ظهور الكفار او استيلاءهم او تمكنهم في بلد او في بلد اخر في بلد اليوم او في بلد اخر غدا فان ذلك ليس دليلا على على صحة ما هم عليه في ذكر القول القبيح والعمل القبيح في عدة مواضع. اما الكتابة على وجه الاجمال على كل انسان فهذه ثابتة. قال الله تعالى ان كل نفس لم عليها حافظ. وقال جل وعلا الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته وارتفع اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد ونواصل ان شاء الله تعالى ما يسر الله تعالى من التعليق على ايات سورة ال عمران من صحيح الامام البخاري فنسأل الله ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام البخاري رحمه الله باب قول الله تعالى منه ايات محكمات قال مجاهدا الحلال والحرام واخر متشابهات. لا يليق قبل. لا يليق به سنكتب سنحفظ نزلا ثوابا ويجوز ومنزل من عند الله. كقولك وقال مجاهد والخيل المسومة المطهمة الحسان. وقال ابن جبير لا يأتي النساء. وقال عكرمة من فورهم من غضبهم يوم بدر. وقال تخرج الحي من الميت. النطفة تخرج ميتة ويخرج منها الحي. والابكار ولا الفجر والعشي ميل الشمس اراه الى ان تغرب قول الله جل وعلا سنكتم هذا جاء في قوله جل وعلا لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. سنكتب وقالوا وقتلهم الانبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ثم يقول تعالى ذلك اي هذا العذاب وذلك الوعيد ذلك بما قدم تأديكم. وان الله ليس بظلام للعبيد. هذه الاية المباركة او هاتان الايتان المباركتان يخبر الله تعالى فيها عن سوء ما قاله اليهود في رب العالمين جل وعلا. ويخبر ان ذلك القول ليس غائبا. ولا الله عنه غافل بل الله عز وجل مطلع عليه عالم به. كما قال الله جل وعلا ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون والعمل يشمل ما يكون منهم من الاقوال ويشمل ما يكون منهم من الاعمال. فكل ذلك في علمه جل وعلا. الا انه سبحانه حليم يملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته. ولم يذكر الله عز وجل في امة من من اهل الايمان وقع منهم اي ممن امن بالرسل وقع منهم سوء ادب مع رب العالمين كما جرى من اليهود. فان اليهود قالوا في الله مقالة سوء في اكثر من موضع. من ذلك هذا الموضع حيث قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء تعالى الله عما يقول الجاهلون علوا كبيرا فالله تعالى يخبر بسماعه وعندما يخبر الله تعالى بسماع عمل صالح او سماع قول قبيح. فانه في القول الصالح يعد بالاثابة وفي القول القبيح يعد بالمعاقبة وان ما كان من تلك الاقوال ليس هباء منثورا ولا كلاما طائرا لا قيد له ولا محاسبة فيه ولذلك يقول الله تعالى في تأكيد الوعيد والتهديد. لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. يقول جل وعلا اكتبوا ما قالوا وهذا اول التوفيق بعد السماع لاجل الا يظن ظان ان هذا السماع لا قيد له ولا عاقبة له بل هذا السماع عواقبه فالله جل في علاه يقيد ما يكون من هؤلاء سنكتب ما قالوا والكتابة لما قالوه ثابتة في هذه الاية وقد ذكر الله تعالى لها نظائر في مواضع متعددة من كتابه يخبر الله تعالى بكتابة ما يكون من الناس سواء في الاقوال وفي الاعمال لكن جاء في ذكر القول القبيح والعمل القبيح جاءت انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. فاخبر الله جل وعلا عن الكتابة لما يكون من الانسان على وجه الاجمال. ثم ذكر الكتابة في مقام المقال الرديء. كهذا المقال وقال تعالى لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله غني ونحن اي ان الله فقير ونحن اغنياء سنكتب ما قالوا. ويقول جل وعلا قل الله اسرع مكرا ان رسلنا يكتبون ما تمكرون. ويقولون ويقول جل وعلا ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون. ويقول جل وعلا هذا كتابنا ينطق بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. ويقول جل وعلا ستكتب شهادتهم ويسألون. وقال سبحانه وتعالى كلا بل تكذبون بالدين وان عليكم لحافظين كراما كاتبين. يعلمون ما تفعلون. وهذا كتاب لا يفوته شيء من عمل الانسان صغير ولا كبير. ولذلك يقول الله تعالى ووضع الكتاب ووضع الكتاب فترى مجرمين مشفقين مما فيه. اي خائفين مما في هذا الكتاب. ويقولون يا ويلتنا يدعون على على انفسهم بالويل ويؤذنون لها ويؤذنونها بالهلاك. يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها وقال جل وعلا ونخرج له يوم القيامة كتابا اي مكتوبا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا كل هذه الايات متواطئة على المعنى الذي دلت عليه الاية من من ان الله تعالى يكتب ما يكون من عمل الانسان ويقيده ثم يعرضه عليه يوم القيامة ويشهده على ما فيه. ويقرره بما تظمنه ثم يحاسبه عليه. في صغيره وكبيره فان كان كفرا فالله لا يغفره. وان كان ما دون ذلك فهو الى مشيئته. ان شاء اخذ به وان شاء الله تعالى لصاحبه. والله عز وجل عندما ذكر عندما ذكر ما كان من اليهود ذكرهم بسيئ اعمالهم ايضا. فقال تعالى وقتلهم الانبياء. اي ان وقتلهم الانبياء لان الله تعالى مطلع عليهم. يقول سنكتب ما قالوا ونكتب قتلهم الانبياء. فالله تعالى يحصي ما يكون من ومن امثالهم ومن كل انسان من قول رديء او عمل رديء وقتلهم الانبياء بغير حق ونقول عذاب الحريق. ذوقوا عذاب الحريق اي اصلوا ذوقوه ذوق متألما به ذوقوا عذاب الحريق اي العذاب المحرق. فحريق فعيل بمعنى مفعل اي محرق فهو محرق لمن ناله. ثم ذكر الله تعالى بعد ذلك سبب هذه العقوبة قال ذلك بما قدمت ايديكم وان الله ليس بظلام للعبيد. فما يكون من تلك العقوبات العظيمة التي اخبر بها جل وعلا في حق اولئك لا ظلم فيها بل هي جزاء اعمالهم لذلك قال وان الله ليس بظلام للعبيد والله منزه عن الظلم جل في علاه فقد نفى الظلم عن نفسه وحرمه على نفسه اي منع نفسه منه وجعله بيننا محرما اي ممنوعا فلا تظالموا. واخبر انه لا يظلم الناس شيئا دقيقا او جليلا فان الله سبحانه وبحمده غني عن ان يظلم خلقه وهذا لكمال غناه سبحانه وبحمده. اما الاية الاخرى التي ذكر فيها المؤلف شيئا من التفسير وبيان الكلمات قوله تعالى نزلا قال في تفسير نزلا قال ثوابا وتجوز ويجوز ثوابا ويجوز منزل من عند الله كقوله كقولك انزلت انزلت انزلته وهذا في قول الله جل وعلا الكفار واهل الايمان يقول الله تعالى لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد. اي لا تغتر بما يجريه الله تعالى من التمكين للكفار في الارض والتنقل في البلدان والارتحال من مكان الى مكان فان ذلك ليس دليلا على رضا الله جل في علاه ولا على محبته ولا على انه لن يعاقبهم في الاخرة على ما يكون من سيء اعمالهم لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد التقلب هنا يشمل التقلب المكاني والتقلب الحالي على انهم امنون من العقوبة بل قال تعالى متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المصير. متاع قليل وهذا هو شأن الدنيا فمهما عظم ما في الدنيا من المكنة والقدرة والعطاء فانه شيء قليل. سرعان ما يرتحل عنه الانسان كما قال الله تعالى كأن لم يلبثوا فيها الا عشية او ضحاها فالساعة اذا جاءت انكشفت الحقيقة وان الدنيا مهما طال فيها عمر الانسان وعمرت ايامها وامتدت ما وامتد ما فيها من النعيم فهي قليل بالنظر الى ما يكون في الاخرة من اماد طويلة واعمار غير منقضية فاهل الجنة يقال لهم خلود فلا موت واهل النار يقال لهم خلود فلا موت كما يقارن القليل الفاني بالدائم من عذاب من نعيم الله تعالى وعذابه. يقول تعالى لكن الذين اتقوا لكن الذين اتقوا ربهم هذا استدراك بعد ان نهى جل في علاه عن الاغترار بحال الكفار واخبر ان ما يكونون فيه من النعيم انما هو شيء قليل يسير بالنظر الى ما يكون في الاخرة قال جل وعلا لكن الذين اتقوا اسأل الله ان يجعلني واياكم منهم لكن الذين اتقوا ربهم اي خافوه وجعلوا بينهم وبين ربهم وقاية لهم جنات تجري من تحتها الانهار. خالدين فيها لهم جنات اي بساتين هذه البساتين هي محل الانعام والاكرام والعطاء الجزيل. لهم جنات هذه الجنات لا يتكلفون فيها حفاظا عليها او حفظا لنباتها او عملا فيها بل هي للمتعة والنعيم ولذلك يقول تجري من تحتها الانهار فلا يحتاجون الى سقيها لان الجنة مهما كانت جميلة وحسنة ان لم يكن ثمة ما يحفظها ويغذيها ويرعاها لا تهلك وتفنى او تخرب وتهجر. لكن الاخرة تكفل الله تعالى فيها ان جعل لاهل الجنة انهارا تجري من تحت تلك الجنات فلا يحتاجون الى سقي ولا الى حفظ ولا الى رعاية بل الله عز وجل يجري فيها الانهار من غير اخاديد متاعا لاصحاب تلك المنازل نسأل الله ان نكون منهم. يقول لهم جنات تجري من تحتها الانهار. وهذه الجنات لا يخافون عنها تحولا ولا عنها ارتحالا بل هم فيها مقيمون ولذلك قال خالدين فيها. اي خالدين من حيث الاقامة فلا ارتحال ولا انتقال. ثم يقول تعالى نزلا من عند الله نزلا. اي هذا النعيم وهذا العطاء حقيقته انه يقترن بنزل من عند الله عز وجل والنزل هي الظيافة. وهي ما يكرم به النازل من المتاع اي والنعيم والطعام والشراب وغير ذلك. مما يهيأ للاضياف. فقوله تعالى نزلا من عند الله اي لهم مع هذه الجنات يضافون فيه وما يكرمون فيه وما ينالون فيه ما يؤملون من النعيم الذي لا يقتصر فقط على جمال المكان بل على التنعم فيه. فذكر النزل بعد طيب المكان دليل على ان هؤلاء الذين يدخلون هذه الجنات وهم الذين اتقوا ربهم ليسوا فقط في مكان فسيح جميل هنيء بل ينالهم فيه من الاكرام والانعام ما يكون مزيد انعام من الله تعالى وتنعيم لاهل هذه الجنات. نزلا من عند الله وما عند الله خير للابرار وهذا اشارة الى ان ما لم يذكر من النعيم اكثر مما ذكر ولهذا يقول الله عز وجل فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة في الحديث الالهي يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله اعددت عبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فهذا ما اعده الله تعالى لعباده الصالحين واولياءه المتقين شيء لا يرد على خواطرهم ولا يدور في افكارهم ما لا عين رأت فلم تراه عين ولا اذن سمعت ولم يبلغ الانسان خبر ذلك النعيم وليس فقط مما لم يشاهد ولم يسمع ولم يدرك بالحواس بل حتى الفكر ومعلوم ان الفكر اوسع مجالا ونطاقا من ما تدركه العيب ومما يدركه السمع لان الفكر ممكن ان يخيل لك ما شئت فيمكن ان تتخيل ان الانسان ينتقل بجناحين من مكان الا مكان خيالا يمكن ان يكون هذا لكن في الواقع لا تشاهده ولا تسمعه لم نسمع ان احدا من بني ادم خلق الله له جناحين ينتقل بهما من حيث من حيث شاء الى حيث شاء لكن الخيال يمكن ان يصور لك هذه الصورة. فالله عز وجل يخبر ان ما في الجنة ليس شيئا تدركه الاسماع. بل ولا يحيط به الخيال ولا يدركه الفكر وذلك لعظمته وسعته وجلاله وان مدارك بني ادم تقصر عن الاحاطة بذلك العطاء لا تتمكن من ادراك عظيم ما ينعم الله تعالى به على اهل الجنة. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا منهم. فالذي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهو ما اشار اليه في هذه الاية في قوله وما عند الله خير للابرار. خير للابرار من كل ما يأملون. وخير للابرار من كل ما سمعوا. وخير من للابرار من كل ما رأوا فنعيم الاخرة يكفي انه من عند الله عز وجل ولذلك يقول وما عند الله والعندية هنا تفيد الرعاية والعناية والكثرة والخير العظيم الذي اعده الله تعالى لهؤلاء خير للابرار خير من كل ما في الدنيا خير من كل ما يؤملون فما عند الله من الرحمة شيء عظيم نسأل الله ان يبلغنا واياكم رحمته وان يجعلنا من اهل بدار كرامته وان يجعلنا من عباده الصالحين المبشرين بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ثم قال المصنف رحمه الله وقال مجاهد والخير المسومة هذه الاية هذا هذه هاتان الكلمتان جاءت في اوائل سورة ال عمران زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث. ثم يقول الله تعالى ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب هذه الاية الكريمة يخبر الله تعالى فيها عما يفتن به الناس واما زينه لهم في هذه الدنيا من الوان النعم التي قد يفتنون بها ويصدون عن طاعة الله. واذا استعملوها في ما يرضي الله عز وجل كان ذلك من سلامتهم من تلك الفتن وكان ذلك من توفيق الله تعالى لهم. يقول زين للناس اي كافة فكل بني ادم من الرجال والنساء قد زينت لهم هذه المذكورات حب الشهوات اي محبة ما يشتهى ويلتذ. والله تعالى قد ركب في نفوس الناس وفطرهم على شهوات. هذه لم يهملها رب العالمين بل اعطاها حظها وحقها في الطريق الذي يوصل الى منافعها واغلق الطرق التي توصل الى هلاك الناس اذا سلكوها اتباعا لتلك الشهوات ولذلك يخبر الله تعالى عن عما يريده بعباده فيما فطرهم عليه من تلك الشهوات يقول جل وعلا ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا. فالله عز وجل خفف عن العباد برحمته. وتاب عليهم وتفضل عليهم بان فتح لهم الطرق التي يصلون بها الى قضاء مأربهم مما فطر الله تعالى نفوسهم عليه من الشهوات دون ان فجعل لهذه الشهوات منافذ. فلا ينكر على الانسان انه يحب ما يحب من الشهوات لكن الذي ينكر عليه هو ان ينقاد الى الشهوات في مواقعة الحرام وفي مخالفة وفي مخالفة العزيز الغفار جل في علاه. اما الاستجابة لداعي الشهوة في حلال فهذا مما يؤجر عليه الانسان. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء في الصحيح وفي بضع احدكم صدقة قالوا ايأتي احدنا شهوته وله فيها اجر قال النبي صلى الله عليه وسلم ارأيتم ان وضعها في الحرام؟ اكان عليه وزر؟ يعني عليه اثم اذا وضع شهوته في المحرم؟ قالوا نعم قال فكذلك اذا وضعها في الحلال اي له بذلك اجر. فقوله تعالى زين للناس حب الشهوات هذا التزيين العام للشهوات ولا يلام عليها الانسان الا اذا اوقعته فيما يغضب العزيز الغفار فيما يغضب الله عز وجل ويوقع في موجبات فيما يوجبه من عقاب النار. اما ان يستعمل هذه الشهوات على الوجه الذي يرضي الله تعالى فان ذلك مما يؤجر عليه الانسان. ثم ذكر جل وعلا اصول الشهوات التي تميل اليها النفوس. فقال من النساء وهذا في حق الرجال ومن ومن الشهوات في حق النساء ما يقابل النساء وهم الرجال. لكن لما كان الغالب في الخطاب رجال ذكر النساء والا فالمرأة تجد من محبة الشهوة الى الرجل كما يجي الرجل الى المرأة وهذا شيء معلوم ولكن الله جل وعلا يذكر في هذا السياق النساء ولم يذكروا الرجال لان الخطاب في الغالب للرجال والنساء شقائق الرجال فما يثبت في حق النساء فما يثبت في حق الرجال يثبت في حق النساء الا بدليل. زين للناس عموم الناس من الرجال والنساء والصغار والكبار والشهوات لكن هذا الحب لا يلزم ان يجتمع في كل الناس بل قد يجتمع جميع ذلك في بعض الناس وقد الانسان بحب شهوة من هذه الشهوات دون غيرها. والمقصود ان اصول الشهوات التي تميل اليها النفوس هي المذكورات في هذه الاية في قوله تعالى من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخير المسومة والانعام والحرث بعد ذلك يقول جل في علاه ذلك اي كل هذا الذي تقدم من الشهوات متاع الحياة الدنيا. اي مما يمتع الانسان فيه في الحياة الدنيا اي الحياة القريبة الحياة الاولى الحياة الدانية والله عنده حسن المآب اي عنده جل في علاه المرجع الحسن والمأوى الجميل والمقر الذي يتم فيه يتم فيه للانسان كل ما يتمناه يلتذ به من الوان النعيم وصنوف الملذات والشهوات على وجه مأذون فيه. لا كدر فيه ولا ظرر بخلاف شهوات الدنيا. فانه ما من شهوة حرمها الله في الا ويترتب على وقوعها من الشر والفساد في الدنيا وفي الاخرة في خاصة الانسان وفي عامة جنس الانسان ما يفوق ما يدركه من المنافع والمصالح الملذات ولهذا قال الله عز وجل والله عنده حسن المآب وهذا تذكير للناس بان هذه الدنيا متاع. والمتاع هو ما ينقضي ويزول وسرعان ما تلاشى متاع قليل كما ذكر في الاية الاخرى ثم يذكرهم بان نظرهم الى ما يبقى والى ما عند الله عز وجل هو الاولى باولي البصائر والعقول ولذلك يقول والله عنده حسن المئاب وحسن المرجع وحسن المآل وحسن المنتهى ببلوغ الجنة التي تدرك فيها هذه الملذات وما هو فوق ذلك من النظر الى وجهه الكريم سبحانه وبحمده. ومن حلول رظوانه. وقد قال الله تعالى ورضوان من وقد قال جل وعلا ورضوان من الله اكبر. اكبر من كل نعيم يدركه المتنوع المتنعم المتنعمون. فرضوان الله وهو ما يحله على اهل الجنة اذا دخلوا الجنة ويريهم جل وعلا وجهه الكريم سبحانه وبحمده ويحل عليهم ذلك الرضا اعظم من كل نعيم يدركه الناس في الجنة فضلا عن نعيم الدنيا الذي فيه من النقص والشوائب ما فيه