ان يأتي الجميع الى هذا المكان الجواب من تيسر له المجيء فحسن. كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. لكن لا يلزم قصد هذه البقعة. فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما ينزل ينزل رحله ثم اذا انزل رحله له ان يدفع هذا القول الثاني ومنهم من يقول ان مبدأ وقت الدفع هو منتصف الليل. وهذا قول الجمهور الاكثر من اهل العلم رواه جابر في صحيح الامام مسلم وقفت ها هنا وعرفت كلها عفوا وقفت ها هنا وجمع كلها موقف قد قال قبل ذلك وقفتها هنا وعرفتي كلها موقف ثم قال وقفت ها هنا وجمع كلها موقف يعني جميع حدود مزدلفة محل للوقوف بحيث ما تيسر لك فقف. ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما اتى المشعر الحرام؟ قال ثم اتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة. كما فعل في في عرفة فدعا وكبر فدعاه اي دعا الله وكبره وهلله وكل هذا بيان ان الحاج في هذا الموقف يشتغل باعظم الاذكار. اعظم الاذكار لا اله الا الله ولهذا جاء في حديث عبد الله بن عمرو بالترمذي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت انا والنبيون قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لاجل ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلي من الليل شيئا فيما روى جابر رضي الله تعالى عنه وقد اخرون بل يسن ان يصلي من الليل ما كتب الله له. فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك صلاة الليل لا في حضر ولا في سفر. وقوم جابر رضي تاء صلى الله عليه وسلم في صلاته اي بكر تبكيرا في وقت ظلمة تغليص هو الصلاة في وقت الظلمة ثم انه صلى الله عليه وسلم لما صلى ذهب الى المشعر طيب هنا ملاحظة لاحظ ان ثمة موقفين بعد ذلك يقول رضي الله تعالى عنه في وصف ما عمله النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاته قال ثم اضطجع حتى طلع الفجر انه نام صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر وظاهر هذا ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يصلي من الليل شيئا لان جابر يقول في وصف ما عمل قال لم يسبح بينهما ثم اضطجع حتى طلع الفجر حتى اضطجع الفجر حتى طلع الفجر اي استمر نائما حتى طلع الفجر واختلف العلماء هل صلى النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة شيئا من الليل؟ ام انه ترك صلاة الليل فمنهم من قال بناء على ما جاء في حديث جابر يسن ترك صلاة الليل في مزدلفة الله تعالى عنه لم ينقل ذلك فعدم نقله ليس نقلا للعدم عدم نقله صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لا يعني انه لم يصلي لانه لم يقل لم يصلي انما قال نام حتى طلع الفجر وهذا يسبق على ما لو استيقظ قبل الفجر بقليل وصلى قد يكون جابر غفل عن حاله صلى الله عليه وسلم في اثناء الليل فقام فصلى. فالمقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك صلاة الليل في حظر ولا سفر فليصلي الانسان ما شاء. اليوم يصعب على كثير من الناس النوم في المزدلفة بسبب هذا الاجتماع العظيم والكثرة الكاثرة من الناس والاصوات والانوار فيصعب على كثير من الناس ان يناموا هؤلاء ماذا يصنعون؟ نقول املؤوه بما يسر الله لكم من ذكره وطاعته وما تستعينون به على استقبال يوم قادم من طاعة الله تعالى آآ عبادته فان الليل محل للذكر والعبادة وقد جاء فيما رواه البخاري من حديث عبدالله مولى اسماء بنت ابي بكر رضي الله تعالى عنها انها لما نزلت اسماء بنت ابي بكر رضي الله تعالى عنها لما نزلت في المزدلفة صلت ما شاء الله تعالى ان تصلي ثم قالت لي مولاها يا عبد الله او يا بني هل غاب القمر؟ فقال لا فرجعت فصلت ما كتب الله تعالى لها ثم قالت هل غاب القمر؟ قال نعم. فامرتك برحلها فارتحلت رضي الله تعالى عنها. المقصود انها صلت شيئا من الليل. وقد جاء احياء هذه الليلة بالصلاة بعض عن بعض السلف كاسماء وغيرها رضي الله تعالى عنه والامر في هذا قريب. المقصود ان يشتغل الانسان في هذه الليلة بما فيه الخير والطاعة لانها ليلة مباركة ليلة يستقبل فيها يوما عظيما من ايام الله عز وجل وهو يوم النحر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند من حديث عبدالله ابن قرد اعظم الايام عند الله يوم النحر ثم يوم القر فقد ودع خير الايام ويستقبل اعظمها. خير الايام هو يوم عرفة واعظمها هو يوم النحر بنص قول النبي صلى الله عليه وعلى اله سلم فاذا لم يتيسر لك النوم فاشتغل بالذكر بقراءة القرآن تعلم العلم آآ اي ما باي شغل ينفعك ويقربك الى الله ما يفعله بعض الناس من امضاء هذه الليلة في الذهاب والمجيء والسواليف وما اشبه ذلك مما يزجي الوقت ولا ينفع في الاخرة هو مما ينبغي ان يصون الانسان نفسه عنه في هذه الليلة المباركة الشريفة. ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم اضطجع حتى طلع الفجر والمقصود بالفجر في اول وقته فانه صلى الله عليه وسلم بادر صلاة الفجر في اول الوقت ولذلك يقول جابر وصلى الفجر حين تبين له الصبح يعني في اول وقت لتبين الصلح حتى ان بعض الصحابة قال ان ان مصلاها لغير وقتها اي صلاها قبل مجيء الوقت وهذا لانه لم يتبين له الصبح. والا فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يصلي هذه الصلاة الا في وقتها. انما غلت الموقف الاول يوم عرفة النبي صلى الله عليه وسلم خطر ثم صلى الظهر والعصر باذان واقامتين جمعا ثم ذهب الى الموقف الى ان غربت الشمس الحكمة في هذا الجمع هو التفرغ لذكر الله ودعائه وتكبيره وتهليله كذلك في مزدلفة النبي صلى الله عليه وسلم صلى اول الوقت لماذا؟ لاجل ان يتفرغ للذكر والتكبير والتهليل والدعاء. لهذا يقول رضي الله تعالى عنه فصلى النبي صلى الله عليه وسلم صلى النبي صلى صلى الله عليه وسلم حين حين حين تبين له الصبح باذان واقامة ثم ركب اي راحلته صلى الله عليه وسلم حتى اتى المشعر الحرام اي حتى فجاء الى المشعر الحرام وما هو المشعر الحرام هو الجبل الذي عليه المسجد الان ويسمى الجبل المشعر الحرام لانه علامة مزدلفة فالمشعر هو العلامة في الاصل فسمي المشعر الحرام لانه علامة على دخول الانسان للحرم وهو اول منزل ينزله الحجاج في الحرم ولذلك سمي مشعرا حراما وهو مقابل لمشعر عرفة الذي يسمى مشعرا حلالا لان عرفة خارج حدود الحرم عرفة خارج حدود الحرم. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم من المشعر الحرام. لكن هل يلزم هذا الذكر هو من اعظم الاذكار. هذا الحديث اه رواه الترمذي من طريق حماد اه ابن ابن ابي حميد عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده. وفي اسناده مقال لكن صححه بعض اهل العلم و على القول بضعفه له شواهد تقويه فانه في المواطن كلها كل المواقف التي فيها ذل وخضوع تجد الصحابة فكبر الله وهلله وآآ ودعاه هذي هذي الامور الثلاثة التكبير والتهليل والدعاء. في كل مواطن الوقوف في عرفة كبر الله وهلله ودعاه في الصفا كبر الله وهلله ودعاه في مزدلفة كبر الله وهلله ودعاء ودعاه الدعاء والتكبير من اعظم فالتكبير والتهليل والدعاء من اعظم ما يشتغل به المؤمن في هذه الاماكن وهو الذي يمتثل فيه ما ذكره الله تعالى فاذكروا الله عند المشعل الحرام. ذكره له صورتان. ذكره بتمجيده وتقديسه. والثناء عليه جل في علاه ومن ذلك تكبيره وتهليله. ومن ذكر ايضا دعاؤه ولذلك لما ذكر الله تعالى الامر بذكره اشد من ذكر الاباء مجدهم مآثرهم قال فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم يعني كما كنتم في الجاهلية تقفون في هذه المواقف ويذكر كل واحد مآثر قبيلته ومفاخر ابائه واجداده فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد بكرا. ما الذي جاء بعد هذه؟ ماذا قال الله تعالى ها فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. الان بعد الذكر ماذا ذكر هل ذكر ذكرا او دعاء اذا من ذكر الله دعاؤه من ذكر الله سؤاله من ذكر الله انزال الحاجة به جل في علاه سبحانه وبحمده فلذلك من المهم ايها الاخوة ان نستحضر هذه الامور الثلاثة في كل مواقفنا في طوافنا في سعينا في وقوفنا بعرفة في وقوفنا في المزدلفة في وقوفنا بين الجمار التكبير والتهليل والدعاء لا يخلو موقف من المواقف من ان تجمع بين هذه الامور الثلاثة فانها من الامور التي كررها نبينا صلى الله عليه وسلم ولزمها في كل مواقفه في حجه وعمرته صلى الله عليه وسلم. يقول رضي الله تعالى عنه فاستقبل القبلة وهذا على وجه الاستحباب وذلك ان استقبال القبلة من اداب الذكر ومن اداب الدعاء بل جاء عن ابن عباس في البيهقي وغيره ان استقبال القبلة في كل الاحوال هو افضل المجالس. فجاء ان خير ان سيد المجالس ما استقبل به البيت سيد المجالس ما استقبل به البيت لانه تعظيم للبيت وهو اشرف الجهاد وهو الذي يستقبل فيه الانسان ربه عند الصلاة اذا اراد ان يناجي ربه استقبل بيته الذي عظمه وشرفه. قال فاستقبل القبلة هذا على وجه الاستحباب وكبر وهلله وهذا الوقوف وهذا الذكر كله سنة. فلو لم يفعله الانسان فانه لا حرج عليه في ذلك بمعنى انه لو نام او او صلى ولم يدعو ولم يستقبل القبلة كل ذلك سنة. انما ينبغي له ان يحرص على امتثال هذا الذي ذكر الله جل في علاه حتى يفوز بعطائه ونواله وفضله وجزيل احسانه هي مواطن هبات مواطن عطايا مواطن منح الفائز من تعرض لله عز وجل في مثل هذه المواقف يا اخواني لا تفوتكم هالمواقف العظيمة لا تفوتكم هذه الفرصة الكبرى التي يتمناها ملايين الناس تفدون على الكريم جل في علاه وتتعرضون لفضله اسأل الله من فضله اصدقه في طلب ما عنده ولتكونوا في انكسار وذل وانا اكرر هذا الكلام لاننا نغفل عن هذه المعاني في كثير من الاحيان ونقتصر فقط على الصور والاشكال دون عناية بالقلوب والبواطن والشأن كل الشأن في هذا القلب والله لو ذهبت وجئت واتعبت بدنك وقلبك عن الله غافل لم تصل الى ما تؤمل من عطائه ونواله يقول ابن القيم رحمه الله سير القلوب قطع المسافة بالقلوب اليك لا بالسير فوق مقاعد الركبان السفر الى الله تفهم قلوب وليس سفر ابدا السير الى الله ان يصير قلبك صادقا الى الله في طلب ما عنده ولو كنت ما كنت في اي مكان لكن ان جمع الله لك سيرين كما هو حال الناس في مجيئهم الى هذه البقاع المباركة. جاءوا بابدانهم لكن احذر ان يكون قلبك في غير هذا المكان ان يكون قلبك وراءك بل احذر قلبك وليكن معك بل يتقدم فان القلب يقود البدن. الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسد فسد الجسد كله نبينا صلى الله عليه وسلم وقف في المزدلفة بعد صلاة الفجر في اول وقتها فاستقبل القبلة فدعاه وكبر وهلله فلم يزل واقفا اي على هذا النحو من التكبير والتهليل والدعاء لم يزل على هذا النهو حتى اسفر جدا اي حتى انتشر الظياء والنور حتى ظهر النهار وتبين لكن ذلك قبل شروق الشمس فان النبي لا يؤمن حتى تشرق الشمس بل اندفع بل دفع وخرج صلوات الله وسلامه عليه من مزدلفة قبل ان تطلع الشمس لذلك يقول جابر فدفع قبل ان تطلع الشمس السبب في دفعه قبل ان تطلع الشمس نبينه الامام البخاري في صحيحه بما رواه باسناده عن عبد الله ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم دفع قبل ان تشرق الشمس خلافا لما كان عليه اهل الجاهلية. اهل الجاهلية كانوا يقفون في مزدلفة حتى تشرق الشمس وكانوا يستعجلون لكنهم لا ينصرفون حتى تشرق الشمس فكانوا يرددون اشرق كبير اشرق تبيب كبير جبل يحجب الشمس في مزدلفة الشمس تخرج من ورائه فكانوا لا ينصرفون من مزدلفة حتى تكون الشمس على رؤوس الجبال كالعمائم كالعمائم على رؤوس الرجال. النبي صلى الله عليه وسلم خالفهم وهذا من شأنه صلوات الله وسلامه عليه في مخالفة اهل الشرك والكفر. ليش يخالف اهل الشرك والكفر. ليش؟ ليش المؤمن مطلوب منه الا يوافق اهل الكفر فيما هم فيه؟ لان الموافقة في الصورة تفظي الى الموافقة في المظمون ولهذا في صف الصلاة النبي صلى الله عليه وسلم يقول سووا صفوفكم لا تختلفوا يعني بالتقدم والتأخر فتختلفا ايش قلوبكم لان الصورة لها تأثير على القلب الشكل له اثر على القلب ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه باليهود والنصارى والمشركين لاجل هذا المعنى وطبق ذلك عمليا صلاة الله وسلامه عليه في كثير من شؤونه واحواله ومن ذلك آآ وقوفه في المزدلفة فانه خالف المشركين. فدفع قبل ان تطلع الشمس على خلاف ما كانوا عليه. فدفع قبل ان تطلع الشمس في هذا الموقف جاءه رجل فقال يا رسول الله وهو عروة ابن المبرث قال يا رسول الله جئت من جبلي طه. طيب جئت من جبلين طيب جبلين طير اجا وسلمى وهما جبلان معروفان في حائل شمال في وسط الجزيرة العربية. جاء حاء جاء يسأله صلى الله عليه وسلم عن حجه قال جئت من جبلي طير اكللت راحلتي واتعبت نفسي لم اترك حبلا الا وقفت عليه فما ترى في حجي؟ فهل لي من حج قال له النبي صلى الله عليه وسلم من شهد صلاتنا هذا اي صلاة؟ صلاة الفجر يوم النحر في مزدلفة من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع اي وقف معنا في المزدلفة حتى ننصرف وكان قد وقف قبل ذلك اي ساعة من ليل او نهار فقد تم حجه وقضى كفاه. فدل ذلك على ان منتهى الوقوف منتهى وقت عرفة بفجر يوم النحر فانه اذا طلع الفجر يوم النحر ولم يكن الحاج قد وقف بعرفة قد فاته الحج ومن وقف ولو قبل الفجر بلحظة بعرفة ثم جاء الى مزدلفة ووقف فيها فقد ادرك الحد الى اي وقت يمتد الوقوف بمزدلفة وقت الوقوف بمزدلفة ينتهي بطلوع الفجر. عفوا بطلوع الشمس. وقت الوقوف بمزدلفة ينتهي بطلوع الشمس. فمن لم يدرك الثالثة قبل طلوع الشمس فان كان معذورا فلا شيء عليه وان كان مفرطا غير معذور فانه قد اخل بواجب من واجبات النسك ومن اخل بواجب من واجبات النسك فعليه دم كما تقدم قبل قليل في ما نقى الله عن ابن عباس من قوله من ترك شيئا من نسكه فليهرق دما هذا هو الهدي الكامل فيما يتعلق شأن مزدلفة ان يأتيها ويصلي فيها المغرب والعشاء ثم ينام ثم يصلي الفجر في اول الوقت ثم يقف يدعو يقف يكبر الله ويهلله حتى يستر جدا ثم ينصرف طيب الوقوف بعد الفجر هو المقصود بالمبيت بمزدلفة ولذلك ينبغي للقادر الا يفرط في الوقوف بعد الفجر فانه المقصود بالمبيت. لذلك النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان فرغ من صلاته ماذا صنع؟ صلاة المغرب والعشاء. ماذا صنع؟ اضطجع. حتى طلع ثم صلى في اول الوقت ثم ذهب ووقف صلى الله عليه وسلم وكبر الله وهلله ودعاه. ليش؟ لان المقصود بالوقوف في مزدلفة هو هذا الوقت. ولما جاء عروة بن مدرس قال له من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع اذا هذا الوقت هو المقصود بالمبيت ليس المقصود ان تبت بمعنى انه لو جاء الانسان الى مزدلفة قبل الفجر او صلى فيها الفجر فانه مدرك للوقوف بمزدلفة لم يفته الوقوف بمزدلفة. لانه مدرك للوقت الذي هو المقصود من المجيء الى مزدلفة لكن السنة ان يأتي من اول الوقت بعد مغيب الشمس باب الصفرة يوم عرفة يصلي المغرب والعشاء في مزدلفة مزدلفة هذا هو السنة هكذا حال النبي صلى الله عليه وسلم. متى يجوز الانصراف من مزدلفة لم يتعرض حديث جابر في بيان هذا وقد جاء بيانه في حديث ابن عباس بحديث عائشة وفي حديث ام سلمة في حديث عبد الله بن عمر حديث اسماء بنت ابي بكر كل هذه الاحاديث مجموع هذه الاحاديث يبين متى يجوز الانصراف من مزدلفة النبي صلى الله عليه وسلم اذن للضعفاء في التقدم من مزدلفة بل جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم من مزدلفة ليلا في الضعفة من اهله الضعفاء من اهله. اذا بعثه في الضعفة من اهله فقدم النبي صلى الله عليه وسلم الضعف من اهله من مزدلفة وفي ما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت استأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدفع من مزدلفة وكانت امرأة قبضة ثقيلة فاذن لها النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث ام سلمة انها افاضت اذنها النبي صلى الله عليه وسلم فافاضت فربت الجمرة قبل صلاة الفجر ثم افاضت الى منى دفعت من مزدلفة ثم افاضت الى مكة بعد رمي الجمرة قبل الفجر وفي حديث اسماء المتقدم انها كانت تسأل عن ايش؟ هل غاب القمر حتى قيل لها غاب القمر فتقدمت حتى اتت الميناء فرمت الجمرة رضي الله تعالى عنها. كل هذه الاحاديث نعم ايضا حديث ابن عمر كان يقدم الضعفة من من آآ من اهله فيقفون في المشعر ليلا فيذكرون الله تعالى ما شاء فيدفعون قبل دفع الناس وكان ابن عمر يقول ارخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في اولئك اذا الرخصة في دفع الضعفاء ثابتة لا خلاف فيها بين اهل العلم لكن اختلفوا في مسائل تتعلق بذلك اولا من المسائل من الذي له حق الدفع من مزدلفة الضعفاء ويلحق بهم من لا يستغنون عنهم من الاقوياء فابن عمر رضي الله فابن عباس شاب يافع قوي لكن النبي قدمه في الضعف من اهله لحاجتهم اليه. او للحاجة اليه فيلحق بالضعفاء من تقوم حاجتهم بهم من يحتاجون الى ان يرافقهم اذا الضعفاء والضعفة هم النساء على وجه العموم وكبار السن والمرظى ومن به علة بل من اهل العلم من قال انه بسبب كثرة الزحام اليوم فان الضعف عام في الناس لاجل كثرة الزحام واخذوا من هذا جواز الدفع للجميع لان الضعف سمة عامة في حال الناس بسبب الاكتظاظ وكثرة الزحام التي يشهدها الناس في مناسك حجهم واجتماعهم هذا ما ذهب اليه جماعة من اهل العلم وبه قال شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله وبه قال شيخنا محمد العثيمين رحمه الله اشار الى هذا المعنى وهو معنا بين لا سيما في في هذا الاكتظاظ الشديد للناس وعدم تمكنهم احيانا لا يستطيعون ان ان ينزلوا في مزدلفة بسبب عدم وجود اماكن وبسبب السير تجد سيارات تدفع احيانا حتى تخرج من مزدلفة لانه لو وقفت لحبست الناس من من المجيء الى مزدلفة فعلى كل حال الظعف نسبي ولكن من رأى في نفسه قوة فالسنة فالسنة الا ينصرف الا بعد ان يقف بمزدلفة حتى يسترد كما فعل قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان ذا ظعفا او كان مع ظعفا او كان معه نساء ويخشى عليهم او كان في رفقة حملة تنصرف مبكرا ولا يستطيع ان يتأخر بمفرده ففي هذه الحال يجوز له الدفع. هذا ما يتعلق سؤال من الذي له ان يدفع الاصل في الدفع انه للضعفاء ويلحق بهم من لابد له من مرافقتهم اما الشق الثاني هو متى يبتدأ وقت الدفع متى يبتدأ وقت الدفن؟ هذه المسألة للعلماء فيها اقوال من اهل العلم من يقول انه يدفع متى شاء فمن اهل العلم من يقول يكفيه ان يمر بمزدلفة وينصرف ومنهم من يقول انه لابد ان ينزل كما هو مذهب الامام مالك به قال الشافعية والحنابلة ومنهم من يقول انه لا يدفع قبل لغيب القمر وهذا ابعد الاقوال يعني اخر الاقوال في وقت الدفع انه بعد مغيب القمر وهو قول الامام البخاري رحمه الله استنادا الى ما جاء عن اسماء فيما رواه في صحيحه من قولها رضي الله تعالى عنه عنها هل غاب القمر؟ هل غاب القمر؟ فلما قيل لها غاب القمر ماذا قالت ارتحلت رضي الله تعالى عنها امرت آآ مولاها بالارتحال فارتحلت ورمت الجمرة فهذا اخر وقت جاء فيه الاذن بالدفع للضعفاء. والذي يظهر والله تعالى اعلم ان اقرب هذه الاقوال الى الصواب ان الدفع يكون بعد منتصف الليل طيب سؤال متى يكون منتصف الليل ساعة كم؟ منتصف الليل يعني ليست الساعة الثانية عشر الثاني عشر ليست منتصف الليل كما هو مع يعني معروف بعض الناس يظن الثاني عشر هي منتصف الليل في كل السنة وهذا ليس بصحيح منتصف الليل هو ان تحسب ما بين غروب الشمس الى طلوع الفجر غروب الشمس الى طلوع الفجر كم ساعة؟ فاذا كان عدد الساعات عدد ساعات الليل عشر ساعات فمنتصف الليل بعد مضي خمس ساعات من غروب الشمس اذا كانت اثنا عشر اثنا عشر اثنتا عشرة ساعة فمنتصف الليل متى يكون؟ بعد مضي ست ساعات من غروب الشمس وهذا يتفاوت تعرفون ان يقصر ويقول ذلك باختلاف الفصول فالشتاء ليله قصير او طويل طويل والصيف ليله قصير. المقصود ان منتصف الليل هو بحساب عدد الساعات ما بين غروب الشمس الى طلوع الفجر وقسمة ذلك على اثنين يتبين به عدد ساعات منتصف الليل اذا حسب ذلك او قريبا من قبله بقليل او بعد المك في هذا قريب ينصرف له ان ينصرف اذا كان من الضعفاء. طيب اذا انصرف ما الذي يحله بانصرافه يحل له كل ما يفعله يوم النحر الا الهدي الا ذبح الهدي وساعتين ما هي اعمال يوم النحر؟ في قراءتنا ان شاء الله تعالى لما بقي من من حديث جابر وسنقرأه ان شاء الله تعالى هذه الليلة بعد صلاة المغرب باذن الله تعالى