رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم. فقال له عوف بن مالك وهو من الصحابة الذين حضروا هذا المجلس فقال له عوف ابن مالك المالك كذبت يعني ليس الامر كما تقول الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمد عن عبد الله ورسوله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد نقرأ ما يسر الله تعالى من الاحاديث ثم نجيب على آآ الاسئلة باذن الله اليوم دورك وانتم ننتظر منكم جوابا على سؤال امس في الذكر المتعلق قظاء الدين نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله باب من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول وقول الله تعالى ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد عليكم عن ابن عمر رضي الله عنهما ومحمد ابن كعب وزيد ابن اسلم وقتادة. دخل حديث بعضهم في بعض انه قال رجل في غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب طولا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه القراء فقال له عوف بن ما لك كذبت ولكنك منافقا لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق قال ابن عمر رضي الله عنهما كأني انظر اليه متعلقا بلسعتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الحجارة تنكب رجليه وهو يقول انما كنا نخوض ونلعبن. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون. ما يلتفت اليه وما يزيده عليه هذا الباب هو من الابواب المهمة التي تبين عظيم قدر سب الله ورسوله واياته او الاستهزاء بشيء من ذلك في كلام الله عز وجل لا شك ان المؤمن ليس في قلبه اعظم من الله عز وجل فاعظم شيء في قلب المؤمن الله سبحانه وبحمده هو اعظم من كل شيء وبقدر عظمة الله جل وعلا في قلب المؤمن وتعظيمه اسمائه وصفاته وافعاله يكون ادبه مع ربه جل في علاه فيكون العبد في غاية الادب مع الله عظيم تعظيمه لربه وكبير محبته له جل في علاه ثم ان هذا التعظيم وهذه المحبة التي تكون في القلوب تنعكس على الاعمال فلا تجدوا في قوله شيئا من السوء في حق ربه ولا تجد ايضا شيئا من الاذى او الردى بفعله فيما يتعلق بشأن ربه سبحانه وبحمده ولهذا من الظروري ان يعلم المؤمن ان تعظيم الله عز وجل يكون في القلب وانه يظهر اثره في القول واللسان والعمل فلا تجد في قوله الا تعظيم الله عز وجل والادب معه في الكلام عنه والحديث عنه وعندما يتلاشى التعظيم يقع الخلل في القول والعمل. فاذا عظم قدر الله عز وجل في قلب العبد صانه وعن ان يقول في ربه سوءا او شرا لكن اذا ضعف يقين العبد وايمانه بربه وتعظيمه له ظهر ذلك في فلتات لسانه واقواله واعماله ولهذا تجد من لا ايمان له يسيء القول في حق الله عز وجل حتى يصل الامر الى حد العبث و القول السيء في الله عز وجل سبا او ذما او قدحا او غير ذلك ولهذا من الضروري للمؤمن ان يعي هذا الامر وان يبعد عن كل ما يكون سببا لوقوعه في سوء الادب مع الله عز وجل وقد ذكر الله تعالى في محكم كتابه عن جماعة من المنافقين وقعوا في السوء والشر وهو ما كان منهم من الحديث الرديء في حق رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم واصحابه فكان فكان سيء قولهم موقعا لهم في الكفر بالله عز وجل يقول الله جل في علاه ولئن سألتهم ليقولن انما انما كنا نخوض ونلعب فجاء الرد على هذا الاعتذار الذي عرى عن الايمان جاء الرد بينا حاسما فقال الله جل وعلا قل ابالله قل يا محمد لهؤلاء الذين يعتذرون بما يعتذرون به من قالة من قالة السوء في الله او رسوله او دينه او اياته قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا. لا قبول لعذركم. ولهذا قال لا تعتذروا. قد كفرتم بعد ايمانكم وهذا يبين منزلة سب شيء مما يتعلق بالله تعالى اما سب ذاته او سبوا اسمائه او سبوا اياته او سب رسله او سبوا ما يتعلق بذلك من امور الشريعة والدين فان ذلك كله مما ذمه الله عز وجل وحذر منه وبين ان من وقع في ذلك عن ارادة وقصد فانه يكون بذلك قد كفر لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم هذه الاية الكريمة فيها بيان عظيم جرم من سب الله وسب رسوله وسب اياته ولو كان ذلك على وجه الخوظ في الحديث والعبث في القول واللعب في الكلمات فان شأن الله تعالى عظيم جليل لا يكون هذا في في قلب مؤمن ولا في عمله ان يسب الله او يسب رسوله او يسب اياته او يسب شيئا مما يتعلق بدينه سبحانه وبحمده كأن يسب حكما شرعيا او غير ذلك. ولهذا قال الله تعالى قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا ومنعهم من الاعتذار دليل على انه غير مقبول. وانه عليهم مردود فمهما اعتذر هؤلاء بما اعتذروا من الاعذار الباردة التي يبررون بها خوضهم في ايات الله وشروعهم في اياته رسله ودينه بالباطل ان ذلك مردود عليهم غير مقبول و ان ذلك قد يبلغ بصاحبه الكفر فان ذلك من عظائم الاثم وعظائم الذنب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون اي تستخفون وتستهينون فضلا عن ان تسبون سبا صريحا فان ذلك كفر بالله تعالى ولذلك قال قد كفرتم بعد ايمانكم والاستهزاء والهزل بشيء من ايات الله عز وجل شيء واحد في المعنى فان الهزل ضد الجد والاستهزاء هو الاستخفاف والاستهانة وكلاهما في المعنى واحد لان الاستخفاف والاستهانة والهزء وهو اللعب والعبث في كلام الله عز وجل او في ذاته او في اياته او في اسمائه وصفاته كل ذلك موقع للعبد في الكفر الذي حكم به الله عز وجل في قوله لا تعتذروا قد كفرتم قد كفرتم بعد ايمانكم ولهذا من استهزأ بشيء من ايات الله كأن تقرأ عليه اية فيسخر منها او يذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ويستهزئ به او يسب او كأن يسب الله عز وجل او يسب رسوله او يسب الصحابة على وجه الاجمال والعموم كل هذا من الاستهزاء بدين الله عز وجل الذي قال الله تعالى فيه لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ثم اخبر الله تعالى انه ان وقع العفو عن بعظ من تاب وصدق في توبته فان هذا العفو ليس للجميع ان نعفو عن طائفة منك نعذب طائفة بانهم كانوا مجرمين. اي مصرين على ما هم عليه من الاستهزاء بالله. والسخرية باياته والتنقص لرسله والنيل من اوليائه وعباده الصالحين فانه من فانه من سخر بشخص لدينه وليس لشخصه فانه قد سخر بدين الله عز وجل وهذا داخل فيما ذكر الله تعالى في قوله لا قد كفرتم بعد ايمانكم ان نعفو عن طائفة منكم نعذب طائفة بانهم كانوا مجرمين. فقد قسم الله تعالى هؤلاء الذين بايات الله واستهزأوا بالله ورسله هؤلاء قسمهم الى قسمين من حيث من حيث التوبة. القسم اول من عفا عنهم جل في علاه وهذا من فضله ورحمته. والقسم الثاني من لم يعفو عنه. واعلم الناس تب الله كفر مخرج صاحبه من الملة وبهذا يتبين ان اولئك الذين اذا اتسم اختصموا مع احد او تكلموا على وجه الغضب في شأن من الشؤون. سبوا الله او سبوا رسوله او سبوا الدين اتوا ناقضا من نواقض الاسلام واتوا موبقة من الموبقات العظام بنص القرآن لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم فسمى الله تعالى هذا كفرا ولا شك ان المؤمن العاقل وان ذو البصيرة والهدى. لا يطمئن قلبه ولا يجرؤ لسانه على ان يذكر في شأن الله شيئا من تنقص او النيل بل لا يقبل ان يجلس في مكانه يتنقص فيه الله ورسوله فان هؤلاء لم يكونوا جميعا خائضين في الحديث بل كان منهم من تكلم بسوء في حق النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ومنهم من لم يتكلم لكنه استمع وانصت واقر والله تعالى قد قال في محكم كتابه وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها او يستهزأ بها بها فلا اقعدوا معهم انكم اذا مثلهم ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا. فجعلهم منافقين وانما جمعه بهذه الصورة لتداخل الخبر حتى تكتمل القصة التي كانت سببا لنزول هذه الاية. ولذلك قال وعن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد ابن اسلم وقتادة دخل حديث بعضهم في بعض كافرين ومن جلس معهم فقد شاركهم في مجلسهم واقرهم على سوءهم ولهذا تلك المشاهد وتلك المقولات وتلك المنقولات التي ينقلها اصحابها مقرين لها مما فيه ليل من الله ورسوله او استهزاء بالله ورسوله او استهزاء باياته او بعذاب الاخرة او بما جاء به الخبر عن يوم القيامة هؤلاء على خطر عظيم اذا اقروا مثل ذلك سواء قرأوه او شاهدوه وحضروه ولم ينكروه فان ذلك كله مما يوقع في الوزر والاثم ويلحق المرء ما بما ذكره الله عز وجل في هذه الاية في قوله تعالى لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم وان كثيرا من الناس قد يقع في هذا وهو لا يشعر او وهو غافل فتجده مثلا تصله رسالة فيها استهزاء بالله او استهزاء برسوله او استهزاء باياته او بدينه ثم يقوم بنشرها على وجه الضحك و النشر لمثل هذه الكلمات اما غفلة واما موافقة. اما اذا كان موافقة فانه شريك لمن استهزأ هذا اذا كان موافقا راضيا بما فيه من استهزاء لان الناقل للكفر اذا كان مقرا به فهو كافر. واما اذا كان غافلا فانه يجب عليه ان ينبه انه على خطر عظيم فان شأن الله اعظم في قلوب المؤمنين المؤمنين من ان يقع في سخرية او لهو او استهزاء او ما اشبه ذلك مما يفعله بعض الجاهلين. اما سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كسب الله في كونه كفرا. لا خلاف بين اهل العلم في ذلك فمن سب محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه فقد كفر بالله العظيم لانه نقض ايمانه بانه رسول الله وقدح فيه بما برأه الله تعالى منه. ولهذا قال الله تعالى لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم و والتنقص لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكون الطعن فيه او الهمز او اللمز او ما يمكن ان يكون من تنقص قوله وان قوله غير معقول وان ما جاء به من الدين غير مقبول فهذا يتضمن النقص في النبي والاستهزاء بايات الله عز وجل. ولا شك ان هذا من اخطر الامور التي يتورط فيها بعض الناس مع العلم وهذا على خطر عظيم فهو كفر بالله العظيم. واما عن غير علم بغفلة واستهانة فهذا كالذين قالوا انما ما كنا نخوض ونلعب ما قصدنا ولكنا كنا نتكلم بهذا على وجه المزاح وعلى وجه اللهو على وجه آآ العبث اثواق امضاء الوقت وازجائه. فجاءهم الجواب حاسما ليس من النبي صلى الله عليه وسلم. بل من الله قل يا محمد لهؤلاء ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون؟ لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم واعلم ان سب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا خلاف بين العلماء في انه كفر بالله العظيم وانما اختلفوا فيما اذا تاب الساق اذا تاب الساب الى الله عز وجل واقلع وندم هل تقبل توبته فيما بينه وبين الله عز وجل الاجماع منعقد على انها تقبل توبته. لكنهم اختلفوا فيما يتعلق هل تنفعه التوبة في اسقاط ما يترتب على سب النبي من القتل فذهب جمهور العلماء الى ان من سب النبي صلى الله عليه وسلم ثم تاب توبة صادقة فانه يسقط عنه حد فانه يسقط عنه القاتل وهو وهو موجب السب. وذهب الامام احمد وجماعة من اهل العلم وقرره غير واحد من اهل العلم تقريرا بالادلة والبيان ان من سب النبي صلى الله عليه وسلم ثم تاب فانه يسقط فانه لا يسقط عنه موجب السب وهو القتل ولو تاب. فيقال له توبتك بينك وبين الله. لكن حق الله صلى الله عليه وسلم على امته يحفظ ولا يسخط ويصان ولا يهدم فيمضي في الساب حكم القتل وهذا ما قاله جماعة من اهل العلم والذي يترجح لي والله تعالى اعلم في هذه المسألة ان النظر في ذلك عائد الى الحاكم الشرعي فما رآه صوابا فانه يأخذ به ويمضي حكمه به لان هذه المسألة تحتاج الى نظر بي الحكم الشرعي من حيث هو وايضا في تنزيله على الواقع وما يمكن ان يكون من العوارض والموانع والشروط في توفرها نفاحها فيرجع في ذلك الى حكم القضاء الذي يفصل في مثل هذه المسائل. هذه الاية الكريمة التي قال الله تعالى فيها وآآ ولان سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم جاء بيان سبب نزولها فيما ذكره الطبري رحمه الله تعالى باسناد جيد وهو خبر فيه بيان سبب نزول هذه الاية فقد الامام رحمه الله في سبب نزولها حديثا مجموعا من عدة احاديث اي ان الحديث من مجموع احاديث هؤلاء انه قال رجل في غزوة تبوك وهي غزوة ذات العسرة التي كان فيها بلاء شديد وبعد شقة قلة ذات يد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال رجل في غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء لم يسمي الرجل وانما ذكر قوله لان الشأن في قوله واما ذاته فانه لا عبرة به. قال ما مثل قل رأينا هؤلاء يقصد بالقراء العلماء وانظر الى اعداء الله فانهم يناصبون العلماء العداء منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك ان العلماء هم ورثة الانبياء. فقد تقصر همم هؤلاء عن النيل من الرسول صلى الله عليه وسلم فيتوجه تنقصهم وذمهم ونيلهم الى ورثته اي الى ورثته صلى الله عليه وسلم وهم هذا الرجل يقول ما رأينا مثل قرائنا القراء في كلام الصحابة والصدر الاول المقصود به العلماء وليس المقصود به من يحسن التلاوة والقراءة. انما المقصود بالقراء العلماء رضي الله تعالى عنهم ورحمهم. ما رأينا مثل قرينا هؤلاء ارغب بطونا يعني اوسع بطونا فاذا اكلوا اكلا كثيرا ولا اكذب السنا يعني ولا اكذب في القول فاقوالهم فهم اشد الناس كذبا واخبارا بخلاف الواقع قال ولا اجبن عند اللقاء يعني ولا اكثر جبنا عند لقاء الاعداء والخصوم وهم والله كاذبون فان العلماء اعظم الناس صدقا وهم اكثرهم اقداما وهم ابعدهم عن التنعم بالدنيا والاستزادة والاستزادة منها ولذلك قد ارغب بطونا ذكر البطن لا لذاته. وانما للاقبال على الدنيا كما قال الله تعالى ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما ياكلون في بطونهم نارا. فذكر الاكل هنا ليس قصرا على انه لا يجوز انتهاك مال اليتيم في الاكل فقط. بل المقصود بذلك ان اي نوع من انتهاك مال اليتيم الاستمتاع به والانتفاع وامثل ذلك واظهره الاكل فانه يناله العقوبة المذكورة في الاية. فقولهم ما رأينا مثل اين هؤلاء؟ ارغب بطونا يعني اكثر اقبالا على الدنيا. قال ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء قال له يقصد بذلك الراوي يقول يقصد بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو امام القراء والعلماء واصحابه القراء يعني العلماء. فلم يكن مقصوده الذين عموم الصحابة انما اهل العلم والبصيرة من بل هم على خلاف ذلك ولكنك منافق كذبت هذا خبر عن عدم مطابقة قوله للواقع ثم قال ولكنك منافق هذا بيان ان هذا القول لا يمكن ان يصدر من مؤمن صادق في ايمانه قال بعد ذلك لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم اي بما قلت من قول الزور فذهب عوف الى رسول الله صلى عليه وسلم ليخبره بما سمع من هذا المنافق وليس عجبا فالمنافقون يقولون ذلك في السراء والضراء والعسر واليسر. وفي مجالس كثيرة لكن هذه الحادثة كانت تحت مسمع عوف ابن مالك وبحضوره نقلها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والا فالمنافقون يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كما قال تعالى في سورة التوبة ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن ويقولون هو اذن اي يسمع اي كلام يجيه يسمعه ولا يتدبره ولا يعيه فليس عنده تمييز ولا معرفة القول من كاذبه وحقه من باطله. وهذا اعتداء على النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك رد الله تعالى عليهم قل هو اذن خير يؤمن لكم اذن خير يعني لا يسمع الا خيرا والا فله من المعرفة والفراسة والعلم والبصيرة ما ليس لاحد من الناس صلوات الله وسلامه عليه. ثم قال رضي الله تعالى عنه في هذه القصة قال فذهب عوف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه. اي انزل الله تعالى القرآن مخبرا بما جاء به من الهدى بما جاء به من الخبر عن حال هؤلاء الضلال الذين كان منهم ما كان من الاساءة للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه القراء قال فجاء ذلك الرجل من هو الرجل الذي جاء؟ الذي قال ما رأينا مثل قل رأينا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء جاء وقد ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم اي ركب راحلته وركب ارتحل وركب ناقته فقال يا رسول الله يعتذر للنبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه انه قد نقل للنبي صلى الله عليه وسلم ما قاله انما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عناء الطريق اي مشقته فكنا نتحدث يعني مقصوده ان هذا الكلام الذي قلته ليس مقصودا لي ولم وانما تكلمت به يعني من باب المحادثة لاصحابه في الطريق وازالة عناء السفر عنهم فيقول عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه في رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الرجل الذي اعتذر بهذا العذر الذي يدل على انه ليس قائما بحق ولا معتذرا بهدى ولا بما يطابق الواقع انما هو كذب وتزوير قال رظي الله تعالى عنه كاني انظر اليه اي لهذا الرجل متعلقا بنسعة ناقة رسول الله نسعة ناقة رسول الله اي زمام الناقة. تعلق بها وان الحجارة رجليه يعني يمشي رسول الله بناقته وهذا متعلق بزمام الناقة ومن شدة اشتغاله في طلب الاعتذار من النبي صلى الله اله وسلم كانت الحجارة تنكب رجليه اي تصيب قدميه في ما يعثر به من حجارة ونحوها. قال وهو يقول اي يعتذروا للنبي صلى الله عليه وسلم انما كنا نخوض ونلعب. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما امره الله بقوله فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون ايعقل هذا؟ ايقبل هذا؟ ايصدر هذا عن قلب من يؤمن بالله ورسوله؟ لا والله فكان الرجل يكرر العذر انما كنا نخوض ونلعب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يكرر الحكم الذي القول الذي امره الله تعالى اخبارهم به وتبليغهم اياه بالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم قال قال ابن عمر يقص ما رأى. قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما يلتفت اليه يعني لا يلتفت اليه في رده ولا يزيده عليه فلم يزده صلى الله عليه وسلم على هذه الكلمات التي بينت عظيم ما وقعوا فيه من جرم وانه كفر بالله العظيم. واليوم كثير من الناس يتورط في الاستهزاء بالله او باياته او برسوله ولا يجد لذلك حرجا او اذى او اه اه ما يكون في صدره من ضيق بسبب ذلك لضعف ايمانه انصراف قلبه عن الهدى والحق فان الاستهزاء بالله واياته ورسوله لا يمكن ان يصدر عن قلب مؤمن. ثق تماما استبعاد رحمة الله عز وجل استبطاء فضله وقطع الرجاء من حصول احسانه. هذا هو اليأس والقنوط في المعنى مشترك. اليأس والقنوط معناهما واحدة. واحد قطع الرجاء عن احسان الله عز وجل. استبعاد احسانه وفضله انه لا يسخر بالله الا من لا ايمان في قلبه ولا يستهزئ بايات الله واحكامه وشرعه ودينه واخباره من يؤمن بالله حق الايمان ويؤمن بكتبه. ولا يرد قول رسوله او يستهزء به الا من لا ايمان له. ولهذا قال الله تعالى ان تعتذروا قال الله تعالى لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم فهذا الحكم لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان نعفو عن طائفة منكم نعذب طائفة فالله لم يغلق باب التوبة بل قال ان نعفو عن طائفة من المستهزئين فاننا سنعذب طائفة اخرى منهم. من الذين يعفوا الله تعالى عنهم؟ هم من صدق في توبته الى الله عز وجل. فانه امن ذنب لا تقبل التوبة منه بل كل الذنوب تقبل التوبة منها قال الله تعالى قل للذين كفروا باي نوع من انواع الكفر اي ينتهوا يعني ان يتركوا الكفر ويقلعوا عنه ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وقد جاء قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح اسلام يهدم ما كان قبله. اي يزيل ما كان قبله من السيئات ورديء الاعمال فليس ثمة ذنب لا يغفر ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك يعني ما دون الشرك لمن يشاء فجدير بالمؤمن ان يبادر الى التوبة ويكثر منها عل الله ان يتجاوز عنه ويصفح ومن وقع في شيء من سب الله او سب رسوله اعوذ بالله او استهزأ بايات الله نعوذ بالله فان الواجب عليه ان يصدق التوبة الى الله وان يحدث صالحا فان ذلك من اسباب المغفرة له واسباب العفو عنه اما ما يتعلق بالعقوبات المرتبة على سب الله وسب رسوله وسب اياته فهذه كما ذكرت يرجع فيها الى القضاء الشرعي فهو الذي ينظر ويتأمل وينزل الاحكام على الوقائع لكن الحكم الاساس هو ما بينه ربنا جل وعلا لا تعتبروا قد كفرتم بعد ايمانكم لكن هذا لا يتنزل على كل احد بمعنى انه ليس كل من صدر منه مكفر فانه يحكم بكفره حتى تتوفر الشروط وتنتفي الموانع وهذا يحتاج الى علم وبصيرة لكن يحكم بان الفعل كفر. اما الفاعل فلا بد من النظر في حاله هل هو عالم؟ هل هو واعي؟ هل هو مذنب هل هو مكره ثمة اسباب اه موجبات آآ لابد من المعرفة بها حتى يتنزل الحكم على الاعيان والافراد نعم قال رحمه الله باب ما جاء في قول الله تعالى ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي قال مجاهد هذا بعملي وانا محقوق به وقال ابن عباس رضي الله عنهما يريد من عندي وقول الله تعالى قال انما اوتيته على علم خلقت ادم على علم مني بوجوه المكاسب. وقال اخرون على علم من الله اني له واهلي وهذا معنى قول مجاهد اوتيته على شرف ذكر ايتين رحمه الله وذكر حديثا طويلا لكن الوقت لا يسعفنا لقراءة الحديث فنجعل قراءة الحديث في يوم غد ان شاء الله. لكن نقف يسيرا على الايتين قبل ان آآ نجيب على اسئلة قال الله تعالى ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي. هذه الاية الكريمة جزاك الله خير هذه الاية الكريمة ذكر المؤلف رحمه الله تفسيرها عن امامين عن مجاهد وعن ابن عباس اما مجاهد فقال في تفسير قوله تعالى ولينا اذقناه رحمة منا من بعد ليقولن هذا لي قال مجاهد هذا بعملي وانا محقوق به وقال ابن عباس يريد من عندي. هذه الاية ايها الاخوة ذكرها الله تعالى في سياق ما ذكره من خبره جل في علاه عن قارون فان قارون فتح الله تعالى عليه من الوان العطاء والهبات والاموال ما فتح وكان اية في قومه من حيث ما من الله تعالى به واعطاه. وكان على نحو من عفوا هذه الاية هذه الاية ذكرها الله تعالى في سورة فصلت انا تكلمت عن الاية الثانية. الاية الاولى ولئن اذقناه رحمة منا من بعد الستر ليقولن هذا لي هذه الاية ذكرها الله تعالى في سياق حال الانسان قال الله تعالى لا يسأم الانسان من دعاء الخير لا يمل الانسان من دعاء الخير في نفسه وفي اهله وفي ولده وفي ماله وفي بلده وفي دنياه وفي اخراه. لا يسأم الانسان من دعاء الخير وان مسه الشر اي نزل به الشر فيؤوس قنوط يؤوس اي يبلغ به قنوط واستبعاد حصول الرحمة مبعدا مبلغا عظيما اليأس هو القنوط لكن هنا قال فيؤوس قنوط وكلاهما هو من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وهذا يقول انما اوتيته على علم عندي فليس لله فضل انما كان ذلك بجهدي وعملي وسعي وكدي وتعبي وسهري ومن اعماله التي يضيف بها الانعام بها الى نفسه فالقنوط يدور على واليأس يدور على هذا المعنى لكن الفرق بينهما ان اليأس تي الحال يظهر في الحال واما القنوط ففي القلب فالقنوط شيء قلبي واما اليأس فهو ظهور ذلك الذي في القلب على الحال وعلى كل حال يخبر الله عن الانسان من حيث هو دون ان يجري عليه تهذيب الايمان واصلاح ما جاء به هدي المرسلين في قرآني وغيره من الكتب التي هذب الله تعالى فيها الانسان وزكاه قال لا يسأم الانسان من دعاء الخير اي من سؤاله ثم اذا وقع فيه شر مع معه شر او ضر وان مسه الشر فائوس قروض ثم يذكر امرا اخر عنه فقال ولئن اذقناه رحمة منا اي ان اصبناه باحسان واوصلنا اليه ما يحب من بعد ضراء مسته اي من بعد ما نزل به ما يكره من المصائب والنوازل ليقولن هذا لي يدعي انه له وانه بعمله كما قال مجاهد وانه محقق به اي مستحق لهذا العطاء وليس لله فضل في سياق هذه الرحمة وانه من قبل نفسه كما قال عبدالله بن عباس اي انه من عندي وهذا لا يكون من قلب مؤمن انما هذا في الانسان الذي لم يهتدي قلبه هدي القرآن وما جاء به المرسلون الكرام صلوات الله وسلامه عليهم ولذلك يقول هذا لي وما اظن الساعة قائمة الا اي لا اعتقد ان الساعة قائمة وهذا لا يقول هو مؤمن يؤمن بالله واليوم الاخر. فان من اصول الايمان الايمان بايش باليوم الاخر فمن اعتقد انه لا بعث بعد الموت فانه ليس بمؤمن ولهذا يقول وما اظن الساعة قائمة وعلى احتمال وفرض انه في قيامة وفي بعث ونشور كما تقول الرسل ولئن رجعت الى ربي ان لي عنده للحسنى يزعم كاذبا انه سيعطيه الله ما تحسن به حاله بل احسن ما يعطى الناس. اذا رجع الى الله عز وجل وهذا من التألي على الله عز وجل والكذب. يقول الله تعالى فلننبأن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ. وفي هذا وعيد شديد لمن هذه حاله وهذا مسلكه المقصود ان المؤمن يجب عليه اذا ساق الله اليه نعمة واذا اعطاه احسان واذا تفظل عليه بانعام ان يقابل ذلك اولا باعتقاد انها فضل من الله وانها عطاء منه وانها منة منه وانه بفضله جل في علاه ساقها اليه وليس مستحقا لها بل ذاك فضل الله الذي يتفضل به على من يشاء من عباده هذه المرأة المرتبة الاولى في مقابلة في مقابلة النعم هو الاقرار بانها من الله تفضلا وعطاء ثم بعد ذلك ان يشكر الله على هذه النعمة كما قال تعالى واذ تأذى ربكم لئن شكرتم لازيدنكم اضف النعمة الى الله ثم واعلم انها فظله واحسانه واشكره عليها بلسانك بان تحمده عليها وان تضيف المحامد والثناء اليه جل في علاه ثم استعمل هذه النعمة في طاعة الله عز وجل. فان هذا من تمام الشكر الشكر ان تستعمل النعمة في ما يرضي الله عز وجل ولذلك كان شكر النعم باستعمالها في طاعة الله عز وجل. هذا اعظم الشكر. افادتكم النعماء مني ثلاثة ولساني والظمير المحجب. فالظمير المحجب هو القلب باعتقاد انها فظل الله وعطاؤه. واللسان اتق الله والثناء عليه الجوارح بان تستعمل هذه النعمة في طاعة الله عز وجل. ولا تكن كهذا الذي اذا انعم الله تعالى عليه وساق اليه رحمة كان منهما ذكر الله ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته او ما يقول ليقولن هذا لي انا مستحق لا وليس لله فضل وهذا من عندي وبعملي وقد قال هذا فرعون وقد قال هذا قارون واظهر استكباره على الله عز وجل فكان ما ذكر الله عز وجل من شأنه بسورة القصص حيث فتح الله له ما فتح من العطاء فقال له قومه مذكرين له بالله عز وجل قالوا له وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة اطلب فيما اعطاك الله من النعم الاخرة وهذا ما ذكرناه قبل قليل من ان شكر النعمة ان تستعملها في طاعة بطاعة الله وابتغي فيما اتاك الله فيما انعم الله عليك الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغي الفساد في الارض فلا تستعمل نعم الله في عصيانه ومبارزته ومحادته ان الله لا يحب المفسدين فبماذا اجابهم وماذا قال لهؤلاء الذين وعظوه بابلغ موعظة وذكروه بابلغ تذكير في مقابلة في في مقابل ما انعم الله عليه من المال الوفير قال انما اوتيته على علم عندي هذا ذاك الذي قال ولئن اذقناه رحمة منا ليقولن الله عز وجل يقول مهددا هذا المستكبر اولم يعلم ان الله قد اهلك من قبله من من القرون من هو اشد منه قوة واكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون. لن يسأل المجرمون عن ذنوبهم في بعض مواقف القيامة لان جرمهم قد بان وظهر. فلا مجال لسؤالهم او مناقشتهم او محاسبتهم ما كان من سيء اعمالهم خلاصة ما نستفيده من هاتين الايتين انه متى ما انعم الله عليك بنعمة فكن لها شاكرا. وكيف تشكر نعمة الله الاولى من مراتب الشكر ان تضيف الفضل الى الله فليس منك شيء ولا لك شيء انما الله هو المتفضل المنعم ثانيا اشكره بلسانك فان الله يحب الشاكرين وقد قال الله تعالى واعملوا ال داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور الثالث استعمل هذه النعمة فيما يقربك الى الله وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا ولا ولا ايش ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغي في ولا تبغي الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين. هذه ثلاث مراحل ومراتب يحقق الانسان بها شكر النعمة. نقف على هذا ونجيب على الاسئلة ونقرأ الحديث ان شاء الله غدا بطوله