تجوز طلبا وسؤالا بشروطها مع عدم التفات القلب الى ذلك الذي يطلب وانما يكون التفات القلب لله عز وجل فالمعين هو الله والذي ييسر اعانة المخلوق هو الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى وفي هذا دليل على ان اول السورة خبر من الله تعالى بالثناء على نفسه الكريمة بيمين صفاته الحسنى وارشاده لعباده وارشاد وارشاد لعباده ان يثنوا عليه بذلك ولهذا لا تصح صلاة لا تصح صلاة من لم يقل ذلك وهو قادر عليه كما جاء في الصحيحين عن عبادة ابن الصامت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى وسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. فلسها لعبدي ولعبدي ما سأل اذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. قال الله حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي فاذا قال مالك يوم الدين قال الله مجدني عبدي واذا اياك نعبد واياك نستعين. قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. وعلى هذا لعبدي ولعبدي ما سأل قال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما اياك نعبد يعني اياك نوحد ونخاف ونرجوك يا ربنا لا غيرك واياك نستعين على طاعتك وعلى امورنا كلها وقان قتادة اياك نعبد واياك نستعين يأمركم ان تخلصوا له العبادة وان تستعينوه على وانما قدم اياك نعبد علا واياك نستعين لان العبادة له لان العبادة له هي المقصودة والاستعانة وسيلة اليها والاهتمام والحزم تقديم ما هو الاهم فالاهم والله اعلم وقد سمى الله رسوله صلى الله عليه وسلم بعبده في لعبده في اشرف مقاماته فقال الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب وانه لما قام عبد الله يدعوه. وقوله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا فسماه عبدا عند انزاله عليه وعند قيامه في الدعوة واسرائه به. وارشده الى القيام العبادة في اوقات يضيق صدره من تكذيب المخالفين حيث يقول وانا قد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين اهدنا الصراط المستقيم. لما تقدم الثناء على المسؤول تبارك وتعالى ناسب ان يعقب ان يعقب بالسؤال كما قال وهذا اكمل احوال السائل ان يمدح مسؤوله ثم يسأل حاجته وحاجة اخوانه المؤمنين بقوله اهدنا الصراط المستقيم لانه انجح للحاجة وانجح للاجابة ولهذا ارشد الله لانه الاكمل وقد يكون السؤال بالاخبار عن حال السائل واحتياجه كما قال موسى عليه السلام بالخير يا فقير. وقد يتقدمه مع ذلك وصف المسؤول كقول ذي النون. لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وقد يكون بمجرد الثناء على المسؤول كقول الشاعر ااذكر حاجتي ام قد كفاني حياؤك ان شيمتك الحياء اذا اثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء. الهداية ها هنا الارشاد والتوفيق. وقد وقد تعدى الهداية كما هنا اهدنا الصراط المستقيم فتضمن معنى الهمنا الهمنا او وفقنا او ارزقنا او اعطنا وهديناه اي بينا له الخير والشر وقد تعدى بي الى كقوله تعالى اجتباه وهداه الى صراط مستقيم لقوله تعالى فاهدوهم الى صراط الجحيم. وذلك بمعنى الارشاد والدلالة وكذلك قوله وانك لتهدي الى صراط مستقيم. وقد تعدى بالله منك قول يا اهل الجنة الحمد لله الذي هدانا لهذا اي وفقنا لهذا وجعلنا له اهلا واما الصراط المستقيم فقال الامام ابو جعفر ابن جرير اجمعت الامة من اهل التأويل جميعا على ان الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي له اعوجاج به وذلك بلغة جميع العرب فمن ذلك قول جرير بن عطية الخطفي امير المؤمنين على صراط اذا اعوج اذا اعوج الموارد مستقيم اذا اعوج الموارد مستقيم قال والشواهد على ذلك اكثر من ان تحصر. قال ثم تستعير العرق. ثم تستعير العرب الصراط فتستعمله في كل قول وعمل وصف باستقامة او اعوجاج فتصف المستقيم باستقامته والمعوج باعوجاجه والمراد به الاسلام روى الامام احمد في مسنده عن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط تراني فيهما ابواب مفتحة وعلى الابواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول يا ايها الناس ادخلوا الصراط جميعا لا تعوجوا وداعي يدعو من فوق الصراط فاذا اراد الانسان ان يفتح شيئا من تلك الابواب قال ويحك لا تفتح فانك فتحته تلج. فالصراط الاسلامي والصوران حدود الله والابواب المفتحة. محارم الله وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم فاذا قيل فكيف يسأل المؤمن الهداية في كل وقت من صلاة وغيرها وهو متصف بذلك فهل هذا من باب تحصيل الحاصل ام لا فالجواب ان لا فالجواب الا ولولا احتياجه ليلا ونهارا الى سؤال الهداية لما ارشده الله تعالى الى ذلك. فان العبد مفتقر في كل وحالة الى الله تعالى في تثبيته على الهداية ورسوخه فيها وتبصره وازدياده منها واستمراره عليها. فان العبد لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله فارشده تعالى الى ان يسأله في كل وقت ايمده بالعون والثبات والتوفيق فالسعيد من وفقه الله تعالى لسؤاله فانه قد تكفل باجابة الداعي اذا دعاه ولا سيما المضطر المحتاج المفتقر اليه اناء الليل واطراف النهار. وقد قال تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل الاية فقد امر الذين امنوا بالايمان وليس ذلك من باب تحصيل الحاصل لان المراد الثبات والاستمرار والمداومة على الاعمال المعينة المعينة على ذلك والله اعلم وقال تعالى امرا لعباده المؤمنين ان يقولوا ربنا لا تزق قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. فمعنى قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم استمر بنا عليه ولا تعدل بنا الى غيره. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. وقد تقدم الحديث فيما اذا قال العبد اهدنا الصراط المستقيم الى اخره ان الله يقول هذا لعبدي ولعبدي ما سأل قوله تعالى صراط الذي انعمت عليهم مفسر للصراط المستقيم وهو بدل منه عند ويجوز ان يكون عطف بيان والله اعلم. والذين انعم الله عليهم وهم يذكرون في سورة النساء حيث قال تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا. ذلك الفضل وان يقصر العبد قلبه على ربه فيما يطلبه وفيما يحتاجه ويستعين بالله عز وجل. ففي قوله اياك نستعين اي لا نطلب العون ولا الاعانة الا منك. وطلب العون والاستعاذة من المخلوق من الله وكفى بالله عليما. وقوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين. المعنى اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم ممن تقدم وصفهم ونعتهم ونعتهم وهم اهل الهداية والاستقامة والطاعة لله ورسله وامتثال اوامره وترك نواهيه وزواجره غير الصراط المغضوب عليهم وهم الذين فسدت قادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه. ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة. لا يهتدون الى الحق. واكد كلام بلا ليدل على ان واكد الكلام بلا ليدل على ان ثم مسلكين فاسدين وهما طريقة اليهود والنصارى ليجتنب كل واحد منهم ليجتنب كل واحد منهما فان طريقة اهل الايمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به. واليهود فقدوا العمل والنصر صار فقدوا العلم ولهذا كان الغضب لليهود والضلال للنصارى. لان من علم وترك استحق الغضب. بخلاف من لم يعلم والنصارى لما كانوا قاصدين شيئا لكنهم لا يهتدون الى طريقه. لانهم لم يأتوا الامر من بابه وهو اتباع الحق ضلوا وكل وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه. لكن اخص اوصاف اليهود الغضب كما قال تعالى عنهم من لعنه الله وغضب عليه. واخص اوصاف نصارى الضلال كما قال تعالى عن ظلوا من قبل واضلوا كثيرا واضلوا سواء السبيل. وبهذا جاءت الاحاديث والاثار وذلك واضح بين. روى الامام احمد عن علي ابن حاتم قال فجاءت خير رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذوا فاخذوا اين؟ عمتي. فاخذوا عمتي وناسة. فلما اتوا بهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوا له فقالت يا رسول الله نأى الوافد وانقطع الولد وانا عجوز كبيرة ما بي من خدمة فمن علي من والله فمن علي من الله عليك. قال من وافدك؟ قالت عدي بن حاتم. قال الذي فر من الله ورسوله. قالت فمن فمن علي فلما رجع ورجع فلما رجع ورجل الى جنبه ترى انه علي ترى انه رجل جنبه نعم فلما رجع ورجل الى جنبه ترى انه علي قال سله سليه حملان فسألته فامر لها قال فاتتني فقالت لقد فعل فعله ما كان ابوك يفعلها فانه قد اتاه فلانا فاصاب منه واتاه فلان فاصاب منه فاتيته فاذا بشهادة ابنة هدي ابنتي حاتم الطائي ان الرسول اكرمك. ولو كان ابوك ما فعله. ابوها من هو؟ اكرم العرب حاتم الطائي. ولو كان ابوك حي ما فعله فاتيتوه فاذا عنده امرأة وصبيان وذكر قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم قال فعرفت انه ليس بملك ولا قيصر. فقال يا عدي ما افرك ان يقال لا اله الا الله. فهل من اله الا الله؟ ما افرك ان يقال الله الله اكبر فهل شيء اكبر من الله عز وجل؟ قال فاسلمت فرأيت وجهه استبشر فاسلمت قال فاسلمت فرأيت وجهه استبشر وقال ان المغضوب عليهم اليهود وان الضالين النصارى وذكر الحديث ورواه الترمذي قال حسن غريب وفي السيرة عن زيد بن عمرو بن ابن نفيل انه لما خرج هو وجماعة من اصحابه الى الشام يطلبون الدين الحنيف قالت لهم اليهود انك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله فقال انا من فقال انا من غضب فقال انا من غضب الله افر وقالت له النصارى انك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من سخط الله. فقال لا استطيع فاستمر على فطرته وجانب عبادة الاوثان ودين المشركين. ولم يدخل مع احد من اليهود ولا النصارى واما اصحابه فتنصروا ودخلوا في دينهم النصرانية لانهم وجدوا اقرب من دين اليهودي اذ ذاك. وكان منهم ورقة ابن نوفل حتى هداه الله بنبيه لما بعده. امن بما وجد من الوحي رضي الله عنه اصل الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. ذكر رحمه الله تعالى ما يتعلق بتفسير سورة الفاتحة وما بقي من تفسيرها. وهو قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وذكر ان هذه الاية هي التي قصد بها النبي صلى الله عليه وسلم قوله فيما يرويه عن ربي سبحانه وتعالى هذه بيني وبين عبدي فلله العبودية وللعبد من ربه تفضلا الاعانة. فالله هو الذي يعبد وهو الذي يعين فالعبد عندما يقول اياك نعبد اي لا اعبد الا انت يا ربي وفيه دليل على ان المعبود هو الله وان الاله وحده هو الله. وهذه الاية بمعنى لا اله الا الله. فتقديم العامل على المعمول يفيد الحصر والقصر ويفيد انه لا معبود غير الله عز وجل. واياك نستعين فيها ايضا تجريد القلب وتخليصه من شوائب النظر الى غير الله عز وجل والالتفات الى غير الله عز وجل لكن لو طلب العون من مخلوق فيما يقدر عليه ذلك المخلوق وسأله الاعانة ولفت قلبه الى ربه ان الله سيجري اعانته على يد هذا العبد فهذا جائز واما ان يطلب العبد اعانة فيما لا يقدر عليه الا الله فهذا من الشرك الاكبر والكمال الكمال الا يسأل الا الله كما جاء عن ابن عباس اذا سألت فاسأل الله فلا تطلب الاعانة ولا يطلب العون الا من الله اياك نعبد واياك نستعين كما حققت التوحيد في عبوديته فكذلك حقق التوحيد في طلب الاعانة منه. وهذا هو الكمال قال اهدنا الصراط المستقيم الهداية لا تطلب الا من الله عز وجل. والهداية الهداية انواع هناك هداية خاصة بربنا سبحانه وتعالى لا يملكها الا الله. وهناك هداية يملكها الله الله عز وجل من شاء من خلقه وقد قسم اهل العلم الهداية لاقسام هداية هداية العامة هداية العامة وهي التي اعطى الله عز وجل فيها كل مخلوق ما يصلحه ما يكون فيه صلاحه الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. فاعطى كل مخلوق ما يصلحه. وهذه تسمى الهداية العامة. وهذه الهداية لا يملكها الا الله سبحانه وتعالى الذي يهدي الخلائق كلها ويعطيهم ما يصلحهم وما يوافقهم وما يبقي حياتهم هو الله عز وجل وهناك هداية خاصة وهي هداية التوفيق والإلهام وهذه ايضا لا تطلب الا الله ومن طلع من غير الله فقد كفر واشرك بالله. ولا يملك هذه الهداية الا ربنا سبحانه وتعالى هداية التوفيق والالهام. الهداية الدلالة والارشاد. وهذه الهداية ملكها الله رسله وانبيائه والصالحين والدعاة فهم يدعون الناس الى الخير ويهدونهم الى الصراط المستقيم. كما قال تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم. فاثبت ربنا لرسوله ان انه يهدي الى صراط مستقيم وهو سبب في هذه الهداية. وهي هداية الدلالة والايضاح والتبيين. الهداية الرابعة علقوا بالاخرة وليست هي دنيوية وانما الهداية الى الجنات. وهذه ايضا يملكها ربنا سبحانه وتعالى. وفي قوله اهدنا الصراط المستقيم سؤال يتكرر العبد في كل صلاة بل في كل ركعة يقرأ فيها الفاتحة يسأل الله الهداية. وقد وقع خلاف بين اهل العلم ذكره ابن كثير. هل المطلوب هنا من باب التأكيد من باب الثبات والاستقرار والاستقرار او هو بمعنى اخر فذهب بعض اهل العلم الى ان سؤال الهداية هنا هو سؤال ثبات. اهدنا ثبتنا فهو يسأل الله الثبات دائما ويكرره دائما للحاجة الى الثبات. وذهب الجمهور الى ان الهداية هنا تتعلق بكل ما يحتاجه العبد. وهي ثبات وزيادة فعندما تقول اهدنا الصراط المستقيم تتضمن هذه الدعوة وهذا الدعاء الثبات وتتضمن ايضا التوفيق لكل خير اهدنا الصراط المستقيم اي اهدنا لكل لكل اعتقاد او لكل قول او لكل عمل يهدي الى الجنات ويهدي الى رضاك يا ربنا. عندما تقول اهدنا الصراط المستقيم فانك تسأله صلاح قلبك. وصلاح منطقك وصلاح ها اعمالك فهذا الدعاء الجامع النافع يشمل كل خير في الدنيا والاخرة فتقول اهدنا الصراط المستقيم فانت تسأله كل خير. والعبد لا ينفك او لا تنفك حاجته عن ربه بعدد بانفاسه بل حاجته اشد واشد واكثر من تكرار النفس في الصدر. فهو لا ينفك عن قول يقوله وعن عمل يعمله وعن اعتقاد وفكرة وخاطرة تخطو باله وتدور في ذهنه فهو في هذا كله محتاج الى الصراط الى ان يهدي الصراط المستقيم. ثم بين هذا الصراط الذي يسأله الصراط ذكر ان فيه خلاف المفسرين منهم من يفسره بالقرآن ومن ما يفسره بالاسلام ومنهم من يفسره بمحمد صلى الله عليه وسلم والصحيح ان الصراط هو وكل طريق يوصل الى الله. فكل طريق يوصل يسمى صراط. ووصف وصف بالاستقامة. لان من لوازم من لوازم الصراط ان يكون مستقيما من لوازمه ان يكون واسعا ومن لوازمه ان يكون مسلوكا يعني هناك لابد ان يكون الصراط مسلوك سلكه الناس وجرى فيه اناس ومشى فيه اناس لا يلزم ان يكون في حال السلوك احد لكن يلزم ان يكون قبلك احد وان يكون بعدك ايضا احد. ولا يلزم ان يكون معك احد في حال السلوك لانه قد يكون في مكان وزمان لا يسلك الصراط الا انت لكن اعلم وثق ان هناك من من سلك الصراط قبلك وسيسلكه ايضا بعدك. فالصيام تميز بانه وانه واسع وانه اقرب طريق الى المقصود فان فسرناه بالقرآن صح وان فسرناه بالاسلام صح وان فسرناه بالرسول صلى الله عليه وسلم صح فتباينت الاسماء واتفقت المعاني والمقصود فهو من الاختلاف من اختلاف التنوع لا من اختلاف التضاد فالقرآن فالقرآن والاسلام وسلم كله يوصلون الى الله. الذين انعمت عليهم وهذا فيه فيه دلالة على ان الهداية توفيق وانها نعمة وانها منة من الله عز وجل. وان العبد لا يأتيها او لا او لا يتأتاها بقوته ولا بنسبه ولا بحسبه وانما ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فقال الذين انعمت عليهم فاصبح هذه نعمة وهي اعظم نعمة يتقلب فيها العبد اعظم من نعمة الولد واعظم من نعمة المال واعظم النعمة نعمة الهداية وعندما تتخيل وتنظر في هؤلاء الذين انعم الله عليهم عرفت انك ممن اكرمك الله عز وجل لان هذه الهداية انعم الله بها على على اكرم خلقه. وافضل خلقه كما قال تعالى ومن يطع الله الرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين. والصديقين والشهداء والصالحين. ثم كاهم بقوله وحسن اولئك رفيقا. فهذا يدل على عظيم الملة. وعظيم النعمة من الله عز وجل على من هدي الى هذا الصراط المستقيم. ثم ثم اكد هذه النعمة وبين وضحها عندما بين لك الذين انعم عليهم عقب ايضا بانك ان ان وفقت لهذه النعمة فقد وفقت ايضا بمجانبة الطريق المغضوب عليهم الضالين فالعبد اما ان يكون منعم واما ان يكون معذب اما ان يكون مكرم واما ان يكون مهان. اما ان يكون موفق واما ان يكون مخذول المحروم فهذا الصراط المستقيم الذي امتن الله بك امتن الله به عليك هو صراط الذي انعم الله عليه به النبي والصديقين وهو ايضا صراط يجاري ويفارق فيه المغضوب عليهم الذي احل عليهم غضب الله والضالين اذا هم ظلوا وسلكوا مسلك الظال وهم النصارى كما فسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال المغضوب عليهم المغضوب عليهم هم والمغضوب عليهم اليهود والظالون هم النصارى. فاليهود عملوا ضلوا على علم والنصارى ظلوا على جهل ولا يعذرون بجهلهم. لا يعذرون بجهلهم لانهم تعبدوا لله بعبادات كفرية باطلة. استوجبوا ولعنة الله واستوجبوا عقابه وعذابه واليهود كفرهم اشد من كفر النصارى. اليهود كفرهم اشد من كفر. ان صال عظيم عداوة للانبياء والمرسلين. النصارى انما غلوا في عيسى عليه السلام واما اليهود فلعنهم الله تتابعت اه تتابع كفرهم وظلالهم من الانبياء من لدن موس السلام الى عيسى عليه السلام وهم يكفرون من نبي الى نبي كفروا بسليمان وكفروا بداوود وكفروا بانبياء كثر وسبوهم ولعنوهم ووصفوهم بالضلال الكفر بل اعظم من ذلك انهم وصفوا الله بالفقر وصفوا الله عز وجل بالظعف وصفوا الله باوصاف قبيحة لعنهم الله. والنصارى ايضا وصفوا الله باقبح الصفات. حيث جعلوه خالدا وجعله ولدا وجعلوه نسأل الله السلامة ممن جامع وحل في عكر بطن مريم هذا من اعظم الكفر والضلال ومن اعظم السب لعنهم الله جميعا. اذا هذا هو طريق المغضوب عليهم وهذا طريق الظالمين. واكد بقول ولا الضالين ان هناك طريقان طريق مغضوب عليه وطريق ضل اهله وهؤلاء والنصارى هم ايضا لنا فيهم شبه من ظل من علمائنا فيه شبه من اليهود من ظل من عبادنا في شبه من النصارى. فالعباد الصوفية جهلة المتصوفة من حلولية واتحادية و عباد القبور والاضرحة فيهم شبه من النصارى لانهم يريدون اي شيء يريدون ان يتقرب الى الله بهذا الكفر والعلماء الذين اذا عرفوا الحق وتركوه هوى ودنيا فيهم شبه من اليهود كالحمار يحمل اسفارا نسأل الله العافية والسلامة. هذا ما يتعلق بهذه الايات والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله على سيدنا محمد