والامر الشرعي كما قال تعالى الا له الخلق والامر. فكل شرعا لا يكون الا من الله عز وجل ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. كما ان كل حكم كوني في مجلس يوم غد وصلى الله وسلم على نبينا محمد نجيب على ما يسر الله تعالى من المسائل يقول الله تعالى وطائفة يعني غير هؤلاء الذين انزل عليهم امنة النعاس وطائفة نعم آآ النعاس يغشى طائفة منكم ثم قال وطائفة اي وجماعة اخرى قد اهمتهم انفسهم ليس لهم هم بنصرة الاسلام ولا بظهوره ولا بظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بسلامته انما همهم انفسهم كيف ينجون؟ وكيف يخرجون من هذه هذه الهزيمة؟ وكيف يسلمون من هذا المصاب؟ وطائفة قد اهمتهم انفسهم ما في قلوبهم يظنون بالله ظن الجاهلية. اي عمرت قلوبهم بسوء الظن بالله عز وجل. فظنوا الجاهلية هو سوء الظن به سبحانه وبحمده حيث ظنوا انه لا ناصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وان دينه مهزوم وان وعده مكذوب وانه لا نصرة له ولا ظهور. فظنوا بالله ظن السوء. قال الله تعالى يظنون بالله ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء اي ليس لنا من الامر شيء. ولا لنا من الرأي شيء. ولا لنا من الحكمة والعمل السديد شيء. وذلك في بيان انهم ندموا على خروجهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانهم يقولون لو رجعنا مع عبد الله ابن ابي والطائفة التي رجعت لسلمنا لكن لم يكن لهم رأي سديد حيث خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحيث عرضوا انفسهم لهذه الهزيمة وهذا المصاب. ليس يقول هل لنا من الامر شيء من شيء؟ فجاء الجواب من الله عز وجل قل ان الامر كله لله سبحانه وبحمده قل ان الامر كله لله فما هو الامر الذي لله؟ كل الامر الامر القدري في السماء والارض لا يكون الا لله عز وجل. فقوله تعالى قل ان الامر كله لله اي الامر القدري والامر الكون كلاهما لله عز وجل لا مناص عنه ولا مهرب فانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وما يتعلق بالامر القدري فانه نافذ لا محالة ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وما لم يشأ لم يكن. اما الامر الشرعي فهو من حيث التشريع لا راد له ولا معقب له والحكم له لا مبدل لكلماته سبحانه وبحمده لكن من حيث امتثال الناس لامر الله الشرعي الناس في هذا على حالين منهم من يطيع الله ومنهم من يعصيه. منهم من يلتزم بشرع الله عز وجل وينقاد لامره. ومنهم من يخالف ترعى ويتنكب عن دينه وكلاهما ذكره الله عز وجل في قوله تعالى هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها. فالامر كله لله عز وجل. فرد الله على هؤلاء المنافقين مقالتهم قل ان الامر كله لله يخفون في انفسهم ما لا يبدون لك اي يسترون في قلوبهم من النفاق والكفر ومظاهرة اعداء الله والرغبة في انهزام اهل الاسلام والنيل من الرسول صلى الله عليه وسلم ما لا يبدون له يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا. يعني لو كان الامر كما يقول محمد اننا منتصرون اننا ظافرون واننا سنهزم اعدائنا ونظهر على خصومنا ما قتلنا ها هنا ما وقع القتل علينا ها هنا يعني في احد وذلك فيما اصاب من اصاب من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى في الرد عليهم امنوا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم قل لو كنتم في بيوتكم يعني لو كنتم في منازلكم التي تسكنون لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم سبحان الله العظيم لو كان الله لو انكم كنتم في البيوت لا اخرجكم الله تعالى منها الى مواضع قتلكم واماكن موتكم فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ومعنى هذا انه لا ينفع حذر من قدر ولا يرد امر الله فطنة ولا ذكاء ولا حذر بل ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بايش وما تدري نفس باي ارظ تموت يخرج الانسان الى بلد لا عهد له به لان الله كتب ان يموت في تلك البلد فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ولذلك يقول في الرد عليهم ان من شاءه لابد ان يكون ولن يمنع منه عدم خروجهم ولا عدم مناصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل امام مضاجعهم. طيب فما الحكمة من هذا البلاء وهذا المصاب؟ قال وليبتلي الله ما في صدوركم. هذه الهزيمة وهذا المصاب العظيم سببه هو اختبار ما في الصدور ليبتلي الله ما في صدوركم. فيظهر صدق المؤمنين. ويتبين كذب الكاذبين. ويظهر عناد دينه ويظهر خذلان الخاذلين. كل ذلك من حكم هذا البلاء الذي اصاب اصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه. وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم اي ينقي ويميز ويظهر الله تعالى الخبيث من الطيب. والله عليم بذات الصدور. ثم رجع الله عز وجل الى الفئة التي تولت وهم جماعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا. يعني انهزامهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعدم ثباتهم في تلك الوقعة عندما انهزموا حين اصيبوا بما اصيبوا من الهزيمة انما كان بسبب استدراج الشيطان ولذلك قال استزلهم الشيطان وسبب ذلك ببعض ما كسبوا يعني ببعض ما كان من اعمالهم فالسيئة تجر اختها قال الله تعالى مبشرا هؤلاء ولقد عفا الله عنهم والله غفور حليم تف ذكر الله تعالى بمنته عفوه عن اصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم جميعا ثم ذكر عفوه عن الذين تولوا ثانية في ختم القصة ليبين ان ما جرى من المخالفة لما ما جرى من المعصية عوقبوا بها بما اصابهم وما نزل بها بهم. وتجاوز الله تعالى وصفح عما وقع من تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا ما دلت عليه هذه الاية وقد ذكر المؤلف رحمه الله في قوله تعالى امنة امنة النعاس حديث ابي طلحة رضي الله تعالى عنه يقول فيما ساقه باسناده عن قتادة قال حدثني قال حدثنا انس يعني ابن مالك وكان صغيرا ان ابا طلحة وهو زوج ام انس رضي الله تعالى عنها قال غشينا النعاس يعني نزل علينا نعاس في غزوة احد بعدما اصابهم من الشدة والكرب ما اصابهم. قال ونحن في مصافنا يوم احد. يعني في اماكن انتظارنا وتربصنا بعدونا فان الصحابة رضي الله تعالى عنهم بعد ان جرى ما جرى بقوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتفع جماعة منهم الى الجبل جبل احد فكان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماعة من اصحابه رضي الله تعالى عنهم. يقول رضي الله تعالى عنه وابو طلحة ممن ثبت مع النبي النبي صلى الله عليه وسلم غشيا ان يعاس يعني علانا النعاس واصابنا نعاس ونحن في مصافنا يوم احد. قال فجعل سيفي وهو الة القتال في ذلك الزمان يسقط من يدي. اي من شدة ما اصابه من نعاس. وهذا لا يكون الا من امن فانه لا يمكن ان يكون الخائف على هذه الحال. قال واخذه ويسخر واخذه ويسقط. كل هذا بيان لمعنى قوله تعالى اذ يغشيكم اذ يغشيكم النعاس امنة منه. وقد قال جل في علاه ثم انزل عليكم من بعد الغم امنة سيغشى طائفة منكم وهذه الطائفة هي الطائفة المؤمنة الثابتة الصادقة في ايمانها واما المنافقون فانه بقي في قلوبهم من الكدر والخوف والقلق وسوء الظن ما اخبر به في قوله تعالى ومنكم وطائفة قد اهمتهم انفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء؟ قل ان الامر كله لله يخفون في انفسهم ما لا يبدون لك نعم باب قول الله تعالى الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم القمح القرح الجراح استجابوا اجابوا يستجيب يجيب هذه الاية الكريمة وهي قوله تعالى سورة ال عمران الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح للذين احسنوا منهم للذين احسنوا من للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم هي في سياق ما اخبر الله تعالى به من وقائع تلك الغزوة. فان الله سل رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بما نزل من مصابي القتل فقال جل وعلا ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم اي يبشر بعضهم بعضا باخوانهم الذين لم يلحقوا بهم ممن اخبروا بمجيئهم وانهم سيلحقونهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من الخلفين الا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين جعلني الله واياكم منهم يقول الله تعالى الذين استجابوا لله والرسول اي الذين امتثلوا امر الله ورسوله واطاعوا الله ورسوله فلم يتخلف عن رسول الله عز وجل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يرجع عن نصرة دين الله عز وجل. بل كانوا ثابتين قائمين على الحق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جرى بعد تلك الوقعة فان المسلمين بقوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصافهم. وتولى المشركون وذهبوا ثم بعد ان ذهب منهم طائفة من المشركين او ذهبت جماعة المشركين جاء طائفة من الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لهم ان الناس قد جمعوا لكم لما رجع المشركون من احد قالوا لا محمدا قتلته ولا الكواعب اردفتم بئس ما صنعتم هكذا استقبل المشركون من قولهم هكذا استقبل المشركين هكذا استقبل المشركون من قومهم اي انكم لم تقتلوا محمدا ولم تأتونا بسبايا ولا حصل منكم استئصال لمحمد واصحابه بئس ما صنعتم ارجعوا. هكذا قال لهم قومهم فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك. اي ان المشركين يهمون بالرجوع فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين الى الخروج فانتدب جماعة منهم حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غزوة احد. وبعد تلك بعد ذلك المصاب حتى بلغ حمراء الاسد او بئر ابي عتبة وهو بئر قريب من المدينة لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الموضع وهو حمراء الاسد او بئر ابي عتبة. قال المشركون نرجع من قليل قال قال المشركون نرجع من قليل يعني نرجع قريبا. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت قريش تعد غزوة وانزل الله تعالى هذه الاية ثناء على ثبات الصحابة واقدامهم واستجابتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الوقعة التي لم يقع فيها قتال بين النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. بين النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وبين المشركين. بل رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم دون قتال ولذلك قال الله جل وعلا في هذه الايات الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح للذين احسنوا من منهم اتقوا اجر عظيم الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فماذا كان جوابهم؟ او فماذا كانت حالهم؟ فزادهم ايمانا. هذا فيما يتعلق بقلوبهم. واما منطوقهم وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل اي الله كافينا وهو وكيلنا في رد خصومنا واعدائنا. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء لم يأتهم شر ولم ينلهم اذى بل رجعوا سالمين. قال الله تعالى لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله اي سلكوا السبل الموصلة الى رضوانه. والله ذو فضل عظيم. انما ذلكم الشيطان يخوف هذا هو عمل الشيطان وكيده ومكره انه يقذف في قلوب المؤمنين خوفا من اوليائه ومن انصاره ولكن ذلك لا يقر في قلوب المؤمنين فالمؤمنون يتبدد في قلوبهم كل خوف مع خوف الله عز وجل ولذلك قال انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. هذا ما ذكره الله عز وجل في هذه الاية وقد ذكر الامام البخاري رحمه الله تفسير القرح فقال القرح الجرح في قوله جل وعلا ما اصاب من بعد ما اصابهم القرح وهو القتل والهزيمة التي اصابتهم يوم احد وقول استجابوا اجابوا يستجيب يجيب الاستجابة هي الطاعة التي تقتضي تمام الامتثال وتمام الانقياد وتمام الاتباع وعدم المعارضة وهذا حال اهل الايمان كما قال الله عز وجل وما كان وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم بل ليس لهم الا الاتباع وليس لهم الا الانقياد. وقد ذكر ابن عباس رضي الله تعالى عنه هذه الاية فذكر ان الله نجى رسوله صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة حسبنا الله ونعم الوكيل. يقول رحمه الله باب ان الناس باب قول الله تعالى ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم قال حدثنا احمد بن يونس اراه قال قال حدثنا ابو بكر عن ابي حصين عن ابي الضحى عن ابن عباس رضي الله الله عنهما حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم عليه السلام حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ما انام وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل قال حدثنا ما لك بن اسماعيل قال حدثنا اسرائيل عن ابي حصين عن ابي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان اخر قول ابراهيم حين القي في النار. حسبي الله ونعم الوكيل هذه الاية الكريمة فيها شقان فيما ذكره ابن عباس في سبب النزول ما يتعلق بابراهيم نجعله ان شاء الله تعالى مبدأ درس يوم غد. اما فيما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم وقوله لهذه الكلمة فان الله تعالى قد قص في سورة ال عمران ما جرى من ان رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه جاءهم من يخبرهم بان قريش سترجع وذلك ان قريش لما رجعت او همت بالرجوع قال لها من تخلف ومن لم يأتي من قومهم لم تأتوا بشيء محمدا لم تقتلوه. والصبايا لم لم تأتوا بها. فعلى ماذا ترجعون فرجع ابو سفيان ومن معه يعيد الكرة ويجتث كافة الاسلام ويقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحققوا الانتقام لمن قتل من مشركيه مكة في غزوة بدر فلما توجه ابو سفيان ومن معه جاء احد الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ان قريشا قد رجعت وجاءت بقظها وقظيظها فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه الى الاجتماع والى الخروج فاستجابوا لله ولرسوله فجاؤوا معه صلى الله عليه وسلم الى الى المكان الذي ذكرت وهو حمراء الاسد او بئر او بئر ابي عتبة لما اجتمعوا وهم قد اتخنتهم الجراح واصابهم واصابهم الغم ونزل بهم مصاب عظيم فهم منهكون لكن استجابوا لله ورسوله وانقادوا لامر الله عز وجل على رغم ما كان فيهم من اذى كما قال الله تعالى في هذه الاية الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم لانهم استجابوا ليس في حال سعة لم لم تكن استجابتهم حال قوة وقدرة بل كانت حال ضعف وقلة واصابة وبلاء مع ذلك قدموا امر الله تعالى وامر رسوله كان اعظم سلاح واجه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء المشركين هو طاعة الله عز وجل وصدق الاعتماد عليه والتوكل عليه ولذلك قال الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم يعني المشركين فماذا قال؟ فماذا كانت حال فزادهم ايمانا؟ اي زادهم رسوخا ويقينا بما يعتقدونه من نصرهم وصحة عقيدتهم وسلامة دينهم وخبث ما عليه المشركون. فزادهم ايمانا. لكنهم لم يقتصروا على ما من في القلوب بل ترجموا ذلك بالاقوال وقالوا حسبنا الله اي الله كافينا هذا معنى حسبنا الله ما معنى حسبنا الله؟ اي الله كافينا. ولم يذكروا الله كافيهم ماذا؟ لانه كافيهم كل ما اهمهم كافيهم كل الشرور التي يخافونها حسبنا الله ونعم الوكيل. اي ونعم ما من يتوكل عليه ويعتمد عليه في دفع المضار وجلب المنافع فالتوكل هو صدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المظار. وليس اعظم بلوغا للمطالب وحصولا للامن من ان يصدق العبد في في توكله على الله عز وجل. ولهذا كل من توكل على الله فالله كافيه. قال الله جل في علاه ومن يتوكل على الله ايش فهو ايش حاسبه ما معنى حسبه؟ اي كافيه. من اي شيء من كل شيء وقد قال ابن القيم رحمه الله في عجيب ما قال في اثر التوكل وهذا قد لا يدركه الانسان ويستغربه لكن هو مثال لبيان عظيم اثر التوكل. قال لو صدق العبد في توكله على الله في نقل جبل من مكانه لنقله الله فكلما صدق العبد في التوكل على الله والاعتماد عليه في طلب حاجاته وفي بلوغ مراداته واحسن الظن بربه بذل السبب الممكن لادراك المطلوب لابد ان يدرك النتيجة فالله حسبه وهو كافيه جل جل في علاه خرج الصحابة وهم منهكون مصابون. فيهم من الجرح والقرح ما ذكر الله تعالى طاعة لله وطاعة لرسوله فماذا كان؟ يسر الله تعالى من خذل المشركين عن اهل الاسلام فجاء معبد الخزاعي الى ابي سفيان فقال ان محمد ان محمدا قد خرج في جمع كثير تبعه من تخلف وندم من تولى وقد اعد لكم عدة فلما سمع ذلك ابو سفيان وقد عاين الهزيمة في احد اول الوقعة لقد ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم باذنه اي تقتلونهم بعلمه وقدرته جل في علاه قتلا ذريعا لكن حصل ما حصل من فشل وتنازع ومعصية فتلاشى ذلك النصر تلاشى ذلك النصر وهو مصداق قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم يذهب كل نصر وكل ما يكون من فضلا او صلاح او خير بالكلية وتذهب ريحكم وهذا ما حصل في احد حيث انهم فشلوا وتنازعوا وعصوا. فتلاشى ذلك النصر. ابو سفيان ذكر ذلك فلما بلغه ان محمدا قد جمع اصحابه واجتمع له من كان قد تخلف وندموا رجع باصحابه ومن معه من المشركين وهذا قول الله تعالى فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء والله ذو فضل عظيم ثم عقب الله تعالى على هذه الوقعة ان الخوف الذي يصيبه المؤمنين من اعداء الله انما هو من الشيطان ولذلك يقول انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه يعني يخوفكم ايها المؤمنين اولياءه يظهرون بالقوة والقدرة والعدة والعدد ما يوقع في قلوبكم شيئا من الخوف يخوف اولياءه ثم يقول جل في علاه فلا تخافوهم مهما بلغت قدرتهم وقوتهم فنواصيهم بيد من بيد الله عز وجل والله من ورائهم محيط وهو عليهم قدير وهو بهم بصير وهم لا يعجزونه سبحانه وبحمده اذا كان هذا كله في قلب المؤمن فكيف يخاف اعداء الله عز وجل؟ ولذلك قال فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ولا شك ان المؤمن لا يصح ايمانه الا بخوف الله الذي يحمله على طاعته وامتثال امره والقيام بحقه جل في علاه اما ما يتعلق الجزء المتعلق بقصة إبراهيم وقوله حسبنا الله ونعم الوكيل وكيف انجاه الله تعالى من من النار فهذا نجعله ان شاء الله تعالى