تضمن جملة من الفوائد من اهمها هو بيان ان صفة هو بيان ان صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت على هذا النحو في صلاة الليل من طول القراءة ومن التدبر بسؤال سأل اي اذا مر باية فيها رحمة وفيها خير وفيها ما يؤمل من النعيم والفضل والاحسان سأل الله تعالى واذا مر بتعوذ اي مر باية فيها ما يوجب التعوذ من عذاب دنيا او عذاب اخرة الحمد لله رب العالمين له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه اشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد نواصل ما يسر الله تعالى من الاحاديث في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ونعلق على ما يسر الله ثم نجيبه في نهاية المجلس على اسئلتكم باذن الله تعالى تفضل يا اخي. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله وعن حذيفة رضي الله عنه قال طليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فما مرت به اية رحمة الا وقف عندها اسأل ولا اية عذاب الا تعوذ منها. اخرجه الخمسة حسنه الترمذي هذا الحديث في بيان صلاة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وما كان عليه شأنه في قراءته وانه صلى الله عليه وسلم كان في قراءته يقرأ قراءة تدبر وحضور قلب بصلاة النافلة بل هو شامل للفريضة والنافلة نعم قال رحمه الله وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا واني نهيت ان اقرأ القرآن راكعا او ساجدا فلم يكن صلى الله عليه وسلم في قراءته على نحو قراءة كثيرين من التالين يقرأون الكتاب اماني ليس لهم منه الا التلاوة دون حضور قلب وتدبر بل كانت صلاته بل كانت قراءته صلى الله عليه وسلم في الصلاة وغيرها قراءة حضور قلب ووعي وتدبر واعتبار وذاك هو المقصود من التلاوة وهو الذي من اجله شرع الله تعالى الصلاة خاصة في صلاة الليل لاجل ان يكون القلب مواطئا لاجل ان يكون القلب مواطئا للسان فيما يتلو ويقرأ قال الله تعالى يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا اي اقرأه قراءة تمهل وترسل وتأن تقف فيه عند الايات وتتأمل فيهما فيها من العبر والعظات ورتل القرآن ترتيلا انا سنلقي عليك قولا ثقيلا ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا اي ان القراءة في صلاة الليل والتلاوة في الليل هي اشد وطئا اي اشد مواطئة بين اللسان والقلب. ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوى ومقيلا وحذيفة رضي الله تعالى عنه اخبر عن شيء مما حفظه في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته في الليل. هذا الحديث الذي ذكره الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام حيث قال وعن حيث نقل وعن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فما مرت به اية رحمة يعني اية فيها فكان ابو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم ويبلغ من خلفه صلاة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا من شدة حرصه صلى الله عليه وسلم على شهود الجماعة وحفاظه على الصلاة خير وبر واحسان وفضل وثواب في دنيا او في اخرة الا وقف عندها يسأل اي يسأل الله من تلك الرحمة التي تلاها في ايات الله عز وجل وقرأها في ما قرأه في صلاته قال ولا اية عذاب؟ اي ولم تمر به اية ذكر فيها عذاب من عذاب الاخرة او من عذاب الدنيا الا تعوذ منها اي الا طلب من الله تعالى العصمة والحماية من ان يناله شيء من ذلك فالتعوذ هو بان يقول اعوذ بالله من كذا وكذا مما يمر عليه من ايات العذاب. والاستعاذة بالله طلب الحماية والعصمة وهي لجأ الى الله عز وجل. فالاستعاذة بالله يحقق بها العبد الاحتماء بالله عز وجل مما يكره قال المصنف رحمه الله اخرجه الخمسة وحسنه الترمذي. وهذا جزء حديث رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث حذيفة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل حيث قال رضي الله تعالى عنه صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة اعلن بهذا ان صلاته التي يخبر عنها ليست من الصلوات المكتوبات انما فيما يظهر انها صلاة ليل وافق فيها حذيفة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فافتتح البقرة اي ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بدأ قراءته في تلك الصلاة بسورة البقرة فقلت يركع عند المئة اي سيركع النبي صلى الله عليه وسلم عند مئة اية عند قراءة مئة اية ثم مضى اي لم يقف عند مئة اية بل مضى واستمر في القراءة. فقلت يركع فقلت يصلي بها يعني يركع الركعة الاولى اذا فرغ من قراءته لسورة البقرة صلوات الله وسلامه عليه ثم مضى قال ثم افتتح النساء اي انه بعد ان فرغ من سورة البقرة في صلاته صلى الله عليه وسلم شرع في قراءة النساء قال فقرأها ثم افتتح ال عمران فقرأها فقرأ ثلاثة سور هي من السور الطوال في ايات الكتاب الحكيم قرأها في ركعة. وحذيفة قائم يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فما صفة قراءته؟ هذا بيان عدد ما قرأ وانه قرأ في تلك الصلاة الثلاثة الطوال من سور القرآن البقرة والنساء وال عمران فما هي صفة قراءته؟ هل كانت هذا؟ او حدرا؟ يقول رضي الله تعالى عنه يقرأ مترسلا يعني يقرأ او بتأن فالترسل هو التأني ومنه قول الرجل الاخر على رسلك يعني تأنى ولا تعجل فيقرأ مترسلا كما امره الله تعالى في قوله ورتل القرآن ترتيلا وليس الامر فقط على هذا النحو من التؤدة والاناة والترتيب وعدم العجلة في القراءة. بل الامر ابعد من وهو انه صلى الله عليه وسلم اذا مر باية فيها تسبيح سبح يعني اذا امر في باية فيها الامر بالتسبيح او فيها ذكر ما يوجب تسبيح الله وتعظيمه بقول سبحان الله سبح واذا مر قال رضي الله عنه تعوذ هذه صفته هذه صفة قيامه وصلاته صلوات الله وسلامه عليه طول في القراءة واناة بالتلاوة تدبر بالتسبيح في مواضع التسبيح والسؤال في مواضع السؤال والتعوذ في مواضع التعوذ حتى قال رضي الله تعالى عنه قال ثم ركع فجعل يقول اي في ركوعه سبحان ربي العظيم قال رضي الله تعالى عنه في صفة ركوع النبي صلى الله عليه وسلم فكان ركوعه نحوا من قيامه يعني قريبا في الطول من قيامه قريبا في الطول من قيامه ولا يلزم ان يكون مساويا له على حد قراءة البقرة والنساء وال عمران بل المقصود بقوله رضي الله تعالى عنه نحوا من قيامه يعني ركع ركوعا اطال فيه على نحو اطالته في القراءة على نحو اطالته في القراءة. ثم قال سمع الله لمن حمده ثم قام طويلا قريبا مما ركع قريبا مما ركع فكان قيامه اي اعتداله بعد رفعه من الركوع على نحو ركوعه في الطول ثم سجد فقال ربي الاعلى يقول فكان سجوده قريبا من قيامه وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته فيما يتعلق بالطول اذا اطال القيام طال ركوعه واعتداله وسجوده وجلوسه بين السجدتين وسجوده هكذا كان صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال البراء ابن عازب كان قيامه وركوعه وقيامه او اعتداله وسجوده قريبا من سواء اي كان متقاربا في الطول اذا اطال القيام اطال الركوع او السجود واذا خفف في القيام خفف في الركوع والسجود هكذا كانت صلاته صلى الله عليه وعلى اله وسلم. هذا الحديث التأثر بالايات فالسؤال عند موضع السؤال والتعوذ عند موضع التعوذ وكذلك بالاستعاذة وكذلك في التسبيح والتحميد في مواضع التسبيح والتحميد وكذلك طول ركوعه وسجوده صلوات الله وسلامه عليه وهذا هو افضل ما يكون في حال مصلي ان اطاق فان كان لا يطيق ذلك بمعنى انه لا يطيق ان يطيل هذه الاطالة فقد ذهب جماعات من اهل العلم انه هذا توات في الطول بعدد الركعات اي فيزيد في عدد الركعات لكونه لا يتمكن من ان يطيل في قيامه وركوعه وسجوده على نحو اطالة النبي صلى الله عليه وسلم وبهذا يعلم ان قوله ان قول عائشة رضي الله تعالى عنها في بيان صفة قيام النبي صلى الله عليه وسلم وانه كان لا يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة انما كان على هذا النحو فان حذيفة لم يذكر ان هذه كانت في ليالي قال انما هي في قيام في سائر الزمان في غير رمظان وفي رمظان كان له من الجد والاجتهاد ما ليس في غيره من سائر الزمان صلوات الله وسلامه عليه فمن كان متحريا ان يصلي احدى عشرة ركعة فينبغي ان يلاحظ ما ذكرته عائشة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قالت كان يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن. فلا تسأل عن حسنهن وطولهن. ثم يصلي اربعا فلا نسأل عن حسنهن وطولهن فكانت صلاة حسنة طويلة صفة الطول على هذا النحو في اطول ما نقل عنه صلى الله عليه وسلم في صلاته. والمقصود ان من لم يتمكن من طول قيامي في صلاته فانه يعدل الى زيادة عدد الركعات فان الاجماع منعقد على انه لا حد لاكثر صلاة الليل لا حد لاكثر صلاة الليل بمعنى انه يمكن ان يصلي ما شاء من الركعات وانما يجعل خاتمتها وترا كما جاء في الصحيح من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عن انه سأل انه سئل صلوات الله وسلامه عليه عن صلاة الليل فقال صلاة الليل مثنى مثنى مثنى مثنى يعني ركعتين ركعتين فاذا خشيت الصبح اوتر بواحدة فدل هذا على انه ليس ثم تحد ينتهي اليه عدد ركعات صلاة الليل وانما ما الافضل؟ الافضل هو ما كان يفعله اذا كان الانسان سيفعل كما فعل. واما اذا كان سيقصر في قيامه فانه يزيد في الركعات هذا هو الافضل لاجل ان يستوعب وقت وقتا اطول في الصلاة وهذا الذي كان عليه عمل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في طول صلاته وفي حضور قلبه في هذه الصلاة. وهذا هو المقصود الاكبر من من صلاة المصلي ان يكون على هذا النحو من حضور قلبه واعتباره واتعاظه. واعلم بارك الله فيك ان ما نقله حذيفة رضي الله تعالى الان في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لم ينفرد به بل نقل نحو بل نقل نحو ذلك احمد فيما ساقه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام فكان اقرأوا بالبقرة والنساء وال عمران. قالت رضي الله تعالى عنها ولا يقرأ باية فيها تخويف الا دعا الله عز وجل واستعاذ هذا معنى قوله لم يقرأ باية فيها تعود الا استعاذ لم يقرأ باية فيها تخويف اي من ذكر العقوبات والعذاب في الدنيا او في الاخرة الا استعاذ. ولا يمر باية فيها استبشار اي خير يبشر به اهل الايمان الا دعا الله عز وجل ورغب اليه اي والح عليه بان يتفضل عليه بهذه النعمة وهذه المنحة التي ذكرها في هذه الايات التي تلاها. وجاء نظيره من حديث عوف بن مالك رضي الله تعالى عنه في مسند في في السنن في سنن النسائي وابي داود انه قال قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ فاستاك وتوضأ تهيؤا لصلاة الليل ثم قام فصلى فاستفتح البقرة لا يمر باية رحمة الا وقف فسأل ولا يمر باية عذاب الا وقف وتعوذ. وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم فيما نقل عنه من طريق عبدالرحمن ابن ابي ليلى عن ابيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه يقرأ في صلاة ليست بفريضة فمر بذكر الجنة والنار فقال اعوذ بالله من النار ويل لاهل النار. هكذا رواه احمد وابن ماجة وهذا بيان لشيء مما كان يفعله صلوات الله وسلامه عليه في صلاته وليعلم ايها الاخوة ان هذا فيما اذا كان الانسان يصلي لنفسه سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من غير طريق. نقلها عنه حذيفة عوف بن مالك عائشة وغيرهم اما ان كان يصلي مأموما فانه يجب عليه الانصات ولا يشتغل بدعاء ولا بغيره اذا كان ذلك سيفوت عليه الانصات اما اذا كان الامام يقف على رؤوس الاية بمعنى ان الامام يقول مثلا ويل لكل همزة لمزة ثم يقف فهنا يمكن للمأموم ان يقول اعوذ بالله من هذا او اعوذ بوجهك اما اذا كان الامام يصل القراءة ويل لكل همزة لمزة ثم يصل ما وراءها من الايات دون توقف فهنا اشتغاله بالسؤال في ايات الرحمة وبالتعوذ في ايات العذاب يشغله عن الانصات والواجب عليه ان ينصت لقول الله تعالى واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا. ولهذا ما جاء من السؤال في ايات الرحمة والاستعاذة في ايات العذاب انما هو فيما اذا كان الانسان يصلي لنفسه او كان يصلي خلف امام يقف عند رؤوس الاية او انه يشتغل هو نفسه بالسؤال فيسأل الله من فضله اذا مرت ايات الرحمة ويستعيذ به من عذابه اذا مرت ايات التخويف العذاب هذا ثابت عنه صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل وهو ثابت في السنن وقد اختلف العلماء رحمهم الله هل يشرع ذلك في صلاة الفريضة بمعنى انه في صلاة الفجر او صلاة العصر المغرب او العشاء قرأ الامام اية فيها رحمة او اية فيها عذاب فهل يشرع له ولمن خلفه ان يسأل في ايات الرحمة او يستعيذ في ايات العذاب جمهور العلماء على ان ذلك خاص بالنافلة لان النافلة بناؤها على الطول ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يفعل ذلك في صلاة الفريضة فلم ينقل عنه مثل ذلك في الفرائض فقالوا انه لا يسن ذلك في الفريظة انما هو مسنون فقط في صلاة النافلة ذهب طائفة من اهل العلم الى انه يسن في الفريضة والنافلة. لان القاعدة ان ما ثبت في صلاة النافلة يثبت في الفريضة الا بدليل يعني الا بدليل يدل على تخصيص صلاة الفريضة او تخصيص صلاة النافلة بذلك وعليه ذهبوا الى انه يسن ان يقول دعاء الرحمة في ايات الرحمة ودعاء الاستعاذة في ايات الاستعاذة والى هذا ذهب وهذا قول في مذهب احمد رحمه الله واختاره الشيخ عبدالرحمن السعدي غفر الله له هذا ما يتصل ما ذكر المؤلف رحمه الله من حديث حذيفة ثم ذكر حديث ابن عباس في اطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه ويكون قد فرغ من ذكر ما يتعلق بالقراءة حال القيام وكيف كان هديه صلى الله عليه وسلم سياقة الحافظ بن حجر لهذا الحديث في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم يشعر بانه يميل الى انه ما ثبت في النافلة يثبت في الفريضة لانه ذكر ذلك دون ان ينص على انه في صلاة الليل فالرواية التي ذكرها وهي رواية احمد واصحاب السنن ليس فيه ان ان ذلك كان في صلاة الليل. بل قال حذيفة صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فما مرت به اية رحمة الا وقف عند يسأل الله او يسأل ولا اية عذاب الا تعوذ منها فظاهر صنيعه رحمه الله انه يرى ان سؤال الرحمة والاستعاذة بالله من العذاب فيما اذا ذكرت ايات العذاب ليس مخصوصا فاما الركوع فعظموا فيه الرب. واما السجود فاجتهدوا في الدعاء. فقمن ان يستجاب لكم ثم رواه مسلم هذا الحديث اخرجه الامام مسلم وله قصة بها فائدة النبي صلى الله عليه وسلم حبسه المرض بابي هو وامي عن ان يصلي بالناس في اخر حياته وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على ان يصلي باصحابه حتى انه مرة هم بالخروج ليصلي مع اصحابه فلم يتمكن لشدة ما نزل به من المرض فاغمي عليه تصب عليه الماء صلى الله عليه وسلم فافاق وهم بالخروج حتى صب عليه مرات الماء ثم لما ثقل امر ابا بكر ان يصلي بالناس فصلى بالناس رضي الله تعالى عنه وقت مرض النبي صلى الله عليه وسلم. وفي مرة من المرات وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة وابو بكر يصلي بالناس فخرج صلى الله عليه وسلم تخط قدماه في الارض فاقعد عن يسار ابي بكر رضي الله تعالى عنه. فاما النبي صلى الله عليه وسلم الناس فيما بقي من صلاتهم وجاء عنه وهذا اخر ما حفظ عنه ما قصه عبد الله بن عباس في هذا الحديث. فان النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي توفي فيه كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة التي بينه وبين الناس بينه وبين المسجد في صلاة الفجر فرأى الناس صفوفا خلف ابي بكر فتبسم صلى الله عليه وسلم فكاد الصحابة ان يفتنوا في صلاتهم استبشارا باطلالة النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ظنوا انه برئ صلوات الله وسلامه عليه فسروا بذلك حتى كادوا ان يفتنوا في صلاتهم ثم قال لهم صلى الله عليه وسلم وهم في الصلاة ايها الناس انه لم يبقى من مبشرات النبوة الا الرؤيا الصالحة وهذا كانه يودعهم صلى الله عليه وسلم. وانه سينقطع الوحي لانه لم يبقى من مبشرات النبوة اي من اثارها الا الرؤيا الصالحة. يراها المسلم او ترى له فانها من المبشرات التي يسر بها اهل الايمان وتنشرح به صدورهم وهو نوع من الوحي. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الصالحة جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة ثمان النبي صلى الله عليه وسلم قال مبلغا اصحابه الا واني نهيت ان اقرأ القرآن راكعا او ساجدا اخبر ان القراءة والتلاوة ان قراءة القرآن لا تكون في الركوع والسجود. وانما تكون حال القيام وقيل في حكمة هذا اي في نهي الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن حال الركوع وحال السجود ان ذلك لا يتناسب مع عظمة القرآن فان القرآن كلام رب العالمين وله من الاجلال ما ما لا يتناسب ان يقرأ في هاتين الحالين هل الركوع وهو انخفاض وحال السجود وهو اشد انخفاضا ونزولا. هكذا قال بعض اهل العلم والله اعلم بحكمة ذلك لكن الذين تلمسوا الحكمة ذكروا هذا من جملة ما ذكر في حكمة نهي النبي صلى الله عليه وسلم نهي الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم ان يقرأ القرآن وهو راكع وهو ساجد اما ما جاء بالمشروع في الركوع والسجود فقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم فاما الركوع اي حال الانحناء ركوعا فعظموا فيه الرب عز وجل. اي فاشتغلوا فيه بتعظيم الرب عز وجل. تعظيمه بما جاء من صيغ التعظيم من تسبيح وتحميد وتمجيد من ذلك قول سبحان ربي الاعلى وسبحان ربي العظيم كما جاء في حديث حذيفة وكذلك في حديث عبد الله ابن عباس وكذلك قول اللهم لك ركعت وبك امنت ولك اسلمت خشع لك سمعي ومخي وعظمي وعصبي وما اقلت قدمي كما جاء في حديث علي في صحيح الامام مسلم في صفة ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم حال سجوده حال ركوعه ومثله سبوح قدوس رب الملائكة والروح. فقد صح عنه ذلك. ومثله ايضا ما جاء عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن وهو قوله جل وعلا اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. كل ممن جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ومما يتحقق به تعظيم الله عز وجل ذكر الله عز وجل في الركوع تعظيما واجب عند فقهاء الحنابلة واللفظ الواجب هو قوله سبحان ربي العظيم والذي يظهر انه يتحقق المطلوب من الذكر في الركوع باي ذكر ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. بقول سبحان ربي العظيم او سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي او بغير ذلك مما جاءت به السنة. وذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية ايه الى ان الذكر في الركوع ليس واجبا انما هو مستحب وحملوا قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث امره اما الركوع فعظموا فيه الرب حملوه على الاستحباب والذي يظهر ان ما ذهب اليه الحنابلة والظاهرية اقرب الى ظاهر النصوص فانه ليس من مواطن التعبد ان يقول الان يسكت الانسان في موضع من المواضع هم استدلوا بحديث المسيء في صلاته وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل له فاذا ركعت فقل سبحان ربي العظيم لم يوجهه الى قول لكن هذا ليس صحيحا لان حديث المسيء في صلاته لم يستوعب كل ما يجب على المصلي فانه لم يذكر التحيات ولم يذكر غير ذلك مما دلت السنة على ان المصلي يأتي به على وجه الوجوب كما في حديث المسيء في صلاته ليس شاملا انما هو معالجة لاخطاء رآها النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الرجل ولم يستوعب كل ما يجب في الصلاة وعلى هذا في الصحيح ان قول شيء من التعظيم في السجوء في الركوع وفي السجود من الدعاء والتسبيح متعين واجب لان النبي صلى الله عليه وسلم لم لم يكن ليركع دون ذكر بل امر بذلك فقالوا اما الركوع فعظموا فيه الرب اي قولوا فيهما يكون تعظيما لله عز وجل واجلالا له سبحانه وبحمده قال واما السجود فاجتهدوا فيه فاجتهدوا في الدعاء. واما السجود فاجتهدوا فيه في الدعاء اي اجتهدوا في ان تكثروا من الدعاء فيه ثم بل ثم برر ذلك ورغب في كثرة الدعاء فقال فقمن ان ان يستجاب لكم. قمن يعني حري جدير وقريب ان ان يستجيب الله تعالى دعائكم وانتم ساجدون. ولهذا كان السجود من افضل هيئات الصلاة لانها اعظمها انكسارا ولان ولانه اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد كما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه فينبغي للمؤمن ان يحرص على ما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم من تعظيم الله في الركوع ومن كثرة الدعاء في السجود واما القراءة فانه ينهى عنها وقد اختلف العلماء في النهي هنا هل هو للكراهة او للتحريم؟ والذي يظهر انه نهي للتحريم لا يجوز لاحد ان يقرأ شيئا من القرآن في سجوده او في ركوعه لكن لو انه دعا بما في القرآن فقال مثلا في سجود ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة فهذا لا بأس به لان هذا لم يقله تلاوة للقرآن انما يقصد به الدعاء وكذلك لو سبح الله عز وجل بشيء من التسبيح الذي في القرآن فانه اذا قاله على وجه التسبيح لا حرج عليه في ذلك في الحديث جملة من الفوائد من ابرزها حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ امته وايضاح ما اه يصلح به دينها من اول بعثته الى مماته صلى الله عليه وسلم وفيه من الفوائد جواز مخاطبة المصلي فان النبي صلى الله عليه وسلم خاطبهم بما يصلح به صلاتهم. فيجوز يجوز مخاطبة المصلي بما يصلح به صلاته وايضا استحباب كثرة التعظيم في الركوع والدعاء في السجود والنهي عن قراءة في الركوع والسجود نقف على هذا ونكمل ان شاء الله تعالى في الدرس القادم ونجيب على ما يسر الله من الاسئلة