امور الدنيا او الوقائع التي حدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم فانه لا يسوغ ان يقول الله ورسوله اعلم بل يقول الله اعلم فقط لان النبي صلى الله عليه وسلم انقطع علمه بعد موته الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله اه في سياق حديث جبريل حديث عمر في مجيء جبريل اخبرني عن عن الاحسان علمني ما هو الاحسان وقال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه هكذا عرف النبي صلى الله عليه وسلم الاحسان ذكرت في الدرس السابق ان العلماء منهم من جعلها الاحسان مرتبتين مقامين ومنهم من جعله مقاما واحدا وقوله ان تعبد الله كأنك تراه هذا لا يلزم منه تمثيل لازم تمثيل لله عز وجل او تصوير فان الله تعالى ليس لك مثله شيء وهو السميع البصير وانما المقصود تمثيل الحال لا تمثيل المعبود وتصوير المتوجه اليه بالقصف فتعبده اي تعمل له جل وعلا كعمل من يعمل لمن يراه ويشاهده ويبصره وبالتأكيد ان العمل على هذا النحو وفي هذه الحال يحمل على الاتقان يحمل على الجد يحمل على الاجتهاد يحمل على الرقابة يحمل على ان يبذل قصارى جهده في تنفيذ امر سيده على الوجه الذي يرضاه جل وعلا وقولها ان تعبد الله كما كانك تراه فان لم تكن تراه المقام الاول هو ان تعبد الله كأنك تراه وهذا يحمل العبد كما ذكرت على اصلاح الظاهر والباطن القصد بسلامة النية والاستقامة في العمل بموافقات السنة فمن عمل كانه يرى الله اتقن عمله اتقانا تاما وراقب اه ربه جل وعلا وخاف عقابه وطبع في ثوابه اما المقام الثاني فهو فان لم تكن تراه فانه يراك وهو استحضار رؤية الله تعالى لك واستحضار اطلاعه وشهادته لما تفعل فان استحضر العبد هذه المعاني كان ذلك حاملا له على اتقان العمل وقد قيل ان الاحسان مقام واحد ذكر فيه الغاية والوسيلة الغاية هي ان تعبد الله كأنك تراه وطريق ذلك ان يمتلئ قلبه يقينا بانه يراك والامر في هذا قريب. والمقصود ان الاحسان اعلى مراتب الدين لماذا ها يا اخواني لان الاحسان تحقيق لكمال الاسلام وكمال خصال الايمان الاحسان هو الذروة لانه الكمال في في في الدين الاسلام الذي هو عمل الظاهر وفي الايمان الذي هو عمل ايش عمل الباطن وبه يبلغ الانسان الغاية ويصل الى المقصود ثم قال السائل للنبي صلى الله عليه وسلم فاخبرني على الساعة كيف علمني عن الساعة؟ والساعة الشرع علم على يوم القيامة في الكتاب والسنة فاذا اطلقت فالمراد بها اوان القيامة وزمنها والا في الاصل الساعة هي المدة من الزمن طويلا كان او قصيرا وقوله فاخبرني عن الساعة يعني اعلمني عن وقتها وقد جاء اهتمام الناس بالساعة في القرآن بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع عديدة يقول الله تعالى يسألونك عن الساعة اي انا مرساها فيما انت من ذكراها الى ربك منتهاه. واعاد الله تعالى ذكر ذلك في قوله. يسألونك عن الساعة كانك حفي عنها وكما يقول ايضا في اه في موضع اخر يسألونك عن الساعة قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا وثقلت في السماوات والارض لا تأتيكم الا بغتة اهتمام الناس بالساعة جعل السؤال يتكرر وهنا سؤال من هذا الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال فاخبرني عن الساعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما المسؤول عنها يقصد من نفسه يعني هو المسؤول ما المسؤول عنها في اعلم من السأل والمعنى انه ليس المسؤول عن الساعة اكثر علما من السائل فهما فيها سواء في عدم العلم وعدم المعرفة فقوله ما المسؤول عنها بعلم السائل هو جواب بنفي علمه صلى الله عليه وسلم عن الساعة وانه لا يدري متى تكون وبهذا يتبين خطأ اولئك الذين قالوا ان مقصود النبي صلى الله عليه وسلم انه يستوي هو السائل في العلم بالساعة فكأنه يقول يعني العلم الذي عندي هو العلم الذي عندك في تحديد الساعة وهذا تكذيب للقرآن لان الله تعالى يقول يسألونك عن الساعة قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو. ثقلت في السماوات والارض لا تأتيكم الا بغتة. يسألونك كانك حفي عنها. قل انما علمها عند الله وهذا تكرار وتأكيد لعدم العلم وان علمها عند ربها عند الله جل في علاه ليس لاحد علم بالسعة متى تكون لكن الساعة من رحمة الله تعالى من اقام علامات تؤذن بقربها وتدل على دنوها كما قال تعالى وما يدريك لعل الساعة غريب وفي الاية الاخرى يقول جل وعلا وقد جاء وقد جاء اشراطها والمقصود بالأشراط اي العلامات التي تكون بين يديها وتكون قبل مجيئها. ولهذا قال هنا صلى الله عليه وسلم فاخبرني عن اماراتها اي اعلمني عن الامارات والدلالات التي تكون بين يدي الساعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان تلد الامة ان ان تلد الامة ربتها. ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في جواب السائل عن علامات الساعة كم علامة ذكر علامتين العلامة الاولى ان تلد الامة ربتها والعلامة الثانية ان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان وهاتان العلامتان من علامات الساعة الصغرى جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم الجواب في هذا الحديث لقرب حصول هذه العلامات فيما يظهر من وقته صلى الله عليه وسلم فهي من اوائل ظهور العلامات من من اوائل العلماء ظهورا لمن حضروا الخطاب هو هذه العلامات ان تلد الامة ربتها وفي بعض الروايات ربها اي سيدها والمعنى ان تلد الجارية الموطوءة التي تسرى بها مالكها وتحمل منه فتحمل من سيدها فتنجب ولدا يكون سيدها او سيدتها تكون سيدها او سيدتها. وهذا اول العلامات التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم. اما الثاني العلامة الثانية ان ترى الحفاة العراة العالة الشاة. ذكر اربعة اوصاف لهم وفاة جمع حافي وهو من لا نعل له العراة جمع عاري وهو من لا لباس له يواري ما يطلب ستره وليس المقصود العراة اي بالكلية. بل حتى لو كانوا اه اه قد ستروا شيئا من عوراتهم وبدا منه منه منها شيء فانه يوصفون بانهم عراة وقول عراة لا يلزم التجرد الكامل بل يصدق هذا الوصف على من ستر شيئا من من عورته وبدا منها شيء ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة صنفان من الناس لم ارهما قال نساء كاسيات عاريات مع انه وصفهن انهن كاسيات. لكن لما كان لما كانت هذه الكسوة غير وافية صارت عارية. فقوله صلى الله عليه وسلم العراة اي من لا لباس له يستر عورته. اما كليا او جزئيا قوله العالة جمع عائل وهو الفقير الذي لا يملك ما يغتني به عن سؤال الناس وطلبه وقوله رعاء الشاة دعاء جمع راع والشائ اسم جنس وقيل جمع شاة والمقصود انهم مشتغلون برأي الغنم فهم ليسوا من اهل الاقامة واهل الترفه الاهل ترحال وطلب مواطن الربيع منازل الماء فلذلك قال رعاء الشاة هذه حالهم من الفقر والحاجة والظعف وقلة ذات اليد وعدم الاستقرار يتطاولون في البنيان تنقلب حالهم من تلك الى ان يشتغلوا بالتطاول في في البنيان. وقوله يتطاولون ان يتفاضلون في ايهم ارفع بناء ويتفاخرون في طول ابنيتهم وفي حسنها وزينتها وهذا خروج عن المألوف من حال هؤلاء الذين كانت حالهم على الصفة التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فمثل هؤلاء الحفاة العراة العالة اللي عاشها ليس عندهم من الوقت والمال ما يشتغلون فيه بالتطاول في البنيان. لكن هذا اشارة الى تغير حالهم بانفتاح الدنيا عليهم اشارة الى حالهم بانفتاح الدنيا عليهم لانه لا يمكن ان يحصل منهم هذا الا بتغير حالهم من الفقر الى الغنى ومن الترحال الى الاستقرار ومن القلة في في في لباسهم الى التكثر في ابنيتهم. يعني انتم تتصورون شخص يتطاول في البنيان وهو عاري او هو حافي لا انما لا يكون هذا الا بعد الاكتفاء. فالبنيان هو من حاجات الانسان الخارجية والعادة ان الانسان يبتدأ كفاية نفسه بحاجات الداخلية قال صلى الله عليه وسلم يتطاولون في البنيان والجامع بين هذين الامرين. ما الجامع بين هذين الامرين هو خروج حال الناس عما الفوا وان يأتي الامر على غير المتوقع وهذا نظير ما جاء في حديث ابي هريرة عند البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل متى الساعة فسكت النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحدث القوم فقال الصحابة سمع ما قال فكره. يعني كره سؤاله عن الساعة وقال بعضهم بل لم يسمع حتى اذا قظى حديثه صلى الله عليه وسلم قال اين السائل عن الساعة فقال ها انا يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا ضيعت الامانة تنتظر الساعة. قال كيف اضاعتها قال اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة ومعنى هذا انه يخرج الامر عن الحالة الاعتيادية. الحالة القويمة وهذا قد جرى من من زمن بعيد. لذلك الامام احمد رحمه الله من عجائب اقواله انه يقول في القرن الثالث الهجري يقول اذا رأيتم اليوم شيئا مستويا فتعجبوا يعني اذا رأيتم شيئا مستقيما في احوال الناس حكام ومحكومين فتعجبوا هذا متى ذا قبل الف ومئتين سنة او الف ومئة وخمسين سنة الف ومئة وخمسين سنة. هذا الكلام. فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ان تلد الامة ربتها وترى الحفاة العراة هذا اشارة الى اختلال احوال الناس وتغير ما كان مألوفا من شأنهم. ثم قال عمر رضي الله عنه ثم انطلق اي السائل فلبثنا مليا. اي ذهب الرجل ومكثنا زمنا طويلا اختلفوا في تقديره فمنهم من قال انه في نفس المجلس وفي رواية ابي داود انهم مكثوا ثلاثة ايام وهذا من ادب الصحابة كما سيأتي في في الفوائد فانهم لم يسألوا عن هذا الرجل ولم يستوقفوه بل لما قظى سؤاله مظى ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من من السائل؟ وتخصيص عمر بالسؤال بتوجيه السؤال اليه اما لكون عمر كان اكبر من حظر ذلك المجلس او لغير ذلك من من الاسباب كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم رأى من عمر تشوفا الى آآ معرفة هذا الرجل ونظرا الى آآ حاله لانه عمر رضي الله عنه واضح انه قد رصد هذا الرجل رجل رصدا دقيقا فوصف مجيئه مجلسه وسؤاله وجميع احواله اما ان يكون اكبر من حظر او انه قد ظهر عليه من علامات الاستغراب في شأنه ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يوجه اليه السؤال فقال له يا عمر اتدري من السائل فقال الله ورسوله اعلم وهذا معناه انه لا علم لهم به وقال النبي صلى الله عليه وسلم فانه جبريل الملك الكريم فانه جبريل اتاكم اعلمكم دينكم هذا السائل الذي جاء بهذه الصورة جبريل وهو الملك الكريم الذي كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي. وجبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم على احوال وعلى صور وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم على خلقته التي خلق خلقه الله عليها مرتين وفي ما عدا هذا كان يأتيه على احوال وصور ومنها انه كان يأتيه في سورة دحية الكلبي وهذا كان اكثر ما يأتي به جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم وهنا جاء بسورة الاعرابي وقوله صلى الله عليه وسلم يعلمكم امر دينكم اي يبلغكم ما تحتاجونه في امري عبادتكم واعمالكم. فالدين يطلق في الاصل على العمل ويراد به والذي يراد به هنا العمل الظاهر والعمل الباطن ومنه قوله تعالى لكم دينكم ولي دين وقوله تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن من اسلم وجهه لله وهو محسن وبه ومن هذه الاية يعلم ان الدين يطلق على العمل الظاهر والعمل الباطن واطلق الدين ويراد به الجزاء ومنه قوله مالك يوم الدين وايضا قوله وما ادراك ما يوم الدين المقصود بقوله يعلمكم دينكم اي يعلمكم ما تحتاجونه من امور دينكم وهي الاعمال الظاهرة والباطنة وقد تضمن هذا الحديث ذلك على اكمل وجه الاعمال الظاهرة وفي الاعمال الباطنة وفي ايش وفي الكمال فيهما الظاهر والباطن وفي الكمال وايضا بيان ما يتعلق اشراط الساعة وبهذا يكون قد انتهى هذا الحديث الشريف العظيم وهو حديث عمر رضي الله عنه الموصوف ام السنة والحديث فيه فوائد كثيرة نقف على ابرز هذه الفوائد في ما بقي من من دقائق من فوائد هذا الحديث ان جميع علوم الشريعة راجعة اليه ولذلك سمي في ام السنة وكل الاحاديث تفصله وتبينه من فوائد هذا الحديث ان الملائكة تتصور وتتشكل بما شاء جبريل عليه السلام قد جاء في هذا الحديث بسورة الاعرابي كما كان يأتي بسورة في هذا الحديث عناية المتعلم وتواضع المعلم جبريل جاء متشوفا هذا الرجل السائل جاء بمتشوفا في سؤاله متواضعا جلس بين يدي معلمه في غاية العناية وفي المقابل تواضع المعلم قربه من ممن يعلمه فلم يأنف النبي صلى الله عليه وسلم من قرب السائل هذا القرب ومن وضع يديه على وفيه ايضا ان ان الفخدين ليس بعورة هكذا قال جماعة من اهل العلم لان الرجل وضع يديه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم وقد اختلف العلماء في الفخذ هل هي عورة او لا على قولين الجمهور على انه عورة وذهب طائفة من اهل العلم الى انه ليس بعورة واستندوا الى مثل هذا الحديث وعمدة من قال بانه عورة حديث الفخذ عورة حديث جرهد الاسلمي والذي يظهر والله اعلم ان الفخذ حتى لو قيل بانه بانه عورة فانه عورة مخففة لا آآ ليست كالعورة المغلظة من فوائد هذا الحديث ما تضمنه من بيان اصول الدين الحديث قد تضمن العلم المجمل في كل الدين علم ما فيه فهم معانيه فقد حاز العلم المجمل الذي يجب على كل مسلم وبه يكمل بهذا الحديث وما قبله يكمل ما يتصل معرفة اعمال الظاهر واعمال الباطن وفي الحديث صبر المعلم على المتعلم فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد السائل عندما قال صدقت بل مظى في اجابة اسئلته سؤالا تلو سؤال وفي ان علم الساعة قد اخفاه الله تعالى فلا يعلمه احد. انما علمه الى الله جل في علاه وفيه ان الله من رحمته ان اقام امارات الساعة التي بها تعلم يستعد الناس ويتهيأوا لها وفيه ادب الصحابة حيث كانوا يردون العلم الى الله ورسوله فيما لا يعلمونه من امور الدين ومن امور الدنيا التي يطلع عليها النبي صلى الله عليه وسلم او يعلمون ان الله قد اطلعه على عليها القول في امور الدين الله اعلم الله ورسوله اعلم. لا شك فيه واما امور الدنيا الان يعني بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يقول الانسان الله ورسوله اعلم في امور الدين لو سئل عن مسألة من مسائل الدين والاحكام وقال الله ورسوله اعلم فلا اشكال في هذا. لكن ان سئل عن امر في احوال الناس فلا علم له باحوالهم وما يكون من مجريات حوادثهم هذا ابرز ما في هذا الحديث من فوائد ونقف على هذا القدر لانتهاء الوقت والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد