فمثلا قول النبي صلى الله عليه وسلم من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة. هذا ما ما يشك انسان يفهم الخطاب العربي ان من اسباب وصدق به عملا جاء به عملا وصدق به قلبا اولئك هم المتقون ثم بين بعد ان ذكر مرتبتهم بين جزاءهم فقال لهم ما يشاؤون عند ربهم ثم قال ذلك جزاء المحسنين ولهذا جاء في الحديث كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون واعلم ان كثيرا من الناس يسبق الى ذهنه من ذكر الذنوب. الزنا والسرقة ونحو ذلك. فيستعظم ان كريما يفعل ذلك ولا يعلم ان اكثر عقلاء بني ادم لا يسرقون بل ولا يزنون حتى في جاهليتهم وكفرهم فان ابا بكر وغيره من الصحابة كانوا قبل الاسلام لا يرضوا ان يفعلوا مثل هذه الاعمال لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم هند بنت عتبة بن ربيعة ام معاوية بيعة النساء على الا ولا يزني قالت اوتزني الحرة؟ فما كانوا في الجاهلية يعرفون الزنا الا للامام اذاقوا ولهذا قولهم حرة يراد به العفيفة. لان الحرائر كن عفائف واما اللواط فاكثر الامم لم تكن تعرفه. ولم يكن هذا يعرف في العرب قط لهذا الان من الشيخ رحمه الله بيان لسبب قول من قال بان المعاصي لا تقع من الانبياء انهم لم يستقر في اذهانهم من الذنوب الا هذه الذنوب وهي الذنوب الظاهرة الزنا والسرقة ونحو ذلك فلما عظم ان يقع ذلك من الانبياء في نفوسهم منعوها ونحن نقول ان هذه الامور لا تقع من الانبياء حتى على القول بتجويز وقوع الكبائر منهم لا يقع منهم امثال هذه الذنوب. لانها ذنوب تنافي الكرامة و تنافي ما ارسل به من يعني تنافي مقتضى الرسالة. تنافي مقتضى الرسالة. ولذلك هم معصومون مما يتعلق بهذه الذنوب. كما تقدم وانما الذنوب التي جوز التي جوز العلماء وقوعها منهم هي بقوله ولكن الذنوب التي هي من باب الضلال هذه التي جوزها العلماء وقوعها من الانبياء يتكلم عليها ان شاء الله تعالى في الدرس القادم انتهى الوقت يدخل واحد هنا يجي واحد بهذا وذيف يعني لا كبير ولا صغير. يلا سمي الله بسم الله الرحمن الرحيم. لا حول ولا قوة الا بالله. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه شرح حديث ابي بكر رضي الله عنه اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا. قال رحمه الله ولكن الذنوب التي هي في باب الضلال في الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وما يدخل في ذلك من البدع التي هي من جنس العلو في الارض والفخر والخيلاء والحسد والكبر والرياء ونحو ذلك. هي في الناس الذين هم تعففون عن الفواحش. طيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا اخر ما تكلم به الشيخ رحمه الله في مسألة عصمة الانبياء عن الذنوب وختم هذا البحث بذكر مصدر الشبهة في مسألة كيف يكون الصديق قد حصل هذه المرتبة ومع ذلك يسأل الله عز وجل بقولها اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا في رواية كبيرة كيف يستقيم هذا مع مرتبة الصديقية فالمح الشيخ رحمه الله الى امر مهم وهو ان الذنوب ليست هي ما يتبادر الى اذهان كثير من من الذنوب التي تكون على الجوارح وتقع في اعين الناس كالزنا والسرقة وما اشبه ذلك من الذنوب بل الذنوب تطلق على هذا وعلى ما هو وراء هذا من الذنوب الخفية التي تكون من معاصي القلوب. التي اعظمها الشرك بالله عز وجل. يليها البدع ثم يليها ما هو من جنسها مما يقوم بالقلب من افات مهلكة كالرياء والعجب والفخر والخيلاء والتعلق بغير الله وخوف غير الله وضعف خشية الله وما اشبه ذلك من افات القلوب التي تكون في بعض من يتعفف من مواقعة الذنوب الظاهرة والناس عندهم ان الذنوب الظاهرة التي وردت حدود في الشريعة لفاعلها ومرتكبها اعظم من هذه الذنوب وهذا غلط فاثام القلوب على اختلافها واختلاف مراتبها هي اعظم من كبائر الذنوب. لان افات القلوب مفسدة وفسادها عظيم بخلاف الذنوب التي تكون في الظاهر ولا ينفذ منها شيء الى القلب بمعنى لا يكون المرظ فيها مرظا قلبيا مستقرا كالشبهات وكالرياء والعجب والكبر فان هذه توبق الاعمال ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ولم يرد نظير هذا في الزنا لم يرد نظير هذا في السرقة لم يرد نظير هذا في سائر الذنوب وليس هذا الكلام تهوينا لشأن الزنا والسرقة انما هو لبيان مراتب الذنوب لان معرفة مراتب الخطايا مهم لطالب العلم كما ان معرفة مراتب الحسنات مهم لطالب العلم فان الخلط في مراتب الاعمال من الحسنات والسيئات يفقد الانسان الميزان الذي يزن به اعمال الناس يزن به اعمال الناس فهذا امر مهم وهو ان القاعدة هي ان كل خطيئة قلبية اعظم من خطايا الظاهر وان كثيرا من الناس قد يتعفف عن معاصي الظاهر من السرقة والزنا وما اشبه ذلك ولكنه يغفل ويكون قلبه مرتعا للافات الباطنة المهلكة كالعجب والرياء والكبر والفخر عدم خشية الله وما اشبه ذلك ولذلك يجب على المؤمن ان يخلي قلبه من هذه الافات وان يرقب قلبه وان يطهره تمام التطهير من افات القلوب وان يصون ظاهره لان صيانة الظاهر من تمام كمال الباطن لكن لا يمكن ان ان يكون الظاهر على ان يكون الباطل مستقيما والظاهر خلاف ذلك الا اذا وجد مانع والعكس واقع فقد يكون الظاهر حسنا جميلا ويكون الباطل خلاف ذلك ويكون الباطن خلاف ذلك واذا اردت شاهد ذلك فاقرأ قول الله تعالى واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا فاسمع لقولهم فجمال في المنظر والمظهر وجمال في المنطق واللسان لكن ليس وراء ذلك شيء ولذلك قال الله جل وعلا كانهم خشب مسندة فوصفهم بوصفين خشب والخشب الخشب جمع خشب خشبة لكنها خشبة ليست نافعة ولذلك وصفها بالخشبة المسندة التي لا ينتفع منها احد. فالخشب اذا الخشب اذا لم ينتفع بها سندت وركنت. فكذلك المنافقون مع جمال مظاهرهم وحسن منطقهم فانهم لا ينفعون ولذلك ينبغي للمؤمن ان يكمل باطنه باعمال القلوب من الاخبات والخضوع وتحقيق العبودية لله عز وجل بالقلب وان يكمل ظاهره بالتزام الشرع وبذلك يحصل له الفضل والسبق الذنوب التي يستغفر منها في قول القائل استغفر الله وفي قول ابي بكر الذي وجه النبي صلى الله عليه وجهه النبي صلى الله عليه وسلم اليه اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا لا يلزم ان يكون الزنا ولا يلزم ان يكون السرقة بل هو ذلك وما هو وراء ذلك من اعمال من ذنوب القلوب وافاتها التي لا تقع عليها الاعين ولا تدركها الابصار وهذا مراد الشيخ رحمه الله في قوله واعلم ان كثيرا من الناس يسبق الى ذهنه من ذكر الذنوب الزنا والسرقة ونحو ذلك فيستعظم ان كريما يفعل ذلك ثم قال ولكن الذنوب لبيان الاستدراك ولكن الذنوب التي هي من باب الضلال في الايمان بالله وملائكته والى ما اخر ما ذكر وما يدخل في ذلك من البدع هذا من من اعظم الذنوب ثم يقول التي هي من جنس العلو في الارض والفخر والخيلاء والحسد والكبر والرياء ونحو ذلك. الانسان قد يتوقع ان يقع في الزنا ويهرب منه هربا شديدا لكنه ما يتوقع من الكبر لا يتوقع من حسد الناس لا يتبقى من العجب بالعمل الصالح لا يتوقع من المن على الله عز وجل بالاستقامة والطاعة وهذه افات مهلكة ولذلك العجيب في افات القلوب انها تحبط العمل. بخلاف افات البدن الزنا ما ما ذكر الله ورسوله ان انه يحبط العمل لكن المن يحبط العمل العجب يحبط العمل الرياء يحبط العمل وهذا يدلك على خطورة هذا الامر وممن اعتنى ببيان هذا وابرازه اه التنبيه اليه ابن القيم رحمه الله في كتابه في كتابه مدارج السالكين فانه اعتنى بذلك غاية العناية لا سيما في اوله نعم ثم قال في تكملة لكلامه على ان الذنوب لا تقتصر على ذنوب الظاهر بل حتى ذنوب الباطن قال وكذلك وكذلك الذنوب التي هي ترك الواجبات. فان الاخلاص لله والتوكل على الله والمحبة له. ورجاء رحمة وخوف عذاب الله والصبر على حكم الله والتسليم لامر الله. كل هذا من الواجبات. وهذا من واجبات ايش من واجبات القلوب فالاول ذكر ما هو من اثام القلوب وذنوبها وفي الثاني قال وكذلك الذنوب التي هي ترك الواجب ذكر ترك والتفريط في الواجب لاننا ذكرنا ان الظلم ظلم النفس ينقسم الى قسمين ايش التفريط في الواجب والتعدي للحد فذكر اولا التعدي للحد وهو في قوله ولكن الذنوب التي هي من باب الضلال والثاني ترك التفريط في الواجب ولكن الواجب في في الكلام في القسمين على اعمال القلوب الواجبات والسيئات. الصوت ولا لا وكذلك الجهاد في سبيل الله. والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك هو من فروض الكفايات وتحقيق ما يجب من المعارف والاعمال يطول تفصيله في هذا السؤال حتى يفطن هذا ثم يفتح له والباب يفطر هذا يعني من من اورد السؤال او من التبس عليه وقام عنده الاشكال في حديث ابي بكر رظي الله عنه نعم وقد ذكر الله وقد ذكر الله الذين وعدهم بالحسنى فلم ينف عنهم الذنوب ولكن ذكر المغفرة والتكفير فقال والذي جاء بالصدق وصدق به. اولئك هم المتقون. لهم ما يشاؤون عند ربهم جزاء المحسنين. ليكفر الله عنهم اسوأ الذي عملوه. ويجزيهم اجرهم باحسن ان كانوا يعملون. وقال تعالى اولئك الذين نتقبل عنهم احسن ما عملوا تجاوز عن سيئاتهم في اصحاب الجنة. وعد الصدق الذي كانوا يوعدون. وقد ثبت في في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لن يدخل احد منكم الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. الله اكبر الشاهد في الاية في قوله تعالى والذين جاءوا بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون فبين الله جل وعلا ان الذي جاء بالصدق يعني هذا هو اجرهم وثوابهم. فاعاد الثناء عليهم بذكر وصف الاحسان لهم ثم قال ليكفر الله عنهم اسوأ الذي عملوا وهو الشاهد فان الله وصفهم بوصفين عظيمين وصفهم بايش بالتقوى فقال اولئك هم المتقون. ووصفهم بالاحسان فقال ذلك جزاء المحسنين ثم بعد ذلك قال ليكفر الله عنهم والذي عمله. فدل ذلك على ان وقوع السيء من العمل لا ينافي درجة الصديقية ولا ينافي درجة التقوى والاحسان بل قد يكون الانسان صديقا وليا لله عز وجل ويقع منه ظلمه لنفسه ولكنه لا يكون ظلما يستقر فيه على ما هو عليه من معصية بل يبادر الى التوبة والاستغفار فان بقي عنده شيء لم يعالج بالتوبة والاستغفار ان غمر في معمعه من الصالحات والاعمال الزاكيات وهذا شأن المتقين ولذلك ذكره الله عز وجل في اكثر من موضع منه ما ذكر الله عز وجل في سورة ال عمران وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين ثم ذكر من صفاتهم ايش والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون فذكر الله جل وعلا وقوع الفاحشة منه ولكنه بين انهم لا يصرون ووقوع الظلم منهم لانفسهم ولكن قال اذا ذكروا لم يصروا على ما فعلوه فاذا وقع منهم التذكر لم يصروا على ما فعلوا وقوله تعالى ليكفر عنهم اسوأ الذي عملوا هذا فيه الدلالة على انه يكفر عنهم ما هو دون السيء ما هو دون الاسوء من السيء لانه اذا كان يكفر عنهم يكفر عنهم السيئة الاسوأ وهو الاشد والاقبح فتكفير ما دونه من باب اولى نعم ليكفر الله عنهم اسوأ الذي عملوا ويجزيهم اجرهم باحسن الذي كانوا يعملون. فلا يؤاخذهم بمنه ورحمته وفضله واحسانه وبره وجوده لا يؤاخذهم سبحانه على ما وقع منهم من السيئات. ثم قال ايضا اولئك الذين تقبلوا عنهم احسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في اصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون اللهم اجعلنا منهم. ثم ذكر الحديث الذي فيه قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد منكم الجنة بعمله مهما بلغ في الاتقان والحسن والكمال والجودة. والعمل هنا يشمل عمل الظاهر وعمل الباطن. فمهما كمل الانسان باطنه بالاعمال الصالحة وظاهره كذلك فانه لن يدخل لن يدخله الجنة. والمقصود انه لا يستقل بادخاله الجنة وليس المراد نفي السببية فان العمل الصالح سبب لدخول الجنة ولكنه لا يستقل لا يستقل سببا لدخول الجنة وذلك ان العمل الصالح مهما بلغ فانه لا يكافئ نعمة من نعم الله على عباده من بصر واحساس وسمع وبصر وما يدرك به وما يدرك به ما حوله من الامور. المهم نعم الله على عباده كثيرة فلا يقابل ما يقوم به العبد من الاعمال الصالحة لا يقابل شيئا من نعم الله عليه قالوا ولا انت يا رسول الله مع انه المحقق للغاية في كما في عمل الظاهر وعمل الباطن قال صلى الله عليه وسلم ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته فالسبب المساعد السابق اللاحق لدخول الجنة ورحمة الله عز وجل واما العمل فهو مؤهل ولا يعد سببا مستقلا لدخول الجنة من العلماء من قال ان هذا الحديث فيه بيان ان دخول الجنة ليس بالعمل وانما دخول الجنة برحمة الله عز وجل فما الجواب على قوله تعالى على مثل قوله تعالى وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون الجواب قالوا ان الباء هنا ليست المعاوظة وانما ايش انما هي للسببية وعلى هذا يتفق مع هذا الحديث من حيث من حيث اننا ذكرنا ان المنفي هنا هو الاستقلال لا نفي السلبية نفي الاستقلال لا نفي السببية وبعضهم قال ان قوله تعالى آآ بما كنتم تعملون هذا بعد دخول الجنة فانهم بعد دخول الجنة تكون منازل تكون ازلهم حسب اعمالهم واما اصل الدخول فليس من اجل ما معهم من الاعمال انما هو بالعمل الصالح ولا ريب ان الله جل وعلا جعل العمل الصالح سببا لدخول الجنة ولذلك تجد ان الله يذكر العمل الصالح ويذكر انه به يحصل للانسان فظل في الدنيا وفضل في الاخرة وفضل او فضل في الاخرة بناء بيت في الجنة الصلاة صلاة اثناء صلاة اثنتي عشرة ركعة في اليوم وهذا يدل على ان العمل الصالح سبب لدخول الجنة فعلم ان النفي هنا ليس نفيا للسببية انما هو نفي الاستقلال ذلك وهذا حتى لا يعجب الانسان بعمله ويظن انه سابق بعمله انما هو بفظل الله ورحمته الذي وفقك للعمل الصالح هو الله الذي يثيبك عليه هو الله الذي يبلغك الدرجة في الجنة هو الله سبحانه وتعالى فالفضل منه اولا واخرا له الحمد في الاولى والاخرة سبحانه وتعالى. نعم فرغ الشيخ من المقدمة التي جعلها بين يدي شرح هذا الحديث والتعليق عليه. في هذا الفصل يتكلم الشيخ رحمه الله عن عن بيان بعض مضامين هذا الحديث العظيم