القلب واللسان والجوارح. وقد مر بنا الكلام على ذلك الا انه هنا انتهينا الى قوله رحمه الله تعالى وهذا كقوله في حديث واما اذا فعل المؤمن نعم قال واما اذا جعل المؤمن ما ابيح له قاصدا للعدول عن الحرام لا الحلال لحاجته اليه فانه يثاب على ذلك بمعنى ان مما يؤجر العبد عليه في عمله وان كان مباحا ان يقصد بعمله المباح الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في الايمان الاكبر او الايمان كبير فيما يتعلق بمسألة الايمان في القلب وان الايمان يدور على مباح على معصية الله. بل عنه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. لان الله لم يبح اعانة العاصي على معصيته. ولا اباح لهم بما ما يستعين به في المعصية ولا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال شيخ الاسلام ابن رحمه الله تعالى في الايمان الكبير قال واما اذا فعل المؤمن ما ابيح له قاصدا للعدول عن الحرام الى الحلال بحاجته اليه فانه يثاب على ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وفي بضع احدكم صدقة. قالوا يا رسول الله يأتي احدنا شهوته ويكون له فيه اجر؟ قال ارأيتم لو وضعها في كان عليه وزر فكذلك اذا وظعها في الحلال كان له اجر. وهذا كقوله في حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب ان يؤخذ برخصه كما يكره ان تؤتى معصيته. رواه احمد وابن خزيمة في صحيحه وغيرهما. فاخبر ان الله يحب يحب اتيان رخص رخصه كما يكره فعل معصيته. وبعض الفقهاء يرويه كما يحب ان تؤتى عزائمه. وليس هذا لفظ الحديث. وذلك لان الرخص انما دعاها الله لحاجة العباد اليها والمؤمنون يستعينون بها على عبادته فهو يحب الاخذ بها. لان الكريم يحب قبول احسانه وفضله كما قال في حديث القصر صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته. ولانه بها تتم عبادته وطاعته. وما لا يحتاج اليه الانسان من قول وعمل بل يفعله عبثا فهذا عليه لا له. كما في الحديث كل كلام ابن ادم عليه لا له الا امرا بمعروف او نهي عن منكر او ذكرا لله وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. فامر المؤمن باحد امرين اما قول او الصمات ولهذا كان قول الخير خيرا من السكوت عنه والسكوت عن الشر خيرا من قوله ولهذا قال الله تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب وقد اختلف اهل التفسير هل يكتب جميع اقواله؟ فقال مجاهد وغيره يكتبان كل شيء حتى انينه في مرضه. وقال عكرمة لا يكتبان الا ما يؤجر عليه او يؤجر. والقرآن يدل على انهما يكتبان الجميع. فانه قال ما يلفظ من قول نكرة في شرط مؤكدة مؤكدة بحرف فهذا يعم كل قوله. وايضا فكونه يؤجر على قول معين او يؤجر يحتاج الى ان يعرف الكاتب ما امر به وما نهي عنه. فلا بد في اثبات معرفة الكاتب الى نقل. وايضا فهو مأمون اما بقوله بقوله الخير. واما بالصمات. فاذا عدل عما امر به من الصمات الى فضول القول ليس الذي ليس بخير كان هذا عليه. فانه يكون مكروه والمكروه ينقصه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء ما لا يعنيه فاذا خاض فيما لا يعنيه نقص من حسن اسلامه فكان هذا عليه. اذ ليس من شرط ما هو عليه ان يكون مستحقا لعذاب جهنم وغضب الله بل نقص قدره ودرجته عليه. ولهذا قال الله تعالى لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. فما يعمل احد الا عليه او له. وان كان مما امر به كان له والا كان عليه ولو انه ينقص قدره. والنفس طبعها الحركة لا تسكن قط. لكن قد لكن قد عفا الله عما المؤمنون انفسهم ما لم يتكلموا به او يعملوا به. فاذا عملوا به دخل في الامر والنهي. فاذا كان الله قد كره الى المؤمنين جميع المعاصي وهو قد حبب اليهم الايمان الذي يقتضي جميع الطاعات اذا لم يعارضه ضد باتفاق الناس فان المرجئة لا تنازع لان الايمان الذي في القلب يدعو الى فعل الطاعة ويقتضي ذلك والطاعة من ثمراته من ثمراته ونتائجه لكنها تنازع هل يستلزم الطاعة فانه ان كان يدعو الى الطاعة فله معارف من النفس والشيطان. فاذا كان قد كره الى المؤمنين المعارض. كان المقتضي للطاعة سالما عن هذا المعارض. وايضا فاذا فاذا كرهوا جميع السيئات لم يبقى الا حسنات او مباحات والمباحات لم تبح الا لاهل الايمان الذي الذين يستعينون به على الطاعات والا فوالله فوالله لم يبح قط لاحد شيئا ان يستعين به على كفر ولا فسوق ولا عصيان. ولهذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم عاصر الخمر ومعتصرها ومعتصرها كما لعن شاربها يعصروا عنبا يصير عصيرا يمكن ان ينتفع به في المباح. لكن لما علم ان قصد العاصر ان يجعلها خمرا لم يكن له ان يعينه به بما جنس تكون مباحات لهم الا اذا استعاذوا بها على الطاعات. فيلزم من انتفاء السيئات انه لا يفعلون الا الحسنات. ولهذا كان من ترك المعاصي كلها فلا بد ان يشتغل بطاعة الله وفي الحديث الصحيح كل الناس يغدوا فبايع نفسه فمعتقها او موبقها فالمؤمن لابد ان يحب الحسنات ولابد ان يبغض السيئات ولابد ان يسره فعل الحسنة ويسوءه فعل السيئة. ومتى قدر ان في بعض الامور ليس كذلك كان ناقص الايمان. والمؤمن قد تصدر منه السيئة فيتوب منها او يأتي بحسنات تمحوها او يبتلى ببلاء يكفرها عنه. ولكن لابد ان يكون كارها لها فان الله اخبر انه حبب الى المؤمنين الايمان. وكره اليهم الكفر والفسوق والعصيان ولم فمن لم يكره الثلاثة لم يكن منهم. ولكن محمد ابن النصر يقول الفاسق يكرهها تدينا قال ان اريد بذلك ان يعتقد ان دينه حرمها ويحب دينه. وهذه من جملته فهو يكرهها. وان كان يحب دينه مجملا وليس في قلبه كراهة لها كان قد عدم من الايمان بقدر ذلك كما في الحديث الصحيح من رأى منكم منكرا فليغيره فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان في الحديث الاخر الذي في الصحيح ايضا صحيح مسلم فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك الايمان مثقال حبة من خردل. فعلم ان القلب اذا لم يكن فيه كراهة كراهة ما يكره الله لم يكن فيه من الايمان الذي يستحق به الثواب قوله من الايمان اي من هذا الايمان وهو الايمان المطلق. اي ليس وراء هذه الثلاثة ما هو من الايمان ولا قدر حبة خردل. والمعنى هذا اخر اخر حدود الايمان ما بقي بعد هذا من الايمان شيء ليس مراده انه من لم يفعل ذلك لم يبقى معه من الايمان شيء بل لفظ الحديث انما يدل على المعنى الاول قال رحمه الله تعالى فصل في الاطلاق والتقييد في لفظ الكفر والنفاق. قالوا من هذا الباب الكفر والنفاق فالكفر اذا ذكر مفردا في وعيد الاخرة دخل فيه المنافقون لقوله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله في الاخرة من الخاسرين وقوله ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ولى ظلالا بعيدا وقوله لا يصلها الا الاشقاء الذي كذب وتولى. وقوله كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا ندين فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء انتم الا في ضلال كبير. وقوله وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا. حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها وقال لهم خزانتها الم يأتوا ومنكم يترون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين. قيل ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها المسوى المتكبرين. وقوله ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب بالحق لما جاءه. اليس في جهنم مثوى للكافرين؟ وقوله ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك اياتنا فاسيتها. وكذلك اليوم وكذلك ينجي من اسرف او لم يؤمن بايات ربه ولعذاب الاخرة اشد وابقى. وقوله ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية وامثال هذه النصوص كثير في القرآن. فهذه كلها يدخل فيها المنافقون الذين في الباطن كفار ليس معهم من الايمان شيء. كما يدخل فيها الكفار المظهرون للكفر بل المنافقون في الدرك الاسفل من النار كما اخبر الله بذلك في كتابه. ثم قد يقنن الكفر بالنفاق في مواضع. ففي اول ذكر اربع ايات في صفة المؤمنين وايتين في صفة الكافرين. وبضع عشرة اية في صفة المنافقين. فقال تعالى ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا نقف على الفصل هذا العدول عن الحرام فان كثيرا من الناس قد لا يستشعر هذا المعنى مثال ذلك رجل تزوج بامرأة واراد بذلك ان ان يقضي وطره واراد بهذا الزواج الا يقع في الحرام وان لم يستشعر احتساب الاجر في زواجه فانه بمجرد عدوله عن الحرام من الحلال يؤجر على ذلك ويكتب له اجره وذلك من اعمال القلوب فان القلب يكره المعصية ويكره الوقوع في الحرام فاذا كان القلب يكره المعصية ويكره الوقوع في الحرام كان ذلك من الايمان وكان كرهه للكفر والفسوق والعصيان هو من من اه ايمان القلب ومن عمل القلب ومن اعتقاد القلب ويؤجر على ذلك فعمل المباح عمل المباح اذا عمله الانسان مباحا بان يستغني به عن الحرام اجر على ذلك. اما اذا كان يعمل الحلال ويعمل حرام ولا يبالي لم يكن في ذلك عدول الى الحلال عن الحرام وانما يفعل ذلك جميعا وانما يؤجر العبد على فعل الحلال اذا كان هذا الحلال يغنيه عن فعل الحرام وكان الحرام مكروها له فلا يفعله كرها له فيؤجر على ذلك فيقول هنا واما اذا فعل المؤمن ما ابيح له قاصدا للعدول عن الحرام والحلال لحاجته فانه يثاب على ذاك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وفي بضع احدكم صدقة قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال ارأيتم لو وضعها في حرام لو وضع بالحرام كان عليه وزر فكذلك اذا وظعها في الحلال كان له اجر. اذا يأتي الانسان شهوته ويؤجر على ذلك بانه انما اتى الحلال عدولا عن الحرام وانما اتى الحلال كرها في الحرام فاذا كان كذلك كان مأجورا على عمله المباح على العمل المباح. وان لم يحتسب الاجر في ذلك وان لم يحتسب الاجر في ذلك بل بمجرد ان يترك الحرام كرها له ويفعل حلال ان يستغني عن حرام كان بذلك مأجورا مثابا عند الله عز وجل. قال وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله يحب ان يؤخذ برخصه كما يكره ان تؤتى معصيته رواه احمد وابن خزيمة وكذلك ايضا ابن حبان رحمهم الله تعالى اجمعين. وهذا الحديث جاء من طريق عمارة ابن غزية جاء مرة بواسطة وبغير واسطة مرة يرويه عن نافع مباشرة عن ابن عمر ومرة يدخل بينه وبين نافع حرب ابن قيس وهو فيه جهالة لكنه يقبل حديثه في هذا اللفظ يحب ان تؤخذ يحب ان يؤخذ برخصه كما يكره ان تؤتى معصيته والحي اسناده لا بأس به. فقال فاخبر ان الله يحب اتيان رخصه كما يكره فعل معصيته قال وبعض الفقهاء وهذه العبارة من شيخ الاسلام اي ان كان الفقهاء يرون بالمعنى كما يحب ان تؤتى عزائمه. وهذه اللفظة الصحيح انها ايضا رويت عند المحدثين فقد رواه ابن ابي شيبة ورواها غيره ايضا من اصحاب فالمسانيك ابن حبان وغيره فروى ايضا بهذا اللفظ من طريق عمر بن غازي عن حرب ابن قيس عن نافع ابن عمر كما يقرأ كما يحب ان تؤتى عزائمه اذا جاء كما يكره ان تؤتى معصيته وكما يحب ان تؤتى عزائمه. والمراد بهذا ان الانسان اذا فعل الرخصة فعل الرخصة قد يفعلها الانسان لحاجته اليها. قد يفعلها الانسان لحاجته اليها. فيمسح على الخفين بحاجته ان يمسح الخفين يقصر الصلاة لحاجته الى ذلك يجمع بين الصلاتين لحاجة ذاك وهذي كلها من الرخص فاذا استشعر ان الله يحب ان تؤتى رخصه كما يكره ان تؤتى معصيته اجر ايضا على هذا الفعل. واذا فعل ذلك اتباعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم كان يكسبها ايضا في ان يؤجر على هذا العمل. كذلك ايضا اذا فعل هذه الامور واخذ بهذه الرخص من باب الا يقع في الحرام او لا يقع فيما لا يرضي الله عز وجل. ايضا اجر على فعل الرخصة فقد يجمع الانسان بين الصلاتين بخشية ان نام عن الصلاة الاخرى وتفوته الصلاة في وقتها فيجمع اخذا بالرخصة وخوفا من ان يحرم من الصلاة في وقتها فيؤجر على جمعه تابوا على ذلك من عدة جهات من جهة لها رخصة ومن جهة انه يخاف ان يقع في معصية الله عز وجل فكل هذا يجعلها مما يثاب عليها العبد عند الله عز وجل. اذا قول شيخ الاسلام هنا ان في قوله والفقهاء يرونه نقول ليس الفقهاء يروي ذلك وانما رائضا المحدثون فقد رواه ابن ابي ايه ده؟ ورواه ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه بهذا الاسناد ايضا بهذا الاسناد. فابن حبان رواه هذا المعنى وقد رواه غيره ايضا. قال وذلك يقول وذلك لان الرخص انما اباحها الله لحاجة العباد اليها. والمؤمنون يستعينون بها على عبادته فهو يحب الاخذ بها. لان الكريم يحب قبول احسانه وفضله. كما قال في الحديث في القصر القصر صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته حديث ابن الخطاب الذي في صحيح مسلم رواه مسلم في صحيحه ماذا نقصر؟ والله يقول فان خفتم فقال آآ هي صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته. ولان ولانه تتم عبادته وطاعته ما لا يحتاج اليه الانسان من قول وعمل بل يفعل عبثا فهذا عليه لا له. يقول اي اذا شيخ الاسلام يقرر ان ما يفعله الانسان بحاجته اليه ومنفعته به انه يثاب على هذا العمل ولو لم يكن عبادة وطاعة اي شيء يفعله الانسان لحاجته وينتفع به دنيا لو لم ينتبه اخره فانه يثاب عليه عند شيخ الاسلام ابن تيمية لان الله انما رخص بهذا لان فيه لان في منفعة العباد فاذا فعله الانسان لانها رخصة ولان الله يحب ان تؤتى رخصه فانه يؤجر على ذلك ثم قال وما لا اليه الانسان من قول اي اي قول او اي عمل او اي فعل انما ليس فيه منفعة ولا حاجة لانسان بل يفعله الانسان عبثا هذا عليه لا له وقوله فهذا عليه دلالة مسألة ان هذا الفعل او هذا القول عليه لا له اما اما ليس له فنعم ليس له فلا يثاب على العمل الذي هو عبث وليس في منفعة ولا حاجة لا يثاب عليه الانسان الا اذا قررت معه نية صالحة قرنت معه نية صالحة تجعل تجعله عبادة يثاب عليها. اما اذا كان لم يقترن به نية صالحة وهو من العبث الذي لا ينفع ولا حاجة له فلا شك انه لا يثاب عليه يوم القيامة. لكن هل يأثم بهذا الفعل؟ وهل وهل يعاقب على هذا الفعل؟ هذا هو الذي لحل واشكال فان الله عز وجل لا يعذب احدا الا على امر يعصي الله عز وجل فيه. واذا كان هذا الامر الذي هو عبث او له ليس فيه اثم وليس هو محرم فانه لا يعاقب عليه يوم القيامة. ولا شك ان ان الملك يكتب كل شيء ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ولا لكن لا يعاقب ولا يثاب الا على الحسنات والسيئات. فما لم يكمل الحسنات ولا من السيئات فانه يطرحه الله عز وجل ولا يعاقب عليه العبد يوم القيامة. فيقال في العبث وما لا حاجة له وما لا منفعة فيه اذا لم يكن اثما فانه يوم القيامة يطرح ولا يحاسب عليه العبد فلا يكون له. وقوله في هذا الحديث كلك يا ابن ادم عليه لا له. الا امر بمعروف او نهي عن منكر او ذكر لله عز وجل. هذا الحديث رواه الترمذي. واسناده فيه اه امرأة ومجهولة لا تعرف الحي اسناده اسناده ضعيف وقد قال الترمذي هذا حديث غريب وفي اسناد ام صالح لا تعرف فيه باسناد لا تعرف. وقول كل كلام ابن ادم له اه كل كلام ابن ادم عليه لا له. اي انه عليه انه يخشى ان يحاسب عليه ويجازى عليه. لان الله يقول ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. فكل كلام يتكلم به الانسان فهو عليه لا له الا اذا كان الكلام امرا بمعروف او نهي عن المنكر او ذكرا لله عز وجل. لكن هل يلزم من قوله عليه انه يعاقب عليه؟ نقول لا يلزم ذلك فان اكثر الناس هو من باب المباح والمباح لا يعاقب عليه الانسان لكن هل يثاب؟ نقول يثاب اذا كان الكلام فيه ادخال سرور على المسلم بمعنى اذا حدث مع اخيه لحاجة ان يدخل السرور عليه ان يؤانسه وان يؤلف قلبه وان كان الكلام ليس فيه فائدة. نقول يؤجر على هذا الكلام من باب ادخال السرور على هذا المسلم من باب تسليتي من باب ان يؤنسه يقول يؤجر على على هذا. اما اذا كان كلام كما يتكلم بعض الناس في الامور التي لا تنفع ولا تقرب الى الله عز وجل بل من اللهو الباطل فهذا هو الذي لا عليه ولا له ولا يعاقب الا على ما كان اثما عند الله عز وجل ما كان اثما قالوا في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من كان يوم الله واليوم الاخر يقول خيرا او ليصمت. قد يقال ايضا انه عليه انه يندم عليه يوم القيامة لان المسلم اذا بعث يوم القيامة وعرضت عليه اعماله ندم على كل كلمة تكلم بها لم تكن طاعة. اي كلمة اي فعل فعله اي قول قاله اي عمل عمله اذا لم يكن طاعة يوم القيامة ندم ان مظى هذا الوقت من الزمان ولم يتكلم بخير لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت يعني اما ان تعملوا اما ان تعمل عملا وتكسب عملا تثاب عليه وترفع به وتعلو درجتك عند الله به واما ان تكسب كسبا تنزل درجتك به ولم ولم يعمل خيرا او لم يفعل خيرا فهذا معنى عليه انه يندم عليه يوم القيامة ويتحسر على تفريطه في تلك الساعات وما من ميت الا سيندم ان كان محسنا الا ازداد وان كان مسيئا الا استعتب وتاب فالنبي يقول في هذا الحديث من كان يوم له واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. فامر المؤمن قال فامر المؤمن باحد امرين اما قول الخير او السمات. ولهذا كان قول الخير خيرا من السكوت. ولهذا كان قول الخير خيرا من السكوت عنه والسكوت عن الشر خيرا من قوله. تقول الخير خير من ان تسكت على الخير. وتسكت عن الشر خير من ان تقول الشر ولهذا قال الله تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. وقد يقول الشيخ وقد اختلف اهل التفسير هل يكتب جميع اقواله على اقوال منهم فقال مجاهد وغيره يكتب لاكتمال كل شيء حتى انينه في مرضه وقد نقل ذلك ايضا عن طاؤوس وكره الامام احمد المريض ان يئن اخبرنا بلغ يونطوس ان ان الانين يكتب ان الانين يكتب عندما يأن المريض يكتب لكن لا يعاقب. قال وقال لا يكتب الا ما يؤجر عليه يؤزرها يوم جاء ابن عباس رضي الله تعالى عنه. وقال والقرآن يدل على انهما يكتبان الجميع. وهذا هو الصحيح يكتبان كل شيء حتى قال ابن عباس يكتبان حتى كل شيء يخرج من الانسان ثم يطرحان ما لا يؤجر عليه ويثبتان ما يؤجر ويعاقب عليه قال وقول ما يلفظ من قول هذه نكرة في في سياق الشرط مؤكدة بحرف من اللي تفيد العموم فهذا يعم كل قول بتخصيص التعميم ما يلفظ من قول اي جميع الاقوال فان الملائكة تكتبها فكونه يؤجر على قول معين او يؤزر يحتاج يحتاج الى ان يعرف الكاتب ما امر به وما نهي عنه فلا بد في اثبات معرفة الكاتب به الى نقل اي هل الملك الذي يكتب يعلم الحسنات كلها ويعلم السيئات كلها ويعلم ما يثاب عليه العبد ويعلم ما يعاقبها العبد لا شك انه لا يعلم ذلك الا الا بنقل. وليس عندها نقل في ذلك نصير اليه ان الملك يعلم ذلك. فعلى هذا ماذا يفعل الملك؟ يكتب كل شيء يكتب كل شيء فاذا جاء يوم القيامة عرض على الله عز وجل فما كان من الحسنات كتب في كفة وضع في كفة الحسنات وفي صفحة وفي صفحة الحسنات وما كان من كفة السيئة وما كان من السيئات وضع في كفة السيئات في صفحة الست. وما كان ليس من ذلك فانه يطرح ويلقى ولا فيحاسب عليه العبد يوم القيامة. قال هنا وايضا فهو مأمور اما بقول الخير واما بالصماد فاذا عدل عما امر به من الصمات الى فضول قول الذي ليس بخير كان هذا عليه اي كان عليه انه يندم ويتحسر ويكون في حكم المكروه له والمكروه ينقصه ينقصه ولا يعاقب عليها المكروه ينقص ولا يعاقب وهذه فائدة. اذا اذا اذا كان الانسان ينشغل بالمفضول عن الفاضل وبالمباحات عن الفضائل. فان هذا المكروه الذي يفعله ينقص درجته وينقص منزلته عند الله عز وجل لكنه لا يعاقب على فعل المكروه. فالمكروه ينقص ولا ولا يسبب العقاب. وعلى هذا قال فهو عليه اي هو عليه لاي شيء. لانه ينقص منزلته عند الله. انت قد تكون لك منزلة عند الله في الفردوس الاعلى. فيكون لك فضول كلام عمل لا فائدة فيه فتنقصك تلك الكلمات وتلك تلك الاعمال الى منزلة دون الفردوس. اما اذا كان الكلام والعمل مما حرمه الله فهذا يترتب عليه اي شيء العقاب يترتب عليه العقاب ثم قال كان هذا عن فانه يكون مكروها والمكروه ينقصه ولهذا قال وسلم من من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه وهذا الحديث رواه مالك الموطأ هو حديث مرسل قال فاذا خاض فيما لا يعنيه نقص من حسن اسلامه فكان هذا عليه وكلما واذا نقص حسن اسلام العبد لان الاسلام كما ذكرنا الاسلام كالايمان منه ما هو كمال الاسلام ومنه ما هو اصل الاسلام ومنه ما هو الاسلام الواجب فحسن فاذا انشغل الانسان بما لا يعنيه نقص ذلك من حسن اسلامه. فان حسن الاسلام وكمال الاسلام من حسنه المسلم ما لا يعنيه فاذا انشغل بما لا يعنيه نقص اسلامه واذا نقص اسلامك نقصت منزلتك عند الله بقدر ما نقصت من كمال الاسلام قال اذا اذ ليس من شرط ما هو عليه ان يكون مستحقا لعذاب لعذاب جهنم. وغضب الله بل نقص قدره ودرجته عليه. اذا المكروه على قولي الا عليه كان عليه انه ينقص قدره وينزل درجته عند الله عز وجل. ثم قال ولهذا قال الله تعالى لها ما كسب عليها ما اكتسبت فما يعمل احد الا عليه او له وآآ وآآ ينقص قدرك عند الله به او تعاقب وتعذب عليه. اذا الكسب اما يكون رفعة واما ان يكون رفعة واما ان يكون خسة وعقابا واما ان يكون عليك لا لك فينقص قدرك وينزل درجتك فاذا الكسل على ثلاث درجات اما ان يكون حسنا تثاب عليه وتؤجر واما ان يكون سيئا تعاقب عليه وتؤزر واما ان يكون مما ينقص قدرك وينزل درجتك ولا تعاقب ولا تعذب عليه فقال هنا قال والنفس طبعها الحركة لا تسكن قط والانسان بطبعه حارث وهمام الانسان بطبعه حارث وهمام والنفس بطبعها الحركة لا السكون واذا كان طبعها الحركة والنفس طبعها الحرث والهم فلابد ان يحرث ويهم. ولابد ان يتحرك فباي شيء يتحرك هذا الذي هو كسبه لكن قد عفا الله عما حدث به المؤمنون انفسهم ما لم يتكلموا به او فاذا عملوا به دخلوا في الامر والنهي. فاذا كان الله قد كره الى المؤمنين جميع المعاصي او كره الى جميع المعاصي وهو قد حبب اليهم الايمان الذي يقتضي جميع الطاعات اذ اذا لم يعارضه ضدا باتفاق الناس يقول هنا فاذا عملوا بما به دخل في الامن والنهي. فاذا كان الله قد كره الى المؤمنين جميع المعاصي وهو قد حبب اليهم ايمان الذي يقتضي جميع الطاعات اذا لم يعارظه ضدا باتفاق الناس اذا مع ظد باتفاق الناس هذا هو الاصل ان المؤمن يحب حبب اليه الايمان وكره اليه المعاصي والذنوب ما لم يعارضه معارض يكون سببا في حب هذا وكره هذا. يقول فان المرجئة لا تنازع في ان الايمان الذي في القلب يدعو الى فعل. يعني هذا مما يسلم به المرجئة يسلم به المرجع وهو ان الايمان الذي بالقلب وهو عمل القلب واعتقاد القلب يدعو الى فعل الطاعة ويقتضي ذلك والطاعة من ثمراته والطاعة من ثمرات ونتائجه. لكنها تنازع هل يستلزم الطاعة الفرق يعني المرجى ماذا يقولون؟ لا يستلزم صلاح القلب وايمان القلب لا يستلزم عمل الجوارح هو يدعو لكن لا يستلزم عند المرجية هو يدعو لا فيتفقون مع اهل السنة بان الايمان الذي في القلب يدعو الى العمل الصالح ويدعو العمل الصالح من ثمرات القلب من ثمرات ايمان القلب وجميع ما يفعله الانسان من الطاعات هو ثمرة من ثمرات ايمان القلب. لكن قد يكون مؤمنا كامل ايمان وان لم يعمل خيري كي وان لم يعمل الخير شيء لان ايمانه كان من جهة قلبه. فهم يقولون هو يدعو ولا يستلزم ان يكون ان يكون العمل الجوارح من ايمان القلب فهذا هو الفرق بين اهل السنة وبين المرجية. المرجأ يرون انه يدعو واهل السنة يرون انه يلزم من ايمان القلب صلاح الظاهر لكنها تنازع هل يستلزم الطاعة؟ فان يقول لكنها تنازع هل يستلزم الطاعة؟ فان وان كان يدعو الى الطاعة فله معارظ للنفس الشيطان فاذا كان قد كره الى المؤمن المعارض كان المقتضي الطاعة سالما عن هذا المعارض. وايضا فاذا كرهوا جميع السيئات لم يبقى الا الحسنات لم يبقى الا حسنات مباحات والمباحات لم تبح الا لاهل الايمان الذين يستعينون بها على الطاعات. والا الله لم يبح قط لاحد شيء يستعبي على كفر ولا فسوق ولا عصيان قل هي للذي هي في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ما هي التي هي؟ قل هي التي فيها الدنيا المباحات جميعا هي لمن؟ لاهل الايمان. ولذلك استعمال تاجر والكافل المباحات يعاقب عليه يوم القيامة لان لانه استعان بعليه شيء على كفره وفسوقه وفجوره فيعاقب الى يوم القيامة بخلاف المؤمن فانه تثاب على هذه المباحات لانها تعينه على اي شيء على طاعة الله عز وجل ولذا قال تعالى قل هي الذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة خالصة يوم القيامة قال والا فالله لم يبح قط لاحد شيئا ان يستعين به على الكفر. فالكافر عندما يأكل نقول هذا لك الحرام حتى تؤمن وهذه وهذا الشرب حرام حتى تؤمن وانك اذا لم تؤمن وتشرب وتأكل رزق الله فان هذا الرزق سيكون حراما عليك تعاقب عليه يوم القيامة وقال ودليل ذاك الم اربعك الم اجعلك ترأس وتأكل وتشرب فيقول حديث انس ذاك الذي في صحيح مسلم بل هو في الصحيحين قال ولهذا آآ ولهذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم عاصر الخمر ومعتصرها كما لعن شاربها العاصر هو سبب والمعتصم هو ايضا سبب والشارب هو الفاعل فلعن لعن عشرة في الخمر لعن الخمر بعينها ولعن حاملها والمحمولة اليه وعاصرها ومعتصرها وشاربها وذكر بائعها وشاريها فهؤلاء كلهم من لعنوا مع ان الذي يشرب هو واحد لكنهم حيث انهم عانوا على الحرام كانوا في حكم فاعل الحرام. قال والعاصر يعصر عنبا يصير عصيرا يمكن يمكن ان ينتفع به في المباح. لكن لما علم ان قصد العاصر ان يجعلها خمرا لم يكن له ان يعينه بما بما جنسه على معصية الله بل لعنه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. لان من من اه جاء في بعض الاحيان الضعيفة ان من اتخذ زبيبا من اتخذ الزين ليجعله عصرا يجعله خمرا فقد اقتحم النار على بصيرة فقد اقتحم النار بصير او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والحديث وهو حديث ضعيف على كل حال نقول آآ الذي يفعل او يعين او يباشر او يكون سببا في في الحرام فهو في حكم فاعل الحرام فاذا كان يعصر عصيرا وهذا العصير هو مباح في اصله لكنه كان يعصره لمن لمن يشرب خمرا كان معينا على ما حرم الله عز وجل لان الله لم يبح اعانة العاصي على معصيته ولا اباح له ما يستعن به بالمعصية. فلا تكونوا باحات لهم الا اذا استعانوا بها على الطاعات فيلزم الانتفاء السيئات انهم لا يفعلون للحسنات. ولهذا كان من ترك المعاصي كلها فلا بد ان يشتغل بطاعة الله وفي الحديث الصحيح كل يغدو فبايعوا نفسه فمعتقها او او موبقها. فالمؤمن لابد ان يحب الحسنات ولابد ان يبغض السيئات ولابد ان ان يسره فعل الحسنة طوا فعل السيئة ومتى قد ومتى قدر او متى قدر ان في بعضهم ليس كذا كان ناقص الايمان يعني المؤمن هو المؤمن الذي المؤمن سرته حسنته وساءته سيئته اما الذي لا لا يسر بحسنة ولا يساء بسيئة فهذا ليس بمؤمن. وهذا ليس بمؤمن اما يكون منتفي الامام من اصله واما منتفي الايمان الواجب كيف من اصله؟ اذا كان لا يسره حسنة ابدا ولا تسره ولا تسوء سيئة ابدا كان كافرا بالله عز وجل. اما اذا كانت تسر بعض الحسنات وتسوء بعض السيئات ويفرح ببعض السيئات ويكره بعض الحسنات فهذا فيه تفصيل ان كان كره الحسنات لان الله فرضها وشرعها فهذا ردة يكاد يركب بعض المعاصي لانها لا لان فيها مشقة وكلف عليه فهذا فهذا آآ نقص في ايمانه وسبب في فسوقه ولهذا قال رحمه الله تعالى والمؤمن قد تصدو منه السيئة فيتوب منها او يأتي بحسنات تمحوها او يبتلى ببلاء يكفره هذا يسمى مكفرات السيئات اما اذا فعل السيئة اما ان يتوب وهذا وهذا ماحي ومكفر لجميع السيئات التي فعلها. او يأتي بحسنات دون توبة فتقابل السيئة تلك الحسنات فتذهبها ان الحسنات يذهبن السيئات. او يبتلى ببلاء وهي من الصغائر فتكفرها تلك البلايا. ولكن يقول ولكن لابد ان يكون كاره لها كارها للمعاصي وان فعلها لان هناك من يفعل المعاصي وهو محبا لها. ومعنى وقد يستشكل هذا كيف يكرهه ويفعلها؟ نقول لها بمعنى انها حرام وان الله يبغض ذاك وهو يكرهها انها من جهة انها محرمة ولكنه من جهة حظ نفسه وفعله لها يراها محبوبة له لكن لابد ان يقع في قلبه ان هذا المعصية التي يفعلها هي مكروهة محرمة عند الله عز وجل ويبغضها لاجل ذلك. ولابد ان سرة وفعل حسنة ويسوف متى قلنا قال هنا ولابد ان يكون كارها لها فان الله اخبر ان اخبر انه حبب الى المؤمن الايمان وكره اليهم الكفر والفسوق والعصيان. فمن لم يكره الثلاثة لم يكن منهم. من لم يحب الحسنات ويكره الكفر والفسق والعصيان فليس فليس مؤمن اما الذي لا يكره الكفر فهذا كافر والذي لا يكره النفاق فهذا منافق. والذي لا يكره الفسوق والعصيان فهذا ايضا اما يكون كافرا من اصله واما يكون فاسقا عاصيا بالعاصي لله عز وجل. قال ولكن محمد النصر يقول اعتراضا على كلامه. الفاسق يكرهها تدينا اذا الكراهة المعصية اما ان يكره طبيعة وحسا وتدينا واما ان يكرهها تدينا ويحبها من جهة طبيعته. فيقال ان اريد بذلك ان يعتقد ان دينه حرمها وهو يحب دينه وهذه من جملته فهو يكرهها فهذا هذا معنى وان كان يحب دينه مجملا وليس في قلبه كرامة لها كان قد عدم الايمان بقدر ذلك. فالذي يفعل المعصية وليس في قلبه كره المعصية نقول نقص من الايمان الذي في قلبك بقدر ما وقع من حبك لهذه المعصية فالذي يحب الخمر مثلا ولا يكرهها من قلبه نقول ايمانك المتعلق بقلبك الذي يتعلق بالحب والبغض نقص منه بقدر ما احببت هذه المعصية بقدر ما احببت هذه المعصية فاما اذا كنت تكرهها فان الامام متعلق القلب الذي هو كراهية لهذا المحرم يكون قد آآ وجد في القلب ويبقى على ذلك الفعل والعمل فهو فهو فهو ناقص الايمان من جهة فعله لكنه من جهة عمل القلب وهو كره المعصية لم ينقص ايما من جهة من جهة الكراهية لها اما اذا كان قلبه لا يكره المعصية ولا يكره هذا الفسوق فان ايمانه المتعلق بقلبه ناقص وقد يكون ايضا يبلغ به الحال الى الانتفاع من اصله ثم قال قد كان قد عدل الامام بقدر ذلك كما في الحديث الصحيح من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع بقلبه وذلك اضعف الايمان. وفي الحديث الاخر الذي في صحيح مسلم من جاهدهم بيده فهو مؤمن من جاهدهم بلسانه وهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان مثقال حبة من خردل. الحديث ان في الصحيح في صحيح مسلم والاول الخضري والتابعي بن مسعود رضي الله تعالى عنه وقد اعل الامام احمد الحديث الثامن من جهة متنه لا من جهة اسناده والصحيح انه لا نكارة لا في اسناده ولا في متنه فقوله ومن جاهدهم من جاهدهم بيده اي بتغيير المنكر باليد وباللسان تغيير المنكر باللسان وليس المعنى انه يخرج عليهم بسيفه وآآ بسيفه ينزع طاعته انما هو من باب الانكار ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك لمن حب مثقال حبة من خردل. يأخذ شيخ الاسلام من هذا الحديث ان الذي لا يقع في قلبه كرها المعصية ولا كره آآ الذنب الذي ينكره انه ليس وراء ذاك الايمان حبة خردل فيما يتعلق بهذا لان هناك من ان شيخ الاسلام يكفر من لا من لا ينكر من لا ينكر المنكر بقلبه. ويقول ان شيخ الاسلام مما اختاره ان الذي لا يمكن المنكر بقلبه فهو كافر وهذا القول ليس بصحيح وقد وقد وضح شيخ الاسلام في هذا المعنى مراده رحمه الله تعالى قال فعلم ان القلب اذا لم يكن فيه كراهة كراهة ما يكرهه الله لم يكن فيه من الايمان الذي يستحق به الثواب اذا لم يكن في قلبي كراهة ما يكرهه الله لم يكن فيه من الامام ما يستحق به الثواب. الكراهنة يعني اما اما ان يكون لا يكره شيئا مما يبغضه الله مطلقا لا يكره الكفر ولا يكره الفسوق ولا يكره العصيان فهذا قلب كافر بالله عز وجل ليس بمؤمن القسم الثاني ان ان ان يحب ان يكره الكفر والفسوق ويكره كل المعاصي. لكن هناك بعض المعاصي لا يكرهها. فهذا المعاصي التي لا يكرهها ليس في قلب من الايمان متعلق بكره هذه المعصية شيء بمعنى الان نعلم ان نقول الخمر الخمر مما نعتقد في قلوبنا انها محرمة ومما يترتب هل هذا التحريم اي شيء اننا نبغضها ونكرهها لان الله حرمها سبحانه وتعالى؟ من الناس من يعتقد تحريمه وانها محرمة لكن قد ينقص ايمانه في هذه الجزئية انه لا يكره الخمر ويحب الخمر. نقول في هذه الجزء من فم الايمان ليس ليس لك من الايمان شيء في هذه الجزئية خاصة. اي ليس هناك من ايمان شيء في هذه الجزئية الخاصة كما قال هنا وليس وراءه مثقال حبة من خردل لم يقع في قلبه كرها المعصية فانه يقول انتهت من الامام من قلبه بهذا الجزء. لكن لا ينتفل الايمان كله وانما ينتفي الايمان في هذي في هذه المسألة خاصة. قال هنا وقول من الايمان اي من هذا الايمان وهو الايمان المطلق. اي ليس وراءه الثلاث ما هو من الايمان المطلق ولا قدر حبة خردل. احنا قلنا الامام المطلق مطلق الايمان المال المطلق هو الاسم الاسم الذي يشمل الايمان كله. فالذي لا يقع في قلبه كره شيء ليس في قلب الايمان مثقال خردل. ان يمنعنا انه ايش مع انه كفر اما يقال معنى هذا اخر حدود الايمان ما بقي بعدها بالايمان شيء. ليس مراده ان من لم يفعل ذلك لم يبقى معه الايمان شيء. اذا عندنا مطلق الايمان والايمان المطلق. فيكون الذي لا يكره المعصية كيف يكون مع الحديث؟ ليس وراءك بالمحبة خردل. اي ليس رأى ذلك انكار عندنا انكار اليد من من الايمان. انكار اللسان من الايمان. انكار القلب من الايمان. هل هناك عمل من الايمان وراء هذه الثلاث نقول ليس هناك شيء وراءها الثلاث من الايمان. لا يقول الانسان انا يعني هل يستطيع آآ مجرد ان لا اكره بقلبي لكن افارق المكان قل ليس هذا من الايمان لان لا بد مع المفارقة اي شيء ان تكرهه فمعنى الحديث ليس وراءك لمحبة خردل اي مما يتعلق بالانكار في ثلاث درجات انكار اليد وانكار اللسان وانكار القلب. فليس وراء هذه الثلاث من الايمان ولا حبة خردل يؤجر عليه. انما بيدك فهذا تؤجر واما ان تنكب لسانك فهذا تؤجر واما ان تنكر بقلبك فهذا تؤجر عليه وليس وراء هذه الثلاث من الايمان حبة خردل يحمل حديث ايضا على ان من لم ينكر من لم يكره شيئا مما حرمه الله وقد حرم الله الكفر والفسوق والعصيان انه ولي ليس وراء هذا الايمان حبة خردل بمعنى انه ليس مؤمن لانه لابد للمؤمن ان يكره الكفر وان يكره الشرك وان يكره ما حرم الله عز وجل. فان كره جملة ما حرم الله احب شيئا منها نقص من ايماني بقدر ما احب من معصية الله عز وجل. خلاصة هذا المبحث انه اراد ان يبين ان اعمال القلوب تلزم ايضا ان اعمال القلوب مستلزمة لاعمال الظاهر وان اعمال القلوب منها ما يزيد ومنها ما ينقص ومنها ما ينتفي جملة ومنها ما ينتفي آآ تفصيلا فكما ذكر هنا ان ان مما ان كره المعاصي من الايمان وان حب الحسنات من الايمان وان من وان مما يلزم ان من مما يلزم من الايمان ان تحب الحسنات كلها واما الزم للايمان ايضا ان تكره السيئات كلها. فاذا احببت بعظ الحسنات وكرهت بعظها كان ذلك نقص في ايمان قلبك. واذا احببت واذا احببت بعظ المعاصي وكرهت بعضها كان ذاك ايضا نقص في ايماني في ايمان قلبك. اذا محبة القلوب وكره القلوب في من الايمان آآ يحب المؤمن الحسنات ويكره المعاصي وان خالف شيء من ذلك نقص من ايمانه بقدر ما خالف فيه مراد الله عز وجل والله اعلم