لشيخنا وللحاضرين. قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في باب قول الله ولان اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولنها دالي وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان ثلاثة ابتليتم فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك هذا الحديث من الاحاديث العظيمة التي ينبغي ان تكون حاضرة في ذهن المؤمن شكرا لله تعالى وثناء وقياما بحقه فنعم الله تعالى على عباده تترى لا انقضاء لها الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين تقدم في قراءة سابقة التعليق على ايتين حكيمتين هما قول الله تعالى ولئن اذقناه رحمة منا من بعدي ضراء مستح ليقولن هذا لي وما اظن الساعة قائمة ولان رددت الى ربي لاجدن خيرا منها ولئن رجعت الى ربي ان لي عنده للحسنى والاية الاخرى التي قصها الله تعالى فيما قاله فرعون عندما وعظه قومه بان يبتغي فيما اتاه الله الدار الاخرة ولا ينسى نصيبه من الدنيا قال انما اوتيته على علم عندي بهذا المجلس ان شاء الله تعالى. نقرأ حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قصة قصها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بين فيها صلى الله عليه وسلم ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن من شكر النعم نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا من بني اسرائيل ابرص واقرع واعمى. فاراد الله ان يبتليهم فبعث اليهم ملكا فانت الابرص فقال اي شيء احب اليك؟ قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قال فمسحه فذهب عنه قدره واعطي لونا حسنا وجلدا حسنا قال فاي المال احب اليك؟ قال الابن او البقر شك اسحاق. فاعطي ناقة عشراء وقال بارك الله لك فيها. قال فاتى الاقرع فقال اي شيء احب اليك؟ قال شعر حسن عني الذي قد قدرني الناس. قال فمسحه فذهب عنه واعطي شعرا حسنا. قال فاي اما لاحب اليك؟ قال البقر او الابل فاعطي بقرة حاملا وقال بارك الله لك فيها قال فاتى الاعمى فقال اي شيء احب اليك؟ قال ان يرد الله الي بصري فأبصر به الناس قال فمسحه فرد الله اليه بصره. قال فاي المال احب اليك؟ قال الغنم فاعطيه الشاة والدا فانت جهادان وولد هذان. فكان لهذا واد من الابل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم قال ثم انه اتى الابرص في صورته وهيئته. فقال رجل مسكين قد انقطعت به الحبال في سفري فلا بلغني اليوم الا بالله ثم بك. اسألك بالذي اعطاك اللون الحسن جلدا الحسن والمال بعيرا اتبلغ به في سفري. فقال الحقوق كثيرة. فقال له كأني اعرفك الم تكن ابرص يقذرك الناس فقيرا فاعطاك الله. فقال انما هذا المال كابرا عن كابر. فقال ان كنت كاذبا فصيرك الله الى ما كنت. قال انا وانت الاقرع في صورته فقال له فقال له مثلما قال لي هذا ورد عليه مثل ما رد رد عليه هذان. فقال ان كنت كاذبا فصيرك الله الى ما كنت. قال وانت اما في صورته وهيئته فقال رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم الا بالله ثم بك. اسألك بالذي رد عليك بصرك. شاة تبلغ بها في سفر. فقال قد كنت اعمى فرد الله الي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا اجهدك اليوم بشيء اخذته لله. فقال امسك ما لك فان وما بكم من نعمة فمن الله ونعمه جل في علاه انما تقر وتزداد وتثبت الشكر والاقرار بفظل الله تعالى واحسانه فقد قال الله تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد فنعم الله تعالى يزيدها الشكر ويرفعها وينقصها الكفر واعلم بارك الله فيك ان شكر النعم يكون بامور اول ذلك الاقرار بانها من الله وانه المتفضل بها وهذا منطلق واصل كل نعمة تشكر ان يقر بانها من الله وان يثني عليه بها سبحانه وبحمده الثاني حمد الله وهو الثناء عليه جل في علاه بما انعم فان نعمه تستوجب شكرا وثناء الثالث ان يستعملها في طاعة الله عز وجل. هذه ثلاث امور يتحقق بها شكر النعم التي ينعم الله تعالى بها على العبد سواء ما كان منها ملازما للانسان منذ خلقته او ما كان من النعم متجددا فالنعم نوعان نعمة موهوبة منذ الخلق لا يشكرها كثير من الناس كنعمة السمع ونعمة البصر ونعمة ما من الله تعالى به عليك من القدرات والقوة التي بها تدرك مصالحك اقر بانها من الله المتفضل بها. هذا نوع من النعم يغفل عن شكره كثير من الناس النوع الثاني من النعم نعم متجددة اما بحصول محبوب او اندفاع مكروه وهذان النوعان يستوجبان شكرا بان تبدأ اولا بالثناء على الله عز وجل فيما انعم عليك شكر النعمة يكون باظافتها الى الله والاقرار بانها منه والثاني بشكرها باللسان وحمد الله عز وجل عليها. والثالث وهو من سور شكر النعم ان يستعملها في طاعة الله عز وجل. فيستعمل ما انعم الله به عليه من النعم فيما يحب ويرضى جل في علاه واليك هذا الخبر النبوي في قوم انعم الله عليهم نعم متجددة كيف كان شأنهم ازاعة تلك النعم وكيف انتهت احوالهم بين شاكر وكافر بين شاكر النعمة مثاب بين شاكر للنعمة مثاب بالمزيد وبين كافر بالنعمة يؤذن بارتحالها وزوالها. فهذه فهذا الحديث صدق قول الله تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. واعظم كفر النعمة جحودها بالا تضيفها الى الله وان تضيفها الى نفسك. هذا اعظم صور كفر النعمة. لانه خروج عما يجب من اضافة النعمة الى المنعم سبحانه وبحمده ومن طور كفر النعمة الا يثني العبد على الله عز وجل بها واما ثالث الصور فهو ان يستعملها في معصية الله والا يسخرها في طاعة الله عز وجل. روى البخاري ومسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استمع الى هذه القصة ان ثلاثة من بني اسرائيل لم المهم لان العبرة ليست في اشخاص انما في اوصافهم واعمالهم واخبارهم قال صلى الله عليه وسلم ابرص واقرأ واعمى فكلهم اصحاب افات حصل فيها زوال بعض النعمة فالابرص تغير لون جلده بما يكره والاقرع زال شعر رأسه الذي به يتجمل ويتزين الاعمى فقد البصر ايهم اشد بلاء الاعمى فيما يظهر فقد البصر اشد هذه الصور بلاء وشدة يقول فاراد الله ان يبتليهم ان يختبرهم جل في علاه. فبعث اليهم ملكا اي في صورة انسان تاب فاتى الابرص جاء الى الابرص فقال اي شيء احب اليك؟ يعني ما الذي تتمنى ايش اكثر شيء تحب اي شيء احب اليك؟ قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قذرني الناس به فطلب لونا حسنا وجلدا حسنا وان يذهب عنه ما كرهه الناس من اجله او بعيدوا عنه من اجله ولعله لم يكن برصا خالصا انما يقترن بشيء ينفر الناس منه ينفر الناس منه. قال فمسحه فذهب عنه قذره اي رد ردت حاله الى احسن حال فذهب عنهما يكره ما يكره الناس منه واعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. ولم يقتصر الانعام على هذا بل سأل سأله قالوا فاي المال احب اليك يعني اي شيء من الاموال تحب ان تتملك؟ قال الابل او البقر شك اسحاق راوي الحديث فاعطي ناقة عشراء عشراء يعني حامل قاربت الولادة وهذا انفس ما يملكه اصحاب بهيمة الانعام ان يملك ما في بطنه ولد. لانه قريب النتاج فيكون عطاء مضاعفا ويدل على ان هذه مما يؤمل منه الزيادة في المستقبل قال بعد ان اعطاه ما اعطاه من اللون الحسن والجلد الحسن واعطاه ما اعطاه ايضا من المال قال بارك الله لك فيها اي جعل الله تعالى فيها بركة والبركة تقتضي تمام الانتفاع وتقتضي الزيادة وتقتضي تمال التصرف في اوجه الخير فان المال المبارك هو ما تم نفعه كمل ملكه وتصرف فيه الانسان في اوجه الخير وايضا نما وزاد وتضاعف دعا له بالبركة في المال قال فاتى الاقرع الان انتهى من الابرص وما صارت اليه حاله. فاتى الاقرع فقال اي شيء احب اليك قال شعر حسن ويذهب عني الذي قذرني الناس به فمسحه فذهب عنه ما يكره الناس منه يعني ما ينفر الناس منه واعطي شعرا حسنا ثم قال له فاي المال احب اليك؟ قال البقر او الابل فاعطي بقرة حاملا قال بارك الله لك فيها دعا له بالبركة ثم اتى الاعمى قال فاي شيء احب اليك قال ان يرد الله الي بصري. فابصروا به الناس ودل هذا على ان فقد البصر لا يستوجب بعد الناس ونفرته ولا يستوجب بعد الناس ونفرتهم كما هو الحال في بعض انواع البرص وفي بعض انواع الصلع والقرع. قال فمسحه فرد الله بصره. قال فاي المال احب اليك؟ قال الغنم. الاول طلب ابلا او بقرة. والثاني ابلا او بقرة. فالظاهر هو الابل والثاني بقر والثالث طلب غنما فاعطي شاة والدا اي قريبة الولادة فانتج هذان اي ولد صاحب الابل وصاحب البقر وولد هذا اي ونتج من الغنم ولد فكان هذا فكان لهذا واد من الابل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم وهذا ببركة الدعاء بالبركة. بارك الله لك فيها فكان من البركة ان كان من تلك الناقة واد وادي مليء بالابل والثاني وادي مليء بالبقر والثالث وادي مليء بالغنم وهذا كله ببركة الدعاء. بارك الله لك فيها بدعاء الملك الذي جاء لاختبار هؤلاء. قال رضي الله تعالى عنه قال ثم انه اتى الابرص. هذا الملك بعد مدة من الزمن جاء الى الابرص في صورته وهيئته. يعني جاء على صورة الابرص وفي هيئته الرثة التي قذره الناس بسببها. جاء الى من الى الابرص فقال رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري ما عندي ما يوصلني الى بلدي ويرجعني الى اهلي فلا بلاغ لي الا بالله ثم بك على وجه السببية ما قال الا بالله وبك لانه لا يصلح هذا انما الا بالله ثم بك لانه اذا قال الا بالله وبك سوى غير الله بالله وهذا معلومة او لا يجوز في القول ولا في الاعتقاد لانه لا يجوز تسوية غير الله بالله بل قال لا بلاغ لي الا بالله ثم بك. قال له الرجل في طلبه هذا الملك الذي جاء بسورة ابرص لمن كان به برص قال اسألك بالذي اعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا من هذا الوادي بعيرا واحدا بعيرا اتبلغ به في سفري يعني اركب عليه لاصل الى اهلي لم يطلبه ناقة لان الناقة انفس عند اصحابها من البعير غالبا انما طلبه بعيرا ليرتحل عليه فيما يظهر والله تعالى اعلم قال الحقوق كثيرة اعتذر بايش لانه انا عندي التزامات كثيرة ويصعب علي اني اعطيك فاعتذر بهذا العذر وهو فيه كاذب وانما حمله الشح والامساك عنان يعطيه من هذا الوادي بعيرا يتبلغ به في سفره لانقطاع لانقطاعه عن عن جهته. قال فقال له الان جاء التذكير بالماضي لعله ينزع عن هذا الكفر للنعمة وهو انه لم يستعملها في طاعة الله لم يصرفها فيما يحب الله تعالى. لم يعطي كما اعطى الله كما اعطاه الله تعالى. يذكره بماضيه فيقول له كأني اعرفك يعني انت ما انت غريب عندي انا اظن اني اعرفك كاني اعرفك الم تكن ابرص يقذرك الناس اي ينفرون منك فقيرا فاعطاك الله عز وجل المال فانظر الجحود الذي محق النعمة ورفع الاحسان قال انما ورثت هذا المال كابرا عن كابر. هذا ما اعطاني الله اياه. انما هو من ميراث اباء فانا من اسرة رفيعة الغنى توارث ابائي واجدادي هذا المال اهو في ذلك صادق ام كاذب وكاذب يقينا ويعلم كذب نفسه واضافة الى هذا لو كان صادقا فان كونه من هذه الاسرة التي توارثت مال فهذا من انعام الله. لا يقطع انعام الله عنه بل الله الذي شاء ان يكون من هذه الاسرة التي اغتنى بالميراث منها فما من نعمة تنزل بالانسان الا هير من الله لكن هذا اراد ان يكذب الرجل في ان هذه من انعام الله عليه وانه كان ذاك الذي حاله كما تقدم الذكر قال انما ورثته كابرا انما ورثت هذا المال كابرا عن كابر فقال له الملك ان كنت كاذبا فسيرك الله الى ما كنت اي ارجعك الله الى حالك الاولى من برص يقذرك به الناس وفقر لا غنى معه قال ثم اتى ثم انه اتى الاقرأ اتى الاقرع في صورته التي كان عليها فقال له مثل ما قال لهذا يعني للابرص ورد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال له الحقوق كثيرة لما قال له الا كأني اذكرك انت كنت اقرأ فاعطاك الله شعرا حسنا وكنت فقيرا فاغناك الله قال انما ورثته كابرا عن كابر فرد بنفس الرد فقال واتى الاعمى وهو ثالث المختبرين قال وهو ثالث المختبرين قال في اتى الاعمى في صورته يعني جاء على صورة العمى لا يرى لا يبصر فقال رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي الا بالله ثم بك اسألك بالذي رد عليك بصرك شاة اتبلغ بها في في سفري فقال قد كنت اعمى فرد الله الي البصر. اقرار بالنعمة وهذا اول مراتب الشكر فان الشكر يكون بالاقرار بالنعم وما بكم من نعمة فمن الله فكل نعمة دقيقة او جليلة حادثة او دائمة في دفع مكروب او جلب محبوب انما هي من الله جل في علاه فاقر بها واظفها اليه لذلك قال قد كنت اعمى هذا مما يندرج في قوله تعالى واما بنعمة ربك فحدث كنت اعمى فرد الله الي البصر فخذ ما شئت ودع ما شئت فلا والله فوالله لا اجهدك يعني لا اتعبك ولا اناقشك اليوم بشيء اخذته ليش؟ قال لله يعني رجاء ما عند الله ورغبة فيما عنده من الثواب ليس طمعا في محمده ولا رغبة في ثناء ولا سعيا لكسب انما لارادة الله عز وجل قال فوالله لا اجهدك اليوم بشيء اخذته لله. قال هذا الملك؟ ماذا قال قال امسك ما لك فقال امسك ما لك يعني لا لا حاجة لي في شيء فانما الامر اختبار فانما ابتليتم وهنا البشارة في نتيجة الاختبار فقد رضي الله عنك نسأل الله من فضله اسأل الله من فضله بل رضي الله عنه فتحت الخيرات له من رضي الله عنه سعد في الدنيا والاخرة. من رضي الله عنه بارك له في حاله وعمله وماله وشأنه. وكان كما قال ربنا جل في علاه ان الابرار لفي نعيم. ليس في الاخرة فقط في الدنيا وفي البرزخ ويوم البعث والنشور فقد رضي الله عنك رضي الله عنه لماذا لانه شكر النعمة وقد قال الله تعالى واذ تأذى ربكم لئن شكرتم لازيدنكم قال وسخط على صاحبيك اي غضب على صاحبيك اي انزل بهما ما يوجب مقته وغضبه وسخطه ولئن كفرتم ان عذابي لشديد هذا نموذج مختصر وهو بيان كيف تشكر النعم؟ وما هو جزاؤها وكيف تكفر النعم وما هو عاقبتها؟ شكر النعم باظافتها الى الله فلا تظفها الى احد من الخلق بالكلية انما اضفها الى الله استقلالا وما بكم من نعمة فمن الله ولا يعني هذا الا يشكر من احسن اليك فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله لكن هذا سبب فلا تشتغل بالسبب عن المسبب لا لا تشتغل بالاداة عن الذي قدر ذلك وساقه اليه. فلو شاء ما كان وانما كان ما شاء سبحانه وبحمده وما تشاؤون الا ان يشاء الله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك ما نفعوك ولو اجتمعوا على اي ان يمنعوك على ان يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك ما ضروك. فجدير بالمؤمن ان يجد ويجتهد في شكر النعم على هذا النحو الذي تفتح له تفتح له به الابواب الثاني اثني على الله في كل نعمة قل الحمد لله على كل نعمة فان حمد الله يوجب رضاه ولذلك جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انتبه لهذا كم مرة تشرب اليوم من اذان المغرب الى الان؟ كم مرة شربنا ماء كم اكلنا هل قلنا الحمد لله؟ ان الله ليرضى عن العبد يأكل الاكلة فيحمده عليها. ويشرب الشربة فيحمده عليها رضا الله قريب لمن رغب فيه وحرص عليه. ليس بعسير ولا صعب يحتاج الى فطنة وتنبه وبذل يرضى عن العبد يأكل الاكلة ويقول الحمد لله بقلبه انه ساق له هذه النعمة هذا المال جابه الاخ الحمد لله يرضى الله عنك بهذا صعب هذا افيه عسر ومشقة؟ لا والله انه ليسير جزاك الله خير انه يسير لكن ينبغي للمؤمن ان يجد في استحضار التكسب انت في تجارة انت في في في ميدان سباق كل لحظة او ثانية هي منحة من الله لك ان تستزيد بخير زاد وتزودوا فإن خير الزاد التقوى احمد الله على كل نعمة قديمة وحديثة متجددة وسابقة حادثة وملازمة فان نعم الله تزيد بالشكر اما ثالث ما يشكر به الله عز وجل هو ان تستحمل نعم الله في طاعته. فاحرص على ذلك وابشر فان الله عز وجل يفتح لك من ابواب العطاء ما لا يرد لك على بال اسأل الله العظيم ان يرزقنا واياكم شكر نعمه وان يعيننا على ذكره وان ييسر لنا طاعته والقيام بحقه اقرأ الباب الذي يليه نقرأ حديث ايضا ثم نجيب على اسئلتكم ان شاء الله اللي عنده سؤال يكتبه يا اخوان قال رحمه الله باب قول الله تعالى فلما اتاهما صالحا جعل له فيما اتاهما قال ابن حزم اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله. كعبد عمرو وعبد الكعبة وما اشبه ذلك حاشا عبدي المطلب وعن ابن عباس رضي الله عنهما في الاية قال لما تغشاها ادم حملت فاتاهما ابليس فقال اني صاحبكما الذي اخرجتكما من الجنة او لأجعلن له قرني اي فيخرج من بطنك فيشقه ولافعلن ولا افعلن. يخوفهما سم ياه عبد الحارث. فابى ان يطيعاه فخرج ميتا ثم حملت فاتاهما فقال مثل قوله فأبى ان يطيعه فخرج ميتا ثم انت ما اتاهما فذكر لهما فادركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث فذلك قوله جعل له شركاء فيما اتاهما. رواه ابن ابي حاتم وله بسند صحيح عن قتادة. قال شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته. وله سند صحيح عن مجاهد في قول الله تعالى لان اتيتنا صالحا قال اشفقا حتى يكون انسانا هذا الباب ذكر فيه المؤلف رحمه الله اية في سورة الاعراف فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما ومعنى هذه الاية لا يتبين الا بقراءة ما قبلها فان ما قبلها يبين معناها. يقول الله تعالى هو الذي خلقكم من نفس واحدة وهي ادم وهي نفس ادم عليه السلام. فكل هذا البشر كل هذا الخلق من نفس واحدة وهي نفس ادم عليه السلام هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها في حكمة خلق الاناث فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به لما تغشاها اي لما معها حملت حملا خفيفا اي في بداية الحمل يكون خفيفا فلما اثقلت يعني تقدم الحمل ونمى ما في البطن فلما اثقل دعوا الله ربهما من الذي من اللذان دعوا الله ربهما ادم وحواء في تفسير وقيل ان هذا في كل ذكر وانثى من الازواج يكون منهما هذا الدعاء على اختلاف في التفسير هل هو ادم وحواء فقط؟ ام انه من ذرية ادم جنس الانسان الذكر والانثى. دعوا الله ربهما اي سأل الله عز وجل ونادياه لأ لان اتيتنا صالحا يعني لان رزقك لان رزقتنا ولدا صالحا اي مكتمل الخلق سليما من الافات والاظرار لنكونن من الشاكرين فالصلاح هنا ليس المقصود به صلاح العمل لان الكلام على تمام الحمل فالصلاح في الحمل ان يخرج سليما من الافات والامراض لان اتيتنا صالحا ايتم الحمل كان ولدا وكان من الحمل ولد صالح لنكونن من الشاكرين اي لا نحققن لك الشكر اي شكر هذه النعمة باضافتها اليك و ذكرك بها وحمدك وطاعتك فيها كما تقدم قبل قليل فيما يتحقق به شكر النعم. كم مرتبة؟ او كم خطوة لتحقيق شكر النعم ثلاث ان تضاف النعمة الى الله عز وجل فلا تظفها الى سواه. الثاني ان تشكره عليها وان تثني عليه بها. الثالث ان تستعملها في طاعته وان تطيع الله فيها لان اتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين. اي لنشكرن هذه النعمة. يقول الله تعالى فلما اتاهما صالحا يعني لما حقق لهما مطلوبهما فجاء الولد سليما معافا ليس فيه نقص ولا عيب. فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء اي جعلا له لله عز وجل شركاء في هذه النعمة اما باضافة هذا الى غير الله عز وجل وهذا حاصل كيف ذلك؟ الان بعض من يبلى بالعقم يذهب اضرحة يذهب لاشجار يذهب لاماكن يزعم انها مباركة يذهب اصحاب شعوذات وكهانة ويطلب منهم الولد. فاذا جاء الولد بقدر الله اظافوه الى هذي ببركة الشيخ ببركة المكان المبارك ببركة الظريح ببركة كذا هذا جعل له شركاء فيما اتاهما فالرزق لا يأتيك الا من الله لا يأتي الرزق الا من الله جل في علاه وكل ما عداه سبب اذا كان سببا صحيحا. اما ما يتعلق بالذهاب للاضرحة والذهاب اهل القبور والذهاب لمن يعتقد فيهم البركة من الكهان والمشايخ والدجالين او الاماكن التي يزعم انها مباركة تحقيق المطالب فكل هذا من مما ذكر الله تعالى وجعلا له شركاء فيما اتاهما جعل له شركاء اضافوا النعمة الى غيره واضافة النعمة اما بالايجاد او بالتسبب. كلاهما من اضافة النعمة الى غير الله. بالايجاد بان تقول هذا الذي الولد هذا رزقني الله رزقني اياها الشيخ او ان تقول هذا ببركة الشيخ وبسبب الشيخ او بسبب الظريح او بسبب دعاء فلان من الاموات او او الاحياء او غير ذلك هذا كله يدخل في ما ذكر جل وعلا وجعل له شركاء فيما اتاهما هذه الاية الكريمة للعلماء في تفسيرها قوله القول الاول ان المقصود بقوله فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء انه جنس من جنس بني ادم ذكر وانثى من جنس بني ادم وليس ادم وحواء انما هو في من حرف الله قلبه وصرف عن الهدى باضافة النعمة الى غير الله عز وجل من بني ادم. هذا القول الاول وهو الصواب هذا هو القول الصحيح في معنى الاية وقد قال به جماعة من المحققين ان المقصود بالاية هو جنس بني ادم وليس المقصود به ادم وحواء على وجه الخصوص فان الله تعالى خلق بني ادم من نفس واحدة كما قال يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها جعل منهما رجالا كثيرا ونساء فالاية لا يقصد بها ادم بل يقصد بها جنس البشر وان هذا يحصل من بعض بني ادم ان يضيف الله ان يضيفوا نعمة الولادة الى غير الله يسألون الله ان يرزقهما صالحا من الولد ثم اذا اعطاهما ما طلبا اضافوه الى غيره هذا هو القول الصواب في تفسير الاية. الشيخ رحمه الله ذكر في تفسير الاية اثارا وردت عن بعض اهل العلم وقد ورد بها حديث فيه ضعف قال رحمه الله في في تفسير الاية قال وعن ابن عباس قال فلما تغشاها ادم اذا فس هذا التفسير ان الاية كان ان هذا الذي وقع هو من ادم وحواء هما اللذان جعلا له شركاء اي جعلا لله شركاء فيما اتاهما. ما هي الشركة التي اضيفت الى ادم وحواء السلام في التفسير اقرأ هذا الخبر عن ابن عباس على القول بان المقصود بقوله فلما اتاهما صالحا ادم وحواء قال رضي الله تعالى عنه لما تغشاها ادم لما تغشى ادم وابونا ادم حواء عليهما السلام حملت فاتاهما ابليس فقال اني صاحبكما الذي اخرجتكما من الجنة لا تطاع لتطيعان او لاجعلن له قرنا اي او لاجعلن له قرني ايل فيخرج من بطنك فيشقه ولأفعلن ولأفعلن يخوفهما سمياه عبد الحارث اي سمي هذا الحمل الولد الذي جاء الذي سيأتي عبد الحارث فابيا ان يطيعاه فخرج ميتا اي لم يكتمل الحمل ثم حملت فاتاهما فذكر لهما ما ذكر في المرة الاولى قال فادركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث فسمياه عبد الحارث فذلك قوله جعلا له شركاء فيما اتاهما وله باسناد عن قتادة قال شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته حيث اطاعاه في تسميته بعبد الحارث قال وله باسناد صحيح عن مجاهد في قوله فلما اتاهما صالحا قال اشفقا الا يكون انسانا وذكر معناه عن الحسن وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما هذا القول فسر الاية بانه وقع ذلك من ادم وحواء عليهما السلام فلما اتاهما صالحا جعل له شركاء وكيف جعل له شركاء؟ اي سمياه بعبدالحارث الحارث اسم من اسماء الشيطان كما قيل في بعض الكتب ان اسمه قبل ان يكون قبل ان يعصي الله عز وجل في في السجود كان اسمه الحارث هكذا جاء في بعض الكتب والله اعلم بصحة ذلك هذا التفسير وجه وجه مناسبته وجه ذكره في الاية انه بين وجه الشرك الذي ذكره الله تعالى مما اضيف ادم وحواء وهو انه ما سمياه عبد الحارث ولذلك ذكر المؤلف رحمه الله قول ابن حزم قال اتفقوا على تحريم كل اسم المعبد لغير الله هذا لا خلاف فيه بين العلماء. كل اسم يذكر فيه عبد فانه لا يضاف الا لله. فعبد الرسول وعبد المرتضى وعبده آآ النبي وعبده جبريل وعبدالحسين وعبد علي وعبد الكعبة وعبد العز وعبد الشمس وما الى ذلك من الاسماء كلها محرمة. يجب تغييرها ولا يجوز سواء اوظيفة العبودية لما او لنبي او لصالح او لشجر او لحجر او لحيوان او لجماد او لغير ذلك. لا خلاف بين العلماء في انه لا يجوز ان يعبر ابدا اسمه لغير الله عز وجل ومن كان اسمه كذلك وجب عليه ان يغيره الى عبد الله او عبد الرحمن او او غير ذلك او الى غير ذلك من الاسماء لا يبقى على ما هو عليه هذا محل اتفاق ليس في هذا خلاف بين العلماء. ولذلك يقول ابن حزم اتفقوا اي علماء على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة وما اشبه ذلك حاشا عبد المطلب يعني عدا عبد المطلب فان فيه خلافة والصواب انه لا يجوز هذا الاسم واما قول النبي صلى الله عليه وسلم انا ابن عبد المطلب انا النبي لا كذب فهذا ليس اقرارا للاسم انما هو لذكر الاسم المشهور الذي عرف به صلى الله عليه وسلم ومن استثنى عبد المطلب من النهي قال لان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا ابن عبد المطلب انا النبي لا كذب لكن النبي وسلم لا يتمكن من تغيير اسم اشتهر وعرف ولهذا اسماء اباء الصحابة من عبد العزى وعبدشمس وما الى ذلك لم يتعرض لها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمروا بتغييرها لانهم قد فنوا وماتوا وشهر بهذه الاسماء فلا سبيل الى تغييرها. ثم انه قد يكون آآ قولهم لهذه الاسماء جاريا على عرفهم والاسلام جاء بتكميل العبودية لله عز وجل فنهى عنان يضاف تضاف العبودية لغير الله عز فلا يجوز التسمية بهذه الاسماء مهما كان بل الواجب ان يسمى بالاسم الحسن واذا عبد ان يعبد لاسماء الله عز وجل لا لغيره سبحانه وبحمده الصواب في معنى الاية ان من بني ادم من اذا رزقهم الله تعالى فضلا وانعاما واحسانا لم يشكروا الله تعالى عليه بل اضافوه الى غيره فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما وهنا يا اخوان ليس فقط الاشكالية في تسميتهم بغير الله عز وجل بغير بتعبيدهم لغير الله عز وجل وجعل الشركاء لله فيما رزق الانسان رزق الانسان من من النعم. بل ايضا اضافة الى هذه الموبقة العظيمة الكبيرة التي هي في اعلى المراتب المعاصي والذنوب فان اعلى مراتب المعاصي والذنوب الشرك بالله عز وجل. لكن دونه ايضا اخلاف العهد فقد عاهد الله لان اتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين. فهم قد نذروا وعاهدوا الله على ان يكونوا صالحين فيما اذا رزقهم الله تعالى ما يرزقهم من العطاء والهبات. فقال فاخلفوا ذلك ولا شك ان كل من عاهد الله ثم اخلف عهده ولو كان ذلك في جزئية او عمل فانه مهدد بالنفاق الامر خطير قال الله تعالى في محكم الكتاب ومنهم ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لصدقنه من الصالحين ثم ماذا كانت عقوبتهم قال فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه هذا عقوبة كل من عاهد الله تعالى عهدا على ان يفعل صالحا اذا رزقه الله تعالى او اعطاه او نجاه ثم تخلف ذلك في عمله فانه مهدد بهذه عقوبة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه تواجب على المؤمن ان يحذر من اخلاف العهد وان يبادر الى الوفاء بما امره الله تعالى به من الوفاء بالعهد فالله غني عنا وعن عباداتنا يبدأنا بالفضل قبل ان نسأله فاذا رتبنا على فظله عبادة كان ذلك لازما وتركها مما يوجب النفاق فعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقون بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا