سم بالله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ان نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وجميع المسلمين. قال الامام الطحاوي رحمه الله في عقيدته الطحاوية في توحيد الله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا. لم يكن قبلهم من صفته وكما كان بصفاته ازلية كذلك لا يزال عليها ابديا. ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق. ولا ولا باحداث البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالق ولا مخلوق. وكما انه محيي الموتى بعدما احيا هذا الاسم قبل احيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل قبل انشائهم ذلك بانه على كل شيء قدير وكل شيء اليه فقير وكل امر عليه يسير لا يحتاج الى شيء ليس كمثله شيء وهو هو السميع البصير خلق الخلق بعلمه وقدر لهم اقدارا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد تقدم في كلام المصنف رحمه الله الامام الطحاوي غفر الله له جملة مما يتعلق انواع التوحيد توحيد الله في الهيته وفي ربوبيته وفي اسمائه وصفاته وقد ذكر جملة من اسماء الله تعالى وصفاته التي يتصف بها سبحانه وبحمده وما ذكره من الصفات اه جرى فيه على اه ذكر الاثبات المطلق والاثبات المفصل والنفي المجمل والنفي المفصل فيما آآ يثبت كمالا بعد ذلك قال رحمه الله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه وهذه المسألة هي اخر ما ذكره رحمه الله في هذه المقدمة التي ذكر فيها جملة مما يتعلق بتوحيد الاسماء والصفات وهي جواب عن اشكال آآ يورده بعض الناس فيما يتعلق بصفات الله وذلك بعد ان انفتحت المدارس اليونانية الاراء آآ التي آآ خلطت على الناس في عقائدهم لاجى اهل العلم ان يبينوا بعضا مما يريده اولئك للجواب عنه لا لتقريره اي ان العلماء رحمهم الله تناولوا بعض مسائل الاعتقاد ضرورة لا اختيارا ظرورة للرد على شو بهالمشبهين وارادة وايرادات الموردين وليس على وجه التقرير والابتداء الذي يقرر فيهما لله عز وجل من الكمالات انما جاء ذلك ردا على ما كان عليه اهل الكلام من ذلك هذه المسألة التي قررها المصنف رحمه الله في هذه الجملة ابتداء من قوله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته وكما كان بصفاته ازليا كذلك لا يزال عليها ابديا ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا باحداث البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوط ومعنى الخالق ولا مخلوق وكما انه محي الموتى بعدما احيا استحق هذا الاسم قبل احيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل انشائهم هذا تقرير تضمن تأصيلا وتمثيلا ثم اعقبه بجملة من الاستدلالات قال فيه ذلك بانه على كل شيء قدير وكل شيء اليه فقير وكل امر عليه يسير ولا يحتاج الى شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ذكر خمسة ادلة وتعليلات لما تقدم وبهذا تكون انتهت هذه الجملة نهاية الجملة التي بدأها بقوله وما زال ما زال بصفاته قديما عند قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهذه الجملة قد تظمنت ثلاثة امور. الامر الاول التقرير وذلك في قوله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته وكما كان بصفاته ازلية كذلك لا يزال عليها لا يزال عليها ابدية هذا التقرير هذا التأصيل القاعدة التمثيل قال رحمه الله ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا باحداث البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مرغوب ومعنى الخالق ولا مخلوق وكما انه محي الموتى بعدما احياهم استحق هذا الاسم قبل احيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل انشائهم هذا المقطع مثال في تقرير القاعدة من خلال اسم من اسماء الله تعالى او صفة من صفاته تعالى وهي صفة اه الخلق المستفادة من اسمها الخالق جل في علاه بعد ذلك ذكر استدلالا لما تقدم وهو في الخمسة الادلة التي ذكرتها في قول ذلك بانه على كل شيء قدير وان وكل شيء اليه فقير وكل امر عليه يسير لا يحتاج الى شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير اتضحت المسألة الان اذا عندنا في هذا المقطع الذي سنتناوله ان شاء الله تعالى هذه الليلة تأصيل وتمثيل و استدلال على ذلك يقول رحمه الله ما زال بصفاته قديما اي ان الله تعالى متصف اي ان الله تعالى كان متصفا بصفاته في القدم قبل ان يوجد الخلق فقوله رحمه الله ما زال اجتمع فيها نفيان النفي الاول ماء والنفي الثاني زال التي تقتضي النفي وهو ذهاب الشيء فاجتماع النفي مع النفي يفيد الاثبات ولذلك اجريت كلمة ما زال مجرى اجريت كلمة ما زال مجرى كان فلو شلنا ما زال بصفاته قديمة ووضعنا عوضا عنها كان بصفاته قديما استقام المعنى فقوله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه اي كان بصفاته قديما قبل خلقه وقوله رحمه الله بصفاته الباء للمصاحبة اي ما زال جل في علاه معه صفاته تصاحبه صفاته قبل خلقه قديما قبل خلقه وقوله رحمه الله بصفاته الصفات جمع صفة وهي في اللغة النعت والحلية والمراد بها هنا المراد بصفة بصفات هنا ما قام بذاته جل في علاه من نعوت الجلل والجمال والعظمة والكمال فان الله وصف نفسه جل في علاه بما هو اهله من الكمالات هذه الكمالات وذلك الجلال وتلك العظمة ليست حادثة بعد ان لم تكن بل لم يزل جل في علاه متصفا بها قبل خلقه فصفاته قائمة بذاته قبل خلقه فليس وجود الله تعالى الازلي وجودا مجردا عن الصفات بل هو موجود جل في علاه بصفاته سبحانه وبحمده والصفات نوعان صفات ذاتية وصفات فعلية اما الصفات الذاتية فلا شك انها داخلة في قول المصنف رحمه الله ما زال بصفاته قديما فصفات الذات هي التي لم يزل ربنا جل وعلا متصلا بها ولا يزال فهو متصف بها ازلا وابدا كصفة الحياة مثلا فهو الحي جل في علاه ازلا وابدا فلم يخلو عن هذه الصفة في وقت من الاوقات في الازل ولا في الابد اي في المستقبل ومثله ايضا القيوم القائم بنفسه والمقيم لغيره ازلا وابدا فهذه الصفة من الصفات الذاتية فقوله رحمه الله ما زال بصفاته اي صفات الذات بالاتفاق لا خلاف بين العلماء من مثبتة الصفات بهذا المعنى اما النوع الثاني من الصفات فهو صفات الفعل وهي الصفات الاختيارية وسميت صفات الفعل اختيارية لانها متعلقة بالمشيئة فهذه من حيث اصل اتصاف الله تعالى بها لم يزل متصفا بها ولا يزال متصفا بها فهو متصف بالفعل ازلا وابدا. قال الله جل في علاه فيما اخبر عن نفسه سبحانه وبحمده فعال لما يريد فجنس صفات الافعال اول ليس قبله شيء وهي كذلك في الابد فهي لا يزال الله تعالى متصلا بها ما الفارق اذا بين صفات الذات وبين صفات الفعل الفارق بين صفات الذات وصفات الفعل ان صفات الفعل تتعلق بالمشيئة وافرادها قد تحدث بعد ان لم تكن. اذا الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل ان صفات الذات تتعلق بمشيئة الله متى شاء اتصف بها ومتى شاء لم يتصف بها هذا وجه الوجه الاخر ان افراد صفات الفعل قد تحدث بعد ان لم تكن. مثال ذلك الاستواء فان الله تعالى اخبر عن استوائه بانه كان بعد ان لم يكن ثم استوى على العرش وهذا لم يكن قبل هذا هذا لم يكن قبل خلق العرش لم يكن الله تعالى مستويا عنه قبل خلقه فهذا من صفات الفعل التي اتصف الله تعالى بها بعد ان لم تكن وقوله رحمه الله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه فيه ابطال لمذهب معطلة الصفات من الجهمية والمعتزلة وغيرهم الذين يقولون ان اثبات الصفات للازل يستلزم تسلسل الحوادث القدم وهذه ما مسألة تعرف بمسألة التسلسل وسيأتينا الحديث عنها ان شاء الله تعالى بعد قليل انما هذه هذا التقرير الذي ذكرته شرحا لكلام المصنف رحمه الله يرد به على الجهمية والمعتزلة حيث يقولون ان اثبات الصفات في الازل يستلزم تسلسل الحوادث ثم يقولون تسلسل الحوادث ممتنع وبالتالي يبطلون اثبات الصفات الله تعالى في الازل وسيأتي تفصيل هذا بعد قليل قضية التسلسل بيان مجمل فيما يتعلق بها الامر الثاني الذي ذكره المؤلف رحمه الله بعد ان قرر ما زال بصفته قديما قبل خلقه اي قبل وجودهم قبل ان يوجد صفاته سابقة لخلقه وليست مفتقرة الى وجودهم حتى يتصلوا بها بل هو الغني عن خلقه جل في علاه لم يزدد تقريرا لهذا المعنى يقول رحمه الله لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته اي ان الله تعالى لم يحدث له بسبب ايجاد الخلق واحداثهم لم يحدث له وصف لم يكن متصفا به قبل خلقهم وايجادهم وهذا يؤكد الجملة السابقة فالجملة السابقة جاءت مثبتة وهنا جاءت نافية وهذا لتأكيد معنى الجملة السابقة الماضية قال ما زال بصفاته قديما قبل خلقه والمقصود بقديما اي في الازل و قوله رحمه الله لم يكن لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته هذا تقرير للمعنى المتقدم لكنه بصيغة النفي فهو تأكيد للجملة التي قبله وهي انه ما زال بصفاته قديما قبل خلقه سبحانه وبحمده