اثبات ذلك على ما اراد الله تعالى واثباته على ما اراد الرسول صلى الله عليه وسلم من غير ان ندخل في ذلك اوهام او خيالات او ظنون فاسدة كاذبة. يقول احمده سبحانه واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه هو من اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد والله سبحانه وتعالى جاء بهذا الدين وارسل هذا النبي الامين صلى الله عليه وعلى اله وسلم فجمع الله تعالى به القلوب بعد شتاتها والف بين الناس ممن امنوا به واتبعوه بعد فرقة عظيمة يقول الله جل وعلا لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم. الله اكبر ولكن الله الف بينهم اذا تأمل العبد هذا الخبر من رب العالمين وجد عظيم ما من الله تعالى به على هذه البشرية بهذا الدين القويم الذي جمع القلوب. يقول الله سبحانه وتعالى لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم اي ما جمعت فالتأليف يقتضي الاجتماع والالفة والانظمام وعدم التنافر والافتراق هذا المعنى لا يمكن لاحد ان يؤلف بين قلبين مهما اوتي من قوة وطاقة التأليف بين قلبين من قلوب بني ادم من اعسر ما يكون ومن اصعب ما يطلب ولكن الله سبحانه وتعالى بمنه ورحمته جعل من اسباب الالفة في هذه الشريعة ما جمع به شعث القلوب حتى انضم العربي للعجم والنسيب لغيره والشريف الوضيع كلهم يقفون في موقف واحد بين يدي رب العالمين. فائتلفت قلوبهم يا ايها الناس انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم فما يكون بين الناس من التمايز انما هو لاجل ما قدره الله تعالى وقضاه من ان يكون بعضهم يتخذ بعضا سخرية ويتعارف بعضهم لبعض وينضم بعضهم الى بعض وليس ذلك مدعاة لعلو ولا ارتفاع بل قد قال جل وعلا تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا باي نوع من انواع العلو باي سبب فمن اسباب العلو لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا ثم قال والعاقبة للمتقين لان المتقين سلموا من طلب العلو باي سبب من الاسباب حتى من طلب العلو بالدين يذله الله تعالى الدين ليس سببا للعلو. الدين سبب للخضوع والنزول والتواضع فانه من تواضع لله رفعه. والله تعالى لما ذكر المؤمنين قال يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين في اول الاوصاف المتعلقة فيما بينهم وبين الخلق. فيما بينهم وبين الخالق الوثاق والصلة هي المحبة يحبهم ويحبونه. وفيما بينهم وبين الخلق اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين قدم هذا على الجهاد في سبيل الله يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون له مثلا. ما المقصود انه اي نوع من انواع العلو فالذي يعلو على الناس بصلاحه يعلو على الناس بعلمه هذا ما حقق المقصود من الصلاح ولا حقق المقصود من العلم. اخواني من اعظم اسباب الشر الواقع في الامة هو الاختلاف والافتراق والاختلاف والافتراق قد يكون بمسوغ يعني هناك اسباب توجده وقد يكون من غير سبب الا نفوس مريضة واهواء متحكمة واراء متشعبة تحمل الناس على الافتراق والاختلاف. الواجب على من نصح نفسه واراد ان يكتب الله تعالى له قبولا ونفعا عاما للامة ان يسعى في تحقيق ما امر الله تعالى به من فهو الاجتماع والاعتصام بالكتاب والسنة وعدم التحزب والتمزق والتشرذم الذي بلي به كثير من المسلمين من الان تحزب الناس لاوطانهم وانسابهم وطبقاتهم ومذاهبهم وارائهم والناس في الاراء يمكن حصر ارائهم يقول شيخ الاسلام رحمه الله والناس في ارائهم اعظم تباينا واكثر افتراقا منهم في الوانهم والسنتهم يعني الافتراق في الاراء اعظم من الافتراق في الصور. الاراء الصور ممكن حصرها بالوان واطياف معينة لكن الاراء لا حصر لها. ولا اصدق على هذا من ان ترى هذه الضلالات التي يموج بها الناس في هذا الزمان وما قبل هذا الزمان مما مر على البشرية انواع والوان من الضلالات والانحرافات لا يعلمها الا الله جل وعلا. سبب هو الناس اذا لم يهتدوا بهداية ويستمسكوا بكتاب وقع بينهم من الفرقة والاختلاف ما لا حد له ولا ضابط. المقصود ان من اعظم اسباب الانحراف عن الحق والهدى الفرقة. والاختلاف ولذلك يجب على المؤمن ان يسعى في الالفة والاجتماع وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجية المنصورة التي اخبر بظهورها رأيها الى ان يرث الله الارض ومن عليها اخبر سبحانه وتعالى بانها الجماعة كما جاء ذلك في الاحاديث التي تقدمت في ما يتعلق بافتراق الامة لا ثنتين وسبعين فرقة في احدى الروايات سئل عنها قال هي الجماعة. فينبغي ان يعرف ان الفرقة ليست دلالة صلاح في الامة وليس دلالة صحة في الامة الافتراق والتنازع هذا مما نهى الله تعالى عنه شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا هو الذي اوحينا اليك به ابراهيم وموسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه فالله جعل الشرع الذي انتظم شرائع الانبياء جميعا هو اقامة الدين والالفة والاجتماع نسأل الله ان يجمع قلوبنا على طاعته. وهذه يا اخواني مع كون الانسان ينبغي ان يستحضرها في ذهنه علما ينبغي ان يترجمها في سلوكه عملا ما هو بكل واحد منا اذا خالفه اخوه في قضية من القضاء القضايا انا بذا الان نحن في هذا المجلس يمكن كل واحد منا ان يكون له مذهب ورأي وقد يوالي ويعادي من يوافقه يوالي من يوافقه ويعادي من يخالفه على هذا الرأي ثم انظر يوسع الدائرة تجد ان الناس لا حد لهم ولا حصر. فاذا كان الانسان يريد ان يحمل الناس على رأيه ويحمل الناس على قوله كان هذا من اسباب الفرقة ينبغي ان يسعى في بيان الحق وتوضيحه برفق ولين وهدوء وتقدير حال الناس وانهم في الازمان المتأخرة ويصبر عليهم فان الصبر من اعظم ما يتحقق به الخير للانسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح من حديث ابي سعيد وما اعطي احد عطاء خيرا ولا اوسع من الصبر. المقصود ان من اسباب الانحراف الذي وقع في هذه الامة بعد الهدى الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم التفرق والاختلاف الذي ذكره الله فيه كتابه ثم قال ومنها اي من اسباب الظلال والانحراف عن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم احاديث تروى وهي كذب عليه باتفاق اهل المعرفة حديث تنقل هي كذب عليه سواء كان ذلك في الاحكام العملية او في الامور الاعتقادية لا فرق بين هذا وذاك فان الاحاديث الضعيفة والموضوعة هي من اسباب الفرقة في هذه الامة. يقول يسمعها الجاهل بالحديث فيصدق بها لموافقة ظنه وهواه. اذا هو لا يصدق بها لانها كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. او لاعتقاده ان لها ممن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. بل لانها وافقت ظنه وهواه. وقد قال المؤلف رحمه الله في بيان ذم اتباع الظن والهوى وهما من اعظم اسباب الردى يقول واضل الضلال اتباع الظن والهوى. وقد جاء في بعض الاحاديث التي لا يخلو اسنادها من مقال ان اعظم اله عبد تحت اديم السماء هواء يعني هوى المتبع اعظم ما عبد تحت اديم السماء من دون الله تعالى هوى متبع. ولذلك قال الله تعالى افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله لا سبيل لهدايته اذا كانت هذه حاله في اتباع هواه واتخاذه الهوى حاكما. ولذلك يقول الناظم عبادة الاهواء في تطويحها بالدين فوق عبادة الاصنام عبادة الاهواء في تطويحها يعني في نقضها وهدمها للدين فوق عبادة الاصنام او الاوثان فان عبادة الاصنام سورة منصور اتباع الهوى لكن اتباع الهوى اعظم واكبر فانه يقود الانسان في نواحي ومجالات عديدة والهوى يعمي عن الحق ويوقع في الردى ولذلك ينبغي للمؤمن ان يتعهد قلبه. والهوى ليس امرا ظاهرا يمكن ان يعرف ويكشف بعلامة في وجه او بظهور اثر في البدن انه امر في القلب. تترجمه الاعمال والاقوال والعقائد وسائر ما يكون من الانسان. يقول رحمه الله واظلوا الضلال اتباع الظن والهوى كما قال تعالى في حق من ذمهم ان يتبعون الا الظن والظن هنا هو الخرس الذي لا يبنى على ولا يعتمد على قواعد انما هو رجم بالغيب ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس. هذا في حق من ذمهم من الظلال اما في حق من بعثه الله بالهدى ودين الحق يقول والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى فنفى عنه اسباب الضلال واسباب الانحراف ما ضل والضلال هو الضياع على الحق والذهاب عنه وما غوى اي وما اتبعه وهو لذلك يقول المؤلف رحمه الله فالضال هذا تعريف الضال الذي لا يعلم الحق مثل النصارى لا يعلمون الحق ويظنون انهم على هدى وبصيرة. واما الغاوي او الغي فهو الذي يتبع هواه ان يتبع ما تمليه نفسه وما تميل اليه وما ترغب به لا شأن له في اتباع الحق ولا غرظ له في قصده انما قصده ما وافق هواه فحيث كان هواه كان عمله وحيث كانت رغبته كان سعيه. وهاتان اللوثتان من اسباب الانحراف عن الحق والهدى محاصرتهما تكون بالعلم واتباع الهدى فالعلم يستبين به الانسان الحق من الباطل. واتباع الهدى ينجو به الانسان من الوقيعة في الهوى الذي يرضيه ويهلكه. يقول اخبر انه ما ينطق عن هوى الناس بل هو وحي اوحاه الله فوصفه بالعلم ونزهه عن الهوى. ثم بعد هذا قال المؤلف رحمه الله بعد هذه المقدمة الماتعة المهمة التي تتضمن اصولا وقواعد يبنى عليها التنبيه الى الاخطاء والتذكير الصواب يقول رحمه الله وانا اذكر جوامع يعني اصول وكليات من اصول الباطل التي ابتدعها طوائف ممن ينتسب الى السنة وقد مرق منها وصار من اكابر الضالين وهي فصول اي هذه التنبيهات والكليات التي ليست من السنة في شيء وقد جعلها اصحابها اصولا في ما يعتقدونه من السنة يقول رحمه الله هي في فصول تأتي واعدوا هذه الفصول خمسة فصول الفصل الاول الفصل الاول احاديث رووها في الصفات زائدة على الاحاديث التي في دواوين الاسلام. مما نعلم باليقين القاطع انها كذب وبهتان بل كفر شنيع. وقد يقولون من انواع الكفر ما لا يروون فيه حديثا مثل حديث يروونه ان الله ينزل عشية عرفة على جمل اورق. يصافح الركبان ويعانق وهذا من اعظم الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وقائله من اعظم القائلين على الله غير الحق ولم يروي هذا الحديث احد من علماء المسلمين اصلا. بل اجمع علماء المسلمين واهل المعرفة بالحديث على انه مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال اهل العلم كابن قتيبة وغيره هذا وامثال انما وضعه الزنادقة الكفار ليشينوا به على اهل الحديث. ويقولون انهم يروون مثل هذا. طيب. هذا الفصل جعله المؤلف رحمه الله طيب لمعالجة خطأ يقع فيه بعض من ينتسب الى السنة ولعل الشيخ رحمه الله اختار هذه الفصول وهذه الموضوعات التي ضمنها هذه الفصول لمعالجة خطأ وقع في هذه الجماعة التي كتب اليها وهذا لابد ان نستحضرها ان هذه الوصية وصية مبعوثة لجماعة تتبع الشيخ عدي بن مسافر. وعندها من السنة والحرص عليها ما هو معروف مذكور مشكور بينه الشيخ رحمه الله لكن عندهم اخطاء نبه اليه الشيخ رحمه الله وانظر الى طريقته في التنبيه فانه لم يوجه التنبيه اليهم انما جعل التنبيه على وجه العموم. نظير ما كان عليه خير الانام صلى الله عليه وسلم في تنبيهه. ما بال اقوام فالشيخ رحمه الله يقول وانا اذكر جوامع من اصول الباطل التي ابتدعها طوائف ممن ينتسب الى السنة وقد مرق بسببها وصار من اكابر الظالين وهي فصول. اولها ما يتعلق بالاسماء والصفات وهذا الباب بينه المؤلف رحمه الله قدمه لانه يتعلق باصل العلم وهو العلم بالله تعالى فاصل العلم هو العلم بالله جل وعلا ولذلك يجب على المؤمن ان يحرر هذا الاصل وان يخلصه من كل شائبة وان يكون هذا الاصل مستقم من الكتاب والسنة. فكل من خالف الكتاب والسنة في هذا الاصل لابد ان يتأثر سائر حاله. ولذلك الانحراف في باب العلم بالله تعالى يوقع في الانحراف في باب العلم بامره يوقع في الانحراف في باب العمل. ولذلك ينبغي للمؤمن ان يعتني بهذا الشأن. لماذا يعتني بهذا الشأن؟ لان اصل العلوم واساسها الذي يبنى عليه علم الانسان وعمله هو العلم بالله تعالى فاذا صح العلم بالله تعالى صح كل شيء واذا فسد العلم بالله تعالى فسد كل شيء. واذا اختل ونقص العلم بالله تعالى دخل النقص كل شؤون الانسان. ولذلك بدأ الشيخ رحمه الله بمعالجة ما يتعلق بالصفات لانها الطريق الذي يعلم به الله تعالى. نحن نعلم الله تعالى باسمائه وصفاته. نعلم اسماء وافعال نعلم ذلك من خلال الكتاب والسنة. ومن خلال ما فطر الله تعالى عليه القلوب. ومن خلال ما دلت عليه العقول. فهذه هي وسائل ادلة العلم بالله تعالى. لكن اصل هذه العلوم هو على وجه التفصيل هو الكتاب والسنة فلا محيد عنهما والظلال ممن ارادوا الدخول على اهل السنة تشغيب في طريقتهم يعني التشويش على طريقتهم في باب الاسماء والصفات او التشويه سبيلهم او التنفير عنهم سلكوا هذا المسلك الذي ذكره الشيخ رحمه الله وهو انهم ذكروا احاديث امام الاسماء والصفات هي تمثيل ونزول بمقام رب العالمين الذي له المثل الاعلى في السماوات والارض سبحانه وبحمده فذكروا هذه الاحاديث لينفروا عن طريقة اهل السنة وليشوهوا ويشغبوا على هذا السبيل. يقول رحمه الله في هذا الفصل احاديث رووها في الصفات زائدة على الاحاديث التي في دواوين الاسلام. هؤلاء عجزوا ان يجدوا في كلام النبي صلى الله عليه وسلم مطعنا يدخلون من خلاله على اهل السنة والجماعة بذم طريقهم وما طريقهم؟ طريقهم اثبات ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل و وذكر ان ذلك من قبل احاديث رواها بعض الناس في الصفات ليست من الاحاديث المعروفة في دواوين اهل الاسلام هي احاديث وضعها بعض الزنادقة والمنحرفين ليشتتوا بذلك جهود اهل السنة في احاديث رووها في الصفات زائدة على الاحاديث التي في دواوين الاسلام يعني المشهورة المعروفة مما يعلم باليقين القاطع يعني بالعلم الراسخ الذي لا يتطرق اليه ايش شك ولا ريب انها كذب وبهتان. كذب لانها مخالفة للواقع. وبهتان لانها ادعاء ما ليس بحق فالكذب هو بخلاف الواقع والبهتان اخبار بخلاف الواقع اختلاقا وادعاء ففرق بين هذا بين الكذب والبهتان. فالبهتان اعظم جرما واكبر خطرا. يقول بل كفر شنيع وقد يقولون من انواع الكفر ما لا يروون فيه حديثا مثل حديث يرونه. عندكم ما لا ما لا يروون ما لا ولا ما يروونه مالها؟ لا الظاهر انه صوابها ما يروون فيه حديثا وقد يقولون من انواع الكفر ما يروون فيه حديثا مثل حديث يرونه. فالظاهر ان لا هنا زائدة فاكتبوا لعلها ما يروون فيه حديثا يعني يقول المؤلف يقول وقد يقولون من انواع الكفر ما يروون فيه حديثا يعني يعضدون الكفر الذي جاءوا به في تشغيب والتظليل على اهل السنة ما يروون فيه حديثا مثل حديث يروونه ان الله ينزل عشية عرفة يعني بعد الظهر على جمل اورق اي بلون الورق او رق بلون الورق يصافح الركبان ويعانق المشاة. يقول المؤلف وهذا من اعظم الكذب على الله ورسوله. فالرسول لم يقل ذلك والله جل وعلا منزه ان يفعل هذا فهو سبحانه وتعالى العلي الاعلى الكبير المتعال الذي لا يحيط الخلق به وصفا ولا به علما سبحانه وتعالى يقول وقائله من اعظم القائلين على الله غير الحق لماذا؟ لان اعظم قول غير الحق هو القول على الله تعالى. الافتراء على الله تعالى وهذا من الافتراء على الله وعلى رسوله على الله بالاخبار عنه بخلاف الواقع. وعلى الرسول بانه قال ذلك وهذا فيه نسبة النبي صلى الله عليه وسلم الى الجهل بربه وهو اعلم الخلق بربه صلى الله عليه وسلم. يقول ولم يروي هذا احد من علماء المسلمين اصلا هذا الحديث لا يثبت باسناد وليس له في كتب اهل العلم ذكر وهم الحريصون على جمع ما يتعلق بالله تعالى وبيان ما يتصف به سبحانه وتعالى. يقول بل اجمع علماء المسلمين واهل الحديث على انه مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مختلق عليه. ثم قال وقال بعض اهل العلم تبني قتيبة وغيره. وهذا وامثاله يعني هذا الحديث ونظائره انما وظعه الزنا حدقة الكفار لماذا؟ قال ليشين به اهل الحديث اي يشوه به طريقهم وينفر به عن سبيلهم. قال ويقولون انهم يروون مثل هذا اي يروون مثل هذه الاحاديث. وهم منزهون عن ان يروون مثل هذه الاحاديث لانهم الاعلم بالله تعالى رسوله ولا يثبتون الا ما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم في باب العلم والعمل. ثم قال رحمه الله وكذلك حديث اخر في انه رأى ربه حين افاض من مزدلفة يمشي امام الحجيج وعليه جبة صوف او ما يشبه هذا البهتان والافتراء على الله. والذي لا يقوله من عرف الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهكذا حديث فيه ان الله يمشي على الارض. فاذا كان موضع خضرة قالوا هذا موضع قدميه. ويقرأ هنا قوله تعالى فانظر الى اثار رحمة الله كيف يحيي الارض بعد موتها. هذا ايضا كذب باتفاق العلماء ولم يقل الله فانظر الى اثار خطى الله. وانما قال اثار رحمة الله ورحمة الله هنا هي المطر اثارها هي النبات وهكذا احاديث في بعضها ان محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه في الطواف وفي بعضها انه رآه وخارج من مكة وفي بعضها انه رآه في بعض سكك المدينة الى انواع مع اخر وكل حديث فيه ان محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه في الارض فهو كذب باتفاق المسلمين وعلمائهم. هذا شيء لم يقله احد من علماء المسلمين. ولا رواه احد منهم وانما كان النزاع بين الصحابة في ان محمدا صلى الله عليه وسلم هل رأى ربه ليلة المعراج؟ فكان ابن رضي الله عنهما واكثر علماء السنة يقولون ان محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة وكانت عائشة رضي الله عنها وطائفة معها تنكر ذلك. ولم تروي عائشة رضي الله عنها في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ولا سألته عن ذلك ولا نقل في ذلك عن الصديق رضي الله عنه كما يروونه اناس من الجهال ان اباها سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال نعم. وقال لعائشة لا فهذا الحديث وكذب باتفاق العلماء. ولهذا ذكر القاضي ابو يعلى وغيره انه اختلفت الرواية عن الامام احمد رحمه الله هل يقال ان محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعيني رأسه او يقال بعين قلبه او يقال ولا يقال بعيني رأسه ولا بعين قلبه. على ثلاث روايات. وكذلك الحديث الذي رواه اهل العلم انه قال رأيت ربي في صورة كذا وكذا يروى من طريق ابن عباس ومن طريق ام الطفيل وغيرهما وفيه انه وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد انامله على صدري. الله اكبر. هذا الحديث لم يكن ليلة المعراج فان هذا الحديث كان بالمدينة. وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم نام عن صلاة الصبح ثم خرج اليهم وقال رأيت كذا وكذا. وهو من رواية من لم يصلي خلفه الا بالمدينة. كام الطفيلية وغيرها والمعراج انما كان من مكة باتفاق اهل العلم. وبنص القرآن والسنة المتواترة. كما قال الله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وعلم ان هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة. كما جاء مفسرا في كثير من طرقه انه كان رؤيا من ام مع ان رؤيا الانبياء وحي لم يكن رؤيا يقظة ليلة المعراج وقد اتفق المسلمون على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعينيه في الارض. وان الله لم ينزل له الى الارض وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم قط حديث فيه ان الله نزل له الى الارض. بل الاحاديث الصحيحة ان الله يدنو عشية عرفة. وفي رواية الى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر يقول من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه. من يستغفرني فاغفر له. وثبت في الصحيح ان الله وعشية عرفة. وفي رواية الى سماء الدنيا. فيباهي الملائكة باهل عرفة. فيقول انظروا الى عبادي اتوني شعثا غبرا ما اراد هؤلاء. الله اكبر. وقد روي ان الله ينزل ليلة النصف من شعبان. ان صح الحديث فان هذا مما تكلم فيه اهل العلم وكذلك ما روى بعضهم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل من حراءة بدا له ربه على كرسي بين السماء والارض غلط باتفاق اهل العلم بل الذي في الصحاح ان الذي تبدى له الملك الذي جاءه بحراء في اول مرة وقال له اقرأ فقلت لست بقارئ فاخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم ارسلني فقال اقرأ قلت لست بقارئ فاخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم ارسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق والانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. فهذا اول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم جعل النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن فترة الوحي. قال فبين انا امشي اذ سمعت صوتا فرفعت رأسي فاذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والارض. رواه جابر رضي الله عنه في الصحيحين فاخبر ان الملك الذي جاءه بحراء رآه بين السماء والارض. وذكر انه رعب منه فوقع في بعض الروايات الملك فظن القارئ انه الملك وانه الله وهذا غلط وباطل. وبالجملة ان كل حديث فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه في الارض وفيه انه نزل له الى الارض وفيه ان رياض الجنة من خطوات الحق. وفيه انه وطئ على صخرة بيت بيت المقدس كل هذا كذب باطل باتفاق علماء المسلمين من اهل الحديث وغيرهم وكذلك كل من ادعى انه رأى ربه بعينه قبل الموت فدعواه باطلة باتفاق اهل السنة والجماعة هذا صلة الفصل الاول الذي ذكره المؤلفين شيئا مما ابتدعه بعض الناس ونسبه الى السنة وجعله من الثابت الذي يعتقد وقد ذكر رحمه الله في مقدمة هذا الكتاب في اخر المقدمة ذكر انه سيذكر فصولا فقال وانا اذكر جوامع من اصول الباطل التي ابتدعها طوائف ممن ينتسب الى السنة وقد مرق منها اي بسببها وصار من اكابر الظالين وهي فصول فبدأ في اول الامر بما يتعلق بصفات الله تعالى وتكلمنا لماذا بدأ المؤلف رحمه الله بالصفات؟ قبل غيرها من الابواب التي ظل بها اصحابها. وقلنا ان سبب ذلك هو ايش هو ان الخلل في باب العلم بالله تعالى سبب للانحراف في ابواب كثيرة وهو اصل العلم فالعلم بالله تعالى اصل العلوم اذا فسد فانه يتطرق الفساد الى ابواب واصناف من العلم اخرى. ولذلك تقرير الصفات وليشغبوا عليهم ويشوشوا على طريقهم في اثبات ما اثبته الله تعالى لنفسه. ذكر رحمه الله امثلة ومن ما يتعلق بما ذكر في المقطع الذي قرأناه الليلة وهو قوله وهكذا حديثه في بعضها ان محمدا رأى في الطواف وفي بعضها انه رآه وهو خارج من مكة اي الله جل وعلا وفي بعضها انه رآه في بعض السكك المدينة الى انواع اخر وكل حديث فيه ان محمدا رأى ربه بعينه في الارض فهو كذب باتفاق المسلمين وعلمائهم هذا هو من الانحراف الذي وقع فيه بعض الناس من طريق هذه الاحاديث التي ليس لها اصل ولا تثبت بل هي احاديث كذب وموضوعة كما قال باتفاق المسلمين وعلمائهم ثم من هذا انطلق المؤلف رحمه الله استطرادا في ذكر ما يتعلق برؤية النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ربه. هل رأى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ربه او لا. لكن الذي لا اشكال فيه ولا خلاف فيه بين اهل العلم انه لم يرى الله تعالى في الارض فلم يره في الارض ولم يره في مكة ولا في المدينة ولا في غيرها. يقول رحمه الله هذا شيء لم يقله احد من المسلمين ولا رواه احد منهم ثم قال وانما كان النزاع بين الصحابة هل رأى ربه ليلة المعراج والمعراج معلوم انه ارتفاع وعلو الى السماء. فالمقصود فوجئ الارتفاع كما قال الله تعالى في سورة المعارج تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة تعرج اي ترتفع فليلة المعراج هي الليلة التي ارتفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم ورقي فيها الى السمع. وكان ابن عباس رضي الله عنه اكثر اهل السنة يقولون ان محمدا رأى ربه ليلة المعراج في قوله رحمه الله اكثر اهل السنة اشكال وذلك ان المعروف ان اكثر اهل السنة على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه كما دل على ذلك احاديث لا في ليلة المعراج ولا في غيرها لم يره بعينه التي في رأسه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ولذلك ذكر الشيخ رحمه الله في الفتاوى قال وليس في الادلة ما يقتضي انه رآه بعينه ولا ثبت عن احد من الصحابة ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك بل النصوص الصحيحة على تفسير ان الرؤيا التي كانت للنبي صلى الله عليه وسلم انما هي ورؤيا فؤاد وليست رؤيا بصر ولذلك في صحيح الامام مسلم من حديث ابي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال نور انا اراه وقد قال الله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى لنريه من اياتنا ذكر ان العلة والغرض من هذا الاسراء هو ان يرى من اياته ولو كان رآه لكان اولى ما يذكر رؤياه جل وعلا ولذلك يقول شيخ الاسلام رحمه الله ولو كان قد رآه نفسه اي رأى الله تعالى بعينه لكان ذكر ذلك اولى من رؤية ايش؟ بعض الاعياد ولذلك قال تعالى افتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى. ثم قال لقد رأى من ايات ربه الكبرى ولو كان قد رأى الله جل وعلا لكان ذكر ذلك اولى من ذكر رؤيا بعض الايات. ولذلك قال شيخ الاسلام رحمه الله كل حديث فيه رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة المعراج عيانا يعني بعينه حديث مكذوب موظوع باتفاق اهل المعرفة. فليس فيه حديث يمكن ان يستند اليه صريحا في انه رأى ربه سبحانه وتعالى. وانما غاية ما هنالك اختلف الصحابة رضي الله عنهم في هل رأوه بفؤاد او لا فابن عباس والمنقول عن الامام احمد رحمه الله انه رآه لكنهم لم يقولوا انه رآه بعينه وانما مقصودهم بالرؤيا هي رؤية الفؤاد ورؤية الفؤاد دون رؤية البصر. ما في اشكال. ولذلك يعلم الانسان بالشيء علما نظريا لكنه اذا رأى كانت الرؤية مختلفة تماما عن الامر من حيث الحقيقة وادراك المرء فان الادراك البصري النظري ليس كالادراك العلمي الخبري ولذلك من الامثلة المشهورة في كلام العرب فما راع كمن سمع ما رائن يعني ما مبصر بعينه كمن سمع عن الشيء باذنه فالسماع يختلف عن الرؤية فرؤية النبي صلى الله عليه وسلم يا رب لم تكن بعينه التي في رأسه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وقد قرر الشيخ رحمه الله هذا المعنى في بيان ان المنقول عن ابن عباس وعن غيره من السلف ليس صريحا في انه رآه بعيبه صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال بمنهاج السنة اهل السنة متفقون على ان الله لا يراه احد بعينه في الدنيا لا نبي ولا غير نبي ولم يتنازع الناس الا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصة يقول مع ان احاديث المعراج المعروفة ليس في شيء منها انه رآه اصلا روي ذلك في احاديث باسانيد ضعيفة موضوعة وهذا يدل على انه لا يثبت في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه بعينه شيء مستند اليه. وما ذكره رحمه الله هو في هذا السياق فانه ونقل عن الامام احمد رحمه الله اختلفت الرواية عن الامام احمد هل يقال بعيني رأسه او بعيني قلبه؟ يعني هل رأه بعيني رأسه او بعيني او يقال رآه يعني على وجه الاطلاق ولا يقال بعين رأسه ولا بعيني قلب في هذا ثلاث روايات عن الامام احمد رحمه الله ما فيه الاحاديث من انه رأى ربه في احسن صورة او رآه وانه وضع جل وعلا يده بين كتفيه حتى وجد برد اصابع في صدره فهذا في المدينة وليس في المعراج. وهذه الرؤيا كما ذكر المؤلف رحمه الله رؤيا كانت في وليست رؤيا بالبصر. وهذا لا شك فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في المنام كما جاء في خبر الذي رواه الترمذي احمد وغيرهما من حديث ابن عباس وكذلك ما يدل عليه حديث ام الطفيل وكذلك جاء عن معاذ بن جبل رضي الله عنه. فهذه الرؤيا اكانت رؤيا من ام وليست رؤيا يقظة. ثم قال المؤلف رحمه الله بعد ذلك وقد اتفق المسلمون على ان النبي لم ير ربه بعينه في الارض وذكر انه ليس هناك حديث يثبت نزول الله تعالى الى الارض. ومن جاء انما هو نزول الى السماء الدنيا كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ينزل الى السماء الدنيا كل ليلة وهذا نزول الى السماء الدنيا وليس الى الارض وكذلك انه يدنو ليلة عشية عرفة الى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة. فهذا نزول الى السماء الدنيا وليس الى الارض وكذلك ما روي في ليلة النصف من شعبان على ان فيه ظعفا. ثم قرر انه لم يره حتى في وقت الايحاء اليه لما خرج من الغار فانه انما رأى الملك قد سد الافق كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حديث جابر وغيره في خبره عن اول ما اوحي اليه وحالي في اول الوحي فليس هناك ما يستند اليه هذا خلاصة البحث الذي ذكره المؤلف رحمه الله. بعد هذا بعد ان فرغ من البحث فيما يتعلق برؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه انتقل الى غير النبي صلى الله عليه وسلم ونحن ذكرنا قبل قليل انه الاتفاق منعقد على انه صلى الله عليه وسلم اخبر بانه لا يرى احد الله تعال قبل موته وانه الاتفاق منعقد بين اهل السنة انه لم يرى احد الله جل وعلا لا نبي ولا غير نبي وانما اختلفوا في النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه المتقدم. يقول رحمه الله وكذلك كل من ادعى انه رأى ربه بعينه قبل الموت فدعواه باطلة. باتفاق اهل السنة والجماعة وهذا اصل اذا تعلقين ما تحرير محل النزاع في رؤية الخلق لربهم في الدنيا نقول تحريم على النزاع في النبي صلى الله عليه وسلم فقط. واما من عداه فانه لا خلاف في انه لم يرى احد ربه قبل موته. لان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد