وعليه فان من نذر شيئا فانه اذا جاء على على ظنه انه سيأتيه شيء معين فانه اذا جاء دون ذلك ينبغي ان يمضيه. مثال ذلك لو قال قائل ان اتاني فلان فان عقابه على نحو ما ذكر الله جل وعلا في من اشترى في عهده ثمنا قليلا اعظمه انه لا خلاق له في الاخرة ولا يكلمه الله يوم القيامة ولهم عذاب وفي الحديث فضيلة مريم وابنها. وقد خصت مريم وابنها بهذه الفظيلة وبه يعلم ان تخصيص بعض خلقي بفضائل لا يلزم منها ان يكون ان يكون المخصوص بتلك الفظيلة افظل من غيره من كل وجه فان عيسى عليه السلام حماه الله من كيد الشيطان اذاه عند الولادة لكن ابراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام ومحمد عليه السلام جميعهم افظل منه منزلة ومكانة ولم يذكر في حقهم هذا الذي الذي خص به عليه الصلاة والسلام فثبوت فضيلة من نوع معين لا يستلزم ان يكون ذلك الفظل موجبا لتفظيله على كل احد بل ثبوت الفضل يدل على المنزلة والمكانة لكن التفظيل على الغير هذا يحتاج الى ادلة اخرى يحتاج الى حجج اخرى يثبت بها الفضل والتقدم على غيره وفي هذا عظيم اخلاص امرأتي عمران ام مريم عليها السلام عليها السلام فانها امضت ما نذرت ولو كان ذلك دون ما طلبت او دون ما رغبت بالمال الفلاني فهو لله وفي سبيله وفي باله ان المال الذي سيأتي الف ريال على سبيل المثال او نوع رفيع من المال فجاء المال دونما توقع ودون ما نذر فانه لا ينحل نذره الا يفعل شيئا في ذلك بل ان يخرجه ولو كان دونا لان نذره منعقد باخراج ما يأتي ولو كان ذلك دون ما توقع ايضا فاذا نذر عن ان ان جاءه من فلان مال وفي ظنه انه سيأتيه الف ريال والذي جاءه خمسين ريال او مئة ريال خمسون ريالا او مئة ريال او نحو ذلك فان صدق النذر ان ان يخرج ما نذر ولو كان دون ما نذر او عقد قلبه عقد عزمه وعاهد الله تعالى على ان يخرجه في سبيله وليعلم ان الوفاء بالنذر موجب للفظل. فان وفاء ام عمران بنذرها فتح هذا الباب العظيم من الخير لها ولبني اسرائيل حيث جاءت هذه الاية العظمى وهي خلق عيسى عليه السلام من ام بلا اب في هذا من الفوائد ان صدق المعاملة مع الله يبلغ الانسان من الخير فوق ما يتمنى صدق المعاملة مع الله يبلغ الانسان من الخير فوق ما يأمل ويتمنى لكن كل الشأن والامر في ان يصدق العبد مع ربه. فمن صدق الله صدقه الله فليجتهد المؤمن في الصدق مع الله وصدق الرغبة فيما عنده وليبشر فانه يتعامل مع الكريم الذي يعطي على القليل الكثير يتعامل مع الذي له ما في السماوات وما في الارض وهو الغني الحميد يتعامل مع الذي له الاولى والاخرة وهو على كل شيء قدير. كل هذا يوجب ان يثق الانسان في كل ما يقدمه لله عز وجل وانه لن يظيع لن يضيع شيء من صالح قدمته سواء كان ذلك في مال او كان ذلك في قول او كان ذلك في عمل واقرأ الاية الفاذة الجامعة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره مثقال ذرة يعني وزن ذرة والذرة هي اقل ما يوزن فمن يعمل اقل ما يوزن في الميزان فانه لن يظيع عند رب العالمين. يا بني انها ان تكن مثقال حبة من خردل. فتكون في السماوات او في الارظ فتكون في صخرة او في السماوات او في الارض ايش؟ يأتي بها الله لن تظيع مهما دقت وخفيت تاء قد يكون الانسان نسيها ولا ولا تحضر له على بال. لكن الله جل وعلا لا يظيع ذلك بل هو محفوظ في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ويفرح به يوم القيامة ان كان خيرا ويفرق منه ان كان شرا يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا من خير قليل او كثير محضرة اي قد جاء الله تعالى وما عملت من سوء يعني من سيء وشر وفساد لكن الخير لم يذكر فيه شيئا لان النفوس تفرح بحضوره وتسر به لكن السوء قال وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا اي مسافة بعيدة مسافة يتباعد فيها قرب هذه السيئات لان قربها هلاك. ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد. يعني سبحان الله شف يحذرنا الله نفسه فكيف نحذره كيف نحذره وهو يحذرون نفسه؟ نفر منه او نفر اليه؟ نفر اليه جل في علاه. ففروا الى الله. اني لكم منه نذير مؤمن ولذلك قال يحذركم الله نفسه ثم قال والله رؤوف بالعباد تفر اليه ولذلك عائشة رضي الله تعالى عنها لما طلبت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة وكان وكانت البيوت لا مصابيح فيها فطلبته تتحسس اين هو صلى الله عليه وسلم؟ تقول فوقعت يدي على قدميه منصوبتين وهو ساجد صلى الله عليه وسلم يقول اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك والكمال هنا يأتي وبك منك نعود يستعيذ بالله من الله جل في علاه يستعيذ بكرمه ورحمته ورأفته واحسانه من بطشه وعقابه سبحانه وبحمده وبك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك لذلك يدين بالمؤمن ان يعلم ان ربه جل في علاه كريم من ان. اذا صدق في معاملته اعطاه الله تعالى وبلغه ما الا يخطر له على بال من الفضل ولا تقل بعيد ولا تقل كيف يكون بل الله على كل شيء قدير اقدم واقبل على ربك وسيذلل الله لك الاسباب ويرزقك من غير حساب. ويعطيك ما لا يرد لك على خاطر ولا بال فهو الذي اذا اراد شيئا انما يقول له كن فيقول نعم آآ الباب الذي يليه باب قول الله تعالى ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم قال حدثنا حجاج بن منها قال حدثنا ابو عوانة عن الاعمش عن ابي وائل عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف يمين من حلف يمين صبر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان فانزل الله تصديق ذلك ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا. وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلق لهم في الاخرة. قال فدخل الاشعث بن قيس وقال ما ايحدثكم ابو عبد الرحمن قلنا كذا وكذا. قال في انزلت كانت لي بئر في ارض ابن عم لي قال النبي صلى الله عليه وسلم بينتك او يمينه فقلت اذا يحلف يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم وهو وفيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان قال حدثنا علي هو ابن ابي هاشم سمع هشيما قال اخبرنا العوام ابن حوشب عن ابراهيم ابن عبد الرحمن عن عبد الله ابن ابي اوفى رضي الله عنهما ان رجلا اقام سلعة في السوق فحلف فيها لقد اعطى بها ما لم يعطه لقد اعطي بها ما لم يعطه ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا يقول الله جل وعلا في محكم كتابه ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم اي ليس لهم حظ ولا نصيب. فمن هم اولئك الذين لا خلاق لهم وقد فسره البخاري لا خلاق لهم اي لا خير لهم وهذا تفسير مطابق اي ليس لهم نصيب من الخير ولا لهم حظ من عطاء الله تعالى وبره واحسانه فانهم قد وقعوا فيما يوجب غضب الرب جل وعلا. فما الذي فعلوه حتى استحقوا ذلك؟ يقول الله جل وعلا ان الذين يشترون هنا بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا يشترون الشراء كلام العرب يطلق على الاخذ يطلق على الاخ تقول اشتريت هذا اي اخذته سواء اخذته بثمن او اخذته من غير ثمن لكن الغالب انه يطلق على الاخذ بثمن فقوله تعالى ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا يعني عوضا قليلا وهو ما يدركونه في الدنيا بايمانهم الفاجرة بايمانهم الكاذبة فهؤلاء قد يدركون ما قد يدركون ما يؤملون من مصالح الدنيا ونعمها وفوائدها لكنهم لا يدركون شيئا في الاخرة لذلك قال لا خلاق لهم اي ليس لهم في الاخرة نصيب وذلك لانهم خان في قلوبهم قدر الله عز وجل فكذبوا في الحلف به فكانوا على هذا النحو الذي ذكر الله تعالى اذا معنى قوله ان الذين يشترون يعني يأخذون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا عهد الله اي ما عاهد الله تعالى عليه الخلق من الوفاء بالعهود والصدق بالاقوال والتزام الشرائع والاحكام فاذا بذلوا هذا مقابل ان يأخذوا ضيعوا هذا اخذوا بعهد الله ثمنا قليلا المأخوذ ما هو؟ الثمن القليل المبذول في سبيل اخذ الثمن القليل ما هو؟ عهد الله والايمان عهد الله هو ما امر الله تعالى به ونهى ما وصى الله تعالى به عباده من القيام بالحقوق وعدم اكل المال بالباطل واما قوله تعالى وايمانهم يعني واقسامهم وحلوفهم فالايمان جمع يمين وهي الحلف التي يحلف بها الانسان لاقتطاع مال مال من اخيه او اخذ حق من اخيه فهؤلاء قدموا الايمان الكاذبة وضحوا بمخالفة الشرائع المحكمة مقابل ايش مقابل ما يحصلونه من المنافع الدنيوية. يأتي يقول والله ان هذه الارض لي وهو كاذب اشترى هذه الارض بايش بيمينه الكاذبة وبعدم قيامه بما امر الله تعالى به. فقوله تعالى ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم هو المبذول هو العوظ المقدم ما المستفاد؟ ما العائد من ذلك؟ ثمنا قليلا وهو ما يدركونه من مكاسب بهذه الايمان الكاذبة وبمخالفة عهد الله وعدم التزام وصيته. يقول الله تعالى اولئك اولئك شف ما قال هؤلاء؟ جاء باولئك الدالة على ايش على البعد لانهم بعيدون من كل خير بعيدون من كل بر اولئك على وجه الاستبعاد والطرد والتحقير لعملهم اولئك لا خلاق لهم ليس لهم نصيب في الاخرة ولا حظ عند الله عز وجل هذه الاية لها سبب نزول وهو ما ذكره المؤلف رحمه الله قال فيما ساقه نعم قبل ذلك فسر قوله تعالى قوله اليم قال مؤلم موجع من الالم وهو في موضع مفعل اي مؤلم فهو فعيل معناه مفعل اسم فاعل قال ساق باسناده رحمه الله من حديث ابي وائل شقيق بن عبد الشقيق ابن سلمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتبه من حلف يمين صبر من حلف يمينا صبر اظاف اليمين للصبر والمقصود بالصبر اي يمينا لزمته لاخذ حق لان البينة على المدعي واليمين على من على من انكر فالصبر هنا المقصود التي تحبس الحقوق والتي تحبس صاحبها ان كان كاذبا فهي الغموس التي هي من اكبر الكبائر فلذلك سميت يمين صبر اي تحبس وتمنع الكاذب من الخير فليس له خلاق كما انها تمنع الحقوق فهي متعينة عليه يقتطع بها الحق ولذلك قال من حلف على يمين صبر ايش معنى يمين صبر؟ يعني يمين لازمة لاخذ حق ما ما في شي ولا طريق لاخذ هذا الحق الا اليمين. مثاله اختصم فلان وفلان في هذه النظارة فقال احدهما هذه لي. قال الاخر بل هي لي وهي في يد احدهما فيقول القاضي للمدعي طبعا الذي هي في يده مقدم لنفرض انها ليست في يد احدهما جاء شخص وادعى ان هذه له فقال اثبت ذلك قال ما عندي شيء ما عندي بيان ما عندي بينة تثبت فتوجه للذي النظارة في يده وقال ما تقول في دعواه؟ قال يكذب هذه لي لا يطلب منه بينة لان يده على الشيء كافية قرينة في اثبات حقه به فيقال له احلف الان هذا ادعى عليك وليس عنده بينة تتوجه اليك اليمين. الان اليمين هي الوسيلة الوحيدة لاثبات لمن هذا؟ لانه اذا امتنع من اليمين لم تكن له واذا حلف فقد اقتطع هذه النظارة او اقتطع هذا المتاع او هذا المال له فكان هذا هذا اليمين يمين صبر اي يمين لازمة لحسم المنازعة يمين لازمة لحسم المنازعة. لذلك سميت يمينا صبر لانه ما في طريق للاثبات الا هذا الطريق قال صلى الله عليه وسلم من حلف يمين صبر اي يمين لازمة ليه ثبوت الحق ليقتطع بها مال امرئ مسلم ليقتطع بها حق مسلم مال هنا يشمل المال النقدي والمال العيني والعقار وكل ما يتمول ولو كان عود من اراك يشمل كل مال قال امرئ مسلم طيب واذا كان كافر لا فرق وانما ذكر امرئ مسلم لان حقه اكد لكن لو كان كافرا لكان الحكم واحدا لان الاشكالية ليس في من اخذ منه الحق انما في طريق اخذ الحق الخطأ وهو انه اخذه بيمين كاذبة قال صلى الله عليه وسلم لقي الله وهو عليه غضبان اعوذ بالله اعوذ بالله اسأل الله السلامة والعافية في ذلك اليوم العصيب الذي يهفو الانسان فيه الى الرحمات والاحسان والبر والعطاء والفظل ولا وزر ولا ملجأ ولا منجى الا برحمة الله تعالى وفضله يلقى الله وهو عليه غضبان اعوذ بالله لا شك ان هذا يدل على انه من ابعد ما يكون عنان يناله فضل الله ورحمته لان لانه غضبان عليه والله اذا غضب جل في علاه كان ذلك مؤذنا بحلول العقاب ونذير بسوء الحال والمآل نعوذ بالله من الخذلان يقول صلى الله عليه وسلم لقي الله وهو عليه غضبان وما منا الا وسيلقى الله يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا ايش لا ملاقيه ما منا الا وسيلقى الله لكن اللقاء اما ان يكون لقاء يسر به الانسان ويبتهج ويفرح من احب لقاء الله احب لقاء احب الله لقاءه واما ان يكون لقاء يعود على الانسان بالخسار والبوار وهو حال من كره لقاء الله كره الله لقاءه قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم لقي الله وهو عليه غضبان و قال بعد ذلك فانزل الله تصديق ذلك اي تصديق هذه الاية تصديق هذا الخبر النبوي وان من حلف على يمين صبره ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان انزل الله تعالى ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاقها لهم في الاخرة الى اخر الاية هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله لم يذكر فيه سبب نزول انما ذكر فيه ان هذه الاية تصدق هذا الحديث تصدق هذا الحديث اي تطابقه في المعنى في ان الله تعالى يلقاه وهو عليه غضبان ومن لقيه الله وهو غضبان فلا خير يؤمنه ولا نجاة يدركها بل هو كما قال الله جل في علاه لا خلاق له في الاخرة ليس له نصيب ولا فوز ولا عطاء ولا هبات ولا نجاة بل ولا يكلمه الله جل وعلا كما اخبر سبحانه وبحمده ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم فذكر الله تعالى ما يترتب على ذلك اربعة امور لا خلاق له في الاخرة. ولا يكلمه الله يوم القيامة ولا يزكيهم. يعني لا يطيبهم ها ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ثم قال ولهم عذاب اليم هذه المترتبات على ان يشتري الانسان بعهد الله ثمنا قليلا ان يحلف كاذبا في اقتطاع حق امرئ مسلم لا خلاق له في الارض اولئك لا خلاق لهم في الاخرة ولا يكلمه الله ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم اي عذاب موجع مؤلم نسأل الله السلامة والعافية ثم ذكر سبب نزول آآ سبب نزول هذه الاية قال رحمه الله فيما ساقه عن ابراهيم ابن عبد الرحمن ابن عوف عن عبد الله ابن ابي اوفى رضي الله تعالى عنه ان رجلا قام سلعة في السوق اقام سلعة يعني نزل بضاعة في السوق فحلف فيها لقد اعطي بها ما لم يعطى يعني قال والله قيمة مني هذه السلعة بكذا وكذا وهو كاذب لم تسم منه بهذا الثمن فلما حلف على هذه الصورة كان داخلا في الاية ولذلك قال ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا الى اخر الاية وهذه من الصور التي تندرج في الاية لكن هذا وذاك لم يكون سبب نزول الاية انما اراد من ذكر الحديث في حديث ابي هريرة السابق وفي حديث عبد الله بن اوفى اللاحق ذكر هذا ليبين ان هذه الصور من الحلف كذبا سواء كان ذلك في اقتطاع الحقوق او كان ذلك في ايقاع الناس في شراء اشياء بغير ثمنها الحقيقي انه مما يدخل في قول الله تعالى ان الذين يشترون بايات الله ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم فذكر الله جل وعلا عقوباتهم هذه المتنوعة كل هذا يتنزل على هذه الصور المذكورة من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها حق امرئ مسلم ولا فرق في هذا بين ان يحلف في مجلس القضاء او يحلف في غير مجلس القضاء. احيانا قد يكون الحلف في مجلس عادي بدون ما يترافعون الى قاضي او يرجعون الى محكمة فيحلف فهو كذلك اذا اقتطع بها مال امرئ مسلم. ومثله ايضا في العقوبة والوزر ما اذا حلف انه اعطي السلعة كذا وهو كاذب لم يعطى بها لكن قال ذلك ليرغب ويوقع احدا في شرائها فانه داخل في هذه الاية فان الذين يشترون بايات ان الذين يشترون بعهد الله اي يبيعون ما امرهم الله بالتزامه من شرعه وايمانهم اي واقسامهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق له في الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا ازكيهم ولهم عذاب اليم ثم ذكر حديثا اخر نجعله ان شاء الله تعالى مبدأ قراءتنا في يوم غد باذن الله تعالى نجيب على ما يسر الله تعالى من الاسئلة