الى غير شرع الله فهنا يجوز ان يتحاكم الى غير شرع الله ليأخذ حكمه وهذا مثل من يعيش في بلاد كافرة لا يمكن ان يأخذ حكمها ما في احد يحكم بالشريعة يكون بين الانسان كافرا نعوذ بالله من الخذلان لانه مكذب لما يجب اعتقاده وناقض لايمانه فلو ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم والله تعالى يقول ومن احسن من الله حكما الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صفيه وخليله قيرتهم من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد نقرأ ما يسر الله تعالى مما ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حول قول الله تعالى لم تر للذين يزعمون انهم امنوا بما يزعمون انهم امنوا بما انزل اليكم ما انزل من قبلك ويريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب قول الله تعالى الم تر الى يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. وقول الله تعالى واذا قيل لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. وقوله ولا تفسدوا في الارض اعداء اصلاحها وقوله افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احد حتى يكون هواه تبعا لما جئت به وقال الشعبي كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة. فقال اليهودي الى محمد عرف انه لا يأخذ الرشوة. وقال المنافق نتحاكم الى اليهود علمه انهم يأخذون الرشوة فاتفقا على ان يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما اليه فنزلت الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وقيل نزلت في رجلين اختصما. فقال احدهما نترافع الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الاخر الى كعب بن الاشرف ثم ترافعا الى عمر رضي الله عنه فذكر له احدهما القصة فقال للذي لم يرضى برسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم فضربه بالسيف فقتله هذا الباب فيه بيان وجوب التحاكم الى الكتاب والسنة وانه لا يجوز لمؤمن يؤمن بالله واليوم الاخر ان يتحاكم الى غير ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان الايمان من مقتضياته الا يطلب الحكم من غير الله عز وجل ولا من غير رسوله قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم اي فيما وقع بينهم من خصومات ثم لا يجدوا في انفسهم مما قضيت ويسلم تسليما والمؤمن اذا قضى الله ورسوله امرا لم يكن لهم عنه بد ولا عنه عوظ ولا الى غيره مآل ومرجع وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فحكم الله مقدم على حكم كل احد وهو جل وعلا احكم الحاكمين ولا احسن منه حكما لقوم يؤمنون فالحكم لله عز وجل لا يطلب من غيره ان الحكم الا لله ان هنا بمعنى ما في لسان العرب اي وما الحكم الا لله؟ ان الحكم الا لله يعني ليس الحكم الا لله جل وعلا. فاليه الحكم الا له الحكم؟ الا له الخلق والامر؟ فيرجع اليه في كل امر يطلب يطلب فيه الفصل ولهذا كان من سمات الايمان التحاكم الى شريعة الملك الديان. وكان من علامات النفاق الرضا بحكم غير الرحمن جل في علاه ولهذا ساق المصنف رحمه الله في هذا الباب هذه النصوص الدالة على وجوب التحاكم الى الله عز وجل وان الخروج عن ذلك هو من سمات اهل النفاق الذين يدعون الايمان وقلوبهم منه عارية وافئدتهم منه خالية فليس معهم من الايمان ما يجعلهم يقبلون حكم الرحمن ولا يصيرون الى التحاكم اليه لانهم لا يريدون الحق انما يريدون اهواءهم وما تشاء انفسهم. وقد نهى الله تعالى المؤمنين عن ذلك وحذرهم منه وبين ان ذلك مما يمكر الايمان او يفسده فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما الباب ذكر فيه المصنف رحمه الله عددا من الايات اول اول هذه الايات ما في سورة النساء من قول الله تعالى المتر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا هذه الاية يعذب الله تعالى فيها النبي صلى الله عليه وسلم ومن بلغه الخطاب من اهل الايمان يعجبهم من بحال هؤلاء الذين يزعمون انهم امنوا بالقرآن وامنوا بما انزله الله تعالى من الكتب قبله فهم امنوا بما انزل الى النبي صلى الله عليه وسلم ويزعمون انهم امنوا بما انزل من قبله من الكتب والواقع انه يطلبون فصل الخصومات فيما ينشب بينهم من خلافات الى الطاغوت يطلبون الحكم الى الطاغوت والطاغوت هو كل ما خالف حكم الله ورسوله وسمي طاغوتا لان الانسان يطغى به عن الحق ويخرج به عن الصراط المستقيم الطاغوت من الطغيان وهو الزيادة والخروج عن ما ينبغي وعن ما يظلم فقوله جل وعلا يتحاكمون الى الطاغوت يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت اي يطلبوا فصل الخصومات من غير شرع رب العالمين قصدا وطلبا ورغبة في تحصيل مرادهم وفي ادراك مصالحهم والواقع ان الله تعالى امرهم ان يكفروا بالطاغوت فكيف يطلبون التحاكم اليه والطاغوت هو كل هو حكم كل ما خالف الكتاب والسنة فكيف فالواجب تركه؟ لان لانه لا يتحقق الايمان الا بالكفر بالطاغوت كما قال الله تعالى. فمن لغير شرع الله حنا قلنا القسم الاول معصية ونفاق والقسم الثاني كفر وشرك والقسم الثالث مباح وهو ما اذا كان الانسان لا يستطيع ان يستنقذ حقه الا او بعض حقه الا بالتحاكم فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد ايش استمسك بالعروة الوثقى الاستمساك بالعروة الوثقى وهي الاسلام ولا اله الا الله لا يتحقق الا بامرين الامر الاول قرب الطاغوت والامر الثاني الايمان بالله وهما قرينان لا يمكن ان ينفكان لا يتحقق ايمان بالله الا بالكفر بالطاعة طاغوت فكيف يرضى احد ان يتحاكم الى الطاغوت الذي هو خلاف شرع الله عز وجل الذي هو خلاف دينه الذي هو خروج عن شريعة رب العالمين. وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان يعني بهذا التزيين وهذا التسهيل للحكم بغير ما انزل الله والتحاكم الى غير ما انزل الله يريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا اي يوقعه اي ان يوقعهم في اشد الضلال واعظم ابعده عن الهدى واقصاه عن الصلاح والتقى ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. واصل الظلال الذهاب عن الحق او الذهاب عن الشيء تقول فلان ظل يعني ضاع وذهب. فقوله تعالى يريد الله يريد الشيطان ان يظلهم ضلالا بعيدا اي ان يسلك بهم مسالك الردى ويوقعهم فيما هو بعد واقصاء عن الحق والهداية ثم افادت هذه الاية ايظا قبحة صليعة صنيع هؤلاء وتوبيخهم كيف يزعمون الايمان بالله وبرسوله ثم يطلبون الحكم الى غيره جل في علاه واعلم ان طلب الحكم الى غير الله ورسوله لا يخلو من احوال من حيث حكمه قد يكون معصية وقد يكون مباحا وقد يكون كفرا مخرجا عن الملة فهو على مراتب ودرجات ولهذا لا يصلح ان يطلق الحكم في مثل هذه المسائل التي لها احوال اطلاقا عاما بان الحكم بغير ما انزل الله كفر الحكم بغير ما انزل قد يكون كفرا وقد يكون معصية. فاطلاق الكفر على الحكم بغير ما انزل الله او التحاكم الى غير ما انزل الله ليس بسديد لانه يجمع كل الاحوال في حالة واحدة وهي احوال. فمثلا التحاكم الى غير شرع الله لاجل ادراك مصلحة من مصالحه وليس رضا بالحكم بغير ما انزل الله هذا لا يكون كفرا بل هو من النفاق الخطير. الذي قد يوقع الانسان فيما لا تحمد عقباه من الكفر فاذا كان يتحاكم الى غير الشرع لانه سيقضي له بهواه فهذا معصية من المعاصي وليس انه يعتقد ان حكم غير الله احسن. او ان حكم غير الله مثل حكم الله او انه يجوز ان يتحاكم الى غير شرع الله فهذه اذا سلم من هذه الامور الثلاثة فهو معصية من المعاصي وهي من خصال النفاق وهذا حال كثير من الناس الذين يتحاكمون لاهوائهم ويطلبون الحكم بما يشتهون. وقد قال الله تعالى بعد ايات الصيام ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام يعني القضاة لتأكلوا اموال الناس بالباطل. وادلاء والادلاء بالاموال الى القضاة ليأكل الانسان المال بالباطل هذا من الرشا وليس كفرا فمثله اذا بحث عن من يحكم له بهواه وبما يشتهي ولو خالف الشرع فهذا على خطر عظيم هو من خصال النفاق وهو معصية من كبائر الذنوب ومعاصيها ومن كبائر الاثم هذه المرحلة الحالة الاولى او القسم الاول من اقسام التحاكم لغير شرع الله. القسم الثاني من التحاكم لغير شرع الله كفر وهو ما يعتقد فيه المتحاكم ان حكم غير الله افضل واحسن من حكم الله هذا بالاتفاق انه كافر لا لتحاكمه فحسب بل لاعتقادي ان حكم غير الله افضل من حكم الله الثاني ان يظن ان حكم غير الله مثل حكم الله. وهذا ايضا كفر لانه سوى حكم غير الله بحكم والله ليس كمثله شيء سبحانه وبحمده القسم الثالث ان يعتقد جواز التحاكم لغير الله ورسوله. فهذا ايضا كفر لانه خالف ما اجمعت عليه الامة ودلت عليه نصوص في الكتاب والسنة من انه لابد في الحكم ان يكون الى شرع الله والى دينه والى ما قضى الله تعالى به وان يرد الامر الى الى الله ورسوله لا الى سواهما هذا هذه الاحوال الثلاثة اذا تحاكم الانسان فيها لغير شرع الله معتقدا شيئا من هذه الثلاثة فان ذلك كفر. اعتقاد هذه الاشياء ايش؟ لقومه يوقنون لا احسن من حكم الله لاحد فاذا اعتقد ان حكم غير الله عز وجل احسن من حكم الله كان مناقضا لايمانه اما المرحلة القسم الثالث من اقسام التحاكم ولا سبيل له لاستنقاذ حقه الا بان يتحاكم الى المحاكم الموجودة التي تفصل بين المتنازعين وهي تحكم بغير الشريعة لكن يستنقذ بعض حقه. يأخذ بعض حقه ولو لم يأخذه كاملا ففي هذه الحال تحاكمه الى هذه المحاكم التي تحكم بغير الشريعة ليس كفرا بل هو جائز وليس معصية بل هو مباح لان ذلك مما يستنقذ به الحق والشريعة جاءت في ما تعلق بالمطالب فيما يتعلق بالمصالح الايجاد والتكثيف وفيما يتعلق بالمفاسد الالغاء والتقليل وهنا لا يمكن لا يمكنه ان يحصل حقه ولا يدرك مصلحته الا بهذا السبيل فهو مضطر الى ان ما يقال للانسان اترك حقك لانك اذا تحاكمت الى الى الى غير شرع الله فقد وقعت في التحاكم الى الطاغوت. هذا ليس بسديد وانما يأخذ الانسان حقه او بعض حقه ولو كان ذلك من طريق التحاكم الى مثل هذه المحاكم الذي لا تحكم شرع الله لان ذلك على وجه الضرورة. وقد نص على هذا الامام ابن القيم رحمه الله في كتب في كتابه في القرن الثامن الهجري نص على ذلك في كتاب الطرق الحكمية على انه يجوز التحاكم الى من لا يحكم بالشريعة اذا كان لا يتمكن الانسان من استنقاذ حقه او بعض الى هذا الطريق وبه يعلم ان ان الذم الوارد في الاية هو في الصنفين الذي الاولين ما كان كفرا وما كان معصية. اما ما كان ظرورة فانه لا حرج في دليل ذلك قول الله عز وجل وقد فسر لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم اليه. الاية الثانية التي ذكرها المؤلف رحمه الله هي قول الله عز وجل واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون هذا في سياق ما ذكره الله تعالى من صفات المنافقين. فان الله افتتح سورة البقرة بذكر كتابه العظيم وان هذا الكتاب هداية للمتقين الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه تحدي عظيم كتاب في اوله يقول المتكلم به هذا الكتاب لا ريب فيه هذا اعظم تحدي لكل من قرأ الكتاب يعني انت الان لما تقرأ كتاب او ورقة او تطلع على شيء ويقول لك الصانع لها او المتكلم بهذا الكلام او الكاتب له اتحداك شك او خطأ او خلل في اول الكلام في اول ما يتكلم لا شك ان هذا لا يكون الا عن تمام علم وحكمة او تهور وفيما يتعلق بكلام الله تحدى الله العالمين ان يأتوا شيء من هذا مثل هذا الكتاب او عشر سور مثل هذا الكتاب او سورة مثله. المقصود ان الله عز وجل ذكر في اول كتاب التحدي بكمالكها وبين انها هدى للمتقين وذكر صفاتهم. ثم ذكر صفات اهل الكفر في ايتين ثم ذكر بعد ذلك صفات المنافقين في عدد من الايات ومما ذكره الله في صفات المنافقين انهم اذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون يخبر الله عز وجل في هذه الاية عما يعتذر به اهل النفاق الذين يظهرون الاسلام ويبطلون الكفر. يظهرون الموالاة ويبطنون المعاداة يظهرون الحب ويبطلون البغض والكره يقول الله تعالى اذا قيل لهؤلاء لا تفسدوا في الارض باي نوع من الفساد ومنه التحاكم الى غير الكتاب والسنة والاعراض عن الكتاب والسنة. اذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض بالمعاصي وبالشرك وبالكفر وبالنفاق قالوا انما نحن مصلحون يعني لا لا لسنا مفسدين لم ينفوا انهم مفسدون فقط لم ينفع عن انفسهم تهمة الفساد بل تجاوزوا ذلك الى ان اثبتوا لانفسهم الصلاح والاصلاح وليعلم ايها الاخوة انه لا صلاح بمخالفة الشريعة مهما توهم المتوهمون ان الخروج عن شريعة رب العالمين يحصل بها صلاح فهم متوهمون فانه لاصلاح في الخروج عن شرع الله ولا صلاح ولا اصلاح في محادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن هؤلاء بصائرهم ولذلك لا يدركون الحق لا يميزون بين الهدى والضلال بل يحتجون بانواع من الحجج ليسوغوا ما هم عليه من انحراف وظلال. فتجدهم يشيعون في الارض الفساد يروجون بالشرور يدعون الناس الى الخروج عن طاعة الله عز وجل. وما الى ذلك من انواع الانحراف فاذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا ان نحن مصلحون وقد بين الله تعالى شيئا من اعذارهم في قوله واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول اي تعالوا للحكم بما انزل الله والالتزام بما انزل الله والى الرسول التزاما. ارأيت المنافقين يصدون عنك صدودا اي يعرضون عنك اعراض شديدا لانهم لا يقبلون حكم الله وحكم رسوله فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم؟ ثم جاءوك يحلفون. هذي حالهم في حال استعى صدود واعراض واستكبار واذا نزلت فيهم مصيبة هرعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم والى خلفائه من اهل الايمان اذا اصابهم مصيبة بما قدمت ايديهم اي بسبب ما جنوه ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا ان هنا بمعنى ما ان اردنا الا احسانا وتوفيقا. يعني ما اردنا فيما صددنا عنه وعدم استجابتنا حكم الله ورسوله الا الاحسان والتوفيق. الله عز وجل كذبهم فقال اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فمهما احتجوا ومهما زينوا في الاقوال وزخرفوا في البيان ونوعوا في اساليب الكلام فان الامر لا يخفى على علانه اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فاعرض عنهم لا تستمع اليهم ولا تحتفل بحججهم وما يذكرونه في ما يزينون به الباطل يقول جل وعلا فاعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا. الاية الاخرى التي ذكر الله عز وجل قال ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. نهى الله تعالى عن الفساد في الارض بعد الاصلاح وهذه الاية في سورة الاعراف وجه الله تعالى فيها الخطاب لاهل الايمان وجاءت في خطاب شعيب لقومه ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وهي الرسل جميعا. فالله نهى المؤمنين عن الفساد في الارض بعد اصلاحها الفساد في الارض بماذا يكون؟ يكون بالكفر وبالشرك وبالمعاصي وبمخالفة امر الله ورسوله وذلك بالتأكيد يفسد الاخلاق ويفسد الارزاق ويفسد الاعمال ويفسد القلوب كما قال الله جل وعلا ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا اي ليناله بذلك شيئا مما عملوه ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون الفساد في الارض سببه المعاصي سببه الخروج عن طاعة الله ولو ان اهل القرآن امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض لكن ما مقصود الله عز وجل بقوله في الاية ولا تفسدوا الارض بعد اصلاحها ما المقصود ببعد اصلاحها؟ بعد الله هيأ الارض وسخر فيها ما سخر لبني ادم ثم انزل ادم توالى الذرية ووقع منه ما وقع مما هو افساد في الارض. ثمان من رحمة الله عز وجل بعباده ان لم يكن هذا الاصلاح باصل الخلقة فقط بل تابع الله الاصلاح ببعثة الرسل. فقوله جل وعلا بعد اصلاحها اي ببعد اي بعد بعثة من بعثهم من المرسلين الذين امروا بالبر ونهوا عن الشر ودلوا على وحذروا من الفساد فكان ذلك اصلاحا للارض فان الشريعة جاءت لاصلاح معاش الناس واصلاح معادهم. فالشرائع صلاح واصلاح فهي تأمر بالعدل وتنهى عن الظلم وتبين الطرق التي يتحقق بها الخير لبني الانسان ولهذا كل من زعم ان في الخروج عن الشريعة والتحاكم الى غيرها اصلاح للناس وصلاح للمجتمعات هو ضال في ذلك مكذب لما دلت عليه الاية من انه لا صلاح الا في لزوم الشريعة ثم ذكر قوله تعالى افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون؟ انكر الله تعالى على هؤلاء الذين يطمعون في حكم الجاهلية ويرضون بالتحاكم الى الجاهلية عجب من حالهم وقبح صنيعهم ان تولوا عن حكم احكم الحاكمين الى حكم الجاهلية على الجهل والظلم وقوله تعالى افحكم الجاهلية يبغون؟ الف عاطفة على ما قبله همزة للاستفهام والمعنى ايتولون عن حكمك يا محمد وما انزلته عليك من الهدى فيبغون عوضا عن حكم الجاهلية وذكر المحكوم به اولا او المفعول به اولا دليل على شدة التعجب وعظيم الاستنكار كيف يرضون بحكم الجاهلية ويبتغونه ويميلون اليه ويتركون حكم الله عز وجل وبعد ان عجب من حالهم وانكر عليهم بهذه الصيغة العظيمة الانكار تي طلبه لحكم الجاهلية عاد لبيان انه ليس احسن من حكم الله لكن قبل ان نستتم ان يستتم الكلام في معنى الاية؟ ما معنى حكم الجاهلية؟ هو كل حكم مخالف لحكم الله ورسوله فهو حكم الجاهلية فلا فالجاهلية ليست حقبة من الزمن انما هي كل ما خالف امر الله ورسوله. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم ابي ذر لما عير رجلا بامه قال انك امرؤ فيك جاهلية. وقال صلى الله عليه وسلم اربعا من امر الجاهلية امتي لا يتركونهن. فالجاهلية هي خصال واعمال واقوال واحوال خارجة عن شريعة رب العالمين. فقوله افحكم الجاهلية يغون؟ يعني الحكم بغير ما انزل الله عز وجل على خلاف على اختلاف انواعه وصوره. افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. اي لا احد هذا احسن لا احد احسن لا احد احسن حكما من الله جل وعلا لمن ادرك الايمان وايقن بما اقر به من الاقرار بالله وما يجب الاقرار به فلا احسن ممن بلغ فلاحسن حكما من الله جل وعلا لقوم ايقنوا انه احكم الحاكمين وانه لا حكم احسن من حكمه جل في علاه. وهذا لا يكون الا اهل الايمان واما غير اهل الايمان فانهم لا يرتضون حكم الله عز وجل ولذلك من الغلط ان يدخل الانسان في مناقشة اهل الكفر في الاحكام الشرعية انتبه لهذا غلطان تدخل مع من لم يؤمن بالله ورسوله في نقاش حول احكام شرعية فمثلا يأتيك ويقول انتم ليش تحرمون اكل لحم الخنزير ويجادلك في هذا ولماذا تحلون الزواج باربع نساء ويجادلك في هذا؟ ولماذا تفعلون كذا وكذا من احكام الشريعة الدخول في في مناقشة هؤلاء لا جدوى منه بل القرآن دل على الاعراض عن هؤلاء لان الخلاف ليس في هذه الاحكام اصل الخلاف في الايمان بمشرع هذه الاحكام. بالله الذي امر بعبادته وحده لا شريك له. فمن اقر بالايمان تبعه تائب الاقرار باحكام ولذلك الاحكام دائما يخاطب فيها اهل الايمان. يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام نجس من عمل الشيطان الخطاب للمؤمنين اما غير اهل الايمان فانهم لا يخاطب لا يطلب منهم هذا ولا ينفعهم ان يأتوا ان يأتوا به لانه لانهم لم يقروا بالاصل الذي تبنى عليه شرائع الاسلام واحكامه ولذلك لما ناقش المشركون النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في اكل الميتة في عدم اكل الميتة ناقشوا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وجادلوه في عدم اكل الميتة يقولون للصحابة لماذا تأكلون ما تذبحون وتدرون ما قتل الله؟ تأكلون ما تقتلونه وتذرون ما قتل الله يقصدون الميتة فبماذا اجاب القرآن؟ يقول الله تعالى في محكم الكتاب ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق هذا الحكم ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لنفس وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم وهم مشركون ليجادلوكم يعني في عدم اكلكم لماذا لا تأكلون؟ وان الشياطين يوحون الى اوليائكم يجادلوكم ثم بماذا قال؟ وان اطعتموهم ان لمشركون اغلق الله تعالى النقاش ومنع من المجادلة في هذا الامر بتقرير الحكم لا تطيعوهم هم يناقشونكم ليس غرضهم هذا الحكم في ذاته بل هم يناقشونكم في هذا ليتوصلوا الى ما هو اعظم وهو ايقاعكم في الشرك ولذلك قال وان اطعتم انكم لمشركون فلا يجوز لمؤمن ان يدخل مع غيره في نقاش حول تفاصيل احكام الشريعة لان احكام الشريعة خوطب بها اهل الايمان. لكن هل هذا يعني اننا عاجزون عن النقاش في اصل الشريعة؟ الجواب لا لكن انت عندك الان بناء البناء في اساساته خلل يوشك ان ينهار صح واظحة الصورة هذا البناء الذي تبحث فيه او اوكل اليك النظر فيه في اساسه خلل يوشك ان ينهار هل تذهب وتناقش في موضوع السباكة والبوية واللمبات موضعها غلط وما الى ذلك هل من المعقول والمقبول ان تناقش في هذه الجزئيات والتفاصيل المتعلقة بجودة البناء الشكلي الصوري في التشطيب واصل البناء فيه خلل يوشك ان ينهار؟ ام انت تعالج الاساس والاصل وتبحث في كيف تتوقع خطر انهيار المبنى ايهما ادعى الى العقل واقرب الى الذهن لا شك ان النقاش في الاساسات اولى ونقاشك في تفاصيل التشطيب الذي في المبنى الذي اوكلت اوكل اليك النظر اليه او فيه هو نوع من العبث ولهذا لا ينبغي ان ينساق الانسان الى المجادلة والمناقشة في احكام الشريعة مع من لا يؤمن لكن لو جاك مؤمن وقال لك والله انا في نفسي من هذا الموضوع شيء. بصرني ما الحكمة في كذا اجتهد في بيان ذلك له لان هذا مما يزيل عنه شبهة وليس في دين الله عز وجل ما يمكن ان كون موضعا للنقد ومن احسن من الله عقبا لمن؟ لقوم يوقنون. فكلما زاد يقينك بالله قر قلبك واطمأن بحكمه وكلما ضعف يقينك بالله اورد الشيطان عليك ما يورد ولذلك في التحاكم قال يريد الشيطان ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا هذا عمل الشيطان وسعيه ورغبته ذكر المؤلف رحمه الله بعد ذلك حديثا وهو حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ساق الحديث وقد اخرجه ابن ابي عاصم في السنة والبغوي في شرح السنة ذكر المؤلف رحمه الله عن النووي انه قال روي رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح اي ساق اسناده في كتاب الحجة اه اسناد مستقيم صحيح ثابت هذا الحديث يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم فنفى النبي صلى الله عليه وسلم الايمان حتى يكون هواه هواه اي ميله وما يشتهيه وما يحبه هذا معنى الهوى. الهوى في الاصل هو ما يهواه الانسان ويميل اليه. من خير او شر لكن معيار الايمان هو ان يكون حبك وميلك الى ما يحبه الله ويرضاه ولذلك قال حتى يكون هواه اي ميله ورغبته وحبه تبعا لما جئت اي تابعا لما شرعه الله عز وجل واتى به من الاحكام وشرائع الاسلام وبالتالي كل من تحقق هذا الوصف فكان منشرح الصدر باحكام الشريعة محبا لها مائلا اليها فليبشر فان ذلك من دلائل الايمان. وحيثما وجد في نفسه حرجا او ضيقا او عدم اطمئنان لشيء من احكام الشريعة فليراجع نفسه فثمة خلل في ايمانه. يحتاج معه الى مراجعة بتصحيح ايمانه ومراجعة يقينه فانه كلما زاد يقينك بالله انشرحت صدرك لحكمه كما قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم وكما قال تعالى ومن احسن من الله حكما بقوم يوقنون ختم المؤلف رحمه الله هذا الباب بذكر اسباب نزول الاية. الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون دون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا ذكر في هذه الاية سببين من اسباب النزول مما قيل فيه مما قيل في سبب نزولها. ذكر سببين مما قيل في سبب نزولها. الاول ما نقله عن الشعب رحمه الله وهو من الائمة التابعين قال بين رجلين قال كان بين رجل من المنافقين وبين رجل من اليهود خصومة يعني خلاف اما في مال او ارض او عقار او غير ذلك مما تقع فيه الخصومات بين الناس فقال اليهودي نتحاكم الى محمد يعني النبي صلى الله عليه وسلم وكان اليهود يأتون الى النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الوقائع يطلبون منه الحكم كما جرى منهم عندما اختلفوا في عقوبة الزنا جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بالتوراة فتليت فستروا الاية التي فيها حكم الرجم حتى قال عبد الله ابن سلام للنبي صلى الله عليه وسلم مره فليرفع يده فلما رفع يده لاحت الاية التي في التوراة التي فيها بيان حكم الرجل. وكانت اليهود قد اخفتها ولم تعمل بها من جملة ما غيروا من الاحكام. المقصود ان اليهود في المدينة كانوا يأتون الى النبي صلى الله عليه وسلم يتحاكمون اليه فلما وقعت الخصومة بين هذا المنافق وهو من اظهر الاسلام وابطل الكفر وبين اليهودي قال اليهودي نتحاكم الى محمد عرف انه لا يأخذ الرشوة اي لا يأخذ مالا حتى يحكم لاحد الطرفين على الاخر بل لا يحكم الا بالعدل وهذا من معرفة اليهود بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر الله تعالى ذلك يعرفونه كما يعرفون ايش ابناءهم انت تخطي في ولدك احد يخطئ في ولده؟ ما يخطي في ولده الا من لا عقل له. والا فلا يخطئ حتى الاعمى يعرف اولاده واما باللمس او بالصوت او بغير ذلك من اسباب المعرفة. المقصود انهم يعرفونه تمام المعرفة كما يعرف الانسان ابنه انه حق وانه رسول من الله عز وجل لكن استكبروا فكانوا يأتون اليه صلى الله عليه وسلم في الحكم ومنه هذا الذي ذكر في سبب نزول هذه الاية قال اليهودي نتحاكم الى محمد عرف انه لا يأخذ الرشوة وقال المنافق وهو من اظهر الكفر من اظهر الاسلام وابطن الكفر. قال المنافق نتحاكم الى اليهود اي نطلب الحكم آآ الى يهود لعلمه انهم يأخذون الرشوة فاتفقا على ان يأتي كاهنا من جهينة لا راحة للنبي صلى الله عليه وسلم ولا الى اليهود الى كاهن من جهينة والكهان كذب دجالون ظلمه اكلونا للمال بالباطل فيتحاكم اليه فنزلت هذه الاية الم تر تعجيبا وتقبيحا لهذا الصنيع الى الم ترى يا الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وهم المنافقون. الم تر للذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك. يريدون ان حكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. هذا السبب الاول مما قيل في سبب نزول هذه الاية اما السبب الثاني قال وقيل نزلا في رجلين اختصما فقال احدهما ما بين هل هما من اليهود او من المنافقين او من من من غيرهم لكن الظاهر انه من المنافقون انهم من المنافقين انهم منافقون ومن اهل النفاق. يقول نزلت في رجلين اختصما فقال احدهما نترافع عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال الاخر الى كعب ابن الاشرف احدهما قال نترافع الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الاخر الى كعب ابن الاشرف من اليهود ثم ترافع الى عمر يعني اختصم الى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فذكر له احدهما القصة يعني اني انا تخاصمت انا وفلان وقلت له الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال لي لا نذهب الى كعب بن الاشرف فقال عمر رضي الله تعالى عنه للذي لم يرضى برسول الله صلى الله عليه وسلم حكما قال اكذلك؟ يعني الامر كما قال صاحبك انه عرض عليك التحاكم الى النبي صلى الله عليه وسلم فرفضت وطلبت التحاكم الى كعب ابن الاشرف فقال نعم فظرب عمر رضي الله فضربه عمر رضي الله تعالى عنه بالسيف فقتله هذه القصة ذكرها ابن حجر رحمه الله اه في بعض كتبه وذكرها شيخ الاسلام رحمه الله في الصارم المسلول وهي قصة شهيرة معروفة تي زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبها استدل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على ان المنافق يستحق القتل ولذلك عمر رضي الله تعالى عنه لما اظهر هذا المنافق الكفر برد برفض الحكم الى الله ورسوله اعرض عنه كان هذا جزاؤه واقره عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اما السبب الثالث الذي قيل في نزول الاية فهو ان رجلين ان رجلا من الانصار اختصم الى النبي صلى الله عليه وسلم هو والزبير ابن العوام في ارض كانت في ماء كان بينهما كان يمر اول على ارض الزبير ثم يأتي الى ارض الانصاري فكان الزبير يحبس الماء الى ان يروي شق هذا على الانصاري فيتحاكم الى النبي صلى الله عليه وسلم فامر النبي صلى الله عليه وسلم الزبير ان يحبس المال لانه الاسبق ومن سبق الى شيء فهو احق به ان يحبس الماء الى ان يبلغ الماء الجدر وهو على قدر الكعب على قدر الكعبين فالانصاري ما رضي بالحكم فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ان كان ابن عمتك؟ الزبير ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم فاتهم النبي صلى الله عليه وسلم انه حكم بهذا الحكم للزبير لانه ابن عمته. قال انكل ابن عمتك امر النبي صلى الله عليه وسلم الزبير ان يستوفي كل حقه وكان قد امره بالاحسان الا يحبس الا هذا القدر اليسير مراعاة للانصار واحسانا اليه. فلما رد حكم رسول الله امره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يستوفي كل حقه. قيل ونزلت هذه الاية الم ترى للذين يزعمون ان امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت. وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان ان يضلهم ضلالا بعيدا والخلاصة ان الواجب على اهل الايمان ان يرضوا بحكم الرحمن. وان لا وان لا يرضوا بسواه. وان تقر انفسهم حتى لو حكم عليهم بما حكم مما لا يشتهونه كون الانسان يحكم عليه بشيء يشق عليه لكنه يرد به الحقوق الى اهلها اهون عليه من ان يوافى به يوم القيامة فيحكم عليه الملك الحق يوم لا درهم ولا دينار انما هي الحسنات والسيئات اسأل الله ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يملأ قلوبنا يقينا وتقى وان يرزقنا الرضا بشرعه والرضا انت رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا نجيب على ما يسر الله من الاسئلة