الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فان الله عز وجل شرع لهذه الامة ما يكمل بها ظاهرها وباطنها ما يصلح بها سرها واعلانها فكانت هذه الشريعة الكمال والبهاء والتمام والصلاح للخلق ان بلغت ما ذكره الله في كتابه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فكان هذا الدين على الذروة في الكمال وعلى الذروة في الاتقان كما قال ربنا جل في علاه في محكم التنزيل كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير اتقان اياته هو باتقان لفظه واتقان معناه واتقان احكام هذا الكتاب واتقان شرائعه فكانت هذه الشريعة على نحو على نحو كامل في الاتقان وفي الاصلاح للظاهر والباطن هذه الشريعة جاءت لتطهير الظواهر وتطهير البواطن فتطهير الظواهر بالطهارة من الاقذار والاقدار. كما قال العزيز الغفار يا ايها المدثر قم فانذر وربك كبر وثيابك فطهر وتطهير السرائر بتمام التوحيد وكمال الاخلاص لله عز وجل. بان يطهر القلب ويسلم من كل شائبة شرك ومن كل لوثة التفات الى غيره جل في علاه فكان طهارة السر والعلن طهارة الظاهر والباطن على هذا النحو الذي ذكره الله جل وعلا في كتابه ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته وقد جاء في الصحيح صحيح الامام مسلم من حديث ابي ما لك الاشعري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الطهور شطر الايمان الطهور شطر الايمان والطهور هنا المقصود به ما يتطهر به من وضوء وغسل يزيل الاحداث التي تنزل بالابدان وقوله صلى الله عليه وسلم شطر الايمان اي نصفه وسمي الوضوء والغسل شطر الايمان لانه مقدمة الصلاة التي هي عمود الاسلام فكان الاسلام على قسمين قسم ظاهر وقسم باطن. القسم الباطن هو الايمان والقسم الظاهر هو طهارة الابدان والقيام بين يدي العزيز الغفار بالصلاة التي هي عمود الاسلام وهذا احد المعاني التي قيلت في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان فيكون المعنى ان الطهارة وهي مقدمة الصلاة ومفتاحها شطر الايمان اي نصفه فان الايمان سر واعلان ظاهر وباطن. فالظاهر هو طهارة الابدان والقيام بين يدي العزيز الغفار. والباطن هو خضوع القلب وانقياده واقراره بما جاء به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في اصول الايمان وما يتعلق الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره هكذا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظام هذه الشريعة لصلاح السر وصلاح العلن. صلاح الظاهر وصلاح الباطن اطل وقيل في معنى قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان اي ان الوضوء وهو مقدمة الصلاة والغسل وهو فرض على من قام به الحدث الاكبر نصف الصلاة فالايمان هنا بمعنى الصلاة كما قال جل وعلا في محكم كتابه وما كان الله ليضيع ايمانكم اي ما كان الله ليضيع صلواتكم فان الصحابة لما حول الله تعالى القبلة اشكل عليهم هذا التحويل في قوم صلوا الى بيت المقدس كيف اعمالهم؟ وهل هي محفوظة لهم؟ ام انها ذاهبة؟ فانزل الله تعالى قوله جل وعلا وما كان الله ايمانكم فالايمان هو الصلاة وعليه فقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الطهور شطر الايمان اي انه نصف الصلاة ذلك انه لا تصح صلاة عبد ولا تقع موقع القبول من العزيز الغفار جل في علاه الا بان يكون قد قدم بين صلاته طهارة لبدنه اما من الحدث الاصغر بالوضوء او من الحدث الاكبر بالغسل فكان هذا معنى قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الطهور شطر الايمان وبه يعلم منزلة الوضوء من وان الوضوء في مرتبته من الصلاة مقدمة مفتاح لا تقبل الصلاة الا به. ولهذا قال جل في علاه يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق. وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين. وان كنتم جنبا فاطهروا. فجمع الاية الطهارتين الطهارة الصغرى وهي الوضوء والطهارة الكبرى وهي رفع الحدث وازالة الجنابة ولذلك قال بعد ان ذكر غسل اعضاء الوضوء قال وان كنتم جنبا فاطهروا ثم بعد ذلك بين البديل في حال العجز عن الماء باستعمال التراب. وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه. بعد هذا البيان للبديل عن الماء في على العجز عنه وعدم وجوده قال جل وعلا ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم فالمقصود من هذا كله هو التطهير للسر والعلن هو التطهير للظاهر والباطن هو التطهير للابدان والقلوب هذا هو المقصود من الطهارة ولذلك كان الوضوء طهارة لاصحابه. جاء في الصحيح صحيح الامام البخاري وكذلك في صحيح الامام مسلم. من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان العبد المسلم او المؤمن اذا غسل وجهه خرج كل خطيئة نظر اليها بعينيه مع اخر قطر الماء او مع الماء ثم اذا غسل يديه خرج منها كل خطيئة بطشتها يداه مع اخر قطر الماء او مع الماء ثم اذا غسل رجليه خرج كل خطيئة مشتها قدماه مع الماء او مع اخر قصر الماء. قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى يخرج من ذنوبه كلها اي بهذا بهذه الطهارة التي يزول وبها كل ذنب ويطهر بها كل خطيئة. فلذلك كانت الطهارة ليست فقط طهارة للاعضاء وازالة لما بها من الاقذار والادران بل هي طهارة للقلوب من سيئات الاعمال طهارة للصحائف من الاوزار والخطايا والاثام. فلذلك جدير بالمؤمن ان يحافظ الوضوء وان يلزمه وقد جاء في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن فهو من دلائل الايمان وعلاماته ان يلزم الانسان الوضوء وان يحرص عليه فان ذلك مما يفتح الله تعالى به للانسان خيرا عظيما ويدفع عنه شرا كثيرا فان الطهارة مفتاح الصلاة ومفتاح الطاعة ومفتاح احسان نسأل الله ان يجعلنا من اهل الطاعة والاحسان. نقرأ ما يسر الله تعالى من الاحاديث في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وسنقرأها تباعا ثم نعلق عليها بما يفتح الله تعالى من بيان بعض مهمات تلك الاحاديث ومسائلها ومسائرها المهمة. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى باب الوضوء عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك مع كل وضوء اخرجه مالك واحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة وذكره البخاري تعليقا فغسل كفيه ثلاث مرات ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى الى المرفق ثلاث مرات ثم اليسرى مثل ذلك ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى الى الكعبين ثلاث مرات ثم اليسرى مثل ذلك ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا. متفق عليه وعن علي رضي الله عنه في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال ومسح صلى الله عليه وسلم برأسه واحدة اخرجه ابو داوود واخرجه الترمذي والنسائي بإسناد صحيح بل قال الترمذي انه اصح شيء في الباب وعن عبدالله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه من صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الوضوء قال ومسح صلى الله عليه وسلم برأسه فاقبل بيديه وادبر. متفق عليه وفي لفظ بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما الى قفاه ثم ردهما الى المكان الذي بدأ منه وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما في صفة الوضوء قال ثم مسح صلى الله عليه وسلم برأسه. وادخل اصبعيه السباحتين في اذنيه ومسح بابه ظاهر اذنيه. اخرجه ابو داوود والنسائي وصححه ابن خزيمة هذه الاحاديث كلها في صفة وضوء سيد الورى نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم. والنبي صلى الله عليه وسلم مبين للقرآن مفسر له فلذلك لا يمكن لاحد ان يفهم القرآن الا بمعرفة هدي وسنة سيد انام صلوات الله وسلامه عليه قال الله جل وعلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وقال جل وعلا ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال جل وعلا وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. فالله عز وجل اوكل بيان القرآن للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فالله امر بالطهارة في قوله يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين بيان ذلك هو في صفة وضوئه صلى الله عليه وسلم. وقد بين ذلك بالفعل لاصحابه وبينه بالقول واصحابه امناء رضي الله تعالى عنهم فنقلوا عنه ما كان من صفة وضوئه صلى الله عليه وسلم. وقد المؤلف رحمه الله تعالى في هذا السياق اربعة احاديث كلها في صفته وضوء النبي صلى الله عليه وسلم. اولها حديث عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وثانيها حديث علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وثالثها حديث عبدالله بن زيد بن عاصم رضي الله تعالى عنه ورابعها حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله تعالى عن الجميع. هذه اربعة احاديث كلها كانت في بيان وصف النبي صلى الله عليه وسلم. الا ان المؤلف رحمه الله لم يأت بها مكتملة في كل سياقاتها بل اتى بحديث عثمان مكتملا وجاء بما زاد كل صحابي في وصف وضوء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وبدا ذلك ببيان ادب من اداب الوضوء ندب اليه سيد الورى وامام الاتقياء صلوات الله وسلامه عليه وهو السواك. ذكر ذلك في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لولا ان اشق على امتي اي لولا ان اكلفها امرا يشق عليها ويصعب عليها ويلحقها نوعا من العنت لامرتهم بالسواك مع كل وضوء اي لا ندبتهم ندب ايجاب ولامرتهم امر الزام بالسواك مع كل وضوء اي باستعماله. والسواك اسم لعود الاراك او ما اشبهه مما يطهر ويطيب به الفم. وقد جاء في السواك احاديث كثيرة تبين فضله وانه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم بلغ عدوا تلك الاحاديث حد التواتر. اي انه ثابت عنه صلى الله عليه وسلم ثبوتا ظاهرا. ومن المواطن التي يشرع فيها السواك عند ايش صار عند الوضوء ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لامرتهم بالسواك مع كل وضوء. متى يكون هذا؟ يكون في اثناء الوضوء او قبله او بعده لان عند ومع تقتضي المصاحبة وهذا يشمل ما كان سابقا بقليل وما كان في اثنائه وما كان لاحقا له. وذاك كله يحتمل انه داخل فيما ذكره صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عند قوله لامرتهم في قوله لامرتهم بالسواك مع كل وضوء. وقد ثبت عنه سواكه صلى الله عليه وسلم اول استيقاظه من النوم كما جاء ذلك في الصحيحين من حديث حذيفة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قام من الليل يحتمل انه اذا قام الى الصلاة ويحتمل انه اذا استيقظ من النوم شاص كان يشوص فاه بالسواك. يشوس اي يستاك استياكا يبالغ فيه استقصاء ما في الاسنان او ما على الاسنان او ما في الفم مما يمكن ان يكون قد علق بها او اه قذرها فمن من السنن المشروعة في الوضوء ان يستاك الانسان في وضوءه بين يدي وضوءه او في اثنائه. هذا الذي اليه صلى الله عليه وسلم واكده في قوله لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك مع كل وضوء. وقد اخرجه مالك واحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة وذكره البخاري تعليقا. وقد جاء حديث اخر في الصحيحين وغيرهما من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة. وفي رواية مع كل صلاة وهذا يدل على ان السواك مسنون بين يدي الصلوات وهو صادق على ما يكون في الوضوء وما يكون بعده فانه وما يكون بعده بين يدي الصلاة فانه كل فان ذلك كله يدخل في قول صلى الله عليه وسلم لامرتهم بالصلاة لامرتهم بالسواك مع كل مع كل صلاة. فينبغي ان يحافظ المؤمن على هذه السنة وان يحرص عليها فانها كما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها فيما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن السواك قالت السواك مطهرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السواك مطهرة للفم مرضاة للرب من الذي لا يريد رضا الله كلنا نسعى ونأمل ان يرضى الله تعالى عنا. رضا الله يا اخواني امر يسير ما اسهل تحصيله لمن اجتهد في طلبه فانه يسير الحصول. لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم السواك مطهرة للفم اي مطيب له منق له مزيل لما يمكن ان يقذره وهو ايضا مرضاة للرب ان يرضاه الله تعالى يرضاه الله تعالى للعبد ويرضى به عن العبد جل في علاه سبحانه وبحمده. فينبغي للمؤمن ان يحرص عليه وان وان آآ يأتي به في مواطنه التي شرعت. ومنها بين يدي الوضوء ولذلك قدم المؤلف رحمه الله حديث السواك بين يدي الوضوء او مع الوضوء في اول احاديث باب الوضوء. ثم ذكر حديث عثمان في صفة وضوء النبي صلى الله وسلم انه غسل كفيه ثلاث مرات وهذا على وجه الاستحباب ثم مضمضة واستنشق واستنثر وهذا جمهور العلماء على انه مستحب وذهب الامام احمد وجماعة من اهل العلم الى ان المضمضة والاستنشاق والاستنثار واجب من واجبات الوضوء ثم غسل وجهه ثلاث مرات والوجه هو ما تحصل به المواجهة كما قال الله تعالى اذا يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم فهذا الفرض هو اول ما ذكر الله تعالى في اية الطهارة في سورة المائدة. وقوله ثلاث مرات اي كرر غسل وجهه صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات. والوجه هو تحصل به المواجهة من الاذن الى الاذن عرظا ومن منابت الشعر المعتاد في في منحنى الرأس الى اسفل الذقن هذا هو حد الوجه ثم قال رضي الله تعالى ثم قال رضي الله تعالى عنه في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ثم غسل يده اليمنى الى المرفق ثلاث مرات يده اليمنى من رؤوس الاصابع الى المرفق وهو المفصل الذي يصل الذراع بالعضد هذا هو الذي غسله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهو مشروع باية الطهارة في قوله تعالى الا فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق. وقوله الى المرافق اي مع المرافق. فان المرفق داخل في الغسل. وكرر ذلك ثلاث مرات ثم اليسرى مثل ذلك اي غسل يده اليسرى مثلما غسل اليمنى من رؤوس الاصابع الى ان شرع الى ان اشرع في العظم ثم مسح برأسه ولم يذكر تكرارا في مسح الرأس وسيأتينا ان السنة المشروعة في مسح الرأس الاكتفاء بمسحة واحدة وسيأتي صفة ذلك بعد قليل. ثم غسل رجله اليمنى الى الكعبين ثلاث مرات والكعبان هما العظمان الناتئان في جنبتي القدم. العظم البارز في جانب القدم في جانبي القدم من اليمين ومن اليسار. هذا هو الكعب وهو مأمور بغسله وهو داخل في الغسل كما دخل المرفق في الغسل. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما غسل قدميه غسل قدميه حتى اشرع في الساق اي حتى آآ غسل بعض الساق ليستوعب غسل ما فرضه الله تعالى من الكعبين من القدمين الى الكعبين. ثم اليسرى مثل ذلك ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو وضوئي هذا ولم يكمل الحديث الراوي لان المؤلف لم يكمل الحديث لان مقصوده بيان صفة الوضوء لا بيان فضل الوضوء تتمة الحديث فيه بيان فضل الوضوء حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم من توضأ نحو وضوئي هذا اي قريبا ومثل وضوء ايه هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه اي اقبل على الله فيهما ولم يشتغل بالهواجس والوساوس والافكار بل كان مقبلا على قراءة القرآن تدبرا وعلى ذكر الرحمن حضورا للقلب وخشوعا وخضوعا من حصل ذلك غفر له ما تقدم من ذنبه فضل عظيم مفتوح كل وقت لكل مسلم رجل او امرأة في اي مكان ان ان يتوضأ هذا الوضوء ثم يصلي ركعتين لكن يحرص في صلاته ولو كانت خفيفة ما هو بلازم تكون الصلاة ليس لازما ان تكون الصلاة طويلة ولو كانت مقتصرة على قراءة الفاتحة لكنه صلاها وهو حاضر القلب لم يحدث فيهما نفسه فليبشر بانه فائز بهذا الاجر الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه تاني حاجة تالت حديث ذكره المؤلف رحمه الله حديث علي ابن ابي طالب في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم والغرظ من ذكره هو بيان العدد في مسح الرأس. حديث عثمان لم يذكر عددا بل قال ثم مسح برأسه. اي مسح رأسه وسيأتينا صفة المسح وانه مرة واحدة كما دل عليه حديث علي رضي الله تعالى وانه مرة وانه مرة واحدة كما دل عليه حديث علي رضي الله تعالى عنه في وصف وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال ومسح برأسه واحدة والى هذا ذهب جمهور العلماء وان الرأس ليس فيه تكليف لا لا يمسح ثلاث مرات انما يمسح مرة واحدة اخرجه ابو داوود والترمذي والنسائي باسناد صحيح. بل قال الترمذي انه اصح شيء في الباب. وعن عبد الله بن زيد بن عاصم في صفة الوضوء اختصر الف الحديث على ما فيه زيادة وهو بيان كيف يمسح رأسه قال في بيان صفة مسح النبي صلى الله عليه وسلم قال ومسح برأسه الباء هنا للاستيعاب اي مسح كل رأسه لان الباء للاستيعاب وهو المأمور به في قوله تعالى وامسحوا برؤوسكم فالباء للاستيعاب اي تستوعب جميع الرأس. وهذا ما ذهب اليه الامام احمد رحمه الله. قال فاقبل بيديه وادبر اقبل بيديه وادبر. الاقبال والادبار نسبي كيف اقبل وادبر؟ الواو لا تقتضي الترتيب. يبين ذلك الرواية الاخرى وهي لفظ في حديث عبد الله ابن زيد قال بدأ بمقدم رأسه يعني بناصيته بالمقدمة من رأسه حتى ذهب بهما الى قفاه ردهما الى اخر منابت الشعر بالرأس ثم قال رضي الله تعالى عنه ثم ردهما الى المكان الذي بدأ منه وهو مقدم رأسه. هذا هو اكمل الصفات في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ان يبدأ بمقدم رأسه ثم يرده الى قفاه ثم يرجع رادا لهما الى رأسي واظن هذه الصفة واضحة لا اشكال فيها. فلو اقتصر الماسح على ان مسح الى القفا دون ان يرجع الى آآ المكان الذي بدأ منه فانه لا بأس به وقد اتى بما وجب عليه لكنه اخل بكمال المسح فان كمال المسح هو ان يبدأ بمقدم رأسه ثم يذهب بهما الى قفاه ويردهما الى الى مقدم رأسه ولا فرق في ذلك بين المرأة والرجل. وقد فرق بعض اهل العلم فقال ان المرأة اذا اه مسحت على هذا النحو تشوش شعرها وما اشبه ذلك لكن الصواب انه لا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة في هذه الصفة فاذا مسحت على هذه الصفة تكون قد حققت المطلوب. الحديث الرابع من احاديث صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ثم مسح برأسه وهنا بيان ما يتعلق بالرأس وهو مسح الاذنين. قال وادخل اصبعيه السباحتين هاتان السباحتان يسميهما الناس ايش السبابة والسباحة افضل من السبابة لان السبابة تستعمل في السب. اذا سببت شخصا فانك تشير بهذه فسميت سبابة لان يحصل بها السب ولكن تسميتها بالسباحة لانه يسبح بها سبحان الله سبحان الله سبحان الله وما اشبه ذلك فسميت سباحة. يقول وهذا من التسمية الحسنة وتغيير الاسم القبيح الى الاسم الحسن. يقول ثم مسح برأسه وادخل اصبعيه السباحتين في اذنيه اي في ثقب اذنيه وهذا هو القدر الواجب او القدر المشروع في مسح الاذنين القول بالوجوب واما على القول بالاستحباب فانه القدر المستحب. قال ومسح بابهاميه ظاهر اذنيه. اي الظاهر من الاذنين ما ما كان ظاهرا وما كان من الغفاريف الداخلية. وهذه هي صفة المسح على الاذنين. ومسح الاذنين تابع للرأس لا خلاف بين العلماء ان الاذنين تابعان للرأس في المسح. وقد جاء فيهما حديث رواه عدة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وان كان قد تكلم باسناده وهو قوله صلى الله عليه وسلم الاذنان من الرأس. الاذنان من الرأس اي فيما يتعلق بفرظ بمسح الرأس المأمور به في الوضوء قال وعن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شرع الان في ذكر جملة من الاحاديث المتعلقة باداب الطهارة. هذه هي الصفة التي اه جاءت في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي مزيد تفصيل وبيان في الاحاديث التي ذكرها