امل فقد لا يفهم منه النية فزاد ذلك. ومن زاد اتباع السنة فلان ذلك كله لا يكون محبوبا لله الا باتباع السنة. واولئك لم يريدوا كل قول وعمل انما اراد نعم فصل ومن اصول اهل السنة والجماعة ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح بيان هذا ان اهل السنة والجماعة من الصحابة جميعهم والتابعين وائمة اهل السنة واهل الحديث متفقون على ان الايمان والدين قول وعمل. هذا لفظ الصحابة وغيرهم فالنقول متواترة عن السلف بان الايمان قول وعمل حتى صار هذا القول عند اهل السنة من شعائر السنة وحكى غير واحد الاجماع على ذلك. ومن قال من السلف الايمان قول وعمل اراد قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح. والمراد بقول القلب تصديق القلب واقراره ومعرفته ووجه تسميته ذلك قولا ان اهل اللغة قد يسمون كل افهام ودلالة يقصدها الدال قولا سواء كانت باللفظ او الاشارة او العقد عقد الاصابع. واما عمله فهو الانقياد ويدخل في هذا اعمال القلوب التي اوجبها الله ورسوله وجعلها من الايمان. مثل حب الله ورسوله وخشية الله وحب ما يحبه الله ورسوله. وبغض ما يبغضه الله ورسوله. واخلاص لله وحده وتوكل القلب على الله وحده ولا يكون القلب موصوفا بالايمان الا بانقياد القلب مع معرفته. وهذا امر ظاهر وهذا امر ثابت بدلائل الكتاب والسنة واجماع الامة. بل ذلك معلوم بالاضطرار من دين الاسلام اما قول اللسان فهو الاقرار بالشهادتين والتصديق باللسان. وذلك بالنطق بهما فانه اذا تكلم فانه اذا لم يتكلم به ما مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين. وهو كافر وظاهرا عند سلف الامة وائمتها وجماهير علمائها. فان من لم يصدق مع القدرة لا يسمى في لغة القوم مؤمنا. كما اتفق على ذلك سلف الامة من الصحابة والتابعين اين لهم باحسان؟ واما عمل الجوارح فهو ثمرة ما في القلب من قول وعمل. والظاهر تابع للباطن لازم له. متى صلح الباطن صلح الظاهر واذا فسد فسد. فالقلب هو الاصل فاذا كان فيه معرفة وارادة سرى ذلك الى البدن بالضرورة. لا يمكن ان يتخلف البدن اما يريده القلب. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الا وان في مضغة اذا صلحت صلح سائر الجسد. واذا فسدت فسد لها سائر الجسد الا وهي القلب والقرآن يبين ان ايمان القلب يستلزم العمل الظاهر بحسبه. فالايمان اسم لجميع الباطنة والظاهرة العقائد والاعمال. وخالف في ذلك المرجئة. فان عامة ائمة يجعلون الايمان مجرد ما في القلب او ما في القلب واللسان. فاخرجوا العمل عن مسمى الايمان وهو ومخالف لما عليه اجماع اهل السنة. كما نقله الاجري في الشريعة وابن بطة في الانابة وغيرهم كما نقله الاجري في الشريعة وابن بطة في الابانة. وغيرهما والتحقيق ان ايمان قلبي التام يستلزم العمل الظاهر بحسبه لا محالة. ويمتنع ان يقوم بالقلب ايمان تام بدون عمل ظاهر وذلك ان جنس الاعمال من لوازم ايمان القلب وان ايمان القلب التامة بدون شيء من الاعمال الظاهرة ممتنع. سواء جعل الظاهر من لوازم الايمان او جزءا من من الايمان ومن الجدير بالذكر ان اقوال السلف في بيان حقيقة الايمان وتفسيره قد تنوعت. فتارة يقولون هو قول وعمل وتارة يقولونه وقول وعمل ونية. وتارة يقولون قوله وعمل ونية واتباع سنة. وتارة يقولون قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوع واضح وكل هذا صحيح. فاذا قالوا قول وعمل فانه يدخل في القول قول القلب واللسان جميعا. وكل هذه التفاسير ترجع الى معنى واحد. وانما هو تنوع العبارة وانما هو تنوع عبارة. فمن قال منا السلف الايمان قول وعمل اراد قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح. ومن اراد الاعتقاد رأى ان لفظ القول لا يفهم منه الا القول الظاهر او خاف ذلك فزاد الاعتقاد وقول اللسان واما ما كان مشروعا من الاقوال والاعمال. ولكن كان مقصودهم الرد على المرجئة الذين جعلوه فقط فقالوا بل هو قول وعمل. انما ارادوا ما كان مشروعا من الاقوال والاعمال كان مقصودهم الرد على المرجئة الذين جعلوا قولا فقط. فقالوا بل هو قول وعمل والذين جعلوا اربعة اقسام فسروا مرادهم كما سئل السهل ابن عبد الله الدستوري عن الايمان ما هو فقال قول وعمل ونية وسنة. لان الايمان اذا كان قولا بلا عمل فهو كفر واذا كان قولا وعملا بلا نية فهو نفاق. واذا كان قولا وعملا ونية بلا سنة فهو بدعة وبهذا يتبين انه ليس بين هذه العبارات اختلاف معنوي. واما تعريف الايمان بالتصديق فليس بسديد. ولذلك ان الايمان وان كان يتضمن التصديق فليس هو مجرد التصديق انما هو الاقرار والطمأنينة. وذلك لان التصديق انما يعرض للخبر فقط فاما الامر فليس فيه تصديق من حيث هو امر. وكلام الله خبر وامر. فالخبر يستوجب ضيق المخبر والامر يستوجب الانقياد له والاستسلام. والاستسلام وهو قول والاستسلام وهو عمل في القلب. جماعه الخضوع والانقياد للامر. وان لم يفعل المأمور به فاذا قوبل الخبر بالتصديق والامر بالانقياد فقد حصل اصل الايمان في القلب وهو الطمأنينة والاقرار فان اشتقاقه من الامرين الذي هو القرار والطمأنينة. وذلك انما يحصل اذا استقر في القلب التصديق والانقياد. فاقر وامن متقاربا. فالايمان دخول في الامن والاقرار هذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله بين فيه حقيقة الايمان الايمان هو الاقرار المستلزم للاذعان والقبول. هذه حقيقته التي ينبغي ان تقر في الاذهان وانما تكلم العلماء في تعريف الايمان وبيان حقيقته لما لما جرى من الانحراف الذي وقع من فئام وطوائف في حقيقة الايمان وفي مسائله فبعد ان فرغ من ذكر الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. كل هذه مسائل من مسائل الايمان رجع الى بيان حقيقة الايمان. ما هي حقيقته؟ التي ينبغي ان يستحضرها المؤمن وان تكون حاضرة في ذهنه لاجل ان يسلم من الانحرافات وانواع الضلالات التي طرأت على حقيقة الايمان. يقول رحمه الله ومن اصول اهل السنة والجماعة ان الدين والايمان. الدين والايمان شيء واحد لكن يطلق الدين على العمل ويطلق الايمان على ما في قلبه على ما في القلب وقد يقال الدين والايمان شيء واحد في هذا السياق اذا انفرد الدين فهو قول وعمل واذا انفرد الايمان فهو قول وعمل فهو بين معنى هذين المصطلحين والعمل قد يكون عملا ظاهرا وقد يكون عملا باطنا يقول رحمه الله ان الدين والايمان قول وعمل هكذا تواطأت كلمة العلماء في بيان حقيقة الايمان فهذه الايات كلها تثبت زيادة الايمان. ولم تقيد ولم تقيد ذلك بزيادة عمل بل زيادة الايمان بالقول والعمل وهذا محل اتفاق لا خلاف بين اهل العلم من اهل السنة فيه فالصحابة والتابعون ومن صار على منهجهم وطريقهم كلهم مقرون بان حقيقة الايمان قول وعمل وهم متفقون على ان الايمان والدين قول وعمل هذا لفظ الصحابة رضي الله تعالى عنهم وهو منقول عن غيرهم والنقول في ذلك عن السلف متواترة وعبارات اهل العلم في ذلك متقاربة فمن قال من الائمة الايمان قول وعمل مرادهم بذلك قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح فالقلب له قول وعمل اللسان له قول والجوارح لها عمل والمراد بقول القلب تصديقه واقراره ومعرفته واما عمله فعمل القلب شيء زائد على التصديق فالتوكل عمل من اعمال القلوب المحبة عمل من اعمال القلوب الخشية عمل من اعمال القلوب التوكل عمل من اعمال القلوب وهلم جر في اعمال القلوب المتنوعة التي تكلم عنها العلماء وجاء ذكرها في الكتاب والسنة اذا قول القلب هو اقراره وتصديقه واما عمله فهو الاخبات والمحبة والخوف والخشية والتوكل والرجاء وما الى ذلك من الاعمال القلبية فعمل القلب يشمل كل ذلك ويدخل في اعمال القلوب محبة الله ومحبة الرسول ومحبة اولياء الله وما الى ذلك اما قول اللسان فهو اقراره بالشهادة. وكذلك اقراره بما يجب الاقرار به من دين رب العالمين والاذكار وقراءة القرآن من عمل اللسان فهي قوله واما عمل الجوارح فهو ثمرة ما في القلب من الايمان ويشمل كل ما يكون من اعمال الجوارح من الصلاة والزكاة وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق وقال لوفد عبد القيس امركم بالايمان بالله. اتدرون ما الايمان بالله؟ شهادة ان لا والصوم والحج وغير ذلك من صالح العمل وليعلم انه لا يمكن ان يصلح القلب ويطيب ويتحقق فيه التصديق والاقرار والمعرفة واعمال القلوب دون ان يكون له اثر لابد ان يظهر اثر ذلك على الجوارح الا ان يوجد مانع يمنع ذلك من مما يعذر فيه الانسان اما اذا لم يكن ثمة مانع فانه لابد ان يظهر اثر ما في القلب على الجوارح ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان ابن بشير الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فجعل صلاح القلب وفساده منشأ صلح الجوارح والجسد وملجأ فساد الجسدي والجوارح كلها وما ذكره رحمه الله من بيان معنى القول والعمل هو للتوضيح و البيان فقال رحمه الله قول قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح فالعمل يكون بالقلب واللسان والجوارح وعمل اللسان هو قوله لكن المقصود بقول اللسان هو نطق الشهادة وما عدا ذلك يكون عملا للسان وبعض اهل العلم يقول قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح ولا يذكر العمل في اللسان ويقوى قد يطلق على العمل قول كما قد يطلق على القول عمل فان قوله تعالى انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون نستنسخ اي نقيد ونكتب ما كنتم تعملون يشمل كل ما يصدر على الانسان من قول او عمل فالجميع كله يقيد ويكتب ما ذكره رحمه الله في تعريف الامام بانه قول وعمل هو بعض ما نقل عن الائمة والسلف لكن ليس ذلك قصرا ولا حصرا لان العبارات متنوعة فقد جاء في عبارات الائمة من يزيد على في تفسير الايمان على القول والعمل فيقول قول وعمل ونية ومنهم من يقول قول وعمل ونية واتباع سنة لكن ليس ثمة تعارض بين هذه التعريفات فمن زاد هو انما زاد لمزيد بيان وايظاح ومن اقتصر على قول وعمل فانه ذكر لفظا يجمع المعاني كلها ولذلك قالوا قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح وهذا شامل لما ذكروا من النية واتباع السنة وقد بين بعض اهل العلم السبب في التفصيل وهو منع التوهم كما ذكر ذلك سهل بن عبدالله التستري لما سئل عن الايمان ما هو؟ قال قول وعمل ونية واتباع سنة ثم بين ذلك فقال لان الايمان اذا كان قولا بلا عمل كان كفرا اذ انه لابد في الايمان من عمل واذا كان قولا وعمل بلا نية كان نفاقا واذا كان قولا وعملا ونية بلا اتباع سنة كان بدعة فلا يكون العمل صحيحا الا ما اجتمعت فيه هذه الاوصاف الاربعة اذا الخلاف بين هؤلاء انما هو في ايش في الايجاز والبيان في البسط والايجاز وفي البيان والاجمال في البسط والايجاز وفي البيان والاجمال والا في العبارة متقاربة اذا الايمان حقيقته قول القلب واللسان قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح وبه يعلم ان جنس الاعمال داخل في مسمى الايمان خلافا لقول المرجئة الذين يخرجون العمل عن مسمى الايمان كما قال عبدالله ابن كما قال سهل بن عبد الله التستري من قال الايمان قول واخرج عنه العمل فان هذا يستلزم والمقصود باخراج العمل هنا جنس العمل فان هذا يستلزم الكفر فالايمان قول وعمل ونية واتباع سنة نعم وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وبيان هذا ان المأثور عن الصحابة وائمة للتابعين وجمهور السلف وهو مذهب اهل الحديث وهو المنسوب الى اهل السنة ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. والذي مضى عليه سلف الامة وائمة ان نفس الايمان الذي في القلوب يتفاضل. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان. واما زيادة العمل الصالح الذي على الجوارح ونقصانه فمتفق عليه. والزيادة قد نطق بها القرآن في عدة آيات. قال الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموال وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. وقال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم الى قوله اولئك هم المؤمنون حقا. وقال الا فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله. وقال تعالى ليزدادوا ايمانا ايمانهم وقال تعالى فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. وقال النبي صلى الله عليه لا اله الا الله وان تؤدوا خمس ما غنم. وعلى هذا فنقول اذا نقص شيء من واجب فقد ذهب ذلك الكمال والتمام. وبهذا يتبين ان الايمان يتفاضل يزيد وينقص خلافا لمن قال انه لا يدخل في مطلق الايمان. فان الايمان فالايمان عنده لا الا على القول بتفاوت الناس في التصديق الذي هو عمل القلب. لذلك فان النزاع في زيادة الايمان ونقصانه مبني على الاصلين. احدهما العمل هل يدخل في مطلق الايمان؟ فان العمل يتفاضل بلا نزاع فمن ادخله في مطلق الايمان قال يتفاضل ومن لم يدخله في مطلق الايمان احتاج الى الاصل الثاني وهو ان ما في القلب من الايمان هل يتفاضل؟ فظن من نفى التفاضل ان ليس في القلب من محبة لله وخوفه ورجائه والتوكل عليه وامثال ذلك. مما قد يخرجه هؤلاء من محض التصديق بما هو متفاضل بلا ريب. ثم نفس التصديق ايضا متفاضل من جهات منها ان التصديق بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قد يكون مجملا وقد يكون مفصلا. والمفصل من المجمل فليس تصديق من عرف القرآن ومعانيه والحديث ومعانيه وصدق بذلك وصدق بذلك مفصلا. كمن صدق ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم واكثر ما جاء به لا يعرفه او لا يفهمه. ومنها ان التصديق المستقر المذكور اتم من العلم الذي يطلب حصوله مع الغفلة عنه. ومنها ان التصديق نفسه يتفاضل كن فليس ما اثنى عليه البرهان بل تشهد له الاعيان واميط عنه كل واميط عنه كل اذى وحسبان حتى بلغ اعلى الدرجات. درجات الايقان كتصديق درجات الايقان كتصديق زعف درجات الايقان كتصديق زعزعته الشبهات ولا ريب ان المؤمنين يتفاوتون في درجات الايمان هذا بيان ان الايمان يزيد وينقص بعد ان بين حقيقة الايمان وان الايمان قول وعمل ذكر رحمه الله ما يتعلق بزيادة الايمان ونقصانه والزيادة تتعلق بالايمان قولا وعملا فالايمان بالقول والايمان بالعمل كله يزيد وينقص وقد جرى على هذا الائمة واهل العلم من الصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان وقد اتفق العلماء على زيادة الايمان بالنظر الى الاعمال فان الله تعالى ذكر ذلك في قوله انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون وقال انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا والايات الدالة على زيادة العمل كثيرة والبحث مع المخالف في زيادة الايمان بالقلب فهؤلاء منهم فهذا منهم من ينكر ولا يصدق به ويقول لا يزيد الايمان في القلوب والايات دالة على زيادة الايمان في القلب كما ان الايمان يزيد بالعمل اما زيادته بالقلب فقوله تعالى فزادتهم ايمانا واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وكذلك قوله جل وعلا ليزدادوا ايمانا بعد مع ايمانهم وكذلك قوله فزادتهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ويدل له ايضا ما في الصحيحين من حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لامته يوم القيامة فانه يأتي يشفع فيقول ربي امتي امتي فيقول له الذهب فيقول له الله تعالى اذهب فاخرج من كان في قلبه مثقال حبة او شعيرة من ايمان بقلبه ثم يقول فاذهب فاخرج من كان في قلبه حبة او مثقال حبة او شعيرة من ايمان. ثم اعود فاقول ربي امتي امتي فيقول الله عز وجل اذهب فاخرج من كان في قلبه مثقال اب من مثقال خرذلة من ايمان فاذهب ثم يقول بعد ذلك امتي امتي الثالثة فيقول اذهب فاخرج من كان في قلبه مثقال ادنى فمن كان في قلبه ادنى ادنى ادنى مثقال حبة من خردل من ماء وهذا يدل على ان الايمان في القلب يتفاضل وانه مراتب ودرجات وهذا ما عليه عقد اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والمؤمنون يتفاضلون في ايمانهم بالاعمال كما يتفاضلون بالاقرار فمن كان عالما بالشرع اقرار اعظم من اقرار من لا يعلم الا المجملات من دين الله عز وجل فان الانسان كلما ازداد علمه ازداد يقينه النزاع في زيادة الايمان ونقصانه مبني على اصلين كما ذكر اهل العلم وذكر المؤلف رحمه الله ذلك في بعض كتبه احدهما هل العمل يدخل في حقيقة الايمان او في مطلق الايمان او لا وقد تقدم ان العمل يدخل في حقيقة الايمان وبالتالي اذا كنا نقول ان العمل يدخل في حقيقة الايمان فلابد من الاقرار بان الايمان يزيد وينقص الامر الثاني ان ما في القلب من الايمان هل يتباطأ او لا؟ وقد دلت الادلة على ان ما في القلب يتفاضل كما ان وقع يشهد بذلك فان تفاضل الناس بايمانهم بين واضح فمن يصدق بكل الاصول اجمالا وتفصيلا اصول الايمان اجمالا وتفصيلا ليس كمن يصدق بمجمل ما في هذه الاصول دون تفاصيلها لعدم علمه واطلاعه عليها فمن يعلم مثلا ان من اسماء الله الصمد ويعرف ويؤمن بانه الصمد لكن ما يعرف معناه ليس كمن يعني اكمل بعد الصلاة