نحن تقدم لنا ان النبي لم يرى ربه صلى الله عليه وسلم في اليقظة. هل رآه في المنام؟ النبي هل رأى ربه في المنام او لا؟ رآه مناما. طيب الآن غير النبي لا يراه باليقظة هل يراه في المنام هذا ما سيبحثه الان؟ في قوله وقد يرى المؤمنون وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صور متنوعة على قدر ايمانه ويقينه. فاذا كان ايمانه صحيحا لم احمده سبحانه واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله تله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه هو من اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد ذلك قال رحمه الله بل اتفق جميعهم من ان احد المؤمنين نعم لانه متفقوا جميعهم على ان احدا من المؤمنين لا يرى ربه بعيني رأسه حتى يموت. وثبت ذلك في صحيحه في مسلم عن النواس ابن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لما ذكر الدجال قال واعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه حتى يموت. الله المستعان. وكذلك روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه اخر حذروا امته فتنة الدجال وبين لهم ان احدا منهم لن يرى ربه حتى يموت. فلا يظنن احد ان هذا الدجال الذي رآه وربه. ولكن الذي يقع لأهل حقائق الإيمان من المعرفة بالله. ويقين ومشاهدتها وتجلياتها هو على مراتب كثيرة قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عليه السلام عن الاحسان قال الاحسان ان تعبد الله كأنك ترى فان لم تكن تراه فانه يراك. طيب. يقول رحمه الله بل اتفق جميعهم من ان احد المؤمنين لا يرى ربه بعيني رأسه حتى يموت واستدل لذلك بما في الصحيح من خبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال في حديث النواس بن سمعان قال صلى الله عليه وسلم في بيان كذب الدجال وبطلان دعواه واعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه حتى يموت. وهذا خبر يقيني بانه لن يرى جل وعلا قبل الموت فكل من ادعى الربوبية فانه كاذب في دعواه. لانه لا يرى جل وعلا قبل الموت ثم قال رحمه الله بعد ان قرر انه لا يمكن ان يراه احد بعيني رأسه قبل الموت قرر ماذا قرر قضية وهي ما جاء في حديث ابن عمر عن عمر رضي الله عنه في جواب النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل لما سأله عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك كتراه كانك اي مثل كونك تراه اي تشبه حالك في عبادة ربك حال الذي يعاين معبوده بعينه هل هذا يدل على امكانية الرؤية؟ يقول المؤلف رحمه الله ولكن الذي يقع لاهل حقائق الايمان من المعرفة بالله عن العلم به جل وعلا ويقين القلوب بالخبر الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه في صفاته وافعاله ومشاهدتها وتجلياتها هي انا مراتب كثيرة يعني مراتب يقين الناس في ما يتعلق بخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه مراتب اعلاها مرتبة ايش التي هي ان تعبد الله كأنك تراه. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله ان الرسل وان نبينا قد جاء في وصف ربه كأنه اصبح بالنسبة لمن علم تلك الصفات كما لو كان يشاهد رب العالمين على عرشه يدبر امر مملكته يرفع القسط ويخفضه يعز من يشاء ويذل من يشاء كل يوم هو في شأن. فهذا الخبر المفصل عن الله في كتابه يبلغ العلم به في قلوب بعض الخلق مبلغ رؤية العين وهذا علم اليقين وهو اعلى درجات العلم العلم الذي لا يتطرق اليه شك. لكن هل هذا هو الرؤية؟ لا. الله جل وعلا ذكر في النار في سورة التكاثر الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون. ثم كلا سوف تعلمون. كلا لو تعلمون علم اليقين. علم اليقين لترون اذا عندنا علم اليقين هو العلم الذي لا يتطرق اليه شك ولا شبهة ولا ريب ويكون الانسان فيه موقنا بالخبر ايقانا تاما كالمعاين لكن هناك درجة اعلى من علم اليقين وهي حق اليقين وهو ان يعاين الانسان ما استقر في قلبه من الخبر. لو جانا شخص وقال هناك حادث خارج المسجد ووصفه له رجل صادق او جاه عشرين شخص وصفوا لنا حادث خارج المسجد هذا حقيقة هذا علم اليقين من حيث التوافر ومن حيث الوصف. لكن متى يكون بالنسبة لنا حق اليقين يكون بالنسبة لنا حق اليقين اذا خرجنا وابصرناه باعيننا. الخبر عن ان الوادي قد سال جاء اناس قال نزل المطر وسأل الوادي وجانا الخبر من عدد كبير حتى بلغ عندنا درجة اليقين في العلم ثم لما كثر الخبر خرجنا ورأينا الوادي الذي اخبرنا بسيلانه وجريانه باعيننا. المرتبة الاولى هي علم اليقين وابصارنا ذلك هو حق اليقين فالان خبر الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن ربه هو من اي الانواع هو من علم اليقين الذي يصل عند بعض الناس الى هذه الدرجة العليا نسأل الله ان يبلغنا واياكم اياها في عبودية الرب تعالى وفي تحقيق الطاعة له وهي ان تعبد الله كأنك تراه كانك تشاهده سبحانه وبحمده وهذه مرتبة كبيرة وعظيمة تحمل العبد على خير لا منتهى له. ولذلك كان الاحسان هو اعلى مقامات الدين. في الاعمال الظاهرة واعلى مقامات الدين في الاعمال الباطنة. يقول رحمه الله ولكن الذي يقع لاهل الحقائق حقائق الايمان من المعرفة بالله ويقين القلوب مشاهداتها وتجلياتها هو على مراتب كثيرة قال النبي لما سأله في بيان اعلى المراتب لما سأله جبريل عن الاحسان قال الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه. طيب هل في مراتب دون ذلك؟ نعم. واذا قال فان لم تكن تراه فانه يراك اذا قصر علمك حلمك به الى منزلة ما تمكنت ان تعبده كانك تراه فاعتقد انه يراك. قال بعد ذلك هذا فيما يتعلق بالرؤية في اليقظة اما الرؤيا في المنام هل يرى المؤمن ربه في المنام الا في صورة حسنة. واذا كان في ايمانه نقص رأى ما يشبه ايمانه ورؤيا المنام لها حكم من غير رؤيا الحقيقة في اليقظة ولها تعبير وتأويل لما فيها من الامثال المضروبة للحقائق وقد يحصل لبعض الناس في اليقظة ايضا من الرؤيا نظير ما يحصل للنائم في المنام. فيرى بقلبه مثل ما يرى النائم وقد يتجلى له من الحقائق ما يشهده بقلبه. فهذا كله يقع في الدنيا. وربما ما غلب احدهم ما يشهده قلبه وتجمعه حواسه. فيظن انه رأى ذلك بعيني رأسه. حتى ايقظ فيعلم انه من ام. وربما علم في المنام انه من ام. فهكذا من العباد من يحصل له مشاهدة قلبية تغلب عليه حتى تفنيه عن الشهود بحواسه فيظنها رؤية بعينه وهو غالط في ذلك. وكل من قال من العباد المتقدمين او المتأخرين انه ربه بعيني رأسه فهو غالط في ذلك باجماع اهل العلم والايمان. طيب. وهذي مسألة يبحثها اهل العلم هل يرى المؤمن ربه في المنام او لا؟ لاهل العلم في ذلك ثلاثة اقوال. قول بنفي ذلك. وانه لا يرى في المنام وهذا فيما يظهر قول اكثر اهل العلم القول الثاني انه يراه في المنام القول الثالث هو في الحقيقة لا يخرج على القول الثاني لكنه تفصيل له. وهو ان ما يراه في المنام يرجع الى ايمانه وهو ما اشار اليه الشيخ رحمه الله واختاره في هذا المقام حيث قال وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صور متنوعة ليس على صورة واحدة ما الفارق بين هذه الصور؟ على قدر ايمانه طيب هذه الصور متنوعة المقصود انه انا اشكال مختلفة لا لكن على درجات مختلفة في الرؤية كما ان اهل الجنة يتفاوتون في رؤياهم ليسوا على درجة واحدة. اهل المقام الاعلى الفردوس ورؤياهم ليس كرؤيا من دونهم في ما يرونهم ويتجلى لهم من صفات رب العالمين برؤيته. وان كان الجميع يشترك في انهم لا يدركونه سيأتين هذا في رؤيا اهل الجنة لكن كذلك في رؤيا المنام تتفاوت على قدر تفاوت ايمان العبد فمن كمل ايمانه كملت رؤيته. ومن نقصت نقصت رؤيته. ولكن في هذا اشكال. الاشكال هو انه لا يتمكن احد من الجزم بان ما رآه في منامه هو رب العالمين. لماذا؟ لانه ليس كمثله شيء. سبحانه وبحمده فلا تدركه العقول ولا يدري الانسان وقد يلتبس عليه هل هذا وصف رب العالمين او وصف غيره؟ ولذلك القول بانه لا يجزم بانه رؤيا في المنام اقرب الى الصواب مما ذكره المؤلف رحمه الله ومما ذكره غيره من اهل العلم من انه يرى في المنام فاننا لا نجزم ولا ندري هل هذا هو رب العالمين ام انه اشتبه عليه حتى لو جاءت بالصفات التي جاء الخبر عنها قد يكون ذلك تلبيسا من الشيطان نعم نعم رؤية الله بالابصار هي للمؤمنين في الجنة وهي ايضا للناس عموما في عرصات القيامة كما تواترت الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال انكم سترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب. وكما ترون القمر ليلة البدر صحوا ليس انه سحاب. وقال صلى الله عليه وسلم جنات الفردوس اربع جنتان من ذهب انيتهما وحليتهما وما فيهما. وجنتان من فضة هانيتهما وحليتهما وما فيهما وما بين القوم وبين ان ينظروا الى ربهم الا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن. وقال صلى الله عليه وسلم اذا دخل اهل الجنة الجنة نادى مناد يا اهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد يريد ان ينجزكموه فيقولون ما هو؟ الم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار. الله اكبر في كشف الحجاب فينظرون اليه. فما اعطاهم شيئا احب اليهم من النظر اليه وهي الزيادة وهذه الاحاديث وغيرها في الصحاح. وقد تلقاها السلف والائمة بالقبول. واتفق عليها اهل السنة والجماعة انما يكذب بها او يحرفها الجهمية. ومن تبعهم من المعتزلة والرافضة ونحوهم. الذين يكذبون بصفات الله تعالى وبرؤيته وغير ذلك. وهم المعطلة شرار الخلق والخليقة. ودين الله وسط بين تكذيب بهؤلاء بما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاخرة. وبين تصديق الغالية بانه يرى عيوني في الدنيا وكلاهما باطل. هذه صلة ما كان قد بدأه الشيخ رحمه الله في ذكر ما يتعلق بالرؤية فانه ذكر من جملة ما ذكر ما وظعه الكذابون وافتراه والمبطلون من الاحاديث التي يقصدون فيها ابطال ما جاءت به النصوص الصحيحة الثابتة من صفات الله تعالى وذكر لذلك امثلة وذكر من جملة ما ذكر الحديث الذي فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في الطواف او انه رآه وهو خارج من المكة او انه رآه في بعض سكك المدينة ثم تطرق من هذه الطائفة من الاحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم الى ذكر مسألة الرؤية وهي هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه او لا؟ والخلاف في ذلك وما هي الرؤية التي يثبتها اهل السنة والجماعة للنبي صلى الله عليه وسلم وانها رؤيا المنام وليس في شيء من الحديث انه رآه بعينه حتى في ليلة المعراج التي هي اشرف والليالي للنبي صلى الله عليه وسلم لم ير فيها ربه وانما الرؤية التي ثبتت هي رؤية الفؤاد والقلب ثم ذكر المؤلف رحمه الله بعد ذلك هل هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ ام انه يكون لغيره من اهل الايمان وذكر في ذلك خلافا والاجماع منعقد انه لن يرى احد الله تعالى في الدنيا بعينه انما الخلاف الذي وقع هو هل يرى في المنام او لا يرى فاذا رأى الانسان شيئا في اليقظة وظن انه الله فانه من تلبيس الشيطان. وليس رب العالمين لان الله تعالى لا يرى في الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم واعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه حتى يموت. وهذا في سياق خبره صلى الله عليه وسلم عن الدجال وكذبه. وانه في زعمه للربوبية تحية عفاك دجال كاذب. لانها من دلائل كذبه انه لا يرى جل وعلا في الدنيا انما يرى في الاخرة. وقوله واعلموا انه لن يرى احد منكم ربه حتى يموت اي بعينه التي في رأسه واما رؤيا المنام فان من اهل العلم من قال انه لا يرى بالمنام كما تقدم الخلاف في هذا لا يراه احد غير النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال انه يراه المؤمنون ومنهم من قال انه يرى سبحانه وتعالى بقدر ايمان العبد وهذا ما قرره الشيخ رحمه الله وان الناس يتفاوتون في الرؤية بقدر تفاوت ايمانهم فمن قال انه رأى الله تعالى فانه رآه على حسب ايمانه وعلى قدر يقينه ولذلك يقول المؤلف رحمه الله في هذا وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صور متنوعة على قدر ايمانه ويقينه حتى شخص قد تتكرر الرؤية عليه فيراه في مرات مختلفة على صور مختلفة. لكن هل هذا ان الله تعالى يكون على اشكال مختلفة؟ الجواب لا انما المقصود ان هذا التفاوت باعتبار حال الرائي لا باعتبار حال المرئ انت ترى الشمس وهي شمس فتراها ساطعة في اول النهار ويكون دونها سحاب فتخفى ويكون دونها غبار او قتر فيختلف حالها وهي هي لكن الذي اختلف لا اهلها هي هي انما اختلف ما قد يكون في واسطة الرؤية اليها او حتى حال الانسان نفسه قد تختلف. فرؤية حديد البصر ليست كرؤية حسير البصر ليست كرؤية المتوسط في رؤيته يخبرني بعض الناس يقول اني ارفع رأسي الى الشمس وارى في رابعة النهار يرى نجوم السماء في رابعة النهار ويقول واريها الناس في فترة من عمره. معنى هذا انه يعني اكثر الناس يرون هذا اكثر الناس يرون هذا. معنى هذا ان عنده من القوة والنفوذ في البصر ما ما يختلف. ثمان المؤمنين يوم القيامة تتفاوت درجاتهم في النظر والتنعم به. ليسوا على درجة واحدة فمنهم من ان يكون نصيبه اوفى من غيره في التنعم والتلذذ بالنظر الى الله تعالى وان كان الجميع يشتركون في رؤيته فقول الشيخ رحمه الله وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صور متنوعة على قدر ايمانه هذا لا يرد عليه اشكال كيف يعني انه يتشكك لا هذا الاختلاف باختلاف حال ايش حال الرائي ايضا الذي يراه هل هو الله؟ الجواب لا انما الذي يراه مثال ولذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني حقا. معنى حقا اي رأى مثاله حقا. اما جسده الذي في قبره فانه لم يره ولذلك قال صلى الله عليه وسلم فان الشيطان لا يتمثل بي فالمرء هو مثال علمي وليس هو عين الحقيقة انما هو مثال الحقيقة وليس عينها وهذا ينبغي التنبه اليه وبه يزول الاشكال الذي يمكن ان يرد على هذا القول وهو ان يرى المؤمن ربه في المنام على صور متنوعة. بعد هذا ذكر الشيخ رحمه الله ان من الناس من يغلب عليه حال ما يراه في اليقظة قد يظنه الحقيقة. قال وقد يحصل لبعض الناس اليقظة ايضا من الرؤيا نظير ما يحصل نائم في المنام فيرى بقلبه مثل ما يرى النائم لكنه ليس هو في الحقيقة لان الذي يراه في المنام ليس هو حقيقة وقد يتجلى له من الحقائق ما يشهده بقلبه فهذا كله يقع في الدنيا لكن الرؤية البصرية المعاينة هذه لا تكون الا في الاخرة يقول وربما غلب احدهم ما يشهده قلبه وتجمعه حواس فيظن انه رأى ذلك بعيني رأسه يعني من شدة تصديقه ويقينه وشعوره بما يقوم في قلبه كأنما يراه حقيقة وان كان لا يبصره وهذا هي المرتبة التي يشير اليها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل في جواب الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. كانك تراه وهو هنا يعني مثلما لو انك تراه وليس انه يراه بعينه التي في رأسه يقول فهكذا من العباد من يحصل له مشاهدة قلبية تغلب عليه حتى تفنيه عن الشعور بالحواس. فيظنها رؤية بعينه وهو غالط في ذلك وكل من قال من العباد المتقدمين او المتأخرين انه رأى ربه بعيني رأسه فهو غالط وهذا لا شك هو غالط وان كان قد يعذر في غلطه لشدة ما غلب عليه لكنه غالط يجب ان ينبه وان يعلم وهذا في حال العباد ولو كان عالما لعالم انه لا يمكن ان يرى الله تعالى في اليقظة وقد حصل هذا في القصة المشهورة لعبد القادر الجيلاني التي يذكرها اهل العلم وهي انه حصل له في بعض تجليات التي حصلت له في في تعبدات انه رأى نورا عظيما وراء عرشا وعليه نور ساطع عظيم. ورأى انوار تصعد وتنزل فسمع من هذا النور من يقول له انا ربك يا عبد القادر انا ربك وقد احللت لك ما حرمت على غيرك فقال اخسأ فانك شيطان يقول فتمزق ذاك النور وانقلب الى ظلمه وهذه قصة مشهورة عن عبد القادر الجيلاني رحمه الله ذكرها شيخ الاسلام وذكرها غيره. فقيل له كيف عرفت انه ليس بربك؟ فقال انه قال قد احللتم لك ما حرمت على غيرك والشريعة قد تمت ولا نسخى فيها وهذا من فقهه وعلمه لو كان من العباد الزهاد كان بلغ ما يبلغه بعضهم ويصل اليه بعض من يزين الشيطان لهم اعمالهم فيقول سقطت عني التكاليف بكلام رب العالمين قال لي حدثني ربي ما في واسطة بيني وبين الله حدثني ربي باني قد احللت لك ما حرمت على غيرك وهو شيطان لكنه ظن وتوهم هذا الوهم الذي لبس عليه ولو كان عنده من العلم لرد هذا القول. وايضا قال وانه لم يستطع ان يقول اني انا الله الذي الذي لا اله الا انا انما قال انا ربك وهو كاذب في دعواه. على كل يحصل لبعض العباد من هذه الاحوال ما يزول اشكاله بالعلم فالعلم علاج كل جهل وهو نور كل ضلال وبه يبصر الانسان مواقع الهدى ويسلم من مواقع الغي والانحراف بعد هذا الذي تقدم مما يتعلق بالرؤية في الدنيا انتقل رحمه الله الى ذكر ما يتعلق بالرؤية في الاخرة ورؤية الله تعالى في الاخرة هي نعيم ينعم الله تعالى به المؤمنين. قال الله جل وعلا وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة وهذه الاية اقوى واصلح اية في اثبات نعيم النظر الى وجهه سبحانه وبحمده نسأل الله ان يجعلنا واياكم من اهل النظر اليه والتنعم بالنظر الى وجهه الكريم سبحانه وبحمده. يقول المؤلف نعم رؤية الله بالابصار هي للمؤمنين في الجنة لا تكون الا له خالصة وقول للمؤمنين اي ليست لسواهم فهي خالصة لهم دون غيرهم وهي ايضا للناس في عرصات القيامة للناس وهذا يشعر بانه تكون الرؤية في عرصات اي في موقف القيامة للمؤمن وغيره ليست خاصة بالمؤمنين بل تكون للمؤمنين وتكون للمنافقين وتكون للكافرين لكنها بالنسبة للمؤمنين رؤية تحريف. وبالنسبة للمنافقين والكافرين رؤية تحسير وتبكيت وتعذيب كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فما يكون من الحجاب من اشد ما يكون من العقاب عليهم العقوبة على عملهم. يقول رحمه الله كما ذكرت الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال انكم سترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب وهنا التشبيه للرؤية وليس للمرء اي ترونه من الوضوح والبيان وعدم الخفاء كما ترون الشمس ليس دونها سحاب وكما ترون القمر ليلة البدر في كماله صحوا ليس دونها سحاب. وقال جنات الفردوس ذكر حديث الدالة على ثبوت هذا النعيم. نسأل الله ان نكون من اهله. يقول جنات الفردوس اربع. وذكرها والشاهد فيها يقول وما بين القوم وبين ان ينظروا الى ربهم الا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن. ثم ذكر في كشف فينظرون اليه فما اعطاهم شيئا احب اليهم من النظر اليه وهي الزيادة في قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة يقول وهذه الاحاديث وغيرها في الصحاح وقد تلقاها السلف والائمة بالقبول واتفق عليها اهل السنة والجماعة. ثم بعد ان قرر ما ثبت في عقد الفرقة الناجية المنصورة مما دل عليه الكتاب والسنة انتقل الى بيان من ظل في هذا هذه الصفة قال وان ما يكذب بها او يحرفها يعني المسالك في نفي الرؤية مسلكان تكذيب وتحريف والتحريف نوع تكذيب لكنه تكذيب بحيلة انما يكذب بها يعني ينكرها بالكلية او يحرفها يعني يحملها على غير محملها المراد. الجهمية ومن تبعهم من المعتزلة رافظة ونحوهم الذين يكذبون بصفات الله تعالى وبرؤيته وغير ذلك وهم المعطلة شرار الخلق والخليقة. معطل الذين اخلوا الله تعالى عن صفاته كماله سبحانه وبحمده. فكانوا شرار الخلق والخليقة لانهم قد افتروا على الله تعالى كذبا فكذبوه في خبره سبحان الله عما يصفون. واذا كان الظلال في صفة من صفات الله تعالى يوجب تشديد العظيم الذي ذكره الله تعالى في قوله تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر جبال هدا ليش من دعوا للرحمن ولدا كل هذا انهم نسبوا الى الله تعالى الولد وهذا بيان عظيم وكبير خطر الضلال فيما يتعلق بالرب جل وعلا لذلك قال المؤلف رحمه الله وهو معطلة شرار الخلق والخليقة قال ودين الله وسط بين تكذيب هؤلاء الذين كذبوا بالرؤيا مطلقا في الدنيا والاخرة وبين تصديق الغالي الذين اثبتوا الرؤيا في الدنيا والاخرة واهل السنة يثبتون الرؤيا في الاخرة للمؤمنين وللناس في العرصات وينفونها عن كل احد في الدنيا انما وقع الخلاف في النبي صلى الله عليه وسلم هل رأى ربه او لا في الدنيا بعينه؟ واما رؤية المنام فتقدم الكلام فيها التفصيل السابق. وهؤلاء الذين يزعم انه يراه بعيني رأسه نعم وهؤلاء الذين يزعم احدهم انه يراه بعيني رأسه في الدنيا هم ضلال كما تقدم. فينضموا الى ذلك ان انهم يرونه في بعض الاشخاص اما بعض الصالحين او بعض المردان او بعض الملوك او غيرهم عظم ضلاله وكفرهم وكانوا حينئذ اضل من النصارى الذين يزعمون انهم رأوه في صورة عيسى ابن مريم. بل هم اضل من اتباع الدجال الذي يكون في اخر الزمان. ويقول للناس انا ربكم ويأمر السماء فتمطر والارض فتنبت. الله اكبر. ويقول للخربة اخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها. وهذا هو الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم امته. وقال ما من خلق ادم الى قيام الساعة فتنة. اعظم من الدجال وقال اذا جلس احدكم في الصلاة فليستعذ بالله من اربع. ليقل اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم اما واعوذ بك من عذاب القبر واعوذ بك من فتنة المحيا والممات واعوذ بك من فتنة المسيح الدجال اذا ادعى الربوبية واتى بشبهات فتن بها الخلق حتى قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم انه اعور وان ربكم ليس باعور. واعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه حتى يموت. الله اكبر. فذكر لهم علامتين ظاهرتين يعرفهما جميع الناس. لعلمه صلى الله عليه وسلم بان من الناس من يضل فيجوز ان يرى ربه في الدنيا في صورة البشر. كهؤلاء الضلال الذين يعتقدون ذلك. وهؤلاء قد سمون الحلولية والاتحادية. يقول رحمه الله وهؤلاء الذين يزعم احدهم انه يراه بعيني رأسه في الدنيا. هم ضلال اي بعيدون عن الصواب والحق. قد جمعوا جهلا وظلما كما تقدم فانضموا الى ذلك انهم يرونه في بعض الذين يزعمون انهم يرونه ضلال فاذا ضموا الى ذلك انهم يرونه حالا في بعض الاشخاص فهؤلاء يقول المؤلف رحمه الله شر من النصارى. لان النصارى لم يقولوا ان الله حل في كل احد انما حل في عيسى ابن مريم وهؤلاء يقولون يحل في الملوك ويحل في المردان ويحل في بعض الصالحين واهل الطاعة وهذا كذب وهو من اعظم وهم اضل من النصارى الذين قال الله فيهم ما قال بل هم اضل من اتباع الدجال. لماذا هم اضل من اتباع الدجال؟ لان الدجال عنده من الفتن والشبه ما يشتبه به الحق بالباطل ويظل به كثير من الناس. وذلك ان الله يمكنه من خوارق يضل بها خلق كثير. ولذلك كانت هذه الفتنة اعظم فتنة كما ذكر المؤلف. فيما ذكره من حديث في الصحيح ما من خلق ادم الى قيام الساعة فتنة اعظم من فتنة الدجال ولذلك جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة ومن حديث انس وجاء في صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي الا وقد انذره قومه الدجال من نوح فمن بعده؟ كل نبي انذر قومه المسيح الدجال. وذلك لعظيم فتنته كبير خطره. شف من نوح اول رسول ارسله الله تعالى الى اهل الارض الى اخرهم كلهم يتفقون على التحذير من هذه الفتنة. وهذا ما يكون الا لامر جليل وخطير وكبير وتزيغ به الالباب وتضل به العقول وتعمى به البصائر ولذلك ليس للانسان من هذه الفتنة الا ان يلجأ الى الله تعالى صادقا ان يحفظه منها. وان يقيه شرها. ولذلك كل صلاة انت مندوب ان تقول اللهم اني اعوذ بك فتنة المسيح الدجال. تصور لو لم يكن الامر من الخطورة والكبر ان يكون على درجة كبيرة من الخطر لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجه الى ان يقول المؤمن في كل صلاة مفروضة او نافلة في اخرها ان يقول اعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال. وكثير منا قد يقول هذا لكنه يغفل وينسى ان هذه الفتنة يعني قربت وكثرت علامات دنوها الاذن بخروجه نسأل الله ان يكفينا واياكم شره. يقول فهذا ادعى الربوبية واتى بشبهات فتن بها الخلق حتى قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم انه اعور وان ربكم ليس باعور. واعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه حتى يموت حتى ما يشتبه الامر. قد يأتي من يشبه لكن القاعدة التي تقر عليها القلوب المتبعة والصادقة انه لن يرى احد ربه حتى يموت. اذا مت فستر الله تعالى. اما قبل ذلك فلن جل وعلا لان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد