بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين وجميع المسلمين مين؟ امين يا رب. قال المؤلف رحمه الله تعالى قوله تعالى وانزلنا عليكم المن والسلوى. كلوا من طيبات ما رزقناكم هذه الاية الكريمة تدل على ان الله اكرم بني اسرائيل بنوعين من انواع الطعام وهما المن والسلوى وقد جاء في اية اخرى ما يدل على انهم لم يكن عندهم الا طعام واحد. وهي قوله تعالى واذ قلتم يا موسى ان نصبر على طعام واحد ياك الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول الله جل في علاه ب هذه الاية وانزلنا عليكم الخطاب لبني اسرائيل المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم الاية الاخرى التي توهم التعارض مع هذا قوله واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادعو لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وخثائها وفومها وعدسها وبصرها. قال اتستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير فتلك الاية فيها الخبر عن انه طعام واحد وهنا ذكر الله تعالى صنفين فما الجمع بينهما؟ ذكر الجمع من وجهين او من ثلاثة اوجه نعم. وللجمع بينهما اوجه الاول ان المن وهو الترنجبين على قول الاكثرين. من جنس الشراب والطعام الواحد هو السلوى وهو على قول الاكثرين السمان او طائر يشبهه الوجه الثاني ان المجعول على المائدة الواحدة تسميه العرب طعاما واحدا. وان اختلفت انواعه. ومنه قوله اكلنا طعام فلان وان كان انواعا مختلفة والذي يظهر ان هذا الوجه اصح من الاول لان تفسير المن بخصوص الترنجبين يرده الحديث المتفق المتفق عليه الكمأة المتفق عليه الكمأة من المن الحديث الثالث انهم سموه طعاما واحدا لانه لا يتغير ولا يتبدل كل يوم فهو مأكل واحد وهو طاهر طيب هذه الاوجه الثلاث التي ذكرها المصنف رحمه الله في الجمع الاول ان المن اولا المن والسلوى نوعان من مما رزقه الله تعالى بني اسرائيل المن قيل شراب وقيل عسل وقيل بل هو شيء يدركونه من الطعام شرابا كان او اكلا من غير عناء ولا تعب ومنه ما جاء في الصحيحين من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الكمأة من المن وماؤها شفاء العين والكمأها الفقع وسمي من المال او وصف انه من المن يعني انه ليس كل المن انما هو من المن لكونه يحصل ويدرك من غير عناء ولا تعب فلا يقوم عليه احد بزراعة ولا يقوم عليه احد بسقي بل ينتج بلا واسطة من بني ادم وهذا اسم لكل نبات لا واسطة فيه من بني ادم او لا دخل فيه لبني ادم نبت من نفسه يسمى منا السلوى طائر قالوا هو السماني او يشبهه ومما ذكر فيه ان لحمه يلين القلب ويذهب قسوته وهذا السر في ان الله تعالى امتن عليهم به لانهم قساة القلوب فساق لهم طعاما يلين قلوبهم ويذهب غلظتها ويبوستها ومن هذا نفهم ان الاطعمة تؤثر على القلب فكل طعام محرم يورث القلب قسوته كل طعام محرم بلا استثناء كل ما حرمه الله من الاطعمة يورث القلوب قسوة ولو كان اشهى ما يكون ولو قدم بابهى صورة لانه يورث القلوب قسوة ومن الاطعمة والاطعمة التي اه فيها طاعة وعبادة تلين القلوب. ولذلك امر الله تعالى بالاكل من ايش من الهدايا والظحايا لان الاكل منها يلين القلب وباقي الاطعمة اذا ذكر اسم الله عليه بورك فيها لاكلها فان اسم الله تعالى مبارك المقصود ان المصنف جمع بين هاتين الايتين في قوله تعالى اصبر على طعام واحد مع ان الله امتن عليه باكثر من طعام ان المن شراب والسلوى طعام فلا تعارض هذا هو الوجه الاول ذكر في اشكالية هذا ان آآ الحديث يرده لان النبي صلى الله عليه وسلم عد الكمأة من المنع الثاني ان المال ان ان الطعام المجعول في سفرة واحدة ولو تعددت اصنافه فهو طعام واحد فهم طلبوا اكثر من صنف اكلهم وان كان متنوعا لكنه صنف واحد باعتبار اجتماعه والوجه الثالث الذي ذكره انه سموه طعاما واحدا لانه لا يتغير وان كان اصنافا لكنها متكررة فهو طعام واحد وقال في هذا فهو مأكل واحد وهو ظاهر يعني هذا الجمع ظاهر وسأنقيل هذا او ذاك اه سواء غير بالوجه الاول او الوجه الثاني فان الاية تتسق ويندفع ما يمكن ان يتوهم من تعارض نعم قوله تعالى افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون هذه الاية تدل على انهم قتلوا بعض الرسل ونظيرها قوله تعالى قل قد جاءكم رسل من قبلي وبالذي قلتم فلما قتلتموهم؟ وقوله كلما جاءهم رسول بما لا تهوى انفسهم كذبوا وفريقا يقتلون. وقد جاء في ايات اخر. هذه الايات كلها تجتمع في انهم اعتدوا على بعض الرسل بالقتل وتمكنوا من قتل بعض الرسل هذه الايات افادت هذا المعنى يشكل عليها ما جاء من ايات يذكرها المصنف وهي دائرة على ان الله ينتصر لرسله وان رسله هم الغالبون وما الى ذلك. يقول وقد جاء وقد جاء في ايات اخرى وما يدل على ان الرسل غالبون غالبون منصورون في قوله كتب الله لاغلبن انا ورسلي وكقول به ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون. وان جندنا لهم الغالبون وقوله تعالى فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين. ولنسكننكم الارض من بعدهم. وبين على ان هذا النصر في دار الدنيا ايضا. كما في هذه الاية الاخيرة وكما في قوله انا لننصر رسلنا رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا. وجه. توهم التعارض ان النصر لا يكون مع القتل وان الغلبة لا تكونوا مع القتل فما الجمع بين ما وعده الله تعالى رسله من النصر كما قال تعالى كتب الله لاغلبن انا ورسلي وما جاء به الخبر في الايات السابقة من ان الله تعالى مكن هؤلاء من بعض الرسل فقتلوهم يقول والذي يظهر في الجواب من هذا؟ والذي يظهر في الجواب عن هذا ان الرسل قسمان قسم امروا بالقتال في سبيل الله وقسم امروا بالصبر والكف عن الناس الذين امروا بالقتال وعدهم الله بالنصر والغلبة في الايات المذكورة والذي امروا بالكف والصبر هم الذين قد قتلوا ليزيد الله رفع درجاتهم العلية بقتلهم مظلومين. وهذا الجمع مفهوم من الايات لان النصر والغلبة فيه الدلالة بالالتزام على على جهاد ومقاتلة ولا يرد على هذا الجمع قوله تعالى وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير. الاية اما على قراءة قاتل بصيغة الماضي ان فعل فالامر واضح واما على قراءة قتل بالبناء للمفعول فنائب الفاعل قوله ربيون لا ظمير نبي وتطرق الاحتمال يرد الاستدلال واما على واما على القول بان غلبة الرسل ونصرتهم بالحجة والبرهان فلا اشكال في الاية والله اعلم طيب ذكر المؤلف رحمه الله وجهين في الجامع الوجه الاخير وهو الاظهر والله اعلم ان النصر الذي وعده الله تعالى رسله لا يمنع من قتلهم ولا يمنع من اذية الناس لهم فالله تعالى كتب الغلبة لرسله ووعدهم بانهم الغالبون لكن هذا لا يمنع من ان يصيبهم ما يصيبهم وانما الغلبة هي في الحجة والقوة والبرهان بل اشرف الرسل واكرمهم لم ينفي الله تعالى احتمال قتله حيث قال افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم فجعل القتل واردا في حق النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يبين ان الجمع الاول الذي ذكره ليس بقوي وهو ان الرسل ينقسمون الى قسمين قسم امر بالجهاد وقسم لم يؤمر بالجهاد. الذين امروا بالجهاد لا يتمكن من قتلهم بل هم غالبون. والذين لم يؤمروا بالجهاد هم الذين وقع فيهم القتل. هذا لا دليل على فيحتاج الى دليل بل ظاهر القرآن لا يستقيم معه لان الله تعالى ذكر في النبي صلى الله عليه وسلم اكتمالية القتل مع كونه مع كونه امر بالجهاد والقتل الذي اورده الله تعالى احتمالا كان في الجهاد في غزوة احد افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم الجواب الذي يسلم به من هذا الاعتراض ان يقال ان الغلبة لما معهم من الحق الغلبة لما اوحوا لما اوحي اليهم الغلبة لما دعوا الناس اليه اما هم فان قتلوا فقد رفع الله درجاتهم وعلى منازلهم وهذا لا يتنافى مع النصر فليس النصر ان لا تصاب النصر ان تكون على الحق ولو اصبت في ذلك هذا هو النصر الحقيقي يعني قصة الغلام التي مرت معنا في التفسير. الم ينتصر الغلام الم يقتل بلى لكنه انتصر فالقتل لا ينافي النصر فهذا غلام قابل اعظم الطغاة حاول قتله بكل وسيلة فقال له اذا اردت ان تقتلني فخذ سهما من كنانتي ثم ارمي به وقل بسم الله رب الغلام. فانك ان فعلت ذلك قتلتني قتل لكن ما كان بهذا هزيمة بل كان النصر في قتله بل كان النصر في قتله لا تنافي بين النصر والقتل لان النصر هو نصر الحق ظهوره ثبات اهله وليس في ان تكون لهم الغلبة بل النصر ان فات في الدنيا فهو مدرك عند الله عز وجل كما قال ابن القيم رحمه الله الدين ممتحن ومنصور فلا تعجب فهذه سنة الرحمن فهي سنة الله تعالى في خلقه ثم قال ان فاتت هنا اي ان فاتت ان فاتك النصر في هذه الدنيا ان فاتتك هنا كانت لدى الديان فالنصر ان لم يدركه الانسان في دنياه ادركه عند مولاه وهو خير وابقى كما ان الله لا يمكن ان يزيل الباطل على الحق ادانة مستقرة ثابتة بل لابد ان يظهر الحق وان طال زمن الباطل وامتد شره وظهر بلاؤه فالله تعالى لابد ان يدير الحق عليه يظهره اذا هذا الوجه اقوى مما ذكر المصنف رحمه الله في الجمع ابتداء وقد اشار اليه في قوله واما على القول بان غلبة الرسل ونصرتهم بالحجة برهان فلا اشكال في الاية والله اعلم. نعم. قوله تعالى ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه. الاستفهام وفي هذه الاية انكاري ومعناهن في. فالمعنى لا احد اظلم ممن منع مساجد الله وقد جاءت ايات اخر يفهم منها خلاف هذا لقوله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا وقوله فمن اظلم ممن كذب على الله وقوله ومن ممن ذكر بايات ربه الاية الى غير ذلك من الايات. طيب الحمد لله رب العالمين وصلي وسلم على نبينا محمد يقول في هذه الاية ومن من افتراه على ومن اظلم من منع ومن اظلم ممنع مساجد الله يذكر فيها اسمه هذا الاستفهام يقول المصنف رحمه الله انكار والاستفهام الانكاري فائدته ايش النفي مع التحدي وهذا مضطرد في كل استفهام انكاري ليس المقصود النفي فقط بل النفي مع التحدي فمعنى الاية لا احد اظلم لا احد اظلم هذا نفي مع تحدي ايجاد ظالم او التحدي مع تحدي ايجاد اظلم ممن ذكر الله تعالى ومن اظلم من منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه منع مساجد الله اي مواضع الصلاة فيها وهي البيوت التي اذن الله تعالى ان ترفع ويذكر فيها اسمه فهنا المساجد المقصود بها البيوت المبنية لذكر الله عز وجل. ليس احد اظلم ممن تسلط على بيوت الله فحال بين الناس وبين ذكره فيها هذه الاية افادت انه لا اظلم من هذا وقد جاءت ايات اخرى او ايات اخرى يثبت الله تعالى فيها انه لا اظلم ممن فعل غير هذا الفعل فمثلا قال فمن اظلم من كذب على الله فليس احد اظلم ممن كذب على الله ومن اظلم ممن ممن ذكر باية ربه فعرض عنها لا احد اظلم ممن ذكر بايات الله فاعرض عنها تاء كيف يجتمع هذا مع ما ذكر الله تعالى هنا جملة من الاقوال للاجابة على هذا الاشكال ذكر فيها عدة اوجه الوجه الاول تخصيص الظلم ب الصلة وهذا اول الوجه تخصيص الظلم بالصلة اي بمعنى الصلة التي ذكرت في السياق فقوله جل وعلا ومن اظلم ممن منع مساجد الله ممن منع ومن اظلم من الذي منع فليس احد اظلم في المنع ممن منع مساجد الله فهذا تقييد بالصلة بمعنى الصلة يعني ليس احد في المانعين الذي يمنع مثلا آآ الانسان من حقه في الدار من في الارض من حقه في البلد ما هناك احد اظلم في منع احد من مكان من الذي منع الناس من المساجد ان يذكروا اسم الله تعالى فيها هذا المعنى الاول وعليه فهنا تعال لبقية الايات وقيدها ايضا بنفس التقييد ناظرا لايش؟ الصلة. يعني الموصول وصلته. استنتج المعنى من الموصول وصلته واحصر الظلم في هذه في هذا المعنى وهذا هو الوجه الاول الذي ذكره رحمه الله في الجمع الوجه الثاني ان التخصيص بالنسبة الى السبق اي لم يسبقهم احد في الظلم الى مثل هذا الذي وقع منه. فالاغلبية هنا في السبق لا في الفعل لذاته المعنى الثالث حتى ما يعني ما يذهب الاخوان ولم يأخذوا جوابا عن هذا. المعنى الثالث ان انه لا اظلم من هؤلاء وكلهم مشتركون في الظلم كلهم مشتركون في مرتبة انه لا احد اظلم منهم. فالتفظيل لا يقتضي او آآ نفي نفي التفظيل لا نفي المساواة. لما قال لا احد اظلم من هذا ولا احد اظلم من هذا لا نفى الان التفظيل. نفى التفضيل لكن هذا لا يستلزم انهم ليسوا مستوين فكل مستو في الاغلبية. لكن اختلف سبب استواء في هذه المنزلة لا احد اظلم ممن ذكر بايات الله فعرظ عنها ولا احد اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه نفي الافضلية او المجيء بصيغة التفضيل ونفي ذلك لا يقتضي ان ان يكونوا مستوين في المرتبة. فكلهم في الاظلمية سواء هذا الوجه الثالث من اوجه الجمع. وللجمع بين هذه الايات اوجه منها تخصيص كل موضع بمعنا صلته اي لا احد من المانعين اظلم ممن منع مساجد الله ولا احد من المفترين اظلم اظلم اظلم ممن افترى على الله كذبا واذا تخصصت بصلاتها زال الاشكال ومنها ان التخصيص بالنسبة الى السبق اي اي لم اي لما لم يسبقهم احد. اي لما لم يسبقهم احد الى مثله حكم عليهم بانهم اظلم ممن جاء بعدهم سالكا طريقهم اول معناه الى هذا يؤول وهذا يؤول معناه الى ما قبله. يعني ينتهي الى ان يوافق الوجه السابق لان المراد السبق الى المانعية والافتراءية مثلا يعني اذا هو هي مواضع تتخصص بصلاتها. نعم ومنها ودع ابو حيان انه الصواب وما حاصله ان نفي التفضيل لا يستلزم نفي التفضيل اننا في التفضيل لا يستلزم نفي المساواة فلم يكن احد ممن وصف بذلك يزيد على الاخر. لانهم يتساوون يتساوون يتساوون في الاظلمية فيصير المعنى لا احد اظلم ممن منع مساجد الله ومن افترى على الله كذبا ومن كذب بايات الله ولا اشكال في تساوي هؤلاء في الاظلمية ولا يدل على ان احدهم اظلم من الاخر من الاخر كما اذا قلت لا احد افقه من فلان وفلان وفلان مثلا ذكر هذين الوجهين صاحب الاتقان وما ذكره بعض المتأخرين من ان الاستفهام في قوله ومن اظلم المقصود منه التهويل والتفظيع من غير قصد اثبات الاظلمية للمذكور حقيقة ولا نفيها عن غيره كما ذكره عنه صاحب الاتقان يظهر ضعفه لانه خلاف ظاهر القرآن نعم يعني ان المقصود بالاية تهويل وتفظيع هذا الفعل وبيان عظيم جرمه وليس المقصود نفي الاظلمية او نفي الاظلمية عمن سواه او ليس المقصود اثبات السبق في الاظلمية والذي يظهر والله اعلم ان ما تقدم من الوجه الاول والثاني اقرب الى آآ التوفيق بين هذه الايات وفهمها وان المعنى انهم مستوون في الاظلمية لا احد اظلم ممن منع مساجد الله ولا احد اظلم ممن افترى على الله كذبا ولا احد اظلم ممن كذب على الله ولا احد احد اظلم ممن اه ذكر باية ربه فاعرض عنها هذا الاقرب والله تعالى اعلم او يقال انها تختص بصلاتها هذه المواضع تتخصص بصلاتها ويفهم المراد من منها بالنظر الى سياقها وما ذكر في صلاتها والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد