خير الجزاء على هذه الوصية النافعة نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح والعمل بما جاء فيها من خير نفسه تقول لكن اذا عن للانسان جهة اي طرأ عليه وجاء في ماله جهة من الجهات فليستخر الله تعالى فيها الاستخارة المتلقاة عن معلم الخير صلى الله عليه وسلم اي يطلب الخير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد نعم بسخاوة نفس ليبارك له فيه. ولا يأخذه باشراف وهلع بل يكون المال عنده بمنزلة الخلاء الذي يحتاج اليه من غير ان يكون له في القلب مكانة والسعي فيه اذا سعاك اصلاح الخلاء. وفي الحديث المرفوع الذي رواه الترمذي وغيره. من والدنيا اكبر همه شتت الله عليه شمله. الله اكبر. وفرق عليه ضيعته. الله اكبر. ولم يأته من الا ما كتب له. ومن اصبح والاخرة اكبر همه. الله! جمع الله عليه شمله. وجعل فغناه في قلبه واتته الدنيا وهي راغمة وقال بعض السلف انت محتاج الى الدنيا وانت الى نصيبك من الاخرة احوج. فان بدأت بنصيبك من الاخرة. مر على نصيبك من الدنيا فانتظره انتظاما. قال الله تعالى وما اخلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. هذا فيه بيان ما ينبغي ان يكون المؤمن عليه من جهة تعلقه بالمال الذي هو عصب الحياة ومادتها. يقول رحمه الله ثم ينبغي له ينبغي للمؤمن بعدما تقدم من صدق الاعتماد على الله عز وجل والثقة به وحسن الظن به وما الى ذلك مما ذكر رحمه الله ينبغي له ان يأخذ المال بسخاوة نفسه. اي بسعة نفس وسعة يد لا شح ولا ضيق. ليبارك له فيه اي لتحصل له فيه البركة. ولا يأخذه باشراف وهلع باشراف اي تطلع الى زيادة. وهلع يعني خوف من فواته وذهابه فان من اخذه متطلعا الى مزيد او خائفا من ذهاب ما حصل في يده فانه لا ينعم بالمال لانه لا يشكر الله على الحاصل وهو في قلق دائم من ذهاب الحاصل ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ما اتاك من هذا المال فخذ وما لا فلا تتبعه نفسك. وجه الخطاب لعمر رضي الله عنه كما في الصحيح قال له ما اتاك من هذا المال فخذه وما لا يعني وما لم يسقه الله لك فلا تتبعه نفسك بل اقتصر في نظرك على ما قسمه الله لك وبه يحصل لك كمال السعادة في الدنيا وبه تأسر قلوب الناس لان من اسباب محبة الناس ووضع القبول للانسان بين الناس ان يزهد فيما في ايديهم كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ازهد في ايدي الناس يحبك الناس ولذلك قال رحمه الله في بيان صفة اخذ هذا المال وما يسوقه الله لك منه خذه بسخاوة نفس لا بشح وخوف على من تبدده وذهابه او اشراف وتطلع الى ما لم يحصل لك منه فان ذلك مما يذهب بركة المال ولا تحصل به على المقصود منه بل يكون المال عنده عند الانسان بمنزلة الخلاء. يعني لا يتناوله ولا يسعى له الا عند الحاجة اليه. لا احد يذهب الى الخلا وهو مكان قضاء الحاجة استمتاعا وانشراحا بالجلوس فيه بل لا يذهب اليه الا بقدر حاجته ثم سعى ما حاجته وينقظي غرضه هل يبقى او ينصرف؟ ينصرف. ويخرج فكذلك المال ينبغي ان يكون الانسان فيه على هذه الحال يقول رحمه الله والسعي فيه اذا سعى كاصلاح الخلاء. يعني اذا سعى في كسب المال او تثميره او تنميته انما هو كما يصلح بيت الخلاء اذا تطرق اليه فساد من اصلاح مصب ماء او مجرى ماء او اغلاق نافذة او ما اشبه ذلك كل ذلك يصلحه ليتم به مقصوده من قضاء حاجته. ثم قال رحمه الله في بيان الحديث العظيم فيما رواه الترمذي من حديث انس بن مالك رضي الله الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصبح والدنيا اكبر همه اكبر همه اي اكبر ما يشغل قلبه ويتطلع اليه فؤاده فهو موعود بثلاث عقوبات شتت الله عليه شمله اي فرق الله عز وجل عليه امره والشمل هنا يشمل الامر كله وفرق عليه ضيعته اي ماله ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له يعني لم يفيده هذا الهم في تحصيل اكثر مما كتب له وقضي له فانه لا يقدم حرص الحريص شيئا لم يقدره الله كما انه لا يبعد الكسلان امرا لم يكتبه الله عز وجل او امرا كتبه الله له. بل الامور بقضاء وقدر ولا يعني هذا الا يكون سبب والا يكون عمل بل العمل والسبب مطلوب. وانما المنهي عنه والممنوع هو ان تستولي هذه الاوهام وهذه الهموم وهذه الافكار على القلوب حتى تكون هي الحاملة له على كل صلة وهي الحاملة له على كل عمل وتستوعب تفكيره وجهده ومن اصبح والاخرة اكبر همه جمع الله عليه شمله. وجعل غناه في قلبه. ومن كان غناه في قلبه فهو اغنى الناس. ولو كان لا طعاما ولا كساء ولا لباسا ولا مأوى يقول واتته الدنيا وهي راغبة. يعني هذا لا يفوته ما قدره الله له ولا يفوته ما قسمه الله له فيها من الرزق ثم قال رحمه الله فيما نقله عن بعض السلف انت محتاج الى الدنيا وانت الى نصيبك من الاخرة احوج فبايهما تبدأ تبدأ بنصيبك من الاخرة لانه الذي لا تستقيم دنياك ولا اخرتك الا به ثم هل هذا يعني ان يفوت الانسان نصيبه من الدنيا؟ الجواب لا بل يأخذ نصيبه من الدنيا كما قال الله تعالى ولا تنسى نصيبك من الدنيا واما الرزق فانه لا يقربه حرصه حريص ولا يبعده اشتغال مشتغل عنه. ولذلك قال الله تعالى وما خلقت اوتوا الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق. يعني لم اخلقهم ليحصل لي منهم تكثر برزق. ان الله هو الرزاق ذو القوة قوة المتين فهو المتكفل بالرزق فالواجب الاشتغال بالعبادة والا يشغل العبد نفسه بالرزق عما خلق من اجله اصلا وهو عبادة الله عز وجل ولذلك ذكر التكفل بالرزق بعد بيان اي شيء الغاية من الوجود والغاية من الخلق وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. ثم قال رحمه الله نعم فاما تعيين مكسب على مكسب من صناعة او تجارة او بناية او حراثة او غير ذلك فهذا يختلف باختلاف الناس. ولا اعلم في ذلك شيئا عاما لكن اذا عن للانسان جهة فليستخر الله تعالى فيها الاستخارة المتلقى عن معلم الخير صلى الله عليه وسلم. فان فيها من البركة ما لا يحاط به ثم ما تيسر له فلا يتكلف غيره الا ان يكون منه كراهة شرعية. يقول رحمه الله فاما مكسب على مكسب تعيين مكسب على مكسب يعني تفضيل طريق من طرق الكسب على طريق اخر من صناعة او تجارة او بناية او او غير ذلك فهذا يختلف باختلاف الناس يعني ليس فيه فضل ينتظم الناس كلهم انما هو يختلف فيه الامر باختلاف احوال الناس فمنهم من يناسبه الصناعة ومنهم من تناسبه والتجارة منهم من تناسبه البناية او الحراثة. على ان بعض العلماء قال ان افضل المكاسب ما كان من كسب يد الانسان الصناعة ومنهم من فظل الزراعة لما فيها من الفوائد والمنافع الا ان جواب الشيخ رحمه الله اشد من اه هذا كله وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد عنه شيء عام في هذا بل ندب الى الكسب الحلال وحث عليه من اي طريق كان وهذا يختلف باختلاف الناس يعني الطرق المفضلة المندوب اليها مختلفة باختلاف احوال الناس ومنهم من يناسبه كذا ومنهم من يناسبه كذا. يقول الشيخ رحمه الله ولا اعلم في ذلك شيئا عاما يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن سلف الامة بل المرد في ذلك الى ما يناسب الانسان في الاستخارة التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابها كما في حديث جابر فانه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة. وقوله هم يعني وقع في قلبه الاقبال على امر من الامور وهذا يشمل الامور الدنيوية كلها سواء مما يتعلق بالمكاسب او مما يتعلق بالاعمال او مما يتعلق المطاعم والمشارب والمناكح فانه يشمل كل ذلك. كل ما يحتاج الانسان فيه الى طلب خير الامرين فانه يلجأ الى الله عز وجل في استجلاء ذلك واستيضاحه. ولذلك قال فان فيها من البركة ما لا يحاط به. فيها اي في الاستخارة وهو ان يطلب الانسان من الله عز وجل ان يوفقه الى خير الامرين فيها من البركة ما لا يحاط به يعني ما لا يوقف عليه ولا يدرك نفعه وذلك لعظيم بركته وكثرة خيره بعد ما يستخير ثم ما تيسر له من ذلك فلا يتكلف غيره الا ان يكون منه كراهة شرعية لا يتكلف غيره يعني لا يطلب غير هذا الذي يسره الله له ووجد فيه نفعا وصلاحا وهذا معنى قوله الله عليه وسلم فيما جا عن من بورك له في شيء فليلزمه. فان الانسان اذا بورك له في شيء ووجد منه نفعا و خيرا فينبغي له ان يلزمه الا يكثر التنقل الا ان يكون منه كراهة شرعية يعني الا ان يكون فيه كراهة شرعية فعند ذلك يقلع عما كرهه الله ورسوله ويقبل على ما احب الله ورسوله. والمكاسب المباحة قد يكون منها ما هو مكروه. ككسب الحجام فان النبي صلى الله عليه وسلم قال كسب الحجام خبيث مع انه اجرة على عمل مباح لكن الخبث هنا ليس هو خبث التحريم انما هو خبث الدناءة والرداءة في المكاسب ولذلك وصفه صلى الله عليه وسلم بانه خبيث ثم قال واما ما تعتمد عليه واما ما تعتمد عليه من الكتب في العلوم فهذا باب واسع. وهو ايضا يختلف باختلاف نشئ الانسان في البلاد فقد يتيسر له في بعض البلاد من العلم او من طريقه ومذهبه فيه ما لا يتيسر له في في بلد اخر رحمه الله. ما انصحه واعمق علمه رحمه الله. وذلك انه لم يعين كتابا محددا وهذا كثير ما يسأل عنه اهل العلم يعني نريد كتابا جامعا في كذا او كتابا نافعا في كذا على وجه العموم. والحقيقة انه ليس هناك كتاب يوصى به على وجه العموم والاطلاق عدا كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. لكن الكلام في كتب العلم المتنوعة وترتيب الوقت وتنظيم الحياة مما يقتبس من العلوم الغربية تجده يصرف الاوقات في استخلاص نتائج وتجارب كثير من الدراسات الاجتماعية ثم ينتهي الى نتائج ويطلب لها الادلة من الكتاب والسنة فانه لا يوصى بكتاب معين لانه ما من كتاب الا وفيه من آآ الملاحظات او ما فيه من اخطاء ما قد يجعل الانسان يعدل الى غيره ولا يعني هذا الا يقرأ الا ما كان صحيحا فانه ابى الله العصمة الا لكتابه كما قال ابن رجب رحمه الله في مقدمة القواعد الفقهية فانه ذكر هذه وهي كلمة صحيحة فانه لا شيء معصوم من الكتب الا كتاب الله جل وعلا لا شيء معصوم من الكتب الا كتابه سبحانه وبحمده. يقول وهو يختلف باختلاف نشئ الانسان في البلاد فقد يتيسر له في بعض البلاد من العلم او من طريقه ومذهبه ما لا يتيسر له في بلد اخر فقد يوصي بكتاب يكون هذا الكتاب مغلقا عليه في بلد من البلدان لا يفهمه او لا يقبل هذا الكتاب او ليس فيه نفع لهذه الجهة او لا يتوفر فالمراد ان ينظر الى الجهة التي هو فيها وما يناسبها وما يحتاجه اهل هذه الجهة. ويقرأ من الكتب ما فيه خير وما فيه نفع ثم اعطى الشيخ رحمه الله قاعدة عامة فيما يقبل عليه من العلم وما يؤخذ من الكتب فقال لكن جماع الخير ان يستعين بالله سبحانه في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه هو الذي يستحق ان يسمى علما. وما سواه اما ان يكون علما فلا يكون نافعا اه واما ان لا يكون علما وان سمي به. ولئن كان علما نافعا فلا بد ان يكون في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه. يقول رحمه الله جماع الخير اي ما يجمع لك الخيل في العلو ان يستعين بالله تعالى في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا فيه الندب والحث على الاقبال الى على كتب السنة. ندب وحث طلبة العلم ان يقبلوا على كتب السنة. والاقبال على كتب السنة نوعان اقبال حفظ وظبط واقبال فهم ودراية وكلاهما مطلوب ويحتاجه طالب العلم وذلك ان العلم في كلام الله وكلام رسوله وما سواه من الكلام فضل قد ينفع فيرجع الى الكتاب والسنة وقد يضيع الوقت ولا يحصل به الانسان مقصودا ولا يصيب به مطلوبا. ولذلك ينبغي له ان على الكلام الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم يعتني به حفظا ما استطاع ولكن يجعل همه قصارى جهده في فهم كلام الله وكلام رسوله فان هذا هو المقصود من العلم. يقول فانه هو الذي يستحق ان يسمى علما قال الله تعالى عن القرآن بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد اوتيت القرآن ومثله معه قل وما سواه ما سواه يعني ما ليس من كلام الله وما ليس موروثا عن النبي صلى الله عليه وسلم اما ان يكون علما فلا يكون نافعا واما ان لا يكون علما وان سمي به لان من الناس من يسمي شيئا من المدركات علما لكنه في الحقيقة لا يصح وصفه بالعلم. لكونه خارجا عن النفع فمثلا علم المنطق يسمى علم لكنه اذا نظرت فيه وجدت انه اضاعة للوقت وانه لا فائدة فيه كما قال شيخ الاسلام رحمه الله في وصفه انه لا يستفيد منه الذكي ولا ينتفع به البريد فهذا من العلوم التي تسمى علما وهي عارية عن هذا الاسم. وان سماها من سماها العلم. بل الان يسمون السحر علم يسمونه علم نوراني وهو علم النيران في الحقيقة وليس علما نوراني. وله معاهد ومدارس وجامعات وكليات كليات ومعاهد وجامعات العلوم النورانية. المقصود به علم السحر وتحظير الجن والكهانة وما اشبه ذلك. هذا سموه علما. هل هو نافع؟ الجواب ليس بنافع هل هو علم؟ ليس بعلم. فقوله رحمه الله وما سواه يعني ما سواه ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وما ورثته الامة عنه من العلوم اما ان يكون علما فلا يكون نافعا واما ان لا يكون علما وان سمي به. طيب فيه من الاشياء التي لم تورث عن النبي صلى الله عليه وسلم من العلوم النافعة فكيف يكون؟ يقول ولئن كان نافعا ان سلمنا انه يوجد شيء مما لم يورث عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه نفع فلا بد ان يكون في ميراث النبي صلى الله عليه وسلم في ميراث النبي صلى الله عليه وسلم لا بد ان يوجد في ميراث النبي صلى الله عليه وسلم فاقبل على الميراث يغريك عن غيره ومن هذا ما يسلكه الان كثير ممن يعني يجتهدون في تقريب العلوم الاجتماعية والطرق الاخلاقية والسلوكية في وهذا في الحقيقة عكس للقظية. الاصل في اهل الاسلام ان يطلبوا هذه من كلام الله ومن كلام رسوله ثم يقدمها للناس في ضوء الكتاب والسنة لا ان يأخذوا تجارب الاخرين ثم يطلب لها الادلة من الكتاب والسنة وهذا عكس القضية لانه يصرف جهده وطاقته في دراسة هذه الكتب والتلقي عنها وفهمها ثم بعد ذلك اذا فرغ وعلقت بها نفسه وتشربها قلبه ذهب يبحث عن ما يؤيدها او يستدل به لها من كلام الله ومن كلام رسوله بينما لو عكس الامر لكان اجدى وانفع على صاحبه واجنى في اظهار ما في الكتاب والسنة من كنوز الخير وكنوز العلم. ولذلك يقول رحمه الله ولئن كان علما نافعا فلابد ان يكون في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه ان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته ان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي. هدي محمد صلى الله عليه وسلم. ولا يعني هذا الا نستفيد من غيرنا لا. نستفيد من غيرنا. فالحق ظالة المؤمن انا وجدها اخذها وفرح بها. لكن الكلام ينبغي لنا في تعليمنا وتعلمنا ان نقبل على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فان فيه الخير كله نعم ولتكن همته فهم مقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم في امره ونهيه وسائر كلامه فاذا اطمئن قلبه ان هذا هو مراد الرسول صلى الله عليه وسلم. فلا يعدل عنه فيما بينه وبين من الله تعالى ولا مع الناس اذا امكنه ذلك. طيب هذه كلمة مهمة يا اخواني مهمة للغاية لطالب العلم يقول ولتكن همته في نظره في اي شيء في ميراث النبي صلى الله عليه وسلم لتكن همته اي اعلى ما يكون من اهتمامه واكبر ما يكون من طلبه في نظره لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهم مقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم في امره ونهيه اوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه لا معنى لها ولا حكمة فيها وليست معقولة المعاني. بل هي اوامر ونواهي لها حكمة ولها مقاصد فالذي ينبغي لطالب العلم الا يقتصر في نظره في كلام النبي صلى الله عليه وسلم على الالفاظ ويجبد عليها بل ينبغي له ان يصبر غور هذه الالفاظ ويتجاوزها الى اي شيء الى المعاني والمقاصد فان من بلغ هذا العلم وفق الى علم كثير غزير يحصل به من النور ما لا يحصل بغيره ولذلك تجد ان اعظم الناس فقها هم الذين يدركون المعاني معاني كلام الله وكلام رسوله وتجد من كلامهم واستنباطاتهم ونظرهم من النور النبوي ما لا تجده في الذين جمدوا على الالفاظ فلذلك ينبغي لطالب العلم ان يدرك المقاصد ان يدرك المعاني لان الاحكام ليست مجردة عن معانيها وليست مجردة عن اه عللها وغاياتها التي جاءت من اجلها. فادراك هذه المعاني والعلل مما يفيد فوائد منها ثبات العلم في قلب الانسان. لانه اذا ادرك المعنى ثبت العلم في قلبه. اقر بخلاف ما لو اقتصر فقط على ادراك اللفظ فان لفظ لا يستقر في قلبه وقد يوجد في قلبه لجلجة وحرج من ذلك ثانيا الصدق في العمل لانه اذا ادرك الانسان غاية الامر وغاية النهي اعانه ذلك على الصدق في العمل والاقبال عليه امرا وصدق في الاجتناب ان كان نهيا. ثالثا يعطي الانسان قوة في الاقناع في تعليمه ودعوته. ولذلك تجد ان شيخ الاسلام رحمه الله في بسطه وكلامه من القوة والحجة والبرهان ما ليس في كثير من كلام اهل العلم. السبب هو العناية بالمقاصد فان العناية بالمقاصد تجمع لك شتات علم كثير وتنتفع بقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام البخاري من حديث جابر بما خص الله به رسوله واعطيت جوامع الكلم. جوامع الكلم يعني الالفاظ القليلة التي تحمل معاني كثيرة. فلو ان الانسان اقتصر في الالفاظ على هذه الجمل من الكلمات ولم ينفذ الى معانيها ومقاصدها فاته خير كثير. ثم انه بهذا الفائدة الرابعة موافقة السلف فيما تميزوا به عن الخلف فانما تميز به سلف الامة من الصحابة ومن بعدهم ومن سلك سبيلهم من ائمة الهدى انهم كانوا يعتنون بمعاني ومقاصد كلام النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولذلك ينبغي لطالب العلم ان يعتني بهذا. وان يوفر نفسه عليه. وان يبعد ويجتنب الجمود عن الالفاظ. والاقتصار على الظواهر دون سبر المعاني والنظر في غور كلامه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. لكن دون تكلف ودون اخراج الالفاظ عن معانيها المتبادلة دون تعنت لان من الناس من يلغي الالفاظ ويقول اعتمد المعاني وهذا غلط. يعني النظر في المعاني من الناس من يعتمد الفاظه ويغفر المعاني ومنهم من يعري الالفاظ عن دلالاتها ويقتصر على معاني وهمية والذي ينبغي ان يسلك هو ما وجه اليه من الجمع بين كلام النبي صلى الله عليه وسلم والمقاصد والمعاني التي دل عليها كلامه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. يقول فاذا اطمئن قلبه ان هذا هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم. اذا وجد في قلبه راحة وانشراحا في حديث او قول من اقوال النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا هو معناه. بعد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم. والنظر فيما قاله اهل العلم لا اعتمادا على رأيه. ولا اعتدادا بنفسه بل بعد النظر في كلام ومحاولة التوصل الى معنى كلام النبي صلى الله عليه وسلم لانه فسد اللسان وهناك حوائل دون الوصول الى المعنى وصولا مباشرا يحتاج الى مسهلات الوصول الى المعنى وهي ما يكون من النظر في كلام العلماء ولذلك الذي يقول اقبل على الكتاب والسنة واترك كلام العلماء هذا غلط لان هناك من العوائق بيننا وبين فهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم الشيء الكثير من فساد اللسان وضعف الرأي وما اشبه ذلك من الاسباب التي تحول دون الوصول الى المعنى لكنه يقول انظر في كلام العلماء واجتهد في التوصل الى مراد النبي صلى الله عليه وسلم فاذا توصلت الى معنى قال به اهل العلم واطمأن قلبك الى انه هو مراد الرسول صلى الله عليه وسلم فاياك ان تعدل عنه ولذلك قال فلا يعدل عنه فيما بينه وبين الله لان هذا دين وهذا الذي ظهر لك من قول النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الذي فهمته من كلامه فالزمه فان الهدى في قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول ولا مع الناس يعني ولا تعدل عنه مع الناس اذا امكنه ذلك وانظر بما يتعلق بصلة الانسان بربه ما في حواجز اما فيما يتعلق بهذا الفهم فيما يتعلق بالناس فما امكنك القيام به مما فهمته من كلام النبي صلى الله عليه وسلم افعل وما لا فقد قال الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم فاذا كان فهمك ان هذا مراد النبي صلى الله عليه وسلم وان هذا مقصوده ولكن حال دونك ودون العمل بهذا ما من قول بين الناس ان المعنى كذا او كذا خلاف ما توصلت اليه فعند ذلك افعل ما تستطيع واعمل بما فهمت على قدر بامكانك لقول الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم نعم وليجتهد ان يعتصم في كل باب من ابواب العلم باصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم واذا اشتبه عليه مما قد اختلف فيه الناس فليدعوا بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا قام يصلي من الليل اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم فان الله تعالى قد قال فيما رواه عنه رسوله يا عبادي كلكم ضال الا من هديت فاستهدوني اهدكم واما وصف الكتب والمصنفين فقد سمع منا في اثناء المذاكرة ما يسره الله سبحانه وما في الكتب المصنفة المبوبة كتاب انفع من صحيح محمد ابن اسماعيل البخاري لكن هو وحده لا يقوم باصول العلم ولا يقوم بتمام المقصود للمتبحر في ابواب العلم اذ لابد من معرفة احاديث اخر وكلام اهل الفقه واهل العلم في الامور التي يختص بعلمها بعض العلماء وقد اوعبت الامة في كل فن من فنون العلم ايعابا. اي كثرت وفصلت ونشرت نعم. فمن نور الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك. ومن اعماه لم تزده وكثرة الكتب الا حيرة وضلالا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي لبيد الانصاري اوليست التوراة والانجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم؟ فنسأل الله العظيم ان يرزقنا الهدى والسداد ويلهمنا رشدنا. ويقينا شر انفسنا. امين. والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدنا ويهب لنا من لدنه رحمة. انه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين وصلواته على اشرف المرسلين. الحمد لله اللهم صلي وسلم على رسول الله وجزى الله الشيخ