بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال الصحابي رحمه الله تعالى ونؤمن بالكرام الكاتبين فان الله قد جعلهم علينا حافظين. قال الشارح رحمه الله تعالى قال تعالى وان عليكم لحافظين كرام كاتبين يعلمون ما تفعلون. وقال تعالى اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد. ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. وقال تعالى له معقبون من بين يديه ومن خلفي يحفظونه من امر الله. وقال تعالى ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديه مكتوبون. وقال تعالى هذا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال رحمه الله تعالى ونؤمن الكاتبين فان الله قد جعلهم علينا حافظين مر بنا في هذه العقيدة المباركة كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. وقال تعالى ان رسلنا يكتبون ما تمكرون. وفي الصحيح عن النبي صلى الله الله عليه وسلم انه قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر فيصعد اليه الذين فيكم فيسألهم وهو اعلم بهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون اتيناهم وهم يصلون وفارقناهم وهم يصلون. وفي الحديث الاخر ان معكم ان معكم من لا يفارقكم الا عند الخلاء وعند الجماع فاستحيوهم واكرموهم. جاء في التفسير اثنان عن اليمين وعن الشمال. يكتبان الاعمال صاحب اليمين يكتب الحسنات وصاحب الشمال يكتب السيئات. وملكان اخران يحفظان يحفظانه ويحرسانه. واحد من ورائهم وواحد امامه وهو بين اربعة املاك بالنهار واربعة اخرين بالليل بدلا حافظان وكاتبان وقال عكرمة عن ابن عباس يحفظونه من امر قال ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه. فاذا جاء قدر الله خلوا عنه. وروى مسلم والامام احمد عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا وقد وكل به قرين من الجن وقرينه من الملائكة. قالوا واياك يا رسول الله قال واياي ولكن وعانني الله عليه فاسلم. فلا يأمرني الا بخير. الرواية بفتح الميم من فاسلم ومن رواه فاسلموا برفع فقد حرف لفظه ومعنى فاسلم اي فاستسلم من قاد لي في اصح في اصح القولين ولهذا قال فلا يأمرني الا بخير ومن قال ان الشيطان صار مؤمنا فقد حرف معناه فان الشيطان لا يكون مؤمنا. ومعناه يحفظونه من امر الله قيل حفظهم له من امر الله. اي لان الله امرهم بذلك يشهد لذلك قراءة من قرأ يحفظونه بامر الله. ثم قد ثبت بالنصوص المذكورة ان الملائكة تكتب القول والفعل وكذا النية لانها فعل قلب. فدخلت في عموم يعلمون ما تفعلون. ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل لا هم عبدي بسيئة فلا تكتموها عليه فان عملها فاكتبوها عليه سيئة واذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة فان عملها فاكتبوها عشرا. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الملائكة ذاك عبدك يريد ان يعمل سيئة. وهو ابصر به فقال اكتبوه فان عملها فاكتبوها بمثلها. وان تركها فاكتبوها له حسنة. انما تركها من جراء خرجهما في الصحيحين واللفظ لمسلم قال الصحابي رحمه الله تعالى ونؤمن بملك الموت ونؤمن بملك الموت الموكل بارواح العالمين قال الشافعي رحمه الله تعالى قال تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم الى ربكم ترجعون. ولا تعارضوا هذه الاية قوله تعالى حتى اذا جاء احدكم الموت وتوفته رسلنا وهم لا يفرطون. وقوله تعالى الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى جنب مسمى لان ملك الموت يتولى قبضها واستخراجها ثم يأخذها منه ملائكة الرحمة او ملائكة العذاب ويتولونها بعده كل باذن الله وقضائه وقدره وحكمه فصحت اضافة التوفي الى الى كل بحسبه. وقد اختلف في حقيقة النفس ما هي؟ وهل هي جزء من اجزاء او عرض من اعراضه او جسم او جسم مساكم له مودع مودع فيه او جوهر مجرد وهل هي الروح او غيرها؟ وهل النارة واللوامة والمطمئنة نفس واحدة ام هي ثلاثة انفس وهل تموت الروح او الموت للبدن وحده وهذه المسألة تحتمل مجلدا ولكن اشير الى الكلام عليها مختصرا ان شاء الله تعالى. فقيل الروح قديمة وقد اجمعت الرسل على انها محدثة مخلوقة مصنوعة مغبوبة مدبرة. وهذا معلوم بالظرورة دينهم ان العالم محدث ومضى على هذا الصحابة والتابعون حتى نظرت نابرة ممن قصر فهمه في الكتاب والسنة. فزعم انها قديمة واحتج بانها من امر الله وامره غير مخلوق وبان الله اضاف اليه اضافها اليه بقوله قل الروح من امر ربي وبقوله ونفخت فيه من روحي كما اضاف اليه علمه وقدرته وسمعه وبصره ويده وتوقف اخرون. وطبق اهل السنة والجماعة على انها مخلوقة. وممن نقل الاجماع على ذلك محمد المروزي وابن قتيبة وغيرهما ومن الادلة على ان الروح مخلوقة قوله تعالى الله خالق كل شيء فهذا عم لا تخصيص فيه لوجه ما ولا يدخل في صفات الله تعالى فانها داخلة في مسمى اسمه. فالله تعالى هو الاله الموصوف بصفات الكمال. فعلمه وقدرته وحياته وسمعه وبصره وجميع اذا الاقوال تكتبها واختلف ايضا العلم هل يكتب الملك كل ما يتلفظ بالعبد من الخير والشر ومن المباح من علم من يرى انه يكتب كل شيء حتى يكتبوا صوت الظرطة يكتبها وصفاته داخل في مسمى اسمه فهو سبحانه بذاته وصفاته الخالق وما سواه مخلوق معلوم قطعا ان الروح ان الروح ليست هي الله ولا صفة وصفاتك وانما هي من مصنوعاته ومنها قوله تعالى هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟ وقوله تعالى يا زكريا وقد خلقتك من قبل ولم والانسان اسم لروحه وجسده والخطاب لزكريا لروحه وبدنه والروح توصف بالوفاة والقول. والامساك والارسال هذا شأن المخلوق بالمحدث. واما احتجاجهم بقوله من امر ربي فليس المراد هنا بالامر طلب. بل المراد به المأمور. والمصدر يذكر ويراد به اسم المفعول وهذا معلوم مشهور واما استدلالهم باضافتها اليه بقوله من روحي فينبغي ان يعلم ان المضاف الى الله تعالى نوعان صفات لا تقوم بانفسها والقدرة والكلام والسمع والبصر فهذه اضافة صفة الى الموصوف بها فعلمه وكلامه وقدرته وحياته صفات له وكذا وجهه ويده سبحانه والثاني اضافة اعيان منفصلة منفصلة عنه كالبيت والناقة والعبد والرسول والروح فهذه اضافة مخلوق الى خالقه لكنها اضافة تقتضي تخصيص وتشريفا يتميز بها المضاف عن غيره واختلف في الروح هل هي مخلوقة قبل الجسد ام بعده وقد تقدم عند عند ذكر الميثاق الاشارة الى ذلك واختلف في الروح ما هي؟ فقيل هي جسم وقيل عرض وقيل لا ندري ما الروح اجوهر او عرب؟ وقيل ليس الروح شيئا اكثر اكثر من اعتدال الطبائع الاربع ثم قيل هي الدم الصافي الخالص من الكبد والعفونات. وقيل هي الحرارة الغريزية وهي الحياة. وقيل هي جوهر بسيط منبث في العالم كله الحيوان على جهة الاعمار له والتدبير. وهي على ما وصفت من الانبساط في العالم غير منقسمة غير غير منقسمة الذات والبنية وانها في كل حيوان العالمي بمعنى واحد لا غير. وقيل النفس هي النسيم الداخلي والخارج بالتنفس. وقيل غير ذلك. وللناس من سمى الانسان هل هو الروح فقط او البدن فقط او مجموعهما او كل او كل منهما. وهذي الاقوال الاربعة لهم في لهم في وهذه الاقوال الاربعة لهم في كلامي الا هم في كلامه لهم لهم في كلامهم. فلما فقط في كلامه هل واللفظ الكلام نفسه هل هو له في كلام الانسان يعني؟ قال وهذه الاقوال الاربعة لهم في كلامه الله عز وجل اصله بكلام الله. صحيح. قال وهذه الاقوال اربعة فيهم في كلامه هل هو اللفظ فقط او المعنى فقط او هما؟ او كل منهما؟ فالخلاف بينهم في الناطق ونطقه والحق ان الانسان اسم لهما وقد يطلق على احدهما بقرينة وكذلك الكلام. والذي يدل عليه الكتاب والسنة واجماع الصحابة وادلة العقل ان النفس تجسم مخالف بالمهية لهذا الجسم المحسوس وهو جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك ينفذ في جوهر الاعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورك وشريان الدهني في الزيتون الناري في الفحم فما دامت هذه الاعظاء صالحة لقبول الاثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف بقي ذلك الجسم اللطيف ساريا في هذه الاعضاء وافادها هذه الاثار من الحس والحركة الارادية. واذا فسدت هذه بسبب استيلاء الاخلاط الغليظة عليها. وخرجت عن قبول تلك الاثار فارق الروح البدن والبصر الى عالم الارواح. والدليل على ذلك قوله تعالى الله يتوفى الانفس حين موتها الاية. ففيها الاخبار بتوفيها وامساكها وارسالها. وقوله تعالى ولو ترى اذ الظالمون هنا في غمرات الموت والملائكة تباسط ايديهم اخرجوا انفسكم. ففيها بسط الان الملائكة ايديهم لتناولها ووصفها بالاخراج والخروج. والاخبار بعذابها لذلك والاخوة مع مجيئها الى ربها وقوله تعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه الاية ففيها الاخبار بتوفي النفس بالليل وبعثها الى اجسادها بالنهار وتوفي الملائكة لها عند الموت. وقوله تعالى يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي عبادي وادخلوا جنتي ففيها وصفة بالرجوع والدخول والرضا. وقال صلى الله عليه وسلم ان الروح اذا قبضت تبعه البصر. ففيه وصفه بالقول وان البصر يراه. قال صلى الله عليه وسلم وفي حديث بلال قبض ارواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء وقال صلى الله عليه وسلم نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة وسيأتي بالكلام عن عذاب القبر ادلة كثيرة من خطاب ملك الموت لها. وانها تخرج تسيل كما تسيل قطرة من في السقاء. وانها تصعد ويوجد منها ويوجد منها من المؤمن مثلا فارق زيد فارقت زيد روحه تخرج الروح من زيد عندما يرى في المنام او او يسبح تسبح الذي يراها يراها بنفس شهيئة زيد بنفسي هكأ شكلي زيد يعني كأن الصورة انعكست ويوجد منها من المؤمن كاطيب ريح ومن الكافر كانتني ريح. الى غير ذلك من الصفات وعلى ذلك اجمع السلف ودل العقل. وليس مع من خالف سوى الظنون الكاذبة والشبه الفاسدة التي لا يعارض بها ما دل عليه نصوص الوحي والادلة العقلية. واما اختلاف الناس في مسمى النفس والروح هل هما متغايران او مسماهما واحد في التحقيق ان النفس ان النفس تطلق على امور وكذلك الروح فيتحد مدلوله مدلولهما تارة ويختلف تارة فالنفس تطلق على الروح ولكن غالب ما تسمى نفسا اذا كانت متصلة بالبدن واما اذا اخذت مجردة واما اذا اخذت مجردة فتسمية الروح اغلبوا عليها على الدم ففي الحديث ما لا نفس ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء اذا مات فيه. والنفس العين. يقال اصابت فلان نفس نفس اي عين والنفس الذات كقوله تعالى فسلم فسلموا على انفسكم ولا تقتلوا انفسكم ونحو ذلك. واما الروح فلا تطلق على البدن الا بانفراد ولا مع النفس. وتطلق الروح على القرآن وعلى جبريل. وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا نزل به الروح الامين. وتطلق الروح على الهواء المتردد في بدن الانسان ايضا. واما ما يؤيده الله واما ما يؤيد الله به اولياءه فهي روح اخرى كما قال تعالى اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم لروح منه. وكذلك القوى التي في البدن فانها تسمى ارواحا. فيقال الروح الباصر والروح السامية والروح الشام وتطلق الروح على خص من هذا كله وهو قوة وهو قوة المعرفة بالله والانابة اليه ومحبته وانبعاث الهمة الى طلبه وارادته ونسبة هذه الروح الى الروح كنسبة الروح الى البدن فللعلم روح وللاحسان روح وللمحبة روح وللتوكل وللتوكل روح وللصدق يروح والناس متفاوتون في هذه الارواح. فمن الناس من تغلب عليه هذه الارواح فيصير اوحانيا. ومنهم من يفقدها او اكثرها فيصير ارضيا بهيمية وقد وقع في كلام كثير من الناس ان ابن ادم ثلاث انفس مطمئنة ونوامة وامارة قالوا وان منهم من تغلب من تغلب عليه هذه ومنهم من تغلب عليه هذه كما قال تعالى يا ايتها النفس المطمئنة ولا اقسم بالنفس اللوامة ان النفس لامارة بالسوء والتحقيق انها نفس واحدة لها صفات فهي امارة بالسوء فاذا عارضها الايمان صارت لوامة تفعل الذنب ثم تلوم صاحبها وتلوم بين الفعل والترك فاذا قوي ايمان صارت مطمئنة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من سرته الحسنة وساءته سيئته فهو مؤمن. مع قوله لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. الحديث. واختلف الناس هل تموت الروح ام فقالت طائفة تموت لانها نفس وكل نفس ذائقة الموت. قال تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وقال تعالى كل شيء هالك الا وجهه. قالوا اذا كانت الملائكة تموت هل النفس البشرية اولى بالموت؟ فقال اخرون لا تموت الارواح فانها خلقت للبقاء وانما تموت الابدان. قالوا وقد دل على ذلك الاحاديث الدالة على نعيم دادية بعد المفارقة الى الى ان يرجعها الله في اجسادها. والصواب ان يقال موت النفوس هي مفارقتها لاجسادها وخروجها منها فان اريد بموتها هذا القدر هذا القدر فهي الموت وان اريد انها تعدم وتفنى بالكليات فهي لا تموت بهذا الاعتبار بل هي باقية بعد خلقها في نعيم او في عذاب كما سيأتي ان شاء الله تعالى وقد اخبر سبحانه ان اهل الجنة لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى وتلك الموتة هي مفارقة وقروح الجسد واما قول اهل النار ربنا امتنا اثنتين وحيكنا اثنتين وقوله تعالى كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم فالمراد انهم كانوا امواتا وهم لطف في اصلاب ابائهم وبارحام امهاتهم. ثم احياهم بعد ذلك ثم اماتهم ثم يحييهم يوم النشور وليس بذلك اماتة ارواحهم قبل قبل يوم القيامة والا كانت ثلاث موتات. وصعق الروح الارواح عند النفخ في الصور لا يلزم منها موتها. فان الناس يصعقون يوم القيامة اذا جاء الله لفصل القضاء واشرقت الارض بنوره وليس ذلك بموت. وسيأتي ذكر ذلك ان شاء الله تعالى. وكذلك صعق موسى عليه السلام لم يكن موتى. والذي يدل عليه ان نفخة الصعق والله اعلم موت والذي يدل عليه ان نفخة الصاعق والله اعلم موت كل من لم يذق الموت قبلها من الخلائق. واما من ذاق الموت او لم يكتب عليه الموت من الحور والولدان وغيرهم فلا تدل الاية على انه يموت موتة ثانية والله اعلم. نعم ما سبق ذكره من الايمان بالملائكة. وان من معتقد اهل السنة والجماعة انهم يؤمنون بالملائكة الذين خلقهم الله عز وجل. وان الملائكة خلق من خلق الله خلقه من نور سبحانه وتعالى وان عددهم لا يعلمه الا ربنا سبحانه وتعالى وانهم على وظائف شتى فمنهم من هو موكل بالمطر ومنهم من هو موكل بالوحي ومنهم من هو موكل بالرزق ومنهم من هو موكل بحفظ بني ادم ومنهم من هو موكل بحفظ اعمالهم وهم على طبقات شتى وعلى صفات وعلى منازل شتى فهناك الكربيون الذين يحملون عرش الرحمن وهناك حفظة السماء من السماء السابعة الى السماء الدنيا. وهناك ملائكة يتعاقبون فينا بالليل والنهار فهذا مما يعتقد اهل السنة والجماعة والامام كما مر بنا ايمان اما تفصيلي واما اجمالي فالايمان الاجمالي هو ان نؤمن بان لله ملائكة خلقهم من نور وانهم على وظائف شتى وان من اولئك الملائكة ما جاء ذكره في كتاب الله كجبريل عليه السلام وميكائيل وميكائيل واسرافيل كذلك ما جاء في مالك خازن النار. وكذلك ايضا ما جاء في رقيب وعتيد ملكان يحفظان ابن ادم. وكذلك ملك الموت وقد ساق هنا ابن ابي العز رحمه الله تعالى بعض الادلة الدالة على هذا الذي ذكره الامام الطحاوي. من ذلك قوله تعالى وان عليكم لحافظين ومن كاتبين يعلمون ما تفعلون وعلم الملائكة ليس هو علم يبتدئونه دون اذن الله عز وجل وانما يعلمون بعلم بعلم الله عز وجل. والله سبحانه وتعالى هو الذي يمكنهم من ذلك العلم. هو الذي يمكنهم من ذلك وليس انهم يعلمون الغيب ابتداء وانما ذلك باذن الله عز وجل وذكر ايضا قوله تعالى اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد فقوله تعالى له معقبات بين يديه ومن خلفي يحفظونه من امر الله اي يحفظونه بامر الله عز وجل فمن امر الله بمعنى بامر الله فالملائكة تحفظ العبد بامر الله عز وجل حتى اذا جاء القدر تركته مع قدره تركته مع قدره. من ذلك قوله تعالى ام يحسبون اننا نسمع سرهم ونجواهم؟ بلى ورسل يديهم يكتبون هم الملائكة الحفظة الذين يكتبون على ابن ادم عمله حسنة وسيئة قال تعالى هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون فقال تعالى ان رسلنا يكتبون ما تمكرون فهذه الادلة كلها تدل على ما اراده الطحاوي رحمه الله تعالى بقوله ونؤمن بالكرام الكاتبين والمراد بالكاتبين هنا الذين يكتبون الحسنات ويكتبون السيئات فان الله وكل بالمؤمن ملك يكتب الحسنات وملك يكتب السيئات وقيل وكل به ملكين للحسنات وملكين للسيئات فهم اربعة وليس بذاك شيء الذي يعنينا هنا ان هناك ملك موكل بالحسنات وهناك ملك موكل بالسيئات ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد لا يفوته شيء فهو مراقب له متهيأ لكتابة كل شيء. بل انه يكتب ايضا العزم الذي عزم عليه قلبه ويسجل ان ان كان هم عزما على خير كتب له عشر كتب له حسنة وان كان عزم على سيئة كتب له سيئة اما الهم فان الله لا يؤاخذ به الا في الحسنات اذا هم العبد بالحسنة كتبها الله له حسنة اما اذا هم بالسيئة فان الملائكة لا تكتب فان ما كان وقد جاء ايضا ان ملك السيئات اذا كتب السيئة يقول له ملك الرحم ملك الحسنات انتظر لعله يتوب ولعله يستغفر بالانتظار الى ست ساعات فان تاب واستغفر محى ملك السيئات ما فعله ذلك العبد وجاء في ذاك الحديث فيه فيه ضعف قال وفي الصحيح عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر فيصعد فيه فيصعد اليه الذين كانوا فيكم هناك ملائكة قيل انهم ثمانية يصعدون ثمانية ينزلون من ذلك الحفظة من ذلك ايضا الذي يحفظه العبد فهناك من هو عن يمينه وهناك من هو عن يساره وهناك من هو امامه وهناك من هو خلفه قيل اربعة وقيل ثمانية اثنان امامه واثنان خلفه واثنان عن يمينه واثنان عن شماله قد جاء كما ذكر هنا في الحديث الذي رواه الترمذي قال ان معكم قبل ذلك قال ويشهدون معكم صلاة الفجر وصلاة العصر وشهودهم الصلاة من باب الشهادة فيشهدون عندما يسألهم الله عز وجل وهو اعلم كيف تركتم عبادي هم يقولون تركناهم يصلون واتيناهم وهم يصلون وهذه تزكية لمن شهد الفجر والعصر فانما تكتبه وتشهد له عند الله عز وجل وفي الحديث ان معكم من لا يفارقكم الا عند الخلاء وعند الجماع فاستحيوهم واكرموهم. هذا الحديث رواه الترميذي باسناد ضعيف. ومع ذلك نقول هناك ملائكة لا تفارق العبد البتة. وهناك ملائكة تفارقه ملائكة الكتاب الذي يكتبون الخير والشر لا تفارق العبد في اي حال في اي حال لا تفارقه فهم معه دائما يكتبون ما يقول وما يفعل وهذا الحديث ظعيف. اما ما غير الكتبة فانه يفارقون حالة عريه يفارقونه اذا كان في الخلاء يفارقونه من باب انهم يأنفون ان يشهدوا او يحضر مثل هذه مثل هذه الحالة ومثل هذا المكان. وقد ذكر انه جاء التفسير انه مثنى على اليمين واثنان على الشمال يكتبان الاعمال صاحب اليمين يكتب الحسنات وصاحبه يكتب السيئات وملكان اخران يحفظانه ويحرسانه واحد من وراء واحد من امامه فهو بين اربعة املاك بالنهار واربعة الاخرين بالليل حافظان وكاتبان اي ان هناك من يحفظ وهناك من يكتب وقيل اكثر من ذلك وقوله تعالى يحفظونه من امر الله قال ملائكة يحفظون من بين يديه ومن خلفه فاذا جاء قدر الله خلوا عنه كما قال ذلك ابن عباس رضي الله تعالى عنه. ولكن لم يذكر انه ياتي الامر الذي فوقه هو الله سبحانه وتعالى الملائكة يكونون عن يمينه وعن شماله وامامه وخلفه فهؤلاء اربعة ملائكة او ثمانية وان قلنا اربعة فيتعاقب يذهب والاربعة ويأتي بدلا منهم اربعة اخرون. قال وروى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة هناك قرينان قرين من الجن وقرين من الملائكة قليل من الجن يأمر بالشر ويعد بالشر ويعد بالفقر وقرين من الملائكة يبشر بالخير ويعد بالخير وللملك لمة وللشيطان لمة فلمة الملك ايعاد بخير وامر بمعروف ولمة الشر لعاد بشر وامر بمنكر فقال واياك؟ قال نعم واياي عندما قال ما منكم؟ قال وانت يا رسول الله؟ قال واياك قال واياي ولكن ولكن اعانني اعانني الله عليه فاسلم اعانني عليه الله فاسلم اختلف في اسلم هل بمعنى انه اسلم الشيطان واصبح مسلما او بمعنى انه اسلم النبي صلى الله عليه وسلم وسلم من شره وكيده ومكره فلا يأمر الا بخير وهذا هو الصحيح ان الشيطان لا يسلم ولا يدخل في الاسلام وانما المعنى فاسلم اي فاسلم انا يسلم النبي صلى الله عليه وسلم من كيده ومن شره فلا يأمره الا بخير فلا يأمره الا بخير وان امر فلا يستطيع ان يأمر بشر هذا الحديث حديث صحيح وقد رواه مسلم بن مسعود وجاء ايضا معنا عن عائشة رضي الله تعالى عنها وقال ايضا ومعنا يحفظ من امر الله قيل حفظهم له من امر الله اي اي الله امرهم بذلك. هذا تفسير يحفظونه من امر الله باي بامر الله يحفظونه هذا تفسير اي حفظهم له من امر الله وقيل ايضا هذا هو الصحيح ويشهد لهذا قراءة يحفظونه بامر الله هذا هو معنى يحفظونه من امر الله اي يحفظونه بامر الله عز وجل واما اذا جاء القدر خلوا بين العبد وبين القدر وبين القدر وقد ذكر اللغويون ان الباء تقوم مقاما من باب انها تأخذ مكانها قالوا يقوم الباب تقوم مقام من؟ فهو فمعنى يحفظ معنى قول يحفظونه من امر الله فتكون من هنا بمعنى بامر الله الحروف والافعال يأخذ بعضها مكان بعض على القول الصحيح من اهل عند اهل اللغة قال هنا ثم قد ثبت في النصوص المذكورة ان الملائكة تكتب القول والفعل وكذلك النية الملائكة الذي التي وكلت بالحفظ والكتابة تكتب القول وتكتب الفعل وتكتب النية فهذا كله باذن الله عز وجل. فالله سبحانه وتعالى يطلع ملائكته على ما في صدورها يطلع الله الملائكة على ما في صدور بني ادم فاذا هم العبد بالسيئة او هم العبد بالحسنة كتبها الملك حسنة واذا هم العبد بالسيئة وفعل اسباب تدل على عزمه كتبها الملك سيئة مع انه لم يفعل ولم يقل ولكنه عزم فاذا عزم وفعل الاسباب التي تدل لعزم وكان جازما وعازما بقلبه فانه يؤاخذ بما في قلبه. اما اذا كان هم وخاطرة والله لا يؤاخذ ما في الصدور سبحانه وتعالى ما لم كما جاء في الصحيح ابي هريرة ان الله تجاوز عن امتي ما لم ما لم تعمل مع ان الله ان الله تمامت ما حدث به انفسها ما لم تقل او تعمل تجاوز الله عنه هذه الامة ما حدثت به انفسها وذكر عن ابن عباس ابو هريرة اذا هم العبد بالسيئة ويرى انه يكتب كل شيء يلفظ به الانسان حتى حنحنته ونحنحته وافأفته يكتب ذلك كله وقال اخر نو يكتب فقط ما له وعليه من الحسنات والسيئات وما عدا وما عدا الحسنات فانه لا يكتب. وقال واخرون يكتب كل شيء فما كان من خير ثبت وما كان من شر ثبت وما عداهما فانه لا يلتفت اليه اي ان قول الانسان من من آآ قبيل المباح الذي يتكلم به فان الله لا يؤاخذ به ولا يسجل عليه وانما يكتب تكتب الملائكة وتحفظ ما فيه من خير وما فيه من شر فقط ثم قال رحمه الله تعالى قال وقال رسول الله قالت الملائكة ذاك عبد يريد ان يعمل سيئة وهو ابصر به فقال ارقبوه فان عملها فاكتبوها بمثلها وان تركها فاكتبوها له حسنة. هذا حديث ابن عباس هريرة في مسألة من هم بالسيئة وهم بالحسنة وان العبد لا تكتب همته بالسيئة ويكتب همه بالحسنة الحسنة ثم ذكر بعد ذلك ما يتعلق بشيء من تفصيل اولئك الملائكة عندما ذكر الحفظة وان هناك ملائكة يحفظون ويكتبون فحسنات الانسان وسيئاته ان بعد ذاك قوله ونؤمن بملك الموت. اي ان من الملائكة الذين نؤمن بهم على على التفصيل ملك الموت وقد سبق ذلك على التفصيل ايضا الايمان بجبريل عليه السلام وميكائيل واسرافيل فهؤلاء المر قد جاء اسم في كتاب الله عز وجل تقاولوا بملك الموت الموكل بقبض ارواح العالمين فليتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم. ثم الى ربكم ترجعون وهذا محل اجماع بين المسلمين ان هناك ملك يتولى قبض ارواح الناس وقبض ارواح الخلق. وان هذا الملك اعطاه الله عز وجل من القدرة ما يستطيع به. ان يقبض الالاف في وقت واحد وفي لحظة واحدة قوة الله عز وجل التي مكنته من ذلك وهذا الملك له اتباع وله جنود يتبعونه في قبض ارواح الخلق ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في اسم هذا الملك حديث لا عزرائيل ولا غيره وانما هو كما سماه الله عز وجل قل يتوفاكم ملك الموت الذي الذي والذي وكل بكم فملك الموت امره ثابت بالاجماع وهو مما دل عليه العقل والنقل والفطرة لان الناس يموتون ثم بعد ذلك يبعثون وقال تعالى ايظا الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى وقال تعالى حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون فقوله توفته رسلنا افاد ان هناك رسل يقبضون ارواح ارواح الناس وان كان الذي يتولى ذلك هو ملك الموت ثم تأخذ ارواح الرسل الذين هم معه يتولون قبضها ونزعها واخراجها من الجسد قال هو قد اختلف ذكره مسألة ومسألة ما هي حقيقة النفس وهل هي جزء من اجزاء البدن والعرض؟ هذه مسألة كلامية يذكرها اهل الكلام وهي مسألة ما هي حقيقة النفس؟ النفس تطلق باللغة على الدم السائل تطلق على الدم؟ السائل وتطلق ايضا على هذه الروح ولها اطلاقات كما سيأتي معنا الا ان النفس النفس لا تسمى نفسها الا كانت قائمة في الجسد واما اذا خرج فانها لا تسمى فانها لا تسمى نفسا الا ان تكون دما. الدم ايضا يسمى نفس. والعين ايضا تسمى نفس كما اصابته تنفس فلان بمعنى اصابته عينه هذا مسمى للنفس وهي ايضا بمعنى الروح كما سيأتي معنا ما هو الفرق بين الروح ما هو الفرق بين الروح والنفس اما كلام اهل الكلام في منهج المسألة واختلف في حق النفس ما هي؟ وهل يجوز من اجزاء البدن او عرضه من اعراضه؟ نقول الصحيح ان النفس هي صفة من صفات البدن صفة من صفات ان له نفس وله روح تتردد فيه. ولذلك يضاف الى الله ويوصف الله عز وجل بان له بان له نفس سبحانه وتعالى. ويطلق النفس ايضا على الذات قال هذا نفس فلان هذه ذاته لكن عند التحقيق نقول هي النفس هي الروح الذي يتردد في في جسم الانسان فالنفس الذي يخرج والهوى الذي يخرج يسمى نفس والدم الذي يسير في جلسة يسمى ايضا نفس وتسمى الى الروح التي التي تحرك هذا الجلد يسمى ايضا نفسه من جهة انها تجتمع وتفترق والنفس محل اجماع منها انها مخلوقة ليس لها حقيقة وليس لها جسم وليس لها جرم نقول بل الروحية كهيئة الانسان هي كهيئة الانسان وهي لها ماهية ولها تخلق ولها تصوير فعندما تخرج الروح تخرج بهيئة الصورة التي كانت فيها ثم ذكر مسألة الروح ايضا وهل هناك آآ فرق بين الروح الروح والنفس اولا نقول الروح مخلوقة من خلق الله عز وجل والله اختص بشيء من امر هذه الروح يسألك عن الروح قل الروح من امر ربي. وما اوتيت من العلم الا قليلا. فهذه الروح التي حاول البشر ان يعرفوا ماهيته وحقيقته هذا لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. وهذه الروح هي التي تحل في هذا الجسد فاذا فارقته ذهبت حياته ولا يسمى حيا الا بهذه الروح وهذا امره واضح فهي مخلوقة بالاجماع ولا تظاف الى الله عز وجل صفة تظاف الى الله على انها مخلوقة له سبحانه وتعالى وروح منها اي انها خلقت من الله عز وجل رح عيسى عليه السلام. ولكن هل يقال ان الروح يوصف الله بها والناصية من صفاته؟ نقول الذي ثبت في كتاب الله ان الذي يضاف الى الله اياه هي النفس. اما الروح فلم يثبتوا ان الله وصف نفسه بان له بان له روح سبحانه وتعالى وانما قال وروح منه وليس وقال روح له وانما قال ولم يقل روحي وانما قال وروح وروح منه. فاضافة الروح الى الله عز وجل هي اضافة مخلوق الى خالق سبحانه وتعالى. اما اضافة النفس له فهي اضافة صفة الى موصوفة. وعلى هذا وقع خلاف بين اهل العلم هل الروح والنفس متغايران او مترادفان نقول النفس والروح بينهما اتفاق وافتراق بينهما اتفاق وافتراق. فمن جهة ما يتردد في هذا الجسم وتقوم به الحياة. فان النفس والروح قد قد يتفقان. واما من من جهة الترادف فان الروح تصعد النفس لا تصعد. وذلك دليله ان العبد اذا نام صعدت روحه الى السماء وروحه تصعد ونفسه باق في جسده مما يدل على ان النفس والنفس ليس هو الروح في هذا المعنى فقد يقال ان النفس جزء من الروح وليست هي الروح وان الروح مرتبطة النفس والنفس من طرف الروح لكن ليست هي ليست هي الروح وذلك ايضا من جهة المعنى من جهة المعنى الروح لا يسمى لا يسمى الدم روح وتسمى النفس ويسمى الدم نفس ولا يسمى روحا. ايضا النفس تسمى العين نفسا. ولا تسمى الروح عينا كذلك ايضا من جهة الحقيقة ان الروح تفارق الجسد والنفس باقية. فالانسان اذا نام اذا نام الانسان خرجت روحه وصعدت الى لأ وتسبح في ملكوت السماء ونفسه معه لم تفارقه. مما يدل على انها انها غيره. ايضا ان النفس يطلق يراد به الناس الذي تردد في صدر في متنفس ولا تسمى ذلك الروح ولكن يبقى ان الروح هي التي تحرك هذا الجسد فهي امر لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى اذا وجد في البدن تحرك واذا واذا خرج من البدن فانه يموت ومع خروج الروح عند النوم فان اصلها مستقر في البدن وانما كأنه يخرج شيء من شعاعها او تنتقل واصلها الذي هو ممتد بالبدن الذي فيه الحياة باق. او يقال انها اذا خرجت عند النوم تبقى النفس وهي جزء من الروح فيبقى معها الحياة واما اذا فارقت الروح الجسد فان النفس ايضا تفارق تفارق الجسد ولا يبقى لها اثر اذا مات الانسان انقطع نفسه وخرجت روحه وفقد النفس الذي كان يتحرك به اما الدم فيبقى وان فارقت الروح الجسد ثم قال اه بعد ذلك رحمه الله تعالى اما استدلال ذكر هنا الارواح مخلوقة بالاجماع ولا خلاف ولا خلاف بين العلم في ذلك وقد نقل اجماع محمد ناصر المروزي وابنه وابن قتيبة رحمهم الله تعالى فهذا محل اجماع ولا خلاف فيه بين اهل العلم قد ذكر هنا قالوا بالادلة على الروح مخلوق قوله تعالى الله خالق كل شيء. وهذا يدخل فيه الروح ويدخل فيه كل مخلوق لكن هل يدخل في قوله تعالى الله خالق كل شيء يدخل فيه صفات الله عز وجل او تدخل فيه صفات الله عز وجل؟ نقول لا لان لان صفاته من ذاته وهم مجمعون ان الذات لا تدخل في هذا فكما ان الذات لم تدخل فكذلك صفاته ايضا لم تدخل وهذا عليه اجماع اهل السنة فانه يقول هنا لعبنا بالعز فانها داخلة في مسمى اسمه. فالله تعالى هو الاله الموصول بصفات الكمال فعلمه وقدرته وحياة وسمعه وبصره جميع صفاته داخل في مسمى اسمه الذي هو ذاته. فكما ان ذاته لم تدخل تحت هذا المسمى وهو قول خالق كل شيء. فكذلك صفاته سبحانه وتعالى لم تدخل لانها من ذات سبحانه وتعالى. واما ما عدا صفات ربنا فانها داخلة في هذا الملعب ومما يدخل في ذلك الروح والنفس والجسد فانها تدخل في هذا المعنى قال واما احتجاج من امر ربي انها ايضا آآ اه ان مأمورة يقول ان من باب ربنا مأمور هذا ليس فليس المراد بانه يقول ليس المراد هنا بالامر الطلب بل المراد بل نرى به المأمور وان هذه الروح مأمورة والمصدر كما قال يذكر ويراد به اسم المفعول وهذا معلوم مشهور يعني قصده هنا قل الروح من امر ربي اي انها مأمورة ايضا كما كما يؤمر غيرها من خلق الله عز وجل. واما قوله تعالى الا له الخلق والامر. فان الامر هناك اي شيء كلامه. واما من امر ربي انها مأمورة بايجادها وخلقها وليست انها صفة من صفات الله عز وجل. واما اضافتها الى الله عز وجل في قوله تعالى وروح من روحي ونفخت فيها من روحي اضافتها قوله تعالى من روحي فمعنى هنا اي ان ابتداء خلقها ابتداء خلق هذه النفس ومن الله عز وجل واظاف رح ادم اظاف روح ادم الى الله عز وجل ليس من باب اظافة الموصوف الى الصفة وانما من باب اظافة هل من باب اضافة التشريف بان المضاف الى الله ينقسم الى اقسام واضافة اعيان واضافة واضافة اعراض اضافة اعيان تقوم بنفسها واضافة اعراض او اضافة اوصاف لا تقم بنفسها اما الاعياد كبيت الله وناقة الله فاظافته الى الله يظهر فيه انها اظافة تشريف ولا يقول عاقل او مسلم او حتى المخالف لا انها ان هذه قائمة في ذات الله عز وجل ومن قال كفر باجماع المسلمين. فاظافة الاعيان الى الله اضافة تشريف اضافة تشريف واضافة المخلوق الى خالق. اما القسم الثاني اضافة اضافة آآ اوصاف اضافة اوصاف الاوصاف تضاف الى قسمان يضاف الى الله الصفات التي تضاف الى الله عز وجل آآ او الاعياء المعاني التي تضاف الى الله عز وجل تنقسم الى قسمين مع ان تقوم بذات الله عز وجل ولا تقوم بغيره ومعادن تقوم بالله وتقوم بغيره واضح؟ اما مثل اللي تقوم بالله السمع البصر الحياة العلم القدرة اظافتها الى الله عز وجل اضافة اضافة موصوف اضافة الصفة الى موصوف واما التي تضاف الى الله وهي من الاوصاف ولا تقوم في الله عز وجل وتقول في خلقه فهي كمسألة الروح فالروح يقوم بالمخلوق ولا يقوم بالخالق. فنقول اظافتها الى الله عز وجل اظافة تشريف واضافة مخلوق الى الى خالق وهذه الصفات قال هنا يذكر هنا ذكر المسألة نقول اضافة الروح لقوله تعالى من روح المراد بذلك اي ان هذه الروح خلقت خلقت بامر الله عز وجل وانها اظيفت الى الله سبحانه وتعالى اضافة تشريف واضافة تكريم واضافة مخلوق الى خالق الى خالق قال واقتل في الروح ما هي؟ الصحيح ان الكلام في هذه المسألة لا يعنينا نقول كما قال تعالى قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا فلك العلمها عند الله سبحانه وتعالى. والروح تقوم بالانسان وتقول بدن واذا فارقت هذه الروح الجسد مات الانسان ولا يسمى انسان الا بروحه. عندما عندما تخرج الروح لا يسمى العبد انسانا لانه انسان بجسد وروحه فاذا فارقت الروح الجسد سمي جثة سمي جثما هامدا ولا يسمى انسان والمسألة فيها الامر فيها واسع لان هناك من يرى ان الانسان اسم لهما. وقد يطلق على احدهم بقرينة وكذا الكلام كما ان الكلام يطلق وهو كما ذكر هنا قال او قال هنا مسألة او للناس مسمى الانسان هل هو الروح فقط او البدن فقط او مجموعهما او كلا منهما قالوا هذه الاقوال يضع لهما في كلامه سبحانه وتعالى هل هو اللفظ فقط او المعنى فقط او هما الانفس دوامة وامارة ومطمئنة وهي نفس واحدة وهي مسألة هل تموت الروح ولا تموت؟ نقول الصحيح ان الارواح لا تفنى اما انها تموت نعم تموت وموتها هو مفارقتها للبدن. موت الروح ومفارقتها للبدن. واما هل تفنى بعد موتها او كل منهما فالخلاف بينهم في الناطق ونطقه. والحق ان الانسان اسم لهما اي اسم للروح والجسد وقد يطلق على احد قرينة وكذلك الكلام. هذا معنى كلامه ان الانسان يطلق على الروح والجه وانه اذا خلا معنى الروح اذا خلا الروح اذا خلت الروح من الجسد فانه يسمى جسدا ولا يسمى انسانا وهنا مسألة قاله ذكر مسائل من مسائل الكلام قال رحمه الله والذي يدل عليه الكتاب والسنة واجماع الصحابة وادلة العقل ان النفس جسم مخالف الناهية لهذا الجسم محسوس هو جسم نوراني يعني هنا مسألة هل هذه الارواح؟ هل هي عبارة عن طيف فاصبحت هذه الروح وهذا جسد. الجسد بقي فيه العينان وبقي فيه الانف والوجه واليدان. كذلك الروح انطبع منها هذا الشيء في صورة الروح فهو اذا رؤي في المنام لا يرى طيفا وانما يروى بشكله وبذاته وبعينه وهو وانما رؤيته شيء وانما رؤيا في المنام جسدها روحه الذين هو روحه. فالروح تنطلع بطبيعة بصورة الجسد بصورة الجسد. ولا يظن الظال ان الانسان اذا خرج روحه ان الروح تخرج عبارة عن هواء او عبارة عن ريح ليس لها شكل نقول باجماع اهل العلم ان الروح تخرج لها شكل من كانت فيه من كانت فيه من جهة لها سمع ولها بصر ولها عينان ولها ولها ارجل ولها ايدي وهي بماهية الجهل الذي كانت تسكنه وتعيش فيه الا انها جسم هذا جسم لحم من ودم والروح جسم نوراني جسم نوراني اي مشع وله نور كحال الملائكة هي ملائكة جسم ايش؟ اجسام نورانية كذلك الارواح هي اجسام نورانية. وكما ان الملائكة اجسامها تجس وتحس كذلك الروح لها احساس ولها جس يجسها الانسان. فالجسم معنى الذي يقوم بنفسه هذا هو الروح. وعلى هذا نقول ان الروح عين تقوم تقوم لكنها تقوم بنفسها لكن لا يمكن ان ترى الا الا في جسد كانت تقوم فيه. قال هنا وهو جسم علوي خفيف جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك ينفذ في جوهر الاعضاء ويسري فيها سرايا الماء في الورد وسريان في الزيتون والنار في الفحم فما دامت هاي الاعضاء صالحة لقبول الاثار الفائضة عليه من هذا الجسم اللطيف بقي ذلك الجسم اللطيف وساريا في هذه الاعضاء وافاد هذه الاثار من الحس والحركة والارادة واذا فسدت هذه بسبب لا الاخلاط الغليظة عليها وخرج عن قبول تلك الاثار فارق الروح البدن وانفصل الى عالم الارواح اذا الكلام ده بالعز ان الروح عبارة عن جسم نوراني لطيف يتخلل بهذا يتخلل هذا الجسم هذا الجسد فما دام قام الجسد الى بقاء الروح فيه كانت الروح باقية واذا عطب هذا الجسد او اصابه ماء ماء ما يعطل آآ ما يعطل منفعته فان الروح تفارقه والله يتوفى الانفس حين موتها وهي قبض الارواح ثم ذكر ايضا الادلة على قبض الارواح وان الله يقبض الارواح والمراد هنا الارواح اذا قبضت هي ايضا بمعنى بمعنى النفس فانها تقبض مع قبض الروح وقال صلى الله عليه وسلم ان الروح اذا ان الروح اذا قبض تبعه البصر اي خارج الروح تبعها البصر فيخرج الروح على هيئة على هيئة الجسد التي الذي كانت تسكنه. ثم اختلاف الناس مسمى النفس والروح قد ذكرنا ان هل هو متغايرا؟ الصحيح انهما مترادفان متغايران يجتمعان ويفترقان عند عند من جهة ان الروح تبقى معها الحياة فالنفس ايضا تبقى مع الحياة فهي بمعنى الروح واما من جهة التغاير فالنفس تطلق على الدم وتطلق على العين والنفس تبقى والروح تصعد وهذه اوجه الفروق بين النفس وبين الروح ايضا الفروق ان الروح لا لا يوصف الله به وان النفس يوصف الله عز وجل بها سبحانه وتعالى ثم هناك من الناس على حسب ما يغنى منهم من تغلب عليه روحه حتى يصير روحاني نوراني ومن الناس من طبيعة البشر الجسدية والطبيعة البشرية فيكون يعني آآ على طبع البشر ولكن نقول لا تفنى بل الروح تنتقل من عالم الى عالم يرحمك الله تنتقل من عالم الاجساد الى عالم الارواح فتكون اما في نعيم واما في في اه نار نسأل الله العافية والسلامة. فالقول الصحيح ان الروح تموت وتقبض ولكنها لا تفنى وتنتهي. وهذا ما يتعلق بهذه المسائل والله تعالى اعلم واحكم صلى الله عليه وسلم نبينا محمد