذين يحجون بمال عن الغير وليس لهم غرظ في هذا الحج ولا في هذا السعي ولا في هذا العمل الا هذه الدراهم التي يأخذونها. هؤلاء لا اجر لهم هؤلاء لا اجر لهم ليس لهم اجر وينبغي لمن يريد ان ينيب ان او يوكل احدا في الحج الا يوكل امثال هؤلاء لان هؤلاء لن يقيموا الحج ولا العمرة على الوجه المطلوب. بل ينبغي ان ينيب من يأخذ ليستعين بالاخذ على طاعة الله وليس من يجعل طاعة الله سبيلا للاخذ وفرق بين هذا وذاك من اخذ ليحج هذا اخذ لاجل ان يستعين بما اخذ على الحج هو له رغبة في الحج. ولا عنده قدرة لكن فتح الله له من قال تحج عن عمي عن جدي عن ابي عن مريظي فاعطاه مالا يحج به فهذا له اجر وما اخذه عون له على طاعة الله لكن من لا غرظ له بالحج ولا يفكر ولا له همة في هذا العمل لكن يريد هذه الدراهم التي وضعت لمن يحج فاخذ فحج ليأخذ حج لاجل ان يأخذ المال فهذا يصدق عليه قول النبي صلى الله عليه قول الله عز وجل من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون لا ليس له ثواب ولا اجر في الاخرة. هذه هذا هو القسم الثاني من الاقسام. القسم الثالث ان يحج ان يعمل العمل الصالح يريد الاخرة ويريد الدنيا وهذا في كثير من الاعمال يقع لكثير من الناس ان يكون العمل الصالح مخلوطا يريد فيه الدنيا ويريد فيها الاخرة يريد الاجر ويريد الثواب فما حكم هذا؟ هذا على احوال له اقسام واحوال او هذا القسم له احوال نتنبه لها حتى نرى اين نحن؟ المأمول والمطلوب والمرغوب والذي ينبغي ان نسعى اليه ان تخلص اعمالنا لله وان لا نقصد بعملنا سواه والا يكون في قلبنا الا ارادة الاخرة لكن احيانا تدخل الدنيا على الناس وهذا اصاب الاخيار والافاضل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر الله عز وجل في غزوة احد منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. قال عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه لم اكن اظن ان احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريد حتى نزلت هذه الاية والدنيا هنا هي المغانم التي كانت قد تعلقت بها نفوس بعض الرماة فعصوا امر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا لاخذ الغنائم فوقعت الهزيمة باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وشج رأسه وكسرت رباعيته وادمي وجهه صلى الله عليه عليه وسلم. لقد صدقكم الله وعده. اذ تحسونهم باذنه. حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون ما الذي اراهم ما يحبون؟ النصر رأوه في اول المعركة لكن عصوا وتنازعوا وفشلوا فتحول الامر من بعد ما اراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة تاء لذلك ينبغي ان يحرص المؤمن على تنقية قلبه وتطهيره من ارادة الدنيا. لكن وجود ارادة الدنيا في القلب مع ارادة الاخرة لها احوال ينبغي ان نعرف هذه الاحوال حتى نرى ما يمكن السلامة ايه؟ وما لا يمكن السلامة فيه. ان يريد الحالة الاولى ان يريد الدنيا ان يريد من الدنيا ما جاء ما جعل خبر عن الله وعن رسوله في انه ثمرة للعمل الصالح ان يريد من الدنيا ما جاء الخبر عن الله او عن رسوله بانه ثمرة العمل الصالح فهنا لا حرج في ارادة هذا الامر من امر الدنيا مع ارادة الله والاخرة مثال ذلك صلة الارحام قال النبي صلى الله عليه وسلم من احب ان يبسط له في اثره من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل ايش رحمه صلة الارحام سبب لبسط الرزق ولانساء الاثر انساء الاثر له معنيان اما الذكر الحسن واما طول الاجل طول الحياة هذا معنى قوله او ينسأ له في اثره هاتان الفائدتان بسط الرزق وانساء الاثر مقاصد لاسيما آآ اذا قلنا طول العمر كلها مقاصد دنيوية. اليس كذلك؟ من وصل رحمه طاعة لله ورجاء تحصيل هذه المرتبة على صلة الرحم. يريد بسط الرزق وانساء الاثر هل في هذا القصد حرج؟ الجواب لا. لماذا؟ هذا يريد الدنيا لان الشريعة اخبرت بان من ثمار العمل الصالح وهو صلة الرحم في هذه الصورة ان يبسط له في اثره ان ستره في رزقه وينسأ له في اثره فهذا ثمرة العمل الصالح. فاذا قصد ما اخبرت الشريعة بانه نتيجة العمل الصالح فلا حرج عليه. ومنه ايضا بل الاستغفار فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا. انزل المطر مو من مصالح الدنيا ومكاسبها فاذا استغفر لانزال الامطار ينزل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. هذه كلها مقاصد دنيوية مرتبة على الاستغفار فاذا استغفر يطلب الله العفو والتجاوز ويأمل انفتاح البركات عليه هل في هذا حرج؟ الجواب لا ليس في ذلك حرج لكن ايهما اكمل؟ سؤال ايهما اكمل؟ ان يعمل خالصا لله لا ينظر لاي مصلحة تأتيه من طاعة الله عز وجل في الدنيا ام ان يخلط يريد الاخرة او يريد ما ذكرت الشريعة انه ثمرة العمل الصالح الذي يظهر والله اعلم ان الاكمل هو الاخلاص لكن الشريعة اخبرت ببعض المنافع المرتبة على العمل الصالح تشجيعا للنفوس وترغيبا لها حتى تقدم وتقبل على طاعة الله. وحتى تعلم ان الطاعة والاستقامة ليست ليس جزاؤها فقط في الاخرة بل يدرك من جزاءه في الدنيا ما يدرك فضل الله واسع فضل الله واسع فهذا هو الحالة الاولى من ارادة الدنيا مع الاخرة في العمل الصالح ومثله ايضا الجهاد في سبيل الله فمن جاهد يبتغي ما عند الله لكن قال لعل الله يفتح لي باب رزق من الغنائم طبعا هذا في الزمن الذي كان فيه جهاد طلب نصرة للاسلام قال النبي صلى الله عليه وسلم لاحد الصحابة تزوج وكان قد تزوج على مال لم يقدر عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم على كم تزوجت؟ يعني كم من المال طلب منك مهرا في زواجك؟ فقال على اربع اواق من ذهب او فضة والغالب انه من ذهب فقال النبي صلى الله عليه وسلم على اربع اواق والظاهر انها من فضة كانما تنحتون الفظة من عرظ هذا الجبل يعني شيء كثير كانه الفظة عندكم باليسر انك تنحت الجبل وتتساقط عليك الفضة وهذا انكار منه صلى الله عليه وسلم على كثرة المهور وعلوها لا سيما من ممن قل ما في يده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم كانما الفضة من عرض هذا الجبل ما عندنا ما نعطيك ما عندي شيء اعطيك اساعدك في الزواج ولكن عسى ان نبعثك في بعث يعني في قتال وجهاد تصيب منه. فدل ذلك على انه لو جاهد في سبيل الله لقصد نيل رزق فلا حرج فان هذا القصد لا بأس به لان هذه ثمرة من ثمار الجهاد دنيوية فلو قصدها لا حرج في ذلك لكن اي ما اكمل الاكمل بالتأكيد ان يكون قصده في عمله الاخلاص لله. اذا كان من غزى غنم غزى فغنم تعجل شيئا من اجور عمله فكيف بمن قصد ذلك؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من سرية او غازية تغزو فتغنم وتسلم الا كانوا قد تعجل قد تعجلوا ثلثي اجورهم فكان التعجل سببا لنقص اه تعجل الثمرة سببا لنقص الاجر اما القسم الحال الثانية من احوال ارادة الدنيا بالعمل الصالح ان يريد امرا مطلوبا للشارع ان يريد من العبادة امرا مطلوبا للشارع اي يحبه الشارع. فهذا لا بأس به ومثاله يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. فمن صام ليجي نفسه عن الشهوات هذا مقصود للشارع. وهذه ثمرة يدركها في الدنيا وهو ان يكف نفسه عن الشهوات وبذلك ينجح ويربح فهذا قصده مشروع ولذلك ولذلك ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم فالعبادة فالصيام على على سبيل المثال يقصد بها التعبد فلو قصد بالصوم تحصيل تحصيل العفاف والنجاة النجاة من اشتداد الشهوة كان مأجورا على ذلك الحال الثالثة من ارادة الدنيا مع الاخرة في العمل ان يريد ما لم يذكره الله عز وجل لكنه قصد تابع وليس قصدا اصليا فهذا ينقص الاجر مثال ذلك ان يعمل عملا صالحا ويقصد بالعمل ثواب الاخرة. ولكن يجني منه مصلحة دنيوية فهذا عمله صحيح لكنه ناقص اي ناقص الاجر ومثاله من حج ليقضي حاجة اخوانه واخذ على ذلك عوضا لكن ليس قصده فقط المال انما قصده تحقيق رضا الله عز وجل. القسم الثالث من اقسام ارادة الدنيا بالعمل هو ان يقصد الثمرة التي هي من حظوظ النفس استقلالا يقصد الدنيا لا يقصد الاخرة تمن حج ليأخذ على سبيل المثال او جاهد يذكر او ما اشبه ذلك فهذا يذهب عنه ما امل من خير فاذا لم يكن في قلبه الا ذلك لم يكن له اجر في العمل بالكلية ويذكر في هذا ما جاء في حديث يعلى بن منية ان رجلا استأجر شخصا ليجاهد عنه بثلاثة دنانير فقال النبي صلى الله عليه وسلم عن ذاك الذي خرج لاجل ان يأخذ هذه الدنانير الثلاثة ما اجد له في غزوته هذه في الدنيا والاخرة الا دنانيره التي سماها اي التي اخذها هذا بعض ما يتعلق بالاقسام فيما يتعلق بارادة الدنيا نسأل الله ان يرزقنا واياكم الاخلاص في القول والعمل وان يصرف عنا ما لا يحب ويرضى وان يجعلنا من اهل الاخلاص الذين اخلصهم