والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فنقرأ شيئا من احاديث صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم التي تبين كيف كانت صلاته ونسأل الله عز وجل ان يتبعنا اثاره في السر والعلن وفي كل حال ونعلق على ما يسر الله من الاحاديث ثم نجيب على اسئلتكم سم الله يا اخي بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ربنا اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي. متفق عليه الحمد لله هذا الحديث حديث عائشة رضي الله تعالى عنها تخبر فيه عما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله في حال الركوع والسجود وقد تقدم في حديث عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه اما الركوع فعظموا فيه الرب. يعني اشتغلوا فيه بتعظيم الله عز وجل تسبيحا وتمجيدا وتقديسا واما السجود فاكثروا فيه من الدعاء فقمن اي جديد ان يستجاب لكم تبين في هذا الحديث شيئا مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الذكر في السجود والركوع فقال رضي الله تعالى عنه قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي قول النبي صلى الله عليه وسلم سبحانك اللهم اي اسبحك وانزهك يا الله فقوله اللهم هي بمعنى يا الله فان الميم التي في اخر اللهم عوض الياء في قولك يا الله ولذلك لا يقال يا اللهم انما يقال يا الله او يقال اللهم فقول النبي صلى الله عليه وسلم سبحانك اللهم اي كقولك سبحانك يا الله والتسبيح تنزيه الله عز وجل عما لا يليق به سبحانه وبحمده ويشمل كما تقدم اكثر من مرة التسبيح يشمل ثلاثة معاني المعنى الاول تنزيه الله عن النظير والمثيل فليس له مثيل فيما اخبر عن نفسه سبحانه وبحمده هذا هو المعنى الاول من من معاني التسبيح والمعنى الثاني من معاني التسبيح هو هو تنزيه الله تعالى عن النقص الذي يصفه به الجاهلون فان الله تعالى لا نقص فيه ولا عيب كما وصفه به الجاهلون من انه فقير. او ان او غير ذلك مما تكلم به الجاهلون فان الله منزه عنه كأن يكون له ولد او ان يكون له جل في علاه شيء مما يصف به الجاهلون فان ذلك كله الله منزه عنه بالتسبيح بقولك سبحان الله بقولك سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ونحو ذلك. اما المعنى الثالث فهو النقص في صفاته فانه منزه عن النقص في صفاته سبحانه وبحمده. كل هذه المعاني تفيدها كلمة سبحانك اللهم اي انزلك يا الله عن كل عيب ونقص. فالله له الاسماء الحسنى جل في علاه وله صفات العلا سبحانه وبحمده. فله المثل الاعلى فانى يأتي اليه نقص وهو الذي له الاسماء الحسنى والصفات العلى وهو المنزه عن ان يكون له نظير او مثيل سبحانه وبحمده واما قولك قوله صلى الله عليه وسلم في الدعاء سبحانك اللهم ربنا فهو رداء اي يا ربنا وذكر تنزيهه بالوهيته وتنزيهه في ربوبيته جل وعلا بذكر هذين الاسمين عظيمين الدالين على الهيته وربوبيته سبحانه وبحمده ثم قال وبحمدك الواو هنا عاطفة ومعناها اي واحمدك وقيل ان الواو هنا حالية. والمعنى اي اسبحك تسبيحا حال كون حامدا لك اي مثبتا لك كل كمال وكل جلال فالواو اما ان تكون للحال واما ان تكون للعطف. وكلاهما له وجه صحيح يحمل عليه الكلام. فقوله سبحانك اللهم ربنا وبحمدك هذا فيه اثبات الكمالات كلها لله عز وجل وفيها اثبات تنزيهه عن كل عيب ونقص او عن كل مماثلة يمكن ان تتخيل لله عز وجل. بعد التسبيح والتحميد جاء ذكر الدعاء وهو قوله سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي هذا الدعاء هو من اهم الادعية واعظمها وهو سؤال الله تعالى المغفرة. يعني بعد ان ذكر تسبيح الله وتنزيهه وحمده اثبت عظيم وصوله وتقصيره في معرفة حق ربه جل في علاه. فان ذكر المغفرة بعد التسبيح والتحميد والتمجيد اعلان انه مهما نزه العبد ربه ومهما حمده واثنى عليه فانه لن يبلغ قدره ولن يوفيه حقه ولذلك يعود قائلا اللهم اغفر لي اي قصوري وتقصيري في ان ابلغ حقك من التمجيد والتقديس هذا مناسبة ختم هذا التسبيح والتحميد الذي كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه وسجوده بسؤال المغفرة. فلن نبلغ قدرك ولن نوفيك حقك بل نحن مع اقامتنا على تسبيحك وتمجيدك وتقديسك فقراء الى مغفرتك لاننا لن نفيك حقك وما قدروا الله حق قدره. هذا هو وجه سؤال الله عز وجل المغفرة بعد ذكر التمجيد والتقديس والتحميد. وبه يعلم ان العبد مهما بلغ في الله وعبادته وفي تمجيده وتقديسه والثناء عليه فانه لن ينفي الله تعالى حقه فحق الله اعظم وماله جل لو على اجل وانما يتقرب العباد بما يستطيعون مما يفتح الله تعالى عليه من حقوقه بما يستطيعون مما يفتح الله تعالى عليهم من حقوقه والا فإفاء الله حقا وبلوغ الغاية كمال في ذلك غير مستطيع غير مستطاع للناس فقد قال الله تعالى وما قدروا الله حق قدره في ثلاثة مواضع من كتابه الحكيم يثبت فيها ان العبادة لا يستطيعون ان يفوا الله ما له من الكمالات. ما له من الحقوق ما جل وعلا من حقي في العبادة ولا من العلم به الذي يوجب تمجيده وتقديسه ولهذا لا يشكل على هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعني لا يشكل على هذا الدعاء الذكر وهو ان يقول في سجود في ركوعه سبحانك اللهم ربنا اللهم اغفر لي لا يشكل ان النبي قد قال في الحديث السابق واما الركوع اما الركوع فعظموا فيه الرب فان هذا لا يخرج عن تعظيم الرب اذ ان الدعاء في الركوع لم يكن بلا سبب بل كان لسبب وهو اعلان وسور والتقصير في حق الله عز وجل وطلب العفو والتجاوز عن ذلك فقول النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه الله سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ليس المقصود لذاته بل هو تابع لما ذكره من تمجيد وتقديس وانه مهما بلغ العبد في التمجيد والتقديس والتعظيم للرب عز وجل فانه قاصر عنان يبلغ الله حقه ولذلك سأل المغفرة. قال اللهم اغفر لي اما ان يدعو دعاء مستقلا فانه ليس ذلك من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه بل الركوع محل للتعظيم ولذلك كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الاذكار في الركوع انما هي اذكار تمجيد وتقديس وتسبيح وتنزيل سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي هذا ما ذكرته عائشة رضي الله تعالى عنها وذكر حذيفة فيما ذكر من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول سبحان ربي العظيم وجاء في حديث عائشة انه كان يقول صلى الله وسلم في ربوعه سبوع قدوس رب الملائكة والروح وجاء في حديث علي في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في اللهم لك ركعت بك امنت لك اسلمت خشع لك عظمي ومخي وعصبي وما اقلت قدمي كل ذلك جاء عنه وهو مما يدور في معنى التسبيح والتقديس والتمجيد وليس فيه شيء من الدعاء انما الدعاء جاء في حديث عائشة على هذا المعنى الذي ذكرت وهو في سياق التعظيم. لان العبد يعلن طلب مغفرته من ربه انه لا يستطيع ان يوفيه حقه. لماذا لا يستطيع ان يوفيه حقه؟ لان العلم بالله ليس تاما بالنسبة للخلق لانهم قاصرون عن العلم به كمال العلم ولا يحيطون به علما ولا يحيطون شيء من علمه سبحانه وبحمده. لا تدركوا الابصار وهو يدرك الابصار جل في علاه. فالخلق عاجزون عن ادراك كمالات الرب سبحانه وبحمده هذا الامر الاول. الامر الثاني انه قدراتهم وطاقاتهم لا تطيق ان تبلغ حق الله حتى في معالموه فان العبد مشغول على القصور والتقصير فالقصور عدم قدرة على ايفاء الله حقا والتقصير ما يعتلي الانسان من المخالفة بترك الواجب والوقوع في المحرم ولذلك كان من اكثر ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم في دعواته اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل. فالاستعاذة بالله من العجز هو استعاذة بالله من التقصير من القصور الاستعاذة بالله من العجز الاستعاذة بالله من وصول والاستعاذة بالله من الكسل الاستعاذة بالله من التقصير. لان العجز قصور والكسل تقصير وكلاهما سبب عدم قيام العبد بحق الله عز وجل اما ورود ذلك في السجود فان السجود قد ثبت فيه تسبيح وتعظيم وتمجيد وثبت فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بانه موضع للدعاء فجاء في صحيح الامام مسلم من حديث حذيفة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده سبحان ربي الاعلى سبحان ربي الاعلى سبحان ربي الاعلى. وجاء في صحيح الامام مسلم ايضا من حديث علي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده اللهم لك سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره تبارك الله احسن الخالقين وهذا تعظيم وتمجيد وليس فيه سؤال طلب مباشر وجاء ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اما السجود فاكثروا فيه من الدعاء وجاء فيه اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وهو دليل على الاجابة والعطاء وحسن النوال من الكريم المنان سبحانه وبحمده كل هذا يدل على ان الاصل في السجود التعظيم والاصل في الاصل في الركوع التعظيم الاصل في الركوع التعظيم وان الاصل في السجود ان يكثر فيه من الدعاء وان يكون بين دعائه تمجيد وتقديس لربه سبحانه وبحمده. وهذه الرواية التي اخبرت فيها عائشة عن قول النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في سجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي هي تأول للقرآن اي هي امتثال لما دل عليه القرآن فان القرآن دل على هذا الذكر في قوله جل وعلا اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. هذا الذكر الذي كان يقوله في ركوعه وسجوده هو مما تأول فيه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ما معنى تأول القرآن عمل به وامتثل ما امره الله تعالى به فانه امره بان يسبحه وان وان يحمده وان يستغفر وان يستغفره كان هذا في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي وهذا لا يتعين اي هذا الذكر ليس متعينا فلو جاء بغيره من الاذكار التي تشتمل على التعظيم والتمجيد في الركوع والسجود فان ذلك يجزئه ولكن هذا مما حفظ عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم في في ركوعه وسجوده وهو مشروع في الفرض والنفل لان عائشة رضي الله تعالى عنها لم تخبر ان ذلك كان في النفل بل اخبرت عن انه صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك في ركوعه وسجوده فدل ذلك على مشروعيته في الركوع والسجود على وجه الاجمال والاطلاق سواء كان ذلك دوافره او في الفرائض. وينبغي لمن قال هذا الذكر ان يحظر قلبه عند ذكر الله عز وجل بمثل هذا حتى ينتفع بهذه الاذكار وهذه الكلمات التي يزداد بها الايمان ويستظيع بها الجنان يخشع بها القلب ويدرك بها الانسان اجرا وثوابا عظيما بحضور بقلبه نعم قال رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا الى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع. ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد ثم يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع. ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس. متفق عليه هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه فيه بيان ماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في تنقلاته بين اركان الصلاة من قيام الى ركوع الى سجود ورفع من ذلك قال رضي الله تعالى عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام الى الصلاة يكبر حين يقوم يكبر هل التكبيرة تكبيرة الاحرام احرام وقوله حين يقوم يعني اذا قام وليس المقصود انه يكبر حال قيامه. فان تكبيرة الاحرام لا بد ان تكون حال قيام الانسان واستوائه قائما ولذلك جاء في حديث المسيء في صلاته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا قمت الى الصلاة فتوضأ اه اذا قمت الى الصلاة فاسبغ الوضوء واستقبل القبلة ثم كبر. فالتكبير لا يكون حال انتقال الانسان من القعود او الجلوس الى القيام انما تكبيرة الاحرام تكون حين استواء الانسان مستقبلا القبلة ولا يصلح ان يكون ان تكون تكبيرة الاحرام في غير هذه الحال. لان الصلاة يجب فيها القيام وتكبيرة الاحرام هي مفتاح الصلاة ومقتضى الامر باقامة باقامة الصلاة والقيام لها ان يكون التكبير حال القيام وعليه يتبين اولئك الذين اذا جاءوا والامام راكع بادروا الى الانحناء وكبروا وهم في حال انخفاضهم فهؤلاء لم يحققوا ما امروا به من التكبير حال القيام. فلابد في تكبيرة الاحرام من ان يكون المصلي قائما هذا الامر الاول الذي افاده قوله اذا قام الى الصلاة يكبر حين يقوم قال ثم يكبر حين يركع ان يكبر حال ركوعه هذا انخفاضه للركوع وهذا التكبير اما التكبيرة الاولى فهي ركن لا تصح الصلاة الا بها التكبيرة الاولى ركن لا تصح الصلاة الا بها ولهذا اجمع العلماء على ان الصلاة مفتتحة بالتكبير طلاق خلافة في مشروعيتها وانه لا تصلح صلاة الا بان يفتتحها بتكبيرة الاحرام. اما ما عدا تكبيرة الاحرام اما عدا تكبيرة الاحرام من التكبيرات التي تكون في الصلاة فان العلماء اختلفوا في حكمها فذهب يقول العلماء الى ان التكبير سنة وانه ليس بواجب فلو تركه المصلي منفردا او اماما صحت صلاته وذهب الامام احمد وبه قال اهل الظاهر ان التكبير واجب من واجبات الصلاة فلا تصح الصلاة بلا تكبير اذا تعمد الترك اما اذا نسي فانه اذا نسي التكبير يسقط عنه يجبره بسجود السهو. يجبره بسجود السهو. فهذا الحديث ساقه المؤلف لبيان مشروعية التكبير وان التكبير مطلوب في الصلوات بفعل النبي صلى الله عليه وسلم في الانتقالات. قال رضي الله تعالى عنه قالت قال رضي الله تعالى عنه ثم يكبر حين يركع. فدل ذلك على ان المشروع في الركوع في تكبير الركوع ان يكون حين الانخفاض للركوع. فلو كبر قبل ان يركع كان قد كبر قبل وقته وكذلك اذا كبر بعد ان يصل الى الركوع فانه يكون قد ترك التكبير الواجب لان التكبير بعد الوصول الى الركوع يكون قد اوقعه الانسان في غير محله لان التكبير يكون اثناء الركوع ولذلك قال ابو هريرة رضي الله تعالى عنه ثم يكبر حين يركع اي حال انخفاضه ولو انه امتد تكبيره حتى قيل الى الركوع فكان بعضه بعد وصوله لا بأس بذلك المقصود انه يشرع في التكبير حال انخفاضه ولا يؤخره الى نزوله وهذا مما ينبغي ان ينبه اليه الائمة فان بعضهم يكبر قبل وبعضهم يؤخر التكبير حتى يقوم او حتى يصل الى الركن الاخر. فان هذا على قول القول بوجوب التكبير في الانتقالات مفسد للصلاة. لانه ترك الذكر الواجب عمدا واخره عن محله. فينبغي ان يراعى هذا تنبه اليه. قال رحمه الله قال رضي الله تعالى عنه ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده. يعني على رفعه من الركوع وقوله سمع الله لمن حمده معناها اي اجاب الله من حمده واثنى عليه واجابة الله هنا بالاثابة والجزاء الجميل والاجر الجزيل على حمد الله وثنائه والحمد من اعظم الاذكار ومن اجلها ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض فقول المصلي سمع الله لمن حمده اي اثابه هذا الثواب الجزيل وهذا العطاء العظيم بحمد الله تعالى والثناء عليه. سمع الله لمن حمده. فليس المقصود بالسماع هنا مجرد ادراك الصوت بل المقصود سماعي هنا اجابة الدعاء واثابة الحامد. قال حين ثم قال حين يرفع قال ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع من الركوع ثم يقول وهو قائم يعني بعد ان يستوي قائما ربنا ولك الحمد اي كان يقول ذلك صلى الله عليه وسلم وهذا من الذكر الثابت عنه صلى الله عليه وسلم في اعتداله من الركوع برفعه واقامة صلبه بعد ركوعه صلى الله عليه وسلم. ربنا ولك الحمد وهذه الكلمة المباركة هي حمد لله تعالى وثناء. فقوله فقوله قبل ذلك سمع الله لمن حمده تشبه ان تكون استبشارا. بان من بالحمد فان الله يثيبه. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عظيم الاجر المرتب على ذلك. وان من قال هذا فان من حمد الله بعد رفعه فان ذلك مما تبتدره الملائكة كتابة وترفعه الى الله عز وجل للاثابة عليه. فقوله ربنا ولك الحمد اي يا ربنا فربنا هنا نداء ولك الحمد هذي احدى الصيغ الواردة وهي اثبتها ولذلك رجحها الامام مالك والامام احمد رحمهما الله على بقية ما ورد من صيغة تحميد. فجاء فيه اربعة التحميد جاء فيه اربعة اربعة اه اربع صيغ جاء فيه اربع صيغ الصيغة الاولى ربنا ولك الحمد وهو ما في حديث ابي هريرة وجاء ربنا لك الحمد بدون الواو وجاء اللهم ربنا لك الحمد وجاء اللهم ربنا ولك الحمد كل هذا مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة وفي حديث ابي موسى الاشعري في ما يقوله صلى الله عليه وسلم اذا رفع من الركوع وهو موضع تحميد وتمجيد وتقديس لله عز وجل قول وهو قائل قال نعم قوله ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد اي هذا الذكر ولم يستكمل واقله هذا الذي ذكر ربنا ولك الحمد ولكن تمامه ملء السماء والارض وملء ما شاء وملء ما شئت من شيء بعد كما سيأتي بيان ان شاء الله تعالى في سياق الذكر بعد الرفع من الركوع. ثم يكبر حين يهوي ساجدا. اي يكبر حال نزوله للسجود جود ثم يكبر حين يرفع رأسه يعني من السجدة الاولى ثم يكبر حين يسجد اي السجدة الثانية ثم يكبر حين يرفع اي من السجود سواء رفع من السجود للقيام او رفع من السجود للجلوس للتشهد ثم يفعل ذلك في الصلاة قال رضي الله تعالى عنه ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس يعني بعد التشهد. هذا متفق عليه وقد قال النووي رحمه الله بعد ذكر هذا الحديث فيه اثبات التكبير في كل خفض ورفع الا في رفعه من الركوع فانه يقول سمع الله لمن حمده قال رحمه الله وهذا مجمع عليه اي هذا التكبير والتسميع عند الرفع من الركوع مما اجمع عليه وكان في السابق في اول الوقت خلاف بين اهل العلم في ذلك لكن في زمانه رحمه الله يقول وهذا مجمع عليه اليوم. يعني في عمل الناس وصلواتهم واقوال اهل فقه اهل العلم رحمهم الله ورضي عنهم ومما ينبغي ان يعلم بهذا ان التكبيرات جميعها لتعظيم الله واجلاله فان الصلاة دائرة على هذا المعنى. ولهذا اكثر ذكر يتكرر في الصلاة التكبير. لما فيه من عظيم الاجلال تمجيد الله تعالى وتقديسه اما ما يتعلق قول هذا الذكر في الصلاة هل يجهر به او يسر فاذا كان يصلي لنفسه فانه لا يجهر به انما يكبر تكبيرا يحصل به ما آآ شرع من التكبير دون جهر. واما اذا كان اماما فان السنة ان يجهر بذلك ليسمع من خلفه تكبيرات الانتقال نقف على هذا ونجيب على ما يسر الله تعالى من الاسئلة ونستكمل بقية ما جاء من احاديث في قراءة غد ان شاء الله تعالى