بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا قناع للحاضرين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال. والله سميع عليم اذهبتان منكم ان تفشل والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة. فاتقوا الله لعلكم كم تشكرون اذ تقول للمؤمنين ان يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الا بثلاثة الاف من الملائكة منزلين بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا. هذا ايمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين وما جعله الله الا لكم ولتطمئن قلوبكم به ومن النصر الا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا او يكبتهم فينقلبوا طائبين ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم قانون ولله ما في السماوات وما في الارض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم. في هذه الايات المباركات يذكر الله عز وجل رسوله مؤمنين بما جرى في وقعة احد التي اصاب المسلمين فيها ما اصابهم من القتل واعظم من ذلك واعظم من ذلك ما اصابهم من شج رسول الله صلى الله عليه وسلم شج رأسه وكسر باعيته وادماع وجهه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. يقول الله تعالى لرسوله واذ غدوت من اهلك اي خرجت باكرا من اهلك تبوء المؤمنين مقاعدا للقتال تهيئ لهم اماكن ومقاعد يقاتلون فيها اعداء الله ميمنة وميسرة ومقدمة ومؤخرة وما كان من شأن الرماة الذي عهد اليهم صلوات الله وسلامه عليه ان يحفظوا ظهور المسلمين. وان يصونوهم من اعتداء من يأتي اليهم من الخلف يقول الله تعالى والله سميع عليم اي بكل ما جرى وبكل ما تهيأ من الاسباب التي اتخذتها يا محمد ومن معك من اصحابك؟ يقول الله جل الا مذكرا ببداية الغزوة احد كانت بعد بدر وبدر كانت وقعة كبرى اظهر الله تعالى فيها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه على قلة في العدد وقلة في في العدة لكن الله تعالى فتح لرسوله صلى الله عليه وسلم فيها فتحا مبينا وكانت يوم فرقان عظيم. نصر الله تعالى فيه رسوله والمؤمنين فقتل من من المشركين من قتل واسر من اسر وكانت الغلبة لاهل الاسلام على اهل الشرك والكفر المشركون يجرون اذيال الهزيمة وقد اصيبوا بما اصيبوا وفي قلوبهم من الضيق والكدر والنكد وطلب الثأر ما في قلوبهم فاعدوا العدة ليعاودوا المجيء الى المدينة ويستأصلوا اهل الاسلام في عقر دارهم فجاءوا ومعهم من معهم من عدة والعدد والقوة والظهور لينتقموا لما جرى في يوم احد في يوم بدر بلغ رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اعده القوم وما تهيأوا له وما ارادوه فشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه هل يمكث في المدينة؟ فاذا دخلوا عليهم كانوا ابصر بالمكان وامكن من عدوهم؟ ام انه يخرج اليهم ليلقاهم ويصدهم عن المدينة فكان اكثر الصحابة رضي الله تعالى عنهم مال الى الخروج لملاقاة المشركين وعدم انتظار مجيئهم الى داخل المدينة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يميل الى البقاء في المدينة حتى يكون ذلك امكن له ولاصحابه من عدوهم لكن لما كان رأي الاكثر في الخروج لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لا متى وتهيأ للقتال وخرج باصحابه. فوجد الصحابة في انفسهم ان اختاروا شيئا على خلاف ما ما رغبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعوا فرجعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في البقاء. وان البقاء احب اليهم لاجل ما كان من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابى الا الخروج لاجل انه قد تهيأ للخروج وما كان له صلى الله عليه وسلم ان يرجع بعد ان استعد للخروج فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج معه فئام من الناس من اهل الاسلام من اهل المدينة من بطون وقبائل الانصار مع المهاجرين خرجوا في اثناء الطريق رجع عبد الله ابن ابي ابن سلول بثلث الجيش زاعما انه الافضل والاحسن والاكمل والامنع في صد العدو ان يبقوا في المدينة وليس ذلك الا خداع وليس ذلك الا خداعا منه ومواراة لنفاقه. فانه ما اراد بذلك الا ان ينخزل ويخذل اهل الاسلام فرجع ورجع معه من؟ رجع. فلما رجع بثلث الجيش وهو عدد ليس بالسهل ولا بالقليل. فالثلث كثير كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلث والثلث كثير لما رجع بالثلث وقع في نفوس بعظ الصحابة من الانصار ان يرجعوا وهذا ما ذكره الله تعالى وذكر به اهل الايمان في قوله جل وعلا اذ همت طائفتان منكم اي همت عزمة ارادت جماعتان من اهل الاسلام هما بنو سلمة وبنو حارثة وكلاهما من الانصار كما سيأتي في يعني سبب نزول الاية وما ذكره جابر رضي الله تعالى عنه هم هؤلاء ان يفشلوا اي ان يرجعوا خوفا وجبنا وقيل ان يرجعوا كسلا وضعفا وقيل غير ذلك من المعاني التي لا تخرج عن هذين المعنيين فهم هموا بالخروج بالرجوع وترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه. الا ان الله جل وعلا انقذهم بفظله وفتح عليهم بنوره وردهم عن الضلالة الى الهدى. ولذلك قال والله وليهما والله وليهما اي والله ناصرهما. والله مثبتهما على الحق. والله دافع عنهما كيد الشيطان والله ناصرهما على الهوى واهل النفاق والشقاق. والله وليهما اي ولي هذين الفريقين في تلك الوقعة حيث انه ردهم عن هذا الهم الرديء. لان الذي قال الله تعالى اذ همت وعزمت ولم يقع ذلك من منهم فعلا. انما وقع هما وارادة وعزيمة. في ان يرجعوا لكن الله تعالى تولاهم بفضله وردهم فرد هؤلاء بولايته لهم ولذلك قال والله وليهما اي هو الذي حماهما وانقذهما من هذا الفشل الذي هموا به بان هداهم وانار قلوبهم وثبت اقدامهم يسر لهم البقاء مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهذا معنى قوله والله وليهما. ولا شك ايها الاخوة ان ولاية الله للعبد تفتح له ابواب الخير. فمن تولاه الله وفق الى الصالح من العمل. من تولاه الله فتح له ابواب فالهداية من تولاه الله صد عنه كيد الشيطان واعوانه. من تولاه الله قذف في قلبه محبة الخير من تولاه الله اعانه على الصالح من العمل. قال الله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور من الظلمات بشتى صورها ظلمة المعصية وظلمة الشبهة وظلمة الشهوة وظلمة النفاق وظلمة البدعة وظلمة الشرك وجميع الظلمات التي تحيط بالناس فالله تعالى يتولى اولياءه من اهل الايمان فينجيهم من تلك الظلمات بفضله وعظيم احسانه. وهذا معنى قوله والله وليهما. يفسرها ما ذكر الله في الولاية الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور فهاتان الطائفتان اخرجهم الله تعالى من ظلمة خذلان رسول الله والتخلف عنه الى نور اتباعه والثبات معه ونصرته والقيام بحقه صلوات الله وسلامه عليه. وقد قال الله تعالى والله يتولى الصالحين والله يتولى ان ولي الله الذي يتولى الصالحين. هكذا قال الله عز وجل فيما اخبر عن رسوله ان ولي الله فالله ولي رسوله صلى الله عليه وسلم وهو جل في علاه لم يخص الولاية بالرسول فحسب بل قد قال تعالى والله يتولى الصالحين فكل من اراد ولاية الله التي تقيه الضلالات وتمنعه الانحرافات وتصونه عن الزلل والخطأ والبدعة والمعصية والنفاق عليه بلزوم خصال الايمان والاستقامة على صالح الاعمال. فهو يتولى الصالحين جل في علاه وهم الذين امنوا بقلوبهم فصلحت قلوبهم وانعكس صلاح قلوبهم على جوارحهم وعلى السنتهم فكانوا من عباد الله الصالحين قاموا بشعب الايمان وخصاله وبذلك يفوز هؤلاء وينجو من كل كربة و شر و فساد في الدنيا وفي الاخرة والله وليهما ثم قال جل في علاه وعلى الله فليتوكل المؤمنون بعد ان ذكر الله تعالى ولايته لعباده ذكر الطريق الذي تهون به كل المصائب والسبيل الذي تدرك به كل المراغب والسبب الذي من استمسك به بلغ ما يؤمل من خير الدنيا والاخرة فالصحابة رضي الله تعالى عنهم انما وقاهم الله تعالى بما قذف في قلوبهم من التوكل عليه جل في علاه. ولذلك قال سبحانه وبحمده وعلى الله فليتوكل المؤمنون اي عليه جل في علاه ليعتمد كل مؤمن في جلب كل مصلحة ودفع كل مضرة. في تحصيل كل مطلوب وفي دفع كل مرهوب. فانه من توكل على الله وقاه ومن توكل على الله كفاه ومن توكل على الله اعطاه ومن توكل على الله فهو حسبه جل في علاه ولذلك ينبغي للمؤمن ان ان يستحضر هذا المعنى عندما يقذف الشيطان في قلبه شيئا من الوساوس او من الهواجس او من الخيالات التي تصده عن اتباع الحق والعمل به ينبغي للمؤمن ان يدفع كل سوء يقذفه الشيطان في قلبه يقعده عن طاعة الله ورسوله ان ان يدفع ذلك بماذا ان يدفعه بحسن الظن بالله وصدق اللجأ اليه والاعتماد عليه سبحانه وبحمده. فانه قد قال الله تعالى على الله لا على سواه. فليتوكل المؤمنون فان المؤمنين لا يجدون ملجأ ولا ملاذا ولا معتمدا ولا ولا محلا يعتصمون به او شيئا يستمسكون به الا في اعتمادهم على الله عز وجل استنادهم اليه واعتصامهم بحبله الذي ينجيهم ينجيهم من كل كربة وكيد. ثم قال تعالى ولقد نصركم الله ببدر تذكير لهم بما فتح الله عليهم في بدر. وان الذي نصرهم في بدر مع قلة مع قلة العدة وقلة العدد ومع كثرة العدو وقوته وظهوره واستكباره هو قادر على ان ينصرهم في كل موقع فانه انما نصرهم في ذلك الموقع بفضله واحسانه لا بقوتهم وحولهم لا بينك وبين نفسك لكان الهلاك محيطا بك. لكن الله تعالى تفظل عليك بتثبيته وهدايته وشرحه صدرك للحق والهدى فهو وليك الذي يخرجك بفظله ومنه من الظلمات الى النور فاحمد الله على كل طاعة واعرف عدتهم وعددهم ولقد ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة. ثم يقول الله تعالى مذكرا اصحابه اصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم فاتقوا الله. لعلكم تشكرون. فاتقوا الله اي قوموا بتقواه. رجاء ان تحققوا شكر ما انعم عليكم من النصر السابق ومن تكرار هذه النعمة فانهم لما لما وقع منهم اخلال باسباب النصر التي كان قائمة في بدر وقعت وقعت الهزيمة عليهم في احد بما اصابهم من البلاء والشدة. وقد ذكر المؤلف رحمه الله في في هذا الاثر حديث جابر رضي الله تعالى عنه وجابر من الانصار. يقول رضي الله تعالى يقول رحمه الله حدثنا اقرأ الباب باب قول الله تعالى اذ هم الطائفتان منكم ان تفشلن. قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا سفيان قال قال عمر سمعت جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقول فينا نزلت هذه الاية هم الطائفتان منكم ان تفشل والله وليهم. قال نحن الطائفتان بنو حارثة وبنو سلمة وما نحب. وقال سفيان مرة وما يسرني انها لم تنزل لقول الله والله وليهما جابر رضي الله تعالى عنه من الانصار وقد قتل والده عبدالله بن حرام في وقعة احد رضي الله تعالى عن الجميع قال رضي الله تعالى عنه يقول الله يقول فينا يقول جابر فينا نزلت اذ همت طائفتان منكم ان تفشلا وليهما هذه الاية يقول نزلت فينا معشر الانصار في فئتين من الانصار قالوا نحن قال نحن نحن الطائفتان. يقصد بذلك بنو حارثة وبنو سلمة. وبنو كارثة هم من الخزرج وبنو سلمة من الاوس فكلاهما من الانصار وهم الذين وقع منهم ما وقع في الرجوع عن امر الله ورسوله في الخروج يوم احد بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الاوس يقول رضي الله تعالى عنه فينا نزلت هذه الاية ثم قال نحن الطائفتين نحن الطائفتان بنو حارثة وبنو سلمة وبنو سلمة وما نحب قال رضي الله تعالى عنه وما يسرني انها لم تنزل لان الله ذكر فيها هما رديئا وعملا قلبيا غير محمود وهو ما هموا به من الضعف الجبن والرجوع عن نصرة الله ورسوله. لكنه رضي الله تعالى عنه يقول ما يسرني انها ما نزلت. يعني نزولها لم يكن مما تضيق به صدورنا. بل انها سرنا نزولها رغم ما فيها من الخبر عن همهم وما قام في قلوبهم من الرجوع عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك يقول رحمه الله لقول الله والله وليهما. اي والله ولي هاتين الطائفتين. فاثبت الله ولايته هاتين الطائفتين وهذي منحة عظيمة ومنة جليلة وهي شهادة لهم بالايمان لان الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور وهي شهادة لهم بالصلاح لان الله يتولى الصالحين. فكل هذا يدل على ان هذه الولاية على ان هذه الولاية كانت منقبة لهم. ويدل هذا على ان الاعمال ايش بالخواتيم. فلو بدأ من الانسان ما بدأ في اول الامر. لو ظهر من الانسان ما ظهر من سيء العمل في اول الامر فلا يضره ذلك اذا تاب وختم له بخير. فان هؤلاء بدا منهم ما كان سيئا وهو الهم وليس هما عارضا فيما يظهر والله تعالى اعلم انما هم متمكن لكن صرفه عنهم بتوفيقه وفضله واحسانه وعصمته وصيانته. فهو الذي يعصم اولياءه ويصونهم عن كل سوء وردى. الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. فاخرجهم الله من ظلمة خذلان لله عز خذلان رسول الله صلى الله عليه وسلم معصيته الى نور طاعته واتباعه ومناصرته والثبات معه. فكان ذلك من ولاية الله لهم. وختم لهم بخير. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالخواتيم وفيه ان ما يكون من الجماعات والقبائل والبطون من النقص ليس سببا للذم اذا تابوا منه وراجعوا الحق والهدى. فان الله ذكر عنهم الهم ثم ذكر عنهم العمل الصالح وهو ما تفضل الله تعالى به عليهم. وفيه من الفوائد ايضا ايها الاخوة ان كل عمل صالح يوفق المؤمن فهو من فضل الله عليه فاحذر ان تغتر بعملك. او ان تظن ان ذلك من قبلك. او انه بتحصيلك وجهدك فوالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. هو الذي تفضل علينا بالهداية وشرح الصدور للبر والتقوى وهو اعلم بالمهتدين جل في علاه لكن احذر ان تظن ان صلاحك وثباتك واستقامتك هو من صنع يدك ومن جهدك فان الله لو الله عليك واعلم بارك الله فيك ان شهود منة الله عليك في استقامتك وصلاحك وفي كل طاعة من الطاعات هو من توفيق الله لك فان العجب يفسد العمل ويحبطه. والعجب سببه ان يرى الانسان انه متفضل على الله بالعمل وان العمل منة منه على ربه. والله الغني عنا ونحن الفقراء اليه. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. النبي صلى الله عليه وسلم هنا عفوا الله عز وجل في هذه الاية لم يذكر عملا منهم انما ذكر النقص والهم بالسوء ثم ذكر الانقاذ بفظله قال والله وليهما وبين السبب الذي يحصل به كل خير وهو التوكل. وفيه من الفوائد ايضا ان ذكرى الخطأ على وجه المنة ببيان الفضل بالانقاذ منه ليس من المجاهرة بالسوء ولا من التنقص لمن ذكر ذلك. فلو ان شخصا ذكر ما وقع في نفسه من سوء وما وما فض وما تفضل الله تعالى به عليه. من هم حسن ورجوع الى الصلاح والاستقامة العودة الى الرشد والطاعة لكان ذلك اذا كان في هذا مصلحة لكان ذلك حسنا كما ذكر الله تعالى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بما من عليهم كما قال جل وعلا في هذه الاية اذ همت طائفتان منكم ان تفشلا الله وليهما فذكر العثرة اذا اعقبها الانسان باستقامة واصلاح هو من فضل الله تعالى عليه وهو من من تذكر نعمة الله تعالى عليه ولذلك الله عز وجل يذكر اصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم بما كانوا عليه من الكفر وما انقذوا منه وما انقذوا اليه من الطاعة والاحسان. فيقول الله تعالى في اية التثبت والتبين في مقام القتال قال كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فاخرجهم الله عز وجل من الظلمات الى النور. كذلك كنتم من قبل اي كنتم كحال هؤلاء المشركين. الذين تقاتلونهم لكن الله تفضل عليكم بان اخرجكم من تلك الظلمات وهداكم الى احسن الاعمال واقوم السبل والطرق فذكر نعمة الله بعد الظلام وذكر الضلال السابق الذي انجى الله تعالى منه الانسان اذا كان محل وعظة وفضل من الله عز وجل لا سيما فيما كان منه ظاهرا اما الخفي فانه ينبغي طيه وعدم ذكره لكن ما كان منه ظاهرا مشاهدا فان الله تعالى اذا فانه اذا ذكره العبد لذكر منة الله عليه فان ذلك حسن. اما ما خفي وما لم يطلع عليه الناس وما سترك الله تعالى فيه من سيء العمل فلا تخبر به احدا حتى ولو فان ذلك من المجاهرة الاخبار به من المجاهرة. اما اذا كان السوء ظاهرا بينا يشهده الناس ويعرفونه فان ذلك اذا ذكر لم يكن مجاهرة لانه ظاهر ومعصينا ومعصية بينة يشاهدها الناس فاذا ذكر الانسان لبيان منة الله عليه. وهدايته له وفضله عليه فان ذلك لا بأس به وهو مما يحصل به الثناء على الله عز وجل وذكره جل في علاه بما يستحق من الحمد والمجد