السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون. واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين رب العالمين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره ولزم نهجه باحسان الى يوم الدين اما بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يترك خيرا يقرب الى الله عز وجل الا بينه للامة وجلاه على نحو لا يلتبس ولا يشتبه وقد ترك الامة على محجة البيضاء سبيل بين واضح ظاهر لا لبس فيه ولا غبش تركها على دين كامل لا نقص فيه شهد الله له بالكمال فقال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فمن رغب في كمال دينه وتمام امره وصلاح دنياه واخرته فليلزم ما كان عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم في القول والعمل وفي العبادة والمعاملة فان نهجه وسبيله اكمل الطرق و اوثقها في الوصول الى رحمة الله وفضله وبره واحسانه كما قال جل في علاه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر فمن طمع في فضل الله وطمع في الفوز في الاخرة فان طريق ذلك هو ان يلزم سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ولهذا يجب على المؤمن ان يعتني بهذا اعظم عناية فائقة حتى يسلم من الضلالات والانحرافات. ويدخل الى البر والتقوى والصلاح والتسديد وان النبي صلى الله عليه وسلم بين للامة كل ما تحتاج اليه في امر عبادتها وفي امر معاشها حتى قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم العبادات قال صلى الله عليه وسلم في الصلاة صلوا كما رأيتموني اصلي. وقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الحج خذوا عني مناسككم لعلي لا القاكم بعد عامي هذا وهكذا في كل ما تركه صلى الله عليه وسلم في كل ما فعله صلى الله عليه وسلم من عمل بينه وجلاه للامة على وجه على وجه لا يلتبس ولا يشتبه فمن اراد الهدى من اراد الصلاة من اراد النجاح من اراد الفوز من اراد السعادة فليلزم هدي النبي صلى الله عليه وسلم ياسر على طريقه فسيبلغ فوز الدنيا ونجاة الاخرة وفي شأن الصلاة على وجه الخصوص وهي العبادة التي بها يناجي العبد ربه اتقان الطاعة والعبادة واذا قام في قلبه اجلال ربه كان ذلك من اسباب حضور قلبه في صلاته. فاذا قال الله اكبر معظما لله مستحظرا عظمة الرب جل في علاه وانه اكبر من كل شيء. كان ذلك ويدرك فضله واحسانه قال النبي صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي وهذا الامر النبوي ليس مخصوصا حركات الظاهر فقط بل ان المأمور في هذا هو ان يقيم الانسان الصلاة ظاهرا وباطنا بقلبه وقال به على نحو ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان الصلاة اذا كانت على وفق نهجه وعلى نحو طريقه كانت سببا للفوز والنجاة. وكانت طريقا للفوز والسابق وحصل بها العبد خيرا عظيما وسبقا كبيرا ولذلك كان اول ما اشاد الله تعالى به في شأن الصلاة ما يتعلق بالسر والقلب والباطن الذي تنعكس اثره ويظهر ثمره في القول والعمل. قال الله تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والاصل في الخشوع انه عمل القلب لكن هذا العمل ليس مقصورا على القلب فقط لا اثر له في القول ولا اثر له في المعاملة ولا اثر له في في في الهيئة والعمل بل له اثر في القلب في القول خضوعا وخشوعا وله اثر في البدن سكونا وطمأنينة فيتحقق بذلك العبد الكمال في سره واعلانه في ظاهره وباطنه ويكون بذلك محققا لما امر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله صلوا كما رأيتموني اصلي نقرأ في هذا المجلس ان شاء الله تعالى شيئا من الاحاديث النبوية التي فيها بيان كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ونجيب ان شاء الله تعالى في اخر المجلس على ما يسر الله تعالى من الاسئلة الواردة فمن كان عنده سؤال فليكتب سم بالله يا اخي الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا الخمسة وفيه وكان يقول بعد التكبير اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفسه وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين وكان اذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه. ولكن بين ذلك. وكان اذا رفع من ركوعي لم يسجد حتى يستوي قائما واذا رفع من السجود لم يسجد حتى يستوي جالسا وكان يقول في كل ركعتين التحية. وكان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى وكان ينهى عن عقبة الشيطان. وينهى ان يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع وكان يختم الصلاة بالتسليم. اخرجه مسلم وله علة الحديث الاول حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنه بما يشرع ان يقوله المصلي في افتتاح صلاته الصلاة مناجاة بين العبد وربه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء في الصحيحين اذا قام احدكم في الصلاة فانه يناجي ربه اي انه يحادث الله تعالى مسارة المناجاة في كلام العرب تطلق على الحديث الذي يكون مسارة بين المتحدثين. ولا ريب ان الصلاة مناجاة بين العبد وربه. فانه ما من قول يقول هو العبد الا ويجد له جوابا من الرب جل في علاه كما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الرب جل في علاه حمدني عبدي هذا هو المناجاة. فلا يقول المصلي شيئا من الاقوال الا والله عز وجل يجيبه. ويرد عليه في قوله. فاذا قال العبد الرحمن الرحيم قال الله عز وجل اثنى علي عبدي واذا قال العبد مالك يوم الدين قال الله عز وجل مجدني عبدي وهكذا الى اخر الفاتحة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الالهي مناجاة العبد لربه وما يكون بينه وبين الله من القول والرد. وذاك فضل الله عز وجل. ولهذا ينبغي للمؤمن ان يستحضر هذا المعنى في صلاته. وذلك في المفروظات والمكتوبات في الجماعات وحال الانفراد هو في مناجاة مع الله عز وجل. فليحسن وقوفه بين يديه بين يدي ربه وليستحظر عظمة هذا الموقف وعظمة هذه المناجاة فان ذلك مما يجعله من السابقين المفلحين كما قال تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. ايها الاخوة اول ما يفتتح به المصلي صلاته تكبير الله تعالى وتعظيمه واجلاله. بقوله الله اكبر وهي تكبيرة الاحرام التي يدخل فيها التي يدخل بها في صلاة فاذا دخل في الصلاة كان هذا حاملا له على من ممهدات حضور القلب ما يكون في الصلاة من الحمد والثناء والتمجيد والذكر والدعاء. ثم يشرع العبد بعد ذلك في الاستفتاح. وهذا تمن تكبيرة الاحرام ركن يدخل بها المؤمن في الصلاة ثم بعد ذلك يسن له ان يستفتح احد اذكار الاستفتاح المشروعة ومن ذلك قول سبحانك اللهم ربنا وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك فهذا تمجيد وتعظيم لله عز وجل بتسبيحه وتحميده وذكره الهية جل في علاه وانه لا يغني عنه شيء سبحانه وبحمده. بعد هذا يشرع المؤمن في قراءة القرآن لان قراءة القرآن هي ركن العبادة حال القيام وحال القيام يطلب من العبد ان يقرأ كما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة بتعليم النبي صلى الله عليه وسلم للرجل المسيء في صلاته حيث قال له صلى الله عليه وسلم اذا قمت الى الصلاة فاسبغ الوضوء واستقبل القبلة ثم كبر. ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن قراءة القرآن هي مفتاح الاذكار والعبادات المفروضة في الصلاة ولذلك يقرأ المؤمن القرآن على وجه الوجوب وهو ركن من اركان الصلاة. لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. ولما فكانت قراءة القرآن عبادة امر الله تعالى فيها بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. كان من المشروع في الصلاة ان يفتتح المصلي قراءته بالاستعاذة بالله عز وجل من الشيطان الرجيم كما قال تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم فامر الله تعالى المؤمن اذا قرأ القرآن اي اذا اراد قراءته وهنأ بتلاوة ايات الكتاب ان يبتدأ ذلك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وهنا تنبيه لماذا شرعت الاستعاذة في بداية القراءة الشيطان هو العدو المتربص بالانسان في كل احواله في دقيق امره وجليله في سره واعلانه في يقظته ومنامه فهو العدو المرصد الذي لا تنفك عداوته ولا تفتر ولا سبيل للوقاية من عداوة الشيطان وشره الا بالاعتصام بالله والاحتماء به والالتجاء اليه ولهذا لما ذكر الله تعالى انواع العداوات التي تكون بين الخلق قال جل وعلا في عداوة الانس ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ايش كانه ولي حميد فينفع في العدو الانسي المدافعة والمداراة والتغافل لكفاية شره ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم لكن في العدو الشيطان ليس ثمة سبيل للسلامة من شره الا بالالتجاء والاعتصام بالله خالقه. ولذلك قال واما ينزغنك من الشيطان نزغ ماذا تصنع فاستعذ بالله اي احتمي به واعتصم به والجأ اليه اطلب منه العصمة والحماية والحفظ فليس فليس ثمة سبيل لتوقي كيد الشيطان والسلامة من عداوته وشره الاعتصام صام به جل في علاه وصدق اللجأ اليه في طلب الحماية من هذا العدو الذي لا تفتر عداوته فان عداوة الشيطان للانسان سابقة لخلق الانسان الله عز وجل لما اخبر بانه سيجعل في الارض خليفة خلق ادم جل في علاه وسواه بيده قبل ان ينفخ فيه الروح وكان ادم قد مكث مدة من الزمن على هيئته التي خلقه الله تعالى قبل ان ينفخ الله فيه الروح وكان في الجنة فجاء الشيطان وادم لن تنفخ فيه الروح فطاف به كما في الصحيح للحديث في صحيح البخاري طاف به ينظر الى هذا المخلوق الجديد وما ميزه الله تعالى به وما ما وهبه الله تعالى اياه من الميزة التي اغرت الشيطان بالحسد والعداوة قبل ان ينفخ فيه الروح وقبل ان يؤمر بالسجود فرآه اجوف يعني رأى خلق ادم اجوف فيه جوف فلما رأى انه اجوف علم انه لا يتمالك. هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما معنى لا يتمالك؟ يعني ان الشيطان نضع ان الانسان ضعيف في بنيته ضعيف في نفسه ضعيف في كل شأنه كما قال كما قال الله تعالى في وصف خلق الانسان ايش وخلق الانسان ضعيفا انسان ضعيف في بنيته ضعيف في نفسه ظعيف في خلقه لا سبيل له الى التخلص من هذا الظعف واثاره الا بالاعتصام بالله عز وجل واللجأ اليه. والشيطان قد قال الله تعالى في قبل ان يخلق قبل ان يدخل ادم الجنة. قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين. الا لك منهم المخلصين وقال ربي بما اويتني قال فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم اي لبني لادم وذريته لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم. اذا هو جمع نوعين من المضارة للانسان. اولا القعود في الطريق. انت لما تريد ان تسلك الى جهة من الجهات. وهناك من هو قاعد في طريقك. الا يعثرك؟ الا يعيق مسيرك؟ الا وصولك الى غايتك؟ بلى الشيطان قاعد لنا في طريق الجنة. الشيطان قاعد لنا في طريق العبودية الشيطان قاعد لنا في السبيل الذي يوصلنا الى سعادة الدنيا وفوز الاخرة لاقعدن لهم صراطك المستقيم ولكنه ليس قعود غفلة ونوم لا الامر اعظم من هذا هو قعود ويضيف الى هذا القعود عمل دائم في صد الناس وردهم عن الهدى وصرفهم عن طريق التقى والايقاع بهم يقول الله جل وعلا لقدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم فيصدهم ويردهم ومن خلفهم يجذبهم الى الشر والفساد وعن ايمانهم تزيدا لهم في الصالحات وعن شمائلهم حثا لهم على مواقعة الرديء والسيئات. هو محاصر هو محاصر الانسان من كل جهة ولا سلامة للانسان من هذا الكيد الا بالالتجاء الى الله عز وجل والاعتصام به. فبقدر ما مع المؤمن بقدر ما مع الانسان من صدق اللجأ الى الله والاعتصام به يسلم من كيد الشيطان. واعلم ان الشيطان لا يفتر انت يقظان وانت نائم اذا نمت بات الشيطان على خيشومك كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو يجري منك مجرى الدم. كما انه يعقد على قافية النائم ثلاث عقد. كلها تعيقه عن طاعة الله الوصول الى رحمته لذلك هو في كل طاعة يقعد للناس على الطريق المستقيم لصدهم وردهم عن الهدى. من ذلك تلاوة القرآن وتلاوة القرآن هي افضل طريق يعرف به الانسان الهدى ويستعين به على بلوغ منازل الرضا والقيام بحق الله عز وجل فان تلاوة القرآن مفتاح الهدايات. قال الله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ولما كان هذا حال القرآن في هداية الناس واخراجهم من الظلمات الى النور كان مجتهدا غاية الاجتهاد في رد الناس عن القرآن بالوسوسة والتشبيه والتشكيك وصرف الذهن وما ذلك مما يكيده لصرف الناس عن الهدى. الطريق الذي يسلم الانسان به من هذا هو ان يستحظر عند قراءة القرآن حاجته الى عصمة الله حاجته الى حماية الله بالالتجاء اليه والاحتماء به والاعتصام به ولذلك قال فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. استعذ بالله اي اطلب منه العون. والعوث هو الحماية وهي العصمة. لماذا؟ حتى لا الشيطان عن الوصول الى رحمة الله حتى لا يصدك حتى لا يصدك الشيطان عن ان تقوم بحق الله عز وجل في تدبر اياته والتأثر بها والعمل بها. هذا هو السر والغاية في ان الانسان يشرع له ان ان يستعيذ بالله عز وجل في بداية تلاوته للقرآن والاستعاذة بالله عز وجل في صدر القراءة سنة مستحبة ثابتة عند جماهير علماء الامة وقد قال بعضهم ان الاستعاذة واجبة لتالي كتاب الله عز وجل والصواب ان الاستعاذة سنة كما دل على ذلك كما دلت على ذلك النصوص وذهب اليه جماهير علماء الامة فالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن ليست واجبة انما هي مستحبة والاتفاق منعقد لا خلاف بين العلماء ان الاستعاذة مشروعة في القراءة لكنهم اختلفوا في موضع الاستعاذة متى تكون فذهب جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة وغيرهم الى ان المسنون في الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند التلاوة تكون قبل الشروع في القراءة فقوله فإذا قرأت القرآن اي اذا اردت قراءة القرآن الست على حذر منه؟ لو ان لك عدو الان انت جالس هنا وفي شخص تخشى من ظرره وعداوته. الست دائم الحذر تلتفت الى جهته اين ذهب؟ ماذا صنع؟ كيف اه انتقل؟ ما ما الذي يفعل اذا اردت قراءة القرآن وذهب الامام مالك رحمه الله الى ان الاستعاذة وقال به جماعة من اهل العلم الى ان الاستعاذة تكون بعد الفراغ من لانه قال فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله يعني اذا فرغت من قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الاستعاذة تكون في بداية القراءة هكذا جاء جاءت به الاثار عن النبي صلى الله عليه وسلم والادلة في ذلك وان كان مفردها لا يخلو من ضعف لكن مجموع ما جاء من الاحاديث يدل على ان موضع الاستعاذة بالله من الشيطان هو في بداية القراءة عند الشروع بها وليس عند ختمها. والى هذا ذهب جمهور الصحابة رضي الله تعالى عنهم فنقل عن عمر وعن غيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كابن مسعود وابي هريرة الاستعاذة بالله من الشيطان بين يدي القراءة ما ذكره المؤلف رحمه الله هنا في حديث ابي سعيد في القراءة في الصلاة قال عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه مرفوعا عند خمسة يعني عند احمد واصحاب السنن وكان يقول بعد التكبير اي النبي صلى الله عليه وسلم اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من من همزه ونفخه ونفخه قول ابي سعيد اول الحديث باسناده مقال وقد ظعفه جماعات من اهل العلم وكل الاحاديث الواردة في البداءة بالاستعاذة في قراءة الصلاة لا تخلو من مقال. يعني مجملها ضعيف لكن مجموعها يدل على ان البداءة بالاستعاذة مشروع والامام احمد رحمه الله اعتمد في استحباب الاستعاذة بين يدي بين يدي القراءة في الصلاة وغيرها على المنقول عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم فانه روي التعوذ بالله من الشيطان قبل القراءة في الصلاة وفي غيرها عن عمر ابن الخطاب وعن عبد الله ابن مسعود وعن عبد الله ابن عمر وعن ابي هريرة والى هذا ذهب جمهور العلماء. فالاستعاذة ثابتة وان كان الحديث الوالد لا يخلو من مقال. يقول رضي الله تعالى عنه كان يقول اي النبي صلى الله عليه وسلم بعد التكبير المقصود التكبير هنا تكبيرة الاحرام اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. ولم يذكر ادعية الاستفتاح والذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذا اختصار او ان هذا ما يفعله بعض الاحيان صلوات الله وسلامه عليه فان الاستفتاح اثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث عديدة منها ما في الصحيحين ومنها ما في السنن ومنها ما ورد معلقا الاحاديث في صيغ الاستفتاح كثيرة. وقد تقدم الحديث عنها والاشارة اليها في الدرس السابق. انما الشأن الان ان ولو كان يقول بعد التكبير يحتمل انه يترك الاستفتاح احيانا ويحتمل انه اراد بيان ما الذي يقوله عند الشروع في القراءة؟ وترك الاشارة الى الاستفتاح والسنة ان يبتدأ الانسان بالاستفتاح كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم يشرع في القراءة وبين يدي وبين يدي القراءة له ان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وهذه الصيغة الواردة اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم هي احدى الصيغ التي وردت في في الاستعاذة بالله من الشيطان. فالصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم او الواردة في كلام اهل العلم مما يقال بين يدي القراءة جاءت عدة صيغ للاستعاذة وهذا منها. قوله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد التكبير اعوذ بالله ما معنى اعوذ بالله نحن دائما نقول اعوذ بالله من كذا ايش معنى اعوذ بالله قولك اعوذ بالله انت تطلب من الله ايش؟ العون تطلبه ان يعيذك وما معنى العود الحماية والعصمة والنجاة فقولك اعوذ بالله من الشيطان الرجيم معناه احتمي بالله واعتصم به اتجهوا اليه من الشيطان الرجيم هذا معنى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ولما تفهم هذا المعنى وان تقول هذه الكلمة وتستحضر معناها سيكون اثرها في قلبك وشعورك بالفاقة والفقر اعظم من شعور ذاك الذي يقول بلساني اعوذ بالله وهو غافل القلب لا يدري ما معنى الاستعاذة الاستعاذة هي طلب العوذ من الله عز وجل طلب الحماية. طلب العصمة وما افقرنا الى حمايته. وما احوجنا الى عصمته وما اشد ظرورتنا الى ما يأتينا من خيره جل في علاه لا سيما في هذا العدو الذي لا سبيل الى توقي شره الا بحماية الله الذي بيده نواصي العباد. ان الشيطان للانسان عدو مبين وانت لك ان تتخيل عدو يتحين الفرصة لينقض عليك ما الذي يعده حتى لو لم تلتفت اليه بنظرك التفت اليه بقلبك وانشغلت به. اوعدوا انسي تتوقه باهون الاسباب فكيف بالعدو الشيطاني الذي لا سبيل الى الوقاية من شره الا بالاعتصام بالله لذلك يجب على المؤمن ان يشعر بفاقته وضرورته الى الله عز وجل في الحماية من الشيطان حتى يسلم من شره والا فكيد الشيطان يوقع الانسان في هلاك الدنيا وفي فساد الاخرة. ويأتي الشيطان للانسان من مداخل كثيرة وليس من مدخل واحد اعوذ بالله السميع العليم السميع هنا ليس المقصود به الذي يدرك الاصوات فقط بل السميع في هذا السياق يراد به السميع الذي يحقق ويجيب الدعوات يبلغ الانسان ما يؤمل من المطلوبات هذا معنى السميع ومنه قولنا في الصلاة سمع الله ايش؟ لمن حمده لما تقول انت رافع من الركوع سمع الله لمن حمده هل تقصد بذلك ان الله ادرك صوتك وسمع صوتك وانت تقول ربنا ولك الحمد او وانت تحمده جل في علاه؟ الجواب لا. ليس هذا فقط. السماع في هذا السياق يراد به معنيين. الادراك الاجابة وقولك سمع الله لمن حمده اي اجاب الله من حمده اجابه بثوابه وعطائه واحسانه وجميل بره سبحانه وبحمده فقولك اعوذ بالله السميع اي المجيب وليس فقط الذي يسمع ولا يكون لهذا السمع اثر بل السميع هنا المقصود به المجيب. العليم. وهذا الاسم الثاني المذكور في الاستعاذة وله مناسبة لانك انت عندما تستعيذ بالعليم تأمن على نفسك لانه سيحميك فهو المحيط بمكر عدوك. هو العالم بكيف يقيك وكيف يحميك. وكيف ينجيك سبحانه وبحمده. فذكر العليم هنا له مناسبة وليس اسما يتوسل به الى مناسبة له في السياق. واعلم ان الله لا يذكر اسماءه في كتابه. في موضع الا وللاسم المذكور سر وحكمة في السياق الذي ورد فيه سواء كان السياق خبرا لو كان السياق حكما فتأمل ذلك وتلمس السر بين الاسم المذكور وبين الخبر المذكور او الحكم المذكور. فثمة ارتباط وقد وقف على هذا جماعة من اهل العلم في تفاسيرهم ونبهوا اليه وهو مما يفتح الله تعالى به على العبد علما واسعا فان العلم باسماء الله جل في علاه يفتح للعبد البركات ما الدليل على هذا قال الله جل وعلا تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام تبارك اسم ربك اي عظمت اسماؤه جل في علاه فالاسم هنا ليس اسم المؤمن معينا بل كل اسمائه لانه اسم مفرد مضاف فيعم كل اسماء الله كل اسماء الله مباركة وبركتها وخيرها على العبد عظيم. تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام سبحانه وبحمده الجدير بالمؤمن ان يعتني بمعرفة الحكم من سياق ما ذكره الله عز وجل من الاسماء في الاحكام او في الاخبار