اي مادتهما واصلهما واحد وهو الظر الضر والضر ضد النفع فقوله صلى الله عليه وسلم لا ظرر ولا ظرار دائر على نفي ان نفي ضد النفع على نفي ضد النفع ففيه درس الصحابة رضي الله تعالى عنهم على ادراك هذه المرتبة العالية محبة الله عز وجل وهي اعلى المراتب واسمى المنازل ان يبلغ المؤمن محبة الله تعالى ان يكون ممن يحبهم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين النووية الحديث الحادي والثلاثون. عن ابي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا عملته احبني الله واحبني الناس قال ازهد في الدنيا يحبك الله. وازهد فيما في ايدي الناس يحبك الناس. حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره باسانيد حسنة. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث الشريف اه فيه تقدم بيان معانيه واما ما يتعلق بفوائده والله تعالى يحب كل مؤمن الا انهم بمحبة الله متفاوتون ليسوا على درجة واحدة اعلى ذلك الخلة وهي التي ثبتت الخليل ابراهيم عليه السلام ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فانه خليل الرحمن صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم دون ذلك مراتب عديدة وهي سعادة الدنيا وفوز الاخرة فمن احبه الله سعد فيه من الفوائد ان طلب محبة الناس ليس مذموما بل ذاك مما يصح طلبه السعي الى تحصيله والمذموم هو ان تطلب محبتهم بطاعة الله فان طاعة الله لا يطلب بها مدح الناس ولا ذنبهم لكن اذا طلبت محبتهم باخذ الاسباب التي تدرك بها محبته من الاحسان اليهم وغير ذلك من اسباب محبة الناس فان ذلك لا بأس به وهو مشروع ان لم يكن مندوبا ان لم يكن مندوبا لان النبي صلى الله عليه وسلم اجاب الرجل وبين له الطريق اذا المذموم المذموم فيما يتعلق بمحبة الناس هو ان تطلب محبتهم بطاعة الله. هنا تكون الطاعة اريد بها غير الله اما اذا كنت تطلب محبتهم باسباب واعمال تتعلق بهم فهذا مما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم وبين الطريق الموصل اليه فيه من الفوائد حسن تعليم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حيث اختصر هذا السؤال العظيم الكبير بهذه الاجابة المختصرة وكانت اجابة مطابقة للسؤال حيث قال دلني على عمل اذا عملته احبني الله واحبني الناس فجاء بجواب مطابق وفيه من الفوائد ايضا ان المطلوب اولا الذي ينبغي ان يسعى اليه هو تحصيل محبة الله تعالى فانه قدم في السؤال كما قدم في الجواب في هذا الطريق الموصل الى محبة الله تم الطريق الموصل الى محبة الناس وفي الحديث فضيلة الزهد على وجه الاجمال فان الزهد طريق الوصول الى المراتب العالية والمراد بالزهد كما تقدم في الشرح ترك ما لا ينفع في الاخرة ترك ما لا ينفع في الاخرة هذا معناه على وجه الاجمال اما تطبيقه في الحديث فهو على نوعين زهد في الدنيا وبه يبلغ محبة الله وزهد فيما في ايدي الناس وبه يبلغ محبة الناس واذا تأملت ونظرت وجدت ان الزهد الثاني فجزء من الزهد الاول فان الزهد في الدنيا يتضمن الزهد فيما في ايدي الناس لكن النبي صلى الله عليه وسلم فصل الجواب ليطابق في تفصيل جواب السؤال والا الجواب الجامع لبلوغ هذه المنزلة من محبة الله ومحبة الناس الزهد في الدنيا فان من زهد في الدنيا احبه الله ومن زهد في الدنيا احبه الناس لانه سيزهد فيما في ايديهم اذ ما في ايديهم هو من الدنيا ما في ايديهم هو من الدنيا فيه من الفوائد ان الزهد المحمود وهو ما استغنى به الانسان عن غير الله وهذا هو المعنى الحقيقي للزهد الاستغناء عن الخلق لان الاستغناء عن الخلق يملأ القلب افتقارا الى الرب والافتقار الى الله اعظم ابواب الوصول الى فظله واحسانه بقدر ما يكون مع الانسان من الافتقار الى الله جل في علاه وهذي يا اخواني مسألة جدو مهمة في طريق السائر الى الله بقدر ما يكون في قلبك من الافتقار الى الله يكون سيرك اليه سابقا وبلوغك لمراتب العلو يسير قريب ولذلك القلب اذا فرغ عن التعلق بالدنيا جاءته الدنيا ونال به الانسان خير الدنيا والاخرة اما اذا تعلق القلب بالاسباب بالدنيا ما فيها من متاع صرفه ذلك عن خير كثير لان القلب وعاء لطيف لا لا يستوعب الازدحام فمتى ملئ بشيء خرج منه الشيء الاخر بقدر ما ملئ به فبقدر ما تملأ في قلبك او تملأ قلبك بمحبة الله والافتقار اليه واللجأ اليه والتوكل عليه النظر اليه جل في علاه دون ما سواه يكون انشراحه طمأنينته قوته سيره الى الله عز وجل سيرا حثيثا ولاية الله له يكون ولاية الله له. ولهذا قال ازهد في الدنيا يحبك الله وهذه غاية الكفاية انه يحصل لك كل ما تريد معية كاملة تجلب لك كل خير وتصرف عنك كل شر تكون لك في المضايق كما تكون لك عند في مقابلة خصومك يعني هذا فضل من حصل له فقد حصله سعادة الدنيا كما حصل له فوز الاخرة وستين وقيل سنة آآ اربع وستين او خمسة وستين وقيل بل ذات اربع وسبعين والخلاف في وفاته واضح انه خلاف متباين يصل الى عشر سنوات رضي الله تعالى عنه وارضاه فيه من الفوائد ان بلوغ محبة الناس يكون بالاستغناء عنهم ولهذا اذا اردت ان تعرف قدرك عند الناس من حيث منزلتك فانت في اعلى المنازل بقدر ما تكون في الاستغناء عنهم فاذا استغنيت عنهم علت منزلتك عندهم وبقدر حاجتك اليهم ينزل من قدرك بقدر الحاجة طبعا هذا لا يعني ان الانسان سيعيش منعزلا عن الناس. هناك حوائج ومصالح متبادلة لكن فرق بين ان تأخذ وتعطي مقابل وبين ان تكون عالة على غيرك ازهد فيما بايدي الناس المقصود به الزهد عن اخذ شيء بلا مقابل اما اخذ شيء بمقابل فهذا لا يمكن ان يزهد فيه الانسان لانه يقتضي تعطيل مصالح الناس تعطيل البيع تعطيك كان كل واحد ما يسوي شي ما لا يشتري ولا يبيع انما يحصل مصالحه بنفسه فهو الذي يصنع السيارة وهو الذي يبني البيت وهو الذي يحضر الطعام وهو وهو من سائل المصالح انما المقصود بالزهد هنا ان تأخذ شيئا من غير مقابل كما ان من الزهد الذي يعلو به منزلة الانسان ان يقطع نظره عما في ايديهم من المتع فان ذلك امر زائد على السؤال لانه السؤال سؤال الناس سؤال الناس ما في ايديهم هذا ليس زهدا بالتأكيد لكن حتى النظر الى ما في ايديهم ولو لم تسألهم هذا ينافي الزهد الذي يوصلك الى مرتبة محبتهم ولذلك نهى الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم ان يمد والمؤمنين ان يمد ان يمدوا ابصارهم الى ما متع به الكافرين فقال ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا هذا من تمام الزهد الذي به تدرك الزهد في الدنيا وتدرك به الزهد فيما في ايدي الناس الفائدة نجعلها الاخيرة ناخذ الحديث الثاني المفارقة بين نوعي المحبة وان كانا يشتركان في المعنى العام محبة الله للعبد ومحبة الناس نلعب محبة الله للعبد محبة نعلو بها منزلته تسعد بها نفسه ويدرك بها فوز الدنيا والاخرة. واما محبة الناس للانسان فهذه خير لكنها دون محبة الله بمراحل فانهم ان احبوك لم ينفعوك بشيء الا كتبه الله لك ولم يدفع عنك شيئا الا قد منعك الله تعالى اياه المعنى مشترك في النوعين من المحبة الاجمالي لكن شتان بينهما ثم ان محبة الله للعبد تثمر محبة الخلق للعبد ولهذا قلت ان الجملة الثانية هي فرع عن الجملة الاولى فلو اقتصر في الجواب على قول ازهد فيما ازهد في الدنيا يحبك الله لكان هذا مكملا و قوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار هذه الجملة المختصرة تضمنت جملتين لا ظرر الجملة الاولى والجملة الثانية ولا ظرار والظرر والظرار لفظان مشتقان من معنى واحد الجملة الثانية او دالا على الجملة الثانية لان الزهد في الدنيا يقتضي الزهد فيما في ايدي الناس ومحبة ومحبة الله تقتضي محبة الناس فان الله اذا احب عبدا نادى في السماء يا جبريل انه يحب فلانا فاحبه فيحبه جبريل وينادي في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه. فيحب اهل السماء فيوضع له القبول في الارض والقبول في الارض. هي المحبة التي ذكر الله تعالى آآ شأنها في قوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن والداء حبا في قلوب الخلق الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. هذا ما يتعلق بفوائد الحديث بعض فوائد الحديث المتقدم حديث اليوم نقرأ حديث الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار. حديث حسن رواه ابن ما جت والدار قطني وغيرهما مسندا ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطأ با سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا هو الحديث الثاني والثلاثون من احاديث الاربعون النووية قال فيه المصنف ناقلا عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله عنه وسعد بن مالك بن سنان خدري من الانصار وشهرته ابو سعيد الخدري سعد رضي الله عنه له صحبة واحاديث عديدة وهو من الصحابة الذين كثر نقلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ولوالده ما لك بن سنان صحبة ايضا فهو والده صحابيان وقد كان حديث سن او حديث صغيرا في في السن حيث انه استصغر ممن استصغر في غزوة احد فلم يشهدها ثم شهد ما بعدها من الوقائع والغزوات مات في المدينة رضي الله عنه ثلاث الاف اه الحديث الذي ذكره المصنف نقله عن ابي سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ظرر ولا ظرار ثم بين حكم الحديث فقال حديث حسن رواه ابن ماجه الا ان الحديث الذي عند ابن ماجة ليس من رواية ابي سعيد الخدري رضي الله عنه فالمصنف روى الحديث بهذه الطريقة وهي خلاف ما هو مدون فان الذي في سنن ابن ماجة آآ الحديث من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه وليس من حديث اه ابي سعيد كما انه من حديث ابن عباس يعني ابن ماجة رواه من طريقين من طريق عبادة ابن الصامت ومن طريق آآ ابن عباس ولم يروه من طريق ابي سعيد وانما جاء من طريق ابي سعيد عند الدارقطني وليس عند ابن ماجة والحديث اسناده ضعيف قد حكم مصنف عليه بانه حسن وهنا ينبه الى ان النووي رحمه الله ممن اشتهر بالتساهل في التصحيح لكنه من ائمة آآ اهل العلم اه مع تساهله في في التصحيح اه وما ذهب اليه من تصحيح هنا وافقوا عليه جماعات بالنظر الى ان الحديث جاء من طرق عديدة ولذلك المصنف رحمه الله اشار قال رواه ابن ماجة والدار قطني وغيرهما مسندا يعني مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم باسناد متصل ورواه مالك في الموطأ مرسلا والمرسل هو ما سقط فيه الصحابي عن عمرو ابن يحيى عن ابيه ويحيى تابعي وليس من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسقط ابا سعيد يعني لم يذكره لا ذكر ابا سعيد لم يذكر ابا سعيد ولم يذكر ابن عباس ولم يذكر عبادة ابن الصامت يعني لم يذكر ابيا وله طرق وانما نص على ابي سعيد لانه جاء في رواية عمرو ابن يحيى في بعض طرقه آآ عن ابيه عن ابي سعيد لكن رواية مالك في الموطأ مرسلة ليس فيها ذكر ابي سعيد اشار المصنف الى ان سبب التحسين الذي صدر به الحديث تخريج الحديث ان ان له طرقا فقال وله طرق يقوي بعضها بعضا فصحة الحديث آآ او الحكم عليه بالحسن وثمرته هذه الطرق المتعددة الكثيرة وقد احتج بالحديث العلماء رحمهم الله فهم متفقون على صحة معناه وان اختلفوا في ثبوت اسناده لكنهم متفقون على صحتي معناه وانه لا ظرر ولا ضرار. وهذا هذا الحديث اصل من الاصول التي ترجع اليها القواعد في باب الفقه ولذلك هو معدود من جملة القواعد الكلية الكبرى التي ترجع اليها القواعد في ابواب العلم. سواء كان ذلك في الفقه او في غيره واختلفوا في قوله لا ظرر ولا ظرر هل هو نفي ام هو نهي؟ والصواب انه نفي لكنه مظمن معنى النهي مظمن معنى النهي فيكون قوله لا ضرر ولا ضرار ونفي عن كل ما يضاد النفع طيب اذا كن اذا كنا قد وصلنا الى هذه النتيجة ان الحديث دائر على النهي ونفي كل ما فيه مضرة كل ما فيه كل ما ليس فيه منفعة فما الفرق بين قوله لا ظرر ولا ظرار هل هناك فرق بين هاتين الجملتين ام هي جملة واحدة مكررة للتأكيد الذي عليه اكثر العلماء ان بينهما فرقا وقالوا في الفرق بين الظرر والظرار جملة من الاقوال اصح تلك الاقوال ان الظرر هو ما يحصل من الشر والاذى من غير قصد لا ظرر نفي للشر والاذى الذي يكون غير الذي يكون غير مقصود من صاحبه وقوله صلى الله عليه وسلم لا ضرار هو نفي للاذى والشر الحاصل بقصد فقوله لا ظرر ولا ظرار نفي للشر كله سواء ما كان مقصودا وما لم يكن مقصودا ونكمل ان شاء الله تعالى البقية في الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد