عدها ثلاث ايات التحدي بالمجيء بثلاث ايات مما جاء به محمد فلما عجز الخلق عنان يأتوا بمثل ذلك دل ذلك على انه من عند الله عز وجل وانه ليس من كلام البشر ثم عاد لتقرير النبوة وانه رسول الله صلى الله عليه وسلم مستدلا على ذلك بما جاء به صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقوله فان قيل كيف قال وان كنتم في ريب ولو كان بعضهم هم لبعض ظهيرا فالاية دالة على ان ذلك عجز منهم وعدم قدرة وليس انهم يصرفون وعلى كل حال المعنى الثاني اضعف من الاول وذلك انهم لم يستطيعوا ان يأتوه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن جزيم رحمه الله تعالى في كتابه التسهيل لعلوم التنزيل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله. وادعوا شهدائكم من دون الله ان كنتم صادقين. فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين. وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري ومن تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون قال رحمه الله في قوله وان كنتم في ريب الاية اثبات لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم باقامة الدليل على ان القرآن الذي جاء به من عند الله فلما قدم اثبات الالوهية فلما قدم اثبات الالهية اعقبها باثبات النبوة فان قيل كيف قال وان كنتم في ريب ومعلوم انهم كانوا في ريب وفي تكذيب الجواب انه ذكر حرفين اشارة الى ان الريب بعيد عند العقلاء في مثل هذا الامر الساطع البرهان فلذلك وضع حرف التوقع حرف التوقع والاحتمال في الامر الواقع. لبعد وقوع الريب وقبحه عند العقلاء. كما قال تعالى لا ريب. طيب. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول الله تعالى في خطابه للناس وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فالمخاطب بهذا هم من ناداهم الله تعالى في قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم قرر حقه في الالهية والربوبية بين ما له من عظيم الالاء والصنع والاحسان لعباده ونهاهم عن الشرك به جل في علاه في قوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون الناس بعد هذا على قسمين من صدق وامن واقر بالالهية ومنهم من كذب وابى فقوله تعالى وان كنتم في ريب اما في حق من شكوا بعد هذا البيان الالهي لحقه في الربوبية والالهية ولبديع صنعه واما ان يكون لكل من لكل من يمكن ان يتطرق في الى نفس ويمكن ان يكون لكل من اه يمكن ان يتطرق الى قلبه شيء من الشك وان كنتم في ريب اي في شك مما نزلنا على عبدنا يقول الاية اثبات لنبوة محمد اي تقرير لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم اقامة الدليل على نبوة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم والحجة في ذلك هو ما جاء به من الهدى والنور والكتاب المبين. ولهذا قال وان كنت في ريب مما نزلنا على عبدنا وهو القرآن كنت في شك من صدقه وصحته وصحة ما تضمنه ودعا اليه فاتوا بكتابه فاتوا بسورة من مثله الاية استدلال على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم بصحة وعجز الخلق عن المجيء بمثل ما جاء به الدلال على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم بعجز الخلق عن المجيء بمثل ما جاء به يقول المصنف رحمه الله الاية اثبات لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم باقامة الدليل على ان القرآن الذي جاء به من عند الله فلما قدم اثبات الالهية هذا ذكر المناسب بين هذه الاية وبين ما قبلها لما قدم ذكرى الالهية وذلك في الايات السابقات اعقب ذلك بذكر النبوة. وذلك ان الاسلام يقر في قلب الانسان بشهادتين. شهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله. قرر الالهية بادلتها مع آآ انهم كانوا في ريب الجواب ما تقدم قبل قليل ان الخطاب اذا كان عاما للناس فهو خطاب لكل من يمكن ان يتطرق الى قلبه ريب ولو لم يتطرق فهو من باب الدفع لا من باب الرفع في حق من لم يدب الريب الى قلبه. واما من تطرق الريب والشك الى قلبه فهو من باب الرفع لا من باب الدفع وعلى هذا لا يرد على الاية هذا الاستفهام لان الخطاب لعموم الناس من كان في ريب ومن لم يكن في ريب ممن يمكن ان يتطرق الى قلبه الريب واما ان كان الخطاب لمن كذب النبي صلى الله عليه وسلم فهنا يرد الاستفهام الذي ذكر فيقال كيف؟ قال وان كنتم في ريب ومعلوم انهم كانوا في ريب وفي تكذيب الجواب ما ذكره انه ذكر حرفا ان اشارة الى ان الريب بعيد عن عند العقلاء في مثل هذا الامر الساطع البرهان قوة دلالة القرآن على صدقه ولقوة التحدي الذي جاء في الاية حيث ان الاية تحدت بالمجيء ب مثل ما بمثل ما جاء به صلى الله عليه وسلم وان كنتم في ريب وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله سورة مفرد مما جاء به وهو واقل ذلك ثلاث ايات وهو وهو عد اقل السور ايات اقل السور اية يقول رحمه الله على عبدنا قوله على عبدنا هو النبي صلى الله عليه وسلم. والعبودية على وجهين عامة وهي التي بمعنى الملك. وخاصة وهي التي يراد بها التشريف والتخصيص. وهي من اشرف اوصاف العباد. ولله در القائل لا تدعني الا بيا عبده فانه اشرف اسمائي تقسيم العبودية الى قسمين عامة وخاصة دل عليه القرآن لكن في تفسير العامة بانها الملك قصور بل هي الملك التصريف والتدبير والخلق والرزق فالعبودية هنا شاملة كل معاني الربوبية من الخلق والملك والرزق والتدبير وليس فقط الملك واما الخاصة فهو كما ذكر هي تشريف لمن اضافه الله تعالى اليك قوله كقوله في هذه الاية وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا قوله سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ونحو ذلك. فهذه تشريف وتكريم و اه بيان اختصاص. نعم قوله فاتوا بسورة امر يراد به التعجيز من مثله الضمير عائد على ما نزلنا وهو القرآن. ومن لبيان الجنس وقيل يعود على النبي صلى الله عليه وسلم فمن على هذا الابتداء الغاية ومعناه من بشر مثله والاول ارجح لتعينه في يونس وهود طيب يقول رحمه الله من مثله الظمير عائد على ما انزلنا اي من مثل ما انزلنا من مثل الذي انزلنا وهو القرآن ومن لبيان الجنس وليست للتبعيظ فاتوا بسورة من جنسه من جنس القرآن وقيل يعود على النبي صلى الله عليه وسلم اي من مثل محمد الظمير ضمير في قوله مثله اما ان يعود الى ماء نزل او الى من جاء به عبدنا فقوله وقيل يعود على النبي فمن على هذا الابتداء الغاية اي مبتدأ منه ومعناه من بشر مثله يعني خلو بشر يأتي به والذي يظهر هو الاول كما قال والاول ارجح ان التحدي ليس في ان يأتي من بشر بل في ان في ان يؤتى بمثله. لان الله تعالى تحدى الانس والجن في ان يأتوا بمثله كما قال تعالى في سورة الاسراء قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا فالاول هو الارجح قال لتعيينه في يونس وهود لتعيينه في قوله تعالى ام يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله مثله ما قال من مثله. فجاءت فجاءت في في يونس آآ آآ مبينة وكذلك في هود قال تعالى قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات ام يقول فاتوا بعشر سور مثله مفتريات نعم قوله ومعنى مثله في اي في فصاحته وفيما تضمن من العلوم والحكم العجيبة والبراهين الواضحة شهداءكم الهتكم او اعوانكم او من يشهد لكم من دون الله اي كله مما فسر به شهدائكم ثم ادعوا شهداءكم الذين يشهدون لكم او الذين تستعينون بهم او الذين تدعونهم من دون الله نعم قوله من دون الله اي غير الله يعني سوى الله وقيل هو من الدنيء الحقير فهو مقلوب اللفظ يعني مأخوذ من الدنو من هو ادنى من الله نعم ولن تفعلوا اعتراض بين الشرط وجوابه فيه مبالغة وبلاغة وهو اخبار ظهر مصداقه في الوجود اذ لم يقدر احد ان يأتي بمثل القرآن مع فصاحة العرب في زمان نزوله وتصرفهم في الكلام وحرصهم على التكذيب وفي الاخبار بذلك معجزة اخرى وقد اختلف في عجز الخلق عنه على قولين احدهما انه ليس في قدرتهم الاتيان بمثله وهو الصحيح والساني انه كان في قدرتهم وصرفوا عنه والاعجاز حاصل على الوجهين وقد بينا سائر وجوه اعجازه في المقدمات. طيب قوله ولن تفعلوا في قوله تعالى فان لم تفعلوا فان لم تفعلوا ولن تفعلوا قال ولن تفعلوا اعتراض بين الشرط وجوابه. الشرط قوله فان لم تفعلوا وجوابه فاتقوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة وقوله ولن تفعلوا اعتراض لافادة ان هذا متعذر عليهم فيما مضى بقوله فان لم تفعلوا ومتعذر عليهم فيما يستقبلون فلن يتمكنوا من ذلك فيما يستقبلون من الزمان. فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها اسوء الحجارة وقوله اه رحمه الله وقد اختلف في عجز الخلق عنه على قولين عجز الخلق عن المجيء بمثله هل هو انه ليس في قدرتهم الاتيان بمثله هذا الوجه الاول يعني لن يستطيعوا ان يأتوا بمثله ام انهم صرفوا عن القدرة على المجيء بمثله ايهما ابلغ الاول ابلغ وان كان في الثاني اعجاز اعجاز لكن الاول ابلغ ويدل على الاول قوله تعالى قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله مع قدرتهم على البيان والفصاحة وقد حاول بعضهم ان يأتي بمثله فجاء بما لا يمكن ان يكون نظيرا له او قريبا منه بل جاء بما هو ظحكة ويستقبح من من قوله ويستحيا من سماعه فضلا عن التكلم به فكل من حاول المجيء بشيء من بشيء مثل القرآن جاء بما دل على قصوره ونقص عقله وظعفه نعم قوله فاتقوا النار اي فامنوا لتنجوا من النار وعبر بالملازم عن ملازمه لان ذكر النار ابلغ في التفخيم. طيب وجه الاعجاز في القرآن الاعجاز في القرآن ليس فقط في لفظه في لفظه وبلاغته ووضوح معانيه وما تضمنه من اخبار عن الله وعن الغيب المستقبلي وعن الغيب الماظي وعن شرائع والاحكام فاعجاز القرآن لا يقتصر على وجه من الاوجه بل اعجازه من كل وجه لفظا ومعنى وبلاغة ومضمونا ودلالة وهذا آآ في بعضه وفي مجموعه ولذلك كان التحدي قد كان بالقرآن كله ثم بعشر سور مثله ثم انتهى التحدي الى ان يأتوا بسورة من مثله وهذان عظيم اه ما فيه من الاعجاز الذي يعجز الخلق لو اجتمعوا على ان يأتوا بمثله ولو كان هذا يعني لو لم يكن الا هذا دليلا على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم لكان كافيا. وهو دليل للمتكلم بالعربية ودليل المتكلم بغير العربية اما المتكلم في العربية فهو ينظر في كلام المتكلمين لا يجد من جاء بمثل القرآن او بمثل سورة منه واما من لا من لا يتكلم بالعربية فهو يعرف ان اصحاب اللسان عجزوا فهو عنه اعجز فاذا كان اصحاب اللسان والبيان عجزوا عن ان يأتوا بمثلها او آآ سورة من مثله فغيرهم من باب اولى. نعم فاتقوا النار قوله فاتقوا النار اي فامنوا لتنجوا من النار. وعبر بالملازم عن ملازمه لان ذكر النار ابلغ في التفخيم والتهويل والتخويف وقودها حطبها والحجارة قال ابن مسعود هي يعني هو قال فسر فاتقوا النار اي فامنوا وهذا من تفسير الشيب بلازمه لان مقتضيات اتقاء من لوازم اتقاء النار ان يؤمن بها وان يعمل على اجتنابها نعم وقوله وقودها وقودها حطبها والحجارة قال ابن مسعود هي هي هي حجارة الكبريت لسرعة اتقادها وشدة حرها وقبح رائحتها وقيل الحجارة المعبودة وقيل الحجارة على الاطلاق اعدت دليل على انها قد خلقت وهو مذهب الجماعة واهل السنة خلافا الحجارة والناس في وقود النار في مواضع عديدة منها قوله تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون نعم وتقديم الناس في الذكر بيان عظيم التعذيب بها لانه اذا كانوا وقودها اذا كان اذا كان الناس وقودها فمعنى هذا انهم يعذبون بها عذابا يصليهم نعوذ بالله منه. اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار نعم وقوله اعدت دليل على انها قد خلقت وهو مذهب الجماعة واهل السنة خلافا لمن قال انها تخلق يوم القيامة وكذلك الجنة لان الاعداد يقتضي الفراغ من خلقها وهذا ما عليه عامة اهل السنة والجماعة دل على ذلك الكتاب والسنة واجمعوا عليه توافر الادلة على هذا وهو في الجنة والنار سواء ولذلك قال وكذلك الجنة فكلاهما مخلوقتان نعم قوله وبشر يحتمل ان يكون خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم. او خطابا لكل احد. ورجح الزمخشري هذا لانه افخم قوله الذين امنوا وعملوا الصالحات افخم يعني ايه؟ في ان المبشر بهذا كل احد وليس فقط النبي صلى الله عليه وسلم يبشر بهذه البشارة لعظم ما فيها من فرح وحضور وسرور نعم قوله الذين امنوا وعملوا الصالحات دليل على ان الايمان خلاف العمل. لعطفه عليه خلافا لمن قال الايمان اعتقاد وقول وعمل الصواب ان هذه الاية آآ لا تنافي قول اهل السنة والجماعة في تعريف الامام بانه قول وعمل او انه اعتقاد وقول وعمل او انه نية قول وعمل واتباع سنة فليس ثمة خلاف لان الايمان والعمل آآ اذا عطف عليه فاما ان يكون من باب عطف الخاص على العام واما ان يقول واما ان يقال ان العمل غير الايمان لكن هذا لا يدل على ان الايمان لا يدخل فيه مسمى العمل اذ اذ العمل من لوازم الايمان. وانما يقال ان الايمان والعمل من الالفاظ التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت كالاسلام والايمان وكالفقر وكالفقير والمسكين فلا يكون في العطف على الوجهين سواء قيل ان العطف هنا من باب عطف خاص على العام او قيل ان العمل غير الايمان في مثل هذا السياق وان العطف يقتضي المغايرة فقيل هذا او قيل هذا فانه ليس مشكلا على تعريف الايمان بانه قول وعمل فان هذا ما جرى عليه اهل السنة والجماعة وآآ يكون آآ الايمان بالقلب ويكون الايمان بالعمل نعم وفيه دليل قال وفيه دليل على ان السعادة بالايمان مع الاعمال خلافا للمرجئة المقصود بالمرجئة هنا المرجئة الغلاة وهم الجهمية الذين يقولون يكفي في الايمان القول فقط او العلم دون العمل فلا يدخلون العمل في مسمى الايمان ولا يرون ان الايمان يشمل العمل بالكلية يعني يكون اه قول خلافة للمرجئ المقصود به المرجئة الغلاة الذين يقولون الايمان مجرد المعرفة واما مرجئة الفقهاء فانهم يقولون السعادة بالامرين بالعلم والايمان وبالعمل نعم قال رحمه الله وبشر المؤمنين الذين نعم قال رحمه الله في قوله تجري من تحتها الانهار اي تحت اشجارها وتحت مبانيها وهي انهار الماء واللبن والخمر والعسل وهكذا تفسيره حيث وقع وروي ان انهار الجنة تجري في غير اخدود. الله اكبر يعني دون شق بخلاف انهار الدنيا وهذا شيء الله اعلم اعلم بصفته نسأل الله من فضله الله يجعلنا من اهل الجنة نعم منها من ثمرة من من الاولى للغاية. من هنا لبيان الابتداء الغاية اي تبتدأ منها من الجنة فمن الاولى للغاية يعني ابتداء الغاية نعم او للتبعيض يعني بعض من بعضها او لبيان الجنس فكلها واردة على من الاولى في قوله تعالى وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها اي من الجنة هذا اه ابتداء من الجنة او لبيان الجنس اي من الجنة او بعض الجنة. نعم واما من الثانية منها من ثمرة ثانيها من ثمرة يقول فيها قال ومن السانية لبيان الجن. ما ذكر فيها الا وجه واحد. نعم لانها لبيان الجنس نعم قوله رزقنا من قبل اي في الدنيا بدليل قولهم قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشفقين. اي في الدنيا فان في الجنة اجناس ثمر الدنيا وان كانت خيرا منها في المطعم والمنظر ويحتمل من قبل ارزاق الجنة اين الجنة يتتابع رزقها فلا يلزم ان تكون هي التي ذكرها تعالى في قوله قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشفقين. فقبل هنا غير قبل في اه التي في سورة الطور نعم واتوا به متشابها اي واتوا واتوا به متشابها اي يشبه ثمر الدنيا في جنسه وقيل يشبه بعضه بعضا في المنظر ويختلفه المطعم والضمير المجرور يعود على المرزوق الذي يدل عليه المعنى به يعني الرزق الذي يسوقه الله تعالى اليه ووقيل متشابها اي يشبه بعضه بعضا في الطيب والحسن واللون والبهاء والذوق وكل هذا آآ محتمل يعني وهذا هو الاقرب الحقيقة الاخير هو الاقرب واتوا به متشابهة اي ان ارزاق الجنة لا يفظل وبعضها على بعض بل كلما رزقوا شيئا وجدوه في الطيب نظير ما تقدم فليس شيء اطيب من شيء نعم قوله مطهرة اي من الحيض قولي ولهم فيها ازواج مطهرة اي من الحيض واقدار النساء ومن سائر الاقذار التي لا تختص بالنساء كالبول وغيره ويحتمل ان يريد طهارة الطباع وطيب الاخلاق والمعنيان كلاهما صحيح فهي طهارة عين وطهارة معنى ظهرت معنا بطيب الاخلاق والطباع طهارة عين بالسلامة مما يعتري آآ النساء في الدنيا من النقص نعم. قوله لا طيب وهم فيها خالدون بعد ان ذكر البشارة بما ذكر من النعائم والفظائل التي يتفضل بها عليهم على الذين امنوا وعملوا الصالحات بشرهم بان ذلك العطاء وذلك الفظل ليس مقطوعا ولا زائلا بل هو دائم مستمر وهم فيها يعني في الجنة الله يجعلنا واياكم من اهلها خالدون لهم الاقامة الدائمة لا يحولون ولا يزولون نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد