من النار ومن كان على طرف شيء يوشك ان يقع فيه ولذلك قال جل وعلا وكنتم على شفا حفرة اي على طرف حفرة. وهذه الحفرة ليس حفرة عادية لو كانت حفرة عادية وسقط فيها قوله جل وعلا ولا تفرقوا دليل على ما دل عليه المقدمة من الاجتماع في الاعتصام. وان كل ما يفضي الى فرقة فانه يتنافى مع الاعتصام ويتنافى مع مع ما جاءت به الشريعة فان الشريعة جاءت جمع الكلمة والائتلاف ولا التئام والبعد عن النزاع والشقاق فامر الله بالاجتماع ونهى عن الفرقة وحذر غاية الحذر من التنازع فقال تعالى ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ثم قال الموظوع ما هو سهل ترك التنازع ليس امرا يسيرا. النفوس فيها من الشهوات وفيها من الرغبات وفيها من الغضب ما يدعو كثيرا الى المنازعات. ولذلك قال بعد ان نهى عن التنازل ولا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم؟ قال واصبروا ان الله مع الصابرين فلابد من صبر حتى يتجاوز الانسان ما يمكن ان يكون من اسباب النزاع والفرقة فليس الاعتصام امر سهل بل يحتاج الى مكابدة ومصابرة واحتساب وتغافل وتغاضي احيانا يحتاج الى ان يترك الانسان شيئا واجبا لاجل ان يحصل مصلحة الاجتماع فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ترك قتل المنافقين مع اخبار الله تعالى له بهم وعنهم لاجل الا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه ولان لا يتفرقوا ولان لا يدب بينهم النزاع فترك امرا واجبا في الاصل وهو قتل من تبين كفره لاجل مصلحة جمع الكلمة والتئام الجماعة وحفاظا على الامة من التفرق والخلاف والشقاق فلهذا يقول جل وعلا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. ولذلك يا اخواني كل دعوة يكون فيها دعوة للتفرق او ينتج عنها تفرق اهل الاسلام وتشتت كلمتهم وتفرق جمعهم فانها دعوة جاهلية دعوة باطلة. ينبغي للمؤمن ان يحذر منها وان يجمع الكلمة على كتاب الله وسنة رسوله وان الامة قد بليت بلاء عظيما بهذه الاحزاب التي تفرق الناس تشرمهم وتجعل الحق في طريقها والمنتسبين اليها وتسلمه عن غيرهم من اهل الاسلام وهذا من الظلم البين وهو مخالف لما امر الله تعالى به من الاعتصام والالتئام والاجتماع قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. ثم ذكر الله تعالى الامة بنعمته عليها قال واذكروا نعمة الله عليكم. اذكروا كنتم يعني في السابق قبل هذا النور وقبل مجيء الرسول وقبل ما جاء من الهدايات الالهية التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم واذكروا اذ كنت يقول جل وعلا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم جمع قلوبكم والائتلاف اجتماع والتظامن والتئام وهذا لا يتحقق الا بالرحمة ولا يتحقق الا بالصبر ويتحقق الا بالاحتساب فان ذلك يبلغ الامة خيرا عظيما. لذلك قال جل وعلا فالف بين قلوبكم فاصبحتم نعمته اخوانا. وهذه النعمة لا يمكن ان تدرك ولا ان تحصل الا بلزوم الشرع ولهذا كل من خالف الشرع لابد ان يدب بينهم من الخلاف والفرقة ما يكون سببا للشر بينهم يقول الله تعالى في ما امتن به على رسوله لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله ايش الف بينهم. فالله هو الذي تولى التأليف وما الذي الف الله تعالى به بين قلوب المؤمنين بما انزله من من من الهدى ودين الحق بما انزله من النور المبين والشرع القويم الذي يجتمع فيه اهل الاسلام ويكون الاجتماع ليس فقط لاهل الاسلام الذين يعيش معهم الانسان ويلتقي بهم بل حتى الذين لم يلتق بهم ولا يتصل بهم فان فان رباط الايمان يجعل بينه وبينهم ولاية. انما المؤمنون اخوة كما قال جل في علاه وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في ما اخبر به في التحيات اذا قال المؤمن السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين قال صلى الله عليه وسلم فاذا قال ذلك اصاب كل عبد صالح في السماء والارض فاذا قلت السلام عليكم اصاب سماء سلامك اصاب سلامك كل عبد صالح في السماء والارض من الاولين والاخرين وذلك فضل الله عز وجل على هذه الامة الذي تفضل به ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم قال الله جل وعلا فاصبحتم اي بنعمته وفضله والاجتماع على كتابه وما جاء به من الرسالة المباركة اخوانا وكنتم يعني في السابق قبل هذا النور على شفا حفرة من النار. فانقذكم منها. شفى فسرها المؤلف بقوله مثل شفا الركية وهو حرفها اي طرفها. يعني وكنتم على طرف حفرة لخشي ضررا فكيف اذا كانت هذه الحفرة من النار فالظرر والهلاك محقق لانه اذا سقط في الحفرة فسيتبرر بسقوطه ولن يجد امكانية من والولد يجد امكانية للخروج مما سقط منه. لان الحفرة ستحاصره من كل مكان. اضافة الى الم السقوط يقول جل وعلا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها فالهداية الى الايمان انقاذ كل من هداه الله الى الايمان فقد انقذه انقذه من الكفر وشره وظره والكفر شر في الدنيا وشر في الاخرة لا تظن ان الكفر شؤم على اصحابه فقط في الدار الاخرة وانهم في الدنيا في هناء. لا والله لكن من لم يجرب لا يعرف الكافر لا يعرف لذة الايمان التي يجدها اهل الايمان في صلاتهم وطاعتهم للرحمن. لانه لم يذقها ويقول له هذولا يتعبون انفسهم. هؤلاء لماذا يصنعون هذا انا والشقاء لان الصورة يرى انه في شقاء لم يذق طعم الايمان ولا حلاوته ولذلك لا يجد لهذه الاعمال معنى فكما ان الكافر لا يدرك حقيقة ما يجده المؤمن من الطمأنينة والانشراح والسكن والملجأ الى الله عز وجل فكذلك المؤمن الذي لم يعرف كفرا لا يدرك عظيم الشقاء الذي يعيشه الكافر قال الله جل وعلا ومن اعرض عن ذكري ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ويقول جل وعلا فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا كانما حرجا ليس فقط ضيقا ضيق وحرج يعني شدة ضيق ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء يعني كانما يتنفس في الطبقات العليا من الجو ومعلوم انه كلما صعد الانسان الى علو قلت نسبة الاكسجين فاصبح ما يحتاجه من الاكسجين لابد فيه من سحب هواش كثير حتى يأخذ منه حاجته الى الاكسجين كانما يتصعد يتنفس كأنما صعدوا في السماء اي يتنفسوا اي ان يتنفسوا فيها ولهذا اذا اردت ان تعرف نعمة الله عز وجل عليك فاذكر ما انعم به عليك من الايمان وانه انقذك من الكفر واكره ان تعود في الكفر كما تكره ان تلقى في النار. وهذا يبين عظيم ما يعانيه من كفر بالله عز وجل. هو في معاشه وحاله كالذي يعيش في النار ولا تغرينكم المناظر والصور يا اخوان من الناس من تبهره الصور والمناظر فيرى العيش الرغيب والمال الوفي والتقدم الكبير عند بعض من لم يؤمن بالله واليوم الاخر فيظن ان ذلك موجب للسعادة وان هذا ثمرة الكفر بالله ولكن هذا من الخطأ الكبير ان تقصر الامر على الصورة ففي القلوب من الحريق والنار والوحشة والغربة وتسلط الشيطان ما لا يجد معه الكافر لذة لكل نعيم وما تنعم به لا يجد له سكنا ولا طمأنينة. انما هي اشبه ما يكون بالمسكنات التي تشغله وتذهله عن الالم الذي اصابه بالبعد عن الله عز وجل. البعد عن الله شقاء. والله يا اخوان والله ان البعد عن الله شقاء وان وان القرب منه سعادة وهناء فكلما زاد العبد قربا من الله زاد سعادة. وكلما زاد بعدا عنه زاد شقاء ونحن نشاهد هذا في انفسنا من اهل الايمان تجد العاصي يجد من الوحشة والظيق والكدر بسبب عصيانه ما يجعله يكره المعاصي ولا يجد لها لذة بل كل معصية لا بد ان يقارنها من شقاء الروح ووحشة القلب بسبب البعد عن الله ما يعقبه كدرا وما يحيل لذة اللذة التي طلبها شقاء وغصصا فلذلك اذا كنا نشهد هذا في انفسنا نحن عندما نعصي الله فكيف بذاك الذي قلبه مظلم لا نور فيه ظلمات بعظها فوق بعظ اذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور. اسأل الله ان ينير قلوبنا وان يجعلنا من اوليائه وحزبه وان يمن علينا بالايمان الصادق وان يثبتنا على الحق والهدى وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه هذا بيان الله عز وجل لما انعم به على اوليائه المستمسكين بالجماعة المجتمعين على كتابه يقول الله تعالى وكنتم على كحفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله يعني كهذا البيان والتوضيح يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون. رجاء ان يكون منكم هداية لاجل ان يكون منكم اقدام على الاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف. وما اصاب الامة من البلاء والشدة الا بسبب الخلاف والنزاع والشقاق. وصدق الله ومن اصدق من الله قيلا. ولا تنازعوا فتفشلوا ايش وتذهب ريحكم هذا هو ثمرة ما جنته ايدي اهل الاسلام من الشقاق. ولهذا كل امة وجماعة من اهل الاسلام وبلد يجتمعون فيها على الحق والهدى ويأترفون فيها على ولاة امرهم بالتناصح والعمل الصالح والتسديد والمقاربة ابذل الممكن في اصلاح ما يحتاج الى اصلاح دون فرقة ولا خلاف كان ذلك من دواعي سعادتهم توالي الخيرات عليهم. وكل امة خرجت عن هذا الطريق بالتفرق والتحزب والتشرذم وآآ التشقق كان ذلك من اسباب فرقتها وخلافها وقد بنيت الامة بالاحزاب بلاء عظيما بشتى صورها وانواعها سواء كانت احزابا تنتسب للدين او كانت احزابا تنتسب المدنية فرقت المسلمين وشرذمتهم وجاءت هذه من بلاد غير الاسلام. واما اهل الاسلام فانهم مجتمعون على ولاة امرهم مجتمعون على من جعله الله من جعل الله تعالى الامر في يده يتناصحون كما قال الله تعالى في محكم كتابه والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعضهم يحب بعضا وهذه الاحزاب لا يتحقق بها الولاية بين اهل الايمان بل الولاية بين الحزب والجماعة المنفردة لا اهل الايمان كما قال والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك ما ثمرة هذا؟ سيرحمهم الله. هم اهل الرحمة. نسأل الله ان نكون منهم نعم اما الاية التي تليها وهي هي قوله هي قوله جل وعلا واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعدا للقتال والله سميع عليم فتبوأ قال المصنف رحمه الله في تفسيره في في بيان معناها تبوأ قال تتخذ معسكرا معسكرا عندك هكذا بس تتخذ معسكرا اي تتخذ مكانا للعسكر وهم الصحابة الذين كانوا معه صلى الله عليه وسلم في هذه الوقعة وان غدوت من اهلك اي من بيتك وازواجك تبوء المؤمنين اي تهيئ للمؤمنين مواقع واماكن لقتال الاعداء مقاعدا للقتال. مقاعد اي مواقع يا ميمنة وميسرة ومقدمة وساقة والله سميع عليم اي يسمع ما يكون منكم ومن اعدائكم وعليم بكم وباعدائكم ثم قال جل وعلا في الاية ثم قال المصنف رحمه الله في الاية ربيون ربيون هذه جاءت في ايضا سورة ال عمران في قول الله تعالى وكاين من نبي قاتل معه ربيون كثير قال المؤلف في تفسير ربيون قال ربيون الجميع والواحد ربي ربي ومن هو الربي الربي في في معناه عند اهل اللغة قيل هم الذين يعبدون الرب فهو نسبة الى الرب على ذلك جماعة من البصريين من اهل اللغة هذا عليه اشكال لانه لانه لو كانت النسبة الى الرب اي الذين ينسبون الى الرب قاتل معه ربيون لكان بالفتح رأى ربيون ربيون ربيون بالفتح لان الاسماء الى رب لكن هي نسبة الى رب وليس الى رب. ولذلك قال علماء اللغة من اهل الكوفة ان النسبة هنا الى الجماعة والائتلاف فلبيون جمع ربي الربي هو هو هي الجماعة المؤتلفة ولذلك يكون المعنى في الاية وكأين من نبي قاتل معه كثير اي جماعات كثيرة تأييد من نبي يعني عدد كثير من الانبياء كاي كأي تأتي للكثرة ايذكر كثيرا من الانبياء قاتل معه جماعات قاتل معهم جماعات كثيرة فما وهنوا لما اصابهم اي ضعفوا لما نزل بهم من الهزيمة والكرب وهذا تعزية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولاصحابه فيما نزل بهم من قتل في غزوة احد فقد نزل بالنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه امر عظيم اشده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته وادمي وجهه وشج رأسه صلى الله عليه وسلم ولذلك قال صلى الله عليه وسلم كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وهذا اعظم ما جرى في تلك الغزوة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اصيب بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم وقتل اصحابه سبعون من اصحابه رضي الله تعالى عنهم وارضاهم وكان ذلك بسبب ما كان من مخالفة امر النبي صلى الله عليه وسلم من الرماة غفر الله لهم وعفا عنهم يقول الله تعالى مصليا رسولا والمؤمنين فيما نزل بهم من الكرب الشديد باصابة النبي صلى الله عليه وسلم وقتل اصحابه نيل الكفار منهم وكأي من نبي قاتل معه ربيون كثير يعني ايش جماعات كثيرة فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله اي ما ضعفوا لما نزل بهم من المصائب في القتال في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ثم يرغبهم في الارتقاء قال والله يحب الصابرين حتى اذا فشلتوا انتبه الظفر قلب الى والفوز ينقلب الى هزيمة. وانظر الى الاسباب حتى اذا فشلتم اي في امتثال ما امركم الله تعالى به ورسوله وتنازعتم فثم فشل يقترن بتنازع هنيئا للصابرين ان يحبهم رب العالمين جل وعلا فان محبة الله هي منية العاملين واليها شمر المشمرون وهي مفتاح الجنة والسعادة والخير والبر فمن احبه الله كان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولا استنصر الله لينصرنه ولن استعاذ الله ليعيذنه هذه منزلة عالية سامية اذا تخيلها الانسان شعر بعظيم المنحة والمنة والاصطفاء لمن احبهم الله اسأل الله العظيم ان يجعلني واياكم من احبابه منة عظيمة ان يكون الله في سمعك وبصرك وحركتك وانتقالك وان يكون لك اذا استنصرته ويكون معك فيما تخاف اذا استعذته هذه منزلة رفيعة وكون الله معك في السمع والبصر والاخذ والحرك والانتقال معناه ان الله يحفظك من ان تقع في سوء او ان ينالك شر. والله يسددك ويعينك الى على الخيرات هذان معنيان ان الله معك في سمعك وبصرك ليس فقط يحفظك من ان تعصي؟ لا ليس هذا فقط المعنى هذا احد المعنيين لمعية الله في السمع والبصر والاخذ والعطاء والحركة والانتقال ان يكون الله معك في سمعك فلا تسمع الا محرم اذنها لا تسمع محرما لكن ييسر لك ايضا سماع الخيرات سماع الذكر سماع ما ينفعك يكون في بصرك فيمنعك من ان ترى سوءا او شرا. ثم هو معك في بصرك في كشف لك من الرؤية والعلم والمعرفة ما يجعلك ساميا مرتفعا مترقيا في درجات الايمان. فتنتفع بالايات والعبر. خلاف اولئك الذين يمرون على الايات وهم عنها معرضون كما قال الله تعالى وتأييد من ايات في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. هو معك في اخذك وعطائك ليس فقط يمنعك من المحرمات في المعاملات بنات لا بل حتى ييسروا لك ان تعطي خيرا وان تحسن وان تتعامل مع الناس بالخير فيسددك ويوفقك الى الصالحات وكذلك في الانتقال. ثم هذا في الحالة العادية. واما في حالة الرغبات لا نصارني لانصرنه هذا في المطالب ينصرك الله في كل ما تطلب ويبلغك. وفي المخاوف لان استعاذني لان الاستعاذة لا تكون الا من هو ولئن استعاذني لاعيذنه. فانت فائز في كل الاحوال في حالة الخوف وفي حال الامن وفي حال الرغبة والطلب الله معك في ذلك كله. يقول الله جل وعلا في هذه الاية بعد ان سل المؤمنين بما جرى سالف الامم من البلاء والشدة قال الله تعالى والله يحب الصابرين. ثم قال جل وعلا مذكرا مذكرا بنعمته على اهل الايمان ايضا في نيلهم من الكفار لانه لما نزل بالصحابة هذه الهزيمة وبينهم رسول الله شق عليهم ذلك حتى قالوا ان هذا كيف يقع لنا هذا وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن مسلمون وهم كفار تشاءموا الجواب سريعا لم يتأخروا قل هو من عند انفسكم هذا الذي اصابكم هو بسبب ما كسبته ايديكم والله لا يظلم الناس شيئا نذكرهم الله عز وجل بما من بما من عليهم اولا فان الله في غزوة احد فتح للمسلمين فتحا مبينا فظهروا على الكفار وغلبوهم وتمكنوا منهم حتى فر من فر منهم ثمان الرماة وهم من كانوا يحملوا يحمون ظهور المسلمين قال امر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم ان ظفروا بنا فلا تنصرونا وان غنمنا فلا تشركونا يعني لا تشاركونا في الغنائم. بمعنى الزموا اماكنكم لا تتجاوزوا هذه الاماكن لكن رضي الله تعالى عنهم عندما رأوا ان الكفار ولوا وان اهل الاسلام ظفروا ظنوا ان الامر قد انتهى فقال بعضهم لبعض ننزل مع اخواننا نشاركهم في ما فتح الله تعالى من الغنائم نهاهم اميرهم رضي الله تعالى عنه وذكرهم مقولة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم لكن الله غالب على امره نزل من نزل منهم رضي الله تعالى عنهم فالتف المشركون على اهل الاسلام بكتيبة فجاءوا الصحابة من ظهورهم من خلفهم تنال منهم على حين غفلة وغرة ثم اصابوا من اصابوا فتلاحق المشركون الذين هربوا لما وجدوا ان الطلبة قد خف فاطبق المشركون على الصحابة من الجهتين من الامام ومن الخلف واصيبوا بما اصيبوا به من المصائب واعظم ذلك ما نزل بالنبي صلى الله عليه وسلم من جرح. يقول الله لرسوله ولاهل الايمان ولقد صدقكم الله وعده صدقكم الله ما وعدكم من الظفر اذ تحسونهم باذنه يعني اذ تقتلونهم قتلا ذريعا في اول المعركة باذنه اي بعلمه وقضائه وقدره جل في علاه وتنازعتم في الامر اي ما امركم الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم من لزوم المكان وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون ما الذي كانوا يحبونه الذي يحبونه النصر والظفر والغنيمة اراهم ما يحبون. لكن هذا الذي رأوه مال بقلوبهم الى الدنيا قال الله جل وعلا منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. يقول ابن عباس ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ما كنت اظن ان احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا حتى نزلت هذه الاية فعلمت ان منهم من يريد الدنيا رضي الله تعالى عنهم وارضاهم وذاك بما اصابهم من الرغبة في الغنائم. وهذا معنى قوله تعالى منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم قال تعالى ثم صرفكم عنهم صرفكم عنهم عن من؟ عن المشركين بسبب هذه المخالفة ليبتليكم اي ليختبركم ويرى صدق ايمانكم تتوبوا وترجعوا اليه. ولقد عفا عنكم. عفا الله تعالى عنهم بفضله ومنه وهذا العفو شامل لكل اولئك رضي الله تعالى عنهم بسبب ما الذين تسببوا في هذا هذه الواقعة واعظم ذلك كما ذكرت جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم عفا الله عنهم تجاوز وصفح وغفر وستر سبحانه وبحمده والله ذو فضل على المؤمنين. نعم الله ذو فضل على المؤمنين وهو جل وعلا يربي عباده هذا من التربية ان اصابهم الله بما اصابهم به ليتنبهوا ان مخالفة امر الله سبب لفساد الدنيا الاخرة وان مخالفة شرع الله عز وجل هلاك لا يدرك به الانسان ربحا وان ارادة الدنيا اذا غلبت على ارادة الاخرة فشل الانسان فلم ينجح في دنيا ولم يدرك اخرة ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر نقف على هذه الايات ونستكمل غدا ان شاء الله تعالى نجيب على ما يسر الله من الاسئلة نسأل الله ان يفتح لنا ولكم ابواب الخيرات وان يستعملنا في الصالحات وان يجعلنا من اولياءه وحزبه وان يرزقنا فقه كتابه والعمل به وان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته اللهم استعملنا في رضاك واصرف عنا معاصيك يا ذا الجلال والاكرام. اجمع قلوبنا على ما تحب وترضى وفقنا الى ما تحب يا ذا الجلال والاكرام واجمع كلمتنا على الحق والهدى ووفق ائمتنا ولاة امورنا الى الخيرات واجعلهم يا ذا الجلال والاكرام رحمة عبادك وسدد بهم الحق وانصر بهم الاسلام واهله يا ذا الجلال والاكرام اللهم صلي على محمد