بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله في الدرس الثالث والخمسين من دروس علم الصرف علم الصرف هو علم باصول تعرف به احوال ابنية الافعال المتصرفة والاسماء المتمكنة التي ليست باعراب ولا بناء في صرف الافعال وفي صرف الاسماء سنكتسب مهارتين مهارة التصنيف ومهارة التصريف. بدأت بتصنيف كافعال فصنفتها الى جامد ومتصرف والى ماض ومضارع وطلب والى صحيح ومعتل والى مجرد ومزيد المجرد الى ثلاثين ورباعي. وقسمت المزيد الى ثلاثي ورباعي. ثم وقفت مع الفعل الثلاثي المجرد فذكرت لكم ان له تسعة ابواب عقلا وستة ابواب استعمالا ثم وقفت مع كل باب من هذه الابواب الستة فشرحته شرحا وافيا ومثلت له بمجموعة من الافعال التي انفردت بها ثم انتقلت الى الحديث عن ظاهرة صرفية في هذه الابواب الستة وهي ظاهرة الاشتراك. فحدثتكم عن بين بابين وحدثتكم عن الاشتراك بين ثلاثة ابواب. وحدثتكم عن الاشتراك بين اربعة ابواب. وحدثتكم عن الاشتراك بين خمسة ابواب وبهذا اعطيت هذا الباب حقه من الشرح والايضاح. لان الفعل الثلاثي مجرد حين نتحدث عنه فنحن نتحدث عن معظم افعال العربية عن الاف الافعال في هذا الدرس ان شاء الله تعالى ساختم بهذه الخاتمة في حديثي عن الفعل الثلاثي المجرد. لاحظوا معي المسألة الاولى ما مصادر العلماء في ظبط حركة عين الفعل الثلاثي؟ سواء كان له اه ظبط واحد او كان مشتركا بين عدة ابواب نقول السماع المباشر من العرب. لان الجيل الاول من علماء العربية في عصور الفصاحة قد ظبط حركة العين بالسماع المباشر عن العرب في اثناء اه رحلاتهم العلمية للسماع من العرب كالخليل ابن احمد وكالكسائي والاصمعي وب عمرو بن العلاء ومن في طبقتهم رحمهم الله تعالى. هذا المصدر الاول المصدر الثاني النظر في القرآن الكريم وقراءاته. لان القرآن الكريم من اهم مصادر اللغة. ولذلك عاد العلماء الى القرآن الكريم والى القراءات لان القراءات متواترة فهي رواية من ثقة الى ثقة لذلك كان هذا من اهم المصادر. بالاظافة الى النصوص الشعرية والنثرية المروية عن العرب برواياتها المختلفة بمجموع هذه المصادر استطاع العلماء ان يضبطوا حركة الفعل آآ اه الثلاثي حركة العين في الماظي وفي المظارع. لذلك هم اه سمعوا وتأملوا القرآن الكريم والقراءات النصوص المروية عن العرب من الشعر ومن النثر. احيانا تخفى الحركة ولا آآ ولا يوجد دليل من السماع او يحصل الاختلاف فلا بد من الترجيح ابتكروا مجموعة من الوسائل ولكن هذه الوسائل هي في الحقيقة مستنبطة من كلام العرب لان العربي الفصيل المتكلم الفصيح هو الذي يشرع في لغته. لذلك العالم لا يأتي بشيء من عنده الا وعليه دليل من العرب. لذلك على سبيل المثال وجد العلماء ان العربي يبني الوصف على وزن فاعل من الباب الاول من باب فعل يفعل لذلك نصر ينصره فهو ناصر. اذا الوصف من الباب الاول قياسا على وزن فاعل ومن الباب الثاني ايضا لان العرب تقول ضرب يضرب فهو ضارب. اذا الوصف من الباب الاول فعل يفعل ومن الباب الثاني فعل يفعل فعلوا على وزن فاعل. والعرب ايضا تقول فتح يفتح فهو فاتح اذا الوصف من الباب الثالث وهو فعل يفعل ايضا على وزن فاعل. الذي جعل الوصف على وزن الفاعل من هذه الابواب الثلاثة هم العرب. ووجد العلماء ان هذا مضطرد. فقالوا اذا هذا قياس عند العربي. ايضا يبنى على وزن فاعل من الباب الرابع اذا كان الفعل متعديا مثل جهله يجهله فهو جاهل. اذا استخلص العلماء من استعمال العرب في لغتهم ان عرب تبني الوصف على وزن فاعل من الباب الاول والباب الثاني والباب الثالث ومن الفعل المتعدي من الباب الرابع ايضا وجدوا ان العربي يبني الوصف على وزن فعل من الباب الرابع اذا كان الفعل لازما العرب تقول فطن يفطن فهو فطن ولا تقول فهو فاطن. وجد العلماء ايضا ان العرب تبني الوسط على وزن فعيل اذا كان الفعل من الباب الخامس لذلك تقول شرف يشرف فهو شريف ولم تقل شارف ولم تقل شرف كرم يكرم فهو كريم ولم تقل كارم ولا كرم. استخلص العلماء هذه الاصول القياسية من استعمال للعرب. طيب كيف استفادوا منها عند خفاء الحركة او عند الاختلاف؟ انظروا الى هذا المثال طال العرب قالت يطول. اذا المضارع هو يفعل. طيب قال يطول. طال الذي مضارعه يفعل لاحظوا ان حركة العين هنا خافية. هل هو من الباب الاول يفعل؟ فيكون الاصل طول ولا يطول ام نقول لا هو من الباب الخامس والاصل طول يطول فعل يفعل. في هذه نظر العلماء الى ماذا؟ الى الوصف فوجدوا ان العرب قالت من طال طائل وقالت من طال طويل فاستدل العلماء بالوصف على الباب لاحظوا قلنا الاستدلال بالوصف القياسي على الباب. كيف؟ قالوا طائل هذه طائل الوصف طائل مشتق من طال يطول التي من الباب الاول. لذلك نقول هي مشتقة من طال يطول التي اصلها ولا يطول فعل يفعل وطويل هذه مشتقة من طال يطول التي من الباب الخامس والاصل طبل يطول فعل يفعل. لذلك حين تعدد الوصف تعدد الباب فقلنا طال يطول التي الوصف منها طائل هي من الباب الاول وطال يطول التي الوصف من طويل من الباب الخامس. اذا لاحظوا كيف وظف العلماء اه هذه الوسيلة في تحديد حركة العين حين خفيت عليهم في هذا الفعل فاستدلوا بتعدد الوصف على تعدد الباب كما رأيت هناك وسيلة اخرى هي الحمل على المرادف او المضاد. لاحظوا طيب من الذي حمل على المرادف او المضاد اصلا العربي ولكن العلماء لاحظوا ذلك لاحظوا مثلا ان العربي جعل علم وجهل وهما ضد من باب واحد علم يعلم جهل يجهل. فكلاهما من الباب الرابع لاحظوا عري يعرى ولبس يلبس من الباب الرابع. ولاحظوا ان عري ولبس ضدان. لاحظوا شرف ووضع من الباب الخامس فالعرب في كثير من الافعال جعلت الفعل وظده من باب واحد. ايظا جعلت الفعل ومرادفه من باب اه لذلك قالت فقه وعلم الفقه هو العلم لذلك جعلوها من باب واحد فقه يفقهوا علم يعلم وهو الباب الرابع. حين وجد العلماء ان العربي يفعل هذا قالوا اذا اذا اختلفنا في شيء من الافعال او خفيت علينا حركة عينه لان لم نجد دليلا عليها من من القراءات او من الروايات سنلجأ الى هذه الوسيلة. فمثلا خاف يخاف قالوا سنجعلها مثل امنا امينة يأمن وخاف يخاف فقالوا اذا خاف هذه سنقول هي من الباب الرابع فنقول من خاف يخاف خوفا يخوف كامن يأمن فحملوا خاف على ضده آآ امير نعم. لاحظوا طال استدلوا هنا بالوصف استدلوا هنا ايضا بالضد. فقالوا طال ضدها قصورا قصر قصر فالعرب تقول قصر يقصر فهو قصير. اذا نقول طال يطول فهو طويل من الباب الخامس حملا للاطالة على ضدها قصورا. فكما قالت العرب اه قصر يقصر فهو قصير نقول قالت طال يطول فهو طويل. اذا طال التي الوصف منها طويل هي من الباب الخامس والاصل او لا يطول. لاحظوا في من لا قالوا من لا هذه سنحملها على مرادفها. ما يرادفها سئما. لاحظوا تاء ما يسأم يعني من الباب ماذا؟ من الباب الرابع لذلك سنقول في من لا اه اه الاصل مليء لا يملل فهي من الباب الرابع. اذا اعود واقول العلماء لهم مصادر في ضبط حركة عين الفعل آآ الثلاثي المجرد وبهذه المصادر ظبط العلماء معظم الافعال عن طريق السماع المباشر من العرب والنظر في القرآن الكريم وفي قراءاته والنظر في النصوص المروية عن العرب برواياتها المختلفة ان حصل خفاء او حصل خلاف فلهم مجموعة من الوسائل التي انتجها الفكر العلمي هذه الوسائل كما قلت لكم الاستدلال بالوصف القياسي على حركة العين او حمل الفعل الذي خفيت عينه او الذي اختلف فيه على مرادفه او مضاده. اذا العلماء كانت لهم مصادر وكانت لهم وسائل في ضبط حركة العين الفعل الثلاثي المجرد. ولذلك استطاعوا بهذه المصادر وبهذه الوسائل ان ينقلوا الينا الفعل الثلاثي المجرد مظبوطا سواء كان من الافعال المنفردة او من الافعال مشتركة بين بابين او اكثر. طيب كيف نقلوا الينا هذا الظبط لاحظوا كيف حرروه في كتبهم؟ كيف حرروه؟ فانتقل الينا وصل الينا نحن نتكلم عن سماع وقع في اه نهاية القرن الاول الهجري وفي القرن الثاني الهجري. نحن نتحدث عن اكثر من الف سنة. كيف قيل هذا الضبط منهم رحمهم الله اه كان لهم وسائل. الوسيلة الاولى وضع الضمة والفتحة والكسرة. كان يكتب في كتابه نصر فيضع الفتح على عين الماضي ويكتب ينصر فيظع الظمة على عين المظارع لذلك وظع الظمة والفتحة والكسرة هذه هي الوسيلة ما الاولى التي اتبعوها الوسيلة الثانية النص على الحركة كتابة. كأن يقول نصر بفتح العين بفتح العين ينصر بظم العين لاحظوا بظم العين فينص آآ نصا على الحركة اذا هنا وضع الحركة هنا نقول نص عليها فقال بفتح العين او بظم العين طبعا وقد يجمع بين الامرين يضع فتحة ويقول بفتح العين ويضع الضمة ويقول بضم العين. طبعا علماء يقولون هذه الوسيلة خطيرة. لماذا؟ اه قالوا لانه قد يحدث اه تحريف. تحريف اثناء نقل النسخ اليدوي. لذلك النص على الحركة بهذا الشكل امن واضمن. وان كانت تأخذ مساحة من كتابة وتثقل النصوص لكن المهم في الاخير النتيجة انها وصلتنا اه لغة العرب كما هي. اذا من وسائلهم وضع اما والفتحة والكسرة اي وضع العلامة او النص على الحركة كتابة او التنظير بالمثال المشهور وهذه الوسيلة هي اكثر الوسائل شيوعا في كتبهم. لذلك انا نقلت لكم هذه النصوص مثلا من القاموس المحيط فيروز زبادي يقول رحمه الله نكد الغراب كنصرا هل المراد نكد كنصر في معناه؟ لا هو يقصد كنصر في بابه. وهذه لا تكاد تجد صفحة من المعجم سواء القاموس محيطة وغيره الا وتجد فيها مثل هذا. لذلك يقول نكد الغراب كنصر يريد ان يقول لك ان نكد من البابل الاول فهو كنصر في بابه. فكما تقول نصر ينصر تقول نكدا ينكد. لاحظوا هنا قال ازب الماء كضرب. كضرب في معناه لا بل في بابه. هو يريد ان يقول لك قل ازب يأزب كما تقول ضرب يضرب فعل يفعل. فازب هذا من الباب الثاني. لاحظوا قال صخدته الشمس كمنع لاحظ انت تقول منع يمنع اي انه مثل منع في بابه يقول مثلا ملكك فرحا يقصد تقول ملكة يملق كما تقول فرح يفرح فهو كفرح في بابه. يقول على سبيل المثال كبر كرم اي كبر يكبر ككرم يكرم اي انهما من الباب الخامس باب فعل يفعل يقول على سبيل المثال وثق به كورث اي انهما من باب فعل يفعل وهو الباب السادس. هذا الباب الواحد لاحظوا ايضا في التعدد يقول ماذا؟ جبأ كمنع وفرح. اذا هو يقصد ان هذا الفعل مشترك بين هذين البابين. لذلك انت تقول جبأ يجبأ مثل منع ايمنعوا اي من الباب الثالث فعلى يفعل فتح يفتح ولكنه مثل هنا بالفعل منع وتقول ايجبأ كما تقول فرحا يفرح اي انه مشترك مشترك بين الباب الثالث والباب الرابع فهو يأتي فعل يفعل ويأتي فعل يفعل فتفهم من قوله كمنع وفرح ان العرب تقول جبأ وتقول جبي ايجبأ. لاحظوا هنا الاشتراك بين بابين. هنا الاشتراك بين ثلاثة ابواب. لاحظوا يقول فيروز بادي الفرس فسمع ونصر وظرب اي في ابوابها لذلك نستطيع الان ان نقول العرب تقول نزق ينزق كسمع يسمع وفرح يفرح اي من الباب الرابع فعيل يفعل. والعرب نزق ينزق مثل نصر ينصر اي من الباب الاول. والعرب تقول نزق ينزق ضرب يضرب اي من الباب الثاني. لذلك نقول هذا الفعل مشترك بين الباب الاول والثاني والرابع وهذه الوسيلة هي اشهر وسائل اه علماء العربية في تحرير الضبط بالضبط حتى يصل الينا. اذا اجمل هذا الدرس فاقول للعلماء في ضبط حركة عين الفعل مجرد مصادر ووسائل مستنبطة من فعل العرب. هذه المصادر هي السماع المباشر من العرب. القرآن كريم قراءاته النصوص المروية عن العرب. وعند خفاء الحركة وقوع الاختلاف. يحتكمون الى بعض سائل المستنبطة من تصرف العربي في لغته واشهر هذه الوسائل وسيلتان. الاستدلال بالوصف قياسي على حركة العين او الحمل على المرادف او الضد اه بعد ان ظبطوا حركة العين بهذه المصادر وهذه الوسائل نقلوها الينا. طيب ما وسائل تحرير هذا الظبط قلنا وضع الضمة والفتحة والكسرة او النص على الحركة كتابة او التنظير بالمثال المشهور رحم الله العربية الذين قاموا بهذا العمل العلمي الكبار وصلت الى نهاية هذا الدرس وبه تمت حديثي عن الفعل الثلاثي المجرد في الدرس القادم ان شاء الله تعالى سانتقل الى القسم الثاني من الفعل لمجرد وهو الفعل الرباعي المجرد والى ان التقيكم في الدرس القادم ان شاء الله تعالى استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد