ففعلوه من غير ارادة ولا ولا اختيار نستكمل آآ بقية الحديث عن هذه عن هذا الحديث بانه الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. نقف مع بعض الفوائد في هذا الحديث ثم ننتقل للحديث الذي يليه الحديث هو الحديث الثامن والثلاثون حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وهو في البخاري وهو حديث الهي من فوائده اه وقول النبي صلى الله عليه وسلم من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب من فوائد الحديث ان طرق التقرب الى الله عز وجل طريقان التقرب اليه بالفرائض وهي الواجبات وبالنوافل وهي المستحبات لان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في هذا الحديث الالهي ان التقرب بالفرائض ثم بعد ذلك التقرب بالنوافل والدوام على ذلك من موجبات محبة الله عز وجل وفيه من الفوائد ان التقرب بالفرائض اعلى منزلة عند الله عز وجل من التقرب بالنوافل لقوله صلى الله عليه وسلم وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه فاحب ما تقرب به العبد الى الله عز وجل ما فرضه عليه وفيه من الفوائد تفاضل الاعمال في المحبة في محبة الله عز وجل او هذا التفاضل في المحبة بناء على الاعمال يترتب عليه التفاضل في محبة العمال. وان محبة الله لعباده ليست على درجة واحدة بل هي متفاوتة على حسب ما معهم من الاعمال وفيه من الفوائد ان الله اذا احب عملا احب العامل به فانه اخبر بمحبته التقرب اليه بالفرائض ثم جعل ثمرة التقرب بالفرائض وبالنوافل محبته حتى احبه وفي من الفوائد ان التقرب بالنوافل من موجبات محبة الله عز وجل وفيه من الفوائد ان الاستمرار على النافلة اعظم اجرا عند الله واكثروا محبة من ان يأتي بها منقطعة لقوله صلى الله عليه وسلم ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل فلا يزال من افعال الدوام والاستمرار وهذا يصدق على القليل والكثير فالعام فالنفل القليل الدائم احب الى الله عز وجل من نفل كثير منقطع كما جاء في الصحيح من حديث عائشة احب العمل الى الله ادومه وان قل احب العمل الى الله ادومه وان قل وكما كان عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم فان عمله كان ديمة ديما اي لا يقطعه ويستمر عليه صلى الله عليه وسلم وفيه من الفوائد اثبات صفة المحبة لله عز وجل وهذا دل عليه القرآن والسنة واجمعت عليه علماء الامة وخلف في ذلك الاشاعرة والماتريدية فاول المحبة بالثواب او ارادة الثواب والمعتزلة كذلك بالثواب او ارادة الثواب فالاشاعرة ومثبتة الصفات اوله بارادة الثواب والمعتزلة الذين ينكرون الارادة فسروه الثواب نفسه وهذا من التفسير باللازم والتفسير باللازم اذا عاد على الاصل بالابطال كانت طريقا منحرفا وفي من الفوائد اثبات اثار المحبة وان المحبة محبة الله عز وجل لها اثر جليلة وثمار عظيمة يدركها العبد في دنياه قبل اخراه كنت سبعه الذي اسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولاستنصراني لانصرنه ولاستعاذني لاعيذنه كل هذا ثمار للمحبة وهي في الدنيا او في الاخرة في الدنيا هذي ثمرة معجلة في الدنيا تسديده وحفظه وتأييده واعانته وتوفيقه كل ذلك مما يكون في الدنيا. ولذلك قال وما ترددت في شيء انا فاعله ترددي في نفس عبدي المؤمن. يكره الموت واكره مساءته لعلو منزلته وشريف مكانته عند الله عز وجل وفيه من الفوائد اثبات معية الله عز وجل للعبد المعية التفصيلية في السمع والبصر والاخذ والعطاء والحركة والانتقال وانها لا تقتصر فقط على جزء من من المعية بل هي معية خاصة تكون مع الانسان في كل شأنه وهذا بيان بمعنى قول الله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون فهو معهم في سمعهم معهم في ابصارهم معهم في اخذهم وعطائهم منعه معهم في حركاتهم وتنقلاتهم معهم في ضروراتهم معهم في مرغوباتهم لان استنصرني لانصرنه ولئن استعاذني لاعيذنه النصر في المطلوبات والمرغوبات والاستعاذة في المخوفات والمرهوبات وهذه المعية معية خاصة تختلف عن المعية العامة التي اثبتها الله تعالى لكل خلقه لكن هذه المعية لا تقتضي مخالطة ولا مماسة ولا ممازجة تعالى الله عن كل هذه المعاني التي يقولها اهل باطل لابطال كلام الله وكلام رسوله فكلام الله وكلام رسوله لا يلزم لا يلزم عليهما معنى باطل بوجه من الوجوه وفيه من الفوائد شريف منزلة المؤمن عند الله عز وجل وان الله يفعل به ما يسره ويقدر له ما يبهجه ويكره ما يكرهه مما يؤلمه دليل ذلك خاتمة الحديث وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن نفسي المؤمن اي عن قبضها يكره الموت واكره مساءته لكن لابد له منه وهو ينقله الى ما هو احسن والى ما هو اعلى واشرف فان حال المؤمن بعد موته اعظم من حاله في حياته من حيث ما يدركه من نعيم الله واحسانه فان الله ادخر للاخرة من الرحمة تسعة وتسعين رحمة وهي لاولياءه وعباده الصالحين وفي الدنيا رحمة واحدة وهي التي يترحم بها الخلق فما في الاخرة اعظم مما في الدنيا كما قال الله تعالى ولا ولا الدار الاخرة خير للذين امنوا وكانوا يتقون فالدار الاخرة خير لاهل الايمان والاخرة تبتدي بما بعد الموت فيه من الفوائد ولعلنا نختم بهذه الفائدة لان المؤمن قد يكره شيئا من اقضية الله تعالى واقداره لكن ما يجريه الله تعالى له بهذا المقدور من الخير اعظم مما يؤمنه في عدم هذا المقدور فالموتى على سبيل المثال يكرهه كل احد لكن هو بالنسبة للمؤمن خير باعتبار ما ينقلب اليه ويصير اليه فقد يكره المؤمن قدرا من اقدار الله عز وجل ويكون فيه من الخير ما لا يرد له على بال ولذلك قال الله تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم بل الله يقدر ما يكون في المكروهات للمؤمن من الخير بر ما لا يرد له على خاطر واذا تذكر المؤمن هذا المعنى كان عونا له على تحمل ما يكرهه من اقضية الله تعالى واقداره. فاختيار الله تعالى لعبده المؤمن خير من اختياره لنفسه هذه بعض الفوائد والفوائد اكثر من هذا لكن هذه ابرز الفوائد المتصلة بالحديث ننتقل الحديث الذي يليه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث التاسع والثلاثون. عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد الحديث التاسع والثلاثون من احاديث الاربعون النووية وهو من الاحاديث الجليلة العظيمة التي تضمنت قواعد بالتشريع تدخل جميع ابواب الشريعة ويتبين بها عظيم فضل الله تعالى وكبير احسانه على اهل الايمان وعلى هذه الامة الحديث نقله المصنف رحمه الله عن ابن عباس وحكم عليه بانه حسن وقد روى وقد ذكر من خرجه فقال رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما وهو في سند بن ماجه من طريق الوليد بن مسلم قال حدثنا الاوزاعي قال عن عطاء عن ابن عباس وساق الحديث وله طريق اخر عند ابن ماجة من طريق ايوب بن سويد آآ قال حدثنا ابو بكر الهزلي عن شهر ابن حوشب عن ابي ذر فالحديث له طريقان عند ابن ماجة له مخرجان الذي ذكر المصنف رحمه الله من طريق ابن عباس وهو في ابن ماجة من حديث ابي ذر وكلاهما بلفظ متقارب فاللفظ الذي ساقه المصنف ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان واللفظ الاخر ان الله وضع عن امتي الخطأ والنسيان والحديث من حيث اسناده تكلم فيه الحفاظ وعده بعضهم موضوعا قال ابو حاتم الرازي رحمه الله هذا الحديث منكر كأنه موظوع كانه موظوع وقال عنه الامام احمد رحمه الله ليس يروي هذا الحديث الا الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو مرسل وليس موصول مسندا ولا متصلا ولعله اراد ان امثل ام امثل الاسانيد التي جاء بها هذا الحديث الطريق الحسن الذي يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى هذا الحديث الحاكم في مستدركه ان الله وضع عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه واغرب حيث قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فصححه وجعله على شرط الشيخين البخاري ومسلم ووافقه على ذلك الذهبي وموافقة الذهاب الى الحاكم في تصحيحاته بكتاب التلخيص ليست بذاك فالحاكم متساهل والذهبي رحمه الله لعله لم يحرر هذا هذه التعقبات تحريرا يميز فيها صحيح تصحيحه من ظعيفة تصحيح تصحيح الحاكم من ظعيفه والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الحديث ليس له اسناد مستقيم لكن متنه مما تواتر نصوص الشريعة على صحته اي جاءت النصوص متواترة على صحة معناه اما لفظه اما اسناده فهو ضعيف تواترت الاحاديث والنصوص على صحة المعنى ولهذا اجمع العلماء على معنى هذا الحديث وان الخطأ والنسيان والاكراه يسقط به التكليف من حيث المؤاخذة فلا يؤاخذ من اكره ولا من اخطأ ولا من نسي لكن اختلفوا في ما يترتب على الخطأ والنسيان الاكراه من حيث براءة الذمة لكن من حيث عدم المؤاخذة وعدم الاثم الاجماع المنعقد على انه لا اثم ولا مؤاخذة لمن وقع في محظور او ترك واجبا مخطئا او ناسيا او مكرها ففرق بين اسناد الحديث والكلام عن اسناد الحديث وبين الحديث عن الحديث من حيث مضمونه ومعناه فمعناه مستقيم دلت عليه النصوص وهو مما اجمع عليه علماء الامة لكن اسناده ضعيف وهنا يعلم ان من المسائل ما يكون مستنده من حيث النص ضعيفا لكن من حيث الحديث ظعيفا لكن من حيث عموم الدلالات عموم النصوص يكون مستندا الى اه نصوص كثيرة تدل عليه وقد ذكر حافظ ابن رجب رحمه الله كتاب فتح الباري ان من المسائل وهذا من النوادر القليل ما يحكى فيه الاجماع وليس فيه نص بالاصل ليس فيه نص عن النبي صلى الله عليه وسلم انما تلاقت الامة ذلك وحكي الاجماع عليه ومثل لذلك ب التكبيرات في يوم عرفة وما بعده التكبير المقيد حيث ذكر ذلك والخلاف فيه والكلام على ما جاء فيه عن النبي وعن الصحابة. ثم قال وهذا مما يمثل به لمسألة وهي ان الامة قد تجمع على حكم لا يستند الى نص وهذا من النوادر والمقصود ان عدم صحة الحديث بل عدم ورود الحديث لا يعني الا يكون في ان لا يعني ان لا يكون ثمة اه اجماع يستند اليه في اثبات الحكم ومعلوم ان الاجماع لا بد ان يستند الى نص لانه لا يمكن ان تجمع الامة في مسألة الا وثمة نص ولهذا الاجماع لا ينظر فيه الى اذا ثبت لا ينظر فيه الى ما ما يستند اليه. انما يقال هذا مما اجمعت عليه الامة والان لما تذكر الادلة من الكتاب والسنة اه والقياس فاول ما يقدمون في الذكر ايش الاجماع لانه لا يمكن ان يعارض اذا ثبت وصح فهو ثابت بالاجماع ودليل ذلك او والكتاب والسنة ثم يكون دليل الكتاب والسنة لانه كتاب دليل الكتاب والسنة قد يرد عليه مناقشة اما من ائمة من حيث الاستدلال به هذا في القرآن وفي صحيح السنة واما من حيث ثبوته اذا كان في السنة وفي ثبوت الحديث مقال قال رحمه الله فيما نقل عن ابن عباس انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ان الله تجاوز عن امتي. تجاوز لي عن امتي. هذا لفظ ابن ماجة والذي ساق المصنف رحمه الله الحديث به وفي رواية عن ابن عباس في سنن ابن ابن ماجه ايضا ان الله وضع عن امتي الخطأ والنسيان والتجاوز والوضع معناهما متقارب فان الوضع هو الحق والتجاوز هو الصفح وكلاهما معناه واحد وهو عدم المؤاخذة قوله ان الله وضع عن امتي وفي الرواية التي بين ايدينا ان الله تجاوز عن امتي اي اسقط المؤاخذة فلا عقوبة ولا اثم فيما اذا وقع خطأ وقع فعل قطعا او نسيانا او اكراها وقوله صلى الله عليه وسلم لتجاوز لي اللام هنا للتعليم كما قال ذلك جماعة من شراح الحديث اي لاجل اي تجاوز اكراما عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وقوله صلى الله عليه وسلم عن امتي المقصود بالامة هنا امة الاجابة التي تشمل كل من امن به وصدقه صلى الله عليه وسلم سواء ممن احسن في الاتباع او قصر فيه وقوله صلى الله عليه وسلم الخطأ والنسيان وما سكروا عليه هذا ما وقع التجاوز عنه هذا ما وقع التجاوز عنه وان التجاوز وقع الامور الثلاثة الخطأ والنسيان ومسكني عليه اما الخطأ فهو ما صدر من انسان من غير قصد هذا تعريف الخطأ الفعل الصادر عن الانسان من غير قصد واما النسيان فهو ما جرى من الانسان حال ذهوله وغفلته واما الاستكراه فهو مأخوذ من الاكراه وهو ما يصدر عن انسان من غير ارادة ولا اختيار ما يصدر عن الانسان من غير ارادة ولا اختيار وقوله استكرهوا اي حملوا على شيء يكرهونه