من الاسماء يتسمى به الخلق ولا يتبادر الى الذهن. المشاركة بينه وبين الله جل وعلا في ما يختص به من الاسماء فان ذلك سائغ جائز ومنه تسمية ملك مصر بالعزيز الحمد لله حمد الشاكرين احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه. واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسانه الى يوم الدين اما بعد فان الله جل في علاه تفظل على عباده بان عرفهم به سبحانه وبحمده وقد عرف الله تعالى نفسه لعباده من طرق عديدة كثيرة وهذا شأن كل ما يحتاجها الناس مما يضطرون مما يضطرون مما يضطرون الى معرفته وتتعلق ضرورتهم وحاجتهم به. فان الشيء اذا كان مما يحتاجه الناس حاجة ماسة تنوعت الطرق في تعريف الخلق به ودلالتهم عليه ولا شك ان الله تعالى اعظم ما يحتاج الخلق الى معرفته فلا سعادة لهم ولا طمأنينة ولا هناء ولا فلاح ولا نجاح ولا فوز الا بمعرفة الله عز وجل وبقدر ما يحقق المؤمن من معرفة الله عز وجل يدرك من سعادة الدنيا وفوز الاخرة ولهذا ينبغي للمؤمن ان يعتني بهذا الامر عناية فائقة فيكون ذا عين باصرة ترى وتتعرف على الله عز وجل في كل ما تشاهده وتبصره فالله عز وجل قد تعرف لعباده بما فطرهم عليه من الايمان والتقى سترة الله التي فطر الناس عليها ذاك ان الله تعالى فطر للنفوس ابتداء فطر النفوس في الابتداء على توحيده وعلى طلب عبادته. وعلى محبته جل في علاه كل مولود اليوم يولد على الفطرة. وقد قال الله جل وعلا فطرة الله التي فطر الناس عليها. لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ففطرة الله التي فطر الناس عليها هي طلبه وطلبوا معرفته والقيام بحقه جل في علاه ثم انه لم يكتفي بهذه الفطرة التي ركزت في في في نفوس الناس وجبرت عليها ارواحهم ونفوسهم بل ان الله تعالى زاد في التعريف به سبحانه ما اقامه من الايات في الافاق والانفس في السماوات والارض وفي البر والبحر وفي ما يلابسه الانسان ويخالطه فان ايات الله عز وجل مبذوثة دالة على عظيم صنعه وبديع قدرته وجليل ماله سبحانه وبحمده من الكمالات ومن الطرق التي يسر الله تعالى منها معرفته جعلها طريقا للعلم به. خبر الرسل عنه صلوات الله وسلامه وسلامه عليه فان الله بعث الرسل به معرفين سبحانه وبحمده. فعرفوا الرب الذي له العبادة عرفوه جل وعلا باسمائه عرفوه بصفاته عرفوه بجميل وجليل افعاله سبحانه وبحمده عرفوه بشرعه المحكم المتقن الذي فيه صلح المعاشر والميعاد فكانت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم مجتمعين على دعوة الخلق الى العلم بالله والى معرفته سبحانه وبحمده فعرفوا الخلق بالله تعريفا تاما كاملا ليس في ذلك نقص بل جاءوا به على نحو واضح جاءوا بالعلم بالله والتعريف به على نحو واضح لا يلتبس ولكن اكمل ما جاءت به الرسل من التعريف بالله والدلالة عليه ما جاء به خاتمهم صلوات الله وسلامه عليه ما جاء به محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. فانه بابي هو وامي جاء بالبيان الوافي الكامل الذي لا اكمل منه في التعريف بالله. فكل من رغب في معرفة الله عز وجل على وجه الكمال فليقبل على ما جاء به سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. وليدع كل شيء خلاف ذلك. فان الخبر عن الله لا يكون الا بوحي. لان الله غيب والغيب لا يمكن ادراك تفاصيل كمالاته من خلال العقل فالعقل تابع للنص يدرك معناه ويستدل به على مال الله من كمالات. لكن العقل لا يستقل منفردا في معرفة تفاصيل ما لله من الكمالات ولهذا اولئك الذين حجبوا عن انوار الرسالة او انهم لم يلتفتوا الى ما جاء به الكتاب والسنة. من الخبر عن الله وعن رسوله لا يصلون في معرفة الى علم واثق ولا الى هدى لان ذلك عمى. فالعقل يعرف مجملات يستطيع ان يستدل الانسان بعقله على مجملات من ان للكون ربا وانه يستحق العبادة وانه كامل في صفاته لكن تفاصيل ذلك لا يمكن ان يصل اليه المؤمن الا بمعرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولهذا من الجدير بالمؤمن اذا اراد ان يعرف الله عز وجل ليحقق تمام العبودية له ان يقبل على معرفة الله عز وجل من خلال خبر الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. الذي امده الله تعالى بالعلوم والمعارف. فهو اكمل الناس علما بربه واتمهم معرفة به وليس ثمة اكمل تعريف من تعريف النبي صلى الله عليه وسلم لله فمن اقبل عليه هنيئ وسعد وعرف الله بالقدر الذي يطيقه ومن اعرض عن ذلك تخطفته شياطين الانس والجن. والجهالات والضلالات والقت به في انواع من الانحرافات وقد بين الله تعالى ذلك في محكم كتابه في قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى. فادعوه بها الذين يلحدون في اسمائه. ذروهم اتركوهم. فذكر الله تعالى الطريق الذي يوصل الى معرفته. وحذر من قطاع الطريق الذين يصرفون الناس عن هذا السبيل القويم. وهذا الطريق الموصل الى معرفة الله عز وجل. حذر منهم وامر وبالاعراض عنهم وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون بما كانوا يعملون فنهى عنهم وحذر من مآلهم ومصيرهم وانه لن يتركهم جل في علاه بل سيعاقبهم بما يستحقونه لانهم اعرضوا عن النور وتخبطوا في العلم بالله عز وجل بضلالات وانحرافات. نقرأ ما يسر الله تعالى حول هذه الاية شيئا ثم نبين تفاصيل ذلك فيما يفتح الله عز وجل نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا الى محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله باب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فدعوه بها. وذروا الذين يلحدون في اسمائه. ذكر ابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما يلحدون في اسمائه يشركون وعنه تم ولاة من الاله والعزى من العزيز. وعن الاعمش يدخلون فيها ما ليس منها مم يخبر الله تعالى في هذه الاية الكريمة عن ما له من الكمالات في اسمائه وصفاته فيقول جل وعلا ولله الاسماء الحسنى ولله اي له جل في علاه سبحانه وبحمده ليس لغيره فان قوله لله اي تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر. فالاسماء الحسنى لله على وجه الكمال ليست لغيره سبحانه وبحمده. ولله الاسماء الحسنى الاسماء جمع اسم وهو ما عرف الله تعالى به نفسه من الاسماء وصفها الله تعالى بانها حسنى والحسنى تأنيث الاحسن هي فعل هي على هي من افعال المفاضلة على وزن افعل لكنها مؤنثة ولذلك قال ولله الاسماء الحسنى فله جل وعلا الاسماء التي بلغت في الحسن غايتها. ومنتهاها ومداها. هذا معنى قوله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى اي التي بلغت في الحسن غايتها وبلغت في الحسن منتهاها واعلم ان قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى يدل دلالتين. الدلالة الاولى ان الفاظ الاسماء التي سمى الله تعالى بها نفسه كلها لا ما فيها ولا عين بل هي في الغاية من الحزن ولك ان تبصر ذلك فيما اخبر به الله عز وجل عن نفسه من اسمائه وصفاته هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة. هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس دروس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى بعد ان عد الجملة من اسمائه قرر هذا المعنى. فهي حسنة بالفاظها فليس باسماء الله ما هو قبيح من حيث اللفظ بل جميع الفاظ اسماء الله عز وجل حسنى بلغت في الحسن غايته ومنتهاه ثم انها ايضا حسنى من جهة ما تظمنته من المعنى فان المعاني التي في تلك الاسماء معاني عظيمة جليلة دالة على كمال الرب سبحانه وبحمده. وانه متصف بصفة الجلال والكمال والجمال سبحانه وبحمده ولهذا الحسن في اسماء الله ليس فقط في الفاظها لانها الفاظ لها معاني فمن ظن انها اسماء مجردة عن المعاني فقد الحدث في اسماء الله عز وجل. اذ ان هذه الاسماء لم تكن حسنة فقط لجمال الفاظها. بل لما تظمنته من المعاني العظيمة الدالة على الرب جل في علاه سبحانه وبحمده فالله دال على انه الاله المستحق بالعبادة الاله المستحق للعبادة الذي لا يستحق العبادة سواه سبحانه وبحمده والرحمن دال على صفة الرحمة في كمالها فان صيغة فعلان تدل على الامتلاء وصف واكتمال كل ما فيه والرحيم كذلك دال على صفة عظيمة صفة الرحمة التي اتصف بها سبحانه وبحمده. كذلك العزيز الحي القيوم الكريم الباري الخالق المصور القدوس السلام كلها تدل على معان جليلة عظيمة اتصف بها سبحانه وبحمده فما من اسم من اسماء الله الا وتظمن معنا هذا المعنى هو في الغاية في الدلالة على كمال الله عز وجل وعندما يدرك المؤمن معاني هذه الاسماء يدرك عظيم ما دلت عليه من صفات الرب جل في علاه ويدرك ايضا لماذا قال الله تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام فان اسمائه مباركة ليست مباركة فقط بتردادها وتكرارها على اللسان. بل هي مباركة بما فيها من المعاني المعرفة بالله عز وجل عليه فمن عرف ان الله هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر وامتلأ قلبه بمعاني هذه الاسماء لا شك انه سيكون في الغاية ويبذل الوسع والجهد في تحقيق العبودية لهذا الذي اتصف بهذه الصفات الجليلة العظيمة. فلهذا ينبغي للمؤمن ان ان اسماء الله حسنى في الفاظها حسنى في معانيها وما دلت عليه من كمالات الرب سبحانه وبحمده وليست الحسنى فقط في الفاظها بل في الالفاظ وما دلت عليه من المعاني. ولان هذه الاسماء هي من مما يحب الله عز وجل لانه التي لانها الاسماء التي عرف الله تعالى بها عباده ودلهم عليه ذكر الله عز وجل ما الواجب في هذه الاسماء فان اثر هذه الاسماء ان يشتغل العبد بدعاء الله بها. قال الله تعالى فادعوه بها الدعاء عندما يمر على اسماع كثيرين يحصرونه في صورة واحدة وهي دعاء المسألة فقوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها الذي يتبادر الى ذهن كثيرين ان يقولوا اسماء الله اثناء دعائه فيقول يا رحمن ارحمني ويا غفور اغفر لي ويا الله ارزقني ويا رزاق تفضل علي ويا غفور اغفر لي وهلم وهذا صورة من صور دعاء الله عز وجل لكن ليست حصرا ولا قصرا. بل هذه صورة من الصور. واما بقية صور دعاء الله عز وجل فدعاء الله الذي امر به في قوله فادعوه بها يشمل دعاء المسألة وهو ان تذكر اسماء الله في طلب حاجاتك مطالبك الثاني من دعاء الله عز وجل باسمائه التعبد له جل وعلا بهذه الاسماء وذلك بحفظها وفهم معانيها وايضا الثناء عليه بها سبحانه وبحمده. وهذا يسميه العلماء دعاء العبادة يسميه العلماء دعاء العبادة. وهو الدعاء الذي يذكر فيه الانسان اسماء الله عز وجل. لا في مسألة ولا انما في تمجيد وتقديس وثناء على الرب جل في علاه. هذا هو النوع الثاني من انواع الدعاء وهو مشغول في قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فالذي يكف بصره عن عن المحرمات ويكف سمعه عن سماع المحرمات ويكف جوارح عن المعاصي لان الله بصير والله ولان الله سميع ولان الله يراه هذا تعبد لله باسمه السميع وباسمه البصير وباسمه العليم فكف نفسه عن معصية الله تعبدا له اثبات اسمائه الدالة على احاطته واطلاعه على عباده فان العبد اذا امتلأ قلبه يقينا بهذه الاسماء لابد ان تثمر اثار لابد ان تنتج ثمار وهذه الاثار وتلك الثمار هي من التعبد لله تعالى باسمائه وصفاته. ولهذا قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. اي سلوه بها وتقربوا اليه بها تعبدا باثباتها له وتعبدا بفهم معانيها استحضار اثارها ولهذا كان التعبد لله باسمائه الحسنى من اعلى المراتب وارفع المنازل حتى قال صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة. ما معنى الاحصاء هل هو العد بان يعدها؟ الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر. الى نهاية فاحصى من اسماء الله؟ الجواب نعم انما احصاء اسماء الله حفظ الفاظها وفهم معانيها والتعبد لله بها وهذا معنى قوله تعالى فادعوه بها فدعاء الله تعالى باسمائه هو احصاؤها فان احصاء الله الاحصاء اسماء الله عز وجل ليس فقط ان يحفظها الانسان او ان يجعلها في مجلسه في صدر مجلسه تقع او في كتابه او انما ذلك يكون حفظها وفهم معانيها والتعبد لله تعالى بها. هذا هو الاحصاء الذي يحصل به النجاح وبه يدرك العبد ما ذكر الله عز ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من دخل الجنة وعلى هذا اولئك الذين يرددون اسماء الله هكذا دون سياق ثناء او في سياق دعاء او في التعريف به انما يقولون يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله هؤلاء لم يدعوا الله باسمائه لانه نداء ليس في سياق ثناء ولا في سياق طلب ولا للتعريف به جل في علاه. وانما هو تكرار للاسم على اللسان دون ثناء ودون دعاء وطلب ودون بيانا لما له من الكمالات جل في علاه ولهذا لا يختلف العلماء ان تكرار الاسماء دون ثناء ودون دعاء وسؤال وطلب ليس من دعاء الله تعالى باسمائه الحسنى. بل دعاء الله باسمائه الحسنى يبينه ادعية رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الثناء على الله عز وجل فبهذا يدعى الله وليس بالطرق المنحرفة وبعضهم يتبور به الامر ويختصر فتجده يقول يا هو يا هو يا هو يا هو اختصارا ثم يختصرون شيء ايضا الى تخفيضات وكل هذا خارج عن هدي سيد الورى وليس هذا من دعاء الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى جل في علاه انما دعاؤه بان عليه وان يمجد ويقدس سبحانه وبحمده اما ثناء عليه باسمائه. وما اتصف به. اللهم اني اسألك بانك الله الذي لا اله الا انت الحي القيوم الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. هذا دعاء هذا دعاء لله باسمائه ذكر فيه ما يوجب تعظيمه سبحانه وبحمده فذكر اسماءه دعاء ولم يذكر مسألته يعني لو قال هذا القول دون ان يذكر مسألة او حاجة يكون قد دعا الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلى. كذلك قول العبد سبحانك اللهم ربنا وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك هذا من دعاء الله باسمائه الحسنى. لكن دعاء ثناء وتمجيد وتقديس وهذا من دعاء الله تعالى باسمائه الحسنى من دعاء الله باسمائه الحسنى ان تذكر اسمائه المناسبة في مسائلك وحوائجك في مسائلك وحوائجك بان تقول مثلا اللهم يا رحمن ارحمني او يا عفو اعف عني وهناك دعاء بكل اسماء الله دون استثناء وهو ما دل عليه حديث عبد الله ابن مسعود في صحيح في في مسند الامام احمد بن سعد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم علمه علمهم دعاء الهم اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك. اسألك بكل اسم هو لك. سميت به نفسك او في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك. ثم ذكر مسألته ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغربي هذا من سؤال الله عز وجل باسمائه الحسنى بكل اسمائه الحسنى سبحانه وبحمده. فقوله تعالى فادعوه بها يشمل كل هذه الصور وكل هذا من دعاء الله تعالى باسمائه الحسنى جل وعلا. واعلم ان الله قد ذكر في كتابه جملة من اسمائه الحسنى وزاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذكرا لبعض الاسماء التي لم تذكر في القرآن. وقريب مما ومجمل ما ورد الكتاب والسنة من اسماء الله يزيد على مئة اسم من اسمائه سبحانه وتعالى مئة وعشرة اسماء او نحو ذلك على خلاف بين العلماء في العبد والنقص والذي في القرآن يزيد على ثمانين اسما من اسمائه سبحانه وبحمده ومجموع ذلك كله من اسماء الله لكن هل هذا يعني انه ليس لله اسماء سوى هذه الاسماء؟ الجواب لا. لله عز وجل من الاسماء ماذا يحيط العباد به؟ ولهذا كان في دعاء الهم الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله ابن مسعود ان قال ايش؟ واسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك؟ قال او استأثرت به ايش في علم الغيب عندك يعني اختصصت به لم ترفع عليه عبادك. والسبب في هذا ان العباد لا يحيطون به كمالاته جل في علاه ولا تدرك عقول عقولهم ما لله عز وجل من الكمال فلذلك لم يبين الله عز وجل كل اسمائه وصفاته لان ان خلقه يعجزون عن ادراك ما لم يبين لهم سبحانه وبحمده واما الالحاد في اسمائه فقد قال الله تعالى وذروا الذين يلحدون في اسمائه والذين يلحدون في اسماء الله هم قوم مالوا باسمائه عن الجادة فالالحاد هو الميل والانحراف والانزواء عن الصراط المستقيم. وقد ذكر الله تعالى هذا تحريرا لاهل الايمان ان ينحرفوا في اسماء الله عز وجل عما يجب ان يكونوا عليه. وقد ذكر المؤلف رحمه الله في الانحراف في اسماء الله والالحاد ذكر فيما نقل عددا من الصور ذكر ثلاث ثلاث صور. الصورة الاولى من الالحاد في اسماء الله. قال رحمه الله يلحدون في اسمائه يشركون ومعنى يشركون اي انهم يسمون بها غيره جل في علاه هذا من الاشراك في اسمائه فلا يجوز لاحد ان يتسمى باسماء الله التي لا تكون الا له جل في علاه ولا ان يتسمى باسماء الله التي يلاحظ فيها المعنى مما يشترك فيه مع الخلق اما ما كان قالت امرأة العزيز يا ايها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا في خطاب يوسف عليه السلام ولو كان هذا لا يجوز او لا يليق لما اقر يوسف التسمية به فهذه الاسماء المشتركة التي يصلح ان يسمى الله بها ويسمى بها التي تسمى الله تعالى بها ويسمى بها الخلق يجب ان يعتقد ان المعنى الثابت للخلق ليس نظير مال اللهو والخالق جل وعلا من هذه الاسماء. فله الكمالات المطلقة سبحانه وبحمده. اذا من الالحاد في اسمائه تسمية وغيره باسمائه ومن الالحاد في اسمائه اشتقاق اسماء لمعبودات سواه من اسمائه سبحانه وبحمده كلات والعزى وملاك فان هذه كلها مما اشتق فيها الاسم من اسماء الله هكذا قال جماعة من اهل العلم فلاة مشتقة من الله او من الاله والعزة من العزيز ومناة من المنان هكذا قيل وهذا من صور الالحاد في اسماء الله عز وجل. ومن الالحاد في اسماء الله عز وجل تسميته بما لا يليق تسميته بما لا يليق به سبحانه وبحمده. كان يسمى مثلا علة العلل هكذا بعض المتكلمين الفلاسفة يسمون الله تعالى بعلة العلل يعني الذي تصدر عنه كل الاسباب والعلل هكذا يسمونه ويسمونه العلة الفاعلة. وما اشبه ذلك ويسميه بعضهم الاب. ويسميه بعضهم واجب الوجود وكل هذه لا تدخل في اسمائه الحسنى بل هي قصور فيما يجب له سبحانه وتعالى من الكمالات ومن للحادث اسمائه نفي ما سمى الله تعالى به نفسه. فان المشركين لما سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الرحمن قالوا وما الرحمان؟ ما نعرف هذا الاسم طردوه وانكروه قد قال الله تعالى عنهم وهم يكفرون بالرحمن اي يكفرون بهذا الاسم الذي سمى الله تعالى نفسه فانكار شيء من اسماء الله الثابتة الدالة عليه التي جاء جاءت في القرآن او في السنة هو من الالحاد في اسمائه سبحانه وبحمده من صور الالحاد في اسماء الله ان ينفي معانيها وهذا واقع من فئة من الناس نفي المعاني التي تدل عليها الاسماء. فاسم الرحمن يدل على الرحمة. واسم العليم يدل على العلم هو الحي يدل على الحياة واسم القيوم يدل على قيامه بالاشياء سبحانه وبحمده. وهذه المعاني ثابتة يتعبد المؤمنون باثباتها فمن نفى هذه الاسماء من نفى هذه المعاني الصفات التي دلت عليها الاسماء فانه ملحد في اسماء الله عز عز وجل ولهذا الذين يقولون هو عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر هؤلاء ملحدون في اسماء الله لانهم اثبتوا الاسماء وعطلوا ما عليه من كمالات الله عز وجل. ولكن يجب ان يعلم المؤمن ان الاسماء التي يثبت ان الصفات التي يثبتها المؤمن لله عز وجل التي دل عليها دلت عليها اسماء الله عز وجل يثبتها على اكمل ما يكون فله الاسماء الحسنى وله المثل الاعلى جل في علاه كما قال ولله المثل الاعلى. ايش معنى المثل الاعلى؟ يعني له الصفة العليا. هذا معناه ولله المثل الاعلى اي له الصفة العليا؟ الكمال في صفات الكمال سبحانه وبحمده السمو في صفات الجلال سبحانه وبحمده فلا له نظير فيها. ولذلك نثبت هذه الصفات التي دلت عليها اسماء الله عز وجل. من غير تكييف ما نقول كيف ومن غير تمثيل فلا نمثل صفاته بصفات خلقه سبحانه وبحمده ونثبتها ايضا من غير تحريف ومن غير تعطيل فلا نحرف ولا نعطل اسماء الله عز وجل فان هذا من الالحاد في اسمائه. هذه الصور جميعها مندرج فيما ذكر الله عز وجل في هذه الاية من الالحاد في اسمائه فالالحاد في اسماء الله عز وجل يقع بسور عديدة منها ان يسمى غير الله باسماء الله ان يشتق للخلق من اسمائه اسماء كما يفعل الوثنيون بتسمية الهتهم باسماء باسماء الله عز وجل او بما يشتق من اسمائه. الثالث من الالحاد في اسماء الله عز وجل ان يسمى بما لا يليق به مما لم يسمي به نفسه سبحانه وبحمده. فان الاسماء والصفات توقيفية يجب الرجوع فيها الى خبر الله وخبر رسوله اما الرابع من سور الالحاد في الاسماء فهو الالحاد في الاسماء بنفي ما اخبر به عن نفسه من اسماء سبحانه وبحمده اما الخامس فهو نفي المعاني التي التي تضمنتها تلك الاسماء كل هذه الصور من الالحاد في اسماء الله الذي توعد الله تعالى من تورط فيه بانه سيجزيه على الحاده بما يجزيه من العقوبة التي يستحقها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون. وفي قوله وذروا الذين يلحدون امر لكل مؤمن ان يعرض عن الخائضين في اسماء الله بعقولهم الخائضين في اسماء الله وصفاته بارائهم احلامهم الفاسدة واوهامهم الكاذبة. فان اسماء الله وصفاته لا يمكن ان يصل اليها المؤمن الا بالوحي والخبر عن الله عز وجل لانها غيب والعبد لا يمكن ان يصل الى معرفة تفاصيل الغيب الا من قبل السمع وهو النقل عن الله وعن رسوله صلوات الله وسلامه عليه نعم الحديث الذي يليه نقرأ حديث السلام لانه صلة باسماء الله ثم نجيب على الاسئلة ان شاء الله قال المؤلف رحمه الله باب لا يقال السلام على الله. في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا اذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام على الله من هذه السلام على فلان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقول السلام على الله فان الله هو السلام سبحانه وبحمده يقول المصنف رحمه الله باب لا يقال السلام على الله اي لا يجوز ان يقول القائل السلام على الله واستدلني ذلك بما في الصحيح من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم نهاهم عن ذلك فقال ابن مسعود كنا اذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة. قلنا السلام على الله من عباده في التحيات يعني التحيات لله والصلوات والطيبات ثم يقولون السلام على الله للعبادة. السلام عليك ايها النبي. السلام على فلان وفلان وفلان. يسمونه ممن يسلمون عليهم. يقول الله تعالى عنه وهذا في اول الامر. يعني في اول ما كانوا يصلون معهم صلى الله عليه وسلم. اذ كانوا يعينون من يسلمون عليهم بالتفصيل وبالتسمية على فلان وفلان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام على الله. فنام صلى الله عليه وسلم عنان يقولوا السلام على الله لماذا كان النهي؟ لان الله هو السلام هكذا علل رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي فقال لا تقول السلام على الله فان الله هو السلام. واذا كان هو السلام فان السلامة لا تظلم له. جل في علاه. بل السلامة منه والسلامة اليه والسلامة تسأل من قبله جل في علاه. فلا يقال السلام على الله لانه السلام سبحانه وبحمده الان معناه هو التام الكامل الذي خلص من كل عيب ونقص فان السلام يثبت كمال السلامة له جل وعلا بكل عيب ونقص وافة. فهو السلام سبحانه وبحمده الذي لا تتطرقوا اليه الاوهام ولا تصل اليهن العيوب والنقائص ولا تصل اليه العيوب والنقائص فهو سالم من كل عيب ونقص سبحانه وبحمده ولذلك هو السلام واذا كان هو السلام سبحانه وبحمده فانه لا يطلب له السلام بل يسأل منه السلام اللهم انت السلام ومنك السلام اي يسأل منك وانت الذي تهبه وانت الذي تعطيه وهذا من معاني السلام فان السلام يفيد معنيين في اسماء الله عز وجل. المعنى الاول انه سالم من كل عيب ونقص. سبحانه وبحمده. والمعنى الثاني ان السلامة تطلب من قبله وتسأل من جهته سبحانه وبحمده فلا يقال السلام على الله فان قول القائل السلام على الله جهل بكماله سبحانه وتعالى ولذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا فقال لا تقولوا السلام على الله فان الله هو السلام ثمان النبي صلى الله عليه وسلم ايضا علمهم كيف نسلمون على من يريدون السلام عليه في صلاتهم فلا يقولون السلام على فلان وفلان وفلان ممن يسمون بل قال السلام على النبي السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا بدأ بالنبي قبل نفسه لانه احق بالسلام من انفسنا صلى الله عليه وسلم. فحقه علينا اعظم النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه وولده ووالده والناس اجمعين فالنبي اولى بنا من انفسنا صلى الله عليه وسلم. ولذلك نقدم سؤال السلامة له على النفس. السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وهذا فيه عموم السلف فانه اذا قال العبد السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اصاب ذلك كل عبد صالح في السماء والارض من الاحياء والاموات وهذا من عظيم احسان المؤمن لكل احد. فانه يسأل الله السلامة لكل صالح من عباده. عرفه ولم يعرفه في السماء او في الارض وهذا يبين ما عليه المسلم من تمام محبة الخير للخلق كله. من يعرفهم ومن لا يعرفه. ولذلك لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي اسلام قال ان تقرأ قال ان تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت وعلى ما لم تعرف. وفي قولك في الصلاة السلام علينا وعلى عباد عباد الله الصالحين السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. انت تقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف فانك تسأل السلامة لكل احد في السماء والارض. وهذا ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن قوله السلام في الصلاة ان يبدأ بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ثم استلم على نفسه ثم السلام على عباد الله الصالحين نجيب على ما يسر الله من الاسئلة