الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يبلغنا واياكم مراضيه وان يعيننا واياكم على ما فيه صلاح الدين والدنيا وان اجمع قلوبنا على الحق والهدى وان يصرف عنا كل سوء وشر. وان يبلغنا ما ما نؤمل من فضله واحسانه. نقرأ ما الله تعالى من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن ونعلق على ما يفتح الله او بما يفتح الله ثم نجيب على اسئلتكم فمن كان عنده سؤال فليكتبه اسأل الله لي ولكم السداد والتوفيق بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال المؤلف رحمه الله تعالى باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه وقول الله تعالى واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها عن بريدة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا امر واميرا على جيش او سرية اوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا بسم الله في سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمسلوا ولا تقتلوا وليدا. واذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم الى ثلاث خصال او خلال. فايتهن ما اجابوك فاقبل منهم عنهم ثم ادعهم الى الاسلام فان اجابوك فقبل منهم. ثم ادعهم الى التحول من دار الى دار المهاجرين. واخبرهم انهم ان فعلوا ذلك. فلهم ما للمهاجرين وعليه ما على المهاجرين. فان ابوا ان يتحولوا منها فاخبرهم انهم يكونوا لك اعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله تعالى الذي يجري على ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء الا ان يجاهدوا مع المسلمين فانهم ابوا فاسألهم الجزية فانهم اجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فانهم ابوا فاستعن بالله وقاتلهم واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة اصحابك فانكم ان تغفروا ذممكم وذمم اصحابكم اهون من ان تغفروا ذمة الله وذمة نبي واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن انزلهم على حكمك. فانك لا تدري اتصيب حكم الله فيهم ام لا هذا الحديث بل هذا الباب باب ما جاء في عهد الله في ذمة الله وذمة نبيه. الذمة تطلق على العهد الذمة المراد بها العهد باب ما جاء في عهد الله وعهد وعهد نبيه صلى الله عليه وسلم والعهد هو ميثاق ووعد مؤكد ذمة الله اي عهده وذمة رسوله اي عهد نبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا شك ان حفظ عهد الله وعهد نبيه من دلائل تعظيم الله جل في علاه ومن دلائل حفظ حق حفظ حق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا امر الله تعالى بالوفاء بعهده فقال واوفوا بعهد الله اي ما عاهدتم عليه الله عز وجل فكل من ذكر الله في عهد او عاهد الله تعالى على شيء فانه يتعين عليه ان يحفظ حق الله تعالى في ذلك بالوفاء سواء كان عاهد الله او عاهد احدا بالله. فان عهد الله يطلق على امرين. الامر الاول على عهد الله عز وجل اذا عاهد العبد الله على شيء كان يعاهده على طاعة او احسان او غير ذلك ومنه ايضا ان يعاهد بالله في ذكر الله عز وجل في عهده وميثاقه فان ذلك مما يجب ان يصان وان يحفظ ويتأكد في ذلك فلو قال في سياق ما يؤمن به احدا او يوثق فيه قولا عهد بالله كذا فانه ينبغي ان يصونه لان ذلك من تعظيم الله عز وجل. ولهذا جاء المؤلف رحم الله بهذه بهذا بهذه الاية وبهذا الحديث لتأكيد هذا المعنى. يقول الله تعالى واوفوا بعهد الله اذا عاهدت ثم ولا تنقض الايمان بعد توكيدها. قوله تعالى واوفوا بعهد الله امر الله تعالى اهل الايمان بالوفاء بالعهد والوفاء بما عاهد العبد عليه ربه او ذكر الله جل وعلا في عهده وميثاقه والوفاء هو اعطاء الشيء كاملا غير منقوص وعهد الله يشمل الصورتين اللتين ذكرنا ومن ذلك القيام بطاعة الله فان الله عاهد العباد على ان يعبدوه وحده لا شريك له. واذ اخذ ربك واذ اخذ ربك واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا هذا عهد قديم وهو ما كان في الفطرة مما قذفه الله تعالى في قلوب العباد من عبادته وحده لا شريك له ثم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم بتأكيد هذا الميثاق بدعوة الناس الى الله اولا معرفينا به وثانيا داعين اليه جل في علاه فجاءت الرسل تعرف الخلق بالله وتدعوهم الى عبادته وهذا من عهد الله ونحن في كل يوم بل في كل صباح ومساء نجدد العهد مع الله تعالى في سيد الاستغفار. عندما نقول اللهم ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك على عهدك يعني على الميثاق الذي واثقتك به من ان اقوم بعبادتك وحدك لا شريك لك واطيعك فيما امرت وانتهي ما نهيت عنه وزجرت على عهدك ووعدك والوعد اي موقن بما وعدت من اوفى بعهدك ان له الجنة هذا معنى قولنا في دعاء في دعاء الاستفتاح وانا على عهدك ووعدك ما استطعت وهذا قيد وهو اعلان ان ذلك على قدر ما يفتح الله للعبد من القدرة والطاقة. لان الله تعالى قال فاتقوا الله ما استطعتم اما بلوغ الغاية في حق الله وبلوغ المنتهى فيما يجب له فهذا مما لا يقدر عليه الخلق بل يعجزون عنه ولذلك قال تعالى وما قدروا الله حق قدره فقدر الله عظيم وحقه عظيم جل في علاه والعباد لا يقوون على ايفاء الله حقه وقدره لكن يجهد ويبذلون المستطاع في تحقيق الطاعة والقيام بحق الله عز وجل. لهذا ينبغي للمؤمن ان يحرص على الوفاء بعهد الله ما استطاع وان يتذكر عند ما يقول سيد الاستغفار صباحا ومساء ان عهد الله هو ان يعبده وحده لا شريك له وان عهد الله وان يطيع او فيما امر وان ينتهي عما نهى عنه وزجر قدر ما يطيق ويستطيع. يقول جل في علاه واوفوه بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقظوا الايمان بعد توكيلها. لا تنقظوا اي لا تنكثوا باليمين بعد توثيقه بعد توثيق توكيدها يعني بعد توثيقها بما توثق به سواء كان التوثيق مكانيا او زمانيا او صيغة لان التوثيق في اليمين يكون في الصيغة ويكون في الزمان ويكون في المكان كل ذلك من من توثيق العهد والوعد الذي يعاهد العبد عليه ربه جل في علاه وقد قال المصنف رحمه الله بعد ذلك بيان عظيم حفظ حق الله تعالى في في عهده وعهد رسوله ما ساقه من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا امر اميرا يعني اذا عين اميرا قال على جيش او سرية يعني على فئة من المؤمنين اما على جيش للقتال واما على سرية يبعثهم لمصلحة من المسلمين اوصاه اي عهد اليه واكد تأكيدا موثقا بتقوى الله اي ان يتقي الله عز وجل اوصاه بتقوى الله تعالى. ومن معه من المسلمين خيرا. اي اوصاه بتقوى الله تعالى وبما معه من المسلمين خيرا يعني ان يكون خيرا قائم عليهم واليا عليهم بالرفق بهم والرعاية لشؤونهم واصلاح اي حالهم وبذل الوسع في كل ما يجلب الخير لهم ويدفع الشر عنهم. قال ثم قال بعد الوصية فقال اغزوا بسم الله وهذا يدل على مشروعية ذكر الله عز وجل في كل عمل مهم وهو يشهد للحديث الذي جاء وان كان ضعيف الاسناد كل امر ذي بال لا يبدأ ببسم الله فهو اقطع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اغزوا باسم الله اي اذكروا الله واسمه جل وعلا عند بدائتكم في الانطلاق في الجهاد نشر الاسلام وتعليمه وتقريبه للناس. اغزوا في بسم الله في سبيل الله. اي يذكرهم انهم بالله سائرون وبه مستعينون وله قاصدون ولذلك قال في سبيل الله يعني لا لمغنم ولا لمكسب ولا لامر من امور الدنيا انما لاعلاء كلمة الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل الرجل يقاتل حمية وشجاعة وليرى مكانه. اي ذلك في سبيل الله؟ قال صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة وهي العليا فهو في سبيل الله ففي سبيل الله هي ان يكون عمل الانسان وقتاله لاجل الله عز وجل يرجو ما عنده ويؤمن عطاءه ونواله سبحانه وبحمده. يقول قاتل من كفر والمقصود هنا ان القتال هو بسبب الكفر لكن ينبغي ان يعلم ان الكفر في ذاته ليس سببا للقتال او القتل انما الامتناع عن دين الله والصد عن سبيل الله هو السبب. ولهذا جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم عاهد اليهود وهم في المدينة وهم كفار لم يؤمنوا به وكذلك لم يبتدئ صلى الله عليه وسلم اقواما من الكفار بالقتال حتى كان منهم ما كان من الاعتداء والصد عن سبيل الله فالكفر ليس موجبا للقتال الا ان يكون معه اعتداء اما مجرد الكفر فهذا لا يمكن ان يلغى من الارض الله عز وجل يقول وهو الذي هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن فمهما بذل المؤمنون من طاقتهم وقدرتهم على ان يؤمن الناس جميعا فلن يكون هذا ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا. لكن الله لم يشأ هذا. بل الله قضى قدرا ان يكون في الناس كما ذكر مؤمن وكافر. فقوله صلى الله عليه وسلم قاتلوا من كفر بالله يعني ممن صد عن سبيل الله ومنع الرسالة والدعوة وليس فقط لكونه كافرا. قال اغزوا ثم جاء التوجيه في بيان ما ينبغي ان يراعيه الغزاة من الاداب التي امر بها الاسلام قال اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا. وهذا من غاية الادب في قتال الخصوم والاعداء وغاية العدل باقتصاد القتال على المقاتلة الذين يحاربون الله ورسوله دون ان ان يترتب على ذلك فساد واذى ومبالغة في القتل. قال ولا تغلوا اي ولا تأخذوا شيئا من الاموال دون رجوع الى من له الامر فالغلول هو من موجبات العقوبات في الدنيا والاخرة. قال صلى الله عليه وسلم واذا لقيت عدوك من المشركين اي الذي يقاتلك؟ يقاتلك او تقاتله من اهل الشرك. فادعهم الى ثلاث خصال. يعني الى واحد من ثلاث خصال او خلاف فايتهن ما اجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. يعني اذا وقعت الاجابة لواحدة من هذا الخلل الثلاث تقبل منه وامنع نفسك عنهم ثم ادعهم الى الاسلام اي ادعهم الى الايمان بالله عز وجل والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم فالاسلام هو شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فان اجابوك يعني ان اعطوك ما سألت فاقبل منهم اي اقبل منهم اي خصلة من هذه الخصال التي اجابوك اليها ثم ادعهم الى ان اجابوك الى الاسلام ادعهم الى الاسلام هذه الخصلة الاولى ان اجابوك اليها فاقبل منه يعني كف عن قتالهم لانه ليس المقصود التكثر من الغنائم او الاموال او او ما الى ذلك. المقصود هو ان يزول كما يمنع الناس من قبول الحق والاهتداء به. فقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان اجابوك فاقبل منهم ثم ادعهم الى التحول من دارهم الى دار المهاجرين اي الى دار الاسلام واخبرهم انهم ان فعلوا ذلك اي ان فعلوا ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من قبول الاسلام ان فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم معنى المهاجرين. فان ابوا اي رفضوا الاسلام او التحول الى دار الهجرة فاخبرهم انهم فان ابوا الان اجابوك الى الاسلام وابوا الانتقال الى دار الاسلام والهجرة فان ابوا اي ان يتحولوا منها اي من دار الكفر الى دار الاسلام فاخبرهم انهم يكونون كاعراب للمسلمين وهذا في اول الامر لما كانت الهجرة واجبة على كل من اسلم لكن بعد ذلك انتهى امر الناس بالانتقال وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة قال لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية. قال انهم يكونون كاعرابي المسلمين يجري عليهم حكم الله تعالى ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء. الا ان يجاهدوا مع المسلمين فان هم ابوا اي ابوا الاسلام فاسألهم الجزية هذي هذا الخصلة الثانية التي خيرهم بها اه خيرهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الاول ان يسلموا فان اسلموا طلب منهم التحول الى دار الهجرة فان ابوا فهم مسلمون لكن ليس لهم مال اهل للمهاجرين منها الحقوق الفرائض والواجبات في الغنيمة والفئد. لكن ان ابوا الاسلام ثاني ما يعرض عليهم الجزية قال فاسألهم الجزية. والجزية هي ما يفرظ على على اهل الكفر المقيمين في بلاد الاسلام مقابل حمايتهم ومقابل اعطائهم الحقوق التي من اجلها اه اقروا على ما هم عليه في اموالهم واهليهم فالجزية هي مقابل لذلك. قال فانهم فاسألهم الجزية فانهم ما جابوك فاقبل منهم وكف عنهم فانهم ابوا اي ابوا الاسلام والجنسيات الخاصة الثالثة فاستعن بالله وقاتلهم قال وان حاصرت اهل حصنه فارادوك هذا الشاهد من الحديث اذ حاصرت اهل حسنة فارادوك ان تجعل لهم ذمة الله وذمة رسوله. يعني حتى تفك الحصار عنهم الذي حصرتهم اجعل لهم الله اي عهد الله وعهد رسوله فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه. لان ذمة الله امر عظيم ينبغي الا يجعل في مثل هذا ولذلك قال ولكن اجعل لهم ذمتك اي عهدك انت وعهد اصحابك اي وذمة اصحابك فانكم ان تغفروا ذممكم يعني تخلفوا ذممكم بالمخالفة بنقض عهد او اعتداء مخالف الف لمقتضى ما نزلوا عليه من عهد فانكم ان تغفروا ذممكم وذمة اصحابكم اهون من ان تغفروا ذمة الله رسوله وهذا من تعظيم الله عز وجل وصيانة حقه جل وعلا ان يصون الانسان ذكر الله عما يخشى فيه عدم الوفاء لاي عارض او سبب هو مأمور بالوفاء بالعهد سواء اعطى ذمة الله او ذمة رسوله او لم يعطي او اعطى ذمتها وذمة اصحابه لكن لا شك ان اخفار ذمة الله اعظم من ان يغفر الانسان ذمته ذلك ان ذكر الله عز وجل يستوجب صيانة وتعظيمه في قلوب المؤمنين ينبغي ان يكون على اكمل ما يكون ولذلك قال فلا تنزلهم على على ذمة الله فلا تعطيه فلا تعطهم فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة رسوله ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة اصحابك ثم قال وان حاصرت اهل حصن فارادوك ان تنزل على حكم الله فلا ان تنزلهم على حكم الله يعني تنزلهم بما يقضي الله عز وجل فلا تنزلهم على حكم الله يعني لا تنزلهم على الحكم المطابق لحكم الله لانك لا تعلم ما حكم الله عز وجل في المسألة. هل ما تحكم به وتقضي هو حكم الله ام غير حكم الله وانت معذور لانك مجتهد. قال ولكن انزلهم على حكمك فانك لا تدري هذا التعليم اصيبوا فيهم حكم الله ام لا؟ هذا الحديث اه سبب سياقه هو بيان عظيم تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم. حيث لا نهى قادته ومن نصبهم على الجيوش والسرايا ان يعطوا من يقاتلونهم ذمة الله وذمة رسوله بل يعطوهم ذمتهم وذمة اصحابهم وذلك لان اخلاف العهد اذا كان من ذمة الانسان وصحبه اهون على عند الله من ان يعطي ذمة الله تعالى وذمة رسوله ثم يخرج وهذا ليس اغراء بالاخلاص ولا اذنا به انما هو بيان مراتب الخطأ فان اخفار ذمة الله وذمة رسوله باخلاف ذمة الله وذمة رسوله اذا اعطاها لاحد اعظم ذنبا وجرما والذنب واحد قد يفعله اثنان او يفعله واحد مرتين فيكون في مرة اعظم من مرة. الزنا على سبيل المثال قال الله تعالى ولا تقربوا والزنا ايش؟ انه كان فاحشة ايش؟ وساء سبيلا. فهو من الذنوب العظيمة التي تقود الى الشر والفساد لكن هذا ليس على مرتبة واحدة في كل صوره. فالزنا الوصل الجامع له انه فاحشة وساء سبيلا. لكن عندما يكون الزنا بحليلة الجار كان اعظم من الزنا ببعيدة ليست من حليل من حلائل الجيران. وذلك لان طيلة الجار لا يصان الانسان او لا يستغرب وجود الانسان في هذا المكان فدخوله وخروجه ليس مستغربا بخلاف لما يأتي الى مكان غير معهود او من ليس ممن ليس جيرانا له فان ذلك يكون آآ ابعد آآ اظهر في الشبهة من اتيانه لبيته وغشيانه لبيت جاره فقوله صلى الله عليه وسلم اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل الله ندا وهو خلقك قلت ثم اي يا رسول الله؟ قال ان تزاني حليلة جارك. هذا يبين ان الزنا ليس على مرتبة واحدة بل هو على مراتب. فالزنا بحليلة الجار اعظم ذنبا من الزنا بالاجنبية. وكلاهما انه كان فاحشة وساء سبيلا. والزنا بالمحارم اعظم واعظم. ولهذا لما قال الرجل لرسول ان قبلنا رجل قد نكح امرأة ابيه اي اي جامعة اما النكاح هنا بمعنى الزنا او او الزواج فقال النبي صلى الله عليه وسلم اغدوا آآ فقال النبي صلى الله عليه وسلم فامر النبي صلى الله عليه وسلم بان يتحقق من ذلك فان ثبت قتلهما ولم يكن في هذه الحال تفريق بين المحسن وغير المحسن كما هو في الشأن في الزنا غير المحصن يغرب ويجلد والمحصن يرجى فليس ثمة تفريغ في هذه الصورة في زنا المحارم. بل العلاج هو القتل العقوبة هي القتل في كل الاحوال. كان محصنا او غير محصن. هذا ان الذنب الواحد يتفاوت بتفاوت عظم الجرم. ولهذا اخفار العهد مذموم. فاية المنافقين ثلاث ومنها اذا عاهد غدر واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان. واذا حدث كذب. لكن بالتأكيد ان كل هذه الذنوب تختلف مراتبها ودرجاتها على حسب ما يحتف بها. ولهذا كان عهد الله عز وجل وعهد رسوله كان عهد الله وعهد رسوله في منزلة سامية سامقة عليا ينبغي ان يحفظ ان يصاب وان يبعد عن كل سوء واغفار. واما ما في هذا الحديث من الفوائد ففي فوائد كثيرة لكن في مسألة مهمة تقع من كثير من الناس عندما يستفتون على الاحكام الشرعية او يسألون عنها تجد من يسأل ويقول ما حكم الله في كذا وكذا ما حكم الاسلام في كذا وكذا؟ وهذا سؤال غير صحيح. لان الذي يبين لا سيما في المسائل الاجتهادية الذي يبين الحكم في المسألة ليس مبينا عن حكم الله وحكم رسوله على وجه المطابقة بل هو مجتهد في بيان حكم الله وحكم رسوله. قد يصيب وقد يخطئ فمثلا عندما يسأل سائل ويقول ما حكم قراءة المأموم خلف الامام في الصلاة الجهرية ما يجرؤ مفتي ان يقول حكم الله في هذه المسألة هو انه لا تجب القراءة لا يجرؤ على هذا. لماذا؟ لان هو مجتهد في الوصول لحكم الله. قد يصيبه وقد لا يصيبه. ولكن يقول فيما ارى فيما يظهر لي الراجحي تحمل اقوال العلماء الاقرب الى الصواب كذا لكن في مسائل مبتوتة لا خلاف فيها بين اهل العلم لو قال الانسان حكم الاسلام كذا او حكم الله كذا لكان مصيبا. فمثلا لو قال حكم الله في الخمر التحريم هذا لا خلاف فيه وليس محل نزاع بين اهل العلم حكم الله ان الصلاة واجبة على كل مسلم هذا لا لا اشكال فيه ففرق بين الاحكام الشرعية وفي كل الاحوال ينبغي للسائل الا يسأل عن حكم في المسألة ولا عن حكم الاسلام انما ما الذي يراه المسؤول العالم عن الحكم الشرعي او الراجح او الصواب في المسألة الفلانية. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اجتهد الحاكم اذا حكم اذا ساد الحاكم اصاب فله اجران واذا اجتهد فاخطأ فله اجر واحد هذا ما يتصل بما في هذا الباب ومقصوده وغايته هو تأكيد معنى تعظيم الله عز وجل وبقدر ما يقوم في قلب العبد من تعظيم الله يقوم في قلبه توحيده وصدق عبادته جل في علاه هذه قضية محسومة يا اخوان. هناك اقتران وثيق بين التوحيد والتعظيم. بين التوحيد والمحبة. هذان العملان القلب تعظيم الله ومحبة الله هما قوام كل عبادة صحيحة فلا عبادة ولا توحيد دون كمال في المحبة ودون كمال في التعظيم. وعبادة الرحمن غاية حبه بمنتهى حبه ان تبذل قصارك قصارى جهدك في ان تبلغ الغاية من حب الله عز وجل وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قرماني هما قطبان والذل هو فرع التعظيم