لمن نجا من هذه الافة وهي افة سوء الظن بالله فان تنجو منها اي من سوء الظن بالله تنجو من ذي عظيمة تنجو من امر عظيم ان نجاك الله من سوء الظن به جزاك الله خير مع عظيم ما كانوا عليه من الاقبال على الله والطاعة والثبات مع رسول الله والنصرة له. ثم انزل على ثم انزل السكينة ثم انزل عليكم من بعد الغم امنا الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعده احمده لا احصي ثناء عليه على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته وكفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه اصحاب السنن من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم ان حسن الظن من حسن العبادة اي لا يقر في قلب عبد حسن ظن بالله عز وجل الا اذا احسن العبادة فبقدر ما يحسن الانسان العبادة يحسن ظنه بالله تعالى واعلم بارك الله فيك ان العبادة لا يمكن ان تكون حسنة الا اذا تحقق فيها وصفان الوصف الاول ان تكون لله خالصة والوصف الثاني ان تكون وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم اي على سنته جارية فان العمل لا يكون حسنا الا اذا كان خالصا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم متبعا فلهذا بقدر ما يكون معك من حسن العبادة تفوز بحسن الظن بالله عز وجل وحسن بالله عز وجل مرتبة عليا ومنزلة كبرى لا يعرف الانسان عظيم ما يدركه بتلك العبادة الا اذا عاين اثارها نعيما في الدنيا وفوزا في الاخرة ولذلك قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه فوالله الذي لا اله غيره ما اعطي عبد احسن من الظن بالله فاحسن ما يعطاه العبد واجود ما يتفضل الله تعالى به على المرء ان يرزقه ظنا حسنا به سبحانه وبحمده ولهذا بقدر ما يحقق الانسان من حسن الظن بالله عز وجل يدرك من الاجور والثواب ويفتح الله تعالى على قلبه من من الوان السعادات وصنوف الخيرات ما يكون سعادة له في الدنيا وفوزا له في الاخرة. نقرأ شيئا مما جاء فيما يتعلق بحسن الظن بالله وسوء الظن به ثم نعلق ما يسر الله تعالى ونجيب على اسئلتكم في اخر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال المؤلف رحمه الله باب قول الله تعالى يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلين يعني يقولون هل لنا من الامر من شيء؟ قل ان الامر كله لله وقول الله تعالى الضالين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء قال ابن القيم في الاية الاولى فسر هذا الظن بانه سبحانه لا ينصر رسوله. وان امره انه سيضمحل وفسر بظنهم ان ما اصابهم لم يكن بقدر الله وحكمته ففسر بانكار الحكمة وانكار القدر وانكار ان يتم امر رسوله وان يظهره على الدين كله وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح وانما كان هذا ظن السوء لانه ظن غير ما يليق به سبحانه. وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق فمن ظن انه يدين الباطل على الحق ادانة مستقرة يضمحل معها الحق. او ان يكون ما جرى بقضائه وقدره. او انكر ان يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد. بل زعم ان ذلك لمشيئة مجردة. فذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار واكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم. ولا اسلم من ذلك الا من عرف الله واسمائه وصفاته وموجب حكمته وحمده فليعتني النبيب الناصح لنفسه بهذا وليتب الى الله ويستغفره من ظنه بربه ظن السوء او ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملامة له وانه كان ينبغي ان يكون كذا وكذا فمستقل ومستكثر وفتش نفسك هل انت سالم فان تنجو منها تنجو من ذي عظيمة. والا فاني لا اخوالك ناجيا هذا الكلام النافع المفيد في بيان معاني ايات الكتاب التي ذكر الله تعالى فيها الظن به من اهل الجهل والكفر والنفاق والمعصية مما ينبغي ان يوقف عليه ويعتنى به ويفهم فان حسن الظن بالله تعالى من اجل العبادات. والله لك كما تظن به. فان ظننت به خيرا فابشر فسيفتح لك من ابواب الخيرات ما لا يرد لك على خاطر ولا بال. وان ظننت به غير ذلك فلا تلومن الا نفسك. فقد اسأت الظن بربك ولك منه ما ظننت فيه جل في علاه ولهذا جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يظنون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل انا عند ظن عبدي بي وفي رواية ابي داوود وفي رواية احمد لهذا الحديث فان ظن بي خيرا فله الخير عند النبي شرا فله مظن وهذا يؤكد ظرورة حسن الظن بالله لكن كما ذكرنا ان حسن الظن بالله لا يكون بالامانة الكاذبة ولا بالاغترار بالله عز وجل فان قوما غرهم الغرور بالله عز وجل فظنوا انه يعطيهم وانه يكرمهم مع اقامتهم على الكفر والنفاق والمعصية والاساءة وهذا سوء ظن بالله فان من اعظم السوء من من اعظم سوء الظن بالله ان تظن انك تعصيه او ان تقع في ما يغضبه ثم تتوقع منه العطاء والبر. لا شك ان الله غفور رحيم. وانه بر رؤوف. وانه ذو فضل واحسان. وانه جل في علاه عفو كريم لكن هذا لا يعني ان يغتر الانسان بالعطاء عنان يطمع عن ان يقيم مسيره ويصلح شأنه في صلته بربه سبحانه وبحمده. ولهذا ليس من الظن الحسن مطلقا ان تسيء العمل ثم تطلب من الله تعالى العطاء والفضل. بل الواجب على المسيء ان يبادر الى التوبة وان يلح على الله تعالى بطلب المغفرة وان يجهد في الرجوع الى الله تعالى والاوبة اليه. وصدق التوبة بالاقلاع عن الذنوب والندم على ما مضى والعزم على الرشد. وان كانت الذنوب مما يتعلق بحق العباد والخلق يبادر الى ابراء ذمته برد المظالم الى اهلها فان ذلك يفتح للعبد ابوابا من الخير والعطاء وبه يحقق حسن الظن بالله عز وجل. اما الاقامة على السوء والشر والمعاصي والخطأ سائر الوان المخالفة ثم تقول انا محسن الظن بالله لو احسنت الظن به لاحسنت العمل فان سوء الظن بالله عز وجل هو ان تقيم على العصيان وسيء الاعمال وترجو من العزيز الغفار ان يفتح لك ابواب العطاء وان ينجيك من وان ليعطيك الخيرات هذا سوء الظن بالله عز وجل. فان الله تعالى لا يخلف الميعاد. وقد ظن قوم بالله عز وجل ظنا سيئا فذكر الله تعالى ذلك في كتابه في شأن المنافقين. يقول الله جل في علاه في سورة ال عمران ثم انزل عليكم من بعد الغم امنة نعاسا يغشى طائفة منكم هؤلاء اهل الايمان والثبات ربط الله تعالى على قلوبهم فانزل عليهم السكينة. فكانوا على هذه الحال من انهم يصيبهم النعاس مع عظيم اي ان وحصل مع الامن نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد اهمتهم انفسهم هؤلاء هم الفريق الثاني وهم الذين حين لم يحسنوا الظن بالله بل عمروا قلوبهم بالنفاق والكفر والكفر وسيء العمل وطائفة قد اهمتهم انفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية فذكر الله تعالى سيء عمل اسوأ ما عمله هؤلاء وكان مصدر كل سوء في اقوالهم واعمالهم انهم ظنوا به ظن الجاهلية وما هو ظن الجاهلية؟ ظن الجاهلية هو ظن ما لا يليق بالله عز وجل. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله فيما نقل عنه المؤلف رحمه الله صورا من ظن الجاهلية فمن ظن الجاهلية ان يظن العبد ان الله تعالى لن ينصر رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وانه سيخذل دينه وانه سيعلي عليه خصومه واعدائه وكل هذا من ظن السوء بالله عز وجل الذي نهى الله تعالى عنه ووصف اهله بانهم من اهل الجاهلية لانهم فعلوا ما فعلوا ظانين انهم على هدى وبصر وعقل ونظر وهم في ذلك في ضلال وعمى. لانهم ظنوا ان الله لا ينصر رسوله وظنوا ان امره زائل. ولذلك قال فسر فسر هذا الظن بانه لا ينصر رسوله. وان امره يعني دينه سيذهب وفسر بانه اصابها بان ما اصابه لم يكن بقدر الله وحكمته. وكل هذا من الظن بالله فاذا ظن العبد ان دين الله مهزوم فهو قد ظن بالله ظن السوء. السوء. فمهما بلغ بلغ الاذى على اهل الاسلام فان الله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون. وهذا رسول الله اصابه ما اصابه وحوصر اعظم حصار. ثم كانت العاقبة له مع ان مقدمات ذلك من ابعد ما يكون. لكن ثقة العبد بربه ويقينه ويقينه بان الله عز وجل لا يخلف الميعاد تجعله يقدم على ما يقبل من العمل وهو مطمئن ان الله لن يخلف الميعاد وان الله فسيظهر امره. ولهذا في غزوة الاحزاب وهذا من صور حسن الظن بالله اجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اجتمع من اهل الشرك والكفر اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم وان زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله انظرونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا. هذا الامر الذي وصف الله تعالى فيه احوال اصحاب رسول الله الله عليه وسلم من البلاء الشديد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفر مع اصحابه الخندق ويبشرهم بفتوحات من ابعد ما يقول لن نبشرهم بانهم سينتصرون على هذا العدو المحاصر بل بشرهم ملك كسرى وملك قيصر وفتح صنعاء. وذلك كله من فضل الله على رسوله الذي فتح الله تعالى بصره وانار قلبه كان يرى صدق ميعاد الله في اشد الظروف واعظمها احاطة بالامة. ولهذا سوء الظن بالله ان يعتقد المؤمن اذا احاطت به او باهل الاسلام كربة او شدة ان الله لن ينصر دينه وان الامر وان امر الدين سيرتحل وانه لن يقوم له قائمة فكل ذلك من سوء الظن بالله تعالى. وقد ذكر الله عز وجل في عقوبة من اساء الظن به اشد العقوبات. فلم يأتي في عقوبة من العقوبات كما افي حق الظالين بالله ظن سوء. ففي سورة الفتح ذكر الله تعالى الظانين به في موضعين. الظانين به ظن في موظعين يقول الله تعالى ويعذب ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات هؤلاء جميعا موصوفون الظالين لله ظن السوء. عقوبتهم عليهم دائرة السوء. وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت بصيرا. يقول ابن القيم رحمه الله لم يأتي في كتاب الله عز وجل لم يأتي في كتاب الله عز وجل عقوبة على ذنب اعظم من عقوبته لمن اساء الظن به. فقد جمع الله تعالى عليه الوان العقوبات فقال عليهم دائرة السوء اي تحيط بهم من كل جانب فلا يتمكنون من التخلص منها و هذه الدائرة تحصرهم في الوعيد القادم وغضب الله عليهم ولعنه واعد لهم جهنم وساءت مصيرا. لم تأتي عقوبة على ذنب كما جاء في عقوبة من ظن بالله فكل من اشرك وكل من عصى وكل من آآ نافق فانه قد ظن بالله تعالى ظن السوء. والمقصود بالمعصية المعصية التي توقع في نفاق او كفر بالله عز وجل وقد يقع من المسلم سوء ظن بالله عز وجل ولذلك امر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بحسن الظن بالله فقال لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بربه فان حسن الظن بالله تعالى لا سيما في الشدائد والكربات. وعند الموت من اعظم ما يحصل به للعبد العطاء طموحات لذلك جدير بالمؤمن ان يتقدم الى كل حسن ظن بالله عز وجل فان سوء الظن به سيعقب الانسان عذابا اليما وعاقبة سيئة غضب الله عليه ولعنه واعد له انما وساءت مصيرا. هذه العقوبة مع احاطة السوء به من كل جانب. عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعن واعد لهم جهنم وساءت مصيرا الرسول صلى الله عليه وسلم كان من اعظم الناس حسن ظن بربه وكذلك من معه من اهل الايمان. ولذلك يقول الله تعالى بل ظننتم في بيان سوء الظن الذي وقع فيه المنافقون واهل الشرك بل ظننتم الا ينقلب الرسول والمؤمنون لاهلهم ابدا وزين وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا اي لا ربح لكم ولا فلاح معكم. فالبواب والخسار في سوء الظن بالعزيز الغفار جل في علاه وقد ذكر ابن القيم رحمه الله اذا الاية الاولى فيها بيان ان من اساء الظن بالله عز وجل فان هذا هو ظن الجاهلية. والاية ثانية فيها بيان العقوبة لمن اساء الظن بالله تعالى ثم نقل رحمه الله كلام ابن القيم في بيان سور من سوء الظن بالله وهو من انفع الكلام. يقول فسر هذا الظن يعني المذكور في الايتين ظن الجاهلية وظن السوء. فسر بانه سبحانه لا ينصر رسوله وان امره سيضمحل. هذا هذا احد الاقوال. والقول الثاني فسر بان ما اصابه يعني ما نزل به من المصائب والنوازل والكربات لم يكن بقدر الله وحكمته. اي اي انه خارج عن تقدير الله وعن الحكمة. يقول ففسر بانكار الحكمة وانكار القدر ولا شك ان انكار القدر من اعظم ما ينقض التوحيد. يقول ابن عباس من كذب بالقدر فقد تكذيبه توحيده من كذب بالقدر فقد نقض تكذيبه بالقدر توحيده فلا توحيد لمن لا ايمان له بالقدر والايمان بالقدر سيأتينا انه اصل من اصول الايمان لا يستقر ايمان احد الا به. ففسر في ظنه السوء وظلنا السو وظلنا الجاهلية بانكار الحكمة اي ان الله يقدر ما لا حكمة فيه. وليعلم المؤمن ان كل ما يقضيه الله سواء كان القضاء قدريا او كان القضاء شرعيا. قضاء قدري ينتظر كل الحوادث والوقائع التي تقع في الدنيا. خاصة او عامة كل قضاء يقضيه الله قدرا وكل حكم يقضي به شرعا فله فيه حكمة فله فيه حكمة. اما الحكمة في القدر فقد نص عليها في قوله جل في علاه وما تشاؤون الا ان يشاء الله كمل الاية ان الله كان عليما حكيما فكل مشيئته صادرة عن علم وحكمة فليس شيء في مشيئة الله لا حكمة فيه ليس شيء في مشيئة الله ناتج عن عدم علم بل كل ما شاء فهو بعلمه وهو مقترن بحكمته سبحانه وبحمده. هذا يتعلق بالحكم كوني القدر فلذلك يطمئن المؤمن الى كل اقدار الله ويرضى بها لانها كانت عن علم وهي لحكمة ولو كشف الغيب للناس لما اختاروا الا ما اختار الله لهم وهذا مما يسري عن الانسان ما ينزل به من مصائب الزمان انك اذا اصابك شيء من مرض او رهق او كذا او مصيبة في نفسك او في ولدك او في اهلك تيقن ان الله لو كشف الغيب ورأيت الخيارات التي تحب ان تقع لما اخترت الا ما اختار الله لان ما اختار الله لك خير مما اخترته لنفسك ولو كان مؤلما ولو كان موجعا فان ما يختاره الله لعبده خير مما يختاره الانسان لنفسه. ولهذا تمام حسن الظن بالله ان توقن ان الله لا يفعل لك لا يفعل لك الا الخير ولا يفعل بك الا ما هو حكمة لك ولغيرك اما فيما يتعلق بالحكم الشرعي فكل احكام الله الشرعية ناتجة عن حكمة مقترنة بحكمته جل في علاه. عرفنا ان الحكم القدر لا يخرج شيء منه عن حكمة الله تعالى وعلمه. وكذلك الحكم الشرعي لا يخرج فيه شيء عن حكمة الله الزنا تحريم الربا الامر بالصلاة في اوقاتها وركعاتها وصفات كل تفصيل شرعي كل حكم شرعي ولو كان ادق ما يكون فالله في فلله في حكمة دليل ذلك قول الله تعالى كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لذو الحكيم الخبير. ويقول جل في علاه لا الباطل من بين يديه ولا من خلفه وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد حكيم اي محكم لما انزله. فالقرآن وبيانه في السنة المطهرة محكم غاية الاحكام. ليس فيه خلل وكل من طعن في حكم شرعي فالنقص في عقله لا في حكم الله عز وجل. كل من انتقص شريعة فان الخلل اما في ايمانه لانه لم يؤمن ولو امن لابصر الهدى ودين الحق فمستقل ومستكثر الناس في هذا متفاوتون منهم من يكثر عنده سوء الظن بالله والملامة على الاقدار ومنهم من يقل وفتش نفسك الان بعد ان يقول لو تأملت في من حولك او لان عقله غير صحيح فان الشريعة لا تأتي بما ينافي العقول الصحيحة اذا من سوء الظن بالله تعالى ان تنكر حكمته في الاقدار او ان تنكر حكمته في الشرائع والاحكام. يقول رحمه الله وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفاتحة وانما كان هذا ظن السوء انما كان هذا ظن السوء لانه ظن غير ما ما لا غير ما يليق غير غيري لانه ظن لانه ظن ما يليق بالله عز وجل وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق. فمن ظن ان الرسول مهزوم وان المؤمنين لا نصر لهم وانهم لن يعودوا الا الى خسار فانه قد كذب وعد الله باظهار دينه هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. فمن ظن من ظن ان انه اي ان الله عز وجل يدين الباطل. ينصر الباطل على الحق ادانة مستمرة يعني نصر دائم لا ينقطع يضمحل معه الحق او ان او انكر انه جرى بقضائه وقدره او انكر ان يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها بل زعم ان ذلك لمجرد لمشيئة مجردة فذلك ظن ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار يعود الى التنبيه الى ان الظن السيء بالله عز وجل ظن الجاهلية ليس مقصورا على الله عز على الكفار بالله عز وجل والمشركين به. بل والمنافقين بل يكون حتى من بعض اهل الاسلام يقول واكثر الناس يظنون بالله ظن السوء. فيما يختص بهم فتجده يدعو ويقول لن يجيب الله دعائي. وهذا من ظن السوء بالله عز وجل. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم ادعوا الله وانتم ايش موقنون بالاجابة هذا من حسن الظن بالله ان تدعو وانت موقن بانه سيجيب وانه اذا لم يجب فانه لحكمة ورحمة فقد يسأل الانسان ما فيه هلاكه قد يسأل الانسان ما فيه عقبه قد يسأل انسان ما يكون مآله فيه خسرانا وبوارا لا يعلم الانسان ما الذي سيجري الفقير لا يعلم ما الذي سيجري لو اعطاه الله المال والمريض لا يدري ما الذي سيجري لو اعطاه الله الصحة فقد يدعو الفقير بالغنى والمريظ بالصحة والعقيم بالولد ولكن لا يعلم ما الذي سينتج عن هذا فاذا دعوت الله ولم يعطك ثق تماما انه جل في علاه لم يعطك رحمة بك فهو اعلم بما يصلحه. لم يعطك لا لانك لا لانه عاجز فهو على كل شيء قدير. ولا لانه بخيل فهو الغني الحميد جل في علاه. بل يداه مبسوطتان كيف يشاء جل في علاه سبحانه وبحمده. لذلك يقول رحمه الله واكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعلون بغيرهم ولا يسلم من ذلك اي من ظن السوء بالله الا من عرف الله واسماءه وصفاته وصفاته وموجب حكمك حكمته وحمده. انتبه لهذه الكلمات. كيف تحسن الظن بالله كلما زاد علمك به احسن احسنت الظن به لا لا يسيء الظن بالله الا جاهل بالله فمن علم ما لله من الاسماء ما لله من الصفات ما لله من الافعال الجميلة ما لله الا الحكمة والحمد والرحمة وسائر ما اتصف به جل وعلا لا يمكن ان يسيء الظن به. لكن يسيء الظن بالله من جهل به. ولذلك يقول ولا يسلم من ذلك اي من سوء الظن بالله الا من عرف الله واسماءه وصفاته وموجب حكمته اي مقتضى الحكمة وحمده فليعتني اللبيب. اللهم اجعلنا منهم. فليعتني فليعتني اللبيب الناصح لنفسه بهذا. يعني بتحقيق حسن الظن بالله عز وجل وليتب الى الله وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء فنعوذ به جل وعلا ان نسيء الظن به ونسأله ان يعمر قلوبنا بمحبته وتعظيمه وحسن الظن به سبحانه وبحمده. يقول ولو ولو فتشت ما فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر الان يذكر صورة منصور سوء الظن بالله التعنت على القدر الاعتراض على القدر وملامة له. ونقول لكم امثلة تجري على السنتنا يا اخوان احيانا ونحن لا ندرك من سوء الظن بالله عز وجل. ومن على القدر الان بعض الناس يعرف شخصا صالحا او شخصا فيه خير فيقع له حادث او يقع فيه مرض او تنزل به مصيبة تجد بعض الناس يقول فلان ما يستاهل فلان ما يستاهل يعني نزلت به مصيبة لا يستحقها. فلان خير ما يستاهل هذا يقوله الناس او لا يقوله لانه صالح ما يستاهل انه يجيه هذا اللي جاه كثير هذا في السنة الناس وهذا من سوء الظن بالله وهذا من الملامح على القدر لكن يجري على السنتنا ونحن في غفلة ولذلك ابن القيم يقول ولو فتشت من فتشت لوجدت عنده تعنتا على القدر وملامة الله. وانه كان ينبغي ان يكون كذا وكذا لوجدت هذا كثيرا ثم نبه الى امر انك لا تشتغل بالتفتيش في احوال الناس لاننا عادة ننظر الى ما يفعله الناس نستقبل منهم ما لا نستقبحه من انفسنا اذا وقعنا فيه فتجد اننا اذا وقعنا في الخطأ مباشرة نبحث عن تبرير وعن تزوير وعن اعذار لكن اذا وقع غيرنا فاننا نلوم ونتهم ونشهر فنحن نعتذر لانفسنا ولا نرى هذا في يقول رحمه الله بعد ان يعني ذكر التأمل في حال الناس وما يجري من آآ اقوالهم واعمالهم وتصرفاتهم يقول وفتش نفسك فهو اهم ما ينبغي ان يعتني به الانسان ان ينظر في نفسه كل نفس بما كسبت رهينة. بل الانسان على نفسه بصيرة فلا تشتغل بالنظر في الاخرين عن ان تنظر في وعملك ووضعك وما كان من سوء ظنك بالله اذا وجد فتخلص منه فتش نفسك هل انت سالم في قولك وعملك من سوء الظن بالله ثم يقول في بيان عظيم الربح والا فاني لا اخوالك ناجيا اذا لم تنجو من سوء الظن فلا نجاة لك ولهذا ينبغي ان يتحقق المؤمن من طيب ظنه بربه خلاصة ما قرأناه بهذا في هاتين الايتين وبيان ابن القيم رحمه الله لمعناهما وما فيهما. ان سوء الظن من اعظم الذنوب عقوبة. وانه سبب للشرك وانه سبب للنفاق وانه سبب للاسيان وانه سبب لسوء الحال. هذا من حيث اثار وثمار سوء الظن. نتائج سوء الظن ان يقع الانسان في شرك. فما من مشرك الا هو الا وهو يسيء الظن بربه مثال كيف؟ الان الذين يتوجهون الى الخلق يا علي انقذني يا بدوي اعطني يا فلان اغثني هؤلاء اساءوا الظن بالله لو كمل حسن ظنهم بالله لما توجهوا الى سواه. واذا سألك عبادي فاني ايش؟ قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشون. لكن لما ساء ظنهم بالله اشركوا به. وتوجهوا الى غيره وطلبوا كشف الكربات واغاثة اللهفات من سواه المنافق يسيء الظن بربه لماذا؟ لانه يظن انه عندما يمشي اموره يسير اموره ويمشي احواله بابطان الكفر واظهار الاسلام حتى تصلح دنياه انه ناجح يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول هذا اساء الظن بربه. لو احسن الظن بربه لايقن ان الله يراه ان الله عالم به ان الله مطلع على سريرته. فاجتهد في اصلاح سره واقامة باطنه على ما يحب الله ويرضاه العاصي الا يظن بالله عز وجل ظن السوء؟ بلى لا سيما العصيان المستمر الدائم فانه له كان الانسان موقنا بان الله يرى. الم يعلم بان الله يرى وانه يسمع وانه جل في علاه قد اوكل من يحصي عليه لكان ذلك تعلم على على العصيان. يقول الله تعالى وما كنتم يقول الله جل وعلا وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جنودكم ولكن ايش ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون. ظننتم بالله ظن السوء انه لا يعلم ما تعملون فاسرفتم في المعاصي والسيئات. اذا كل من كفر بالله وكل من اشرك به وكل من وقع في نفاق وكل من عصى عصيانا مستمرا دائما فانه مسيء الظن بربه ولهذا كان سوء الظن بالله مصدر قل لافة وهلكة في الدنيا والاخرة نعم الله يرزقنا واياكم حسن الظن به قال المؤلف رحمه الله باب ما جاء في منكر القدر وقال ابن عمر رضي الله عنهما والذي نفس ابن عمر بيده والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لاحدهم مثل احد ذهبا ثم انفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه رسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه انه قال لابنه يا بني انك لن تجد طعم الايمان حتى تعلم كما ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك لم يكن ليصيبك. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم. فقال له اكتب فقال ربي وماذا اكتب؟ قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات على غير هذا فليس مني وفي رواية لاحمد ان اول ما خلق الله القلم ثم قال اكتب. فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة وفي رواية النبر وهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره احرقه الله بالنار وفي المسند والسنن عن ابن الديلمي قال اتيت ابي ابن كعب رضي الله عنه فقلت في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله يذهبه من قلبهم. فقال لو انفقت مثل احد ذهبا ما قبله الله منك حتى مؤمن بالقدر وتعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لكنت من اهل النار قال فاتيت عبدالله بن مسعود وحذيفة بن اليمان. وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت رضي الله الله عنهم فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الباب باب ما جاء في منكر القدر اي ما جاء من النصوص في شأن من انكر القدر وانكار القدر من سوء الظن بالله عز وجل. فمن اعتقد ان شيئا في الكون يجري من غير تقدير فانه قد اساء الظن بالله عز وجل فالله عز وجل قد قال في محكم كتابه ان كل شيء خلقناه بقدر فما من شيء في السماء والارض الا وهو بتقدير الله عز وجل والله عز وجل هو الذي قظى به وحكم به سبحانه وبحمده فكل شيء بقضاء وقدر ليست ثمة شيء في الكون الا والله قد قدره لا يخرج شيء عن تقدير الله عز وجل والايمان بالقدر اصل من الاصول التي لا يتم الايمان الا بالاقرار بها. فمن لم يؤمن بالقدر فلا ايمان له ولهذا قال ابن عباس من كذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا. من من كذب بالقدر نقض تكذيبه بالقدر توحيده لله عز وجل لانه عطل فعل الله عز وجل وعلمه وخلقه ومشيئته واعلم ان القدر هو قدرة الله تعالى هكذا عرف الامام احمد القدر فقال القدر قدرة الله عز وجل والقدر مأخوذ من التقدير والتقدير المقصود به الايمان بالقدر ان يؤمن الانسان بحكم الله الذي ينتظر كل شيء في الكون فالقدر هو الحكم الكوني وكيف يتحقق لك الايمان بالقدر الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم اصلا من اصول الايمان. لما سئل عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر قال والقدر خيره وشره القدر خيره وشره. كيف تحقق الايمان بالقدر؟ تحقق الايمان بالقدر من خلال يقينك باربعة امور. الامر الاول ان الله علم كل شيء قبل ان يكون فما من شيء الا الله عالمه فهو الذي احاط علما بكل شيء فلا يخرج عن علمه شيء من الاشياء بالمطلق هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم فليس شيء الا يعلمه الله تعالى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فلا شيء الا مشمول بعلمه سبحانه وبحمده اذا الله يعلم الاشياء قبل وقوعها وهو يعلمها اذا وقعت سبحانه وبحمده الثاني ان هذا العلم قد كتب فما من شيء الا وقد كتبه الله عز وجل مما يجري في الكون فقد كتب الله تعالى علمه بالاشياء قبل خلقها كما قال تعالى ما اصاب من مصيبة في السماوات ولا في ما اصاب من مصيبة في في السماء في السماوات والارض ولا في انفسكم الا في ايش الا في ايش في كتاب يعني الا في مكتوب من قبل ان نبرأها اي من قبل ان نخلقها من قبل ان نوجدها فمن الايمان بالقدر ان تؤمن بان كل ما يكون في الكون من الحوادث فقد كتبه الله قبل وقوعه علم وكتب اما المرتبتان البقيتان فانه ليس شيء في الكون الا بمشيئته. لا يجري شيء في الكون الا بمشيئته وانه خالق كل شيء وهو خالق كل شيء سبحانه وبحمده هذه اربعة مراتب لمن يحقق الايمان بالقدر. علم كتابة مولانا مشيئته هذه ثلاثة علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه هذا الرابع فهو ايجاد وتكوين. هذا النظر البيت تضمن ما يجب ان يعتقده الانسان حتى يؤمن بالقدر. الان نعيد الاربعة مراتب حتى حقق الايمان بالقدر تؤمن بان الله عالم بكل شيء قبل ان يكون. الثاني ان توقن بان الله قد كتب ذلك فما من شيء الا وقد كتبه الله قبل وقوعه ان ذلك في كتاب الراء الثالث انه قد شاء فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. الرابع ان كل ما في الكون من الحوادث والوقائع هي خلقه جل في علاه فهو الخالق لكل شيء سبحانه وتعالى كما قال الله خالق كل شيء. هذه اربعة مراتب لتحقيق الايمان بالقدر ما يعيدها علينا المراتب مراتب الايمان بالقدر عطنا الاول علم الله عز وجل بالاشياء قبل وقوعها. الثاني الكتاب ان الله كتب كل ما يكون قبل ان يخلقه. الثالث ان الله ما من شيء يقع في الكون الا بمشيئته. الرابع ان الله تعالى خالق كل شيء فما من شيء في الكون الا خالقه. هذا المنديل سقط الله علم بذلك قبل الخلق وكتب ذلك قبل الخلق وشاء لو لم يشأه لم يكن وهو الذي خلقه فانا مخلوق فما يكون مني فهو هو خلقه جل وعلا وهكذا اجري ذلك في كل شيء. فانه ما من شيء الا والله قد علم وقد كتبه وقد شاءه وقد خلقه سبحانه وبحمده وبهذا تحقق الايمان بالقدر الذي تطمئن به القلوب وتنشرح به الصدور ويدرك به الانسان الايمان فلا ايمان لمن لا اقرار معه بقدر الله عز وجل وذكر المؤلف رحمه الله في ذلك ثلاثة احاديث هي من اجمع الاحاديث في بيان وجوب الايمان بالقدر وخطورة انكاره متى حصل الانحراف في الايمان بالقدر؟ طبعا القدر يا اخواني عند كثير من الناس اشكال في تفكير التفكير فيه وقد يدب الشيطان الى الانسان من خلال التقدير والقدر لكن يجب على المؤمن ان يغلق على الشيطان الطرق فالقدر سر الله في خلقه لم لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا فهو خفي لا يعلمه الا هو. كسائر شأنه سبحانه وبحمده. الله عز وجل خلقنا وهو جل وعلا خلق افعالنا لكن هذا الخلق لا لا يلغي اختيارنا كما يدب من خلاله الشيطان او جنوده الذين يوسوسون للناس في شأن القدر يجب ان يغلق هذا بتمام الايمان بان الله تعالى علم الاشياء وكتبها وشاءها وخلقها. وانه لا ظلم في فعله جل في علاه فانه سبحانه وبحمده قد قرر في كتابه. وما ربك بظلام للعبيد. ان الله لا يظلم الناس شيئا. ولكن الناس يظلمون فدع عنك كل هذه الوساوس التي يقذفها الشيطان في قلبك وانما ذكرنا هذا لانه مقدمة للحديث عن اولئك الذين ينكرون القدر فان طائفة من الناس تنكر القدر ولا تؤمن به وهم على مراتب اقبحهم الذي ينكر المراتب الاربعة فيقول ما من الاشياء لم يعلمها الله ولم يكتبها ولم يشأها ولم يخلقها. وهؤلاء كافرون بالاجماع ولهذا قال الامام الشافعي ناظرهم بالعلم فاذا انكروه فقد كفروا فان انكار علم الله السابق هو انكار لما جاءت فيه الادلة في الكتاب والسنة على وجه البين. فالله عالم بكل شيء قبل وقوعه سبحانه وبحمده. وهو بكل شيء عليم جل في علاه هذه مرتبة من مراتب القدر ولما كانت في غاية البعد عن الحق والهدى والمجافاة لدلالة الكتاب والسنة ترك هذا القول هجر هذا القول لانه واضح العوار بين الخطأ والبعد عن دلائل الكتاب والسنة. فما بقي الا طوائف ينكرون مشيئة الله للاشياء قبل وقوعها وخلق الله تعالى للاشياء. وهذا منهج المعتزلة فانهم ينكرون ان الله تعالى خلق الاشياء وشاءها وهم المعروفون بالقدرية الذين يقولون لا حكم لله على فعل الناس فالانسان يفعل الشيء من قبل نفسه والله لا حكم له على ذلك. ويحتجون بالمعاصي يقولون اذا كانت قدر الله فكيف يقع للعصيان من الناس عز وجل وهب الانسان الاختيار بين الهدى والضلال بين البر والكفر واعطاه هذا الاختيار وهو جل في في علاه يخلق فعله لكنه لا يحمله على ما لا يختار. بل مشيئة العبد في مشيئة الله جل في علاه ماء ما تشاؤون الا ان يشاء الله لكن هذا لا يلغي اختيار الانسان ولهذا قال بعضهم قال بالتنزيه لله يريد ان يقول ان الله لم يخلق فعل العصاة قال سبحان من تنزه عن الفحشاء. كلمة حلوة اليس كذلك سبحان من تنزه عن الفحشاء. يقصد سبحان من تنزه عن ان يخلق فعل الزناة وفعل السراق وما الى ذلك. فرد عليه العالم بالله المحيط بدلائل الكتاب والسنة فقال له سبحان الذي لا يكون في ملكه الا ما يشاء ايهما اعظم تعظيم لله عز وجل الا يكون في ملكه الا ما يشاء سبحانه وبحمده لا انه تنزه عن الفحشاء فهو جل وعلا منزه عن كل سوء وشر. لكن هذه الكلمة حق اراد بها باطل فردها. هذا العالم بما هو اوضح في التنزيه ان اخراج افعال العباد عن خلق الله عز وجل هو حقيقة في الحقيقة اعتقاد ان في خلق الله عز وجل ما لا يشاء وانه يكون ما لا يريد وهو سبحانه وبحمده على عن ذلك فما شاء كان وما لم يشاء لم يكن. ولهذا كان انكار القدر من اقبح سيئات العمل. وقد هذا في زمن الصحابة رضي الله تعالى عنهم في اخر زمن الصحابة بدت هذه السيئة في خبر من عمر رضي الله تعالى عنه المتقدم وهو في صحيح في صحيح مسلم ان يحيى ابن يعمر كان قد جاء الى المدينة هو وصاحبه حميد بن عبد الرحمن الحميري رجلان من اهل البصرة جاء الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب اهل العلم فكان اول من وقف عليه من اهل المدينة من الصحابة الكرام عبد الله ابن عمر وهو شيخ الاسلام ومن فقهاء الصحابة وكبار علمائهم رضي الله تعالى عنه. فجاء اليه اخبره فقال قال له سائلين انه قد ظهر قبلنا يعني في في جهتهم وهي البصرة من يقول ناس يقرأون القرآن اي يتعلمون العلم ومن طلبته ويتقفرون العلم اي يشتغلون بتحصيلهم وذكر من شأنهم يعني ما يكونون عليه من قراءة القرآن والاشتغال بالعلم وما الى ذلك. قال وانهم يزعمون ان لا قدر. وان امر انف يعني ان الله لن يقدر الوقائع والحوادث. وان الامر مستأنف من قبل الانسان ومن قبل هذه الوقائع التي تجري دون سابق علم وتقدير من الله عز وجل. فقال ابن عمر لهما واسمع الى جواب ابن عمر في رد هذه الشبهة الباطلة يقول فاذا لقيت اولئك يقول لهذين السائلين اذا لقيت اولئك فاخبرهم اني بريء منهم وانهم برءاء مني والذي يحلف به عبد الله ابن عمر يعني والله لو ان لاحدهم مثل احد ذهبا فانفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر. لان الكفر بالقدر وانكار القدر نقظ للايمان. ولذلك قال اخبرهم لو ان لاحدهم مثل لو ان لاحدهم مثل احد ذهبا ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم قال رضي الله تعالى عنه في الاستدلال على هذا قال صلى الله عليه وسلم في تعريف الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره فلا يقبل الله من احد عدل ولا صرفا حتى يؤمن بالقدر وكل ما يلقيه الشيطان في قلبك مما يتعلق بالايمان بالقدر استعذ بالله